أم محمد امرأة عراقية من هذا الزمان (رجاءً إقرأ هذا المقال)
لـ قاسم الحلفي
أم محمد .. امرأة عراقية تزوجت بعد منتصف الثمانينات وأنجبت ولدان بدأت مع زوجها رحلة تكوين عائلة تعيش بسلام في هذا البلد المليء بالعجانب و المصانب كل همها سكن بسيط يأويها ويأوي عيالها.
هجمت على العراق حرب الكويت وحصارها.. زوجها موظف راتبه لا يكفي سعر بيضة دجاجة يومياً أخذت تبيع أثاث منزلها الذي جمعته في أربع سنوات مضت أملاً ببناء دار.. اشتد الحصار فترك زوجها الوظيفة ليبحث عن مهنة حرة تكفيه قوت يومه .. طاردته أجهزة الأمن الهدامي لاعادته جبراً إلى الوظيفة .. واخذوا يتنقلون من سكن إلى آخر هربا من أجهزة الأمن وبحثا عن سكن بأقل التكاليف، أصبحت أم محمد في حال صعب من العيش وأصيبت بأمراض كثيرة في القلب وغيره ولكنها بقيت صامدة .. زوجها يعمل بأكثر من عمل للبحث عن إمكانية بناء دار بسيطة .. حرمت نفسها وزوجها وأطفالها من الملبس الجديد والطعام الوفير والحاجات الكهربائية والكمالية أملاً في توفير المبلغ اللازم للبناء. وبعد سبعة عشر عاماً من الزواج حصل زوجها على فرصة عمل فيها مورد يستطيع من خلاله بن وبيت من تسكن معهم .. ازدادت الأمراض عليها .. تهدل في الشريان الاكليلي للقلب .. قرحة في القولون .. التهابات في الكبد .. ضعف عام .. وأمراض أخرى.. وهي صامدة لا تعالج نفسها إلا عندما تشتد حالتها لان لها مقولة مشهورة (علبة الدواء تساوي طابوقة ابنيها في ارضي لأبني داراً).. واشتركت العائلة في سلفتين وجمعوا ما جمعوا .. وباعوا ما باعوا من أثاث البيت ..بدأو بعد التوكل على الله بحفر أساس للبيت استوجب فرش الأساس بالحصى .. العمال طلبوا خمسين ألفاً للعمل .. زوجها لامعين له إلا الله.. لا أخ ولا صديق ..شحذت همتها و أخذت ولدها الصغير ذو الاحد عشر ربيعاً (علي) وبدأت بفرش الحصى فالتحقت بها ابنة خالها الصبية الصغيرة والتحق بها صبيان الشارع فرحاً بـ( اللمة ) وحزنا وأسفا على هذه المرأة .. أكملت فرش الأساس بالحصى فسقطت مريضة لثلاثة أيام .. لا حل لها سوى الاستمرار.. استمرت وانقطع الماء عن بغداد .. و أخذت تملأ الماء بالعبوات من مكان يبعد عن البناء مسافة كيلو متر واحد وتنقله للعمال .. زاد مرضها وتعبها وآلمها وزاد إصرارها وهي ترى الجدران ترتفع ، لم تصدق نفسها وهي ترى العمال يسقفون سطح الغرفة التي طالما حلمت بها..ومعها ملحقات بسيطة (تسمى داراً) استعاضت عن الزجاج بالنايلون وعن البلاط بفرش بقايا الطابوق المتكسر من جراء العمل وعن تأسيس الكهرباء بربط ما يمكن ربطه .. اشتد عليها المرض فتأخر البناء .. نهضت مرة أخرى رغم تحذير الأطباء من أي جهد زائد.. لكنها ترى في حياتها يوم راحة في سكن لم يكن لها حق فيه .. تعذبت من خدمة الآخرين .. أخيراً استوجب نقل ثمانية آلاف طابوقة من الأرض إلى سطح البيت ..لبناء البيتونة طلب العمال مائة ألف دينار لنقله .وهي لم يبق لديها شيء.. جمعت أولادها الاثنين ومعهم أطفال الشارع على أن تعطي لكل واحد ألف دينار لقاء مساعدتها.. استمرت بالعمل من الصباح إلى المغرب .. نقلت الطابوق إلى السطح سقت مغشية ونقلت إلى الإنعاش .. خرج العمال ليباشروا (ببناء البيتونة ) .. عند العصر اكمل العمال بناء الستارة والبيتونة أصبح الدار من الممكن السكن فيه بأدنى أدنى مستوى من الخدمة .. وكذلك عند العصر ..تأزمت حالة أم محمد وكان حولها زوجها وأولادها وأهلها .. أمسكت بيد زوجها وقالت له .. في عنقك أمانتان .. أولادي وتكملت بناء الدار.. لفظت أنفاسها وارتاحت من همها وغمها .. راضية لربها .. إلى دار الآخرة راحلة ..فهي عراقية من هذا الزمان....
http://momehhidonne.temp.powweb.com...om-mohammed.htm
لـ قاسم الحلفي
أم محمد .. امرأة عراقية تزوجت بعد منتصف الثمانينات وأنجبت ولدان بدأت مع زوجها رحلة تكوين عائلة تعيش بسلام في هذا البلد المليء بالعجانب و المصانب كل همها سكن بسيط يأويها ويأوي عيالها.
هجمت على العراق حرب الكويت وحصارها.. زوجها موظف راتبه لا يكفي سعر بيضة دجاجة يومياً أخذت تبيع أثاث منزلها الذي جمعته في أربع سنوات مضت أملاً ببناء دار.. اشتد الحصار فترك زوجها الوظيفة ليبحث عن مهنة حرة تكفيه قوت يومه .. طاردته أجهزة الأمن الهدامي لاعادته جبراً إلى الوظيفة .. واخذوا يتنقلون من سكن إلى آخر هربا من أجهزة الأمن وبحثا عن سكن بأقل التكاليف، أصبحت أم محمد في حال صعب من العيش وأصيبت بأمراض كثيرة في القلب وغيره ولكنها بقيت صامدة .. زوجها يعمل بأكثر من عمل للبحث عن إمكانية بناء دار بسيطة .. حرمت نفسها وزوجها وأطفالها من الملبس الجديد والطعام الوفير والحاجات الكهربائية والكمالية أملاً في توفير المبلغ اللازم للبناء. وبعد سبعة عشر عاماً من الزواج حصل زوجها على فرصة عمل فيها مورد يستطيع من خلاله بن وبيت من تسكن معهم .. ازدادت الأمراض عليها .. تهدل في الشريان الاكليلي للقلب .. قرحة في القولون .. التهابات في الكبد .. ضعف عام .. وأمراض أخرى.. وهي صامدة لا تعالج نفسها إلا عندما تشتد حالتها لان لها مقولة مشهورة (علبة الدواء تساوي طابوقة ابنيها في ارضي لأبني داراً).. واشتركت العائلة في سلفتين وجمعوا ما جمعوا .. وباعوا ما باعوا من أثاث البيت ..بدأو بعد التوكل على الله بحفر أساس للبيت استوجب فرش الأساس بالحصى .. العمال طلبوا خمسين ألفاً للعمل .. زوجها لامعين له إلا الله.. لا أخ ولا صديق ..شحذت همتها و أخذت ولدها الصغير ذو الاحد عشر ربيعاً (علي) وبدأت بفرش الحصى فالتحقت بها ابنة خالها الصبية الصغيرة والتحق بها صبيان الشارع فرحاً بـ( اللمة ) وحزنا وأسفا على هذه المرأة .. أكملت فرش الأساس بالحصى فسقطت مريضة لثلاثة أيام .. لا حل لها سوى الاستمرار.. استمرت وانقطع الماء عن بغداد .. و أخذت تملأ الماء بالعبوات من مكان يبعد عن البناء مسافة كيلو متر واحد وتنقله للعمال .. زاد مرضها وتعبها وآلمها وزاد إصرارها وهي ترى الجدران ترتفع ، لم تصدق نفسها وهي ترى العمال يسقفون سطح الغرفة التي طالما حلمت بها..ومعها ملحقات بسيطة (تسمى داراً) استعاضت عن الزجاج بالنايلون وعن البلاط بفرش بقايا الطابوق المتكسر من جراء العمل وعن تأسيس الكهرباء بربط ما يمكن ربطه .. اشتد عليها المرض فتأخر البناء .. نهضت مرة أخرى رغم تحذير الأطباء من أي جهد زائد.. لكنها ترى في حياتها يوم راحة في سكن لم يكن لها حق فيه .. تعذبت من خدمة الآخرين .. أخيراً استوجب نقل ثمانية آلاف طابوقة من الأرض إلى سطح البيت ..لبناء البيتونة طلب العمال مائة ألف دينار لنقله .وهي لم يبق لديها شيء.. جمعت أولادها الاثنين ومعهم أطفال الشارع على أن تعطي لكل واحد ألف دينار لقاء مساعدتها.. استمرت بالعمل من الصباح إلى المغرب .. نقلت الطابوق إلى السطح سقت مغشية ونقلت إلى الإنعاش .. خرج العمال ليباشروا (ببناء البيتونة ) .. عند العصر اكمل العمال بناء الستارة والبيتونة أصبح الدار من الممكن السكن فيه بأدنى أدنى مستوى من الخدمة .. وكذلك عند العصر ..تأزمت حالة أم محمد وكان حولها زوجها وأولادها وأهلها .. أمسكت بيد زوجها وقالت له .. في عنقك أمانتان .. أولادي وتكملت بناء الدار.. لفظت أنفاسها وارتاحت من همها وغمها .. راضية لربها .. إلى دار الآخرة راحلة ..فهي عراقية من هذا الزمان....
http://momehhidonne.temp.powweb.com...om-mohammed.htm
تعليق