بعد عاصفة التفجيرات الإجرامية: لا زرقاوي في العراق بل الفاعل عناصر(بلاك ووتر) والخلايا المستأجرة!
بقلم: سمير عبيد *
تعتقل الأجهزة الأميركية والغربية أي شخص يهمس بكلمة أو بشفرة، أو خطة إرهابية، أو همس غير مفهوم من خلال الهاتف العادي أو الجوال، أو من خلال الرسالة الألكترونية، أو رسالة (المسج) عبر الجوال، وبغضون ساعات،و لوكان في موزبيق أو في الفلبين أو في لندن وحتى في الأسكيمو وزنجبار، فعجبا لماذا تتعطّل و لا تعمل تلك الأجهزة، وتلك الأقمار الإصطناعية إتجاه مواقع الزرقاوي الألكترونية وإتصالاته عبر الأنترنيت والهاتف والتي تصدر البيانات والتهديدات، فعند أية دولة وعند أية شركة مسجلة مواقع الزرقاوي والطيف التكفيري؟.....كفى الضحك على الذقون، وكفى الكيل بمكيالين وكفاكم نفاقا وكذبا وذبحا بالأبرياء في العراق وغير العراق، نعم هناك أميّة كبيرة في العراق من ناحية المعرفة التكنلوجية، ولكن هناك طبقات تعرف وتفهم طلاسم الشبكة العنكبوتية ( الإنترنيت) وتعرف مفعول الأقمار الإصطناعية، وتجيد قراءة الواقع بشكل صحيح!..
لذا على كل منصف وشريف في العراق وخارج العراق، ومن العراقيين وغير العراقيين قراءة أسرار الحرب الفيتنامية، سيجدون حتما إن ما يتم تطبيقه في العراق الآن هو نسخة معدلة من برنامج ( فينكس) في فيتنام، والذي طبقه الجيش الأميركي هناك، والغاية تشويه المقاومة الفيتنامية، وإرهاب الشعب الفيتنامي، واليوم تُكرر الغاية نفسها في العراق، وهي تشويه مقاومة الشعب العراقي للإحتلال، ومن ثم إرهاب وقتل الشعب العراقي كي يرضى بالإحتلال وإستمراره، ومن يعتقد إن من يقوم بتلك الأعمال الإجرامية كلها هي الخلايا الوافدة نحو العراق فهو واهم، أو من يعتقد إنها أعمال بعض الفصائل العراقية التي أخذت الطائفية شعارا، ومن الجانبين فهو يجانب الحقيقة قليلا، ومن يعتقد أنها عمل بعض الأطراف داخل الحكومة العراقية فهو مخطىء أيضا، ( نعم هناك أحداث من هذه الفئات، ولكنها ليست بحجم الذي تخططه الخلايا التابعة لبرنامج (فينكس) العراقي وبترتيب من الإحتلال).
تحليل موضوعي لقدوم السيارات المفخخة...!
تعالوا نتفاهم وبهدووووووووووء ودون صراخ كي نشخّص بيت الداء الإجرامي في العراق، ومن هنا ننطلق بالسؤال الذي يطرحه كل عراقي في العراق وهو:
من أين جاءت ومن أين إنطلقت السيارات المفخخة في يوم الأربعاء الدامي في 14/9/2005 وكيف وصلت أهدافها بالوقت المضبوط؟
فياناس ويا عالم ويا عقلاء فكروا معنا قليلا من فضلكم، ف(17) سيارة مفخخة تنطلق بيوم واحد، وفي توقيتات متلاحقة ومتقاربة جدا ، وفي مدينة واحدة هي العاصمة (بغداد) التي تحت مراقبة الأقمار الإصطناعية وعلى مدار 24 ساعة، وتحت مجسات وعيون جيش الإحتلال، ناهيك عن عيون الآلاف من الأجهزة التابعة لوزارة الدفاع والداخلية والأجهزة الخاصة، وكذلك تحت عيون الجواسيس السريين والتابعين لتلك الأجهزة وأجهزة الإحتلال...كيف إنطلقت تلك السيارات وبهذا العدد؟
فمن الناحية اللوجستية والفنية تحتاج هكذا عملية ضخمة وبعدد (17) سيارة الى جيش ودولة، وتحتاج الى دوائر خاصة للإستطلاع، والحماية، والتنفيذ، والهروب والإنسحاب، والعودة، والتمويه، وكثير من المراحل....فكيف حدث هذا كله؟
فتعالوا نستطلع الظهير المفترض لهذه العمليات وهي مدينة (الفلوجة) فهي مدينة مدمرة تماما، وتحت سيطرة قوات الإحتلال والجيش العراقي، وهنا سقط الظهير الأول من معادلة الإرهاب والتفخيخ المفترض!.
لنستطلع الظهير الثاني والمفترض أيضا وهو مدينة ( تلعفر) فهي شبه مدمرة وتحت رحمة الطائرات الأميركية والجيش الأميركي وقوات المغاوير العراقية، ومعها أفواج المليشيات الحزبية والطائفية، ولو جئنا الى مدينة (القائم، والكرابلة وهيت ، وحصيبة، وراوه) ومعها غرب العراق المتمثل ب (الرمادي) فهذه المدن، وهذا الغرب العراقي مدمر وتحت رحمة الطيران الأميركي وعلى مدار 24 ساعة، وكذلك تحت مراقبة القوات الأميركية التي تغذيها الأقمار الإصطناعية بأحدث الصور عن التحركات في المنطقة....فهم يقولون إن هذه المدن مصدر الإرهاب في العراق ، مع العلم هي مدن مدمرة ومحاصرة وتحت المرصد الأميركي.
إذن كيف جاء هذا العدد من السيارات المفخخة ، وكيف حدث هذا العدد الكبير من العمليات وبيوم واحد، وكيف وصلت أهدافها بالوقت المطلوب ، فأين قوات الشرطة والجيش والإحتلال ، وأين هي نقاط التفتيش، والتي لم تُمسك أرهابيا واحدا أو سيارة واحدة..هل هذا معقول برب الكعبة؟
فلا تتعجلوا في إصدار الأحكام قبل قراءة الكثير من أسرار الحرب الفيتنامية، وخصوصا عن برنامج ( فينكس) الذي مارسه الجيش الأميركي هناك، وكذلك عندما تطلعوا على عمل الخلايا ( خلايا الموت) التي تشكلت في السلفادور وهاييتي وغوانتيمالا، وبدعم من السفارات الأميركية هناك، ومنها التي أشرف على تأسيسها ودعمها السفير الأميركي السابق هناك وفي العراق ( نغروبونتي)...!
.فما حصل بالأمس واليوم له علاقه بما يحدث في البيت الأبيض، حيث الرئيس العراقي الإنتقالي ( جلال الطالباني) هناك، وحيث هناك إجتماعات الامم المتحدة، فتريد تلك الخلايا التي تتحرك بأوامر الإحتلال القول إن العراق مسرحا للإرهاب فنريد الدعم من العالم والدول، ومن ثم تريد القول إن الوضع الأمني منهار تمام،ا لذا لا إنسحاب من العراق، وكذلك كي تقبل الامم المتحدة مسودة الدستور دون نقاش، وتمرر تحت قوة هذه الضربات، ولهذا جاء الإستنكار الدولي والتي يبدو متفق عليه.
لذا فالشعب العراقي في تلعفر وسامراء وغيرها من المدن ضحية مؤامرة كبرى من قبل قوات الإحتلال وبعض الخلايا المؤجرة، وهي بريئة من الأعمال التي بحجم ما حدث في يوم الأربعاء 14/9/2005 .
ولو عدنا قليلا الى الوراء كي نقارن ما حدث وما يحدث الآن، سنجد إن قُبيل كل إنتخابات أو تغييرات سياسية في العراق تكون هناك حروب في المدن الكبيرة، ويصاحبها في المقابل التفجيرات والسيارات المفخخة، لذا فما حدث في يوم الأربعاء له أهية كبرى في هذا المجال حيث تمرير مسودة الدستور ثم الإستفتاء وبعدها الإنتخابات!!.
فتش عن سر التفجيرات في (بلاك ووتر)!
هناك في العراق جيشا أجنبيا غير الجيش الأميركي أو متعدد الجنسيات والبالغ تعداده ب ( 150) ألف جندي أي متعدد الجنسيات، فهناك الجيش المدني والرديف والمخيف وهو بيت الداء والخطر الحقيقي في العراق، وهو الزرقاوي الحقيقي، وهو الذي يتحرك تحت يافطة شركات المتعاقدين برئاسة الضباط الأميركان والشركات الأجنبية في العراق ( بلاك ووتر)، فهؤلاء يمتلكون الأسلحة الحديثة، ومنها المتوسطة واللوجستية وحتى الثقيله، ويمتلكون الطائرات المروحية من نوع ( الهليكوبتر)، ولديهم صواريخ مضادة للدروع والدبابات، وهي غير مسجلة مع قوات متعددة الجنسيات بزعامة الولايات المتحدة الأميركية، والتي هي تحتل العراق، وللأخوة الذين يريدون المزيد من التوضيح عليهم الذهاب الى هذا الرابط:
www.blackwaterusa.com/securityconsulting
من هنا نتمنى على العراقيين، والمتابعين من أرجاء المعمورة، والذين يهمهم الوضع العراقي، عليهم جميعا الإنتباه الى شهادات العراقيين عبر شاشات التلفاز العالمية والعربية، وبعد كل هجوم إنتحاري أو سيارة مفخخة، ستلاحظوهم يقولون الآتي ( شاهدنا صاروخا ينطلق من طائرة هليوكوبتر صوب السيارة المنفجرة) وكعادتها تسارع الحكومة العراقية لتقول ( إنفجار سيارة يقودها إنتحاري إرهابي) وعلى الشعب العراقي قبول رواية الحكومة، وربما يتم توجيه الأمر أن تقول الحكومة هذه الرواية ، ومن خلال تنفيذ الأوامر الصادرة من قوات الإحتلال والسفارة الأميركية التي يقودها السفير ( زلماي زاده) والذي نراه يصول ويجول في المؤتمرات الصحفية، وفي الجمعية الوطنية، وفي الوزارات، وحتى يقف على جهة يمين رئيس الوزراء الإنتقالي السيد إبراهيم الجعفري عند المؤتمرات الصحفية، وهذا يعني هو الآمر للجعفري وهكذا الحال مع بقية الوزراء.
اما تدخله في مسودة الدستور فهو حديث الصالونات السياسية بحيث وصل به الأمر لتهديد بعض الأطراف التي لها إعتراضات على مسودة الدستور، وهكذا تتم الأوامر بقبول روايات الزرقاوي وبيانات الإنترنيت التي هي إضحكومة على الشعوب العربية وفي مقدمتها الشعب العراقي .
لذا فالعقل لا يقبلها إطلاقا أن تنطلق ( 17) سبارة مفخخة في آن واحد وتصل الى أهدافها في العاصمة بغداد، ولم يُسمك إنتحاريا واحدا، ولا سيارة واحدة، فأين قوات الإحتلال والشرطة والجيش والمليشيات التي بالآلاف، وأين حالات الطوارىء المفروضة؟
لهذا فالإدعاء بأنه عملا إنتحاريا هو من صنع ماكينة ( مديرية الدعاية والتضليل) في السفارة الأميركية، والتي هي مرتبطة بوزارة الدفاع قسم الدعاية والتضليل، ولكن كيف عرفت الحكومة العراقية ( المغلوب على أمرها والتي إحترفت تحريف الحقائق) أنه إنتحاريا علما إن الأشلاء البشرية كلها مختلطة ببعضها، و بين المدنيين الأبرياء والعسكريين وأفراد الشرطة، والتي تناثرت بفعل الصواريخ الموجهة، وكيف تجزم الحكومة العراقية بعد دقائق أنه هجوم إنتحاري، وسيارة مفخخة علما لم يجدوا وثيقة واحدة، ولا مستمسك واح،ولا حتى إمساكهم بإنتحاري واحد؟
ونعطي هنا شهادة للتاريخ وسمعناها من الناجين الذين كتب الله لهم الحياة، ليكونوا شهود على كذب قوات الإحتلال في العراق، والقصة بحيث تقف مفارز التفتيش الأميركية أحيانا في الشوارع أو في مداخل المدن، وحتى على نقاط الحدود وخصوصا عند الحدود السورية، فيتم إختيار بعض السيارات التي ينزلون سائقها منبطحا على الأرض ويعبثون بها بحجة التفتيش ، وبعد فترة تصادر أوراقه و يقولون له خذ أوراقك من مركز الشرطة الفلاني، أي ستجدها هناك، فحال أقترابه من مركز الشرطة المقصود يتم تفجير السيارة ويقتل صاحب المركبة البرىء وأفراد الشرطة والمارة ويُحسب إنتحاريا وتُحسب سيارته من المفخخات علما أنه بريئا، ويتم ذلك من خلال ا لطائرة ( الهليوكوبتر) التي تبقى تراقب خط مسير السيارة التي تم تفخيخها من قبل مفرزة قوات الإحتلال حتى مركز الشرطة المعني ، بحيث تم أكتشافها بالصدفة عندما تعطلت سيارة الشاهد ( أبو حسام) في منتصف الطريق فشاهد الطائرة تحوم فوقه فإنتبه أن هناك أمرا مريبا، وحال فتحه لصندوق السيارة تم أكتشاف حاوية من القنابل ومعها جهازا للتوقيت، فهرب عنها وتركها لتنقذه سيارة مارة نفذت بإعجوبة من الرمي الموجه نحوها من الطائرة الأميركية، فهذه هي حيل قوات الإحتلال والخلايا الخاصة، لذا الإنتباه ، وعلما هي مفردة من برنامج (فينكس) العراقي..
وسنعطي الدليل أو الوجه الآخر لبرنامج فينكس العراقي، ومن خلال الرصد والتحليل، فلقد حدث حادث أدى الى ( قتل أربعة من المتعاقدين) في البصرة ومن ال ( بلاك ووتر) قبل أيام قليلة سبقت التفجيرات المرعبة ، ولكن بعد سويعات من حادث قتل المقاولين الأربعة تم تفجير ( مطعم) في مدينة البصرة فيه كم هائل من العراقيين الأبرياء والعزّل ، علما إن البصرة هادئة وليس فيها مشاكل منذ حوالي عامين تقريبا .....
فلماذا جاءت التفجيرات بعد مقتل المقاولين الأربعة؟
أنظر الى الرابط التالي كي تغذي معلوماتك بالمزيد من أسرار هذه اللعبة القذرة:
www.corpwatch.org/article.php?id=12604
فما الذي يحدث بالضبط...هل هو مسلسل تحجيم وإسقاط الى السيد الجعفري، ومعه تيار الإسلاميين، و الذي تخاصم قسما كبيرا منهم مع شعبهم، وأبناء جلدتهم ، وتمادوا في الولاء للمشروع الأميركي الى حد الجفاء، وعدم العودة ظنا منهم إنهم فازوا بقلوب وهيام الأميركان...؟
فيبدو إنه مسلسل أميركي لتعويم حكومة الجعفري والتيارات الإسلامية فيها وبشكل تدريجي لحين تمرير مسودة الدستور، وبعدها سيعطى الضوء الأخضر الى الذين تريدهم أميركا من الأحزاب الإسلامية ليقفزوا خارج سفينة الحكومة الحالية، وكذلك خارج سفينة الأحزاب والتيارات الإسلامية، كي تغطس هذه الأحزاب في حفرتها التي حفرتها بنفسها، ومعها الشخصيات التي صدقت نفسها أنها (الشريحة المختارة والناجية) على نمط شعب الله المختار!.
وكي نتحف القارىء والمتابع الكريم بما هو موثق، وبما هو مفيد، سنعطيه هذا الموقع ليثبت إن ما يحصل في العراق هو ما قد طُبق في فيتنام وفي إسرائيل، وأن هذه الظاهرة وهذه البرامج تُدعم من قبل ضباط مخابرات الوكالة المركزية ( سي أي أيه) ، وأن الوسطاء فيها دوما على شكل متعاقدين، فإنظر الى هذا الموقع الذي إختفى قبل يوم واحد من إحتلال العراق وتطلع على موضوع ــ صدى فيتنام ــ!
www.counterpunch.org/valentine04082004.htm
لذا على الشعب العراقي، ومنظمات المجتمع المدني في العراق، ومراصد حقوق الإنسان، وكذلك على المنظمات العالمية والتي تختص بشؤون حقوق الإنسان، والطفل والمرأة والبيئة تصعيد جهودهم حول غموض عمل شركات المتعاقدين في العراق، وحول الترسانة التسليحية التي تمتلكها تلك الشركات المتعاقدة كحراسات وحمايات خاصة، وحول قانونية شمولها بالحصانة القضائية والتي أكدت عليها قرات دولية جاءت بضغط أميركي وخصت قوات الإحتلال العسكرية فقط، وليس شركات المتعاقدين في العراق والتي هي ( وراء) ما يحدث من دمار وقتل بحق العراقيين.
لذا فهي لها واجبات سرية وبأوامر من قوات الإحتلال ووزارة الدفاع الأميركي، فالحقيقة إذن تريد التحقيق والمتابعة، وذلك من أجل الإنسان العراقي الذي أصبح بلا سعر ودمه مجانا وتعويضه ب (500) دولارا أميركيا فقط، وأن تعويض الأميركي ب( ملايين الدولارات) وخذوا الشاهد عندما جمدت الولايات المتحدة أخيرا أموال المساعدات للسلطة الفلسطينية إن لم تدفع تعويضا الى ( أميركيا زوجته) ماتوا في عملية فدائية في الأراضي الفلسطينية، ويقدرالتعويض بعشرات الملايين من الدولارات، فأي حقوق تلك التي يتحدث نها بوش، وأي ميزان الذي يمسكه الرئيس بوش، وكذلك في أي منطق تتكلم الحكومة العراقية والسياسيين العراقيين؟
وأخيرا شعب ينزف تتبرع حكومته بتكريم القاتل!!!!!!
ومن خول الحكومة العراقية وبعض السياسيين أن يتبرعوووووووووووووووو الى الولايات المتحدة الأميركية بمناسبة إعصار ( كاترينا)؟
هل هؤلاء جنّوا أم أنهم في واد آخر.. وهل وصلت حالة الإستهتار بالعراق والإنسان العراقي الذي يحلم بمصباح كهربائي، و بكأس ماء بارد ،و بحبة دواء، و بنومة هانئة ،و بوظيفة يعيل بها أهله وأطفاله الى هذه الدرجة من المزايدات والرخص ؟
يعيش الشعب العراقي في حالة لم تحدث في تاريحه الحديث،حيث أصبح العراقي متخلفا عن أقرانه في المنطقة بحوالي خمسين أو مئة عام، بحيث لا حياة ولا أمان ولا كهرباء ولا دواء ولا ماء ولا بيئة نظيفة ولا مستقبل معلوم... ويستحق المساعدة من العالم كله، وهو الذي يجلس على بحر من النفط...فهل يجوز أن تتبرع حكومته الى إعصار ( كاترينا)؟
فهل هذه رشوة مصافحة بوش ، أم هي رشوة بقائهم في الحكم ، أم هي خُمس ما يُسرق كل يوم من خزائن العراق، بحيث تحول العراق الى بؤرة للفساد التي لم تحدث من قبل لا في المنطقة ولا في العالم؟
وهنا نعطي الكلام الذي خرج عن ( الدائرة الإعلامية في البيت الأبيض)
White house press office حيث قال الرئيس بوش مخاطبا الرئيس الإنتقالي جلال الطالباني المتواجد في الولايات المتحدة ( أود أن أشكرك سيادة الرئيس والحكومة العراقية على الوعد بتقديم المساعدات الى إعصار كاترينا، شكرا لوعد العراق الكبير للمساعدة الى ضحايا إعصار كاترينا ، ومرحبا بكم في الولايات المتحدة)
قال ( مرحبا بكم في الولايات المتحدة) فمن هنا قلنا أنها ثمن المصافحة والجلوس لدقائق مع الرئيس بوش في البيت الأبيض... ولكن من سيعوض الضحايا العراقيين، ومن سيعوض قتل 100 ألف عراقي مدني بريء، ومن سيعوض ضحايا إعصار الحملة على مايسمى بالإرهاب ، ومن سيعوض ضحايا الخلايا السوداء التي تخطف الناس في الظلام لترميهم جثثا هامدة في الصباح ، ومن سيعوض الشعب العراقي على خسائره الجمة، وأولها خسارته للدولة العراقية بتراثها وهيبتها؟
فمن المؤكد لا يروق كلامنا لهؤلاء لأنهم يعتقدون إنهم في بروج عاجية، ويعتقدون إنهم محصنون وللأبد من عزرائيل ومن لعنة العراق، فماذا يريد هؤلاء بعد، خصوصا بعد أن جلسوا في كرسي الحكم، وكسبوا الملايين، وأصبحوا يحكمون الناس، فما سر التمادي في مؤامرة قتل الإنسان؟
إنها سوء العاقبة والعياذ بالله!!.
كاتب ومحلل سياسي عراقي
16.9.2005
samiroff@hotmail.com
بقلم: سمير عبيد *
تعتقل الأجهزة الأميركية والغربية أي شخص يهمس بكلمة أو بشفرة، أو خطة إرهابية، أو همس غير مفهوم من خلال الهاتف العادي أو الجوال، أو من خلال الرسالة الألكترونية، أو رسالة (المسج) عبر الجوال، وبغضون ساعات،و لوكان في موزبيق أو في الفلبين أو في لندن وحتى في الأسكيمو وزنجبار، فعجبا لماذا تتعطّل و لا تعمل تلك الأجهزة، وتلك الأقمار الإصطناعية إتجاه مواقع الزرقاوي الألكترونية وإتصالاته عبر الأنترنيت والهاتف والتي تصدر البيانات والتهديدات، فعند أية دولة وعند أية شركة مسجلة مواقع الزرقاوي والطيف التكفيري؟.....كفى الضحك على الذقون، وكفى الكيل بمكيالين وكفاكم نفاقا وكذبا وذبحا بالأبرياء في العراق وغير العراق، نعم هناك أميّة كبيرة في العراق من ناحية المعرفة التكنلوجية، ولكن هناك طبقات تعرف وتفهم طلاسم الشبكة العنكبوتية ( الإنترنيت) وتعرف مفعول الأقمار الإصطناعية، وتجيد قراءة الواقع بشكل صحيح!..
لذا على كل منصف وشريف في العراق وخارج العراق، ومن العراقيين وغير العراقيين قراءة أسرار الحرب الفيتنامية، سيجدون حتما إن ما يتم تطبيقه في العراق الآن هو نسخة معدلة من برنامج ( فينكس) في فيتنام، والذي طبقه الجيش الأميركي هناك، والغاية تشويه المقاومة الفيتنامية، وإرهاب الشعب الفيتنامي، واليوم تُكرر الغاية نفسها في العراق، وهي تشويه مقاومة الشعب العراقي للإحتلال، ومن ثم إرهاب وقتل الشعب العراقي كي يرضى بالإحتلال وإستمراره، ومن يعتقد إن من يقوم بتلك الأعمال الإجرامية كلها هي الخلايا الوافدة نحو العراق فهو واهم، أو من يعتقد إنها أعمال بعض الفصائل العراقية التي أخذت الطائفية شعارا، ومن الجانبين فهو يجانب الحقيقة قليلا، ومن يعتقد أنها عمل بعض الأطراف داخل الحكومة العراقية فهو مخطىء أيضا، ( نعم هناك أحداث من هذه الفئات، ولكنها ليست بحجم الذي تخططه الخلايا التابعة لبرنامج (فينكس) العراقي وبترتيب من الإحتلال).
تحليل موضوعي لقدوم السيارات المفخخة...!
تعالوا نتفاهم وبهدووووووووووء ودون صراخ كي نشخّص بيت الداء الإجرامي في العراق، ومن هنا ننطلق بالسؤال الذي يطرحه كل عراقي في العراق وهو:
من أين جاءت ومن أين إنطلقت السيارات المفخخة في يوم الأربعاء الدامي في 14/9/2005 وكيف وصلت أهدافها بالوقت المضبوط؟
فياناس ويا عالم ويا عقلاء فكروا معنا قليلا من فضلكم، ف(17) سيارة مفخخة تنطلق بيوم واحد، وفي توقيتات متلاحقة ومتقاربة جدا ، وفي مدينة واحدة هي العاصمة (بغداد) التي تحت مراقبة الأقمار الإصطناعية وعلى مدار 24 ساعة، وتحت مجسات وعيون جيش الإحتلال، ناهيك عن عيون الآلاف من الأجهزة التابعة لوزارة الدفاع والداخلية والأجهزة الخاصة، وكذلك تحت عيون الجواسيس السريين والتابعين لتلك الأجهزة وأجهزة الإحتلال...كيف إنطلقت تلك السيارات وبهذا العدد؟
فمن الناحية اللوجستية والفنية تحتاج هكذا عملية ضخمة وبعدد (17) سيارة الى جيش ودولة، وتحتاج الى دوائر خاصة للإستطلاع، والحماية، والتنفيذ، والهروب والإنسحاب، والعودة، والتمويه، وكثير من المراحل....فكيف حدث هذا كله؟
فتعالوا نستطلع الظهير المفترض لهذه العمليات وهي مدينة (الفلوجة) فهي مدينة مدمرة تماما، وتحت سيطرة قوات الإحتلال والجيش العراقي، وهنا سقط الظهير الأول من معادلة الإرهاب والتفخيخ المفترض!.
لنستطلع الظهير الثاني والمفترض أيضا وهو مدينة ( تلعفر) فهي شبه مدمرة وتحت رحمة الطائرات الأميركية والجيش الأميركي وقوات المغاوير العراقية، ومعها أفواج المليشيات الحزبية والطائفية، ولو جئنا الى مدينة (القائم، والكرابلة وهيت ، وحصيبة، وراوه) ومعها غرب العراق المتمثل ب (الرمادي) فهذه المدن، وهذا الغرب العراقي مدمر وتحت رحمة الطيران الأميركي وعلى مدار 24 ساعة، وكذلك تحت مراقبة القوات الأميركية التي تغذيها الأقمار الإصطناعية بأحدث الصور عن التحركات في المنطقة....فهم يقولون إن هذه المدن مصدر الإرهاب في العراق ، مع العلم هي مدن مدمرة ومحاصرة وتحت المرصد الأميركي.
إذن كيف جاء هذا العدد من السيارات المفخخة ، وكيف حدث هذا العدد الكبير من العمليات وبيوم واحد، وكيف وصلت أهدافها بالوقت المطلوب ، فأين قوات الشرطة والجيش والإحتلال ، وأين هي نقاط التفتيش، والتي لم تُمسك أرهابيا واحدا أو سيارة واحدة..هل هذا معقول برب الكعبة؟
فلا تتعجلوا في إصدار الأحكام قبل قراءة الكثير من أسرار الحرب الفيتنامية، وخصوصا عن برنامج ( فينكس) الذي مارسه الجيش الأميركي هناك، وكذلك عندما تطلعوا على عمل الخلايا ( خلايا الموت) التي تشكلت في السلفادور وهاييتي وغوانتيمالا، وبدعم من السفارات الأميركية هناك، ومنها التي أشرف على تأسيسها ودعمها السفير الأميركي السابق هناك وفي العراق ( نغروبونتي)...!
.فما حصل بالأمس واليوم له علاقه بما يحدث في البيت الأبيض، حيث الرئيس العراقي الإنتقالي ( جلال الطالباني) هناك، وحيث هناك إجتماعات الامم المتحدة، فتريد تلك الخلايا التي تتحرك بأوامر الإحتلال القول إن العراق مسرحا للإرهاب فنريد الدعم من العالم والدول، ومن ثم تريد القول إن الوضع الأمني منهار تمام،ا لذا لا إنسحاب من العراق، وكذلك كي تقبل الامم المتحدة مسودة الدستور دون نقاش، وتمرر تحت قوة هذه الضربات، ولهذا جاء الإستنكار الدولي والتي يبدو متفق عليه.
لذا فالشعب العراقي في تلعفر وسامراء وغيرها من المدن ضحية مؤامرة كبرى من قبل قوات الإحتلال وبعض الخلايا المؤجرة، وهي بريئة من الأعمال التي بحجم ما حدث في يوم الأربعاء 14/9/2005 .
ولو عدنا قليلا الى الوراء كي نقارن ما حدث وما يحدث الآن، سنجد إن قُبيل كل إنتخابات أو تغييرات سياسية في العراق تكون هناك حروب في المدن الكبيرة، ويصاحبها في المقابل التفجيرات والسيارات المفخخة، لذا فما حدث في يوم الأربعاء له أهية كبرى في هذا المجال حيث تمرير مسودة الدستور ثم الإستفتاء وبعدها الإنتخابات!!.
فتش عن سر التفجيرات في (بلاك ووتر)!
هناك في العراق جيشا أجنبيا غير الجيش الأميركي أو متعدد الجنسيات والبالغ تعداده ب ( 150) ألف جندي أي متعدد الجنسيات، فهناك الجيش المدني والرديف والمخيف وهو بيت الداء والخطر الحقيقي في العراق، وهو الزرقاوي الحقيقي، وهو الذي يتحرك تحت يافطة شركات المتعاقدين برئاسة الضباط الأميركان والشركات الأجنبية في العراق ( بلاك ووتر)، فهؤلاء يمتلكون الأسلحة الحديثة، ومنها المتوسطة واللوجستية وحتى الثقيله، ويمتلكون الطائرات المروحية من نوع ( الهليكوبتر)، ولديهم صواريخ مضادة للدروع والدبابات، وهي غير مسجلة مع قوات متعددة الجنسيات بزعامة الولايات المتحدة الأميركية، والتي هي تحتل العراق، وللأخوة الذين يريدون المزيد من التوضيح عليهم الذهاب الى هذا الرابط:
www.blackwaterusa.com/securityconsulting
من هنا نتمنى على العراقيين، والمتابعين من أرجاء المعمورة، والذين يهمهم الوضع العراقي، عليهم جميعا الإنتباه الى شهادات العراقيين عبر شاشات التلفاز العالمية والعربية، وبعد كل هجوم إنتحاري أو سيارة مفخخة، ستلاحظوهم يقولون الآتي ( شاهدنا صاروخا ينطلق من طائرة هليوكوبتر صوب السيارة المنفجرة) وكعادتها تسارع الحكومة العراقية لتقول ( إنفجار سيارة يقودها إنتحاري إرهابي) وعلى الشعب العراقي قبول رواية الحكومة، وربما يتم توجيه الأمر أن تقول الحكومة هذه الرواية ، ومن خلال تنفيذ الأوامر الصادرة من قوات الإحتلال والسفارة الأميركية التي يقودها السفير ( زلماي زاده) والذي نراه يصول ويجول في المؤتمرات الصحفية، وفي الجمعية الوطنية، وفي الوزارات، وحتى يقف على جهة يمين رئيس الوزراء الإنتقالي السيد إبراهيم الجعفري عند المؤتمرات الصحفية، وهذا يعني هو الآمر للجعفري وهكذا الحال مع بقية الوزراء.
اما تدخله في مسودة الدستور فهو حديث الصالونات السياسية بحيث وصل به الأمر لتهديد بعض الأطراف التي لها إعتراضات على مسودة الدستور، وهكذا تتم الأوامر بقبول روايات الزرقاوي وبيانات الإنترنيت التي هي إضحكومة على الشعوب العربية وفي مقدمتها الشعب العراقي .
لذا فالعقل لا يقبلها إطلاقا أن تنطلق ( 17) سبارة مفخخة في آن واحد وتصل الى أهدافها في العاصمة بغداد، ولم يُسمك إنتحاريا واحدا، ولا سيارة واحدة، فأين قوات الإحتلال والشرطة والجيش والمليشيات التي بالآلاف، وأين حالات الطوارىء المفروضة؟
لهذا فالإدعاء بأنه عملا إنتحاريا هو من صنع ماكينة ( مديرية الدعاية والتضليل) في السفارة الأميركية، والتي هي مرتبطة بوزارة الدفاع قسم الدعاية والتضليل، ولكن كيف عرفت الحكومة العراقية ( المغلوب على أمرها والتي إحترفت تحريف الحقائق) أنه إنتحاريا علما إن الأشلاء البشرية كلها مختلطة ببعضها، و بين المدنيين الأبرياء والعسكريين وأفراد الشرطة، والتي تناثرت بفعل الصواريخ الموجهة، وكيف تجزم الحكومة العراقية بعد دقائق أنه هجوم إنتحاري، وسيارة مفخخة علما لم يجدوا وثيقة واحدة، ولا مستمسك واح،ولا حتى إمساكهم بإنتحاري واحد؟
ونعطي هنا شهادة للتاريخ وسمعناها من الناجين الذين كتب الله لهم الحياة، ليكونوا شهود على كذب قوات الإحتلال في العراق، والقصة بحيث تقف مفارز التفتيش الأميركية أحيانا في الشوارع أو في مداخل المدن، وحتى على نقاط الحدود وخصوصا عند الحدود السورية، فيتم إختيار بعض السيارات التي ينزلون سائقها منبطحا على الأرض ويعبثون بها بحجة التفتيش ، وبعد فترة تصادر أوراقه و يقولون له خذ أوراقك من مركز الشرطة الفلاني، أي ستجدها هناك، فحال أقترابه من مركز الشرطة المقصود يتم تفجير السيارة ويقتل صاحب المركبة البرىء وأفراد الشرطة والمارة ويُحسب إنتحاريا وتُحسب سيارته من المفخخات علما أنه بريئا، ويتم ذلك من خلال ا لطائرة ( الهليوكوبتر) التي تبقى تراقب خط مسير السيارة التي تم تفخيخها من قبل مفرزة قوات الإحتلال حتى مركز الشرطة المعني ، بحيث تم أكتشافها بالصدفة عندما تعطلت سيارة الشاهد ( أبو حسام) في منتصف الطريق فشاهد الطائرة تحوم فوقه فإنتبه أن هناك أمرا مريبا، وحال فتحه لصندوق السيارة تم أكتشاف حاوية من القنابل ومعها جهازا للتوقيت، فهرب عنها وتركها لتنقذه سيارة مارة نفذت بإعجوبة من الرمي الموجه نحوها من الطائرة الأميركية، فهذه هي حيل قوات الإحتلال والخلايا الخاصة، لذا الإنتباه ، وعلما هي مفردة من برنامج (فينكس) العراقي..
وسنعطي الدليل أو الوجه الآخر لبرنامج فينكس العراقي، ومن خلال الرصد والتحليل، فلقد حدث حادث أدى الى ( قتل أربعة من المتعاقدين) في البصرة ومن ال ( بلاك ووتر) قبل أيام قليلة سبقت التفجيرات المرعبة ، ولكن بعد سويعات من حادث قتل المقاولين الأربعة تم تفجير ( مطعم) في مدينة البصرة فيه كم هائل من العراقيين الأبرياء والعزّل ، علما إن البصرة هادئة وليس فيها مشاكل منذ حوالي عامين تقريبا .....
فلماذا جاءت التفجيرات بعد مقتل المقاولين الأربعة؟
أنظر الى الرابط التالي كي تغذي معلوماتك بالمزيد من أسرار هذه اللعبة القذرة:
www.corpwatch.org/article.php?id=12604
فما الذي يحدث بالضبط...هل هو مسلسل تحجيم وإسقاط الى السيد الجعفري، ومعه تيار الإسلاميين، و الذي تخاصم قسما كبيرا منهم مع شعبهم، وأبناء جلدتهم ، وتمادوا في الولاء للمشروع الأميركي الى حد الجفاء، وعدم العودة ظنا منهم إنهم فازوا بقلوب وهيام الأميركان...؟
فيبدو إنه مسلسل أميركي لتعويم حكومة الجعفري والتيارات الإسلامية فيها وبشكل تدريجي لحين تمرير مسودة الدستور، وبعدها سيعطى الضوء الأخضر الى الذين تريدهم أميركا من الأحزاب الإسلامية ليقفزوا خارج سفينة الحكومة الحالية، وكذلك خارج سفينة الأحزاب والتيارات الإسلامية، كي تغطس هذه الأحزاب في حفرتها التي حفرتها بنفسها، ومعها الشخصيات التي صدقت نفسها أنها (الشريحة المختارة والناجية) على نمط شعب الله المختار!.
وكي نتحف القارىء والمتابع الكريم بما هو موثق، وبما هو مفيد، سنعطيه هذا الموقع ليثبت إن ما يحصل في العراق هو ما قد طُبق في فيتنام وفي إسرائيل، وأن هذه الظاهرة وهذه البرامج تُدعم من قبل ضباط مخابرات الوكالة المركزية ( سي أي أيه) ، وأن الوسطاء فيها دوما على شكل متعاقدين، فإنظر الى هذا الموقع الذي إختفى قبل يوم واحد من إحتلال العراق وتطلع على موضوع ــ صدى فيتنام ــ!
www.counterpunch.org/valentine04082004.htm
لذا على الشعب العراقي، ومنظمات المجتمع المدني في العراق، ومراصد حقوق الإنسان، وكذلك على المنظمات العالمية والتي تختص بشؤون حقوق الإنسان، والطفل والمرأة والبيئة تصعيد جهودهم حول غموض عمل شركات المتعاقدين في العراق، وحول الترسانة التسليحية التي تمتلكها تلك الشركات المتعاقدة كحراسات وحمايات خاصة، وحول قانونية شمولها بالحصانة القضائية والتي أكدت عليها قرات دولية جاءت بضغط أميركي وخصت قوات الإحتلال العسكرية فقط، وليس شركات المتعاقدين في العراق والتي هي ( وراء) ما يحدث من دمار وقتل بحق العراقيين.
لذا فهي لها واجبات سرية وبأوامر من قوات الإحتلال ووزارة الدفاع الأميركي، فالحقيقة إذن تريد التحقيق والمتابعة، وذلك من أجل الإنسان العراقي الذي أصبح بلا سعر ودمه مجانا وتعويضه ب (500) دولارا أميركيا فقط، وأن تعويض الأميركي ب( ملايين الدولارات) وخذوا الشاهد عندما جمدت الولايات المتحدة أخيرا أموال المساعدات للسلطة الفلسطينية إن لم تدفع تعويضا الى ( أميركيا زوجته) ماتوا في عملية فدائية في الأراضي الفلسطينية، ويقدرالتعويض بعشرات الملايين من الدولارات، فأي حقوق تلك التي يتحدث نها بوش، وأي ميزان الذي يمسكه الرئيس بوش، وكذلك في أي منطق تتكلم الحكومة العراقية والسياسيين العراقيين؟
وأخيرا شعب ينزف تتبرع حكومته بتكريم القاتل!!!!!!
ومن خول الحكومة العراقية وبعض السياسيين أن يتبرعوووووووووووووووو الى الولايات المتحدة الأميركية بمناسبة إعصار ( كاترينا)؟
هل هؤلاء جنّوا أم أنهم في واد آخر.. وهل وصلت حالة الإستهتار بالعراق والإنسان العراقي الذي يحلم بمصباح كهربائي، و بكأس ماء بارد ،و بحبة دواء، و بنومة هانئة ،و بوظيفة يعيل بها أهله وأطفاله الى هذه الدرجة من المزايدات والرخص ؟
يعيش الشعب العراقي في حالة لم تحدث في تاريحه الحديث،حيث أصبح العراقي متخلفا عن أقرانه في المنطقة بحوالي خمسين أو مئة عام، بحيث لا حياة ولا أمان ولا كهرباء ولا دواء ولا ماء ولا بيئة نظيفة ولا مستقبل معلوم... ويستحق المساعدة من العالم كله، وهو الذي يجلس على بحر من النفط...فهل يجوز أن تتبرع حكومته الى إعصار ( كاترينا)؟
فهل هذه رشوة مصافحة بوش ، أم هي رشوة بقائهم في الحكم ، أم هي خُمس ما يُسرق كل يوم من خزائن العراق، بحيث تحول العراق الى بؤرة للفساد التي لم تحدث من قبل لا في المنطقة ولا في العالم؟
وهنا نعطي الكلام الذي خرج عن ( الدائرة الإعلامية في البيت الأبيض)
White house press office حيث قال الرئيس بوش مخاطبا الرئيس الإنتقالي جلال الطالباني المتواجد في الولايات المتحدة ( أود أن أشكرك سيادة الرئيس والحكومة العراقية على الوعد بتقديم المساعدات الى إعصار كاترينا، شكرا لوعد العراق الكبير للمساعدة الى ضحايا إعصار كاترينا ، ومرحبا بكم في الولايات المتحدة)
قال ( مرحبا بكم في الولايات المتحدة) فمن هنا قلنا أنها ثمن المصافحة والجلوس لدقائق مع الرئيس بوش في البيت الأبيض... ولكن من سيعوض الضحايا العراقيين، ومن سيعوض قتل 100 ألف عراقي مدني بريء، ومن سيعوض ضحايا إعصار الحملة على مايسمى بالإرهاب ، ومن سيعوض ضحايا الخلايا السوداء التي تخطف الناس في الظلام لترميهم جثثا هامدة في الصباح ، ومن سيعوض الشعب العراقي على خسائره الجمة، وأولها خسارته للدولة العراقية بتراثها وهيبتها؟
فمن المؤكد لا يروق كلامنا لهؤلاء لأنهم يعتقدون إنهم في بروج عاجية، ويعتقدون إنهم محصنون وللأبد من عزرائيل ومن لعنة العراق، فماذا يريد هؤلاء بعد، خصوصا بعد أن جلسوا في كرسي الحكم، وكسبوا الملايين، وأصبحوا يحكمون الناس، فما سر التمادي في مؤامرة قتل الإنسان؟
إنها سوء العاقبة والعياذ بالله!!.
كاتب ومحلل سياسي عراقي
16.9.2005
samiroff@hotmail.com
تعليق