إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مظاهرالإمامةفي نهج البلاغةالشريفةلأميرالمؤمنين علي عليه السلام ( إقتراح لشيعة فقط ! )

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مظاهرالإمامةفي نهج البلاغةالشريفةلأميرالمؤمنين علي عليه السلام ( إقتراح لشيعة فقط ! )

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد و آله الأطهار أجمعين

    و اللعنة الدائمة الوبيلة الشديدة على أعداء الله ظالميهم أجمعين .


    و أما بعد :


    مظاهر الإمامة في نهج البلاغة الشريفة لأميرالمؤمنين علي بن أبيطالب عليهما السلام ( إقت راح لشيعة أميرالمؤمنين فقط ! )


    إخواني و أخواتي المحترمين و المحترمات

    لدي إقتراح مفيد جدا , تعالوا لنجمع كل عبارة و إشارة لمظاهر الإمامة و متعلقاتها و ما يرتبط بها بدئا من أول خطبة في نهج البلاغة إلى آخر حكمة من أقول أميرالمؤمنين علي بن أبيطالب عليهما السلام . رجاءا لمن يريد أن يساهم في هذا لجهد أن يلاحظ الترتيب و لا يخرج عنه , ثم التعليق مسموح به فقط لشيعة الإمامية الجعفرية الإثنى عشرية فقط و فقط لاغير .


    و أرجوا من المشرف المحترم أن يحرر جميع ما يخرج عن هذه القاعدة .

    ملاحظة هامة للغاية : إن هذا الموضوع ليس للنقاش بل هو مشروع لكتابة كتاب بهذا المضمون ( مظاهر الإمامة في نهج البلاغة الشريفة لأميرالمؤمنين علي بن أبيطالب عليهما السلام ) من قبل أعضاء الشيعة الإمامية الجعفرية الإثنى عشرية المحترمين في منتدى يا حسين المبارك .



    تأكيد : إن التعليقات على كلام أميرالمؤمنين علي بن أبيطالب عليهما السلام في نهج البلاغة الشريفة و توضيح مدلولات الكلام و إعطاء المصادر و كذلك كل مشاركة من هذا القبيل مسموح بها فقط و فقط من قبل أعضاء الشيعة الإمامية الجعفرية الإثنى عشرية المحترمين لا غير شرط مراعاة الترتيب من بداية الخطب إلى نهاية الحكم في نهج البلاغة الشريف لأميرالمؤمنين علي بن أبيطالب عليهما السلام .إذا أتممنا ما أردنا نشرع بإذن الله بعد ذلك بمستدرك عن نهج البلاغة الشريف لنكمل ذلك معا .

    على بركة الله

    وبفضل رسول الله الأكرم و آله الأطهار صلى الله عليه و عليهم أجمعين


    و من الله التوفيق .

    والسلام .

  • #2
    مولاي الكريم أشكرك على هذا المشروع الجميل و إن شاء الله يكون نتشرف بخدمتكم

    الخطبة الثانية للإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه عند رجوعه من صفين ص40 http://www.aqaed.com/shialib/books/0...j-02.html#ind2

    زَرَعُوا الفُجُورَ، وَسَقَوْهُ الغُرُورَ، وَحَصَدُوا الثُّبُورَ، لا يُقَاسُ بِآلِ مُحَمَّد(عليهم السلام)مِنْ هذِهِ الاُمَّةِ أَحَدٌ، وَلا يُسَوَّى بِهِمْ مَنْ جَرَتْ نِعْمَتُهُمْ عَلَيْهِ أبَداً.هُمْ أَسَاسُ الدِّينِ، وَعِمَادُ اليَقِينِ، إِلَيْهمْ يَفِيءُ الغَالي، وَبِهِمْ يَلْحَقُ التَّالي، وَلَهُمْ خَصَائِصُ حَقِّ الوِلايَةِ، وَفِيهِمُ الوَصِيَّةُ وَالوِرَاثَةُ، الاْنَ إِذْ رَجَعَ الحَقُّ إِلَى أَهْلِهِ، وَنُقِلَ إِلَى مُنْتَقَلِهِ.


    الخطبة الشقشقية شرح نهج البلاغة للعلامة إبن أبي الحديد المعتزلي ج1 ص 151 ط دار إحياء التراث العربي

    أَمَا واللَّهِ لَقَدْ تَقَمَّصَهَا ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ وإِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنْ مَحَلِّي مِنْهَا مَحَلُّ الْقُطْبِ مِنَ الرَّحَى يَنْحَدِرُ عَنِّي السَّيْلُ ولَا يَرْقَى إِلَيَّ الطَّيْرُ فَسَدَلْتُ دُونَهَا ثَوْباً وطَوَيْتُ عَنْهَا كَشْحاً وطَفِقْتُ أَرْتَئِي بَيْنَ أَنْ أَصُولَ بِيَد جَذَّاءَ أَوْ أَصْبِرَ عَلَى طَخْيَة عَمْيَاءَ يَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ ويَشِيبُ فِيهَا الصَّغِيرُ ويَكْدَحُ فِيهَا مُؤْمِنٌ حَتَّى يَلْقَى رَبَّهُ فَرَأَيْتُ أَنَّ الصَّبْرَ عَلَى هَاتَا أَحْجَى فَصَبَرْتُ وفِي الْعَيْنِ قَذًى وفِي الْحَلْقِ شَجًا أَرَى تُرَاثِي نَهْباً حَتَّى مَضَى الْأَوَّلُ لِسَبِيلِهِ فَأَدْلَى بِهَا إِلَى ابْنِ الْخَطَّابِ بَعْدَهُ
    [poem font="Simplified Arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    شَتَّانَ مَا يَوْمِي عَلَى كُورِهَا= ويَوْمُ حَيَّانَ أَخِي جَابِرِ[/poem]
    فَيَا عَجَباً بَيْنَا هُوَ يَسْتَقِيلُهَا فِي حَيَاتِهِ إِذْ عَقَدَهَا لآِخَرَ بَعْدَ وَفَاتِهِ لَشَدَّ مَا تَشَطَّرَا ضَرْعَيْهَا فَصَيَّرَهَا فِي حَوْزَة خَشْنَاءَ يَغْلُظُ كَلْمُهَا ويَخْشُنُ مَسُّهَا ويَكْثُرُ الْعِثَارُ فِيهَا والِاعْتِذَارُ مِنْهَا فَصَاحِبُهَا كَرَاكِبِ الصَّعْبَةِ إِنْ أَشْنَقَ لَهَا خَرَمَ وإِنْ أَسْلَسَ لَهَا تَقَحَّمَ فَمُنِيَ النَّاسُ لَعَمْرُ اللَّهِ بِخَبْط وشِمَاس وتَلَوُّن واعْتِرَاض فَصَبَرْتُ عَلَى طُولِ الْمُدَّةِ وشِدَّةِ الْمِحْنَةِ حَتَّى إِذَا مَضَى لِسَبِيلِهِ جَعَلَهَا فِي سِتَّة زَعَمَ أَنِّي أَحَدُهُمْ فَيَا لَلَّهِ ولِلشُّورَى مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الْأَوَّلِ مِنْهُمْ حَتَّى صِرْتُ أَقْرَنُ إِلَى هَذِهِ النَّظَائِرِ لَكِنِّي أَسْفَفْتُ إِذْ أَسَفُّوا وطِرْتُ إِذْ طَارُوا فَصَغَا رَجُلٌ مِنْهُمْ لِضِغْنِهِ ومَالَ الآْخَرُ لِصِهْرِهِ مَعَ هَن وهَن إِلَى أَنْ قَامَ ثَالِثُ الْقَوْمِ نَافِجاً حِضْنَيْهِ بَيْنَ نَثِيلِهِ ومُعْتَلَفِهِ وقَامَ مَعَهُ بَنُو أَبِيهِ يَخْضَمُونَ مَالَ اللَّهِ خَضْمَ الْإِبِلِ نِبْتَةَ الرَّبِيعِ إِلَى أَنِ انْتَكَثَ فَتْلُهُ وأَجْهَزَ عَلَيْهِ عَمَلُهُ وكَبَتْ بِهِ بِطْنَتُهُ فَمَا رَاعَنِي إِلَّا والنَّاسُ إِلَيَّ كَعُرْفِ الضَّبُعِ يَنْثَالُونَ عَلَيَّ مِنْ كُلِّ جَانِب حَتَّى لَقَدْ وُطِئَ الْحَسَنَانِ وشُقَّ عِطْفَايَ مُجْتَمِعِينَ حَوْلِي كَرَبِيضَةِ الْغَنَمِ فَلَمَّا نَهَضْتُ بِالْأَمْرِ نَكَثَتْ طَائِفَةٌ ومَرَقَتْ أُخْرَى وفَسَقَ آخَرُونَ كَأَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا كَلَامَ اللَّهِ حَيْثُ يَقُولُ {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } (1) بَلَى واللَّهِ لَقَدْ سَمِعُوهَا ووَعَوْهَا ولَكِنَّهُمْ حَلِيَتِ الدُّنْيَا فِي أَعْيُنِهِمْ ورَاقَهُمْ زِبْرِجُهَا أَمَا والَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ لَوْ لَا حُضُورُ الْحَاضِرِ وقِيَامُ الْحُجَّةِ بِوُجُودِ النَّاصِرِ ومَا أَخَذَ اللَّهُ عَلَى الْعُلَمَاءِ أَلَّا يُقَارُّوا عَلَى كِظَّةِ ظَالِم ولَا سَغَبِ مَظْلُوم لَأَلْقَيْتُ حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا ولَسَقَيْتُ آخِرَهَا بِكَأْسِ أَوَّلِهَا ولَأَلْفَيْتُمْ دُنْيَاكُمْ هَذِهِ أَزْهَدَ عِنْدِي مِنْ عَفْطَةِ عَنْز قَالُوا وقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ السَّوَادِ عِنْدَ بُلُوغِهِ إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ مِنْ خُطْبَتِهِ فَنَاوَلَهُ كِتَاباً فَأَقْبَلَ يَنْظُرُ فِيهِ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَتِهِ قَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوِ اطَّرَدَتْ مَقَالَتُكَ مِنْ حَيْثُ أَفْضَيْتَ فَقَالَ هَيْهَاتَ يَا ابْنَ عَبَّاس تِلْكَ شِقْشِقَةٌ هَدَرَتْ ثُمَّ قَرَّتْ قَالَ ابْنُ عَبَّاس فَوَاللَّهِ مَا أَسَفْتُ عَلَى كَلَام قَطُّ كَأَسَفِي عَلَى هَذَا الْكَلَامِ أَلَّا يَكُونَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بَلَغَ مِنْهُ حَيْثُ أَرَادَ.




    يتبع إن شاء الله

    تعليق


    • #3
      أشكر تجاوبكم الكريم و بالتوفيق

      تعليق


      • #4
        من الخطبة الأولى في صفة إختيار الأنبياء و الحجج و صفة مبعث النبي الأكرم صلى الله عليه و آله قال عليه السلام و القرآن الكريم .



        اختيار الانبياء

        وَاصْطَفى سُبْحَانَهُ مِنْ وَلَدَهِ أَنْبيَاءَ أَخَذَ عَلَى الْوَحْيِ مِيثَاقَهُمْ (49) ، وَعَلَى تَبْليغِ الرِّسَالَةِ أَمَانَتَهُمْ، لَمَّا بَدَّلَ أَكْثَرُ خَلْقِهِ عَهْدَ اللهِ إِلَيْهِمْ، فَجَهِلُوا حَقَّهُ، واتَّخَذُوا الْأَنْدَادَ (50) مَعَهُ، وَاجْتَالَتْهُمُ (51) الشَّيَاطِينُ عَنْ مَعْرفَتِهِ، وَاقتَطَعَتْهُمْ عَنْ عِبَادَتِهِ، فَبَعَثَ فِيهمْ رُسُلَهُ، وَوَاتَرَ إِلَيْهِمْ أَنْبِياءَهُ، لِيَسْتَأْدُوهُمْ (52) مِيثَاقَ فِطْرَتِهِ، وَيُذَكِّرُوهُمْ مَنْسِيَّ نِعْمَتِهِ، وَيَحْتَجُّوا عَلَيْهِمْ بَالتَّبْلِيغِ، وَيُثِيرُوا لَهُمْ دَفَائِنَ الْعُقُولِ، وَيُرُوهُمْ آيَاتِ الْمَقْدِرَةِ: مِنْ سَقْفٍ فَوْقَهُمْ مَرْفُوعٍ، وَمِهَادٍ تَحْتَهُمْ مَوْضُوعٍ، وَمَعَايِشَ تُحْيِيهِمْ، وَآجَال تُفْنِيهمْ، وَأَوْصَاب ٍ(53) تُهْرِمُهُمْ، وَأَحْدَاثٍ تَتَابَعُ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يُخْلِ اللهُ سُبْحَانَهُ خَلْقَهُ مِنْ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ، أَوْ كِتَابٍ مُنْزَلٍ، أَوْ حُجَّةٍ لاَزِمَة، أَوْ مَحَجَّةٍ (54) قَائِمَةٍ، رُسُلٌ لاتُقَصِّرُ بِهِمْ قِلَّةُ عَدَدِهِمْ، وَلاَ كَثْرَةُ المُكَذِّبِينَ لَهُمْ: مِنْ سَابِقٍ سُمِّيَ لَهُ مَنْ بَعْدَهُ، أَوْ غَابِرٍ عَرَّفَهُ مَنْ قَبْلَهُ. عَلَى ذْلِكَ نَسَلَتِ (55) القُرُونُ، وَمَضَتِ الدُّهُورُ، وَسَلَفَتِ الْآبَاءُ، وَخَلَفَتِ الْأَبْنَاءُ.
        مبعث النبي

        إِلَى أَنْ بَعَثَ اللهُ سُبْحَانَهُ مُحَمَّداً رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ لِإَِنْجَازِ عِدَتِهِ (56) وَإِتَمامِ نُبُوَّتِهِ، مَأْخُوذاً عَلَى النَّبِيِّينَ مِيثَاقُهُ، مَشْهُورَةً سِمَاتُهُ (57) ، كَرِيماً مِيلادُهُ. وَأهْلُ الْأَرْضِ يَوْمَئِذ مِلَلٌ مُتَفَرِّقَةٌ، وَأَهْوَاءٌ مُنْتَشِرَةٌ، وَطَرَائِقُ مُتَشَتِّتَةٌ، بَيْنَ مُشَبِّهٍ للهِِ بِخَلْقِهِ، أَوْ مُلْحِدٍ (58) في اسْمِهِ، أَوْ مُشِير إِلَى غَيْرهِ، فَهَدَاهُمْ بهِ مِنَ الضَّلاَلَةِ، وَأَنْقَذَهُمْ بمَكانِهِ مِنَ الْجَهَالَةِ. ثُمَّ اخْتَارَ سُبْحَانَهُ لِمُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمْ لِقَاءَهُ، وَرَضِيَ لَهُ مَا عِنْدَهُ، وَ أَكْرَمَهُ عَنْ دَارِالدُّنْيَا، وَرَغِبَ بِهَ عَنْ مُقَامِ البَلْوَى، فَقَبَضَهُ إِلَيْهِ كَرِيماً رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَخَلَّفَ فِيكُمْ مَا خَلَّفَتِ الْأَنْبيَاءُ في أُمَمِها، إذْ لَم يَتْرُكُوهُمْ هَمَلاً، بِغَيْر طَريقٍ واضِحٍ، ولاَعَلَمٍ (59) قَائِمٍ.


        القرآن والاحكام الشرعية

        كِتَابَ رَبِّكُمْ فِيكُمْ: مُبَيِّناً حَلاَلَهُ وَحَرامَهُ، وَفَرَائِضَهُ وَفَضَائِلَهُ، وَنَاسِخَهُ وَمَنْسُوخَهُ (60) ، وَرُخَصَهُ وَعَزَائِمَهُ (61) ، وَخَاصَّهُ وَعَامَّهُ، وَعِبَرَهُ وَأَمْثَالَهُ، وَمُرْسَلَهُ وَمَحْدُودَهُ (62) ، وَمُحْكَمَهُ وَمُتَشَابِهَهُ (63) ، مُفَسِّراً مُجْمَلَهُ، وَمُبَيِّناً غَوَامِضَهُ. بَيْنَ مَأْخُوذٍ مِيثَاقُ عِلْمِهِ، وَمُوَسَّعٍ عَلَى العِبَادِ في جَهْلِهِ (64) ، وَبَيْنَ مُثْبَت في الكِتابِ فَرْضُهُ، وَمَعْلُوم في السُّنَّهِ نَسْخُهُ، وَوَاجب في السُّنَّةِ أَخْذُهُ، وَمُرَخَّصٍ في الكِتابِ تَرْكُهُ، وَبَيْنَ وَاجِب بِوَقْتِهِ، وَزَائِل في مُسْتَقْبَلِهِ، وَمُبَايَنٌ بَيْنَ مَحَارِمِهِ، مِنْ كَبير أَوْعَدَ عَلَيْهِ نِيرَانَهُ، أَوْ صَغِيرٍ أَرْصَدَ لَهُ غُفْرَانَهُ، وَبَيْنَ مَقْبُولٍ في أَدْنَاهُ، ومُوَسَّعٍ في أَقْصَاهُ.



        التوضيح يأتي إن شاء الله تعالى و بتعاونكم أيها الكرام .

        تعليق


        • #5
          توضيح المقطع الأول :

          وَاصْطَفى سُبْحَانَهُ مِنْ وَلَدَهِ أَنْبيَاءَ أَخَذَ عَلَى الْوَحْيِ مِيثَاقَهُمْ (49) ، وَعَلَى تَبْليغِ الرِّسَالَةِ أَمَانَتَهُمْ، لَمَّا بَدَّلَ أَكْثَرُ خَلْقِهِ عَهْدَ اللهِ إِلَيْهِمْ،

          من الواضح في هذا الكلام الشريف أن ألأولياء و الحجج على خلق الله هم المصطفين من خلقه و من سلسلة الأنبياء الطاهرة و إلى ذلك يشير, قوله تعالى :

          إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ «33» ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ «34»



          " قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم * قل اطيعوا الله والرسول فان تولوا فان الله لايحب الكافرين * ان الله اصطفى ادم ونوحا وآل ابراهيم وال عمران على العالمين * ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم * اذ قالت امرأت عمران رب اني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني انك انت السميع العليم * فلما وضعتها قالت رب اني وضعتها انثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى واني سميتها مريم واني اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم * فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم انى لك هذا قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب ".

          (آل عمران / 31 - 37)



          اصطفى الله - تعالى - من ذرية آدم رجالا ونساء لكي يكونوا قدوات للبشرية جمعاء، وقد تم هذا الاصطفاء في عالم الغيب وبحكمــة الهية بالغة، وعلى سبيل المثال فقد كانت مريم الصديقة (ع) من هذه الذرية الطيبة التي اصطفاها الخالق - سبحانه - وهي في بطن أمها، حيث انها نذرت ما في بطنها محررا فتقبلها ربها بقبول حسن.

          ان الــله الذي خلق الانسان في أحسن تقويم حينما تشاء إرادته العليا ان ينمي وينبت امرأة منذ ان كانت جنينا نباتا حسنا، وتربية فاضلة فان هذه المرأة ستكون - بطبيعة الحال - صديقة عندما تقف في محراب عبادتها لايكون هناك حجاب بينها وبين رب العزة وهذه هي العظمة والمكرمة المتمثلة في ان لايكون بين انسان محدود، وبين رب السماوات والارض حجاب.

          ان ما ذكرناها كان مثلا لكيفية الاصطفاء الالهي لتلك الذرية الطيبة، وبيانا لسبب اصطفائهم المتمثل في امتحان الله للخلق بهم خصوصا وانه - تعالى - قد خلقهم بشرا لهم كما لسائر البشر حاجات ظاهرية، فهم يعيشون على هذا التراب ويأكلون الطعام ويمشون في الاسواق، ثم بعد ذلك يأمرنا الله - تعالى - باتباعهم، وهنا يكمن الامتحان الصعب عندما يأمر الخالق - عز وجل - بشرا باتباع بشر آخر، فهذه هي الفتنة الكبرى التي يسقط فيها الغالبية العظمى من الناس لكي يختار الله من بينهم اشخاصا يستضيفهم في جنة خلده، وهذه هي حكمة الله البالغة.



          مقياس حب الله :



          وفي هـذا المجال يقول - عز وجل - في سورة آل عمران: " ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " فكيف نحب الله، وكيف نعرف هل اننا نحبه - تعالى - حقا ام نعيش في حب الذات، وهل جربنا يوما ان نخرج من ذاتنا هذه الزنزانة الضيقة، وهل خالفنا اهواءنا فأصبحنا نحلق في قمم عالية كما الملائكة ؟

          ان مقياس كل ذلك هو اتباعنا لرسول الله (ص) فهذا الاتباع هو الذي يستطيع ان تثبت من خلاله اننا نحب الله، وفي مقابل ذلك فانه - جل وعلا - سيمنحنا الجائزة الكبرى جزاء اتباعنا لرسوله، وهذه الجائزة تتمثل في ان الله سيحبنا كما يقول - تعالى -: " قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ".

          ان أهل الحب والمعرفة والايمان يدركون انهم عندما يصلون الى مستوى حب الله سوف لايهمهم كيف يعيشون في الدنيا لان حب الله - جل وعلا - اعظم عندهم من الأمور الدنيوية المادية.

          ثم يقول - سبحانه -: " قل اطيعوا الله والرسول فان تولوا فان الله لايحب الكافرين " والملاحظ هنا ان الله - تعالى - لايقول انه سيعذب الكافرين بل قال انه سوف لايحبهم لان عدم الحب هو اعظم عقاب للكافر، وفي المقابل فان اعظم ثواب للمؤمن ان يحبه الله من خلال اتباعه وطاعته للرسول.



          الاصطفاء الالهي :



          وبعد هذه المقدمة يستأنف - عز وجل - قائلا: " ان الله اصطفى ادم ونوحا وال ابراهيم وال عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم "، فالله السميع العليم خلق رجالا في مستوى آخر، فقد اصطفى آدم عندما خلقه من تراب واختار نوحا عندما جعله الأب الثاني للبشرية واصطفى ابراهيم وعمران عندما جعل لهم آلا، واخرج من صلبيهما ذرية طيبة تتشكل من الرجال والنساء والاطفال فيحيى (ع) اختير للنبوة وهو طفل صغير: " وآتيناه الحكم صبيا "، واختير عيسى بن مريم وهو صبي في المهد.

          ثم يضرب الله - تقدست اسماؤه - مثلا بقصة الصديقة مريم فيقول: " اذ قالت امرأة عمران رب اني نذرت لك ما في بطنــي محــررا انــك انت السميع العليـم " فقد اختار الله - تعالى - مريم وهي جنين لان أمها كانت قد نذرت لربها ان تجعـل ما فـي بطنها محررا، وسألته ان يتقبله " فلما وضعتها قالت رب اني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت "، فالله - سبحانه - لم يكن في حاجة الى قولها ليعلم ما في بطنها، وقد جعل من هذه الأنثى أما لعيسى ثم تصبح هذه المرأة العظيمة مشكاة لنور النبوة عبر التأريخ.


          اصطفاء الذرية الطاهرة :



          وقد تكررت هذه القصة مع نبينا الاعظم محمد (ص)، فقد انتخبه الله - تعالى - في عالم الغيب والذر والأنوار واصطفاه، وهكذا الحال بالنسبة الى ذريته الطاهرة، ثم حمل (ص) الرسالة وهو يعلم انه سيواجه المشاكل وسيصطدم مع طغاة البشر.

          ثم تتدخل المشيئة الالهية فتنزل على الرسول نورا هو نور فاطمة الزهراء (ع) فهي كمريم الصديقة نور الله الذي تجلى في هذه الدنيا، فأصبح شأنها أعظم من شأن أية امرأة اخرى في الدنيا، فقد اصطفاها الله وفضلها على نساء العالمين، ثم جعلها مدرسة للبشرية، فمن احبها دخل الجنة ومن بغضها كان مصيره النار.

          ولسيدتنا فاطمة الزهراء (ع) وقفات في يوم القيامة ؛ وقفة في المحشر عندما يؤذن لها بدخول الجنة فتقف وتعود الى صحراء المحشر لتلتقط شيعتها كما يلتقط الطير الحب الجيد من الرديء.

          ثم ان لفاطمة (ع) اطلالة على جهنم نفسها واذا بها ترى جماعة من محبيها يعانون العذاب بسبب سوء اعمالهم، ثم انها تدعو الله - جل وعلا - ان ينقذ شيعتها هؤلاء من النار، فيأذن الخالق لها ان تلتقط محبيها وهم في جهنم لتذهب بهم الى الجنة.

          وهكذا فقد جعل الله - تبارك وتعالى - فاطمة محكا وموضع امتحان للبشر في هذه الدنيا، فاعطاها كل هذه العظمة، وهذه هي ارادة الله ومشيئته، وليس من حق احد ان يعترض على هذه المشيئة قائلا: لماذا اختار الله النبي دون غيره من العالمين، ولماذا اصطفى هذه المرأة من دون نساء العالمين، فالمشركون انما يدخلون نار جهنم بسبب عدم فهمهم لهذه الحكمة الالهية، وعدم تسليمهم، واذعانهم لبشر مثلهم.



          موقفنا تجاه الزهراء والائمة (ع) :



          والسؤال المهم المطروح هنا هو: ماهو الموقف الذي يجب ان نتخذه من فاطمة الزهراء (ع) ومن ذريتها المتمثلة في الائمة (ع) ؟

          للاجابة على هذا السؤال لابد ان نبين بعض الجوانب المرتبطة بهذا الموضوع:

          1- على الواحد منا ان لايكون تفكيره منصبا على الأخذ من الائمة (ع)، فليس من الصحيح ان ننهال عليهم بطلباتنا دون ان نفكر في تقديم شيء لهم، فمن سنن الله - سبحانه - العطاء مقابل الأخذ، والعطاء الذي من الممكن ان نقدمه لائمتنا هو الحب والولاء اي ان نحبهم، ونواليهم لان الله أمرنا بذلك.

          2- علينا ان نعرف من هم الائمة، وماهو حقهم، وماهي درجاتهم ؟

          ومن المؤسف حقا ان يعيش الواحد منا سنين في هذه الدنيا ولايحاول ان يقرأ ولو كتابا واحدا عن النبي (ص) او عن الصديقة الزهراء، او الامام علي (ع) وسائر الائمة.

          ان علاقتنا بالائمة (ع) يجب ان تتسم بالمعرفة ؛ معرفة الرسول وأهل بيته، وكلما كانت معرفة الانسان هذه أعلى كانت درجته عند الله اعظم، فالناس انما يجازون بدرجة معرفتهم لا بأعمالهم.

          3- اتباع الائمة المعصومين والانبياء (ع) وطاعتهم وذلك من خلال تطبيق ما أمرونا به في أحاديثهم، وقد جاء عن النبي (ص) ان من حفظ اربعين حديثا بعثه الله فقيها.

          فلنفكر فيما تبقى من أعمارنا بمصيرنا، وليحاول كل واحد منا ان يحفظ ولو حديثا واحد كل يوم لكي تكون هذه الاحاديث ذخيرة له يوم القيامة والا فان عمره سوف يتلاشى.

          ولنتعرف - مثلا - على خطبة فاطمة الزهراء (ع) في مسجد المدينة، هذه الخطبة التي كانت ومازالت تمثل دائرة معارف كبرى، فقد كانت من الشمولية بحيث انها ابتدأت من معرفة الله - تعالى -، ثم معرفة نبيه (ص)، وسنن واحكام الله، ثم تحديد المواقف السياسيةالواضحة، فلماذا لاندخلهذه المدرسة، ونتعلم منها، ولماذا لانسعى من اجل ان نسد نواقصنا في الجوانب الثقافية والدينية ؟

          4- معرفة حياة الائمة (ع) وسيرتهم لان سيرتهم (ع) تؤثر في الانسان بشكل طبيعي.

          5- الدفاع عنهم (ع)، وعلى سبيل المثال فكيف يمكن ان نتوقع ان تدافع عنا فاطمة الزهراء (ع) ونحن لانبادر الى الدفاع عنها، انها (ع) استشهدت وهي مظلومة، وهي ماتزال مظلومة الى الآن لان المسلمين يجهلون عن حياتها الشيء الكثير.

          ضرورة الدفاع عن مظلومية الائمة (ع):



          وهكذا فان علينا ان ندافع عن ائمتنا (ع)، وفي هذا المجال لابأس ان تجتمع كل جماعة منا مع بعضها لتصدر في كل سنــة كتابا عن امام من ائمتنا للدفاع عن خطهم ومدرستهم، وعلينا ان لانسوف في هذا العمل، بل علينا ان نبادر منذ الآن، فيبدأ كل واحد منا بالتخطيط، والتحرك من أجل الدفاع عن أهل البيت (ع) االذين كانوا ومايزالون مظلومين في التأريخ، وهكذا الحال بالنسبة الى شيعتهم، ومواليهم فنحن نرى بأم اعيننا كيف تنتهك حرماتهم، ويصادرون اموالهم، ويذبحون ابناءهم، ولعل حادثة تفجير حرم الامام الرضا (ع)، وقتل ما فيه من الزائرين الموالين لخط أهل البيت (ع) ليست بعيدة عنا، كما ان المصائب، والويلات التي يصبها النظام الحاكم في العراق على الشيعة في الجنوب هي الاخرى شاهدة على الظلم الذي لحق ويلحق بالائمة (ع) واتباعهم عبر التاريخ.

          وهكذا فان من واجبنا ان نعرف العالم بظلامة ائمتنا (ع)، كما ان علينا ان نقوم بنشر فضائلهم لان لهم الفضل الكبير علينا، فحب اهل البيت (ع) ينفع الانسان في سبعين موضعا اولها عند الموت، وعند سؤال منكر ونكير، ثم عند قيام الانسان في المطلع، وعند تجاوز الصراط...

          وفي المقابل فان و اجبنا تجاههم ان نضمر لهم الحب، والولاء، وان نبادر الى دراسة سيرتهم ومعرفة اقوالهم، والتعرف على تأريخهم، وبالتالي عن حقهم، وظلامتهم.

          نسأل الله - تقدست اسماؤه - ان يجعلنا من محبي اهل البيت (ع)، وان يجعل محيانا محياهم، ومماتنا مماتهم، ويوفقنا ان نكون في الدنيا من شيعتهم ومواليهم الحقيقيين، وفي الآخرة ممن تنالنا شفاعتهم، انه ولي التوفيق.



          آية الله العلامة السيد محمد تقي المدرسي


          و عن صفة النبي صلى الله عليه و آله و بعثته الشريفة وجدت هذا عند قرائتي لأحد مواقع السنة , أورده هاهنا في مقام الإحتجاج لا غير

          الحمد لله رب العالمين له النعمة و له الفضل و له الثناء الحسن، صلوات الله البر الرحيم و الملائكة المقربين على سيدنا محمد سيد المرسلين و على جميع إخوانه من النبيين و المرسلين و ءال كل و صحب كل أجمعين.



          أما بعد فإن الله عز و جل قد كرم النبي محمدا صلى الله عليه و سلم و كرم أمته و رفع قدرها فوق الأمم السابقة فقال تعالى في القرءان الكريم:{ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}، و ما ارتفعت هذه الأمة إلا بنبيها و ما شرفت إلا به لذلك كان الإعتناء بمولد هذا النبي الكريم و ما ظهر من الآيات عند ذلك و ما أعطاه الله من المواهب و الشمائل من مهمات الأمور إذ يزداد المؤمن بذلك تعظيماً و معرفة بفضله صلى الله عليه و سلم فالله عز و جل شرف نبيه المصطفى بآيات كثيرة منها ما يدل على مكارم أخلاقه و شرف حاله صلى الله عليه و سلم و هو قوله تعالى:{ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }، و من الآيات ما أبان الله سبحانه و تعالى به علو شرف نسبه صلى الله عليه و سلم و عظيم قدره بقوله عز و جل:{ لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}، و منها ما كشف عن ثناءه تعالى عليه صلى الله عليه و سلم في كتبه المنزلة على أنبياءه و هو قوله عز و جل:{ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ }، و منها ما أوضح سبحانه أنه صلى الله عليه و سلم مقدم على النبيين و ذلك في قوله عز و جل:{ وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ}، و من الآيات ما يدل على وجوب إحترامه صلى الله عليه و سلم و توقيره و إجلاله كقوله تعالى:{ إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}، و قوله تعالى:{ لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضاً} و منها ما يدل على دوام تعظيمه صلى الله عليه و سلم بعد وفاته و هو أنه تعالى جعل أزواجه الكريمات أمهات المؤمنين قال الله تعالى:{ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}، و قال عز و جل:{ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً}.




          و الرسول صلى الله عليه و سلم هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن هاشم ابن عبد مناف القرشي أبو القاسم سيد ولد ءادم صلى الله عليه و سلم و جده الأعلى عدنان من سلالة إسماعيل نبي الله ابن نبي الله إبراهيم خليل الرحمن صلى الله على سيدنا محمد و على جميع إخوانه من الأنبياء و المرسلين فهو صلى الله عليه و سلم صاحب هذا النسب الشريف نخبة بني هاشم و عظيمها، روى الإمام مسلم و غيره عن واثلة ابن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل و اصطفى قريشاً من كنانة و اصطفى من قريش بني هاشم و اصطفاني من بني هاشم"، فهو عليه الصلاة و السلام خيار من خيار من خيار كما دلت عليه النقول و الآثار تزوج أبوه عبد الله من سيدة نساء بني زهرة و هي ءامنة بنت وهب فحملت بسيد الخلائق و الأمم و تفضل الله بإبرازه صلى الله عليه و سلم إلى الوجود نعمة على سائر العرب و العجم و كان حمله الشريف أول تباشير الأنوار لأهل البادية و الحضر و روى ابن سعد عن عمة يزيد أنها قالت: كنا نسمع أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما حملت به ءامنة بنت وهب كانت تقول ما شعرت أني حملت به ولا وجدت له ثقلة كما تجد النساء إلا أني قد أنكرت رفع حيضتي و ربما كانت ترفعني و تعود و أتاني ءات و أنا بين النائم و اليقظان فقال: هل شعرت أنك حملت، فكأني أقول: ما أدري، فقال: إنك حملت بسيد هذه الأمة و نبيها و ذلك يوم الإثنين، قالت: فكان ذلك مما يقن عندي الحمل ثم أمهلني حتى إذا دنا وقت ولادتي أتاني ذلك الآت فقال: قولي أعيذه بالواحد الصمد من شر كل حاسد، قالت: فكنت أقول ذلك. و روى أحمد و البيهقي و غيرهما عن العرباض ابن سارية رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:" إني عبد الله و خاتم النبيين و أن ءادم لمنجدل في طينته و سأخبركم عن ذلك دعوة أبي إبراهيم و بشارة عيسى بي و رؤيا أمي التي رأت و كذلك أمهات النبيين يرين"، و إن أم رسول الله صلى الله عليه و سلم رأت حين وضعته نوراً أضاءت له قصور الشام، قال البيهقي عقب هذا الحديث: قوله صلى الله عليه و سلم " إني عبد الله و خاتم النبيين و إن ءادم لمنجدل في طينته" يريد به أنه صلى الله عليه و سلم كان كذلك في قضاء الله و تقديره قبل أن يكون أبو البشر و أول الأنبياء صلوات الله عليهم. و روى ابن سعد أن النبي صلى الله عليه و سلم قال:" رأت أمي حين وضعتني سطع منها نورٌ أضاءت له قصور بصرى"، و يروى أنه صلى الله عليه و سلم حين وضعته ءامنة وقع جاثياً على ركبتيه رافعاً رأسه إلى السماء و خرج معه نورٌ أضاءت له قصور الشام حتى رأت أمه أعناق الإبل ببصرى، و أما قوله عليه الصلاة و السلام " دعوة أبي إبراهيم " فهو أن إبراهيم عليه السلام لما بنى البيت دعا ربه فقال ( رب اجعل هذا بلداً ءامناً و ارزق أهله من الثمرات من ءامن منهم بالله و اليوم الآخر)، ثم قال ( ربنا و ابعث فيهم رسولاً منهم يتلوا عليهم ءاياتك و يعلمهم الكتاب و الحكمة و يزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم)، فاستجاب الله تعالى دعاءه في نبينا صلى الله عليه و سلم و جعل محمداً الرسول الذي سأله إبراهيم عليه السلام و أما قوله صلى الله عليه و سلم " و بشرى عيسى ابن مريم" فهو أن سيدنا عيسى عليه السلام بشر قومه بسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم كما أخبر القرءان الكريم حكاية عن عيسى عليه السلام { وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ}، و من الآيات التي ظهرت لمولده صلى الله عليه و سلم أن الشياطين رميت و قذفت بالشهب من السماء و حجب عنها خبر السماء كما ذكر ذلك بعض العلماء لكن المشهور و المحفوظ أن قذف الشياطين بالشهب عند مبعثه صلى الله عليه و سلم و منها أن إبليس حجب عن خبر السماء فصاح و رن رنة عظيمة كما رن حين لعن و حين أخرج من الجنة و حين ولد النبي صلى الله عليه و سلم و حين نزلت الفاتحة، ذكر ذلك الحافظ العراقي في المورد الهني عن بقي ابن مخلد و منها ما سمع من أجواف الأصنام و من أصوات الهواتف بالبشارة بظهور الحق في وقت الزوال. و روى البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ولد النبي صلى الله عليه و سلم عام الفيل. أما شهر مولده صلى الله عليه و سلم فهو شهر ربيع الأول و أما يوم مولده من الشهر فالمعتمد أنه كان لثنتي عشرة خلت من الشهر المذكور و أما يوم مولده فهو يوم الأثنين بلا خلاف، فقد روى مسلم عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن صوم يوم الأثنين فقال:" ذاك يومٌ ولدت فيه و أنزل علي فيه"، و أما مكان مولده فالصحيح المحفوظ أنه كان بمكة المشرفة و الأكثر أنه كان في المحل المشهور بسوق الليل و قد جعلته أم هارون الرشيد مسجداً ، ذكر ذلك الحافظ العراقي و غيره و يعرف المكان اليوم بمحلة المولد. نسأل الله تبارك و تعالى أن يغفر لنا ذنوبنا و يرزقنا رؤية الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم و ءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


          إنتهى النقل .

          تعليق


          • #6
            عن تفسير الصافي :

            إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين بالرسالة والخصائص الروحانية والفضائل الجسمانية ولذلك قووا على ما لم يقو عليه غيرهم لما أوجب طاعة الرسل وبين انها الجالبة لمحبة الله ، عقب ذلك ببيان مناقبهم تحريضا عليها وبه استدل على فضلهم على الملائكة وآل إبراهيم اسماعيل واسحاق وأولادهما وآل عمران : موسى وهارون ابنا عمران بن يصهر ابن فاهث ابن لاوي بن يعقوب وعيسى وامه مريم عليها السلام بنت عمران بن ماثان وماثان ينتهي بسبعة وعشرين ابا إلى يهود بن يعقوب وبين العمرانين ألف وثمانماءة سنة كذا قيل .
            أقول : وقد دخل في آل إبراهيم نبينا واهل بيته عليهم السلام .
            العياشي عن الباقر عليه السلام انه تلا هذه الآية فقال نحن منهم ونحن بقية تلك العترة .
            وفي المجالس عن الصادق عليه السلام قال قال محمد بن اشعث بن قيس الكندي لعنة الله عليه : للحسين عليه السلام يا حسين بن فاطمة صلوات الله عليهما اية حرمة لك من رسول الله صلى الله عليه وآله ليست لغيرك فتلا الحسين عليه السلام هذه الآية ( ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض ) الآية ثم قال والله إن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم لمن آل ابراهيم وان العترة الهادية لمن آل محمد صلوات الله عليهم .
            وفي العيون : في حديث الفرق بين العترة والأمة فقال المأمون هل فضّل


            ( 329 )

            الله العترة على سائر الناس فقال أبو الحسن عليه السلام ان الله تعالى ابان فضل العترة على سائر الناس في محكم كتابه فقال له المأمون أين ذلك من كتاب الله فقال له الرضا عليه السلام في قوله تعالى ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين .
            والقمي قال العالم عليه السلام نزل وآل ابراهيم وآل عمران وآل محمد صلوات الله عليهم على العالمين فاسقطوا آل محمد عليهم السلام من الكتاب .
            والعياشي عن الصادق عليه السلام قال وآل محمد كانت فمحوها .
            وفي المجمع وفي قراءة اهل البيت وآل محمد صلوات الله عليهم على العالمين وقالوا ايضا ان آل ابراهيم عليهم السلام هم آل محمد صلوات الله عليهم الذين هم أهله ويجب أن يكون الذين اصطفاهم الله تعالى مطهرين معصومين منزهين عن القبائح لأنه سبحانه لا يختار ولا يصطفي الا من كان كذلك انتهى كلامه .
            أقول : وعلى هذه القراءة يكون من قبيل عطف الخاص على العام كعطف آل عمران بكلا معنييه على آل ابراهيم عليهم السلام .
            وفي المعاني عن الصادق عليه السلام انه سئل عن معنى آل محمد عليهم السلام فقال آل محمد صلوات الله عليهم من حرم الله عز وجل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم نكاحه .
            وعنه عليه السلام ان آل محمد صلوات الله عليهم ذريته وأهل بيته الأئمة الأوصياء وعترته أصحاب العباء وامته المؤمنون الذين صدقوا بما جاء به من عند الله المتمسكون بالثقلين الذين امروا بالتمسك بهما كتاب الله وعترته أهل بيته الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وهم الخليفتان على الأمة بعده .
            (34) ذرية بعضها من بعض الذرية يقع على الواحد والجمع يعني انهم ذرية واحدة متسلسلة بعضها متشعبة من بعض .


            ( 330 )

            وفي المجمع عن الصادق عليه السلام في بيانه ان الذين اصطفاهم الله بعضهم من نسل بعض .
            والعياشي عنه عليه السلام انه قيل له ما الحجة في كتاب الله ان آل محمد هم أهل بيته صلوات الله عليهم ؟ قال قول الله عز وجل ( ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران وآل محمد هكذا نزلت على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ) قال ولا يكون الذرية من القوم الا نسلهم من اصلابهم .
            والله سميع بأقوال الناس عليم بأعمالهم فيصطفي من كان مستقيم القول والعمل .

            والسلام

            تعليق


            • #7
              في مشاركة القادمة سنشرع بتوضيح المقتطع الملون بالأحمر من مشاركة رقم 4 من الخطبة الأولى من النهج البلاغة الشريف . إلى أن ننتهي من المقاطع الملونة من مشاركة رقم 4 من هذا الموضوع و بعد ذلك نكمل الإشارات إلى باقي المقاطع من الخطبة رقم 1 , إبتداءا من ذكر الحج حتى نكمل الخطبة و نشرع بالخطبة الرقم 2 و توضيحها إن شاء الله تعالى .

              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              x

              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

              صورة التسجيل تحديث الصورة

              اقرأ في منتديات يا حسين

              تقليص

              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
              استجابة 1
              9 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
              بواسطة ibrahim aly awaly
               
              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
              ردود 2
              12 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
              بواسطة ibrahim aly awaly
               
              يعمل...
              X