بسم الله الرحمن الرحيم
خلاصة كتاب تناقضات الالباني الواضحات
تأليف العالم الفاضل حسن السقاف
مقدمة المؤلف
بسم الله الحمن الرحيم
إن الحمد لله ، نحمده نستعينه ونستغفره ، نعوذ بالله من شرور
أنفسنا ، وسيئآت أعمالنما ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا
هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا
عبده ورسوله . ) يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم
مسلمون ( ، ) يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة
وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثير ، ونساء واتقوا الله الذي تساءلون
به والارحام إن الله كان عليكم رقيبا ( ، ) يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله
وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع
الله ررشوله فقد فاز فوزا عظيما ( .
/ أما بعد : فهذا الجزء الاول من كتابنا الجديد ) سلسلة تناقضات
الالباني ( وقد أوردنا فيه ما يزيد على خمسين ومئتين من تناقضات وقعت
له ، فهو يصحح أحاديث في كتاب ويضعفها في كتاب اخر ، أثناء تخريجاته
للاحاديث النبوية ، والاثار المصطفوية ، وقد كنت ألاحظ ذلك حين أرجع
إلى كتبه لاعرف رأيه في حديث ما بعد مراجعتي للحديث من مصادره
الاصلية التي تروى الاحاديث فيها بأسانيدها والتي ينقل الشيخ الالباني
منها ، والتي خطتها أيدي أولئك الجهابذة الاعلام من أئمة الحديث
المتقنين ، فأراه ساعتئذ متناقضا جدا ، كثير الوهم والغلط ، فأعجب من
ذلك غاية العجب ، لا سيما وقد اغتر كثير من الشباب وطلاب العلم
بتخريجاته ، لانهم لا يرجعون إلى الاصول التي ينقل منها ، ولا يدركون
تناقضه في الحكم على الحديث ما بين كتاب وكتاب من مصنفاته
ومؤلفاته ، لعدم أهليتهم لذلك ، فكنت أدون تلك الملاحظات في كراس
خاص ، ولما اجتمع عندي من ذلك عدد ضخم وشئ كثير رأيت أن أدون
تلك التناقضات في سلسلة ، وكذا الاوهام في سلسلة ، وكذا الاخطاء
والقصور في الاطلاع في سلسله أخرى ، وكذا ما يقع له من حذف أو
تغيير في كلام السادة العلماء والائمة الذين ينقل من كتبهم قي سلسلة
أخرى كذلك ، وأخرجها للقراء ليقفوا على جلية الامر حتى لا يقعوا فيها
لا سيما الذين فتنوا به .
وغير خاف أن الشيخ يعد نفسه وكذا من فتن به أنه وحيد دهره
وفريد عصره ، وأن كلامه لا يجوز الاستدراك عليه ، ولا التعقب على ما
/ صفحة 5 /
لديه ، وأنه فاق السابقين في الوقوف على أطراف الحديث وزياداته
وتمحيصها ، وبيان ما خفي على المحدثين والحفاظ من خفايا عللها ، وأنه
وإن كان أصغر رتبة في هذا العلم من البخاري قليلا ! لكنه يستطيع أن
ينتقده ويضغف ما صححه ! ، كما أنه يستطيع أن يتعقب الامام مسلما
حتى فيما لم يسبقه به أحد من الحفاظ المتقدمين ، والائمة السالفين ، وقد
هضم حقه بعض تلاميذه وشركائه حين وصفه أنه برتبة الحافظ ابن حجر
أمير المؤمنين في الحديث ! ، وإلى هنا فقد ) بلغ السيل الزبى ( لا سيما وأن
الشباب المفتونين بتخريجاته وتعليقاته ، وأمثالهم ممن أنبهر بمصنفاته ، لا
يعرفون اخراج الحديث من الكتب التي ينقل منها ، مع ملاحظة المثل
السائر ، ) إن الحب يعمي ويصم ( وقد صرح لهم أنه لا يقلد في هذا الفن
أحدا كما صرح في مقدمته الفذة ) لاداب زفافه ( المشحونة بالنيل من أهل
العلم والفضل والافتراء عليهم ، فإذا علمت هذا فقبل أن نمثل لك على
كل ما قلناه إن شاء الله تعالى برهانا علميا ودليلا حسيا ، نقول : يلزم
على من ادعى أنه خلاصة المحدثين ، وزبدة المؤلفين والمصنفين ، الذي
فاق بعلمه الاولين والاخرين ، ما خلا الانبياء والمرسلين ، وأنه المحقق
الذي غربل ونقى الاخبار والاثار ، وبين الصحيح من السقيم في كلام
الاخيار والابرار ، أن يكون الغلط في كلامه أقل ما يمكن ، وأن لا يكثر
الخبط في تقريراته ، وأن يكاد يعدم التناقض في ما يحكم عليه ، لاننا نقول
جميعا : إن العصمة للانبياء ، والتنزه من الخطأ صفة كتاب الله تعالى ،
ونحن لا نقول له : إن نصيحته للناس أن يعولوا على كتاباته المنقحة
/ صفحة 6 /
المهذبة إفي لسان قاله وحاله ) 1 ( توجب أنه معصوم عما قد يقع له من الخطأ ،
وإنما نقول ونجزم أن من ادعى هذه الرتبة لا ينبغي أن تكون له أغلاط
وأوهام وتناقضات فاقت ما وقع للاولين والاخرين وبلغت مئات بل
جاوزت ذلك ، وهذه السلسلة ستثبت ذلك بعون الله وتوفيقه تعالى ،
وستثبت أنه لا يجوز التعويل على تحقيقاته ، ولا الاغترار بتصحيحاته أو
* ) هامش ( * ) 1 ( أما قاله : فمنها قوله في صحيح الكلم الطيب لابن تيمية ص 4 ) الطبعة الرابعة
1400 ه ( ما نصه : ) أنصح لكل من وقف على هذا الكتاب أو غيره ، أن لا
يبادر إلى العمل بما فيه من الاحاديث إلا بعد التأكد من ثبوتها ، وقد سهلنا له
السبيل إلى ذلك بما علقناه عليها ، فما كان ثابتا منها عمل به وعض عليه
النواجذ ، وإلا فاتركه . . . ( اه .
وأما حاله : فقد أحال في كتبه ) صحيح أبي داود ( و ) صحيح النسائي ( و ) صحيح
ابن ماجه ( و ) صحيح الترمذي ( على كتبه الاخرى ، فلو كان الحديث في
الصحيحين لا يقول انظره في البخاري برقم كذا وفي مسلم برقم كذا إنما يقول
انظره في ) صحيح الكلم ( أو . . . وهذه دعوة منه لرمي الناس في أحضان تقليده ،
وخصوصا أنه بتر كتب السنة التي قسمها إلى ضعيف وصحيح من الاسانيد وجعل
قراءه ومن يثق بكلامه المتناقض في معزل عن الاسانيد ، ولولا الاسناد لقال من
شاء ما شاء ! فأين دعواه حث الناس إلى الاجتهاد وهو يخرجهم من تقليد الائمة
إلى تقليده ؟ ! بتناقض عجيب وفعل أغرب من غريب ! فإلى الله المشتكى ! ! وسنرى
في هذا الكتاب أشكال خبطه وأفانين خلطه لينطبق عليه المثل السائر ) رمتنى بدائها
وانسلت ( ! ! .
) تنبيه ( : لا يقال إنه يعزو في كتبه أحيانا إلى كتب غيره فهو في ) ضعيف الجامع
مثلا ( يعزو إلى ) مجمع الزوائد ( أحيانا . فالجواب على هذا الكلام الذي قد يورده
هو أو متعصب له أن النظر للامر الكلي العام لا إلى الشاذ النادر .
فهو كثيرأ في 0 ضعيف الجامع ( ) وصحيحه ( يضع إشارة ) ؟ ( استفهام يشير أن
الحديث لم يخرجه بعد في كتاب له . فتنبهوا .
) * ( الصحيح أن يقول : ) إعمل به وعض عليه بالنواجذ ( وقد أخطأ في التعبير لضعفه في اللغة ! .
/ صفحة 7 /
تضعيفاته ، وهو يعيب على العلماء أشياء ثم يقع فيها وإذا وصلنا بالكلام
إلى هذا المقام وجب التمثيل لغالب ما حكيناه فنقول :
عاب على قوم أمورا وقع فيها من حيث لا يدري
) مثاله ( :
عاب على الامام المحدث إبي الفضل عبد الله بن الصديق الغماري
إيراده في كتابه ) الكنز الثمين ( حديث أبي هريرة المرفوع الذي فيه :
) أفش السلام وأطعم الطعام وصل الارحام وقم بالليل والناس نيام ،
ثم ادخل الجنة بسلاس ( .
فقال في ) سلسلته الضعيفة ( ) 3 / 492 ( بعدما عزاه لاحمد
) 2 / 295 ( وغيره :
) قلت : وهذا اسناد ضعيف ، قال الدارقطني :
أبوميمونة عن أبي هريرة ، وعنه قتادة : مجهول يترك ( . اه
ثم قال - الالباني - في نفس الصحيفة :
) تنبيه : قد وقع للسيوطي ثم للمناوي خبط في لفظ هذا الحديث
وسياقه ، بينته في المصدر الانف الذكر برقم ) 571 ( وكذا أخطأ الغماري
بي يراده في ) كنزه ( ( . اه
أقول : بل أنت وقعت في الخبط والخطأ الاعظم ، بل والتناقض
/ صفحة 8 /
الاكبر ، والدليل على ذلك أنك صححت هذا الحديث بعينه وبنفس سنده
في موضع آخر وأنت لا تدري ، حيث قلت في ) إرواء غليلك ( ) 3 / 238 (
ما نصه :
أخرجه أحمد ) 2 / 295 . . . ( والحاكم . . . من طريق قتادة عن أبي
ميمونة . قلت : وإسناده صحيح ، رجاله رجال الشيخين غير أبي ميمونة
وهو ثقة كما في ) ) التقريب ( وقال الحاكم . صحيح الاسناد ووافقه
الذهبي ( اه .
فتأملوا بالله عليكم في هذا التناقض ، ومن الذي أخطأ ؟ ! المحدث
الغماري أم هو ؟ ! وانظر كيف يعيب على أهل الحديث ثم يقع بما عابهم
به ! !
وأقول إن أبا ميمونة ثقة والحديث صحيح .
/ صفحة 9 /
تضعيفه لاحاديث في البخاري وأحاديث في مسلم
قد أخرج سلسلة قسم فيها أحاديث كتب السنة الاربعة إلى صحيح
وضعيف ، ظهر للان الصحيح و ) ضعيف ابن ماجه ( ونحن بانتظار الباقي
وما ندري ماذا سيكون صنيعه في صحيح البخاري وصحيح مسلم ، وقد
سبق له أن ضعف أحاديث فيهما ، وبتضعيفه لبعض الاحاديث
المخرجة في صحيح البخارى ي وصحيح مسلم يكون قد ناقض نفسه ، لانه
ذكر في مقدمة ) شرح الطحاوية ( لابن أبي العز رادا على بعفر العلماء ،
أنه لا يصدر كلامه في تخريج أحاديث الصحيحين بلفظة ) صحيح ( حكما
منه على ما فيهما من الاحاديث ، وإنما يصدر كلامه بلفظة ) صحيح (
إخبارا بالواقع أنظر ص ) 27 - 28 ( من مقدمة الطحاوية الطبعة الثامنة
) المكتب الاسلامي ( ، فإذا علمت ذلك أخي القارئ المنصف فنقول
ساعتئذ :
لقد ناقض الرجل نفسه ولم يصدق في مقدمة ذلك الكتاب فقد
ضعف أحاديث في البخاري وكذا في مسلم ولا بد من التمثيل عليها
لاثبات البرهان والدليل على ما نقول :
/ صفحة 10 /
1 - حديث : ) قال الله تعالى : ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة : رجل
أعطى بي ثم غدر ، ورجل باع حرا فأكل ثمنه ، ورجل استأجر أجيرا
فاستوفى منه ولم يعطه أجره ( ) 1 ( .
قال الالباني في ) ضعيف الجامع وزيادته ( ) 4 / 111 برقم 4054 ( :
رواه أحمد والبخاري عن أبي هريرة ) ضعيف ( ! ! ! .
2 - حديث : ) لا تذبحوا إلا بقرة مسنة ، إلا أن تتعسر عليكم فتذبحوا
جذعة من الضأن ( ) 2 ( .
قال الالباني في ) ضعيف الجامع وزيادته ( ) 6 / 64 برقم 6222 ( :
رواه الامام أحمد ومسلم وأبوداود والنسائي وابن ماجه عن جابر
) ضعيف ( ! ! ! .
3 - حديث : ) إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي
إلى امرأته ، وتفضي إليه ثم ينشر سرها ( ) 3 ( .
قال الالباني في ) ضعيف الجامع وزيادته ( ) 2 / 197 برقم 2005 ( :
رواه مسلم عن أبي سعيد " ) ضعيف ( ! ! ! .
4 - حديث : ) إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح صلاته بركعتين
خفيفتين ( ) 4 ( .
* ) هامش ( * ) 1 ( هو في البخاري برقم ) 2114 (
) 2 ( هو في مسلم برقم ) 1963 (
) 3 ( هو في مسلم برقم ) 1437 (
) 4 ( هو في مسلم برقم ) 768 ( ) * (
/ صفحة 11 /
قال الالباني في ) ضعيف الجامع وزيادته ( ) 1 / 213 برقم 718 ( :
رواه الامام أحمد ومسلم عن أبي هريرة ) ضعيف ( ! ! ! .
5 - حديث : ) أنتم الغر المحجلون يوم القيامة ، من إسباغ الوضوء ،
فمن استطاع منكم فليطل غرته وتحجيله ( ) 1 ( .
قال الالباني في ) ضعيف الجامع وزيادته ( ) 14 / 2 برقم 1425 ( :
رواه مسلم عن أبي هريرة ) ضعيف بهذا التمام ( .
6 - حديث : ) إن من أعظم الامانة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي
إلى امرأته . . . ( ) 2 ( .
قال الالباني في ) ضعيف الجامع وزيادته ( ) 2 / 192 برقم 1986 ( :
رواه أحمد ومسلم وأبوداود عن أبي سعيد ) ضعيف ( ! ! .
7 - حديث : ) من قرأ العشر الاواخر من سورة الكهف عصم من فتنة
الدجال ( ) 3 ( .
قال الالباني في ) ضعيف الجامع وزيادته ( ) 5 / 233 برقم 5772 ( :
رواه أحمد ومسلم والنسائي عن أبي الدرداء ) ضعيف ( ! ! .
8 - حديث ) كان له صلى الله عليه وسلم فرس يقال له اللحيف ( ) 4 ( .
قال الالباني في ) ضعيف الجامع وزيادته ( ) 4 / 208 برقم 4489 ( :
* ) هامش ( * ) 1 ( هو في مسلم برقم ) 246 (
) 2 ( هو في مسلم برقم ) 1437 ( ) 124 (
) 3 ( هو في مسلم برقم ) 809 ( بلفظ ) حفظ ( . فعزوه لمسلم بلفظ ) قرأ ( غلط فاحش ! .
) 4 ( هو في البخاري . انظر فتح الباري ) 6 / 58 برقم 2855 ( ) * (
/ صفحة 12 /
رواه البخاري عن سهل بن سعد ) ضعيف ( ! ! ! .
وهذا غيض من فيض ، وقليل من كثير ، ولولا خوف الاطالة والملل
لنقلت منها أيضا أمثلة متوافرة ، وقد خرجتها من كتبه في أثناء مطالعتي
فما بالك لو استقصيت وتتبعت كل ما كتبه ! ! .
/ صفحة 13 /
تناقضه في تصحيحه الحديث في موضع
وتحسينه في موضع آخر
لقد ضربت صفحا عن تحسينه الحديث في موضع ، وتصحيحه إياه
بنفس ذلك السند في موضع آخر ، لقلة أهمية ذلك بالنسبه للتناقض بين
التصحيح والتضعيف ، ولعلي أجمع ذلك مستقبلا في سلسلة أو في كتاب
خاص ، فلم أسق في كتابي هذا شيئا من ذلك ، وإنما سقت تناقضه في
تصحيحه أو تحسينه الحديث في موضع ، ثم تضعيفه إياه أو حكمه عليه
بأنه موضوع أو ضعيف جدا في موضع آخر ، ولا بد من ذكر مثال على
التناقض في التحسين والتصحيح فنقول :
) حديث ( : أبي الدرداء رضي الله عنه قال : أوصاني خليلي صلى الله عليه وآله أن :
) لا تشرك بالله شيئا وإن قطعت أو حرقت ، ولا تترك صلاة
مكتوبة متعمدا فمن تركها متعمدا فقد برئت منه الذمة ،
ولا تشرب - الخمر - فإنها مفتاح كل - شر ( رواه ابن ماجه .
حكم عليه الالباني بالصحة في ) صحيح الترغيب والترهيب (
صفحة ) 227 ( حديث رقم ) 566 ( .
ثم - أورده في ) صحيح ابن ماجه ( ) 2 / 374 برقم
3259 ( قائلا : ) حسن ( ! ! .
/ صفحة 14 /
) مثال آخر ( :
) حديث ( : ) من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يدخل الحمام إلا
بمئزر ( .
صححه في تخريج ) المشكاة ( ) 2 / 1270 برقم 4477 ( ،
وحسنه في ) غاية المرام ( ص ) 134 برقم 190 ( ! ! .
ولا عذر له في تناقضه في تصحيحه الحديث في موضع وتضعيفه في
موضع آخر ، وليس له أو لاي أحد ممن سيتعصب له - أعاذنا الله من
التعصب الممقوت - أن يقول إن هذه التناقضات المجموعة يمكن أن نجد
له عذرا في بعضها وذلك أنه حسن الحديث الذي ضعفه في موضع آخر
لشواهده أو متابعاته أو نحو ذلك ، لان هذا القول مردود لاسباب كثيرة
أذكر بعضها الان ، وأرجئ بعضها لوقته المناسب .
منها : أن المحقق الفذ الذي يدعي أنه فاق المتقدمين بوجوه عديدة
منها الوقوف على أطراف الحديث والذي تيسرت بين يديه الفهارس
المتنوعة للحديث لا يقع في مثل هذا الخبط والتناقض العجيب .
ومنها : كان عليه أن ينبه حين تضعيفه لحديث ما أن لهذا الحديث
شواهدا أو ألفاظا رويت بأسانيد صحيحة أو حسنة أو متابعات ، فالحديث
يحسن بذلك ، كما فعل هو أحيانا في التنبيه على ذلك . قي حاشية ) ضعيف
الجامع وزيادته ( وغيره فلينظره من شاء ، وخصوصا أن المفتونين بتخريجاته
والواثقين بكلامه لا ينظرون إلى كامل تخريجه وإنما ينظرون إلى أول كلمة
/ صفحة 15 /
في تخريج الحديث ، وهي التي تكون غالبا ملخص قوله في الحديث
ككلمة ) ضعيف ( أو ) صحيح ( وهى التي تكون غالبا بحرف أسود واضح
السواد وأما سوى هذه الكلمة من بحث وتخريج له فأتباعه أبعد الناس
من ذلك ! .
وهذا هو سبب افتتانهم به وعدم تحريهم لصحة نقوله وتخريجاته ، ومع
أنهم يدعون الناس إلى الاجتهاد ، ونبذ تقليد الائمة فهم مأسورون بل
غرقى في بحر تقليده المذموم الممقوت ، فما علينا أيها الاخوة إلا أن
نستيقظ ، ولا يصدنا عن قبول الحق أن قائله غير مرضي عندنا فالعبرة
بصحة القول وقربه للحق والله الموفق .
/ صفحة 16 /
الالباني يخطئ المحدثين والحفاط في عزوهم أحاديث
لبعض كتب السنة صراحة أو إشارة ويوهمهم مع كون تلك
الاحاديث موجودة فيها
اعلم أن الالباني يعيب أو يخطئ الحافظ السيوطي فضلا عن غيره
من أكابر الحفاظ عزوهم للحديث إلى كتاب معين مع أنهم مصيبون في
ذلك ، لكن يقع له ذلك لقصور نظره وعدم الاهتداء لمكان وجوده ، وهو
أحيانا - وإن لم يجزم بغلطهم - يشير إلى ذلك ثم يقع بما عابهم به ، ) مثال
ذلك ( :
) حديث : ) إذا نعس أحدكم في المسجد يوم الجمعة فليتحول من
مجلسه ذلك إلى غيره ( . قال عنه الالباني في صحيحته
) 1 / 760 حديث 468 الطبعة الرابعة ( :
) قال الترمذي : حديث حسن صحيح ، وقال الحاكم :
صحيح على شرط مسلم ! ووافقه الذهبي ! كذا قالا ! وابن
اسحق مدلس ، وقد عنعنه في جميع الطرق عنه . . . ( اه .
أقول : كذا قال ! وانظر كيف يغلط الحافظ الترمذي والحافظ
الحاكم وكذا الحافظ الذهبي ! علما بأنه هو الغلطان الواهم ،
وذلك لان ابن اسحق لم يعنعنه في جميع الطرق بل قد صرح
/ صفحة 17 /
بالسماع في كتاب مطبوع مشهور بين يدي الالباني وأمام
عينيه ، وذلك الكتاب هو مسند الامام أحمد ، فلينظره فيه
) 2 / 135 ( وليتدبر ذلك ! ! .
) مثال آخر ( :
) حديث جابر ( : ) فيمن نذر الصلاة في المسجد الاقصى ، يجزئه في
المسجد الحرام (
رواه أحمد وأبوداود كما في ) منار السبيل ( .
قال إلالباني عنه في ) إرواء الغليل ( ) 8 / 222 أثناء تخريج
الحديث برقم 2597 ( :
) وصححه أيضا ابن دقيق العيد في ) الاقتراح ( كما في
) التلخيص ( وعزاه للحاكم أيضا ولم أره في مستدركه ، وكذلك
لم أره عند أحمد ، وقد عزاه إليه المصنف ( اه .
أقول : تعالم هنا فأشار بل صرح بغلط الحافظ ابن دقيق العيد
وصاحب ) التلخيص ( الحافظ ابن حجر العسقلاني وصاحب
منار السبيل وهو المعني بقوله : ) المصنف ( والحق أنه هو الواهم
الغلطان ، فلو كان نظر في المسند ) 3 / 363 ( والمستدرك
) 4 / 304 - 305 ( لوجده هناك ، ولما تعالم ، ولرجع إلى صوابه ،
هداه الله !
وهذان مثالان من أمثلة كثيرة سنفردها إن شاء الله تعالى في كتاب
خاص ، وهما غيض من فيض ، نسأل الله التوفيق والهداية له . آمين .
/ صفحة 18 /
الالباني يعزو الحديث إلى بعض كتب الحديث مع كون
الحديث غير موجود فيها
وليعلم أن الشيخ الالباني يعزو في مواضع كثيرة الاحاديث إلى كتب
ومراجع مع أن الاحاديث غير موجودة فيها ، وخصوصا في ) صحيح
الجامع وزيادته ( و ) ضعيف الجامع وزيادته ( تابعا ومقلدا في ذلك الحافظ
السيوطي والشيخ النبهاني دون تمحيص أو تحقيق ! علما بأنه تدارك ذلك
في أحاديث قليلة جدا فنبه عليها في الحاشية ، وأما القسم الاكثر والاكبر
فقد تابع غالطا فيه أصحاب الاصل ، فلو قال هذا ليس غلطي هو غلط
صاحب الاصل ! قلنا له : ليس كذلك ، لانك وضعت اسمك عليه
وادعيت أنك مؤلف الكتاب ؟ ! فأنت ملزم بصحة وغلط كل شئ ورد
فيه ، ولنمثل على ذلك فنقول :
أولا :
يقول الالباني في كتاب ) صفة الصلاة ( الطبعة السادسة ص ) 170 (
عن حديث وائل بن حجر الذي ذكر فيه وضع اليدين في التشهد فقال :
) ثم رفع اصبعه فرأيته يحركها يدعو بها ( ) 1 ( ما نصه :
* ) هامش ( * ) 1 ( وقد بينت خطأه بما يتعلق بهذا الحديث في كتابي : ) تحذير العبد الاؤاه من تحريك
الاصبع في الصلاة ( فلينظره من شاء . ) * (
/ صفحة 19 /
) رواه أبوداود . . . ( اه .
قلت : ليس كذلك ، والحديث لم يروه أبوداود ، وإنما رواه غيره . . .
/ صفحة 20 /
قصور اطلاع الالباني في مواضع لا تحصى
وأمثلة ذلك
العجيب الغريب أن الشيخ الالباني يزدري كثيرا من العلماء
المحدثين ويعيبهم بقصور الاطلاع إما تصريحا أو إيماء ! وينصب نفسه
مرجعا ما عليه من مزيد ! ويحاول أن يتشبه بالحفاظ السابقين بقوله عن
بعض الاحاديث ) لم أقف على سنده ( أو نحوها من العبارات ! وكذا يرمي
كثيرا من جهابذة الحفاظ بالغفلة مع أنه هو الموصوف بذلك ولنمثل على
ذلك فنقول :
1 - أثر سيدنا علي رضوان الله تعالى عليه :
) إذا بلغ النساء نص الحقاق فالعصبة أولى ومن شهد فليشفع
بخير ( .
قال الالباني في ) إرواء الغليل ( ) 6 / 251 برقم 1847 ( في تخريجه :
) لم أقف على إسناده ( اه
أقول : كذا قال ! ولو كان جهبذا لعرف أنه في سنن البيهقي
) 7 / 121 ( ، وهذا سنده هناك : قال الحافظ البيهقي رحمه الله
تعالى :
أخبرنا أبوسعيد بن أبي عمرو حدثنا أبوالعباس محمد بن يعقوب
/ صفحة 21 /
حدثنا أحمد بن عبد الحميد حدثنا أبوأسامة عن سفيان عن سلمة
بن كهيل عن معاوية بن سويد قال وجدت في كتاب أبي عن علي
رضي الله عنه أنه قال :
) إذا بلغ النساء نص الحقاق فالعصبة أولى ومن شهد فليشفع
بخير ( .
وإذا كان قد وقف عليه طالب علم مثلي لا يزال مبتدئا في هذا
العلم ! فكيف يخفى على من نعته المفتونون به ب ) حافظ العصر ( ،
و ) محدث الديار الشامية ( ! ! .
2 - ) مثال آخر ( :
قال الالباني في ) إرواء الغليل ( ) 3 / 283 ( :
) حديث ابن عمر ) القبلات ربا ( لم أقف على سنده ( اه
قلت : كذا قال ! ! مع أنه مذكور بسنده في فتاوى الشيخ ابن تيمية
المصرية ) 3 / 295 ( : ) قال حرب ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي حدثنا
سعيد عن جبلة سمع ابن عمر يقول : ) القبلات ربا ( اه .
وهؤلاء الرجال رجال الصحيح ، وحرب الذي في أول سنده هو
الكرماني .
فهل هذا دليل الحفظ والاطلاع والاستقراء يا هؤلاء ؟ ! .
3 - ) مثال ثالث ( :
حديث سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه مرفوعا :
) أنزل القرآن على سبعة أحرف لكل آية منها ظهر وبطن ولكل حد
مطلع (
/ صفحة 22 /
قال الالباني في تخريج ) مشكاة المصابيح ( ) 1 / 80 رقم 238 ( بعد
أن عزاه مصنف كتاب ) مشكاة المصابيح ( ) 1 ( لشرح السنة ما نصه :
) لينظر في أي مكان رواه في ) شرح السنة ( فإني راجعته في ) العلم (
وفي ) فضائل القرآن ( منه فلم أره ( اه
أقول : كذا قلت ! ! ولو كنت راجعته حقا في ) العلم ( لوجدته في
) باب الخصومة في القرآن ( من ) شرح السنة ( ) 1 / 262 ( ، وقد رواه
ابن حبان في صحيحه برقم ) 74 ( وأبويعلى في ) مسنده ( ) 5403 (
ومسند أبي يعلى عنده منه مصورة عن الاصل ، والطحاوي في ) شرح
مشكل الاثار ( ) 4 / 172 ( ، والبزار ) 3 / 90 كشف الاستار ( . وذكره
الهيثمي في ) مجمع الزوائد ( ) 7 / 152 ( وعزاه للبزار وأبى يعلى
والطبراني في ) الاوسط ( وقال : رجال أحدهما ثقات .
4 - مثال رابع :
قال الشيخ الالباني في صحيحته ) 1 / 230 ( أثناء كلامه على حديث
رقم ) 149 ( وهو :
) ليس المؤمن الذي يشبع . . . ( مانصه :
) وأما حديث عائشة فعزاه المنذري ) 3 / 237 ( للحاكم نحو حديث
* ) هامش ( * ) 1 ( ولا يعفيه من عدم تخريج هذا الحديث دعواه أنه قد تعجل الناشر في إخراجه
فإنه قد صرح بأنه قد وفى القول حقه في التخريج بالنسبة للجزء الاول وهذا
الحديث في الجزء الاول . انظر صفحة ) ل ( منه . ) * (
/ صفحة 23 /
ابن عباس ، ولم أره في مستدرك الحاكم الان بعد مراجعته في مظانه (
أقول : كذا قال ! ! ويا شيخ ناصر لا توهم المفتونين بأنك أوسع دائرة
وأكبر علما من المنذري ) 1 ( ، فإن الحديث موجود في المستدرك ) 2 / 12 (
فانظره هناك ) 2 ( ، ومنه يتبين أن الشيخ لا يحسن مراجعة الحديث
من مظانه ، أو لا يتقن استعمال فهارس الكتب التي جل علمه بهذا
الفن مرتبط بها ، ولازم لها ! ! .
ومن أدلة ذلك قوله في ) صحيحته ( ) 2 / 476 ( قوله عن حديث ) أبو
بكر مني بمنزلة السمع . . . ( :
) فلم أره في فهرس الحلية ( اه
قلت : هو فيه وكذا في الحلية ) 4 / 73 ( ! .
5 - مثال خامس :
قال الشيخ في صحيحته ) 1 / 638 حديث 365 طبعة رابعة ( :
) ويحيى بن مالك هذا ، قد أغفله كل من صنف في رجال الستة فيما
علمنا ، فليس هو في التهذيب ولا في التقريب ولا في التذهيب ( اه
قلت : كذا قال ! ! وليس كذلك ، بل هو مذكور فيها ، انظر ) تهذيب
التهذيب ( للحافظ ابن حجر ) 12 / 19 طبعة دار الفكر ( في الكنى
) أبوأيوب المراغي ( ! ! . وتأمل ! .
* ) هامش ( * ) 1 ( ومن قرأ مقدمة الشيخ الالباني ) لصحيح الترغيب والترهيب ( علم وتحقق كيف
تطاول على المنذري بل غمطه حقه . . .
) 2 ( ولا تفرح بهذا الشاهد الذي تريد ، وذلك لان في سنده عبد العزيز بن يحيى المدني ،
وهو : ضعيف جدا ، وكذبه غير واحد . ) * (
/ صفحة 24 /
نبذة من نقله لكلام السادة العلماء
وتحريفه لهذه النقول أو
بتره منها عهارات ليست في صالحه
وقد ضربت صفحا في هذا الكتاب عن نقولاته لكلام العلماء الذي
يفهمه على غير وجهه ويقتطع من سياقه وسباقه أو من وسطه ، ما يخل
به ، دون أن يشير إلى ذلك بل يوهم أن هذا هو كلام المردود عليه بنصه
وفصه وتمامه ، وهذا باب هام جدا لا بد من تخصيص جزء خاص له
أيضا ، وإذا فاتنا ذكر ذلك في هذا الجزء فلا نترك ضرب بعض الامثلة
على ذلك ) 1 ( فنقول :
1 - أراد الالباني أن يضعف حديثا خالف رأيه ، فلم يدر كيف السبيل
إلى ذلك ، فاحتال لذلك أن نقل جزءا من ترجمة رجل في سنده من
الثقات من ) كامل ( ابن عدي وحرفها ، والرجل هو ) عائذ بن
حبيب ( ، فقال عنه في ) إروائه ( ) 2 / 243 ( :
* ) هامش ( * ) 1 ( وهذا مما يجعله من الذين لا يلتفت إلى كلامهم ، ولا يعول على مقالهم ، لان هذا
تدليس مشين ، بنظر علمائنا المحدثين وأهل الجرح والتعديل حسب ما تقتضيه
قواعد علم مصطلح الحديث ، بل إن أقوال وتحقيقات من يقترف مثل هذا تسقط
حتى عند الكفار الغربيين بله المستشرقين ، وتعتبر بذلك أقواله لاغية لا قيمة لها
وكذا أنقاله وبحوثه وتحقيقاته ، فتنبهوا لذلك . ) * (
/ صفحة 25 /
) الثالث : لو كان صريحا في الرفع فهو شاذ أو منكر ، لان ) عائذ بن
حبيب ( وإن كان ثقة فقد قال فيه ابن عدي : ) روى أحاديث
أنكرت عليه ( . . قلت : ولعل هذا منها . . . ( اه
أقول : كلا ، هذا ليس منها ، وابن عدي لم يقل ما ذكرته عنه ، بل
إن نقلك عنه كان محرفا ، فابن عدي قال في الكامل ) 5 / 1993 ( :
) روى عن هشام بن عروة أحاديث أنكرت عليه وسائر أحاديثه
مستقيمة ( اه
فأين هذا مما نقلت ، وخصوصا أن هذا الحديث لم يروه حبيب عن
هشام بن عروة ! فليتأمل المنصفون ، وليرجع المعاندون ! ! إن كانوا
يتقون الله تعالى ! ! .
2 - نقل الالباني في كتابه ) تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد ( ص
) 34 ( ) 1 ( نصا عن العلامة الفقيه ابن حجر الهيتمي وحذف من
وسطه ما ليس في صالحه ، تحقيقا للامانة العلمية التي يتمتع بها !
وقد ابتدأ بنقل كلام ابن حجر ففتح قوسين ) " ( وختمه كذلك
بقوسين ) " ( وبلفظة انتهى تأكيدا لتغرير القراء وتضليلهم عن تمام
ذلك النقل ، لانني أورد لكم تمام الكلام وأضع ما حذفه باللون
الاسود الواضح بين قوسين ، فإليكم ذلك .
قال في تحذير الساجد ص ) 34 ( :
) مذهب الشافعية أنه كبيرة :
* ) هامش ( * ) 1 ( من الطبعة الرابعة ) 1403 ه المكتب الاسلامي ( . ) * (
/ صفحة 26 /
قال الفقيه ابن حجر الهيتمي في ) الزواجر عن اقتراف الكبائر (
) 1 / 120 ( :
الكبيرة الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة
والتسعون اتخاذ القبور مساجد ، وايقاد السرج عليها ، واتخاذها
أوثانا ، والطواف بها واستلامها والصلاة إليها .
ثم ساق - ابن حجر - بعض الاحاديث المتقدمة وغيرها ، ثم قال
ص ) 111 ( :
) تنبيه : عد هذه الستة من الكبائر وقع في كلام بعض الشافعية ،
وكانه أخذ ذلك مما ذكرته من الاحاديث ، ) ووجه اتخاذ القبر مسجدا
منها واضح ( ) 1 ( لانه لعن من فعل ذلك بقبور أنبيائه ، وجعل من فعل
ذلك بقبور صلحائه شر الخلق عند الله تعالى يوم القيامة ، ففيه تحذير
لنا كما في رواية : ) يحذر ما صنعوا ( أي يحذر أمته بقوله لهم ذلك
من أن يصنعوا كصنع أولئك ، فليلعنوا كما لعنوا ، ) واتخاذ القبر
مسجدا معناه الصلاة عليه أو إليه ، وحينئذ فقوله ) والصلاة إليها (
مكرر إلا أن يراد باتحاذها مساجد الصلاة عليها فقط ، ، نعم إنما
يتجه هذا الاخذ إن كان القبر قبر معظم من نبي أو ولي كما أشارت
* ) هامش ( * ) 1 ( هذه العبارة التي وضعتها بين قوسين جعلها الالباني بخط أسود كبير لتمييزها وإيهام
البسطاء بأن لفظة ) واضح ( الواقعة في كلام ابن حجر والتى وضحها ابن حجر
بعد ذلك بنحو سطرين - في عبارة طويلة حذفها الالباني - تعني المعنى الذي يريده
الالباني لا المعنى الذي يريده ابن حجر الهيتمي . فتأملوا ! ! . ) * (
/ صفحة 27 /
إليه رواية : ) إذا كان فيهم الرجل الصالح ( ) 2 ( .
ومن ثم قال أصحابنا : ) تحرم الصلاة إلى قبور الانبياء والاولياء تبركا
وإعظاما فاشترطوا شيئين . . . ( الخ انتهى كلام ابن حجر ) 3 ( اه
كلام الالباني .
3 - أراد الشيخ الالباني أن يعضف حديثا فيه جواز تحلية النساء
بالذهب المحلق وفي سند الحديث ) محمد بن عمارة ( فزعم أن أبا
حاتم قال عنه : ) ليس بذاك القوي ( انظر كتاب ) حياة الالباني
وآثاره . . . ( الجزء الاول ص ) 207 ( ، والحقيقة أن أبا حاتم الرازي
قال كما في ) الجرح والتعديل ( ) 8 / 45 ( : ) صالح الحديث ليس بذاك
القوي ( فحذف الالباني كما ترون لفظة ) صالح الحديث ( ! ! .
* ) هامش ( * ) 2 ( هذه هي العبارة التي حذفها من كلام ابن حجر ! فتأمل ! ! .
) 3 ( راجع كتاب ) الزواجر ( للعلامة ابن حجر الهيثمي ) 1 / 148 ( للتأكد ) * (
/ صفحة 28 /
نبذة من تناقض الالباني
في تصحيحه الحديث في موضع
وحكمه عليه بأنه منكر جدا في موضع آخر
أورد الالباني في ) مختصر العلو ( ) 1 ( ص ) 98 ( برقم ) 38 ( حديث قتادة
بن النعمان سمع النبي صلى الله عليه وآله يقول : ) لما فرغ الله من خلقه استوى على
عرشه ( فقال :
) رواته ثقات ، رواه أبوبكر الخلال في كتاب السنة له ( اه ) 2 ( .
أقول :
لا أدري كيف يصفك المفتونون بك بانك ) محدث الديار الشامية (
و ) حافظ العصر والوقت ( و ) أنك ما رأيت مثل نفسك ( وأنه لو حلف
بين الركن والمقام على ذلك لم يحنث ) 3 ( ، ونحن نقول له : بل حنثت
وعليك أن تكفر عن يمينك إن كنت حلفت لان هذا المحدث المزعوم
يستطيع أن يرد عليه الطلبة المبتدئون في هذا العلم فكيف بمن أمضوا
فيه عشرات السنين ؟ ! .
* ) هامش ( * ) 1 ( من الطبعة الاولى ) 1401 ه ( نشر المكتب الاسلامي .
) 2 ( وعلق في الحاشية على ذلك فقال أيضا : ) وذكر ابن القيم في الجيوش الاسلامية
) ص 34 ( أن اسناده صحيح على شرط البخاري .
) 3 ( وأمثالها من العبارات المبهرجة الي نطق بها بعض المفتونين به في كتاب ) حياة
الالباني ( . ) * (
/ صفحة 29 /
وتصحيحه لهذا الحديث في هذا الموضع يدل على أشياء :
1 - استعجاله طبع الكتاب ، بالمراجعة السطحية دون تمحيص في
أسانيدها والنظر في نكارة متونها ، وهذا لا يليق بطالب علم فضلا
عن محدث ! وكان بإمكانه أن يتريث في تخريج تلك الاحاديث ،
لكن تريثه حصل في مقدمة الكتاب المذكور التي شحنها بالانتقاص
من العلماء والنيل منهم بعبارات ركيكة تهدمها قواعد الشريعة الغراء
التي دعت إلى التنزيه وهدم التشبيه .
2 - تساهله في تخريج الحديث في الكتب المختصة بالعقيدة ، وهذا من
غلطه فإن الكتب المختصة بالعقيدة ينبغي أن تكون فيها الاحاديث
الصحيحة الخالية عن المعارض ، أما الضعيفة والمنكرة والموضوعة
والمعارضة بالقطعي فمما ينبغي أن تصان عنه .
3 - لو ساق الالباني سند الحديث الذي صححه هنا من كتاب ) الخلال (
لتبين له أنه موضوع منكر ولما صححه ، وهاك اسناده أخي القارئ
لتتحقق نكارته ووهاءه :
قال الخلال : حدثنا أحمد بن الحسين الرقي حدثنا إبراهيم بن المنذر
الحزامي حدثنا محمد بن فليح حدثني أبي عن سعيد بن الحارث عن
عبيد بن حنين ، قال : بينما أنا جالس في المسجد إذ جاءني قتادة بن
النعمان يحدث وثاب إليه الناس ، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
يقول : ) إن الله لما فرغ من خلقه استوى على عرشه واستلقى ووضع
إحدى رجليه على الاخرى ، وقال : إنها لا تصلح لبشر ( . اه
/ صفحة 30 /
أقول : ولا يشك عاقل أن هذا كذب على الله ورسوله صلى الله عليه وآله ، تعالى
الله عن ذلك .
وانظر الحديث في الاسماء والصفات للامام الحافظ البيهقي ص
) 355 - 356 ( والتعليق عليه ، وقد حكم عليه الحافظ البيهقي
هناك بالنكارة ، وعده الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال ) 3 / 365 (
من منكرات فليح ، وفليح ضعف الالباني حديثه في مواضع لا
تحصى من كتبه ) 1 ( ، فكيف يقول عن حديثه في ) مختصر العلو ( هنا
رجاله ثقات ، وصحيح على شرط البخاري ؟ ! ! .
4 - ويدل تصحيحه للحديث هنا في ) مختصر العلو ( على شدة غفلته
وتناقضه ، لانه قد حكم على الحديث بأنه منكر جدا في موضع آخر
من كتبه وذلك في ) سلسلته الضعيفة ( ) 2 / 177 حديث 775 (
ونحن نتركه في الموضع الثاني - الضعيفة - يرد على الموضع الاول ! .
ولا نشك أن هذا الحديث له علاقة وثيقة بعقيدة اليهود الوثنية التي
رد الله تعالى عليها في كتابه العزيز حيث قال :
) ولقد خلقنا السموات والارض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من
لغوب ، فاصبر على ما يقولون ( سورة ) ق ( 38 .
فلو اعتذر بأنه نص على بطلانه في موضع آخر فإن ذلك لن يجديه وهو عذر
أقبح من ذنب ، فإن من يقرأ الموضع الاول في كتاب من كتبه ربما لا يقرأ
الكتاب الاخر ولا يطلع عليه وبذلك يستحكم قيد تناقض الشيخ الالباني ،
* ) هامش ( * ) 1 ( انظر ) الصحيحة ( ) 4 / 509 ( و ) 4 / 627 ( و ) 4 / 656 ( . . ! وغير ذلك . . ) * (
/ صفحة 31 /
وأيضا لو اعتذر مثلا هو أو أي متعصب له عن تخريج المشكاة وقال لقد
خرجه الشيخ تخريجا آخر لان التخريج الاول لم يكن حسب الطلب وفيه
قصور ظاهر ، قلت له :
أولا : هذا اعترف بالتقصير في التخريج . وثانيا : هذا لا يعفيه ولايبرئ
عهدته ، بل يزيد من إثم جرمه ، ويؤكد أنه أراد نشر الكتاب واستعجل في
اخراجه كيفما كان ليستعجل الربح المادي - العائد من المتاجرة بالكتاب ،
بل إن تخريجه للكتاب مرة ثانية يثبت أنه أقدم على عملية جديدة
للمتاجرة لكتاب مرة ثانية ، ولا يستبعد تخريج ثالث ورابع وخامس ! والله
المستعان . ) 1 (
* ) هامش ( * ) 1 ( ومن هذه الاستدراكات يتبين أن ساحة أهل الحديث لم تجدب حق جاء الشيخ
الالباني وأعاد الحياة إليها كما يدعي المفتونون به ، وذلك لانهم لم يروا سواه ! ولم
يسمعوا إلا به ! فهم معذورون من هذه الجهة ، لكنهم غير معذوربن من جهة
أخرى ، لا هم ولا هو ، لان النبي صلى الله عليه وآله يقول كما في صحيح الحديث : ) لا تزال طائفة
من أمي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله ( ، والشيخ
يفسر ويؤؤل هذه الطائفة ) بأهل الحديث ( كما في غير ما موضع من كتبه منها
المجلد الاول من سلسلته الصحيحة ! فكيف يقول هو وبعض من فتن به : ) إن
ساحة علم الحديث والسنة النبوية قد أجدبت وصوح نبتها . . . ( ؟ ! ! ! انظر كتاب
) حياة الالباني ( الذي قرأه الالباني قبل أن يطبع كما في مقدمته وانظر ص ) 549 (
منه ، وأهل العلم على معرفة تامة بأن ساحة علم الحديث كان فيها جهابذة وما يزال
كالحافظ احمد بن الصديق والزاهد المحدث الكوثري والمحدث المفيد
عبد الله بن الصديق والمحدث عبد العزيز بن الصديق والمحدث حبيب الرحمن
الاعظمي ، ومحمد حبيب الله الشنقيطي صاحب ) زاد المسلم ( وعائلة الكتاني
وغيرهم كثيرون لا أريد حصرهم الان . فليتنبه أهل العقول والبصائر ! ! ) * (
/ صفحة 32 /
تناقضه في الثناء على أشخاص في موضع
وثلبهم والنيل منهم في موضع آخر من كتبه
ومن تناقضات الالباني أيضا وأنواع خبطه أنه يثني على الرجل في
مكان ويذمه في مكان آخر .
مثال ذلك : قوله مثنيا على الشيخ حبيب الرحمن الاعظمي في مقدمة
) صحيح الترغيب والترهيب ( ص ) 63 ( :
) واعلم أن مما شجعني على نشرهما أنني رأيت الكتاب المطبوع تحت
عنوان . . . . . . وعلق عليه العالم الشهير الجليل الشيخ
حبيب الرحمن الاعظمي . . . ( اه
وقال أيضا في نفس الصحيفة :
) ومما زادني رغبة في الاقبال عليه ، أن محققه الفاضل الشيخ حبيب
الرحمن الاعظمي قد صرح . . . . ( اه
وهذا الكلام من الالباني الذي فيه الثناء الكبير على الشيخ المحدث
حبيب الرحمن الاعظمي ناقضه في مقدمة آداب زفافه ) الطبعة
الجديدة ( ص ) 8 ( حيث قال :
) واستعان الانصاري بآخر رسالته بأحد أعداء السنة وأهل الحديث
ودعاة التوحيد المشهورين بذلك ألا وهو الشيخ حبيب الرحمن
الاعظمي . . . . . . . . . لجبنه وفقدانه الشجاعة العلمية
والادبية . . . . ( اه باختصار . فتأملوا ! ! !
/ صفحة 33 /
ضعف الالباني في اللغة العربية
وهذا الباب أيضا له فيه أغلاط كثيرة لا بأس بضرب بعض الامثلة :
1 - قال في ) صحيحته ( ) 4 / 88 ( :
) وجوب الاخذ بيد الظالم ( اه
وهذا لحن وخطأ ، والصواب أن يقول : ) وجوب الاخذ على يد
الظالم ( لان الاخذ بيد الظالم لغة هو مساعدته في ظلمه ، وقد اغتر
الشيخ ! بورود هذه الكلمة في بعض طرق الحديث الذي غلط فيه
أحد رواته !
2 - قال في ) صحيحته ( ) 2 / 254 ( في حديث : ) ثلاتة لا يقبل منهم
صلاة : ورجل صلى على جنازه ولم تويز ( وعلق في الحاشية على
لفظة ) تويز ( فقال :
كذا الاصل المصور ، ولم يتبين لي الصواب ( اه
قلت : ) تويز ( لا معنى لها في اللغة العربية ولا دخل لها في هذا
الحديث ، والصواب والاصل هو ) يؤمر ( فتكون الجملة ) ورجل صلى
على جنازة ولم يؤمر ( فلم يستطع قراءتها ، مع أنها مرت عليه في
الترغيب والترهيب ) ص 195 رقم الحديث 484 صحيح
الترغيب ! ( ، ولكنه كثير الغفلة ! .
وهذان المثالان هما فعلا غيض من فيض وفي الاعداد الاتية إن شاء
الله نورد أعدادا منها .
/ صفحة 34 /
خلاصة كتاب تناقضات الالباني الواضحات
تأليف العالم الفاضل حسن السقاف
مقدمة المؤلف
بسم الله الحمن الرحيم
إن الحمد لله ، نحمده نستعينه ونستغفره ، نعوذ بالله من شرور
أنفسنا ، وسيئآت أعمالنما ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا
هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا
عبده ورسوله . ) يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم
مسلمون ( ، ) يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة
وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثير ، ونساء واتقوا الله الذي تساءلون
به والارحام إن الله كان عليكم رقيبا ( ، ) يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله
وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع
الله ررشوله فقد فاز فوزا عظيما ( .
/ أما بعد : فهذا الجزء الاول من كتابنا الجديد ) سلسلة تناقضات
الالباني ( وقد أوردنا فيه ما يزيد على خمسين ومئتين من تناقضات وقعت
له ، فهو يصحح أحاديث في كتاب ويضعفها في كتاب اخر ، أثناء تخريجاته
للاحاديث النبوية ، والاثار المصطفوية ، وقد كنت ألاحظ ذلك حين أرجع
إلى كتبه لاعرف رأيه في حديث ما بعد مراجعتي للحديث من مصادره
الاصلية التي تروى الاحاديث فيها بأسانيدها والتي ينقل الشيخ الالباني
منها ، والتي خطتها أيدي أولئك الجهابذة الاعلام من أئمة الحديث
المتقنين ، فأراه ساعتئذ متناقضا جدا ، كثير الوهم والغلط ، فأعجب من
ذلك غاية العجب ، لا سيما وقد اغتر كثير من الشباب وطلاب العلم
بتخريجاته ، لانهم لا يرجعون إلى الاصول التي ينقل منها ، ولا يدركون
تناقضه في الحكم على الحديث ما بين كتاب وكتاب من مصنفاته
ومؤلفاته ، لعدم أهليتهم لذلك ، فكنت أدون تلك الملاحظات في كراس
خاص ، ولما اجتمع عندي من ذلك عدد ضخم وشئ كثير رأيت أن أدون
تلك التناقضات في سلسلة ، وكذا الاوهام في سلسلة ، وكذا الاخطاء
والقصور في الاطلاع في سلسله أخرى ، وكذا ما يقع له من حذف أو
تغيير في كلام السادة العلماء والائمة الذين ينقل من كتبهم قي سلسلة
أخرى كذلك ، وأخرجها للقراء ليقفوا على جلية الامر حتى لا يقعوا فيها
لا سيما الذين فتنوا به .
وغير خاف أن الشيخ يعد نفسه وكذا من فتن به أنه وحيد دهره
وفريد عصره ، وأن كلامه لا يجوز الاستدراك عليه ، ولا التعقب على ما
/ صفحة 5 /
لديه ، وأنه فاق السابقين في الوقوف على أطراف الحديث وزياداته
وتمحيصها ، وبيان ما خفي على المحدثين والحفاظ من خفايا عللها ، وأنه
وإن كان أصغر رتبة في هذا العلم من البخاري قليلا ! لكنه يستطيع أن
ينتقده ويضغف ما صححه ! ، كما أنه يستطيع أن يتعقب الامام مسلما
حتى فيما لم يسبقه به أحد من الحفاظ المتقدمين ، والائمة السالفين ، وقد
هضم حقه بعض تلاميذه وشركائه حين وصفه أنه برتبة الحافظ ابن حجر
أمير المؤمنين في الحديث ! ، وإلى هنا فقد ) بلغ السيل الزبى ( لا سيما وأن
الشباب المفتونين بتخريجاته وتعليقاته ، وأمثالهم ممن أنبهر بمصنفاته ، لا
يعرفون اخراج الحديث من الكتب التي ينقل منها ، مع ملاحظة المثل
السائر ، ) إن الحب يعمي ويصم ( وقد صرح لهم أنه لا يقلد في هذا الفن
أحدا كما صرح في مقدمته الفذة ) لاداب زفافه ( المشحونة بالنيل من أهل
العلم والفضل والافتراء عليهم ، فإذا علمت هذا فقبل أن نمثل لك على
كل ما قلناه إن شاء الله تعالى برهانا علميا ودليلا حسيا ، نقول : يلزم
على من ادعى أنه خلاصة المحدثين ، وزبدة المؤلفين والمصنفين ، الذي
فاق بعلمه الاولين والاخرين ، ما خلا الانبياء والمرسلين ، وأنه المحقق
الذي غربل ونقى الاخبار والاثار ، وبين الصحيح من السقيم في كلام
الاخيار والابرار ، أن يكون الغلط في كلامه أقل ما يمكن ، وأن لا يكثر
الخبط في تقريراته ، وأن يكاد يعدم التناقض في ما يحكم عليه ، لاننا نقول
جميعا : إن العصمة للانبياء ، والتنزه من الخطأ صفة كتاب الله تعالى ،
ونحن لا نقول له : إن نصيحته للناس أن يعولوا على كتاباته المنقحة
/ صفحة 6 /
المهذبة إفي لسان قاله وحاله ) 1 ( توجب أنه معصوم عما قد يقع له من الخطأ ،
وإنما نقول ونجزم أن من ادعى هذه الرتبة لا ينبغي أن تكون له أغلاط
وأوهام وتناقضات فاقت ما وقع للاولين والاخرين وبلغت مئات بل
جاوزت ذلك ، وهذه السلسلة ستثبت ذلك بعون الله وتوفيقه تعالى ،
وستثبت أنه لا يجوز التعويل على تحقيقاته ، ولا الاغترار بتصحيحاته أو
* ) هامش ( * ) 1 ( أما قاله : فمنها قوله في صحيح الكلم الطيب لابن تيمية ص 4 ) الطبعة الرابعة
1400 ه ( ما نصه : ) أنصح لكل من وقف على هذا الكتاب أو غيره ، أن لا
يبادر إلى العمل بما فيه من الاحاديث إلا بعد التأكد من ثبوتها ، وقد سهلنا له
السبيل إلى ذلك بما علقناه عليها ، فما كان ثابتا منها عمل به وعض عليه
النواجذ ، وإلا فاتركه . . . ( اه .
وأما حاله : فقد أحال في كتبه ) صحيح أبي داود ( و ) صحيح النسائي ( و ) صحيح
ابن ماجه ( و ) صحيح الترمذي ( على كتبه الاخرى ، فلو كان الحديث في
الصحيحين لا يقول انظره في البخاري برقم كذا وفي مسلم برقم كذا إنما يقول
انظره في ) صحيح الكلم ( أو . . . وهذه دعوة منه لرمي الناس في أحضان تقليده ،
وخصوصا أنه بتر كتب السنة التي قسمها إلى ضعيف وصحيح من الاسانيد وجعل
قراءه ومن يثق بكلامه المتناقض في معزل عن الاسانيد ، ولولا الاسناد لقال من
شاء ما شاء ! فأين دعواه حث الناس إلى الاجتهاد وهو يخرجهم من تقليد الائمة
إلى تقليده ؟ ! بتناقض عجيب وفعل أغرب من غريب ! فإلى الله المشتكى ! ! وسنرى
في هذا الكتاب أشكال خبطه وأفانين خلطه لينطبق عليه المثل السائر ) رمتنى بدائها
وانسلت ( ! ! .
) تنبيه ( : لا يقال إنه يعزو في كتبه أحيانا إلى كتب غيره فهو في ) ضعيف الجامع
مثلا ( يعزو إلى ) مجمع الزوائد ( أحيانا . فالجواب على هذا الكلام الذي قد يورده
هو أو متعصب له أن النظر للامر الكلي العام لا إلى الشاذ النادر .
فهو كثيرأ في 0 ضعيف الجامع ( ) وصحيحه ( يضع إشارة ) ؟ ( استفهام يشير أن
الحديث لم يخرجه بعد في كتاب له . فتنبهوا .
) * ( الصحيح أن يقول : ) إعمل به وعض عليه بالنواجذ ( وقد أخطأ في التعبير لضعفه في اللغة ! .
/ صفحة 7 /
تضعيفاته ، وهو يعيب على العلماء أشياء ثم يقع فيها وإذا وصلنا بالكلام
إلى هذا المقام وجب التمثيل لغالب ما حكيناه فنقول :
عاب على قوم أمورا وقع فيها من حيث لا يدري
) مثاله ( :
عاب على الامام المحدث إبي الفضل عبد الله بن الصديق الغماري
إيراده في كتابه ) الكنز الثمين ( حديث أبي هريرة المرفوع الذي فيه :
) أفش السلام وأطعم الطعام وصل الارحام وقم بالليل والناس نيام ،
ثم ادخل الجنة بسلاس ( .
فقال في ) سلسلته الضعيفة ( ) 3 / 492 ( بعدما عزاه لاحمد
) 2 / 295 ( وغيره :
) قلت : وهذا اسناد ضعيف ، قال الدارقطني :
أبوميمونة عن أبي هريرة ، وعنه قتادة : مجهول يترك ( . اه
ثم قال - الالباني - في نفس الصحيفة :
) تنبيه : قد وقع للسيوطي ثم للمناوي خبط في لفظ هذا الحديث
وسياقه ، بينته في المصدر الانف الذكر برقم ) 571 ( وكذا أخطأ الغماري
بي يراده في ) كنزه ( ( . اه
أقول : بل أنت وقعت في الخبط والخطأ الاعظم ، بل والتناقض
/ صفحة 8 /
الاكبر ، والدليل على ذلك أنك صححت هذا الحديث بعينه وبنفس سنده
في موضع آخر وأنت لا تدري ، حيث قلت في ) إرواء غليلك ( ) 3 / 238 (
ما نصه :
أخرجه أحمد ) 2 / 295 . . . ( والحاكم . . . من طريق قتادة عن أبي
ميمونة . قلت : وإسناده صحيح ، رجاله رجال الشيخين غير أبي ميمونة
وهو ثقة كما في ) ) التقريب ( وقال الحاكم . صحيح الاسناد ووافقه
الذهبي ( اه .
فتأملوا بالله عليكم في هذا التناقض ، ومن الذي أخطأ ؟ ! المحدث
الغماري أم هو ؟ ! وانظر كيف يعيب على أهل الحديث ثم يقع بما عابهم
به ! !
وأقول إن أبا ميمونة ثقة والحديث صحيح .
/ صفحة 9 /
تضعيفه لاحاديث في البخاري وأحاديث في مسلم
قد أخرج سلسلة قسم فيها أحاديث كتب السنة الاربعة إلى صحيح
وضعيف ، ظهر للان الصحيح و ) ضعيف ابن ماجه ( ونحن بانتظار الباقي
وما ندري ماذا سيكون صنيعه في صحيح البخاري وصحيح مسلم ، وقد
سبق له أن ضعف أحاديث فيهما ، وبتضعيفه لبعض الاحاديث
المخرجة في صحيح البخارى ي وصحيح مسلم يكون قد ناقض نفسه ، لانه
ذكر في مقدمة ) شرح الطحاوية ( لابن أبي العز رادا على بعفر العلماء ،
أنه لا يصدر كلامه في تخريج أحاديث الصحيحين بلفظة ) صحيح ( حكما
منه على ما فيهما من الاحاديث ، وإنما يصدر كلامه بلفظة ) صحيح (
إخبارا بالواقع أنظر ص ) 27 - 28 ( من مقدمة الطحاوية الطبعة الثامنة
) المكتب الاسلامي ( ، فإذا علمت ذلك أخي القارئ المنصف فنقول
ساعتئذ :
لقد ناقض الرجل نفسه ولم يصدق في مقدمة ذلك الكتاب فقد
ضعف أحاديث في البخاري وكذا في مسلم ولا بد من التمثيل عليها
لاثبات البرهان والدليل على ما نقول :
/ صفحة 10 /
1 - حديث : ) قال الله تعالى : ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة : رجل
أعطى بي ثم غدر ، ورجل باع حرا فأكل ثمنه ، ورجل استأجر أجيرا
فاستوفى منه ولم يعطه أجره ( ) 1 ( .
قال الالباني في ) ضعيف الجامع وزيادته ( ) 4 / 111 برقم 4054 ( :
رواه أحمد والبخاري عن أبي هريرة ) ضعيف ( ! ! ! .
2 - حديث : ) لا تذبحوا إلا بقرة مسنة ، إلا أن تتعسر عليكم فتذبحوا
جذعة من الضأن ( ) 2 ( .
قال الالباني في ) ضعيف الجامع وزيادته ( ) 6 / 64 برقم 6222 ( :
رواه الامام أحمد ومسلم وأبوداود والنسائي وابن ماجه عن جابر
) ضعيف ( ! ! ! .
3 - حديث : ) إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي
إلى امرأته ، وتفضي إليه ثم ينشر سرها ( ) 3 ( .
قال الالباني في ) ضعيف الجامع وزيادته ( ) 2 / 197 برقم 2005 ( :
رواه مسلم عن أبي سعيد " ) ضعيف ( ! ! ! .
4 - حديث : ) إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح صلاته بركعتين
خفيفتين ( ) 4 ( .
* ) هامش ( * ) 1 ( هو في البخاري برقم ) 2114 (
) 2 ( هو في مسلم برقم ) 1963 (
) 3 ( هو في مسلم برقم ) 1437 (
) 4 ( هو في مسلم برقم ) 768 ( ) * (
/ صفحة 11 /
قال الالباني في ) ضعيف الجامع وزيادته ( ) 1 / 213 برقم 718 ( :
رواه الامام أحمد ومسلم عن أبي هريرة ) ضعيف ( ! ! ! .
5 - حديث : ) أنتم الغر المحجلون يوم القيامة ، من إسباغ الوضوء ،
فمن استطاع منكم فليطل غرته وتحجيله ( ) 1 ( .
قال الالباني في ) ضعيف الجامع وزيادته ( ) 14 / 2 برقم 1425 ( :
رواه مسلم عن أبي هريرة ) ضعيف بهذا التمام ( .
6 - حديث : ) إن من أعظم الامانة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي
إلى امرأته . . . ( ) 2 ( .
قال الالباني في ) ضعيف الجامع وزيادته ( ) 2 / 192 برقم 1986 ( :
رواه أحمد ومسلم وأبوداود عن أبي سعيد ) ضعيف ( ! ! .
7 - حديث : ) من قرأ العشر الاواخر من سورة الكهف عصم من فتنة
الدجال ( ) 3 ( .
قال الالباني في ) ضعيف الجامع وزيادته ( ) 5 / 233 برقم 5772 ( :
رواه أحمد ومسلم والنسائي عن أبي الدرداء ) ضعيف ( ! ! .
8 - حديث ) كان له صلى الله عليه وسلم فرس يقال له اللحيف ( ) 4 ( .
قال الالباني في ) ضعيف الجامع وزيادته ( ) 4 / 208 برقم 4489 ( :
* ) هامش ( * ) 1 ( هو في مسلم برقم ) 246 (
) 2 ( هو في مسلم برقم ) 1437 ( ) 124 (
) 3 ( هو في مسلم برقم ) 809 ( بلفظ ) حفظ ( . فعزوه لمسلم بلفظ ) قرأ ( غلط فاحش ! .
) 4 ( هو في البخاري . انظر فتح الباري ) 6 / 58 برقم 2855 ( ) * (
/ صفحة 12 /
رواه البخاري عن سهل بن سعد ) ضعيف ( ! ! ! .
وهذا غيض من فيض ، وقليل من كثير ، ولولا خوف الاطالة والملل
لنقلت منها أيضا أمثلة متوافرة ، وقد خرجتها من كتبه في أثناء مطالعتي
فما بالك لو استقصيت وتتبعت كل ما كتبه ! ! .
/ صفحة 13 /
تناقضه في تصحيحه الحديث في موضع
وتحسينه في موضع آخر
لقد ضربت صفحا عن تحسينه الحديث في موضع ، وتصحيحه إياه
بنفس ذلك السند في موضع آخر ، لقلة أهمية ذلك بالنسبه للتناقض بين
التصحيح والتضعيف ، ولعلي أجمع ذلك مستقبلا في سلسلة أو في كتاب
خاص ، فلم أسق في كتابي هذا شيئا من ذلك ، وإنما سقت تناقضه في
تصحيحه أو تحسينه الحديث في موضع ، ثم تضعيفه إياه أو حكمه عليه
بأنه موضوع أو ضعيف جدا في موضع آخر ، ولا بد من ذكر مثال على
التناقض في التحسين والتصحيح فنقول :
) حديث ( : أبي الدرداء رضي الله عنه قال : أوصاني خليلي صلى الله عليه وآله أن :
) لا تشرك بالله شيئا وإن قطعت أو حرقت ، ولا تترك صلاة
مكتوبة متعمدا فمن تركها متعمدا فقد برئت منه الذمة ،
ولا تشرب - الخمر - فإنها مفتاح كل - شر ( رواه ابن ماجه .
حكم عليه الالباني بالصحة في ) صحيح الترغيب والترهيب (
صفحة ) 227 ( حديث رقم ) 566 ( .
ثم - أورده في ) صحيح ابن ماجه ( ) 2 / 374 برقم
3259 ( قائلا : ) حسن ( ! ! .
/ صفحة 14 /
) مثال آخر ( :
) حديث ( : ) من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يدخل الحمام إلا
بمئزر ( .
صححه في تخريج ) المشكاة ( ) 2 / 1270 برقم 4477 ( ،
وحسنه في ) غاية المرام ( ص ) 134 برقم 190 ( ! ! .
ولا عذر له في تناقضه في تصحيحه الحديث في موضع وتضعيفه في
موضع آخر ، وليس له أو لاي أحد ممن سيتعصب له - أعاذنا الله من
التعصب الممقوت - أن يقول إن هذه التناقضات المجموعة يمكن أن نجد
له عذرا في بعضها وذلك أنه حسن الحديث الذي ضعفه في موضع آخر
لشواهده أو متابعاته أو نحو ذلك ، لان هذا القول مردود لاسباب كثيرة
أذكر بعضها الان ، وأرجئ بعضها لوقته المناسب .
منها : أن المحقق الفذ الذي يدعي أنه فاق المتقدمين بوجوه عديدة
منها الوقوف على أطراف الحديث والذي تيسرت بين يديه الفهارس
المتنوعة للحديث لا يقع في مثل هذا الخبط والتناقض العجيب .
ومنها : كان عليه أن ينبه حين تضعيفه لحديث ما أن لهذا الحديث
شواهدا أو ألفاظا رويت بأسانيد صحيحة أو حسنة أو متابعات ، فالحديث
يحسن بذلك ، كما فعل هو أحيانا في التنبيه على ذلك . قي حاشية ) ضعيف
الجامع وزيادته ( وغيره فلينظره من شاء ، وخصوصا أن المفتونين بتخريجاته
والواثقين بكلامه لا ينظرون إلى كامل تخريجه وإنما ينظرون إلى أول كلمة
/ صفحة 15 /
في تخريج الحديث ، وهي التي تكون غالبا ملخص قوله في الحديث
ككلمة ) ضعيف ( أو ) صحيح ( وهى التي تكون غالبا بحرف أسود واضح
السواد وأما سوى هذه الكلمة من بحث وتخريج له فأتباعه أبعد الناس
من ذلك ! .
وهذا هو سبب افتتانهم به وعدم تحريهم لصحة نقوله وتخريجاته ، ومع
أنهم يدعون الناس إلى الاجتهاد ، ونبذ تقليد الائمة فهم مأسورون بل
غرقى في بحر تقليده المذموم الممقوت ، فما علينا أيها الاخوة إلا أن
نستيقظ ، ولا يصدنا عن قبول الحق أن قائله غير مرضي عندنا فالعبرة
بصحة القول وقربه للحق والله الموفق .
/ صفحة 16 /
الالباني يخطئ المحدثين والحفاط في عزوهم أحاديث
لبعض كتب السنة صراحة أو إشارة ويوهمهم مع كون تلك
الاحاديث موجودة فيها
اعلم أن الالباني يعيب أو يخطئ الحافظ السيوطي فضلا عن غيره
من أكابر الحفاظ عزوهم للحديث إلى كتاب معين مع أنهم مصيبون في
ذلك ، لكن يقع له ذلك لقصور نظره وعدم الاهتداء لمكان وجوده ، وهو
أحيانا - وإن لم يجزم بغلطهم - يشير إلى ذلك ثم يقع بما عابهم به ، ) مثال
ذلك ( :
) حديث : ) إذا نعس أحدكم في المسجد يوم الجمعة فليتحول من
مجلسه ذلك إلى غيره ( . قال عنه الالباني في صحيحته
) 1 / 760 حديث 468 الطبعة الرابعة ( :
) قال الترمذي : حديث حسن صحيح ، وقال الحاكم :
صحيح على شرط مسلم ! ووافقه الذهبي ! كذا قالا ! وابن
اسحق مدلس ، وقد عنعنه في جميع الطرق عنه . . . ( اه .
أقول : كذا قال ! وانظر كيف يغلط الحافظ الترمذي والحافظ
الحاكم وكذا الحافظ الذهبي ! علما بأنه هو الغلطان الواهم ،
وذلك لان ابن اسحق لم يعنعنه في جميع الطرق بل قد صرح
/ صفحة 17 /
بالسماع في كتاب مطبوع مشهور بين يدي الالباني وأمام
عينيه ، وذلك الكتاب هو مسند الامام أحمد ، فلينظره فيه
) 2 / 135 ( وليتدبر ذلك ! ! .
) مثال آخر ( :
) حديث جابر ( : ) فيمن نذر الصلاة في المسجد الاقصى ، يجزئه في
المسجد الحرام (
رواه أحمد وأبوداود كما في ) منار السبيل ( .
قال إلالباني عنه في ) إرواء الغليل ( ) 8 / 222 أثناء تخريج
الحديث برقم 2597 ( :
) وصححه أيضا ابن دقيق العيد في ) الاقتراح ( كما في
) التلخيص ( وعزاه للحاكم أيضا ولم أره في مستدركه ، وكذلك
لم أره عند أحمد ، وقد عزاه إليه المصنف ( اه .
أقول : تعالم هنا فأشار بل صرح بغلط الحافظ ابن دقيق العيد
وصاحب ) التلخيص ( الحافظ ابن حجر العسقلاني وصاحب
منار السبيل وهو المعني بقوله : ) المصنف ( والحق أنه هو الواهم
الغلطان ، فلو كان نظر في المسند ) 3 / 363 ( والمستدرك
) 4 / 304 - 305 ( لوجده هناك ، ولما تعالم ، ولرجع إلى صوابه ،
هداه الله !
وهذان مثالان من أمثلة كثيرة سنفردها إن شاء الله تعالى في كتاب
خاص ، وهما غيض من فيض ، نسأل الله التوفيق والهداية له . آمين .
/ صفحة 18 /
الالباني يعزو الحديث إلى بعض كتب الحديث مع كون
الحديث غير موجود فيها
وليعلم أن الشيخ الالباني يعزو في مواضع كثيرة الاحاديث إلى كتب
ومراجع مع أن الاحاديث غير موجودة فيها ، وخصوصا في ) صحيح
الجامع وزيادته ( و ) ضعيف الجامع وزيادته ( تابعا ومقلدا في ذلك الحافظ
السيوطي والشيخ النبهاني دون تمحيص أو تحقيق ! علما بأنه تدارك ذلك
في أحاديث قليلة جدا فنبه عليها في الحاشية ، وأما القسم الاكثر والاكبر
فقد تابع غالطا فيه أصحاب الاصل ، فلو قال هذا ليس غلطي هو غلط
صاحب الاصل ! قلنا له : ليس كذلك ، لانك وضعت اسمك عليه
وادعيت أنك مؤلف الكتاب ؟ ! فأنت ملزم بصحة وغلط كل شئ ورد
فيه ، ولنمثل على ذلك فنقول :
أولا :
يقول الالباني في كتاب ) صفة الصلاة ( الطبعة السادسة ص ) 170 (
عن حديث وائل بن حجر الذي ذكر فيه وضع اليدين في التشهد فقال :
) ثم رفع اصبعه فرأيته يحركها يدعو بها ( ) 1 ( ما نصه :
* ) هامش ( * ) 1 ( وقد بينت خطأه بما يتعلق بهذا الحديث في كتابي : ) تحذير العبد الاؤاه من تحريك
الاصبع في الصلاة ( فلينظره من شاء . ) * (
/ صفحة 19 /
) رواه أبوداود . . . ( اه .
قلت : ليس كذلك ، والحديث لم يروه أبوداود ، وإنما رواه غيره . . .
/ صفحة 20 /
قصور اطلاع الالباني في مواضع لا تحصى
وأمثلة ذلك
العجيب الغريب أن الشيخ الالباني يزدري كثيرا من العلماء
المحدثين ويعيبهم بقصور الاطلاع إما تصريحا أو إيماء ! وينصب نفسه
مرجعا ما عليه من مزيد ! ويحاول أن يتشبه بالحفاظ السابقين بقوله عن
بعض الاحاديث ) لم أقف على سنده ( أو نحوها من العبارات ! وكذا يرمي
كثيرا من جهابذة الحفاظ بالغفلة مع أنه هو الموصوف بذلك ولنمثل على
ذلك فنقول :
1 - أثر سيدنا علي رضوان الله تعالى عليه :
) إذا بلغ النساء نص الحقاق فالعصبة أولى ومن شهد فليشفع
بخير ( .
قال الالباني في ) إرواء الغليل ( ) 6 / 251 برقم 1847 ( في تخريجه :
) لم أقف على إسناده ( اه
أقول : كذا قال ! ولو كان جهبذا لعرف أنه في سنن البيهقي
) 7 / 121 ( ، وهذا سنده هناك : قال الحافظ البيهقي رحمه الله
تعالى :
أخبرنا أبوسعيد بن أبي عمرو حدثنا أبوالعباس محمد بن يعقوب
/ صفحة 21 /
حدثنا أحمد بن عبد الحميد حدثنا أبوأسامة عن سفيان عن سلمة
بن كهيل عن معاوية بن سويد قال وجدت في كتاب أبي عن علي
رضي الله عنه أنه قال :
) إذا بلغ النساء نص الحقاق فالعصبة أولى ومن شهد فليشفع
بخير ( .
وإذا كان قد وقف عليه طالب علم مثلي لا يزال مبتدئا في هذا
العلم ! فكيف يخفى على من نعته المفتونون به ب ) حافظ العصر ( ،
و ) محدث الديار الشامية ( ! ! .
2 - ) مثال آخر ( :
قال الالباني في ) إرواء الغليل ( ) 3 / 283 ( :
) حديث ابن عمر ) القبلات ربا ( لم أقف على سنده ( اه
قلت : كذا قال ! ! مع أنه مذكور بسنده في فتاوى الشيخ ابن تيمية
المصرية ) 3 / 295 ( : ) قال حرب ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي حدثنا
سعيد عن جبلة سمع ابن عمر يقول : ) القبلات ربا ( اه .
وهؤلاء الرجال رجال الصحيح ، وحرب الذي في أول سنده هو
الكرماني .
فهل هذا دليل الحفظ والاطلاع والاستقراء يا هؤلاء ؟ ! .
3 - ) مثال ثالث ( :
حديث سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه مرفوعا :
) أنزل القرآن على سبعة أحرف لكل آية منها ظهر وبطن ولكل حد
مطلع (
/ صفحة 22 /
قال الالباني في تخريج ) مشكاة المصابيح ( ) 1 / 80 رقم 238 ( بعد
أن عزاه مصنف كتاب ) مشكاة المصابيح ( ) 1 ( لشرح السنة ما نصه :
) لينظر في أي مكان رواه في ) شرح السنة ( فإني راجعته في ) العلم (
وفي ) فضائل القرآن ( منه فلم أره ( اه
أقول : كذا قلت ! ! ولو كنت راجعته حقا في ) العلم ( لوجدته في
) باب الخصومة في القرآن ( من ) شرح السنة ( ) 1 / 262 ( ، وقد رواه
ابن حبان في صحيحه برقم ) 74 ( وأبويعلى في ) مسنده ( ) 5403 (
ومسند أبي يعلى عنده منه مصورة عن الاصل ، والطحاوي في ) شرح
مشكل الاثار ( ) 4 / 172 ( ، والبزار ) 3 / 90 كشف الاستار ( . وذكره
الهيثمي في ) مجمع الزوائد ( ) 7 / 152 ( وعزاه للبزار وأبى يعلى
والطبراني في ) الاوسط ( وقال : رجال أحدهما ثقات .
4 - مثال رابع :
قال الشيخ الالباني في صحيحته ) 1 / 230 ( أثناء كلامه على حديث
رقم ) 149 ( وهو :
) ليس المؤمن الذي يشبع . . . ( مانصه :
) وأما حديث عائشة فعزاه المنذري ) 3 / 237 ( للحاكم نحو حديث
* ) هامش ( * ) 1 ( ولا يعفيه من عدم تخريج هذا الحديث دعواه أنه قد تعجل الناشر في إخراجه
فإنه قد صرح بأنه قد وفى القول حقه في التخريج بالنسبة للجزء الاول وهذا
الحديث في الجزء الاول . انظر صفحة ) ل ( منه . ) * (
/ صفحة 23 /
ابن عباس ، ولم أره في مستدرك الحاكم الان بعد مراجعته في مظانه (
أقول : كذا قال ! ! ويا شيخ ناصر لا توهم المفتونين بأنك أوسع دائرة
وأكبر علما من المنذري ) 1 ( ، فإن الحديث موجود في المستدرك ) 2 / 12 (
فانظره هناك ) 2 ( ، ومنه يتبين أن الشيخ لا يحسن مراجعة الحديث
من مظانه ، أو لا يتقن استعمال فهارس الكتب التي جل علمه بهذا
الفن مرتبط بها ، ولازم لها ! ! .
ومن أدلة ذلك قوله في ) صحيحته ( ) 2 / 476 ( قوله عن حديث ) أبو
بكر مني بمنزلة السمع . . . ( :
) فلم أره في فهرس الحلية ( اه
قلت : هو فيه وكذا في الحلية ) 4 / 73 ( ! .
5 - مثال خامس :
قال الشيخ في صحيحته ) 1 / 638 حديث 365 طبعة رابعة ( :
) ويحيى بن مالك هذا ، قد أغفله كل من صنف في رجال الستة فيما
علمنا ، فليس هو في التهذيب ولا في التقريب ولا في التذهيب ( اه
قلت : كذا قال ! ! وليس كذلك ، بل هو مذكور فيها ، انظر ) تهذيب
التهذيب ( للحافظ ابن حجر ) 12 / 19 طبعة دار الفكر ( في الكنى
) أبوأيوب المراغي ( ! ! . وتأمل ! .
* ) هامش ( * ) 1 ( ومن قرأ مقدمة الشيخ الالباني ) لصحيح الترغيب والترهيب ( علم وتحقق كيف
تطاول على المنذري بل غمطه حقه . . .
) 2 ( ولا تفرح بهذا الشاهد الذي تريد ، وذلك لان في سنده عبد العزيز بن يحيى المدني ،
وهو : ضعيف جدا ، وكذبه غير واحد . ) * (
/ صفحة 24 /
نبذة من نقله لكلام السادة العلماء
وتحريفه لهذه النقول أو
بتره منها عهارات ليست في صالحه
وقد ضربت صفحا في هذا الكتاب عن نقولاته لكلام العلماء الذي
يفهمه على غير وجهه ويقتطع من سياقه وسباقه أو من وسطه ، ما يخل
به ، دون أن يشير إلى ذلك بل يوهم أن هذا هو كلام المردود عليه بنصه
وفصه وتمامه ، وهذا باب هام جدا لا بد من تخصيص جزء خاص له
أيضا ، وإذا فاتنا ذكر ذلك في هذا الجزء فلا نترك ضرب بعض الامثلة
على ذلك ) 1 ( فنقول :
1 - أراد الالباني أن يضعف حديثا خالف رأيه ، فلم يدر كيف السبيل
إلى ذلك ، فاحتال لذلك أن نقل جزءا من ترجمة رجل في سنده من
الثقات من ) كامل ( ابن عدي وحرفها ، والرجل هو ) عائذ بن
حبيب ( ، فقال عنه في ) إروائه ( ) 2 / 243 ( :
* ) هامش ( * ) 1 ( وهذا مما يجعله من الذين لا يلتفت إلى كلامهم ، ولا يعول على مقالهم ، لان هذا
تدليس مشين ، بنظر علمائنا المحدثين وأهل الجرح والتعديل حسب ما تقتضيه
قواعد علم مصطلح الحديث ، بل إن أقوال وتحقيقات من يقترف مثل هذا تسقط
حتى عند الكفار الغربيين بله المستشرقين ، وتعتبر بذلك أقواله لاغية لا قيمة لها
وكذا أنقاله وبحوثه وتحقيقاته ، فتنبهوا لذلك . ) * (
/ صفحة 25 /
) الثالث : لو كان صريحا في الرفع فهو شاذ أو منكر ، لان ) عائذ بن
حبيب ( وإن كان ثقة فقد قال فيه ابن عدي : ) روى أحاديث
أنكرت عليه ( . . قلت : ولعل هذا منها . . . ( اه
أقول : كلا ، هذا ليس منها ، وابن عدي لم يقل ما ذكرته عنه ، بل
إن نقلك عنه كان محرفا ، فابن عدي قال في الكامل ) 5 / 1993 ( :
) روى عن هشام بن عروة أحاديث أنكرت عليه وسائر أحاديثه
مستقيمة ( اه
فأين هذا مما نقلت ، وخصوصا أن هذا الحديث لم يروه حبيب عن
هشام بن عروة ! فليتأمل المنصفون ، وليرجع المعاندون ! ! إن كانوا
يتقون الله تعالى ! ! .
2 - نقل الالباني في كتابه ) تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد ( ص
) 34 ( ) 1 ( نصا عن العلامة الفقيه ابن حجر الهيتمي وحذف من
وسطه ما ليس في صالحه ، تحقيقا للامانة العلمية التي يتمتع بها !
وقد ابتدأ بنقل كلام ابن حجر ففتح قوسين ) " ( وختمه كذلك
بقوسين ) " ( وبلفظة انتهى تأكيدا لتغرير القراء وتضليلهم عن تمام
ذلك النقل ، لانني أورد لكم تمام الكلام وأضع ما حذفه باللون
الاسود الواضح بين قوسين ، فإليكم ذلك .
قال في تحذير الساجد ص ) 34 ( :
) مذهب الشافعية أنه كبيرة :
* ) هامش ( * ) 1 ( من الطبعة الرابعة ) 1403 ه المكتب الاسلامي ( . ) * (
/ صفحة 26 /
قال الفقيه ابن حجر الهيتمي في ) الزواجر عن اقتراف الكبائر (
) 1 / 120 ( :
الكبيرة الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة
والتسعون اتخاذ القبور مساجد ، وايقاد السرج عليها ، واتخاذها
أوثانا ، والطواف بها واستلامها والصلاة إليها .
ثم ساق - ابن حجر - بعض الاحاديث المتقدمة وغيرها ، ثم قال
ص ) 111 ( :
) تنبيه : عد هذه الستة من الكبائر وقع في كلام بعض الشافعية ،
وكانه أخذ ذلك مما ذكرته من الاحاديث ، ) ووجه اتخاذ القبر مسجدا
منها واضح ( ) 1 ( لانه لعن من فعل ذلك بقبور أنبيائه ، وجعل من فعل
ذلك بقبور صلحائه شر الخلق عند الله تعالى يوم القيامة ، ففيه تحذير
لنا كما في رواية : ) يحذر ما صنعوا ( أي يحذر أمته بقوله لهم ذلك
من أن يصنعوا كصنع أولئك ، فليلعنوا كما لعنوا ، ) واتخاذ القبر
مسجدا معناه الصلاة عليه أو إليه ، وحينئذ فقوله ) والصلاة إليها (
مكرر إلا أن يراد باتحاذها مساجد الصلاة عليها فقط ، ، نعم إنما
يتجه هذا الاخذ إن كان القبر قبر معظم من نبي أو ولي كما أشارت
* ) هامش ( * ) 1 ( هذه العبارة التي وضعتها بين قوسين جعلها الالباني بخط أسود كبير لتمييزها وإيهام
البسطاء بأن لفظة ) واضح ( الواقعة في كلام ابن حجر والتى وضحها ابن حجر
بعد ذلك بنحو سطرين - في عبارة طويلة حذفها الالباني - تعني المعنى الذي يريده
الالباني لا المعنى الذي يريده ابن حجر الهيتمي . فتأملوا ! ! . ) * (
/ صفحة 27 /
إليه رواية : ) إذا كان فيهم الرجل الصالح ( ) 2 ( .
ومن ثم قال أصحابنا : ) تحرم الصلاة إلى قبور الانبياء والاولياء تبركا
وإعظاما فاشترطوا شيئين . . . ( الخ انتهى كلام ابن حجر ) 3 ( اه
كلام الالباني .
3 - أراد الشيخ الالباني أن يعضف حديثا فيه جواز تحلية النساء
بالذهب المحلق وفي سند الحديث ) محمد بن عمارة ( فزعم أن أبا
حاتم قال عنه : ) ليس بذاك القوي ( انظر كتاب ) حياة الالباني
وآثاره . . . ( الجزء الاول ص ) 207 ( ، والحقيقة أن أبا حاتم الرازي
قال كما في ) الجرح والتعديل ( ) 8 / 45 ( : ) صالح الحديث ليس بذاك
القوي ( فحذف الالباني كما ترون لفظة ) صالح الحديث ( ! ! .
* ) هامش ( * ) 2 ( هذه هي العبارة التي حذفها من كلام ابن حجر ! فتأمل ! ! .
) 3 ( راجع كتاب ) الزواجر ( للعلامة ابن حجر الهيثمي ) 1 / 148 ( للتأكد ) * (
/ صفحة 28 /
نبذة من تناقض الالباني
في تصحيحه الحديث في موضع
وحكمه عليه بأنه منكر جدا في موضع آخر
أورد الالباني في ) مختصر العلو ( ) 1 ( ص ) 98 ( برقم ) 38 ( حديث قتادة
بن النعمان سمع النبي صلى الله عليه وآله يقول : ) لما فرغ الله من خلقه استوى على
عرشه ( فقال :
) رواته ثقات ، رواه أبوبكر الخلال في كتاب السنة له ( اه ) 2 ( .
أقول :
لا أدري كيف يصفك المفتونون بك بانك ) محدث الديار الشامية (
و ) حافظ العصر والوقت ( و ) أنك ما رأيت مثل نفسك ( وأنه لو حلف
بين الركن والمقام على ذلك لم يحنث ) 3 ( ، ونحن نقول له : بل حنثت
وعليك أن تكفر عن يمينك إن كنت حلفت لان هذا المحدث المزعوم
يستطيع أن يرد عليه الطلبة المبتدئون في هذا العلم فكيف بمن أمضوا
فيه عشرات السنين ؟ ! .
* ) هامش ( * ) 1 ( من الطبعة الاولى ) 1401 ه ( نشر المكتب الاسلامي .
) 2 ( وعلق في الحاشية على ذلك فقال أيضا : ) وذكر ابن القيم في الجيوش الاسلامية
) ص 34 ( أن اسناده صحيح على شرط البخاري .
) 3 ( وأمثالها من العبارات المبهرجة الي نطق بها بعض المفتونين به في كتاب ) حياة
الالباني ( . ) * (
/ صفحة 29 /
وتصحيحه لهذا الحديث في هذا الموضع يدل على أشياء :
1 - استعجاله طبع الكتاب ، بالمراجعة السطحية دون تمحيص في
أسانيدها والنظر في نكارة متونها ، وهذا لا يليق بطالب علم فضلا
عن محدث ! وكان بإمكانه أن يتريث في تخريج تلك الاحاديث ،
لكن تريثه حصل في مقدمة الكتاب المذكور التي شحنها بالانتقاص
من العلماء والنيل منهم بعبارات ركيكة تهدمها قواعد الشريعة الغراء
التي دعت إلى التنزيه وهدم التشبيه .
2 - تساهله في تخريج الحديث في الكتب المختصة بالعقيدة ، وهذا من
غلطه فإن الكتب المختصة بالعقيدة ينبغي أن تكون فيها الاحاديث
الصحيحة الخالية عن المعارض ، أما الضعيفة والمنكرة والموضوعة
والمعارضة بالقطعي فمما ينبغي أن تصان عنه .
3 - لو ساق الالباني سند الحديث الذي صححه هنا من كتاب ) الخلال (
لتبين له أنه موضوع منكر ولما صححه ، وهاك اسناده أخي القارئ
لتتحقق نكارته ووهاءه :
قال الخلال : حدثنا أحمد بن الحسين الرقي حدثنا إبراهيم بن المنذر
الحزامي حدثنا محمد بن فليح حدثني أبي عن سعيد بن الحارث عن
عبيد بن حنين ، قال : بينما أنا جالس في المسجد إذ جاءني قتادة بن
النعمان يحدث وثاب إليه الناس ، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
يقول : ) إن الله لما فرغ من خلقه استوى على عرشه واستلقى ووضع
إحدى رجليه على الاخرى ، وقال : إنها لا تصلح لبشر ( . اه
/ صفحة 30 /
أقول : ولا يشك عاقل أن هذا كذب على الله ورسوله صلى الله عليه وآله ، تعالى
الله عن ذلك .
وانظر الحديث في الاسماء والصفات للامام الحافظ البيهقي ص
) 355 - 356 ( والتعليق عليه ، وقد حكم عليه الحافظ البيهقي
هناك بالنكارة ، وعده الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال ) 3 / 365 (
من منكرات فليح ، وفليح ضعف الالباني حديثه في مواضع لا
تحصى من كتبه ) 1 ( ، فكيف يقول عن حديثه في ) مختصر العلو ( هنا
رجاله ثقات ، وصحيح على شرط البخاري ؟ ! ! .
4 - ويدل تصحيحه للحديث هنا في ) مختصر العلو ( على شدة غفلته
وتناقضه ، لانه قد حكم على الحديث بأنه منكر جدا في موضع آخر
من كتبه وذلك في ) سلسلته الضعيفة ( ) 2 / 177 حديث 775 (
ونحن نتركه في الموضع الثاني - الضعيفة - يرد على الموضع الاول ! .
ولا نشك أن هذا الحديث له علاقة وثيقة بعقيدة اليهود الوثنية التي
رد الله تعالى عليها في كتابه العزيز حيث قال :
) ولقد خلقنا السموات والارض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من
لغوب ، فاصبر على ما يقولون ( سورة ) ق ( 38 .
فلو اعتذر بأنه نص على بطلانه في موضع آخر فإن ذلك لن يجديه وهو عذر
أقبح من ذنب ، فإن من يقرأ الموضع الاول في كتاب من كتبه ربما لا يقرأ
الكتاب الاخر ولا يطلع عليه وبذلك يستحكم قيد تناقض الشيخ الالباني ،
* ) هامش ( * ) 1 ( انظر ) الصحيحة ( ) 4 / 509 ( و ) 4 / 627 ( و ) 4 / 656 ( . . ! وغير ذلك . . ) * (
/ صفحة 31 /
وأيضا لو اعتذر مثلا هو أو أي متعصب له عن تخريج المشكاة وقال لقد
خرجه الشيخ تخريجا آخر لان التخريج الاول لم يكن حسب الطلب وفيه
قصور ظاهر ، قلت له :
أولا : هذا اعترف بالتقصير في التخريج . وثانيا : هذا لا يعفيه ولايبرئ
عهدته ، بل يزيد من إثم جرمه ، ويؤكد أنه أراد نشر الكتاب واستعجل في
اخراجه كيفما كان ليستعجل الربح المادي - العائد من المتاجرة بالكتاب ،
بل إن تخريجه للكتاب مرة ثانية يثبت أنه أقدم على عملية جديدة
للمتاجرة لكتاب مرة ثانية ، ولا يستبعد تخريج ثالث ورابع وخامس ! والله
المستعان . ) 1 (
* ) هامش ( * ) 1 ( ومن هذه الاستدراكات يتبين أن ساحة أهل الحديث لم تجدب حق جاء الشيخ
الالباني وأعاد الحياة إليها كما يدعي المفتونون به ، وذلك لانهم لم يروا سواه ! ولم
يسمعوا إلا به ! فهم معذورون من هذه الجهة ، لكنهم غير معذوربن من جهة
أخرى ، لا هم ولا هو ، لان النبي صلى الله عليه وآله يقول كما في صحيح الحديث : ) لا تزال طائفة
من أمي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله ( ، والشيخ
يفسر ويؤؤل هذه الطائفة ) بأهل الحديث ( كما في غير ما موضع من كتبه منها
المجلد الاول من سلسلته الصحيحة ! فكيف يقول هو وبعض من فتن به : ) إن
ساحة علم الحديث والسنة النبوية قد أجدبت وصوح نبتها . . . ( ؟ ! ! ! انظر كتاب
) حياة الالباني ( الذي قرأه الالباني قبل أن يطبع كما في مقدمته وانظر ص ) 549 (
منه ، وأهل العلم على معرفة تامة بأن ساحة علم الحديث كان فيها جهابذة وما يزال
كالحافظ احمد بن الصديق والزاهد المحدث الكوثري والمحدث المفيد
عبد الله بن الصديق والمحدث عبد العزيز بن الصديق والمحدث حبيب الرحمن
الاعظمي ، ومحمد حبيب الله الشنقيطي صاحب ) زاد المسلم ( وعائلة الكتاني
وغيرهم كثيرون لا أريد حصرهم الان . فليتنبه أهل العقول والبصائر ! ! ) * (
/ صفحة 32 /
تناقضه في الثناء على أشخاص في موضع
وثلبهم والنيل منهم في موضع آخر من كتبه
ومن تناقضات الالباني أيضا وأنواع خبطه أنه يثني على الرجل في
مكان ويذمه في مكان آخر .
مثال ذلك : قوله مثنيا على الشيخ حبيب الرحمن الاعظمي في مقدمة
) صحيح الترغيب والترهيب ( ص ) 63 ( :
) واعلم أن مما شجعني على نشرهما أنني رأيت الكتاب المطبوع تحت
عنوان . . . . . . وعلق عليه العالم الشهير الجليل الشيخ
حبيب الرحمن الاعظمي . . . ( اه
وقال أيضا في نفس الصحيفة :
) ومما زادني رغبة في الاقبال عليه ، أن محققه الفاضل الشيخ حبيب
الرحمن الاعظمي قد صرح . . . . ( اه
وهذا الكلام من الالباني الذي فيه الثناء الكبير على الشيخ المحدث
حبيب الرحمن الاعظمي ناقضه في مقدمة آداب زفافه ) الطبعة
الجديدة ( ص ) 8 ( حيث قال :
) واستعان الانصاري بآخر رسالته بأحد أعداء السنة وأهل الحديث
ودعاة التوحيد المشهورين بذلك ألا وهو الشيخ حبيب الرحمن
الاعظمي . . . . . . . . . لجبنه وفقدانه الشجاعة العلمية
والادبية . . . . ( اه باختصار . فتأملوا ! ! !
/ صفحة 33 /
ضعف الالباني في اللغة العربية
وهذا الباب أيضا له فيه أغلاط كثيرة لا بأس بضرب بعض الامثلة :
1 - قال في ) صحيحته ( ) 4 / 88 ( :
) وجوب الاخذ بيد الظالم ( اه
وهذا لحن وخطأ ، والصواب أن يقول : ) وجوب الاخذ على يد
الظالم ( لان الاخذ بيد الظالم لغة هو مساعدته في ظلمه ، وقد اغتر
الشيخ ! بورود هذه الكلمة في بعض طرق الحديث الذي غلط فيه
أحد رواته !
2 - قال في ) صحيحته ( ) 2 / 254 ( في حديث : ) ثلاتة لا يقبل منهم
صلاة : ورجل صلى على جنازه ولم تويز ( وعلق في الحاشية على
لفظة ) تويز ( فقال :
كذا الاصل المصور ، ولم يتبين لي الصواب ( اه
قلت : ) تويز ( لا معنى لها في اللغة العربية ولا دخل لها في هذا
الحديث ، والصواب والاصل هو ) يؤمر ( فتكون الجملة ) ورجل صلى
على جنازة ولم يؤمر ( فلم يستطع قراءتها ، مع أنها مرت عليه في
الترغيب والترهيب ) ص 195 رقم الحديث 484 صحيح
الترغيب ! ( ، ولكنه كثير الغفلة ! .
وهذان المثالان هما فعلا غيض من فيض وفي الاعداد الاتية إن شاء
الله نورد أعدادا منها .
/ صفحة 34 /