تويت
::""البعثة النبويّة الشريفة ""::
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
السلام على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
قال الله تعالى : ( اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) الحج : 75 .
البعثة النبويّة الشريفة
في(27) السابع والعشرين من شهر رجب المرجب ،
ذكرى مرور أعظم وأكبر حدثٍ مرّ في تاريخ الإنسان على وجه الأرض، وهو نزول الوحي الإلهي المتمثل في القرآن الكريم على قلب أعظم مخلوق لله هو النبي الأكرم محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله).
فالحالة التي كانت سائدة قبل البعثة يُرثى لها،
فالعبادة للأصنام،
والتجارة تعتمد على الغارات،
والوضع الاجتماعي متدهور جداً؛ بسبب الممارسات المتخلفة مثل وأد البنات وغيره،
والحالة الاقتصادية بلغت إلى حدٍّ من التدهور لا يوصف،
وهكذا في مجالات الحياة الأخرى،
ويصوّر الله سبحانه وتعالى مقدار نعمته على النبي والمؤمنين بعد البعثة، فيقول جل من قائل :
(لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)
مراحل الدعوة
كانت حياة الرسول (صلى الله عليه وآله)، تمرُّ بإعدادٍ خاصٍ، فمنذ مطلع حياته كان يتعهده ربُّه العلي الأعلى بالعناية والإعداد. ثم بدأ انقطاعه في غار حراء، وهو مظهر من مظاهر ذلك الإعداد الإلهي. وكان النبي (صلى الله عليه وآله) ينقطع في الغار أيام شهر رمضان من كلّ سنة، وكذلك الليالي ذوات العدد، ثم بدأ يحس بآثار الإعداد والقرب الإلهي، فكان يسمع الصوت، ويرى النور، ويرى الرؤيا الصادقة التي هي درجة من درجات الوحي.
وحين بلغ الأربعين من عمره المبارك، نزل عليه جبرائيل (عليه السلام) بالرسالة الخاتمة تالياً عليه أول بيان سماوي:
( بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيْمِ * اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) العلق : 1 - 5 .
إنّ جلالة الموقف، وعظمة المشهد الذي تجلى له، قد أثّرا في نفسه العظيمة، فعاد إلى داره حاملاً مشعل الخير والهدى والخلاص للعالمين، واضطجع في فراشه ليأخذ قسطاً من الراحة، وفي تلك اللحظات كان النداء الثاني:
( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ) المدثر : 1 - 4 .
إنّه نداء الانطلاقة بالرسالة والتبشير بالدين الجديد، وحملُ الدعوة الإلهية إلى الناس، فما كان من رسول الله الاكرم (صلى الله عليه وآله) إلاّ أنْ صَدَعَ بالأمر،فانطلق مستجيباً لأمر الله تعالى ، مبشِّراً بدعوته .
فبادر إلى إعلام علي بن أبي طالب (عليه السلام) الذي لم تدنسه الجاهلية بدنسٍ، ولم يسجُد لصنمٍ قَطُ، وكان يعيشُ في كَنَفِ الرسول (صلى الله عليه وآله) وفي بيته، فلبّى دعوة الله وعانقت روحُها روحَه.
وفاتَحَ زوجته أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد ( رضوان الله عليها ) ، فآمَنَت به ، وصدَّقته ، ثم آمن به مَمْلوكه زيد بن حارثة ، فكانت النواة الأولى لبدء الدعوة الإلهية الكبرى .
وأخذ عدد المؤمنين يزداد بالتدريج، وكانوا أولاً يتعلمون القرآن الكريم، وأحكام الرسالة، ويُقيمون الصلاة في الشعاب بعيداً عن أعين الرقباء، ولمّا ازداد عددهم وخشوا أن ينكشف أمرهم، اتخذوا من دار الأرقم المخزومي مقرّاً للتعليم والإعداد والعبادة.
فقد كان ( صلى الله عليه وآله ) يختار أصحابه فرداً فرداً ، ولم يوجِّه دعوته إلى الجميع في تلك المرحلة ، إلى أن جاء الأمر الإلهي : ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) الشعراء : 214 .
لكم خالص دعائنا ونلتمسكم الدعاء
اللهم صلِ على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
السلام على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
قال الله تعالى : ( اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) الحج : 75 .
البعثة النبويّة الشريفة
في(27) السابع والعشرين من شهر رجب المرجب ،
ذكرى مرور أعظم وأكبر حدثٍ مرّ في تاريخ الإنسان على وجه الأرض، وهو نزول الوحي الإلهي المتمثل في القرآن الكريم على قلب أعظم مخلوق لله هو النبي الأكرم محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله).
فالحالة التي كانت سائدة قبل البعثة يُرثى لها،
فالعبادة للأصنام،
والتجارة تعتمد على الغارات،
والوضع الاجتماعي متدهور جداً؛ بسبب الممارسات المتخلفة مثل وأد البنات وغيره،
والحالة الاقتصادية بلغت إلى حدٍّ من التدهور لا يوصف،
وهكذا في مجالات الحياة الأخرى،
ويصوّر الله سبحانه وتعالى مقدار نعمته على النبي والمؤمنين بعد البعثة، فيقول جل من قائل :
(لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)
مراحل الدعوة
كانت حياة الرسول (صلى الله عليه وآله)، تمرُّ بإعدادٍ خاصٍ، فمنذ مطلع حياته كان يتعهده ربُّه العلي الأعلى بالعناية والإعداد. ثم بدأ انقطاعه في غار حراء، وهو مظهر من مظاهر ذلك الإعداد الإلهي. وكان النبي (صلى الله عليه وآله) ينقطع في الغار أيام شهر رمضان من كلّ سنة، وكذلك الليالي ذوات العدد، ثم بدأ يحس بآثار الإعداد والقرب الإلهي، فكان يسمع الصوت، ويرى النور، ويرى الرؤيا الصادقة التي هي درجة من درجات الوحي.
وحين بلغ الأربعين من عمره المبارك، نزل عليه جبرائيل (عليه السلام) بالرسالة الخاتمة تالياً عليه أول بيان سماوي:
( بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيْمِ * اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) العلق : 1 - 5 .
إنّ جلالة الموقف، وعظمة المشهد الذي تجلى له، قد أثّرا في نفسه العظيمة، فعاد إلى داره حاملاً مشعل الخير والهدى والخلاص للعالمين، واضطجع في فراشه ليأخذ قسطاً من الراحة، وفي تلك اللحظات كان النداء الثاني:
( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ) المدثر : 1 - 4 .
إنّه نداء الانطلاقة بالرسالة والتبشير بالدين الجديد، وحملُ الدعوة الإلهية إلى الناس، فما كان من رسول الله الاكرم (صلى الله عليه وآله) إلاّ أنْ صَدَعَ بالأمر،فانطلق مستجيباً لأمر الله تعالى ، مبشِّراً بدعوته .
فبادر إلى إعلام علي بن أبي طالب (عليه السلام) الذي لم تدنسه الجاهلية بدنسٍ، ولم يسجُد لصنمٍ قَطُ، وكان يعيشُ في كَنَفِ الرسول (صلى الله عليه وآله) وفي بيته، فلبّى دعوة الله وعانقت روحُها روحَه.
وفاتَحَ زوجته أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد ( رضوان الله عليها ) ، فآمَنَت به ، وصدَّقته ، ثم آمن به مَمْلوكه زيد بن حارثة ، فكانت النواة الأولى لبدء الدعوة الإلهية الكبرى .
وأخذ عدد المؤمنين يزداد بالتدريج، وكانوا أولاً يتعلمون القرآن الكريم، وأحكام الرسالة، ويُقيمون الصلاة في الشعاب بعيداً عن أعين الرقباء، ولمّا ازداد عددهم وخشوا أن ينكشف أمرهم، اتخذوا من دار الأرقم المخزومي مقرّاً للتعليم والإعداد والعبادة.
فقد كان ( صلى الله عليه وآله ) يختار أصحابه فرداً فرداً ، ولم يوجِّه دعوته إلى الجميع في تلك المرحلة ، إلى أن جاء الأمر الإلهي : ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) الشعراء : 214 .
لكم خالص دعائنا ونلتمسكم الدعاء
تعليق