إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

اية الله اليعقوبي يقولما الذي ينتظره الإمام المهدي (عليه السلام) من شيعته

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اية الله اليعقوبي يقولما الذي ينتظره الإمام المهدي (عليه السلام) من شيعته

    ما الذي ينتظره الإمام المهدي (عليه السلام) من شيعته([1])
    اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق

    والصلاة والسلام على حبيبه محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين

    يثار سؤال عبر الاجيال انه ما السبب في تأخير ظهور الامام (عليه السلام) ليملأ الارض قسطا وعدلا خصوصاً وأنه (عليه السلام) ينتظر اكثر من اي مخلوق غيره للاذن بالظهور لينقذ البشرية من الحيرة والضلالة والتخبط وعبادة الطواغيت، يخلصهم من الظلم والاضطهاد والحرمان واذا كان كل فرد يحسّ في وجدانه بمقدار من الغضب والرفض للظلم والحماس للتغيير فان قلب الامام (عليه السلام) يختزن مجموع هذه الاحساسات المنتشرة في قلوب البشر كلهم لانه شعور محمود وايجابي ، وفي عقيدتنا ان الصفات الايجابية للبشر كالعلم والرحمة والكرم تجتمع كلها وازيد منها عند إمام العصر المعصوم ، فلماذا هذا الانتظار.

    كنا نجيب بان من شروط الظهور ان يعود الناس الى الاسلام ويطبقوه في حياتهم وتحصل لهم القناعة بفشل كل الانظمة الأرضية وانحصار طريق السعادة والكمال بتطبيق الشريعة الإلهية خصوصاً في العراق عاصمة الامام (عليه السلام) ومنطلق حركته المباركة، وها قد حصل هذا واعترف العالم كله بان الاسلام وعلماء الدين هم المحركون للشارع العراقي، واصبح حتى العلماني والملحد يزور مراجع الدين ويستشيرهم ويتجنب إثارتهم واستفزازهم فهذه المرحلة قد تحققت ظاهراً على الاقل .

    ثم دخلنا في مرحلة جديدة من التربية والامتحان وقلنا ان الامام (عليه السلام) يريد من ابناء الاسلام ان يصلوا درجة التضحية الكاملة في سبيل دينهم بحيث لا يتخلفون عن اي امر توجهه المرجعية باعتبارها القيادة النائبة للإمام المعصوم (عليه السلام) ولو كلفهم حياتهم ونضرب لهم مثلا بقصة ذلك الخراساني الذي طلب من الامام الصادق (عليه السلام) التحرك لازالة ظلم الطواغيت من امويين وعباسيين وأن له في خراسان وحدها مائة الف سيف فأجابه الامام (عليه السلام) كالمتعجب : مائة الف سيف؟ قال الخراساني: نعم، ومائتي الف سيف، فأمر الامام ان يُسجر التنور وطلب من الخراساني ان يلقي نفسه فرفض وهنا دخل ابو هارون المكفوف وهو احد اصحاب الامام (عليه السلام) فطلب منه الامام (عليه السلام) ذلك فاستجاب كالبـــــــــــــــــرق والقى نفسه في التنور المسجور وأخذ الامام يشاغل الخراساني بالحديث وهو مذهول لتصرف أبي هارون وقال له: كم لديك في خرسان مثل هذا ؟ قال: لا يوجد يا ابن رسول الله([2]) .وانا اجيب نيابة عنكم ايها الشباب المتحمس الغيور المملوء ايماناً الى أخمص قدميه وأيها الرجال الاشداء المستعدون لفعل ما قام به المؤمن الصادق ابو هارون انه يوجد يا ابن رسول الله الآلاف ممن يقرون عينيك حينما تطلب منهم بل انهم يستأنسون بالمنية دونك استئناس الطفل بمحالب أمّه وقد جرّبنا صبرهم وثباتهم وصدق ولائهم حينما صنع لهم الاخوان قبل الاعداء ناراً اجتماعية من التشويه والتسقيط والسب والاتهام والافتراء والكلام الجارح القاسي الذي يستفزّ حتى الجبال وهي اصعب من النار الطبيعية([3]) فصبروا وازدادوا إيماناً وتسليماً وما كان ردّهم الا ان قالوا: (سلاماً) التزاماً بالادب الالهي.

    وهنا يعود السؤال من جديد اذن ما الذي ينتظره الامام (عليه السلام)؟

    ونحن في الوقت الذي نحاول الاجابة على هذا السؤال ونبين ما ينتظره الإمام (عليه السلام) إنما نريد ان نعرف تكليفنا في هذه المرحلة والعمل الذي نؤديه من اجل التمهيد والاعداد لظهور الامام (عليه السلام) المبارك الميمون ولابد ان نلتفت الى أن ما قدمناه من وصول الامة الى المستويات التي ذكرناها لا يعني نهاية الامتحان وغلق ملف تلك المراحل من التربية فإن هذا الشعور هو اول بوادر الفشل والانهيار لانه يعني العجب والاعتداء بالنفس والمطلوب هو العمل الجاد للاحتفاظ بالنتائج الطيبة ومنع اي محاولة للتراجع والتردي والانحراف وفقدان مواقع الكمال التي وصلها المؤمن بلطف الله تبارك وتعالى والسعي الحثيث للتقدم.

    ففي الروايات ان الإنسان يرى في الجنة مقامات عالية لم يصلها فيتمنى لو كانت له فيقال: ان هذه كانت لك عندما كنت ملتزماً بالطاعة الفلانية ـ كحفظ سورة معينة من القرآن الكريم ـ فلما ضيّعتها فقدت هذا المقام الرفيع وقد حذّرنا الائمة (عليهم السلام) من الشيطان والنفس الامارة بالسوء اللذين يبقيان يزيّنان المعصية ـ بمعناها الواسع الشامل لترك الطاعة ـ حتى تخرج الروح .. خصوصاً مع توسع وتفنن أدوات الإفساد والإضلال وأساليبهما .

    فهذا مما يجب الالتفات إليه إان وصول الامة الى درجة من درجات الكمال لا يعفيها من مسؤولية المراقبة والعمل الجاد للإحتفاظ والسعي لما هو أكمل وقد قالوا في المسابقات الرياضية (إن الاحتفاظ بالقمة اصعب من الوصول اليها).

    واعود الى الاجابة مرة أخرى واقول: ان الدرجة الجديدة من التربية هي مرحلة الوعي والبناء واعني بالبناء: بناء النفس والمجتمع وفق الشريعة الالهية فقد اثبتت المدة الماضية بعد سقوط صدام اللعين بما تضمنت من امتحانات فشل الامة في اجتيازها حيث ظهر الجهل والسذاجة والتعصب واتباع العاطفة والانفعالية في التصرفات وعدم الاهتداء الى القيادة الحقيقية بحيث ضاعت حتى اوضح المقاييس للتقييم كما ان إتاحة الفرصة لتسنّم الكثير من المواقع الدينية والاجتماعية والسياسية والادارية أظهرت الامراض المعنوية التي كانت كامنة في النفس ولم تظهر من قبل لا لأنها غير موجودة وان صاحبها قد تخلص منها بل لأن موضوعها لم يتحقق ولم توجد فرصة لابرازها فلما سنحت هذه الفرصة ظهر التحاسد والتباغض والانانية والاستئثار والاستكبار والتقاطع الى حد ارتكاب اعظم المعاصي التي وعد الله تبارك وتعالى فاعلها النار فصرنا نرى أئمة جمعات يسقطون في وحل الكذب والافتراء وتسقيط المؤمنين وتشويه سمعتهم . والاسلاميون الذين سعوا منذ عشرات السنين لكي يحكم الاسلام لما وصلوا الى المناصب لم نرّ للاسلام اثراً في عملهم ولم يجعلوا مناصبهم وسيلة لبسط العدل ومساعدة المحرومين ورفع الظلم والقضاء على الفساد بل وقعوا في الاخطاء نفسها ولم يكن لهم هم الاّ التشبث بالكراسي.

    وتساقطت رموز كبيرة بسبب سوء التصرف وطاعة الهوى والغفلة عن الله تبارك وتعالى فابتليت الامة بتخبط وتلوّن واضطراب وكادت الفتن ان تطيح بكيانها العتيد الذي بناه الائمة المعصومون (عليهم السلام) والعلماء الصالحون بدمائهم وجهدهم وجهادهم وتضحياتهم لولا ان تداركها اللطف الالهي وبركة وجود ثلة صالحة واعية ثبّتت اوتاد وكيان الحق وحفظته من الانهيار بعد ان كاد يقع .

    هذه الدروس القاسية التي خرجنا بها هي - يا أحبّتي - ما علينا ان نتعلمه في هذه المرحلة وندرسه بعمق لنتوصل الى العلاج الشافي الذي يزيل العوائق عن طريق الامام (عليه السلام) وامامنا اختباران أو فرصتان نستطيع من خلالهما أن نثبت نجاحنا ونتقدم الى الأامام في امتحانَي بناء النفس والمجتمع .

    الأول: حلول شهر رمضان المبارك الذي هو فرصة عظيمة للتكامل والتقرب الى الله تعالى فاننا - يا أخوة الايمان - لم نخلق في هذه الدنيا عبثاً ولم تهبط ارواحنا من العالم العلوي وتحلّ في ابداننا لنتسافل ونتردى بل لنسمو ولنرتقي في سلم الكمال، (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، (الذريات:56)، اي ليعرفوني اولاً ويطيعوني ثانياً لمصلحتهم هم والا فإان الله غني عن العالمين وقد انزل اليهم دستوراً خالداً كاملاً يتكفل بهدايتهم وبعث اليهم نبياً رحيماً رؤوفاً كريماً وأئمة هداة معصومين ليبيّنوا لهم ما نُزّل اليهم ولكن الله علم ان هذا غير كافٍ للكثيرين لكي يبلغوا الدرجات العالية لما تتصف به النفوس من ضعف واتباع للهوى ونزوع للشهوات وفشل امام المغريات فجعل لهم محطات لتسريع التكامل فمن استفاد منها طويت له مسافة السير الى الله تعالى فيقطع في يوم ما يقطعه غيره في سنة وبعض هذه المحطات زمانية كشهر رمضان وليلة الجمعة وأيامها وليلة النصف من شعبان وعرفة والعيدين وغيرها، وبعضها مكانية كالمساجد والعتبات المقدسة وبعضها فعلية كتجمع المؤمنين في صلاة الجمعة والجماعة والمجالس الحسينية وعند نزول المطر وغيرها وهي يمكن استثمارها جميعاً كما في المواظبة على اداء الفرائض جماعة في المساجد خصوصاً صلاة الصبح وهي غير عسيرة في شهر رمضان باعتبار استيقاظ المؤمنين لتناول السحور وتوجههم للعبادة .

    وقد نقل عن بعض الغربيين (( انكم اذا اردتم معرفة قوة المسلمين فراقبوا مواظبتهم على صلاة الصبح جماعة في المساجد)) ويمكن تحصيلها ايضا من خلال الاجتماع في مجالس الذكر والدعاء والموعظة والارشاد وتناول سيرة أهل البيت (عليهم السلام) للتأسي بها والتفجّع لمصائبهم ومن خلال ما يمكن اداؤه من اعمال وسنن مستحبات شهر رمضان وقد كان السلف الصالح يضع لنفسه برنامجاً خاصاً يذكر فيه الاعمال العامة لشهر رمضان ثم الاعمال الخاصة بالليالي وبالعشر الاواخر من الشهر وبليالي القدر الثلاث حتى يكون في حالة ذكر دائم ومنتبهاً لكل وقت يمرّ به فليلة (23) من الشهر يجد لها اعمالاً في قائمة الاعمال العامة وقائمة العشر الاواخر وقائمة ليالي القدر إضافة الى ما يخص ليلة (23) وهكذا.

    كما يضعون نصب اعينهم وصايا المعصومين (عليهم السلام) في بيان حدود الصوم الحقيقي الذي تترتب عليه الآثار المعنوية كخطبة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في آخر جمعة من شعبان وغيرها وهي موجودة في مفاتيح الجنان والرسالة العملية والكتب الاخلاقية وجوامع احاديث أهل البيت (عليهم السلام).

    ومن اهم اعمال شهر رمضان تلاوة القرآن فان لكل شيء ربيعاً وربيع القرآن شهر رمضان فليبدأ من اوله بختمة وينهيها في آخر الشهر ومن زاد زاده الله شرفاً في الدنيا والآخرة وليقرأ الادعية بتدبر ويلتفت الى معانيها الحقيقية والروحية فيفهم من (اشفِ كل مريض) الامراض المعنوية والرذائل النفسية التي توجب البعد عن الله تعالى وتدنّس القلب ومن (اشبع كل جائع) اي كل طالب للحق كالجائع الى العلم والمعرفة والبصيرة والهداية الى طريق الحق ومن (اعتق كل فقير) غنى القناعة وعدم الاحتياج الى المخلوقين والافتقار الحقيقي الى الغني المطلق وهو الله تبارك وتعالى.

    وليتفاعل مع دعاء الافتتاح المروي عن الامام الحجة (عليه السلام) ليعرف حاله وتكليفه في زمان غيبة الامام وليحصّل ولو بمقدار يسير النوافل اليومية الراتبة كركعتين من نافلة الظهر او العصر وركعتي الشفع والوتر من نافلة الليل.

    وليعمل على قضاء حوائج المؤمنين وادخال السرور عليهم ومساعدة المحتاجين وتخفيف آلام المحرومين وليتجنب ما يبعده عن الله تعالى ويحرمه من عطائه الكريم (فان الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم) وقد ذكرنا تفاصيل كثيرة لهذه التوجيهات في كتاب (رمضان والعيد بين احكام الشريعة وتقاليد العرف) وكتاب (شكوى القرآن) و (شكوى المسجد) و (شكوى الامام (عليه السلام)) وغيرها.

    وعلينا ان نتزود في شهر رمضان من الغذاء الروحي والجرعة الايمانية ما يحفظ لنا ديننا والتزامنا بنهج القرآن الكريم وسيرة أهل البيت (عليهم السلام) الى شهر رمضان المقبل (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى) وذلك بالمواظبة على العمل ومراقبة النفس وليس كمن نسي كل شيء وعاد الى سيرته الاولى بمجرد خروج شهر رمضان اي في العيد او بعده كالذي نشهده من وقوع الناس في المعاصي في احتفالات وزيارات ومراسيم أيام العيد([4]).

    الثاني: قرب موعد الانتخابات العامة في البلاد التي يرجون الشعب وقيادته الحقيقية ان تكون حرة نزيهة تتيح لكل ابناء الشعب فرصة المشاركة بلا عوائق ولا ابتزاز او ارهاب او اغراء او تزوير حتى تأتي بحكومة شرعية نابعة من ارادة الشعب واختياره تكون اساساً لعودة العراق حراً مستقلاً وتنهي الاحتلال وتضع حداً لحمامات الدم البرئ الذي يسيل في كل لحظة تحت مسمّيات وادعاءات تضحك الثكلى ويسخر منها حتى الطفل.

    إن هذه الانتخابات تكتسب اهميتها من عدة جهات:

    1- انها ستؤسس مسقبل العراق وتضع معالمه الى مدة طويلة لا يعلمها الا الله تعالى لانها ستكتب الدستور الذي - ان لم نشارك في وضعه او لم نحسن كتابته - فانه يمكن ان يكبّل أي تحرك لاصلاح المجتمع ونشر الفضيلة فيه ومحاربة الرذيلة والفساد كالذي نراه في تركيا.

    2- انها ستؤكد انتماء الشعب العراقي وتبيّن ولاءه فان كان يريد الاسلام فليقل بصراحة ووضوح ذلك، وليعبّر من خلال صناديق الاقتراع عن ارادته باختياره الجهات الاسلامية التي تحظى بتأييد المرجعية الشريفة ومباركتها وقد جرّب الشعب - حتى الاقليات والطوائف والاعراف غير المسلمة - ان المرجعية هي الجهة النزيهة المحبّة لكل الناس الرحيمة بهم المدافعة عن حقوقهم جميعاً والرافضة لاي ظلم مهما كانت جهة صدوره وعلى اي أحد وقع لذا فانهم صمام امان وحدة الشعب وبسط العدل فيه.

    3- انها ستوصل الى مواقع المسؤولية الاكفاء الملتزمين ذوي السلوك النظيف الذين يعملون بإخلاص لإعمار البلد وتحسين حال أهله وتتحقق هذه النتيجة بمقدار اقناعنا لمثل هذه الطاقات بالتصدي لمواقع المسؤولية وتعبئة الجماهير لانتخابها ودعمها.

    ومنه تتفرع عدة تكاليف:

    أ- توعية الامة بضرورة المشاركة في الانتخابات خصوصاً بعد ما اصدرت المرجعية فتاواها بوجوب المشاركة فيها وتهيئة مقدماتها كالتسجيل في قوائم الناخبين وتحضير الوثائق الثبوتية الكافية وتحريم القيام بكل ما يعرقل هذه الخطوة وكنّا من اوائل من اعلن ذلك في البيان/ 60 من سلسلة خطاب المرحلة قبل اكثر من شهر فعلى الناس ان يفهموا معنى قول المرجعية (يجب ) اي ان القيام بهذا العمل فريضة دينية لا يحلّ تركها كوجوب الصلاة والصوم بل ان هذه اهم لان تلك الواجبات فردية تحدد العلاقة بين الفرد وخالقه اما هذه فتقرر مصير البلاد والعباد([5]).

    يجب ان يصل هذا النداء الى كل فرد من خلال الخطباء والمبلغين والمثقفين والشباب الرساليين لان شريحة مهمة من امتنا يعيشون في الريف والبادية وليس لهم مستوى ثقافي يؤهلهم لفهم هذه المعاني فلابد من حملة واسعة يشترك فيها كل من يقدر عليها ، مستغلين حلول شهر رمضان حيث تنشر مجالس الوعظ والارشاد والتوجيه .

    ب - التحرك على الكفاءات الملتزمة النزيهة التي تريد الخير للناس جميعاً لكي يرشحوا انفسهم ويعلنوا عن قدراتهم ويعرّفوا انفسهم للناس حتى ينتخبوهم .

    جـ - التحذير من الجهات التي تعمل على كسب اصوات الناس بالاغراء والتهديد وهي لا تنفعهم ولا تعمل لاجلهم وإنما تسعى وراء مصالحها ومصالح الجهات التي تقف وراءها.

    د - دعوة السياسيين والمتصدين للعمل السياسي ان يهيئوا قائمة تضم العناصر النظيفة وان توزع الاستحقاقات فيها بعدالة ليتسنى للمرجعية دعمها والاشارة اليها بعد أخذ التعهدات والضمانات الكافية لالتزام اعضائها الفائزين بالاهداف والمبادئ الانسانية العليا.

    إننا حينما نبدي اهتمامنا هذا بالانتخابات فانه لم يكن ناشئا من الثقة والمصداقية بوعود القائمين عليها بقدر ما هو تكليف شرعي لابراء ذممنا امام الله تعالى واتباع كل وسيلة ميسرة لاعادة الحق الى اهله وحفظ وحدة العراق واستقلاله وحريته وسيادة العدالة فيه .

    هذا هو تكليفنا ضمن الاعداد لدولة الامام (عليه السلام) لانها دولة مؤسسات تقوم على اساس توزيع الاستحقاقات على أهلها ووضع الشخص في الموقع المناسب بلا مجاملة ولا مداهنة وسوف لا يبنى الامام (عليه السلام) دولته بالطرق الاعجازية ولا بالسيف والتدمير وقطع الرقاب وإهلاك الحرث والنسل كما يفعله الارهابيون اليوم ليشوهوا صورة الاسلام ولينفروا البشرية من كل داعية مصلح وإنما يسير بسيرة جده المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث بدأ بدعوته المباركة وحيداً فآمن به واستضاء بنوره وسارع الى تصديقه الطاهرون ذوو القلوب السليمة والمعرفة العميقة وانتشرت دعوته حتى ملأت الخافقين وعجزت عن مواجهته اعتى القوى المستكبرة ولم يحمل شخصياً أي سلاح حتى في اشد المعارك وطأة فحينما انهزم اصحابه في أحد وأحاط به المشركون لم يكن بيده سلاح يدافع عن نفسه حتى نالوا من جسده الشريف وسال دمه وكان امير المؤمنين (عليه السلام) هو الذي يدافع عنه ولم يقتل مشركاً بيده لانه (صلى الله عليه وآله وسلم) رحمة للعالمين وشملت رحمته حتى اعداءه لانه تجسيد لرحمة الله تبارك وتعالى التي عمّت الموجودات فالامام المهدي (عليه السلام) هو ابن ذلك النبي العظيم والمحيي لسنّته والسائر على هديه.

    أسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من أنصار الامام (عليه السلام) ومن المؤهلين للاعداد لدولته المباركة وأن يجعلنا من خير من طلع عليه هذا الشهر الكريم، وان يقسم لنا خير ما قسم لعباده الصالحين وان يوفقنا لما وفق له محمداً وآله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأن يعتق رقابنا من النار بعفوه وصفحه إنه غفور رحيم حليم كريم والحمد رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X