( يا جسرَ بغداد )
للصبرِ معنى باطن ٌ وحــدودُ
ومثالهُ آلُ النبــي الصِيـــــــدُ
العارفون حقيقـةً بكــــمالها
والراسخونَ وعلمهم مشهودُ
والناذرون حياتـَهم لرسالةٍ
فيها يعزُّ العابــدَ المعبـــــودُ
هم عين صدق العالمين ومَن يرَ
صدقاً جــليٌّ عندَهُ التوحـــيدُ
كُــلـِّـفتـُمُ عبءَ الحياةِ أمانة ً
وجَناكـمُ مما تدرُّ زهيـــــــدُ
وفـّيتموها بالتقى ومرادُكم
ألا ّ بزُخرُفها تضِـل ُّ عبيــدُ
يا آلَ بيتِ المصطفى كم أمعنتْ
زُمَـرٌ تُسَـر ُّ بقتلكم وتبــــيدُ
قد كانَ قاسى المر َّ منها (أحمد ُ)
جهلا ً وحقدا ً لا يزالُ جديدُ
وعلى خطى الأحقادِ سارت طُغمة ٌ
أن الرسولَ خصيمها المعهودُ
فتنزّلت آيُ الولاية ِ حجة ً
فيها(عليُ)وصيّهُ الموعودُ
كي لا يتيهَ الناسُ بعدَ(محمدٍ
أو يستخفَ بغافلينَ(يزيدُ)
لكنها أحبولةٌ قد أحكمت
وضغائن ٌ لمـّا تزلْ وحقودُ
قدرُ الرسالةِ أن يخلدَها دم ٌ
بشهادةٍ والأكرمون وفودُ
بدء ً ( بفاطمةَ البتولِ ) إذ اشتفى
برضاضةِ الضلعِ الكسيرِ حديدُ
وبحيدرٍ حين اصطفته غدرة ٌ
من (إبن ملجم) لم يـرُعـْـه ُ سجودُ
وبذاك ( باب ُ العلمِ) شرّع سنة ً
أنّ المساجد َ للجنان ِ تقود ُ
واليوم نذكرُ حــــال إبن محمد ٍ
(موسى ابنِ جعفرَ) والزمانُ يعيدُ
يوم َ استفاقَ الناسُ من غفلاتهم
في الجسرِ نعشٌ مودعٌ ووحيدُ
صرخت من الأفلاك حشدُ ملائكٍ
قُتلَ الإمام الكاظمُ الصنـــــديدُ
قضـّى سنينَ الصبرِ في زنزانةٍ
حتى يمتـَّعَ بالمجون ِ (رشيد ُ)
ياجسر بغداد انتفض من رقدةٍ
قد آن أن تبلى لديكَ قيــــودُ
ياجسرُ ألفُ ضحية ٍ ما ذنبها
ولبئس ما يتشدّقُ الرعديـــــدُ
يا جسرُ صارَ الدربُ غيرَ مؤمَّنٍ
مثلُ البروقِ الكاذباتِ وعودُ
هل كنتّ تشعرُ أيَّ لحمٍ تصطلي
بسعيرِ قيرِكَ أيها الممدودُ
لحم ٌ تفرّى من كرامٍ أنهم
غضبوا لوجهِ الله وهو شهيدُ
جاؤوا يؤدّون الولاء لحجة
لله في أرضٍ حباهُ خلودُ
الكاظم المظلوم باب حوائج
للزائرين وما تُردُّ حشود ُ
جاؤوا على جسر الفجيعة سُرّعا ً
فإذا بدجلة َ غيلة ٌ ولحــودُ
أجزاءُ حب الخيرين قذائف
والسمُ أصبح للسقاة ورودُ
يا جسرَ بغداد َ الحزينِ إلى متى
تبقى الأفاعي الناقعات ُ ترودُ
مَن قالَ جسرُ الأعظميةِ مانعٌ
بالوصل صوبَ الكاظمين بعيد ُ
قد كان متسعا ً لكلِ محبةٍ
ماضاقَ يوما ً دربُهُ المقصودُ
لكنَّ مخبثة َ النفوس تكشّفت
عما تكنُّ بحقدها وتؤودُ
فرَمَتْ بكفِّ ضغينة ٍ كي لا يُرى
شعبُ العراقِ محررٌ وسعيدُ
أوَ ما دَرَوا أن العراقيين هم
أهل الشجاعة والنفوسُ تجودُ
تتقزّمُ الدنيا إذا ما أُغضِبوا
وفدى الكرامةِ طارفٌ وتليدُ
ياجسرَ بغداد َ الزمان ُ يدورُ في
آجالنا وقضاؤهُ مرصودُ
دوّامة هذا الزمان فلا يُرى
إلاّ الطغاةُ إلى مدىً وعبيدُ
تتغيرُ الدنيا بجنس خليقةٍ
لكنما جنسً الصراعِ أبيدُ
خيرٌ وشرٌ وافتقارٌ من غنى
بذ َخ ٌ وجوعٌ حاسدٌ محسودُ
في كل نفسٍ طهرُها وفسوقها
والمرءُ بالعقل السديدِ يحيدُ
وأراذلُ الناسِ اللئامُ إذا طغَوا
نهبُ الحقوقِ لديهمُ تسديدُ
لا يأمن الأخُ من أخيهِ غدرةً
لو لاحَ في أفقِ المنالِ نقودُ
شيمُ النفوسِ على الدناءةِ تنطوي
وعمى القلوب إذا الضلالُ يسودُ
ولخيرِ أهلِ الأرضِ كان أئمة ً
بهمُ أمانُ الأرضِ أو ستميدُ
هم لطفُ خالقنا وفُلكُ نجاتنا
بهم الخلاصُ وحبلهم ممدودُ
يا بؤسَ حظ الناصبين ببغضهم
نورَ الولايةِ للضلال ِ جنودُ
تتقاذفنَّ جهنمٌ أشلاءهم
حُرَقا وتسألُ هل هناك مزيدُ
والجنةُ النعمى تنيرُ كرامةَ
بالصادقينَ ووعدُهم مشهودُ
« الشاعر :
عدي حسن آل كرماشة » .
تعليق