بسمه تعالى
مكتب سماحة آية الله
الشيخ محمد اليعقوبي
النجف الأشرف
العدد : 2 / 78
التاريخ : 17 / شوال / 1424هـ
المواف : 12 / 12 / 2003م
إلى / رئيس الجمهورية الفرنسية السيد جاك شيراك
انهت امس الحادي عشر من كانون الأول 2003 اللجنة الحكومية الخاصة بدارسة ظاهرة الحجاب الإسلامي في المدارس الفرنسية وقدمت توصية لمنع الرموز الدينية ومنها الحجاب الإسلامي في المدارس ومن باب التضليل وذر الرماد في العيون تضمنت التوصيات منع القبعات اليهودية والصلبان الكبيرة للمسيحيين وأوصت بجعل يوم عيد المسلمين واليهود عطلة رسمية وعدم الاقتصار على التعطيل في عيد المسيحيين.
ونحن إذ نعبّر عن أسفنا لمثل هذه التوصيات نأمل عدم توقيع رئيس الجمهورية الفرنسية عليها حتى لا تكتسب صفة القرار للنقاط التالية :
1 - ان مثل هذه القرارات منافية لحقوق الإنسان والتي تتضمن حرية التعبير عن المعتقد والقيام بما يتطلبّه معتقده مادام غير مضر بالمصالح الوطنية وان دول الغرب ومنها فرنسا تتبجح وتفتخر على الكثير من دول العالم بمراعاتها لحقوق الإنسان فتأتي مثل هذه القرارات لتكشف زيف هذه الادعاءات وتظهر الصورة الحقيقية للنظم الغربية التي تضع تحت اقدامها كل الشرائع الإنسانية والسماوية اذا اقتضت النظرة الضيقة للمصالح ذلك.
2 - إن الحجاب الإسلامي ليس فقط رمزا دينيا كالصليب والقبعة اليهودية حتى تُقرن جميعاً بقرار رغم أنه اجاز الصلبان الصغيرة وبعض الرموز اليهودية فان الحجاب شعار لنظام كامل في الحياة تحفظه المرأة المسلمة لان الحجاب يعني امتهاج السلوك النظيف والعفيف الخالي من الخيانة والرافض للخطيئة والذي يمتنع عن الفساد والانحراف عن الاخلاق الاسلامية العليا ولا يعني حمل الصليب او لبس القبعة شيئاً من ذلك، نحن نعتقد
ان ارتداء الحجاب هو العلامة الفارقة للمرأة الملتزمة بالشريعة عمّن سواها فاذا كانت محجبة فهذا يعني انها ملتزمة بكل تفاصيل الشريعة الأخرى فهذه المقاييس باطلة.
3 - إن الحجاب جزء مهم وضروري من كيان المرأة المسلمة ولا تتخلى عنه مهما كان الثمن حتى لو كلّفها حياتها فمثل هذا القرار سيدفع النساء المسلمات إلى ترك الدراسة وعدم التخلي عن الحجاب وفي ذلك حرمان لهّن من حق اساسي في الحياة وهو التعليم.
4 - إن مريم المقدسة والدة السيد المسيح ((عليه السلام)) كانت امرأة عفيفة طاهرة متعببّدة لله تبارك وتعالى ولم تكن خالعة للحجاب ومبذولة للنظر للرجال فهي أول من ترفض هذا القرار لأنها تريد للنساء أن يقتدين بها فأناشدكم بالله تعالى ان لا تدخلوا الأذى على الروح المقدسة لها بمثل هذه القرارات.
5 - ان العلمانية المتبعة كنظام حكم في الدول الغربية والتي تذرعوا بها لمثل هذه التصرفات حيث عدّوها منافية للعلمانية، تعني فصل الدين عن السياسة ولا تعني باي حال من الاحوال
مناهضة للدين ومعاداته فهذا تطبيق سيء للعلمانية التي يريدون اقناع الشعوب المتدينة بها.
6 - ان الغرب قد التفت اخيرا إلى ان العلاج الوحيد لامراضه الجسدية كالايدز والاجتماعية كالانتحار والجريمة هو بتعزيز القيم الروحية وبناء الأخلاق السامية والحجاب جزء من هذه التربية.
أكرر أملي بأن لا تقرّر الحكومة الفرنسية هذه التوصيات ولنترك الناس احراراً في التعبير عن معتقداتهم الدينية خصوصا وأن فرنسا ترتبط في اذهان الشعوب بتاريخ حضاري حافل واوضح معالمه الثورة الفرنسية الكبرى فلا تعملوا على زعزعة هذه النظرة والحمد لله رب العالمي وصلى الله على عباده الذين اصطفى.
محمد اليعقوبي
17 / شوال / 1424 هـ
الموافق 12 / 12 / 2003م
مكتب سماحة آية الله
الشيخ محمد اليعقوبي
النجف الأشرف
العدد : 2 / 78
التاريخ : 17 / شوال / 1424هـ
المواف : 12 / 12 / 2003م
إلى / رئيس الجمهورية الفرنسية السيد جاك شيراك
انهت امس الحادي عشر من كانون الأول 2003 اللجنة الحكومية الخاصة بدارسة ظاهرة الحجاب الإسلامي في المدارس الفرنسية وقدمت توصية لمنع الرموز الدينية ومنها الحجاب الإسلامي في المدارس ومن باب التضليل وذر الرماد في العيون تضمنت التوصيات منع القبعات اليهودية والصلبان الكبيرة للمسيحيين وأوصت بجعل يوم عيد المسلمين واليهود عطلة رسمية وعدم الاقتصار على التعطيل في عيد المسيحيين.
ونحن إذ نعبّر عن أسفنا لمثل هذه التوصيات نأمل عدم توقيع رئيس الجمهورية الفرنسية عليها حتى لا تكتسب صفة القرار للنقاط التالية :
1 - ان مثل هذه القرارات منافية لحقوق الإنسان والتي تتضمن حرية التعبير عن المعتقد والقيام بما يتطلبّه معتقده مادام غير مضر بالمصالح الوطنية وان دول الغرب ومنها فرنسا تتبجح وتفتخر على الكثير من دول العالم بمراعاتها لحقوق الإنسان فتأتي مثل هذه القرارات لتكشف زيف هذه الادعاءات وتظهر الصورة الحقيقية للنظم الغربية التي تضع تحت اقدامها كل الشرائع الإنسانية والسماوية اذا اقتضت النظرة الضيقة للمصالح ذلك.
2 - إن الحجاب الإسلامي ليس فقط رمزا دينيا كالصليب والقبعة اليهودية حتى تُقرن جميعاً بقرار رغم أنه اجاز الصلبان الصغيرة وبعض الرموز اليهودية فان الحجاب شعار لنظام كامل في الحياة تحفظه المرأة المسلمة لان الحجاب يعني امتهاج السلوك النظيف والعفيف الخالي من الخيانة والرافض للخطيئة والذي يمتنع عن الفساد والانحراف عن الاخلاق الاسلامية العليا ولا يعني حمل الصليب او لبس القبعة شيئاً من ذلك، نحن نعتقد
ان ارتداء الحجاب هو العلامة الفارقة للمرأة الملتزمة بالشريعة عمّن سواها فاذا كانت محجبة فهذا يعني انها ملتزمة بكل تفاصيل الشريعة الأخرى فهذه المقاييس باطلة.
3 - إن الحجاب جزء مهم وضروري من كيان المرأة المسلمة ولا تتخلى عنه مهما كان الثمن حتى لو كلّفها حياتها فمثل هذا القرار سيدفع النساء المسلمات إلى ترك الدراسة وعدم التخلي عن الحجاب وفي ذلك حرمان لهّن من حق اساسي في الحياة وهو التعليم.
4 - إن مريم المقدسة والدة السيد المسيح ((عليه السلام)) كانت امرأة عفيفة طاهرة متعببّدة لله تبارك وتعالى ولم تكن خالعة للحجاب ومبذولة للنظر للرجال فهي أول من ترفض هذا القرار لأنها تريد للنساء أن يقتدين بها فأناشدكم بالله تعالى ان لا تدخلوا الأذى على الروح المقدسة لها بمثل هذه القرارات.
5 - ان العلمانية المتبعة كنظام حكم في الدول الغربية والتي تذرعوا بها لمثل هذه التصرفات حيث عدّوها منافية للعلمانية، تعني فصل الدين عن السياسة ولا تعني باي حال من الاحوال
مناهضة للدين ومعاداته فهذا تطبيق سيء للعلمانية التي يريدون اقناع الشعوب المتدينة بها.
6 - ان الغرب قد التفت اخيرا إلى ان العلاج الوحيد لامراضه الجسدية كالايدز والاجتماعية كالانتحار والجريمة هو بتعزيز القيم الروحية وبناء الأخلاق السامية والحجاب جزء من هذه التربية.
أكرر أملي بأن لا تقرّر الحكومة الفرنسية هذه التوصيات ولنترك الناس احراراً في التعبير عن معتقداتهم الدينية خصوصا وأن فرنسا ترتبط في اذهان الشعوب بتاريخ حضاري حافل واوضح معالمه الثورة الفرنسية الكبرى فلا تعملوا على زعزعة هذه النظرة والحمد لله رب العالمي وصلى الله على عباده الذين اصطفى.
محمد اليعقوبي
17 / شوال / 1424 هـ
الموافق 12 / 12 / 2003م