عن أبي الحسين محمّد بن هارون التلّعكبري: أخبرني أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى: حدّثنا أحمد بن محمّد: حدّثنا أبو عبدالله الرازي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن روح بن صالح، عن هارون بن خارجة يرفعه، عن فاطمة عليها السّلام قالت:
أصابَ الناسَ زلزلةٌ على عهد أبي بكر، وفزع الناس إلى أبي بكرٍ وعمر فوجدوهما قد خرجا فَزِعَين إلى عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، فتبعهما الناس حتّى انتهوا إلى باب عليّ عليه السّلام، فخرج إليهم عليٌّ عليه السّلام غيرَ مكترث لِما هُم فيه، فمضى واتّبعه الناس.. حتّى انتهى إلى تَلعَةٍ فقعد عليها، فقعدوا حوله وهم ينظرون إلى حيطان المدينة ترتجّ جائيةً وذاهبة.
فقال لهم عليّ: كأنّكم قد هالكم ما تَرَون ؟!
قالوا: وكيف لا يَهُولنا ولم نَرَ مثلَها قطّ ؟!
قالت عليها السّلام: فحَرَّك شفتَيه، ثمّ ضرب الأرضَ بيده، ثمّ قال: ما لَكِ ؟ اسكُني. فسكنت، فعجبوا من ذلك أكثر من تعجّبهم أوّلاً حين خرج إليهم، قال لهم: وإنّكم قد عجبتم من صنيعي ؟! قالوا: نعم. قال: أنا الرجل الذي قال الله عزّوجلّ: « إذا زُلزِلَتِ الأرضُ زِلْزالَها * وأخرَجَتِ الأرضُ أثقالَها * وقالَ الإنسانُ: ما لَها ؟! » فأنا الإنسان الذي يقول لها: ما لَكِ ؟! « يومئذٍ تُحدِّثُ أخبارَها » إيّايَ تحدّث...
عن عمر بن أُذينة، عن أبيه، عن أبي عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام قال: دخل الأشتر على عليٍّ عليه السّلام فسلّم، فأجابه ثمّ قال: ما أدخَلَك علَيّ في هذه الساعة ؟ قال: حبُّك يا أمير المؤمنين، فقال: هل رأيتَ ببابي أحداً ؟ قال: نعم، أربعة نفر.
فخرج والأشتر معه.. وإذا بالباب: أكمَه ومكفوف وأبرص ومُقعَد، فقال عليه السّلام: ما تصنعون ها هنا ؟ قالوا: جئناك لِما بنا. فرجع ففتح حُقّاً له، فأخرج رَقّاً أبيض فيه كتابٌ أبيض، فقرأ عليهم.. فقاموا كلّهم مِن غير علّة.
عن عبدالواحد بن زيد ( أبي عبيد البصري ) قال: كنت حاجّاً إلى بيت الله الحرام، فبينا أنا في الطواف إذ رأيت جاريتينِ عند الركن اليماني، تقول إحداهما للأخرى: لا وحقِّ المُنتجَب للوصيّة، والحاكمِ بالسَّويّة، والعادلِ في القضيّة، بَعلِ فاطمة الزكيّةِ الرضيّةِ المرضيّة.. ما كان كذا.
فقلت: مَن هذا المنعوت ؟!
قالت: هذا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علَمُ الأعلام، وباب الأحكام، قسيم الجنّة والنار، ربّانيّ الأُمّة.
فقلت: مِن أين تعرفينه ؟ قالت: وكيف لا أعرفه وقد قُتِل أبي بين يديه بصِفّين ولقد دخل على أُمّي لمّا رجع فقال: يا أُمَّ الأيتام كيف أصبحتِ ؟ قالت: بخير. ثمّ أخرَجَتْني وأُختي هذه إليه عليه السّلام وكان قد ركبني من الجُدَريّ ما ذهب به بصري، فلمّا نظر عليٌّ عليه السّلام إليّ تأوّه وقال:
ما إنْ تأوَّهتُ مِن شيءٍ رُزِيتُ بهِ كمـا تأوّهتُ للأطفالِ فـي الصِّغَرِ
قد ماتَ والـدُهم مَـن كان يَكفُلُهم في النائباتِ وفي الأسفارِ والحَضَرِ
ثمّ مَدّ يدَه المباركة على وجهي، فانفَتَحت عيني لوقتي وساعتي، فوَاللهِ إنّي لأنظرُ إلى الجمل الشارد في الليلة الظلماء ببركته.
رُوي عن عمر بن عليّ بن عمر بن يزيد عن الثمالي عن بعض من حدّثه عن الإمام علي عليه السّلام أنّه كان قاعداً في مسجد الكوفة وحوله أصحابه، فقال له أحدُ أصحابه: إنّي لأعجَب من هذه الدنيا التي في أيدي هؤلاء القوم وليست عندكم! فقال: أترى أنّا نريد الدنيا فلا نُعطاها ؟!
ثمّ قبض قبضةً مِن حصى المسجد فضمّها في كفّه، ثمّ فتح كفَّه عنها..
فإذا هي جواهر تلمع وتزهر، فقال: ما هذه ؟! فنظرنا فقلنا: مِن أجود الجواهر، فقال: لو أردنا الدنيا لكانت لنا، ولكن لا نريدها.
ثمّ رمى بالجواهر من كفّه، فعادت كما كانت حصى.
• روى الخوارزمي الحنفي المذهب، بسندٍ طويل ينتهي إلى أنس بن مالك أنّه قال: صلّى بنا رسول الله صلّى الله عليه وآله صلاة العصر فأبطأ في ركوعه في الركعة الأُولى.. حتّى ظننّا أنّه قد سها وغَفَل، ثمّ رفع رأسه وقال: سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَه. ثمّ أوجز في صلاته وسلّم، ثمّ أقبل علينا بوجهه كأنّه القمر ليلة البدر في وسط النجوم، ثمّ جثا على رُكبتيه وبَسَط قامته حتّى تلألأ المسجد بنور وجهه، ثمّ رمى بطَرْفه إلى الصفّ الأوّل يتفقّد أصحابه رجلاً رجلاً، ثمّ رمى بطرفه إلى الصفّ الثاني، ثمّ رمى بطرفه إلى الصفّ الثالث يتفقّدهم رجلاً رجلاً، ثمّ كثرت الصفوف على رسول الله صلّى الله عليه وآله، ثمّ قال: ما لي لا أرى ابنَ عمّي عليّ بن أبي طالب ؟! يا ابنَ عمّي. فأجابه عليّ كرّم الله وجهه مِن آخر الصفوف وهو يقول: لبّيك لبّيك يا رسول الله. فنادى النبيُّ صلّى الله عليه وآله بأعلى صوته: أُدنُ منّي يا عليّ.
قال: فما زال عليٌّ يتخطّى الصفوف وأعناقُ المهاجرين والأنصار ممتدّة إليه.. حتّى دنا من المصطفى، فقال له النبيّ صلّى الله عليه وآله: يا عليّ، ما الذي خلّفك عن الصفّ الأوّل ؟ قال: كنتُ على غير طَهور، فأتيتُ منزل فاطمة فنادَيتُ: يا حسنُ يا حسين، يا فِضّة. فلم يُجبني أحد، فإذا بهاتفٍ يهتف بي من ورائي وهو ينادي: يا أبا الحسن، يا ابنَ عمّ النبيّ صلّى الله عليه وآله، إلتَفِتْ. فالتَفَتُّ فإذا أنا بسَطلٍ من ذهب وفيه ماء وعليه منديل، فأخذتُ المنديل ووضعته على منكبي الأيمن، وأومأتُ إلى الماء فإذا الماء يفيض على كفّي، فتطهّرتُ وأسبَغتُ الطهر، ولقد وَجَدتُه في لِين الزُّبد وطعمة الشَّهد ورائحة المِسك، ثمّ التَفَتُّ ولا أدري مَن وضع السطل والمنديل، ولا أدري مَن أخذه.
فتبسّم رسول الله صلّى الله عليه وآله في وجهه، وضمّه إلى صدره وقبّل ما بين عينيه، ثمّ قال: يا أبا الحسن، ألا أُبشّرك أنّ السطل من الجنّة، والمنديل والماء من الفردوس الأعلى، والذي هيّأك للصلاة جبرائيل، والذي مَندلَكَ ميكائيل عليهما السّلام.
يا عليّ، والذي نَفْسُ محمّدٍ بيده، ما زال إسرافيل قابضاً بيده على رُكبتي حتّى لَحِقتَ معي الصلاة، أتَلومُني الناسُ على حبِّك، واللهُ تعالى وملائكته يحبّونك من فوق السماء ؟!
يتبع والسلام
أصابَ الناسَ زلزلةٌ على عهد أبي بكر، وفزع الناس إلى أبي بكرٍ وعمر فوجدوهما قد خرجا فَزِعَين إلى عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، فتبعهما الناس حتّى انتهوا إلى باب عليّ عليه السّلام، فخرج إليهم عليٌّ عليه السّلام غيرَ مكترث لِما هُم فيه، فمضى واتّبعه الناس.. حتّى انتهى إلى تَلعَةٍ فقعد عليها، فقعدوا حوله وهم ينظرون إلى حيطان المدينة ترتجّ جائيةً وذاهبة.
فقال لهم عليّ: كأنّكم قد هالكم ما تَرَون ؟!
قالوا: وكيف لا يَهُولنا ولم نَرَ مثلَها قطّ ؟!
قالت عليها السّلام: فحَرَّك شفتَيه، ثمّ ضرب الأرضَ بيده، ثمّ قال: ما لَكِ ؟ اسكُني. فسكنت، فعجبوا من ذلك أكثر من تعجّبهم أوّلاً حين خرج إليهم، قال لهم: وإنّكم قد عجبتم من صنيعي ؟! قالوا: نعم. قال: أنا الرجل الذي قال الله عزّوجلّ: « إذا زُلزِلَتِ الأرضُ زِلْزالَها * وأخرَجَتِ الأرضُ أثقالَها * وقالَ الإنسانُ: ما لَها ؟! » فأنا الإنسان الذي يقول لها: ما لَكِ ؟! « يومئذٍ تُحدِّثُ أخبارَها » إيّايَ تحدّث...
عن عمر بن أُذينة، عن أبيه، عن أبي عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام قال: دخل الأشتر على عليٍّ عليه السّلام فسلّم، فأجابه ثمّ قال: ما أدخَلَك علَيّ في هذه الساعة ؟ قال: حبُّك يا أمير المؤمنين، فقال: هل رأيتَ ببابي أحداً ؟ قال: نعم، أربعة نفر.
فخرج والأشتر معه.. وإذا بالباب: أكمَه ومكفوف وأبرص ومُقعَد، فقال عليه السّلام: ما تصنعون ها هنا ؟ قالوا: جئناك لِما بنا. فرجع ففتح حُقّاً له، فأخرج رَقّاً أبيض فيه كتابٌ أبيض، فقرأ عليهم.. فقاموا كلّهم مِن غير علّة.
عن عبدالواحد بن زيد ( أبي عبيد البصري ) قال: كنت حاجّاً إلى بيت الله الحرام، فبينا أنا في الطواف إذ رأيت جاريتينِ عند الركن اليماني، تقول إحداهما للأخرى: لا وحقِّ المُنتجَب للوصيّة، والحاكمِ بالسَّويّة، والعادلِ في القضيّة، بَعلِ فاطمة الزكيّةِ الرضيّةِ المرضيّة.. ما كان كذا.
فقلت: مَن هذا المنعوت ؟!
قالت: هذا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علَمُ الأعلام، وباب الأحكام، قسيم الجنّة والنار، ربّانيّ الأُمّة.
فقلت: مِن أين تعرفينه ؟ قالت: وكيف لا أعرفه وقد قُتِل أبي بين يديه بصِفّين ولقد دخل على أُمّي لمّا رجع فقال: يا أُمَّ الأيتام كيف أصبحتِ ؟ قالت: بخير. ثمّ أخرَجَتْني وأُختي هذه إليه عليه السّلام وكان قد ركبني من الجُدَريّ ما ذهب به بصري، فلمّا نظر عليٌّ عليه السّلام إليّ تأوّه وقال:
ما إنْ تأوَّهتُ مِن شيءٍ رُزِيتُ بهِ كمـا تأوّهتُ للأطفالِ فـي الصِّغَرِ
قد ماتَ والـدُهم مَـن كان يَكفُلُهم في النائباتِ وفي الأسفارِ والحَضَرِ
ثمّ مَدّ يدَه المباركة على وجهي، فانفَتَحت عيني لوقتي وساعتي، فوَاللهِ إنّي لأنظرُ إلى الجمل الشارد في الليلة الظلماء ببركته.
رُوي عن عمر بن عليّ بن عمر بن يزيد عن الثمالي عن بعض من حدّثه عن الإمام علي عليه السّلام أنّه كان قاعداً في مسجد الكوفة وحوله أصحابه، فقال له أحدُ أصحابه: إنّي لأعجَب من هذه الدنيا التي في أيدي هؤلاء القوم وليست عندكم! فقال: أترى أنّا نريد الدنيا فلا نُعطاها ؟!
ثمّ قبض قبضةً مِن حصى المسجد فضمّها في كفّه، ثمّ فتح كفَّه عنها..
فإذا هي جواهر تلمع وتزهر، فقال: ما هذه ؟! فنظرنا فقلنا: مِن أجود الجواهر، فقال: لو أردنا الدنيا لكانت لنا، ولكن لا نريدها.
ثمّ رمى بالجواهر من كفّه، فعادت كما كانت حصى.
• روى الخوارزمي الحنفي المذهب، بسندٍ طويل ينتهي إلى أنس بن مالك أنّه قال: صلّى بنا رسول الله صلّى الله عليه وآله صلاة العصر فأبطأ في ركوعه في الركعة الأُولى.. حتّى ظننّا أنّه قد سها وغَفَل، ثمّ رفع رأسه وقال: سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَه. ثمّ أوجز في صلاته وسلّم، ثمّ أقبل علينا بوجهه كأنّه القمر ليلة البدر في وسط النجوم، ثمّ جثا على رُكبتيه وبَسَط قامته حتّى تلألأ المسجد بنور وجهه، ثمّ رمى بطَرْفه إلى الصفّ الأوّل يتفقّد أصحابه رجلاً رجلاً، ثمّ رمى بطرفه إلى الصفّ الثاني، ثمّ رمى بطرفه إلى الصفّ الثالث يتفقّدهم رجلاً رجلاً، ثمّ كثرت الصفوف على رسول الله صلّى الله عليه وآله، ثمّ قال: ما لي لا أرى ابنَ عمّي عليّ بن أبي طالب ؟! يا ابنَ عمّي. فأجابه عليّ كرّم الله وجهه مِن آخر الصفوف وهو يقول: لبّيك لبّيك يا رسول الله. فنادى النبيُّ صلّى الله عليه وآله بأعلى صوته: أُدنُ منّي يا عليّ.
قال: فما زال عليٌّ يتخطّى الصفوف وأعناقُ المهاجرين والأنصار ممتدّة إليه.. حتّى دنا من المصطفى، فقال له النبيّ صلّى الله عليه وآله: يا عليّ، ما الذي خلّفك عن الصفّ الأوّل ؟ قال: كنتُ على غير طَهور، فأتيتُ منزل فاطمة فنادَيتُ: يا حسنُ يا حسين، يا فِضّة. فلم يُجبني أحد، فإذا بهاتفٍ يهتف بي من ورائي وهو ينادي: يا أبا الحسن، يا ابنَ عمّ النبيّ صلّى الله عليه وآله، إلتَفِتْ. فالتَفَتُّ فإذا أنا بسَطلٍ من ذهب وفيه ماء وعليه منديل، فأخذتُ المنديل ووضعته على منكبي الأيمن، وأومأتُ إلى الماء فإذا الماء يفيض على كفّي، فتطهّرتُ وأسبَغتُ الطهر، ولقد وَجَدتُه في لِين الزُّبد وطعمة الشَّهد ورائحة المِسك، ثمّ التَفَتُّ ولا أدري مَن وضع السطل والمنديل، ولا أدري مَن أخذه.
فتبسّم رسول الله صلّى الله عليه وآله في وجهه، وضمّه إلى صدره وقبّل ما بين عينيه، ثمّ قال: يا أبا الحسن، ألا أُبشّرك أنّ السطل من الجنّة، والمنديل والماء من الفردوس الأعلى، والذي هيّأك للصلاة جبرائيل، والذي مَندلَكَ ميكائيل عليهما السّلام.
يا عليّ، والذي نَفْسُ محمّدٍ بيده، ما زال إسرافيل قابضاً بيده على رُكبتي حتّى لَحِقتَ معي الصلاة، أتَلومُني الناسُ على حبِّك، واللهُ تعالى وملائكته يحبّونك من فوق السماء ؟!
يتبع والسلام