بسم الله الرحمن الرحيم
تم اقتباس هذا الموضوع من موضوع طرحه الأخ مدن في منتدى القطيف تحت هذا العنوان : جمعية أهل السنة بأمريكا تحكم على الوهابية بالضلال ...
خلاصة المقالة في الرد على أهل الضلالة
sunah.org
تجميع وترتيب جمعية السنة في امريكا
1998
قال (ص):
إنَّ أمَّتي لا تجتمع على ضلالة
فإذا رأيتم اختلافاً فعليكم بالسواد الأعظم
ابن ماجه عن أنس - حـ 3940 - الفتن
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا ومولانا وحبيبنا وشفيعنا يوم الدين محمد وآله وصحبه أجمعين
فقد قال رسول الله وهو الصادق المصدوق "إن أمتي لا تجتمع على ضلالة، فإذا رأيتم إختلافا فعليكم بالسواد الأعظم"
لقد ابتلي الإسلام والمسلمون في زماننا هذا بأقوام تدَّعي التمسك بالكتاب والسنة، والأخذ منهما مباشرة دون حاجة الى علم عالم أوفقه فقيه، أو الرجوع حتى الى أقوال السلف الصالح، بما فيهم أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الذين هم خير الورى بعد الرسل والأنبياء، و أعلم هذه الأمَّة اطلاقاً بكتاب الله وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، وليس كما يزعم الضَّالون المضلون، هم رجالٌ ونحن رجال.
ليس الثرى كالثُرَيا، وليس الدُرُّ كالبَعْر.
وليتهم وقفوا عند هذا الحد، بل زعموا ان مذهبهم هذا هو عين الكتاب والسنة، وجوهرهما، وأن من خالفه فهو من اهل البدع والضلالة، بل ويصل الحد الى تكفيره، وان كان من أهل القبلة، يشهد أن لا إله إلا ألله محمد رسول الله.
إعلم، ان هذا الدين لايؤخذ عن كل من هب ودب، أنما يؤخذ عن العلماء بكتاب الله وسنة رسوله، الذين هم ورثة الانبياء. كما جاء في السنة المطهرة، ولهم علامات بها يعرفون، ومزايا تميزهم عن عامة الناس، سنأتي على ذكرها في موضعها إن شاء الله. وكما أرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، في حديثه الشريف: (( إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم)). وفي رواية (( العلم دين والصلاة دين فانظروا ممن تأخذون هذا العلم وكيف تصلون هذه الصلاة فانكم مسؤولون يوم القيامة.))
فالعلم هنا هو العلم بكتاب الله وسنة رسوله، والبيان واضح في وجوب أخذه عن أهله وهم الأئمة والسلف الصالح وائمة هذه الأمة وعلمائها المجمع على جلالتهم وعلو قدرهم، فاقتفاء أثرهم واجب، كما جاء في قوله تعالى: [ومن يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و نصله جهنم و ساءت مصيرا]
مصدر الفتن
محمد بن عبد الوهّاب من بني تميم. عاش قرابة مئة عام حتى انتشر عنه ضلاله. ولد سنة 1111 وتوفِّي سنة 1206. قام بحلف ديني - عسكري مع محمد بن سعود، امير الدرعية من امراء المشرق الذي قام بنصرته ونشر دعوته وهو من بني حنيفة (قوم مسيلمة الكذّاب) ولما مات قام بها ولده عبد العزيز ثم عبدالله.
حاربوا المسلمين في الجزيرة العربية بمساعدة الإنكليز وسموا دولتهم الجزيرة العربية السعودية نسباً لآل سعود. والى يومنا يتجدد الحلف بين آل سعود (مسؤولين عن ادارة الدولة) وآل شيخ (مسؤولين عن الدين).
وبعد اكتشاف البترول في الجزيرة العربية وتوفر الاموال الهائلة، قاموا بطباعة الكتب والتفاسير التي تلائم مذهبهم وتصديرها للخارج مجاناً. كما قاموا بترميم وبناء المساجد في البلاد العربية التي تتقيد بالمذهب الوهابي، ومنح دراسية لطلاب الدين. فبذلك انتشر ضلالهم بين العوام بدون معرفة هؤلاء أنَّ مشايخهم وكتبهم وعلمائهم مسيّرون تحت التوجّه الوهابي.
من افعاله وتابعيه:
حاربوا اهل مكة ابتداءً من سنة 1205 هـ .
نزلوا في الطائف سنة 1217 هـ. وقتلوا اهلها ونهبوا اموالهم وهدموا مسجد عبد الله بن عباس
كانوا يأمرون كل من إتّبعهم ان يحلق رأسه، رجالاً ونساءً
منعوا الصلاة عليه r على المنابر بعد الآذان. وفي قصة ان رجل صالح مؤذِّن كان اعمى وصلّى على النبي بعد الآذان بعد ان كان قد منع من ذلك، فأتوا به الى ابن عبد الوهّاب فأمر أن يُقتَل، فَقُتِل
هدم القِبَبْ التي على قبور الصحابة والأولياء
نهبوا حجرة الرسول وأخذوا ما فيها من نفائس
صاروا يصنعون للكعبة المعظمة ثوباً من العباء القيلان الأسود
فاسئلوا أهْلَ الذكْرِ إن كـنْتم لا تعلمون
النحل 43
إنَّ الجاهل لا يستبد برأيه، بل يجب عليه أن يسئل أهل العلم وقال r
ألا سألوا إذ لم يعلموا، فإنما شفاء العي السؤال
سنن أبي داود 284
خصال الإمام
أجمعت العلماء قاطبة على أنه لا يجوز لأحد أن يكون إماماً في الدين والمذهب المستقيم حتى يكون جامعاً هذه الخصال، وهي:
ان يكون حافظاً للغات العرب واختلافها ومعاني أشعارها واصنافها
ان يكون عالماً فقيهاً وحافظاً للإعراب وانواعه والإختلاف
ان يكون عالماً بكتاب الله، حافظاً له ولاختلاف قرائته واختلاف القرّاء فيها
ان يكون عالماً بتفسيره ومحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه وقصصه
ان يكون عالماً بأحاديث الرسول r، مميِّزاً بين صحيحها وسقيمها ومتصلها ومنقطعها ومراسيلها ومسانيدِها ومشاهيرها واحاديث الصحابة موقوفها ومسندها
ان يكون ورعاً صائناً لنفسه صدوقا ذو ثقة، يبني مذهبه ودينه على كتاب الله وسنة رسوله r
فإذا جمع هذه الخصال، فحينئذ يجوز ان يكون إماماً وجاز أن يقلد ويجتهد في دينه وفتاويه. واذا لم يكن جامعاً لهذه الخصال أو أخلَّ بواحدة منها كان ناقصاً ولم يجز ان يكون اماما وان يقلِّده الناس (قاله الامام ابو بكر الهروي). فمن لم يكن إماماً، عليه ان يقتدي بمن هو بهذه الخصال المذكورة.
تصنيف المسلم
الناس في الدين على قسمين: مقلد ومجتهد
لذلك فرض على من ليس بمجتهد ان يسئل ويقلد
وقال ابن القيِّم في اعلام الموقعين: لا يجوز لأحد ان يأخذ من الكتاب والسنة ما لم يجتمع فيه شروط الإجتهاد.
وعندما سؤِلَ الامام احمد بن حنبل، اذا حَفَظَ الرجل ماية ألف حديث هل يكون فقيهاً؟ قال لا فما زال السائل يزيد العدد حتى قال فأربع ماية الف، فقال الامام نعم.
عن ابن عمر انه r قال:
أخوف ما أخاف على أمَّتي رجُلٌ يتأول القرآن في غير موضعه
تحليل المذهب الوهابي
اهداف المذهب
زعم محمد بن عبد الوهاب ان مراده اخلاص التوحيد والتبري من الشرك، وانَّ الناس كانوا على شرك منذ 600 سنة فاستحل دمائهم واموالهم وفرض على المسلمين تجديد الشهادة. فمفهوم التوحيد عند ابن عبد الوهاب هو ان نرمي بالشرك كل من:
استغاث برسول الله r
ناداه r
سأله الشفاعة
زار قبره الشريف r او غيره من الانبياء وكذلك الأولياء والصالحين
إثباته
حمل قوله تعالى حكاية المشركين في عبادة الأصنام ]ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى{. فإنَّ المشركين ما اعتقدوا في الأصنام أنها تخلق شيئاً بل يعتقدون أنَّ الخالق هو الله تعالى بدليل قوله تعالى ]ولئن سألتهم من خلقهم ليقولُنَّ الله{ ]ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله{. فلذلك من استغاث، نادى، سأل الشفاعة او زار قبر النبي r او غيره من الأنبياء والأولياء والصالحين فهم كالمشركين، وقد حكم الله عليهم بالكفر والاشراك لإستخدامهم الوسائط - ليقربونا الى الله زلفى.
نقطة الخلاف مفهوم معنى الشرك
اعتمد الوهابيون في تكفيرهم للمسلمين على الإجتهاد والإستنباط والتفسير باستخدامهم الرأي على خلاف تفسير الصحيح المروي في الصحاح وخالفوا وشذوا عن الجماعة. فقال النجدي انَّ الشرك قد شاع في هذا الزمن وذاع والأمر آل الى ما وعد الله ]وما يؤمن اكثرهم بالله إلا وهم مشركون{ يونس 106
فأجاب اهل السنة، انَّ هذه الآية تدلُّ عن وعد في الإستقبال وليس بيان الحال، كما أنَّ المراد بـ (يؤمن) في هذه الآية هو قول خالقية الله تعالى. فحال المشركين من قريش أنهم كانوا على معرفة من انَّ الله هو الخالق وعلى رغم من ذلك كانوا يشركوا في عبادته. ]ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولنَّ الله{ الزمر 38
عن ابن عباس في تفسير هذه الآية - فذلك إيمانهم وهم يعبدون غيره، فذلك شركهم {أخرجه البخاري وغيره].
صرَّح علماء اهل السنّة في كتب العقائد ان الشرك هو إثبات الشريك في الألوهية اما بمعنى وجوب كالمجوس او بمعنى العبادة كعبدة الأصنام فمدار الشرك وركنه هو اعتقاد تعدد الآله، كما انَّ التوحيد إعتقاد وحدة الإله.
قال الله تعالى ]وما امِروا الا ليعبدوا إلـهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عمَّا يشركون{ التوبة 31 و ]ء إلـه مع الله تعالى الله عمّا يشركون{ النمل 63 و ]أم لهم إلـه غير الله سبحان الله عمّا يشركون{ الطور 43
وكان شرك العرب هو هذا، كما حكى الله بلسانهم ]أجعل الآلهة إلـهاً واحداً أن هذا لشيء عجاب{ ص 5
وروى ابن جرير لمَّا نزلت بالمدينة ]إلـهكم إلـهٌ واحد{ الكهف 110 وسمعها كفّار مكة، تعجَّبوا وقالوا كيف يسع الناس إلـهٌ واحدٌ وأنَّ محمد يقول إلـهكم واحد؟
فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه
فوكزه موسى فقضى عليه
القصص 15
الاستغاثة
وهي طلب الغوث. والاستغاثة بالنبي هي نوع من التوسّل. وهو ان يقال إستغثت الله تعالى بالنبي r وقد يحذف المفعول به، فيقال: استغثت بالنبي r.
قال ابو بكر(ر) قوموا نستغيث برسول الله r من هذا المنافق، فقال رسول الله r انه لا يُستغاث بي إنما يستغاث بالله عز وجل. [معجم الكبير للطبراني]
فمعناه أي أنا وإن استغيث بي، فالمستغاث به في الحقيقة هو الله تعالى. فقد قام r.بتوضيح قول ابي بكر ولم ينكره عليه.
وفي مثل آخر، قول r.لعلي(ر): (لأن يهدي الله بك رجلا واحدا)، فسلك الأدب في نسبة الهداية الى الله تعالى وقد قال تعالى (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا) فنسب الهداية اليهم.
هؤلاء إن كانوا يمنعون الاستغاثة من حيث أنَّها استغاثة بغير الله ويجعلونها شركاً، فاستغاثة الرجل بمن يعينه في بعض شؤونه ش رك، واستغاثة الملك بجيشه شرك وطلب المريض للطبيب شرك!
فإن قالوا إنَّ الاستغاثة والتوسل بالأموات شرك دون الأحياء، قلنا لهم، لا معنى لأن يكون طلب الفعل من غير الله شركاً تارة وغير شرك تارة أخرى، فإنّ فيه نسبة الفعل لغير الله على كل حال. والاستغاثة بالأحياء اقرب الى الشرك منه بالأموات، لانها اقرب الى اعتقاد تأثيرهم في الاعطاء والمنع بمقتضى الحس والمشاهدة.
وفي ثبوت حياة الأرواح وبقائها بعد مفارقة الأجسام، منادات النبي r لرؤساء قريش في بدر -بعد مقتلهم-
حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرَكَ قَتْلَى بَدْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى جَيَّفُوا ثُمَّ أَتَاهُمْ فَقَامَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ يَا أُمَيَّةُ بْنَ خَلَفٍ يَا أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ يَا عُتْبَةُ بْنَ رَبِيعَةَ يَا شَيْبَةُ بْنَ رَبِيعَةَ هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمْ رَبُّكُمْ حَقًّا فَإِنِّي قَدْ وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّا قَالَ فَسَمِعَ عُمَرُ صَوْتَهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُنَادِيهِمْ بَعْدَ ثَلَاثٍ وَهَلْ يَسْمَعُونَ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ( إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى ) فَقَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ مِنْهُمْ وَلَكِنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُجِيبُوا [مسند احمد 13551]
ذكر ابن كثير أن شعار الصحابة رضوان الله عليهم يوم اليمامة (وامحمَّداه) وكان r.قد توفّي.
الخلاصة: إنَّ المستغيث لا يكفر إلا إذا اعتقد الخلق والإجاد لغير الله تعالى، والتفرقة بين الميت والحي لا معنى لها.
وامحمَّداه
شعار الصحابة رضوان الله عليهم يوم اليمامة -ذكره ابن كثير
في المنادات والتوسل
تم اقتباس هذا الموضوع من موضوع طرحه الأخ مدن في منتدى القطيف تحت هذا العنوان : جمعية أهل السنة بأمريكا تحكم على الوهابية بالضلال ...
خلاصة المقالة في الرد على أهل الضلالة
sunah.org
تجميع وترتيب جمعية السنة في امريكا
1998
قال (ص):
إنَّ أمَّتي لا تجتمع على ضلالة
فإذا رأيتم اختلافاً فعليكم بالسواد الأعظم
ابن ماجه عن أنس - حـ 3940 - الفتن
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا ومولانا وحبيبنا وشفيعنا يوم الدين محمد وآله وصحبه أجمعين
فقد قال رسول الله وهو الصادق المصدوق "إن أمتي لا تجتمع على ضلالة، فإذا رأيتم إختلافا فعليكم بالسواد الأعظم"
لقد ابتلي الإسلام والمسلمون في زماننا هذا بأقوام تدَّعي التمسك بالكتاب والسنة، والأخذ منهما مباشرة دون حاجة الى علم عالم أوفقه فقيه، أو الرجوع حتى الى أقوال السلف الصالح، بما فيهم أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الذين هم خير الورى بعد الرسل والأنبياء، و أعلم هذه الأمَّة اطلاقاً بكتاب الله وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، وليس كما يزعم الضَّالون المضلون، هم رجالٌ ونحن رجال.
ليس الثرى كالثُرَيا، وليس الدُرُّ كالبَعْر.
وليتهم وقفوا عند هذا الحد، بل زعموا ان مذهبهم هذا هو عين الكتاب والسنة، وجوهرهما، وأن من خالفه فهو من اهل البدع والضلالة، بل ويصل الحد الى تكفيره، وان كان من أهل القبلة، يشهد أن لا إله إلا ألله محمد رسول الله.
إعلم، ان هذا الدين لايؤخذ عن كل من هب ودب، أنما يؤخذ عن العلماء بكتاب الله وسنة رسوله، الذين هم ورثة الانبياء. كما جاء في السنة المطهرة، ولهم علامات بها يعرفون، ومزايا تميزهم عن عامة الناس، سنأتي على ذكرها في موضعها إن شاء الله. وكما أرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، في حديثه الشريف: (( إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم)). وفي رواية (( العلم دين والصلاة دين فانظروا ممن تأخذون هذا العلم وكيف تصلون هذه الصلاة فانكم مسؤولون يوم القيامة.))
فالعلم هنا هو العلم بكتاب الله وسنة رسوله، والبيان واضح في وجوب أخذه عن أهله وهم الأئمة والسلف الصالح وائمة هذه الأمة وعلمائها المجمع على جلالتهم وعلو قدرهم، فاقتفاء أثرهم واجب، كما جاء في قوله تعالى: [ومن يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و نصله جهنم و ساءت مصيرا]
مصدر الفتن
محمد بن عبد الوهّاب من بني تميم. عاش قرابة مئة عام حتى انتشر عنه ضلاله. ولد سنة 1111 وتوفِّي سنة 1206. قام بحلف ديني - عسكري مع محمد بن سعود، امير الدرعية من امراء المشرق الذي قام بنصرته ونشر دعوته وهو من بني حنيفة (قوم مسيلمة الكذّاب) ولما مات قام بها ولده عبد العزيز ثم عبدالله.
حاربوا المسلمين في الجزيرة العربية بمساعدة الإنكليز وسموا دولتهم الجزيرة العربية السعودية نسباً لآل سعود. والى يومنا يتجدد الحلف بين آل سعود (مسؤولين عن ادارة الدولة) وآل شيخ (مسؤولين عن الدين).
وبعد اكتشاف البترول في الجزيرة العربية وتوفر الاموال الهائلة، قاموا بطباعة الكتب والتفاسير التي تلائم مذهبهم وتصديرها للخارج مجاناً. كما قاموا بترميم وبناء المساجد في البلاد العربية التي تتقيد بالمذهب الوهابي، ومنح دراسية لطلاب الدين. فبذلك انتشر ضلالهم بين العوام بدون معرفة هؤلاء أنَّ مشايخهم وكتبهم وعلمائهم مسيّرون تحت التوجّه الوهابي.
من افعاله وتابعيه:
حاربوا اهل مكة ابتداءً من سنة 1205 هـ .
نزلوا في الطائف سنة 1217 هـ. وقتلوا اهلها ونهبوا اموالهم وهدموا مسجد عبد الله بن عباس
كانوا يأمرون كل من إتّبعهم ان يحلق رأسه، رجالاً ونساءً
منعوا الصلاة عليه r على المنابر بعد الآذان. وفي قصة ان رجل صالح مؤذِّن كان اعمى وصلّى على النبي بعد الآذان بعد ان كان قد منع من ذلك، فأتوا به الى ابن عبد الوهّاب فأمر أن يُقتَل، فَقُتِل
هدم القِبَبْ التي على قبور الصحابة والأولياء
نهبوا حجرة الرسول وأخذوا ما فيها من نفائس
صاروا يصنعون للكعبة المعظمة ثوباً من العباء القيلان الأسود
فاسئلوا أهْلَ الذكْرِ إن كـنْتم لا تعلمون
النحل 43
إنَّ الجاهل لا يستبد برأيه، بل يجب عليه أن يسئل أهل العلم وقال r
ألا سألوا إذ لم يعلموا، فإنما شفاء العي السؤال
سنن أبي داود 284
خصال الإمام
أجمعت العلماء قاطبة على أنه لا يجوز لأحد أن يكون إماماً في الدين والمذهب المستقيم حتى يكون جامعاً هذه الخصال، وهي:
ان يكون حافظاً للغات العرب واختلافها ومعاني أشعارها واصنافها
ان يكون عالماً فقيهاً وحافظاً للإعراب وانواعه والإختلاف
ان يكون عالماً بكتاب الله، حافظاً له ولاختلاف قرائته واختلاف القرّاء فيها
ان يكون عالماً بتفسيره ومحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه وقصصه
ان يكون عالماً بأحاديث الرسول r، مميِّزاً بين صحيحها وسقيمها ومتصلها ومنقطعها ومراسيلها ومسانيدِها ومشاهيرها واحاديث الصحابة موقوفها ومسندها
ان يكون ورعاً صائناً لنفسه صدوقا ذو ثقة، يبني مذهبه ودينه على كتاب الله وسنة رسوله r
فإذا جمع هذه الخصال، فحينئذ يجوز ان يكون إماماً وجاز أن يقلد ويجتهد في دينه وفتاويه. واذا لم يكن جامعاً لهذه الخصال أو أخلَّ بواحدة منها كان ناقصاً ولم يجز ان يكون اماما وان يقلِّده الناس (قاله الامام ابو بكر الهروي). فمن لم يكن إماماً، عليه ان يقتدي بمن هو بهذه الخصال المذكورة.
تصنيف المسلم
الناس في الدين على قسمين: مقلد ومجتهد
لذلك فرض على من ليس بمجتهد ان يسئل ويقلد
وقال ابن القيِّم في اعلام الموقعين: لا يجوز لأحد ان يأخذ من الكتاب والسنة ما لم يجتمع فيه شروط الإجتهاد.
وعندما سؤِلَ الامام احمد بن حنبل، اذا حَفَظَ الرجل ماية ألف حديث هل يكون فقيهاً؟ قال لا فما زال السائل يزيد العدد حتى قال فأربع ماية الف، فقال الامام نعم.
عن ابن عمر انه r قال:
أخوف ما أخاف على أمَّتي رجُلٌ يتأول القرآن في غير موضعه
تحليل المذهب الوهابي
اهداف المذهب
زعم محمد بن عبد الوهاب ان مراده اخلاص التوحيد والتبري من الشرك، وانَّ الناس كانوا على شرك منذ 600 سنة فاستحل دمائهم واموالهم وفرض على المسلمين تجديد الشهادة. فمفهوم التوحيد عند ابن عبد الوهاب هو ان نرمي بالشرك كل من:
استغاث برسول الله r
ناداه r
سأله الشفاعة
زار قبره الشريف r او غيره من الانبياء وكذلك الأولياء والصالحين
إثباته
حمل قوله تعالى حكاية المشركين في عبادة الأصنام ]ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى{. فإنَّ المشركين ما اعتقدوا في الأصنام أنها تخلق شيئاً بل يعتقدون أنَّ الخالق هو الله تعالى بدليل قوله تعالى ]ولئن سألتهم من خلقهم ليقولُنَّ الله{ ]ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله{. فلذلك من استغاث، نادى، سأل الشفاعة او زار قبر النبي r او غيره من الأنبياء والأولياء والصالحين فهم كالمشركين، وقد حكم الله عليهم بالكفر والاشراك لإستخدامهم الوسائط - ليقربونا الى الله زلفى.
نقطة الخلاف مفهوم معنى الشرك
اعتمد الوهابيون في تكفيرهم للمسلمين على الإجتهاد والإستنباط والتفسير باستخدامهم الرأي على خلاف تفسير الصحيح المروي في الصحاح وخالفوا وشذوا عن الجماعة. فقال النجدي انَّ الشرك قد شاع في هذا الزمن وذاع والأمر آل الى ما وعد الله ]وما يؤمن اكثرهم بالله إلا وهم مشركون{ يونس 106
فأجاب اهل السنة، انَّ هذه الآية تدلُّ عن وعد في الإستقبال وليس بيان الحال، كما أنَّ المراد بـ (يؤمن) في هذه الآية هو قول خالقية الله تعالى. فحال المشركين من قريش أنهم كانوا على معرفة من انَّ الله هو الخالق وعلى رغم من ذلك كانوا يشركوا في عبادته. ]ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولنَّ الله{ الزمر 38
عن ابن عباس في تفسير هذه الآية - فذلك إيمانهم وهم يعبدون غيره، فذلك شركهم {أخرجه البخاري وغيره].
صرَّح علماء اهل السنّة في كتب العقائد ان الشرك هو إثبات الشريك في الألوهية اما بمعنى وجوب كالمجوس او بمعنى العبادة كعبدة الأصنام فمدار الشرك وركنه هو اعتقاد تعدد الآله، كما انَّ التوحيد إعتقاد وحدة الإله.
قال الله تعالى ]وما امِروا الا ليعبدوا إلـهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عمَّا يشركون{ التوبة 31 و ]ء إلـه مع الله تعالى الله عمّا يشركون{ النمل 63 و ]أم لهم إلـه غير الله سبحان الله عمّا يشركون{ الطور 43
وكان شرك العرب هو هذا، كما حكى الله بلسانهم ]أجعل الآلهة إلـهاً واحداً أن هذا لشيء عجاب{ ص 5
وروى ابن جرير لمَّا نزلت بالمدينة ]إلـهكم إلـهٌ واحد{ الكهف 110 وسمعها كفّار مكة، تعجَّبوا وقالوا كيف يسع الناس إلـهٌ واحدٌ وأنَّ محمد يقول إلـهكم واحد؟
فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه
فوكزه موسى فقضى عليه
القصص 15
الاستغاثة
وهي طلب الغوث. والاستغاثة بالنبي هي نوع من التوسّل. وهو ان يقال إستغثت الله تعالى بالنبي r وقد يحذف المفعول به، فيقال: استغثت بالنبي r.
قال ابو بكر(ر) قوموا نستغيث برسول الله r من هذا المنافق، فقال رسول الله r انه لا يُستغاث بي إنما يستغاث بالله عز وجل. [معجم الكبير للطبراني]
فمعناه أي أنا وإن استغيث بي، فالمستغاث به في الحقيقة هو الله تعالى. فقد قام r.بتوضيح قول ابي بكر ولم ينكره عليه.
وفي مثل آخر، قول r.لعلي(ر): (لأن يهدي الله بك رجلا واحدا)، فسلك الأدب في نسبة الهداية الى الله تعالى وقد قال تعالى (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا) فنسب الهداية اليهم.
هؤلاء إن كانوا يمنعون الاستغاثة من حيث أنَّها استغاثة بغير الله ويجعلونها شركاً، فاستغاثة الرجل بمن يعينه في بعض شؤونه ش رك، واستغاثة الملك بجيشه شرك وطلب المريض للطبيب شرك!
فإن قالوا إنَّ الاستغاثة والتوسل بالأموات شرك دون الأحياء، قلنا لهم، لا معنى لأن يكون طلب الفعل من غير الله شركاً تارة وغير شرك تارة أخرى، فإنّ فيه نسبة الفعل لغير الله على كل حال. والاستغاثة بالأحياء اقرب الى الشرك منه بالأموات، لانها اقرب الى اعتقاد تأثيرهم في الاعطاء والمنع بمقتضى الحس والمشاهدة.
وفي ثبوت حياة الأرواح وبقائها بعد مفارقة الأجسام، منادات النبي r لرؤساء قريش في بدر -بعد مقتلهم-
حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرَكَ قَتْلَى بَدْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى جَيَّفُوا ثُمَّ أَتَاهُمْ فَقَامَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ يَا أُمَيَّةُ بْنَ خَلَفٍ يَا أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ يَا عُتْبَةُ بْنَ رَبِيعَةَ يَا شَيْبَةُ بْنَ رَبِيعَةَ هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمْ رَبُّكُمْ حَقًّا فَإِنِّي قَدْ وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّا قَالَ فَسَمِعَ عُمَرُ صَوْتَهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُنَادِيهِمْ بَعْدَ ثَلَاثٍ وَهَلْ يَسْمَعُونَ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ( إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى ) فَقَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ مِنْهُمْ وَلَكِنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُجِيبُوا [مسند احمد 13551]
ذكر ابن كثير أن شعار الصحابة رضوان الله عليهم يوم اليمامة (وامحمَّداه) وكان r.قد توفّي.
الخلاصة: إنَّ المستغيث لا يكفر إلا إذا اعتقد الخلق والإجاد لغير الله تعالى، والتفرقة بين الميت والحي لا معنى لها.
وامحمَّداه
شعار الصحابة رضوان الله عليهم يوم اليمامة -ذكره ابن كثير
في المنادات والتوسل
تعليق