:: من دون عودة ::
( قصة قصيرة )
بعد أن انطفأ بريق الأمل الذي كان يداعب أحلامي ، وبعد أن تسلم الحزن مفاتيح الإختراق إلى عمقي ، وقفت وقفة يأس مع ذاتي التي اختارت الرحيل إلى البعيد .. اختارت رحيل يسربل النسيان ما تبقى من العمر .. حزمت حقائبي مع أناس قد شاركوني قاموس الهم .. ورحلنا إلى ( القمر ) .!
أمضينا هناك أيام يلفها الصمت .. لا أحد يشتكي لأحد .. ولا أحد ينصت لأحد .. فكل من هم معي مثقلون بآهة عجزت عن لفظها حناجرهم فكانت الدموع أبلغ من الكلام ..
كنا نجلس كل يوم نحدق إلى اللاشيء .. حيث من خلفه تكمن أرضنا التي خلفنا عليها آلامنا وأحلامنا و ذكرياتنا .. خلفنا عليها كل ماضي كي يبقى رماد تذرأه الرياح فتمحيه من الزمن ..
وفي يوم ..
شدني الحنين إلى الوطن .. فاكتويت بشظايا المسافات ..لم أبد لأحد مِن مَن كان معي أي أثر لشوقي .. فكل عيناه دامعة لا تنصت سوى أنتها الصماء .!
وفجأة ..
وصلت مركبة كبيرة من الأرض خلتها لأول وهلة أنها تضج بأناس طلقوا الأرض مثلنا فقرروا اللجوء إلى القمر الصامت .. تمتمت في نفسي : آه ليتكم ما استعجلتم بهكذا خطوة .!
دهشت إذ أن تلك المركبة الكبيرة لم يكن بها سوى اثنين كانا بغاية السعادة و المرح .. !
ترى ما الذي أتى بهم إلى هنا .!
تقدموا نحونا ونادوا علينا : (( هلموا ..
عودوا معنا إلى الأرض ..
فهي ليست كما عهدتموها .. ))
نظرنا إليهم باستغراب و استفهام ، فصاح بنا الآخر موضحا : (( إنه نبع السعادة قد تفجر و ارتوى منه جميع البشر فباتوا في سرور و انكشف عنهم كل كدر .. ))
لم أصدق ما سمعت .. إلى أن رأيت جميع من كان معي يهرول نحو المركبة .. مستعجلا رجوعه إلى الأرض .. فتيقنت أن كلهم كانوا بشوق إلى العودة مثليي .. لكنهم كما أنا قد كتموا هذا الحنين .!
دفعت بنفسي بينهم فاستوقفني صوت أحدهم يقول : هل سمعتِ بشرط العودة إلى الأرض .؟
قلت : لا
قال : إن من يعود إلى الأرض فلن يسمح له بمغادرتها ثانية ..
قلت : لا بأس .. فكيف لمن يشرب من نبع السعادة أن يفكر بمغادرة الأرض ثانية .!
ورحلنا عائدين إلى الديار ..
حطت بنا المركبة في مكان قريب من النبع .. واندفع الناس إلى النبع يغترفون منه شربة السعادة ..
لكنهم فوجئوا .. إذ لم يكن بقبضة اغترافهم شيء سوى التراب .!
صاح أحدهم : (( ما هذا .!
لقد خدعتمونا .. ))
فردوا عليه : (( أبدا .. لكنه النبع قد جف )) .!
هنا ما كان مني إلا أن ألقي بقبضتي السخيفة تلك .. دهستها بقدمي .. ثم رمقت القمر هامسة : هلا احتضنتني من جديد .،
/
\
/
اللهم صل على محمد و آل محمد .،
( قصة قصيرة )
بعد أن انطفأ بريق الأمل الذي كان يداعب أحلامي ، وبعد أن تسلم الحزن مفاتيح الإختراق إلى عمقي ، وقفت وقفة يأس مع ذاتي التي اختارت الرحيل إلى البعيد .. اختارت رحيل يسربل النسيان ما تبقى من العمر .. حزمت حقائبي مع أناس قد شاركوني قاموس الهم .. ورحلنا إلى ( القمر ) .!
أمضينا هناك أيام يلفها الصمت .. لا أحد يشتكي لأحد .. ولا أحد ينصت لأحد .. فكل من هم معي مثقلون بآهة عجزت عن لفظها حناجرهم فكانت الدموع أبلغ من الكلام ..
كنا نجلس كل يوم نحدق إلى اللاشيء .. حيث من خلفه تكمن أرضنا التي خلفنا عليها آلامنا وأحلامنا و ذكرياتنا .. خلفنا عليها كل ماضي كي يبقى رماد تذرأه الرياح فتمحيه من الزمن ..
وفي يوم ..
شدني الحنين إلى الوطن .. فاكتويت بشظايا المسافات ..لم أبد لأحد مِن مَن كان معي أي أثر لشوقي .. فكل عيناه دامعة لا تنصت سوى أنتها الصماء .!
وفجأة ..
وصلت مركبة كبيرة من الأرض خلتها لأول وهلة أنها تضج بأناس طلقوا الأرض مثلنا فقرروا اللجوء إلى القمر الصامت .. تمتمت في نفسي : آه ليتكم ما استعجلتم بهكذا خطوة .!
دهشت إذ أن تلك المركبة الكبيرة لم يكن بها سوى اثنين كانا بغاية السعادة و المرح .. !
ترى ما الذي أتى بهم إلى هنا .!
تقدموا نحونا ونادوا علينا : (( هلموا ..
عودوا معنا إلى الأرض ..
فهي ليست كما عهدتموها .. ))
نظرنا إليهم باستغراب و استفهام ، فصاح بنا الآخر موضحا : (( إنه نبع السعادة قد تفجر و ارتوى منه جميع البشر فباتوا في سرور و انكشف عنهم كل كدر .. ))
لم أصدق ما سمعت .. إلى أن رأيت جميع من كان معي يهرول نحو المركبة .. مستعجلا رجوعه إلى الأرض .. فتيقنت أن كلهم كانوا بشوق إلى العودة مثليي .. لكنهم كما أنا قد كتموا هذا الحنين .!
دفعت بنفسي بينهم فاستوقفني صوت أحدهم يقول : هل سمعتِ بشرط العودة إلى الأرض .؟
قلت : لا
قال : إن من يعود إلى الأرض فلن يسمح له بمغادرتها ثانية ..
قلت : لا بأس .. فكيف لمن يشرب من نبع السعادة أن يفكر بمغادرة الأرض ثانية .!
ورحلنا عائدين إلى الديار ..
حطت بنا المركبة في مكان قريب من النبع .. واندفع الناس إلى النبع يغترفون منه شربة السعادة ..
لكنهم فوجئوا .. إذ لم يكن بقبضة اغترافهم شيء سوى التراب .!
صاح أحدهم : (( ما هذا .!
لقد خدعتمونا .. ))
فردوا عليه : (( أبدا .. لكنه النبع قد جف )) .!
هنا ما كان مني إلا أن ألقي بقبضتي السخيفة تلك .. دهستها بقدمي .. ثم رمقت القمر هامسة : هلا احتضنتني من جديد .،
/
\
/
اللهم صل على محمد و آل محمد .،
تعليق