المتعلق الثالث في التوحيدالدعاء
الدعاء:هو توسل العبد الى ربه في امور دنياه وآخرته
كيفيه الدعاء
قدوضع الله سبحانه دستورا للدعاء حيث قال (لله الاسماء الحسنى فادعوه بها
وذروا الذين يلحدون في اسماءه)الاعراف<180> وقال (ادعوا الله او ادعوا
الرحمن ايا ماتدعوا فله الاسماء الحسنى )الاسراء<110> وقال (واذا سئلك عبادي
عني فاني قريب أجيب دعوة الداعي اذا دعان)البقره <186>فعلى نطاق هذه
الايات يكون دعائنا وليس لنا ان نزيد فنقول( اللهم يارحمن بجاه فلان اوبحق فلان
من الاولياء والصالحين) او(اللهم اني اتوجه اليك بفلان او استشفع بفلان
)لان الله لم يضع بينه وبين العبد سوى اسمائه لان معاني اسمائه عين ذاته
المقدسه وذلك في قوله (ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ماتدعو فله الاسماء
الحسنى ) فالدعاء في غير صيغته التي اوردها الله في كتابه باطل من اوجه
1_ان جاه الانبياء والاولياء خاص به وليس لنا مانملكه من جاههم ,فكان لهم
الجاه من جراء معاناتهم وتحملهم البلاء وثقل المسؤليه فجازاهم الله خير
الجزاء .
2_ان جعل الانبياء والاولياء كواسطه لقبول الدعاء تجاوز على الله لانه ليس
كالانسان يحتاج وسيط او وجيه لكي يعرفه حال الداعي وقد فال في سورة الملك(
ان تجهروا بالقول او تخفوه فانه عليم بذات الصدور) وقال ايضا(وهو معكم
اينما كنتم) الحديد<4>وقال (نحن اقرب اليه من حبل الوريد)ق<16>فاذا كان الله
اقرب من القريب فاين توضع الواسطه ؟!!
واما قوله في سورة ال عمران <45>في مكانه عيسى (ع) (وجيها في الدنيا
والاخرة ومن المقربين) فالوجاهة هنا تعني ان تتوجه اليه الناس لكي يدعو لهم
الله ويستغفرلهم في الدنيا ؛لاان يتوجهوا به الى الله واما في الاخرة فوجاهته
الشفاعة لمن امن به وصدقه
3_قد اورد الله في كتابه الحكيم صورة واحدة للداء وهي بلفظ (ربنا
لاتؤاخذنا ) و(ربنا اغفر لنا ) و(ربنا هب لنا) وكانت على لسان المؤمنين والمتقين
والاولياء والانبياء
4_قدسلك اهل البيت (ع)هذا المسلك القرآني في دعاء كميل والصباح للامام علي
(ع) وفي ادعيه الصحيفه السجاديه للامام زين العابدين (ع) التي باعتراف كل
المحققين انها صحيحه لغايه الدعاء<54>انظر الصحيفه بتحقيق محمد جواد مغنيه
ومحمد باقر الصدر وماكتبوه في مقدمتها.
5_لاحظ تفسير (لله الاسماء الحسنى)في تفسير الميزان للطباطبائي
6_ان وجود أي اسم لغير الله بين العبد وربه يعطي للسامع ان له تاثير على
الله وهذا خلاف قوله تعالى (الا قول ابراهيم لابيه لاستغفرن لك وما املك لك
من الله من شي )الممتحنه<4> وهو خلاف ماقاله الامام الصادق(ع):مانحن
الاعبيد الله الذي خلقنا واصطفانا والله مالنا على الله حجه)ج3 بحار الانوار
ص51 وهو ايضا خلاف حديث الامام علي(ع) في وصيه يوصي بها ابنه الحسن عليه
السلام في نهج البلاغه اخر الوصيه :اعلم يابني ان الذي بيده خزائن السموات
والارض قد اذن لك في الدعاء وتكفل لك بالاجابه وامرك ان تسأله ليعطيك
وتسترحمه ليرحمك.......ولم يجعل بينك وبينه من يحجبك عنه ولم يلجئك الى من يشفع
لك اليه ........فالذي يخرج عن نطاق الدستور القرآني يدخل الى هاويه الشرك
والضلال تاركا التوحيد و الايمان تحت ضلال مصداق قوله تعالى (الذين يذكرون
الله قيامآ وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والارض )ال
عمران<191>
الاستعانه والاستغاثه
هو طلب العون والغوث من الله سبحنه بلدعاء او احرف النداء الخاصه بلقريب
وغيرها
اوضح الله سبحانه في كتابه الحكيم ان الاستعانه والاستغاثه الا به فقال
(اياك نعبد واياك نستعين) و(فصبر جميل والله المستعان)يوسف<18> و(ربنا
المستعان على ماتصفون ) الانبياء<112> و(اذ تستغيثون ربكم )الانفال <9>
(استعينوا باالله واصبروا )الاعراف <128>
ثم بين في موضع اخر ان الاستعانه بغير الله جاءت على لسان الكفار من
السحرة فاذلهم الله وبين افتقارهم اله سبحانه (فالقوا حبالهم وعصيهم وقالوا
بعزة فرعون انا نحن الغالبون)الشعراء<44>فهنا الباء (بعزة فرعون )جاءت بمعنى
الاستعانه كقولنا (كتبت بلقلم) اما الاستعانه بالاشخاص الاحياء الذين
وجودهم غير منقطع ماديا فهذا جائز بطبيعه الحال لانه من الاسباب الطبيعيه كقول
انبياء يعقوب (ع) لابيهم (قالوا ياابانا استغفر لنا ذنوبنا ) يوسف<97> اما
طلب العون والغوث من الاموات فهذا كفر بقول الله (وكل نفس ذائقه الموت )
و( لمّا قضينا عليه الموت )سبآ<14> ثم أشرك بالله لانه المعين المغيث ,
ولانه قال ( ومايستوي الاحياء ولا الاموات ان الله يسمع من يشاء وما انت
بمسمع من في القبور ) فاطر<21> فقد بين الله سبحانه عدم استواء أي تساوي
الاحياء والاموات وانه قادر على ان يسمعهم لكن الرسول(ص) غير قادر على ذلك ,
ومن العلماء من اراد ان يفسر معنى الاموات هم اموات القلوب لكن هذا التاويل
سوف يتعارض مع وجود كلمه القبور ماذا يأول القبور ؛ اذن مادام التفسير
الظاهرلم يتعارض مع نفسه والتأويل يتعارض مع ظاهرها اذن الايه تتكلم بدون
مفسر , وقد وصف الله عز وجل الذين ينادون اصحاب القبور بالكفار وانهم يئسوا
من اصحاب القبور لانقطاع السبب المادي بينهم في قوله (ياايها الذين امنوا
لاتتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الاخرى كما يئس الكفار من اصحاب
القبور) الممتحنه<13> .
وقد يقول قائل اننا عندما نتوسل باالنبي والولي لما
اعطاه الله من كرامه وشفاعه ولانه حي عند الله ولان بعض المفسرين يقول ان
معنى الايه (وابتغوا اليه الوسيله )هو ان نتوسل باالانبياء والاولياء الى
الله فهم الوسائل واننا نخاطب الرسول (ص) مباشرة في الصلاة عند السلام
عليه فنقول : ان خطاب الاموات لايصح الا في السلام لان الذي يبلغ السلام هو
الله والثاني ان السلام نزل به سلطان من الله في قوله تعالى ( يا ايها
الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) و( سلام على آل يا سين ) فكل شيء ينزل
به سلطان يخصص وضعيته كذلك الايات التي تتحدث عن عيسى (ع) وكيف انه يخلق
باذن الله ويبرىء الاعمى والاكمه ويحيي الموتى وكذلك الايات التي تتكلم عن
الذي عنده علم من الكتاب كيف اتى بعرش بلقيس فامتلاك سر الله الاعظم
لايعني ان النبي او الولي لديه تفويض من الله على الخلق وانما معناه ان من عنده
السر هو خليفة الله في الارض فاتبعوه واسلكوا منهاجه لا ان تجعلوه مفوضا
من الله في التصرف في العباد فهذا من خصائص الربوبية فقال الله تعالى (وليس
لك من الامر في شيء ) آل عمران 128 ولو اخذ الدين بالقياس لابيح السجود
لغير الله من قوله ( واذا قلنا للملائكة اسجدوا لادم ) واما باقي قول الفقيه
،
فيكون ردنا عليه كالاتي:-
1_ان الكرامه التي اعطاها الله للانبياء والاولياء هي للدلاله على انهم
حجج الله في الارض ليس الا.........وانها تكون في الدنيا اثناء حياتهم اما
غير ذلك فهو من عمل الشيطان وانهم احياء فهم احياء عند الله وليس في الحياة
الدنيا التي فيها العوامل الطبيعيةكما في قوله تعالى ( ولاتحسبنّ الذين
قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون ) واما الشفاعه فهو
قوله (ومن ذا الذي يشفع عنده الا باذنه )ايه الكرسي فتكون الشفاعه يوم
القيامه وباذن الله .
2_واما قول بعض المفسرين ان الايه المذكورة بهذا المعنى فقد امرنا الله
سبحانه ان نستمع لكل المفسرين (وبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون
احسنه) الزمر<16_17> فمعنى الايه قد فسره الامام السجاد (ع) في دعاءه (42)حين
قال (واجعل القرآن وسيله لنا الى اشرف منازل الكرامه) فالقرآن اذن هو
الوسيله العامة وفيه الحث على العمل الصالح واداء نوافل الصلاة او نهج منهاج
محمد وال محمد (ع) وليس التوسل باشخاصهم الشريفه .
رد الشبها ت في نداء الاموات
من العلماء من اشتبه عليه نداء الميت في شبهتين الاولى ماجاء في الآية
(78-79) الاعراف وهي ( فاخذتهم الرجفة فاصبحوا في دارهم جاثمين فتولى عنهم
وقال ياقوم لقد ابلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لاتحبون الناصحين ).
قيقولون إن النبي صالح (ع) هنا نادى الموتى فقولهم خلاف ماجاء في كتب التفاسير
فقد قال العلامة محمد حسين الطباطبائي في الميزان في تفسير هذه الآية
جاثمين . أي مرعوبين من شدة ماحاق بهم أي كانوا في انجماد فكري فكانوا احياءا
وليسوا امواتا .
الشبهة الثانية ماجاء في الآية 45 الزخرف قوله سبحانه ( وسئل من ارسلنا من
قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون ) فيقولون إن الله يامر
نبيه محمد (ص) إن يسئل الأنبياء (ع) وهم اموا ت فنقول إن علماء التفسير
اجمعوا بان هذه الآية نزلت في ليلة المعراج ومعناها اسئل ارواح الأنبياء ؛
فالمسالة واضحة لان هنا علة وجود البرزخ مرفوعة وقد رفعها الله تعالى فاخترق
الرسول (ص) الطبيعة المادية بأذن الله . راجع تفسير الميزان للطباطبائي
وغيره من كتب التفاسير .
فلو رجعنا إلى كتاب الصحيفة السجادية لوجدنا الاما م علي بن الحسين (ع) في
ادعيته يتكلم عن آباءه واجداده بالضمير الغائب وهو الهاء غالبا اوهم
بالجمع ولم يتكلم بصيغة المخاطب والتي احيانا بضمائر الخطاب ( انت – انتم) او
الكاف ؛ وقد يسال سائل ويقول لما قلتم إن نداء الحي جائز من قبيل وجود
السبب المادي فهل يجوز مناداة الاحياء من الأنبياء والأولياء كالنبي ادريس
والامام الخضر والامام المهدي وعيسىالمسيح ( عليهم السلام ) فنقول لايجوز
لعدم وجود العلة المادية فانهم يشتركون مع الاموات بهافكلاهم لايوجد سبب
طبيعي للاتصال بهم ومن يقول انهم يسمعون ويرون فقد كفر بسمع الله وبصره لأنه
هو الوحيد الذي يسمع ويرى ثم أشرك لأنه يقول سبحانه ( اني معكم اسمع وارى
)طه 45 .
احاديث تنص بالاستعانة بالله
1- في حديث طويل عن رسول الله (ص) يقول : مزاولة قلع الجبال ايسر من
مزاولة ملك مؤجل واستعينوا بالله واصبروا إن الارض لله يرثها من يشاء من عباده
والعاقبة للمتقين . بحار الانوار ج10ص100 باب 7 .
2- وفي حديث طويل عن جعفر بن محمد (ع) قال: حين يقول لقمان لابنه واصبر
على ما اصابك إن ذلك من عزم الامور وحين يقول عن موسى قال موسى لقومه (
واستعينوا بالله واصبروا إن الارض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة
للمتقين . مستدرك الشيعة ج2ص415 باب 64 باب استحباب الصبر مع البلاء .
3- وعن أبي عبد الله (ع) ينصح على لسان جده رسول الله (ص) الجند بان
يتخلقوا بالخلق الحسن وآخر حديثه يقول ( واستعينوا بالله عليه ) الكافي ج5ص27
باب وصية رسول الله (ص) وامير المؤمنين .
.
.
وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
الدعاء:هو توسل العبد الى ربه في امور دنياه وآخرته
كيفيه الدعاء
قدوضع الله سبحانه دستورا للدعاء حيث قال (لله الاسماء الحسنى فادعوه بها
وذروا الذين يلحدون في اسماءه)الاعراف<180> وقال (ادعوا الله او ادعوا
الرحمن ايا ماتدعوا فله الاسماء الحسنى )الاسراء<110> وقال (واذا سئلك عبادي
عني فاني قريب أجيب دعوة الداعي اذا دعان)البقره <186>فعلى نطاق هذه
الايات يكون دعائنا وليس لنا ان نزيد فنقول( اللهم يارحمن بجاه فلان اوبحق فلان
من الاولياء والصالحين) او(اللهم اني اتوجه اليك بفلان او استشفع بفلان
)لان الله لم يضع بينه وبين العبد سوى اسمائه لان معاني اسمائه عين ذاته
المقدسه وذلك في قوله (ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ماتدعو فله الاسماء
الحسنى ) فالدعاء في غير صيغته التي اوردها الله في كتابه باطل من اوجه
1_ان جاه الانبياء والاولياء خاص به وليس لنا مانملكه من جاههم ,فكان لهم
الجاه من جراء معاناتهم وتحملهم البلاء وثقل المسؤليه فجازاهم الله خير
الجزاء .
2_ان جعل الانبياء والاولياء كواسطه لقبول الدعاء تجاوز على الله لانه ليس
كالانسان يحتاج وسيط او وجيه لكي يعرفه حال الداعي وقد فال في سورة الملك(
ان تجهروا بالقول او تخفوه فانه عليم بذات الصدور) وقال ايضا(وهو معكم
اينما كنتم) الحديد<4>وقال (نحن اقرب اليه من حبل الوريد)ق<16>فاذا كان الله
اقرب من القريب فاين توضع الواسطه ؟!!
واما قوله في سورة ال عمران <45>في مكانه عيسى (ع) (وجيها في الدنيا
والاخرة ومن المقربين) فالوجاهة هنا تعني ان تتوجه اليه الناس لكي يدعو لهم
الله ويستغفرلهم في الدنيا ؛لاان يتوجهوا به الى الله واما في الاخرة فوجاهته
الشفاعة لمن امن به وصدقه
3_قد اورد الله في كتابه الحكيم صورة واحدة للداء وهي بلفظ (ربنا
لاتؤاخذنا ) و(ربنا اغفر لنا ) و(ربنا هب لنا) وكانت على لسان المؤمنين والمتقين
والاولياء والانبياء
4_قدسلك اهل البيت (ع)هذا المسلك القرآني في دعاء كميل والصباح للامام علي
(ع) وفي ادعيه الصحيفه السجاديه للامام زين العابدين (ع) التي باعتراف كل
المحققين انها صحيحه لغايه الدعاء<54>انظر الصحيفه بتحقيق محمد جواد مغنيه
ومحمد باقر الصدر وماكتبوه في مقدمتها.
5_لاحظ تفسير (لله الاسماء الحسنى)في تفسير الميزان للطباطبائي
6_ان وجود أي اسم لغير الله بين العبد وربه يعطي للسامع ان له تاثير على
الله وهذا خلاف قوله تعالى (الا قول ابراهيم لابيه لاستغفرن لك وما املك لك
من الله من شي )الممتحنه<4> وهو خلاف ماقاله الامام الصادق(ع):مانحن
الاعبيد الله الذي خلقنا واصطفانا والله مالنا على الله حجه)ج3 بحار الانوار
ص51 وهو ايضا خلاف حديث الامام علي(ع) في وصيه يوصي بها ابنه الحسن عليه
السلام في نهج البلاغه اخر الوصيه :اعلم يابني ان الذي بيده خزائن السموات
والارض قد اذن لك في الدعاء وتكفل لك بالاجابه وامرك ان تسأله ليعطيك
وتسترحمه ليرحمك.......ولم يجعل بينك وبينه من يحجبك عنه ولم يلجئك الى من يشفع
لك اليه ........فالذي يخرج عن نطاق الدستور القرآني يدخل الى هاويه الشرك
والضلال تاركا التوحيد و الايمان تحت ضلال مصداق قوله تعالى (الذين يذكرون
الله قيامآ وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والارض )ال
عمران<191>
الاستعانه والاستغاثه
هو طلب العون والغوث من الله سبحنه بلدعاء او احرف النداء الخاصه بلقريب
وغيرها
اوضح الله سبحانه في كتابه الحكيم ان الاستعانه والاستغاثه الا به فقال
(اياك نعبد واياك نستعين) و(فصبر جميل والله المستعان)يوسف<18> و(ربنا
المستعان على ماتصفون ) الانبياء<112> و(اذ تستغيثون ربكم )الانفال <9>
(استعينوا باالله واصبروا )الاعراف <128>
ثم بين في موضع اخر ان الاستعانه بغير الله جاءت على لسان الكفار من
السحرة فاذلهم الله وبين افتقارهم اله سبحانه (فالقوا حبالهم وعصيهم وقالوا
بعزة فرعون انا نحن الغالبون)الشعراء<44>فهنا الباء (بعزة فرعون )جاءت بمعنى
الاستعانه كقولنا (كتبت بلقلم) اما الاستعانه بالاشخاص الاحياء الذين
وجودهم غير منقطع ماديا فهذا جائز بطبيعه الحال لانه من الاسباب الطبيعيه كقول
انبياء يعقوب (ع) لابيهم (قالوا ياابانا استغفر لنا ذنوبنا ) يوسف<97> اما
طلب العون والغوث من الاموات فهذا كفر بقول الله (وكل نفس ذائقه الموت )
و( لمّا قضينا عليه الموت )سبآ<14> ثم أشرك بالله لانه المعين المغيث ,
ولانه قال ( ومايستوي الاحياء ولا الاموات ان الله يسمع من يشاء وما انت
بمسمع من في القبور ) فاطر<21> فقد بين الله سبحانه عدم استواء أي تساوي
الاحياء والاموات وانه قادر على ان يسمعهم لكن الرسول(ص) غير قادر على ذلك ,
ومن العلماء من اراد ان يفسر معنى الاموات هم اموات القلوب لكن هذا التاويل
سوف يتعارض مع وجود كلمه القبور ماذا يأول القبور ؛ اذن مادام التفسير
الظاهرلم يتعارض مع نفسه والتأويل يتعارض مع ظاهرها اذن الايه تتكلم بدون
مفسر , وقد وصف الله عز وجل الذين ينادون اصحاب القبور بالكفار وانهم يئسوا
من اصحاب القبور لانقطاع السبب المادي بينهم في قوله (ياايها الذين امنوا
لاتتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الاخرى كما يئس الكفار من اصحاب
القبور) الممتحنه<13> .
وقد يقول قائل اننا عندما نتوسل باالنبي والولي لما
اعطاه الله من كرامه وشفاعه ولانه حي عند الله ولان بعض المفسرين يقول ان
معنى الايه (وابتغوا اليه الوسيله )هو ان نتوسل باالانبياء والاولياء الى
الله فهم الوسائل واننا نخاطب الرسول (ص) مباشرة في الصلاة عند السلام
عليه فنقول : ان خطاب الاموات لايصح الا في السلام لان الذي يبلغ السلام هو
الله والثاني ان السلام نزل به سلطان من الله في قوله تعالى ( يا ايها
الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) و( سلام على آل يا سين ) فكل شيء ينزل
به سلطان يخصص وضعيته كذلك الايات التي تتحدث عن عيسى (ع) وكيف انه يخلق
باذن الله ويبرىء الاعمى والاكمه ويحيي الموتى وكذلك الايات التي تتكلم عن
الذي عنده علم من الكتاب كيف اتى بعرش بلقيس فامتلاك سر الله الاعظم
لايعني ان النبي او الولي لديه تفويض من الله على الخلق وانما معناه ان من عنده
السر هو خليفة الله في الارض فاتبعوه واسلكوا منهاجه لا ان تجعلوه مفوضا
من الله في التصرف في العباد فهذا من خصائص الربوبية فقال الله تعالى (وليس
لك من الامر في شيء ) آل عمران 128 ولو اخذ الدين بالقياس لابيح السجود
لغير الله من قوله ( واذا قلنا للملائكة اسجدوا لادم ) واما باقي قول الفقيه
،
فيكون ردنا عليه كالاتي:-
1_ان الكرامه التي اعطاها الله للانبياء والاولياء هي للدلاله على انهم
حجج الله في الارض ليس الا.........وانها تكون في الدنيا اثناء حياتهم اما
غير ذلك فهو من عمل الشيطان وانهم احياء فهم احياء عند الله وليس في الحياة
الدنيا التي فيها العوامل الطبيعيةكما في قوله تعالى ( ولاتحسبنّ الذين
قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون ) واما الشفاعه فهو
قوله (ومن ذا الذي يشفع عنده الا باذنه )ايه الكرسي فتكون الشفاعه يوم
القيامه وباذن الله .
2_واما قول بعض المفسرين ان الايه المذكورة بهذا المعنى فقد امرنا الله
سبحانه ان نستمع لكل المفسرين (وبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون
احسنه) الزمر<16_17> فمعنى الايه قد فسره الامام السجاد (ع) في دعاءه (42)حين
قال (واجعل القرآن وسيله لنا الى اشرف منازل الكرامه) فالقرآن اذن هو
الوسيله العامة وفيه الحث على العمل الصالح واداء نوافل الصلاة او نهج منهاج
محمد وال محمد (ع) وليس التوسل باشخاصهم الشريفه .
رد الشبها ت في نداء الاموات
من العلماء من اشتبه عليه نداء الميت في شبهتين الاولى ماجاء في الآية
(78-79) الاعراف وهي ( فاخذتهم الرجفة فاصبحوا في دارهم جاثمين فتولى عنهم
وقال ياقوم لقد ابلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لاتحبون الناصحين ).
قيقولون إن النبي صالح (ع) هنا نادى الموتى فقولهم خلاف ماجاء في كتب التفاسير
فقد قال العلامة محمد حسين الطباطبائي في الميزان في تفسير هذه الآية
جاثمين . أي مرعوبين من شدة ماحاق بهم أي كانوا في انجماد فكري فكانوا احياءا
وليسوا امواتا .
الشبهة الثانية ماجاء في الآية 45 الزخرف قوله سبحانه ( وسئل من ارسلنا من
قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون ) فيقولون إن الله يامر
نبيه محمد (ص) إن يسئل الأنبياء (ع) وهم اموا ت فنقول إن علماء التفسير
اجمعوا بان هذه الآية نزلت في ليلة المعراج ومعناها اسئل ارواح الأنبياء ؛
فالمسالة واضحة لان هنا علة وجود البرزخ مرفوعة وقد رفعها الله تعالى فاخترق
الرسول (ص) الطبيعة المادية بأذن الله . راجع تفسير الميزان للطباطبائي
وغيره من كتب التفاسير .
فلو رجعنا إلى كتاب الصحيفة السجادية لوجدنا الاما م علي بن الحسين (ع) في
ادعيته يتكلم عن آباءه واجداده بالضمير الغائب وهو الهاء غالبا اوهم
بالجمع ولم يتكلم بصيغة المخاطب والتي احيانا بضمائر الخطاب ( انت – انتم) او
الكاف ؛ وقد يسال سائل ويقول لما قلتم إن نداء الحي جائز من قبيل وجود
السبب المادي فهل يجوز مناداة الاحياء من الأنبياء والأولياء كالنبي ادريس
والامام الخضر والامام المهدي وعيسىالمسيح ( عليهم السلام ) فنقول لايجوز
لعدم وجود العلة المادية فانهم يشتركون مع الاموات بهافكلاهم لايوجد سبب
طبيعي للاتصال بهم ومن يقول انهم يسمعون ويرون فقد كفر بسمع الله وبصره لأنه
هو الوحيد الذي يسمع ويرى ثم أشرك لأنه يقول سبحانه ( اني معكم اسمع وارى
)طه 45 .
احاديث تنص بالاستعانة بالله
1- في حديث طويل عن رسول الله (ص) يقول : مزاولة قلع الجبال ايسر من
مزاولة ملك مؤجل واستعينوا بالله واصبروا إن الارض لله يرثها من يشاء من عباده
والعاقبة للمتقين . بحار الانوار ج10ص100 باب 7 .
2- وفي حديث طويل عن جعفر بن محمد (ع) قال: حين يقول لقمان لابنه واصبر
على ما اصابك إن ذلك من عزم الامور وحين يقول عن موسى قال موسى لقومه (
واستعينوا بالله واصبروا إن الارض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة
للمتقين . مستدرك الشيعة ج2ص415 باب 64 باب استحباب الصبر مع البلاء .
3- وعن أبي عبد الله (ع) ينصح على لسان جده رسول الله (ص) الجند بان
يتخلقوا بالخلق الحسن وآخر حديثه يقول ( واستعينوا بالله عليه ) الكافي ج5ص27
باب وصية رسول الله (ص) وامير المؤمنين .
.
.
وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين