نصرالله لـ «الرأي العام»: كلام سخيف لا يستحق التعليق الاشاعات عن اتهام محتمل لـ «حزب الله» باغتيال الحريري
حاوره في بيروت جاسم بودي: وصف الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله ما اشيع من ايحاءات عن ان تقرير لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري قد يتضمن اتهامات للحزب بـ «الكلام السخيف الذي لا يستحق التعليق»، وقال: «عندما يصدر التقرير نقرأه ونرى ما هي العناصر التي استند اليها ونعلن موقفنا».
وقال السيد نصرالله في حديث شامل الى صحيفة «الرأي العام» الكويتية «اذا كان ما سيصدر في تقرير (ديتلف) ميليس اتهامات تنطلق من اعتبارات سياسية فلا داعي للخوف لانه لن تكون له قيمة، اما اذا اعتمد على عناصر قضائية فمن الطبيعي ان تترتب عن اتهاماته اثار مهمة جداً على الوضعين اللبناني والاقليمي».
وقال عن المخاوف المتزايدة في انتظار تقرير ميليس «نحن لا نوافق على هذه الاجواء التي اشيعت في الاسابيع الماضية لانها اثرت سلباً على الحياة العامة ومسار البلاد والدولة وكأن البلد كله بات معلقاً بتقرير ميليس»، لافتاً الى ان «هناك مبالغات لاهداف سياسية وهناك جهات تقف وراء هذه المبالغات لاهداف معينة».
ورداً على سؤال عن موقف «حزب الله» اذا دان التحقيق الدولي مسؤولين في لبنان وسورية قال نصرالله «الدخول الى اجوبة على هذا النوع من الاسئلة الافتراضية هو مشاركة في اشاعة المناخ الذي لا نوافق على اشاعته, نفضل ان ننتظر نتائج التحقيق وحينئذ ندرس موقفنا بدقة ونتخذه ونعلنه».
واذ اشار الى ان «المعطيات الاكيدون منها عن جريمة اغتيال الرئيس الحريري والمتطابقة مع التحقيق اللبناني هي ان الانفجار وقع فوق الارض والمتفجرات كانت في شاحنة والعملية انتحارية نفذهها انتحاري وهناك من يتحدث عن انتحاريين»، قال: «ليس لدى الحزب معلومات عمن قتل الرئيس الحريري، ولو كانت لدينا مثل هذه المعلومات لقدمناها لعائلة الرئيس وللجنة التحقيق وللقضاء اللبناني بالدرجة الاولى ولاعلناها ايضاً».
وكشف عن انه لم يشعر خلال لقاءاته مع الرئيس الحريري قبيل اغتياله انه كان قلقاً، وقال نصرالله «عندما كنت احدثه عن تحركه الكثير وسفره الكثير كان يبدو مطمئناً بل كان يعتبر ان وضعي اخطر من وضعه ولذلك كانت اللقاءات تتم عندي (,,,)»، واشار الى انه «عندما وقعت جريمة اغتيال الرئيس الحريري حاول البعض في وسائل الاعلام وفي الاوساط الشعبية تحميل الشيعة مسؤولية قتل الرئيس الحريري، وفي ذلك المناخ السياسي والعاطفي والشعبي لو لم يتم تدارك هذه التهمة التي لا تستند الى اي اساس في المطلق لكانت كبرت كرة الثلج ولا نعلم الى اين كنا قد وصلنا (,,,) لكن بأداء حزب الله وعائلة الرئيس الحريري والقوى السياسية الاساسية تم تجاوز هذه المحنة».
واعتبر «ان سورية كانت المتضرر الاول من اغتيال الرئيس الحريري والمستفيد الاول كان اعداء لبنان الذين يريدون تطبيق القرار 1559 بأي ثمن»، موضحاً انه «اذا اردنا التحدث انطلاقاً من تحليل سياسي يمكن القول ان هناك من اعتبر انه يمكن ان يشكل الرئيس الحريري عقبة في مرحلة من المراحل نتيجة فهمه للوضع الداخلي ولالتزاماته الداخلية ولمجموعة صفات تتوافر فيه، فهو لم يكن يطالب بخروج القوات السورية من لبنان بل بانسحابها الى البقاع وتطبيق اتفاق الطائف (,,,)، وببقاء المقاومة ورفض التوطين وهذه العناوين مناقضة للقرار 1559 ومتعارضة معه».
وقال نصرالله: «الخشية الآن ان لدينا شيئاً من الفراغ الامني، فكك جزء من الاجهزة الامنية ولم تتم اعادة بنائها ولم يعد لها الهيبة المطلوبة نتيجة الاتهامات التي وجهت اليها, ليس لدينا سلطة امنية حقيقية يمكن ان تخيف العابثين بالامن والذين يريدون ان يذهبوا الى الفتنة»، معتبراً «ان البلد يعيش مرحلة قلق لأن اي مشكلة صغيرة قد تتطور وتصبح كبيرة، والذي يحمي البلد الآن هو الوعي السياسي بالدرجة الاولى وحال الطوارىء السياسية».
وعن بيان «القاعدة» الذي هدد بقتل تسع شخصيات شيعية لبنانية، قال: «ان هذا البيان ليس بيان قاعدة، لا اريد ان ابرئهم، لكن في تحليلي ان لغة البيان لا تتضمن ادبيات القاعدة او الاتجاه السلفي، انا اعتقد انه بيان مخابراتي»، كاشفاً انه «بعد ايام من هذا البيان وزع بيان آخر على الانترنت باسم كتائب الجهاد الشيعي وهدد بقتل عدد من الشخصيات السنية اللبنانية، ولم يتم تداوله لانه كان محدود جداً»، قائلاً: «من الواضح ان هناك من يلعب في الوسط»، ومشيراً الى «ان الكل في حذر، فنحن نخشى ان تتعرض شخصية شيعية او شخصية سنية للاغتيال ثم تأتي وسائل الاعلام لتثير البيانات والبيانات المضادة وتضع الشيعة في مواجهة السنة والسنة في مواجهة الشيعة في لبنان»، معرباً عن اقتناعه بأن اي عملية اغتيال قد تحصل يقف وراءها الاسرائيليون والاميركيون، معتبراً «ان الفرصة التاريخية للاسرائيليين هي احداث فتنة سنية ـ شيعية لضرب مشروع المقاومة في المنطقة، وخصوصاً في لبنان وفلسطين».
وعن الدور الذي يمكن ان يضطلع به «حزب الله» لترتيب العلاقة بين سورية والنائب وليد جنبلاط، قال: «كانت هناك مساع قديمة لكنها انتهت في اجواء التصعيد قبيل الانسحاب السوري وبعيده، حالياً ليست هناك مساعٍ من هذا النوع, واعتقد ان الامور بحاجة الى بعض الوقت, نحن بحاجة الى الهدوء اللبناني والسوري وفي العلاقة بين الطرفين، وبحاجة ايضاً الى ترتيب العلاقات الرسمية بين البلدين، فهذه الامور ستساعد في نهاية المطاف على اعادة وصل ما انقطع بين سورية وبعض القوى السياسية الاساسية, طبعاً انا سأكون جاهزاً في اي وقت لتقديم اي خدمة من هذا النوع اذا كنت قادراً عليها».
وعن علاقة «حزب الله» بالعماد ميشال عون التي بدت جيدة الى حد ما قبل اثارة العماد عون قضية الفارين الى اسرائيل، قال: «العماد عون قال ان «حزب الله» اراد ان يفتح مشكلة معه من خلال موضوع العملاء، وهذا غير صحيح, فـ «حزب الله» لم يكن يريد فتح مشكلة لا مع العماد عون ولا مع غير العماد عون، سياستنا دائماً كانت تجنب التجاذبات الداخلية والمشكلات الداخلية (,,,), وفي الحقيقة هو فتح مشكلة من خلال طريقة اثارة ملف العملاء وتوقيته (,,,), لا اعتقد ان احداً من التيار العوني اغتُصبت زوجته في معتقل الخيام، لا اعتقد ان احداً من التيار العوني عُذّب بالكهرباء وجُلد حتى تساقط جلد ظهره في معتقل الخيام، ولا اعتقد ان احداً من التيار العوني هدمت اسرائيل والعملاء من قوات لحد منزله في جنوب لبنان وطردت عائلته واباه العجوز ومات في طريق التشريد ,,, هذه الامور حصلت مع شريحة كبيرة من الشعب اللبناني ونحن جزء من هذه الشريحة (,,,)».
واضاف: «نحن حريصون على علاقة طيبة وجيدة مع العماد ميشال عون وتياره، ونعتقد ان هناك نقاطاً مهمة يمكن ان نلتقي عليها وهناك صفات مشتركة بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» يمكن ان تشكل قوة للمستقبل اللبناني، وحريصون على التلاقي (,,,)».
واذ نفى وجود اي اتصالات مباشرة او غير مباشرة مع الاميركيين، تحدث عن ان الاتصالات مع الاوروبيين قائمة، «يوجد تواصل قديم وطبيعي», وقال: «الاميركيون يعتبروننا منظمة ارهابية ونحن نعتبرهم ام الارهاب، الى ان تحل هذه المشكلة لكل ساعة فرجها»، معتبراً ان «مشكلة حزب الله عند الاميركيين انه يقاتل الاسرائيليين (,,,)».
وفي ما يلي النصّ الكامل للحوار
تعليق