إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الكاظم، الصابر، الصالح، الأمين و باب الحوائج إلى الله

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الكاظم، الصابر، الصالح، الأمين و باب الحوائج إلى الله

    الكاظم، الصابر، الصالح، الأمين و باب الحوائج إلى الله - عبد المحسن الكاظمي

    بمناسبة ذكرى وفاة الإمام موسى بن جعفر عليه السلام ، تتوالى الخواطر و الأفكار عن هذا الإمام الزاهد و آبائه و أبنائه . و أول ما يتبادر على الذهن القابلية الكبرى و القدرة العصية عن فهم الإنسان العادي لهذا الإمام في تحمل الأذى ، كظم الغيظ و الصفح عن الأعداء ، بل عدم ذكرهم بأي سوء أبدا حتى و لو بالدعاء عليهم عند الله تعالى . و من أعجب الأمور أن السكان المجاورين لمرقده الشريف في مدافن قريش في تلك البقعة من بغداد التي سميت الكاظمية نسبة إلى أعظم صفاته سرت في قلوبهم و أنفسهم فأصبحوا أكثر الناس سماحة و طيبة. و لم يجد أعداءهم ما يعيبونه عليهم إلا طيبتهم تلك .

    تعني العصمة التنزه عن ارتكاب الذنوب و المعاصي مع القدرة على إتيانها . و دليل عصمة النبي محمد صلى الله عليه و آله وسلم و ابنته الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام و ابن عمه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام و الأئمة من ولده الحسن ، الحسين ، علي بن الحسين ، محمد بن علي ، جعفر بن محمد ، موسى بن جعفر ، علي بن موسى ، محمد بن علي ، علي بن محمد ، الحسن بن علي و الحجة القائم محمد بن الحسن المهدي عليهم السلام أجمعين أن جميع أعداءهم لم يتمكنوا أبدا و على مر الدهور و الأزمان من اتهامهم بأي عمل قبيح أبدا . و يزداد عجبك بالنسبة للأئمة من أهل البيت أنهم قتلوا جميعا ( عدا القائم المهدي عجل الله فرجه الشريف ) لكن أحدا من قاتليهم لم يقر بجريمته لأنه لم يجد تهمة أو عيبا يكيله لضحيته . فإذا كان الأعداء غير قادرين على اتهامهم ، فما بالك بمقدار المحبة التي يجب أن يكنها المسلمون قاطبة لهم .

    عن كتاب فرائد السمطين و كتاب الخوارزمي : قال رسول الله ( ص ) : " ليلة اسري بي قال لي الجليل جل جلاله : آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه . فقلت : و المؤمنون . قال : صدقت . قال : يا محمد إني اطلعت إلى أهل الأرض إطلاعة فاخترتك منهم فشققت لك اسما من أسمائي فلا أُذكر في موضع إلا ذُكرت معي ؛ فأنا المحمود و أنت محمد . ثم اطلعت ثانية فأخذت منهم عليا فسميته باسمي . يا محمد : خلقتك و خلقت عليا و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة من ولد الحسين من نوري ، و عرضت ولايتكم على أهل السماوات و الأرض فمن قبلها كان عندي من المؤمنين ، و من جحدها كان عندي من الكافرين . يا محمد : لو أن عبدا من عبيدي عبدني حتى ينقطع أو يصير كالشن البالي ثم جاءني جاحدا لولايتكم ما غفرت له . يا محمد : أتحب أن تراهم ؟ قلت : نعم يا رب . قال لي : أنظر إلى يمين العرش ، فنظرت فإذا علي و فاطمة و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و محمد المهدي بن الحسن كأنه كوكب دري بينهم . و قال : يا محمد هؤلاء حججي على عبادي و هم أوصياؤك ، و المهدي الثائر من عترتك ، و عزتي و جلالي إنه المنتقم من أعدائي و الممهد لأوليائي " .

    و عن ابن عباس (t) قال : سمعت رسول الله يقول : أنا و علي و الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون .

    أجمع المسلمون - على اختلاف ومذاهبهم - على أفضلية أئمّة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام ، وأعلميّتهم ، وسموّ مقامهم ، ورفعة منزلتهم ، وقدسيّة ذواتهم وقرب مكانتهم من الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) حتّى تنافسوا في الكتابة عنهم ، وذكر أحاديث الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) فيهم ، وبيان سيرهم ، وأخلاقهم ، وذكر ما ورد من حكمهم وتعاليمهم.

    ولا غلو في ذلك بعد أن قرنهم الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) بالقرآن الكريم ـ كما ورد في حديث الثقلين- ووصفهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) بسفينة نوح التي من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق وهوى ، ومثّلهم بباب حطّة الذي من دخله كان آمناً . إلى كثير من أحاديثه ( صلى الله عليه وآله ) في بيان فضلهم ، والتنويه بعظمة مقامهم.

    عاش الإمام موسى الكاظم ( عليه السلام ) ثلاثة عقود من عمره المبارك والحكم العبّاسي لمّا يستفحل ، ولكنه قد عانى من الضغوط في عقده الأخير قلّما عاناها أحد من أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) من الأمويين وممن سبق الرشيد من العباسيين من حيث السجن المستمرّ والاغتيالات المتتالية حتى القتل في سبيل الله على يدي عملاء السلطة الحاكمة باسم الله ورسوله. وقد روي أنّ الرشيد خاطب الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) معتذراً منه في اعتقال سبطه موسى بن جعفر ( عليه السلام ) . زاعماً أنّ وجوده بين ظهراني الأمة سبب للفرقة ... وهكذا تحكم القبضة على رقاب المسلمين بل وأئمة المسلمين ..فإنا لله وإنا إليه راجعون. و صدق الشاعر الأمير أبو فراس الحمداني رحمه الله و هو يذكر ظلم بني العباس للعلويين و يقارنه بظلم بني أمية :

    مــــــا نال منهم بنو حرب وإن عظمت تلــــــك الجـــــــرائر إلا دون نيـــــــلكـــــــم

    و الإمام موسى بن جعفر عليه السلام حير أعداءه و فتن محبيه . و فيما يلي جملة من أقوال علماء هذه الأمة ممن عاصره و من تبع عصره فيه كي يرى القارئ الكريم مدى بشاعة الجريمة الكبرى التي ارتكبت و لا زالت ترتكب بحق أهل البيت عليهم السلام .

    * قال هارون الرشيد ، الذي قتل الإمام بعد ذلك بالسم لابنه المأمون وقد سأله عنه : هذا إمام الناس، وحجّة الله على خلقه، وخليفته على عباده.

    * وقال له أيضاً : يا بنيّ هذا وارث علم النبيين، هذا موسى بن جعفر، إن أردت العلم الصحيح فعند هذا .

    * قال المأمون العباسي في وصفه : قد أنهكته العبادة، كأنه شنّ بال، قد كَلِمَ السجود وجهه وأنفه .

    * كتب عيسى بن جعفر الذي كان موكلا بسجن الإمام " ع " للرشيد : لقد طال أمر موسى بن جعفر ومقامه في حبسي ، وقد اختبرت حاله ووضعت عليه العيون طول هذه المدّة ، فما وجدته يفتر عن العبادة ، و وضعت من يسمع منه ما يقوله في دعائه فما دعا عليك ولا عليّ ، ولا ذكرنا بسوء ، وما يدعو لنفسه إلاّ بالمغفرة والرحمة ، فإن أنت أنفذت إلي من يتسلّمه مني و إلاّ خليت سبيله ، فإني متحرّج من حبسه .

    * قال أبو علي الخلال ـ شيخ الحنابلة ـ :
    ما همّني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسّلت به ، إلاّ و سهّل الله تعالى لي ما أحبّ .

    * قال الخطيب البغدادي: كان سخيّاً كريماً ، وكان يبلغه عن الرجل أنّه يؤذيه ، فيبعث إليه بصُرّة فيها ألف دينار ، وكان يصرّ الصرر: ثلاثمائة دينار ، وأربعمائة دينار ، ومائتي دينار ثم يقسّمها بالمدينة ، وكان مثل صرر موسى بن جعفر إذا جاءت الإنسان الصرة فقد استغنى .

    * قال ابن الصبّاغ المالكي: و أمّا مناقبه و كراماته الظاهرة ، و فضائله و صفاته الباهرة ، تشهد له بأنّه افترع قبّة الشرف وعلاها ، و سما إلى أوج المزايا فبلغ علاها ، و ذلّلت له كواهل السيادة و امتطاها ، و حكم في غنائم المجد فاختار صفاياها فأصطفاها .

    * قال سبط ابن الجوزي :
    موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب

    ( عليهم السلام ) ، و يلقّب بالكاظم و المأمون و الطيّب و السيّد ، وكنيته أبو الحسن ، ويدعى بالعبد الصالح لعبادته ، واجتهاده وقيامه بالليل .

    * قال كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي : هو الإمام الكبير القدر ، العظيم الشأن ، الكبير المجتهد الجادّ في الاجتهاد ، المشهور بالعبادة ، المواظب على الطاعات ، المشهور بالكرامات ، يبيت الليل ساجدا و قائما ، و يقطع النهار متصدّقاً و صائماً ، و لفرط حلمه و تجاوزه عن المعتدين عليه دعي

    ( كاظماً ). كان يجازي المسيء بإحسانه إليه ، و يقابل الجاني بعفوه عنه ، و لكثرة عبادته كان يسمّى بــ ( العبد الصالح ) و يعرف في العراق بــ ( باب الحوائج إلى الله) لنجح مطالب المتوسّلين إلى الله تعالى به . كراماته تحار منها العقول ، و تقضي بان له عند الله قدم صدق لا تزال ولا تزول .

    * قال أحمد بن يوسف الدمشقي القرماني : هو الإمام الكبير القدر ، الأوحد ، الحجّة ، الساهر ليله قائما ، القاطع نهاره صائما ، المسمّى لفرط حلمه و تجاوزه عن المعتدين ( كاظماً ) و هو المعروف عند أهل العراق بــ ( باب الحوائج ) لأنه ما خاب المتوسّل به في قضاء حاجة قط... له كرامات ظاهرة ومناقب باهرة ، افترع قمة الشرف وعلاها، وسما إلى أوج المزايا فبلغ علاها .

    * قال ابن الساعي :
    الإمام الكاظم : فهو صاحب الشأن العظيم ، و الفخر الجسيم ، كثير التهجّد، الجادّ في الاجتهاد ، المشهود له بالكرامات ، المشهور بالعبادات ، المواظب على الطاعات ، يبيت الليل ساجدا و قائما ، و يقطع النهار متصدّقاً وصائماً .

    * قال عبد المؤمن الشبلنجي : كان موسى الكاظم رضي الله عنه أعبد أهل زمانه ، وأعلمهم ، وأسخاهم كفّاً ، و أكرمهم نفساً ، و كان يتفقّد فقراء المدينة فيحمل إليهم الدراهم و الدنانير إلى بيوتهم ليلاً وكذلك النفقات، ولا يعلمون من أيّ جهة وصلهم ذلك ، و لم يعلموا بذلك إلاّ بعد موته.

    وكان كثيراً ما يدعو : « اللّهم إني أسألك الراحة عند الموت ، والعفو عند الحساب » .

    * قال عبد الوهاب الشعراني: احد الأئمة ألاثني عشر ، وهو ابن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين ، كان يكنّى بــ ( العبد الصالح ) لكثرة عبادته و اجتهاده و قيامه الليل ، وكان إذا بلغه عن احد يؤذيه يبعث إليه بمال .

    * قال محمد خواجه البخاري: و من أئمة أهل البيت: أبو الحسن موسى الكاظم بن جعفر الصادق رضي الله عنهما ، كان رضي الله عنه صالحاً ، عابداً ، جواداً ، حليماً ، كبير القدر، كثير العلم ، كان يدعى بــ ( العبد الصالح ) و في كل يوم يسجد لله سجدة طويلة بعد ارتفاع الشمس إلى الزوال .

    * قال محمد أمين السويدي : هو الإمام الكبير القدر ، الكثير الخير، كان يقوم ليله ، و يصوم نهاره ، و سمّي ( كاظماً ) لفرط تجاوزه عن المعتدين ... له كرامات ظاهرة ، و مناقب لا يسع مثل هذا الموضع ذكرها .

    * قال محمود بن وهيب القراغولي البغدادي الحنفي : هو موسى بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين ، و كنيته أبو الحسن، و ألقابه أربعة : الكاظم ، والصابر، و الصالح ، و الأمين ، الأول هو الأشهر، و صفته معتدل القامة أسمر ، وهو الوارث لأبيه رضي الله عنهما علماً و معرفة و كمالا وفضلا سمي بــ ( الكاظم ) لكظمه الغيظ ، و كثرة تجاوزه و حلمه. وكان معروفاً عند أهل العراق بــ ( باب قضاء الحوائج عند الله ) وكان أعبد أهل زمانه، وأعلمهم ، و أسخاهم .و لن يتسع هذا المقام أبدا لذكر و لو عُشر فضائل هذا الإمام التقي عليه السلام لكننا نسأل الله العلي العظيم أن يرزقنا شفاعة نبينا العظيم محمد بن عبد الله صلى الله عليه و آله و سلم و الأئمة المعصومين من ولده و يأخذ بيد المؤمنين في العراق لبر الأمن و السلام و يهدي قلوب الأعداء المضللين بدعاوى النواصب الكارهين لأهل البيت عليهم السلام و يفتح بصيرتهم بحق باب الحوائج إلى الله موسى بن جعفر عليه السلام .

    كلمة أخيرة قد يفيد التمعن فيها من أراد طمس تراث محمد و أله صلوات الله عليهم أجمعين . قتل الإمام مسموما و ترك جسده الشريف على الجسر . و قتل اليوم المئات من محبيه و زواره الذين أرادوا إحياء ذكرى وفاته و تناثرت أشلاؤهم على الجسر أيضا . يا ترى هل سيزيد هذا العمل الخسيس أعداد محبي محمد و آل محمد ( ص ) كما فعل قتل الإمام من قبل أم لا ؟ الإجابة متروكة للشرفاء و الأحرار في العالم كله عامة و المؤمنين في العراق الجريح بوجه خاص .--------------------------------------------------------------------------------
    منقول للفائدة



المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X