وفي الساعات الاولى من صباح امس بدأت عملية «الزوبعة« في الرطبة القريبة من الحدود السورية بهدف استئصال إرهابيي القاعدة . وجاء في بيان للمجموعة نشر على موقع تستخدمه عادة مجموعتا أبومصعب الزرقاوي وأنصار السنة: «قرر المكتب العسكري لجيش الطائفة المنصورة الرد وضرب اهداف استراتيجية وحساسة للاحتلال والمشركين والمرتدين في بغداد وباستخدام اسلحة غير تقليدية وكيميائية تم تطويرها من قبل المجاهدين في حال عدم توقف الهجوم المسلح على مدينة الجهاد تلعفر الباسلة خلال 24 ساعة«. في أثناء ذلك قال سعدون الدليمي وزير الدفاع العراقي «تم قتل 15 من الارهابيين والعثور على معمل لتصنيع المتفجرات والعبوات الناسفة«. واضاف «دخلنا عددا من المناطق التي احتلت سابقا واخذ سكانها رهائن من جانب الارهابيين وليس لدينا اي خسائر اليوم (الاحد) واستطاعت قواتنا الوصول الى مناطق مثل السراي وحي البعث والقادسية« في اشارة الى أحياء داخل مدينة تلعفر. واكد عثور القوات العراقية على معمل لتصنيع المتفجرات والعبوات الناسفة بتقنية عالية، واضاف «هذا امر غريب بالنسبة الى مدينة صغيرة ويدل على وجود ايد غريبة كان لها دور في ذلك«. واشار الوزير العراقي الى العثور على «18 مخبأ للاسلحة تحتوي على كميات كبيرة تستطيع تدمير مدينة تفوق تلعفر بعشر مرات«. واضاف «انها مخازن تعمل على تسريب الاسلحة الى مناطق اخرى في العراق«. وتوقع الجيش الامريكي ان تنتهي سريعا العملية العسكرية في تلعفر وقال الكومندان روبرت موليناري من الفرقة الثالثة مدرعات في الجيش الامريكي للصحفيين في تلعفر «ستنتهي العملية قبل الخامس عشر من سبتمبر«. واضاف «تم عزل المتمردين في حي السراي في جنوب شرق المدينة ولم تعد هناك مناطق يسيطرون عليها. فهم إما هاربون وإما اموات«. وبالنسبة الى تأمين المتطلبات الانسانية للنازحين من اهالي المدينة قال الدليمي «تم توفير 3260 خيمة للنازحين وتأمين ثلاث وجبات غذائية يوميا ومياه صحية، بالاضافة الى خدمات صحية واطباء يتولون العناية بالنازحين«. وقد اعرب الهلال الاحمر العراقي عن قلقه ازاء الوضع الانساني في المدينة. وجاء في بيان صادر عن المنظمة ان «الوضع الحالي خطير«، مشيرا الى حصول نزوح كثيف للسكان من هذه المدينة التي كان عدد سكانها يبلغ 300 ألف قبل العمليات العسكرية الاخيرة. وفي موضوع سعي الحكومة العراقية الى محاربة الارهاب في جميع مناطق العراق اكد وزير الدفاع انه بعد الانتهاء من عملية تلعفر ستنطلق عملية في مناطق البعاج وسنجار وربيعة والقائم نزولا الى الفرات. وعن تحميل الحكومة السورية مسؤولية تدهور الاوضاع الامنية في المناطق الشمالية الغربية من العراق قال الدليمي «أقول لجيراننا الاعزاء ان يتقوا الله في انفسهم ويكفيهم ما أرسلوا الى العراق من الدمار«. وكانت الحكومة العراقية قد اعلنت امس الاول انها ستغلق اعتبارا من صباح امس معبرا حدوديا مع سوريا قريبا من تلعفر التي لاتزال تشهد عملية عسكرية واسعة ضد متمردين وإرهابيين، كما وصفهم المسؤولون العراقيون. ومن ناحية اخرى ذكر بيان للقوات المتعددة الجنسيات في العراق أن قوات الامن العراقية وقوات التحالف فرضوا طوقا أمنيا حول مدينة الرطبة بمحافظة الانبار وقاموا بعملية بحث عن مسلحين في المدينة المعروفة بأنها ملاذ آمن للارهابيين. وبدأت عملية الزوبعة في الساعات الاولى من صباح امس بهدف استئصال إرهابيي القاعدة الذين يعملون في العراق من المنطقة وتدمير أنظمة مساعدة الارهابيين داخل المدينة وحولها. وصعد الارهابيون في الرطبة من حملة الترويع والقتل ضد سكان المدينة والمسئولين الحكوميين فيها خلال الشهور القليلة الماضية مما أدى إلى زيادة قدرتهم على التحرك بحرية في المنطقة وبناء قاعدة لهم لشن هجمات ضد المدنيين الابرياء وقوات الامن العراقية وقوات التحالف. كما ذكر البيان أن الجنود التابعين لوحدة «تاسك فورس ليبرتي« والشرطة العراقية اعتقلوا ثمانية أشخاص يشتبه في صنعهم وزرعهم عبوات ناسفة بدائية في كركوك. كما عثرت الوحدة واستولت على مخبأ لقذائف الهاون بالقرب من بيجي مساء يوم السبت خلال عملية بحث في مزرعة شمال المدينة. ومن ناحية أخرى أفاد بيان عسكري أمريكي أن جنديا أمريكيا قتل في ساعة مبكرة امس حينما انفجرت قنبلة بدائية الصنع قرب دورية عسكرية بالقرب من سامراء. وأصيب جنديان في الانفجار ونقلا للعلاج. وفي تطور اخر قال ضابط بالجيش البريطاني إن جنديا بريطانيا قتل قرب مدينة البصرة الجنوبية امس. في غضون ذلك أعلن ضابط في شرطة كركوك أن 8 عراقيين -ثلاثة منهم من عناصر الشرطة - أصيبوا بجروح في انفجار 3 عبوات ناسفة استهدفت دوريات للشرطة العراقية وسط مدينة كركوك. واصيب اربعة مدنيين عراقيين في انفجار سيارة مفخخة في بغداد كما اصيب 11 اخرون بينهم عضو مجلس محافظة وضابط كبير في وزارة الداخلية. واعتقلت قوات التحالف عمار عبدالحافظ محمد أو (الشيخ عمار) قائد جماعة كتائب النعمان في حملة دهم في الرمادي في مطلع الشهر الجاري. وأفاد بيان عسكري أمريكي أن الشيخ عمار خطط وأدار الهجمات التي شنتها الجماعة في المنطقة ضد القوات العراقية وقوات التحالف. وتولى عمار قيادة الجماعة في أعقاب اعتقال محمد دهام زعيم الجماعة في مايو الماضي. كما اعتقل سيف الدين يحيى عناد أحد قادة الخلايا في الجماعة.