إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الفيدرالية التي يريدها مقتدى الصدر

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفيدرالية التي يريدها مقتدى الصدر

    الفيدرالية التي يريدها مقتدى الصدر




    إن من أهم ما يجب أن نبتني عليه طرحنا هذا هو الإشارة الى أن السيد مقتدى الصدر لم يعين من يصرح باسمه وليس بنيته أن ينتدب له ناطقاً رسمياً ، وبهذا ، فكل ما يرد من تصريحات - مع أو ضد - الفيدرالية فهي تصريحات لا تمت لسماحته بصلة ، بل هي تصريحات شخصية محضة ، حتى لو كان التصريح صادراً من زيد أو عمر من أبناء الخط الصدري،وحتى مقالتي هذه ، فهي مشمولة بالرأي الشخصي المحض ، وملتفتة الى حجم فهمي لرؤى السيد القائد مقتدى الصدر، فللسيد مقتدى لسانه الفصيح والصريح والذي يمكنه من خلاله أن يعبر عن رؤيته للأحداث وتطوراتها ، وأكيداً أن عدم وجود الناطق الرسمي ليس دليلاً على انعدام الثقة بالناطقين ، ولكن من رغبات السيد مقتدى أن يكون قريباً من الحدث ، قريباً من المجتمع ، بعيداً عن تأويلات البعض من المتخرصين .

    حتى هذه اللحظة ، لم يرد عن السيد مقتدى الصدر ما يدعم برنامج سماحة السيد عبد العزيز الحكيم ، ولم يرد ما يناقضه بالقول أو الفعل ، ولكن ، هناك اختلاف – وليس خلاف – في وجهة النظر ، وفي الرؤية لمسألة (فيدراليةالوسط الجنوب ) بين طروحات السيد الإمام الصدر والسيد الإمام الحكيم ، وهذا الإختلاف يتعلق بماهية وشكل ونوع وتوقيت مسألة الفيدرالية سواءً في الشمال أو في الوسط والجنوب .

    فسماحة السيد القائد يتقاطع تماماً مع مسألة ترسيخ فكرة الفيدرالية على الأسس العرقية أو الطائفية ، وإن أهم ما يثير توجسه لمسألة الفيدرالية أن تتحول هذه الظاهرة الحضارية الى نقطة تقاطع قد تؤدي الى تقسيم العراق وإضعافه ، وتحويله الى ( لقم ) صغيرة قابلة للإبتلاع من قبل الأعداء والأصدقاء وحتى الأشقاء .

    ومن الطبيعي ، والطبيعي جداً أن نشير الى أن الأغلب الأعم من الأكراد يطمحون – بشكل أو بآخر – الى تشكيل هيكلية تضمن لهم حدوداً منيعة لا يمكن تجاوزها من قبل أعداء الأمس ،(لاحظ عدم قبولهم لدخول الجيش العراقي لشمال العراق وإبقائهم على مليشيا البيشمركة) وكذلك الشيعة ، ينظرون بنفس المستوى من التوجس من أعداء الأمس ، ولا يستطيعون إخفاء خشيتهم من استفحال سيطرة البعثيين والإرهابيين على مراكز القرار في السلطة المقبلة ، يشجعهم على ذلك كثرة التفجيرات التي تنزاح – بشكل انسيابي – نحو توجيه التهم الى بعض الفرق من الطائفة السنية .

    الشيعة في العراق ، تكتنز في ذاكرتهم الجمعية ذكريات الملصقات التي كانت تزين دروع السلطة المقبورة في هجوماتها الرعناء على قرى الوسط والجنوب، والتي لم تستح من الكشف عن عورتها الطائفية ، حين كانت تكتب على هذه الدروع والآليات بخط واضح عبارة (( لا شيعة بعد اليوم )) إبان الإنتفاضة الشعبانية المباركة .

    وكذلك يمكننا قراءة خوف الشيعة على مستقبلهم ، كرد فعل على تصريحات بعض الساسة والقادة المحليين والإقليميين ، وخشيتهم من وجود تحالفات سياسية يمكن أن تفتح الباب على مصراعيه لعودة كرنفالات المقابر الجماعية التي تزدان برفات الشيعة (( حصراً )) والتي أغمض وما زال يغمض عنها العرب والكرد والمسلمون .

    فقد سمعنا بتصريح أحد الساسةالعراقيين أثناء زيارنه لدولة الإمارات العربية المتحدة وهو يقول ( إن الأكراد هم حماة السنة في المعادلة الإقليمية العراقية ) مشيراً الى وجود أو إمكانية وجود تحالف لوجستي بين الكرد والسنة .

    وكذلك قيام البعض بزيارات سرية الى إسرائيل ، لم نستطع الكشف عن فحواها ، أو فقرات الإتفاق التي تمت خلالها ، ولكن يكفي أنها لإسرائيل ، ويكفي بأنها سرية .

    مضافاً اليها تصريحات البعض من القادة العرب الخائفين على مستقبل الإسلام والمتباكين على الدين والعروبة على صدور الراقصات الليليات العاريات في قصورهم المباركة من خشيتهم من قيام دولة شيعية قد تستكمل الهلال الشيعي في المنطقة .

    وليس لنا أن ننسى عاملاً مهماً من عوامل تشجيع الشيعة على المطالبة بالفيدرالية ، وهو عودة البعثيين الى مراكز القرار ، وإغماض المحتل والحكومة عن محاكمة صدام والبعثيين ، بل والسماح لبعض الأسماء البعثية في العودة الى المناصب الرسمية ذات التأثير على حركة وتطور المجتمع .

    كل هذا ، دعى الشيعة الى المطالبة بالفيدرالية كرد فعل انعكاسي تارة ، وكوسيلة وقائية تارة أخرى ، وهذا ما نراه موجوداً على الساحة الشيعية ، ولا نجد كل فقراته ومندرجاته موجوداً على ساحة الأخوة من الكرد .

    فالتفجيرات التي تطال الشيعة ومساجدهم وحسينياتهم وتجمعاتهم ، هي في الحقيقة وسائل دفع نحو الفيدرالية ، يقوم بها الناصبيين وأعداء الشيعة ، ولو بدفع من الدوائر الصهيو – أمريكية .

    الفيدرالية ، مطلب منطقي وحضاري ، وليس هناك إشكال فيه أو عليه ، ولكن ينبغي الإلتفات الى مقدمات الفيدرالية وشكلها ونتائجها ، فمن المقرف أن تتحول فكرة الفيدرالية الى نوع من أنواع المطالبة بالإستقلال عن العراق ، ومن المرعب أن يمزق العلم العراقي في شمال العراق احتفاءً بالفيدرالية ، وكأن المفهوم من الفيدرالية هو تأسيس ( وطن قومي للأكراد ) في شمال العراق ، ومن المخيف أن يتحول العراق الى دولة ( إتحادية ) تدريجياً ، ومن غير المقبول أن يتحول الى دولة عرقية شمالية ، ودولة طائفية جنوبية ، ودولة أخرى غربية ، فتبقى هذه الدول ( كلٌ يغني على ليلاه ) ، وقد تستفحل يوماً ما ، أو تتأجج بقايا الأمس من الثارات والرواسب ، لتشعل حرباً بين هذه الدويلات ، يشجع ذلك أهل الخبرة من الطائفيين والشوفينيين ، وأصحاب الأجندات المشبوهة .

    إن الفيدرالية التي ( يتغنى أو يغني لها الأكراد ، والفيدرالية التي يطمح لها الشيعة ، ينبغي لها أن تكون مدروسة بشكل عميق ، وينبغي لها أن تكون أسلوباً من أسالبيب تقوية العراق ، ووسيلة من وسائل التطور ومواكبة الحضارة ، وينبغي لها أن تبنى على أساس وطني ، ملتفتة الى العامل الزمني ، ومتنبهة الى مصلحة العراق ، أما أن تكون الفيدرالية ورقة للضغط أو وسيلة من وسائل تحقيق المصالح الذاتية ، أو مندرجاً من مندرجات المشروع التقسيمي فهذا ما لا يمكن تجاوزه .

    إن الفيدرالية التي دعى اليها الأكراد ، والفيدرالية التي دعى اليها سماحة السيد الحكيم ، لم تتوجه بشكل يمكن أن يخدم وحدة العراق .

    ولست أفضح سراً حين أقول أن الفيدرالية التي دعى لها السيد الحكيم قد دغدغت مشاعري ، فأنا أتطابق مع هذا الرجل في مشروعه ، كوني رجل شيعي وجنوبي ، وأعرف عن معاناة أهل الجنوبالكثير الكثير مما لا يريد معرفته الجيران من أبناء قحطان وعدنان وسفيان لأسباب لا تخرج عن نطاق الطائفية أبداً.

    ((( إذا كانت الفيدرالية مطلباً جماهيرياً وشعبياً ، فهي يجب أن ترى النور في التطبيق وهي تحمل مصاديقها وأسباب ديمومتها ، وأن تكون مدعومة من قبل حكومة مستقلة وقوية ،ويجب أن تنبثق عن رأي الأغلبية في عموم العراق ، ويجب لها أن تمتلك قوتها وشرعيتها من نتائج صناديق الإقتراع الموزعة في كل العراق ، لا أن نستفتي أهل المصالح بمصالحهم ، ولكن .... لعموم العراقيين في الشمال والوسط والجنوب حق في أن يدلوا برأيهم على أي مشروع صغير أو كبير يقوم في كل بقعة في العراق وله تأثير على مستقبل العراق ، هذا إذا كنا نشعر بأننا أبناء وطن واحد ، وكنا نشعر بانتمائنا الحقيقي للعراق )))

    مباركة هي خطوة السيد عبد العزيز الحكيم ، ومباركة دعوته للفيدرالية في الجنوب ، ولكن بشرطها وشروطا ، ومن شروطها أن تنظر لعامل الزمن نظرة تدقيق ، فالوقت الآن – حسب رؤيتي – غير مناسب لقيام فيدرالية في الشمال والجنوب ، ومن جهة أخرى ، كانت أتمنى على سماحته أن لا يؤكد على مسألة ( فيدرالية للشيعة في الوسط والجنوب ) ، بل المفترض أن تكون فيدرالية إدارية في جنوب ووسط العراق لا تتخذ من الطائفة منطلقاً لها ، وكذلك فيدرالية إدارية في شمال العراق ، وكما أسلفنا في حوارنا المنشور عبر موقع كتابات مع السيد زهير الأسدي من موقع الممهدون ، فاننا نتمنى أن تكون هناك فيدرالية إدارية لكل محافظة من محافظة العراق ، وهذا برأينا لا يمكن تحقيقه بالشكل المثالي إلا بعد استقلال العراق ، وبعد أن تقوى شوكته ، وتتوحد قياداته ، وبعد أن يثبت القادة الحاليون صدق ولائهم للعراق عموماً وليس لقومية أو طائفة معينة .

    السيد مقتدى الصدر ( دام عزنا بعزه ) ينظر لمسألة الفيدرالية بشكل موضوعي ، ويتعامل معها ضمن الأسس المنطقية في التطبيق ، وهو لا يتقاطع مع فكرة الفيدرالية القائمة على الأسس الإدارية التي تضمن حق المواطن ، وتدعم من انتماءه لوطنه ، وترسخ لديه فكرة أن ( لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ) ، ومن جهة أخرى فهو مع فكرة الفيدرالية التي ( يطالب ) بها أبناء الشعب ، عبر صناديق الإقتراع أو الإستفتاء ، وعبر الوسائل التي تحترم رأي الشعب العراقي عموماً ، وطالما أن سماحته لا يقول بعصمته ، ولا يراها في غيره من الساسة والقادة ، فهو يرجع الى أصل الدين في هذه المسألة ، وطالما أن الدين لا يرفض فكرة الفيدرالية الإدارية ، وهذا ما نتلمسه في أدبيات أمير المؤمنين عليه السلام ، ففكرة الفيدرالية الإدارية مقبولة ، ولكن ، يبقى أن نستخدم الحكمة في التعامل مع الفيدرالية من حيث العوامل الأخرى ، كعامل التوقيت ، والتثقيف باتجاه الفيدرالية ، والتوعية الشعبية لها ، وإحاطتها بدعم حكومة مستقلة ضماناً لعدم توجه الفيدرالية نجو الإنفصالية والتمزق والذي يمكن للمحتل وأعداء الدين والعراق أن يتخذوا منه وسيلة لضرب زيد بعمر وضرب عمر بزيد .

    الفيدرالية آتية ، لا محالة ، وسنقف صفوفاً خلف قائدنا مقتدى الصدر عندما يدعوا لها ، وسنكون جنوداً مع السيد عبد العزيز الحكيم حين يرفع رايتها ، ولكن حين تكون ( بشرطها وشروطها ) وحين نشعر بأن الفيدرالية لا تتقاطع مع انتمائنا للعراق ، وحين نشعر بأنها ستكون وسيلة من وسائل وحدة العراق ، وحين نطمئن على مستقبل أطفالنا ، وحين نتأكد بأن زمن البعثيين قد ولى ، لا أن نستبدل القتلة البعثيين بقتلة من أبناء جلدتنا .




    منقول

  • #2
    كونه موضوع مهم
    كون ماقيل فيه علينا ان نتمعنه جيدا
    وددت

    الرفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ع

    تعليق


    • #3
      متابعة ورد قصير


      السيد الحكيم حفظه الله لم يتحدث لاهو ولااي من الخط المرجعي بلغة الطوائف والمذاهب اطلاقا

      الحديث عن اقاليم ادارية جغرافية لااقاليم شيعية او ماشابه

      والعجب من شن الحملة والانتقاد عليه اما الحديث عن الكرد فكانه واقع قد فرغ منه ومسلم به


      ولاعلاقة لمشروع اقليم الجنوب او الوسط بشعارات الكرد واساليبهم السخيفة


      وللتوضيح

      فان مشروع اقليم الجنوب او غيره ماهو الا شوكة بعيون الكرد قبل غيرهم


      وللحديث صلة

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم
        --------------------
        بارك الله فيك يا اخ المقتدى الصدري
        على هذا الطرح العقلاني والبعيد عن التعصب
        وانها لغة الحوار المتطور
        نسال الله ان يسدد قلمك ويثبت من خطاك
        والله عليم حكيم

        تعليق


        • #5
          شكرا لكم اخوتي على المرور والردوجزاكم الله خيرا اسال الله ان لايحرمني منكم

          الراجي

          اخوكم


          الاقل

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          x

          رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

          صورة التسجيل تحديث الصورة

          اقرأ في منتديات يا حسين

          تقليص

          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
          أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
          ردود 2
          12 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة ibrahim aly awaly
          بواسطة ibrahim aly awaly
           
          يعمل...
          X