[frame="3 80"]بسم الله الرحمن الرحيم[/frame]
[frame="1 80"]من دلائل أمير الموؤمنين علي عليه السلام مارواه زادان عن سلمان قال : كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يوما جالسا بالبطحاء وعنده جماعة من أصحابه وهو مقبل بالحديث إذ نظرإلى زوبعة وقد ارتفعت فأثارت الغبار , فمازالت تدنو والغبار بعلوإلى أن وقفت بحباالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وفيها شخص , فقال: يا رسول الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , اعلم أني قد وافد قومي , وقد استجرنا بك
فأجرنا وابعث معي من قبلك من يشرف على قومنا ,فأن بعضهم بغي على بعض
ليحكم بيننا وبينهم بحكم الله تعالى وكتابه , وخذعليًًًٌَُ العهود و المواثيق المؤكد لأرده إليك سالما في غداة غداً, لاأن يحدث على حادث من عند الله تعالى .
فقال النبي صلى الله عليه آله وسلم : من أنت ؟ ومن قومك ؟
قال: أنا عطرفة بن شرماخ , أحد بني كاخ, أنا وجماعة من أهلي كنا نسترق السمع , فلمامنعنا من ذلك آمنا ولما بعثك الله نبيا آمنا بك وصدقناك , وقد خلفنا بعض القوم وأقامو على مكانو عليه,فوقع بيننا وبينهم الخلاف , وهم أكثرمنا عددا وأشد قوة , وقد غلبو على الماء والمرعى , وأضربنا وبدوبنا , فابعث معي من يحكم بيننا بالحق .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اكتشف لنا عن وجهك حتى نراك على هيئتك التي أنت عليها .
فكشف لنا عن صورته , فنظرنا إليه وإذغ شيخ عليه شعر كثير , ورأسه طويل , وهو طويل العينين , وعينا في طول رأسه صغير الحدقتين, وله في فيه أسنان كأسنانالسباع , ثم إن النبي صلى الله عليه آله وسلمأخذ عليه من العهد والميثاق على أن يرد عليه من يبعث في غداة غد ,فلما فرغ من كلامه التفت النبي صلى الله عليه آله وسلم إلى أبي بكر , قال : من يمضي أحدكم مع أخينا عطرفة لينظر ما هم عليه , وليحكم بالحق بينهم.
قال : أين هم ؟
فقال : هم تحت الأرض .
فقال : كيف نطيق النزول إلى الأرض ؟ وكيف نحكم بينهم ولا نحسن كلامهم؟
فلم يرد النبي صلى الله عليه جوابا .
ثم ألتفت إلى عمر بن الخطاب , فقال : له مثل قوله لأبي بكر , فأجاب جواب أبي بكر , ثم أقبل على عثمان ,وقال : مثل قوله لهما , فأجاب كجوابهماثم أستدع بعلي عليه السلام , وقال له : ياعلي أمض مع عطرفة وأشرف على قومه وانظر على ماهم عليه , واحكم بينهم بالحق .
فقام امير المؤمنين علي ين أبي طالب عليه السلام , وقال : السمع و الطاعة ثم تقلد سيفه , فقال : سلمان : فتبعته إلى أن صار الوادي ,
فلما توسطة نظر أمير المؤمنين عليه السلام وقال لي : شكرالله سعيك يا أبا عبدالله ارجع .
فرجعت ووقفت أنظر إليه مما يقع منه , فانشقت الارض فدخل فيها وعادت إلى ماكانت عليه فدخلني من الحسرة ماالله اعلم به كل ذلك اسفاعلى أمير المؤمنين عليه السلام فأصبح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصلى
باناس صلاة الغداة ثم جلس على الصفا وحف به اصحابه فتأخر أمير المؤمنين عليه السلام عن وقت ميعاده حتى ارتفع النهاروأكثرو الناسالكلامفيه إلىانزالت الشمس وقالوإنالجنااحتالوعلى النبي صلى الله عليه وآله وسلمفقد أراحنا الله من أباتراب عليه السلام وذهب افتخاره بابن عمه عليا عليه السلام وظهرت شماتة المنافقين وأكثر الكلام إلى أن صلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلاةالظهر و العصر ودعا إلى مكانه وأظهر الناس الكلام وأيسو من أمير المؤمنين عليه السلام وكادت الشمس تغرب فأيقن القوم أنه هلك وظهر نفاقهم إذا قد انشق الصفا وطلع أمير المؤمنين علي عليه الصلاة والسلام منه وسيفه يقطر دما ومعه عطرفة فقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقبل عينيه وجبينه وقال له ما الذي حبسك عني إلى هذا الوقت ؟ فقال علي عليه السلام سرت إلى خلق كثير قد بغو على عطرفة وعلى قومه فدعوتهم إلى ثلاث خصال فأبو علي وذلك إني دعوتهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله والاقرار بك فأبو ذلك مني فدعوتهم إلى أداء الجزيت فأبو فسألتهم أن يصلحو عطرفة وقومه ليكون المرعى و المياه يوما لعطرفة وقومه ويوم لهم فأبو ذلك فوضعت سيفي فيهم فقتلت منهم ثمانين ألف فارس فلما نطرو إلى ما حل بهم مني صاحوالأمان الأمان فقلت لا أمان لكم إلا بالإيمان فأمنو بالله وبك ..
ثم إني اصلحت بينهم وبين عطرفة وقومه وصارو إخوانا وزال من بينهم الخلاف وما زالت معهم إلى هذه الساعة فقال عطرفة جزاك الله خيرا يا رسول الله عن الإسلام جزى الله أبن عمك عليا عليه السلام منا خيرا.
ثم انصرف عطرفة إلى حيث شاء[/frame]
تعليق