بسم الله الرحمن الرحيم
قصة جديدة أتمنى أن تعجبكم
بذلت فيها جهدي وأهديها لقرائي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,
أثارتني دموعكِ من غفوتي،كنت نائما بهناء وراحة شديدتين،أرفل في النعيم، أتقلب على السندس والإستبرق الناعمين،أتطلع لأرواح ملائكية تقرئوني السلام كل حين لنقول" سبحانك اللهم" فنجد ما تقر له الأعين..
وعندما مددت يدي لثمرتي المتدلية من تحت تلك الشجرة التي تدلت بظلالها بجوار تلكم العيون، رأيتُ وسط العين طيف ابنتي يناديني..
أبتاه..
أما آن الآوان لتكرمني بنظرة مني إليك..
أبتاه..
أنا أريد رؤيتك ولو للحظات، فهل تأتي إليّ ولو في طيف حلم عابر، أو في تلبس شيطان ماكر، أم تراك ترمي بثمرتكِ وسط وجهي لتصفعني بها كما قد صفعني رحيلك باليتم الذي ألبسني الذلة والقهر؟.
لم يعطِ ابنته بالاً، كانت وقحة في لفظتها الأخيرة، أشاح بوجهه للجهة الأخرى لينعم بالنظر إلى تلكم الحوريات إلى نعيمه، وخضرة الأرض، أو صفرتها وهي مكسوة بالزعفران..
عاد له النداء من جديد..
أبتاه..
أستميحك العذر ففقدك لم يذقني من اليتم شيئا ، لا ولا لقيت لا ذلا ولا قهرا..
أبتاه فقط كلمني
أبتاه أنا هي طفلتك ابنة العام التي تركتها ولم تشهد حتى حفل ميلادها الأول بل كان الحفل يصادف يوم السابع لرحيلك لهذه الدارالآخرة، هل نسيتني؟..
أبتاه..
أنا اليوم في بعد اثنين وعشرين عاما أشتاق لك وحرار شوقي تظمئوني لرؤياك..
أبتاه..
قد نجحت وتخرجت، وداعبت أحلامي طيف أن أحمل الشهادة إليك لتنظر إليها فتبتسم ولو في الحلم، كحال زميلاتي ولأني اجتهدت جدا علّي أراك تبتسم لي..
أبتاه ما تحقق حلمي!
حتى قبرك وضعوا بيني وبينه حاجزا، ذاك الذي كنتُ أكتب اسمي عليه ثم أرشه بالماء،وأنا أتخيل أنك تكتب اسمي على شغاف قلبك لترشه بماء الورد، مع قبلة منك لجبيني الذي ما ذاق قبلة واحدة ا منك منذ أكثر من عشرين عام
أبتاه هل ستلتفت إليّ، يضطرم قلبي لهيبا في اشتياقه هل ستعطف عليّ؟.
أدركَ أنه لا مفر من جوابها إذ تمادت في النداء دون ياس..
أدركَ أنه لا مفر من جوابها إذ تمادت في النداء دون ياس، هنا ذهب لأحد قصوره تاركا إياها دون جواب أبدا..
ذرفت عينها دموع الحسرة، وما أوفر دموع الأيتام، نزف جراح لشهيد أم طوفان لنوح يعود من جديد..
لم تأبه به كذبت حبها له قالت إنه حب أبوي زائف،وآآآآآآآآآآه ما أقساه من أب!
اتهموها بالجنون..
فقالت : ما قيمة الحب ما لم يرعه الطرفان، ما قيمة حب من طرف واحد إن هو إلا خداع في خداع وعذاب ما فوقه عذاب!
رآها طيف آخر..
سألها عن حزنها فأجابته وليتها لم تجبه!!
الطيف: مابكِ هذا سؤاله لها
الفتاة: أريد رؤية أبي
الطيف: إذن سلي الله أن يريك إياه
الفتاة: قد فعلت
الطيف: إذن انتظري الإجابة وعليك بالدعاء
الفتاة: قد دعوت،أعلم أنه هو من لا يريد رؤياي
الطيف: بل يريد
الفتاة: أعلم علم اليقين أنه لا يريد هو أبي لكنه لا يحبني
الطيف معاتبا: وهل هناك من لا يحب ابنته!!
أطرقت رأسها أرضا، علمت أنه مثل أبيها، بل ليس مثله لكنه ليس في صفها بل ضدها حتما،زعمت له أنها لا تحب أباها أبدا لكنه قطعا لم يصدقها.
أما الحقيقة فنتيجة صد المحبوب أمران:
إما أن تزداد محبته أو أن يمحو الله حبه من القلب إلى غير رجعة ثم تنقلب تلقائيا لكره هذه جبلة الإنسان العزيز النفس.
لكنه أب وواجب حبه فما الحل، وكرهه حرام؟.
مالت إليه ترجوه من جديد، لكن أباها رؤف بها هذه المرة فألقمها حجرا أشجاها
حاولت انتزاع ذلك الحجر المستعرض في حلقها لم تستطع نزفت دماء الغصة لقسوة قلبه وغلظته واحتقرت نفسها وهي مهانة حقيرة عند من أحبته من صميمها..
ياااااااااه ألهذا الحد تكون قسوة الآباء؟.
أم أني من الأشقياء؟.
أم رحمة من السماء أنه مات، إذ قطعا لن أطيق معه الحياة..
بلعت حسرتها الدامية..
فعاد الطيف من جديد لكنها هذه المرة خرساء
الطيف: أنانية أنتِ،هكذا فقط لا تفكرين إلا في نفسكِ، في أبيكِ وكراهيته لكِ، أنتِ مجنونة دون عقل هكذا قول كل من يرااكِ، لا أب في الوجود يقسو على ابنته افهمي هذا يا فتاة وإلا لن أكلمك أبدا وسأقتلكِ.
لم تنطق ولم ترد جوابا ما كان الطيف يتيما ليفهم اليتم بحقيقته هذا ما بررته له، لكنها صعقت إذ علمت انه عانى الأمر منها إذ كان سجينا سياسيا أذاقته الدنيا كاسات المرارة بأبشع صورة فهان اليتم عنده، ذكر لها نزرا يسيرا مما رأى، فإذا بالحجر يصبح هشيما تذروه الرياح، نسيت أباها بل تناسته حياء من الطيف ومصائبه، وجفت دموعها عليه لتنهمر على حال أمة يتيمة عاشت الضياع أمة إسلامية أبوها غائب لا يستطيع رد جوابها يمنعه أمر الله..
لم تجد ملاذا إلا في صدر هذا المؤمل جلست تبثه همها ترى أيها الأب المولى كيف تصبر أن ترى أمّتك تبكي دون إجابة!
عندها فهمت اليتيمة أن لا جرم لوالدها في عدم جوابها إنما هو أمر الله أيضا ولكل أجل كتاب..
بعد أن فهمتْ ذلك عاد الطيف مهدئا ناصحا قائلا:
اعتبريني أبوكِ يا ابنتي..
كلنا نذوق مرارات الدنيا ومنها نخرج أبطالاً صامدين صابرين لا تهزهزنا المخاطر ولا تعوقنا الحواجز
يا ابنتي..
ليس لنا في الدنيا ذخر للآخرة إلا التقوى والعمل بالعلم،ابحثي عن العلم النافع وانشريه، علمي من حولك مما علمكِ الله
اخلقي مجتمعا واعيا رساليا لتمهدي ليوم الظهور.
ابنتي ..
كوني محمدا كما كان محمد، انشري الخلق الحسن بحسن خلقك.
ليس اليتم عقبة أبدا إنما هو محض أوهام ووسواس تحبط من عزيمتك، كلنا بحاجة لأبينا المولى" عج" ، وكل الدنى ترتقب خروجه فهلاّ كنا من الممهدين ليوم الخروج؟
إلهي عظم البلاء وبرح الخفاء فرج لنا بالمرتضى وغريب عرصة نينوى
لك خالص شكري أيها الطيف العابر في حياة الزمن المرّ
~~~ تمت ~~~
قصة جديدة أتمنى أن تعجبكم
بذلت فيها جهدي وأهديها لقرائي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,
أثارتني دموعكِ من غفوتي،كنت نائما بهناء وراحة شديدتين،أرفل في النعيم، أتقلب على السندس والإستبرق الناعمين،أتطلع لأرواح ملائكية تقرئوني السلام كل حين لنقول" سبحانك اللهم" فنجد ما تقر له الأعين..
وعندما مددت يدي لثمرتي المتدلية من تحت تلك الشجرة التي تدلت بظلالها بجوار تلكم العيون، رأيتُ وسط العين طيف ابنتي يناديني..
أبتاه..
أما آن الآوان لتكرمني بنظرة مني إليك..
أبتاه..
أنا أريد رؤيتك ولو للحظات، فهل تأتي إليّ ولو في طيف حلم عابر، أو في تلبس شيطان ماكر، أم تراك ترمي بثمرتكِ وسط وجهي لتصفعني بها كما قد صفعني رحيلك باليتم الذي ألبسني الذلة والقهر؟.
لم يعطِ ابنته بالاً، كانت وقحة في لفظتها الأخيرة، أشاح بوجهه للجهة الأخرى لينعم بالنظر إلى تلكم الحوريات إلى نعيمه، وخضرة الأرض، أو صفرتها وهي مكسوة بالزعفران..
عاد له النداء من جديد..
أبتاه..
أستميحك العذر ففقدك لم يذقني من اليتم شيئا ، لا ولا لقيت لا ذلا ولا قهرا..
أبتاه فقط كلمني
أبتاه أنا هي طفلتك ابنة العام التي تركتها ولم تشهد حتى حفل ميلادها الأول بل كان الحفل يصادف يوم السابع لرحيلك لهذه الدارالآخرة، هل نسيتني؟..
أبتاه..
أنا اليوم في بعد اثنين وعشرين عاما أشتاق لك وحرار شوقي تظمئوني لرؤياك..
أبتاه..
قد نجحت وتخرجت، وداعبت أحلامي طيف أن أحمل الشهادة إليك لتنظر إليها فتبتسم ولو في الحلم، كحال زميلاتي ولأني اجتهدت جدا علّي أراك تبتسم لي..
أبتاه ما تحقق حلمي!
حتى قبرك وضعوا بيني وبينه حاجزا، ذاك الذي كنتُ أكتب اسمي عليه ثم أرشه بالماء،وأنا أتخيل أنك تكتب اسمي على شغاف قلبك لترشه بماء الورد، مع قبلة منك لجبيني الذي ما ذاق قبلة واحدة ا منك منذ أكثر من عشرين عام
أبتاه هل ستلتفت إليّ، يضطرم قلبي لهيبا في اشتياقه هل ستعطف عليّ؟.
أدركَ أنه لا مفر من جوابها إذ تمادت في النداء دون ياس..
أدركَ أنه لا مفر من جوابها إذ تمادت في النداء دون ياس، هنا ذهب لأحد قصوره تاركا إياها دون جواب أبدا..
ذرفت عينها دموع الحسرة، وما أوفر دموع الأيتام، نزف جراح لشهيد أم طوفان لنوح يعود من جديد..
لم تأبه به كذبت حبها له قالت إنه حب أبوي زائف،وآآآآآآآآآآه ما أقساه من أب!
اتهموها بالجنون..
فقالت : ما قيمة الحب ما لم يرعه الطرفان، ما قيمة حب من طرف واحد إن هو إلا خداع في خداع وعذاب ما فوقه عذاب!
رآها طيف آخر..
سألها عن حزنها فأجابته وليتها لم تجبه!!
الطيف: مابكِ هذا سؤاله لها
الفتاة: أريد رؤية أبي
الطيف: إذن سلي الله أن يريك إياه
الفتاة: قد فعلت
الطيف: إذن انتظري الإجابة وعليك بالدعاء
الفتاة: قد دعوت،أعلم أنه هو من لا يريد رؤياي
الطيف: بل يريد
الفتاة: أعلم علم اليقين أنه لا يريد هو أبي لكنه لا يحبني
الطيف معاتبا: وهل هناك من لا يحب ابنته!!
أطرقت رأسها أرضا، علمت أنه مثل أبيها، بل ليس مثله لكنه ليس في صفها بل ضدها حتما،زعمت له أنها لا تحب أباها أبدا لكنه قطعا لم يصدقها.
أما الحقيقة فنتيجة صد المحبوب أمران:
إما أن تزداد محبته أو أن يمحو الله حبه من القلب إلى غير رجعة ثم تنقلب تلقائيا لكره هذه جبلة الإنسان العزيز النفس.
لكنه أب وواجب حبه فما الحل، وكرهه حرام؟.
مالت إليه ترجوه من جديد، لكن أباها رؤف بها هذه المرة فألقمها حجرا أشجاها
حاولت انتزاع ذلك الحجر المستعرض في حلقها لم تستطع نزفت دماء الغصة لقسوة قلبه وغلظته واحتقرت نفسها وهي مهانة حقيرة عند من أحبته من صميمها..
ياااااااااه ألهذا الحد تكون قسوة الآباء؟.
أم أني من الأشقياء؟.
أم رحمة من السماء أنه مات، إذ قطعا لن أطيق معه الحياة..
بلعت حسرتها الدامية..
فعاد الطيف من جديد لكنها هذه المرة خرساء
الطيف: أنانية أنتِ،هكذا فقط لا تفكرين إلا في نفسكِ، في أبيكِ وكراهيته لكِ، أنتِ مجنونة دون عقل هكذا قول كل من يرااكِ، لا أب في الوجود يقسو على ابنته افهمي هذا يا فتاة وإلا لن أكلمك أبدا وسأقتلكِ.
لم تنطق ولم ترد جوابا ما كان الطيف يتيما ليفهم اليتم بحقيقته هذا ما بررته له، لكنها صعقت إذ علمت انه عانى الأمر منها إذ كان سجينا سياسيا أذاقته الدنيا كاسات المرارة بأبشع صورة فهان اليتم عنده، ذكر لها نزرا يسيرا مما رأى، فإذا بالحجر يصبح هشيما تذروه الرياح، نسيت أباها بل تناسته حياء من الطيف ومصائبه، وجفت دموعها عليه لتنهمر على حال أمة يتيمة عاشت الضياع أمة إسلامية أبوها غائب لا يستطيع رد جوابها يمنعه أمر الله..
لم تجد ملاذا إلا في صدر هذا المؤمل جلست تبثه همها ترى أيها الأب المولى كيف تصبر أن ترى أمّتك تبكي دون إجابة!
عندها فهمت اليتيمة أن لا جرم لوالدها في عدم جوابها إنما هو أمر الله أيضا ولكل أجل كتاب..
بعد أن فهمتْ ذلك عاد الطيف مهدئا ناصحا قائلا:
اعتبريني أبوكِ يا ابنتي..
كلنا نذوق مرارات الدنيا ومنها نخرج أبطالاً صامدين صابرين لا تهزهزنا المخاطر ولا تعوقنا الحواجز
يا ابنتي..
ليس لنا في الدنيا ذخر للآخرة إلا التقوى والعمل بالعلم،ابحثي عن العلم النافع وانشريه، علمي من حولك مما علمكِ الله
اخلقي مجتمعا واعيا رساليا لتمهدي ليوم الظهور.
ابنتي ..
كوني محمدا كما كان محمد، انشري الخلق الحسن بحسن خلقك.
ليس اليتم عقبة أبدا إنما هو محض أوهام ووسواس تحبط من عزيمتك، كلنا بحاجة لأبينا المولى" عج" ، وكل الدنى ترتقب خروجه فهلاّ كنا من الممهدين ليوم الخروج؟
إلهي عظم البلاء وبرح الخفاء فرج لنا بالمرتضى وغريب عرصة نينوى
لك خالص شكري أيها الطيف العابر في حياة الزمن المرّ
~~~ تمت ~~~
الكاتب :نضال حسين الهاشم
تعليق