هذه العلائم لا بد من وقوعها كما جاء في الحديث عن ابي عبد الله الصادق (ع): اختلاف بني العباس من المحتوم وخروج السفياني في شهر رجب من المحتوم..الخ كما ان بعض العلامات تتقدم ظهوره بكثير، كالاحاديث الواردة عن الوضع العام، وتردي الناحية الاجتماعية والاخلاقية الى غير ذلك مما ستقرأه في هذا الفصل، وبعضها يكون مقارب لظهوره عليه السلام، كخسف البيداء، والنداء من السماء، وقتل النفس الزكية الى غير ذلك..
نبدأ الان بذكر ما ورد عن الرسول الاعظم (ص) ثم الائمة عليهم السلام وبعض كبار الصحابة والتابعين:
1- قال رسول الله (ص) : منا مهدي هذه الامة اذا صارت الدنيا هرجاً ومرجاً، وتظاهرت الفتن، وتقطعت السبل، وأغار بعضهم على بعض، فلا كبير يرحم صغيراً، ولا صغير يوقر كبيراً، فيبعث الله عند ذلك مهدينا، التاسع من صلب الحسين عليه السلام، يفتح حصون الضلالة، وقلوباً غفلاً، يقوم في الدين في آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان، يملأ الارض عدلاً كما ملئت جورا.
2- قال رسول الله (ص) : ستكون بعدي فتن لا خلاص منها، فيها هرب وحرب، ثم من بعدها فتن أشد منها، كلما انقضت تمادت حتى لايبقى بيت من العرب الا دخلته، ولا مسلم الا وصلته، حتى يخرج رجل من عترتي.
3- قال رسول الله (ص) : -في حديث له طويل- لعلي (ع): ثم نودي بنداء يسمعه من البعد كما يسمعه من القرب، يكون رحمة على المؤمنين وعذاباً على المنافقين.
قلت: وما ذلك النداء؟
قال رسول الله (ص) : ثلاثة اصوات في رجل، أولها: الا لعنة الله على الظالمين، الثاني: أزفت الآزفة، والثالث: يرون بدنا بارزاً مع قرن الشمس: الا ان الله قد بعث فلاناً، حتى ينسبه الى علي، فيه هلاك الظالمين، فعند ذلك يأتي الفرج، ويشفي اليه صدروهم، ويذهب غيظ قلوبهم، قلت: يا رسول الله فكم يكون بعدي من الائمة؟ قال (ص): بعد الحسين تسعة، والتاسع قائمهم.
4- من حديث المعراج عنه (ص) : اخرج من صلبه –أي علي- احد عشر مهدياً كلهم من ذريتك، من البكر البتول، وآخر رجل منهم يصلي خلفه المسيح بن مريم يملأ الارض عدلاً كما ملئت ظلماً وجورا، أنجي به من الهلكة، وأهدي به من الضلالة، وأبرأ به الأعمى، وأشفي به المريض.
فقلت : إلهي وسيدي متى يكون ذلك؟
فأوحي الله عز وجل : يكون ذلك اذا رفع العلم، وظهر الجهل وكثر القراء، وقل العمل، وكثر القتل، وقل الفقهاء الهادون، وكثر فقهاء الضلالة والخونة، وكثر الشعراء، واتخذ أمتك قبورهم مساجد، وحليت المصاحف، وزخرفت المساجد، وكثر الجور والفساد، وظهر المكر، وأمر أمتك به، ونهي عن المعروف، وأكتفى الرجال بالرجال، والنساء بالنساء وصار الامراء كفرة، وأوليائهم فجرة، وأعوانهم ظلمة، وذووا الرأي منهم فسقة، وعند ذلك ثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وخراب بالبصرة على يد رجل من ذريتك يتبعه الزنوج، وخروج رجل من ولد الحسين بن علي، وظهور الدجال يخرج من المشرق من سجستان، وظهور السفياني.
4- قال أمير المؤمنين (ع) : بين يدي القائم موت احمر، وموت أبيض، وجراد في حينه، وجراد في غير حينه أحمر كألوان الدم، فأما الموت الاحمر فالسيف، واما الموت الابيض فالطاعون.
5- وقال أمير المؤمنين (ع) في موضع آخر: انتظروا الفرج من ثلاث.
قلت : وما هي؟
قال عليه السلام : إختلاف أهل الشام بينهم، واختلاف الرايات السود من خراسان، والفزعة في شهر رمضان.
فقيل وما الفزعة في شهر رمضان؟
قال عليه السلام : مناد من السماء يوقظ النائم، ويفزع اليقظان، ويخرج الفتاة من خدرها، ويسمع الناس كلهم فلا يجيء رجل من أفق من الآفاق إلا يحدث أنه سمعها.
6- قال أمير المؤمنين عليه السلام : اذا وقعت النار في حجازكم، وجرى الماء بنجفكم، فتوقعوا ظهوره.
7- قال أمير المؤمنين عليه السلام : الا وان لخروجه علامات عشر، اولها: تخريق الرايات في أزقة الكوفة، وتعطيل المساجد، وانقطاع الحاج، وخسف، وقذف بخراسان، وطلوع الكوكب المذنب، واقتران النجوم، وهرج ومرج، وقتل ونهب، فتلك علامات عشر، ومن العلامة الى العلامة عجب، فاذا تمت العلامات قام قائمنا.
8- قال الحسين عليه السلام : اذا رأيتم علامة من السماء ناراً عظيمة من قبل المشرق، وتطلع ليالي فعندها فرج آل محمد او فرج الناس، وهي قدام المهدي.
9- قال علي بن الحسين عليهما السلام : اذا ملأ نجفكم هذا السيل والمطر، وظهرت النار في الحجاز والمدر، وملكت بغداد التتر، فتوقعوا ظهور القائم المنتظر.
10- عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قال ابو جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام: يا جابر إلزم الارض ولا تحرك يداً ولا رجلاً حتى ترى علامات أذكرها لك إن ادركت أولها: اختلاف بني العباس وما أراك تدرك ذلك، ولكن به حدّث من بعدي، ومناد ينادي من السماء ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق بالفتح، وتخسف قرية من قرى الشام تسمى الجابية، وتسقط طائفة من مسجد دمشق الايمن، ومارقة تمرق من الترك، ويعقبها هرج الروم، وسيقبل أخوان الترك (هم اهل المشرق والمغرب) حتى ينزلوا الجزيرة، وسيقبل مارقة الروم حتى ينزلوا الرملة (مكان بفلسطين)، فتلك السنة ياجابر فيها اختلاف كثير في كل ارض من ناحية المغرب، فأول أرض تخرب الشام، ويختلفون عند ذلك على ثلاث رايات: راية الاصهب، وراية الابقع (اي صاحب الثياب المبرقعة)، وراية السفياني، فيلتقي السفياني بالابقع فيقتتلون، فيقتله السفياني ومن معه، ثم يقتل الاصهب، ثم لا يكون له همة الا الاقبال نحو العراق، ويمر جيشه بقرقيسيا فيقتتلون بها، فيقتل بها من الجبارين مائة الف، ويبعث السفياني جيشاً الى الكوفة وعدتهم سبعون الفاً، فيصيبون من اهل الكوفة قتلاً وصلباً وسبياً، فبينا هم ذلك إذ أقبلت رايات من ناحية خراسان تطوي المنازل طياً حثيثاً، ومعهم نفر من أصحاب القائم، ثم يخرج رجل من موالي أهل الكوفة في ضعفاء فيقتله أمير جيش السفياني بين الحيرة والكوفة، ويبعث السفياني بعثاً الى المدينة فينفر المهدي منها الى مكة، فيبلغ أمير جيش السفياني ان المهدي قد خرج الى مكة، فيبعث جيشاً على أثره فلا يدركه حتى يدخل مكة خائفاً يترقب على سنة موسى بن عمران.
قال : وينزل أمير جيش السفياني البيداء (الصحراء)، فينادي مناد من السماء يا بيداء أبيدي القوم، فيخسف بهم، فلا يفلت منهم الا ثلاثة نفر، يحوّل الله وجوههم الى أقفيتهم وهم من كلب وفيهم نزلت هذه الآية {يأيها الذين أوتوا الكتاب أمنوا بما نزلنا مصدقاً لما معكم من قبل ان نطمس وجوهاً فنردها على أدبارها} قال: والقائم يومئذٍ بمكة قد أسند ظهره الى البيت الحرام مستجيراً، فينادي: يا ايها الناس إنا نستنصر الله فمن أجابنا من الناس فإنا أهل بيت نبيكم محمد، ونحن أولى الناس بالله وبمحمد (ص) فمن حاجني في آدم فإني أولى الناس بآدم، ومن حاجني في نوح فأنا أولى الناس بنوح، ومن حاجني في إبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم، ومن حاجني في محمد فأنا أولى الناس بمحمد، ومن حاجني في النبيين فأنا أولى الناس بالنبيين، أليس الله يقول في محكم كتابه {ان الله اصطفى أدم ونوحاً وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين* ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم} فأنا بقية من آدم وذخيرة من نوح، ومصطفى من إبراهيم، وصفوة من محمد صلى الله عليهم أجمعين، ألا ومن حاجني في كتاب الله فأنا أولى بكتاب الله، الا من حاجني في سنة رسول الله فأنا أولى بسنة رسول الله، فأنشد الله من سمع كلامي اليوم لما بلغ الشاهد منكم الغائب، وأسألكم بحق الله، وبحث رسوله، وبحقي فإن لي عليكم حق القربى من رسول الله (ص) إلا اعنتمونا، ومنعتمونا ممن يطلبنا، فقد أخفنا وظلمنا وطردنا من ديارنا وأبنائنا وبغي علينا ودفعنا عن حقنا فأفترى أهل الباطل علينا، فالله الله فينا لا تخذلونا، وانصرونا ينصركم الله.
قال : فيجمع الله أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، يجمعهم الله له على غير ميعاد، قزعاً كقزع الخريف، وهي يا جابر الآية التي ذكرها الله في كتابه {أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعاً ان الله على كل شيء قدير} فيبايعونه بين الركن والمقام ومعه عهد من رسول الله (ص) قد توارثته الابناء عن الآباء، والقائم يا جابر رجل من ولد الحسين عليه السلام، يصلح الله له أمره في ليلة، فما أشكل على الناس من ذلك يا جابر فلا يشكلن عليهم ولادته من رسول الله (ص) ووراثته العلماء عالماً بعد عالم، فإن أشكل هذا كله عليهم فإن الصوت من السماء لا يشكل عليهم اذا نودي باسمه واسم ابيه وجده.
11- قال الامام الصادق عليه السلام : يزجر الناس قبل قيام القائم عليه السلام، عن معاصيهم بنار تظهر في السماء وحمرة تجلل السماء، وخسف ببغداد، وخسف ببلدة البصرة ودماء تسفك بها، وخراب دورها، وفناء يقع في اهلها، وشمول أهل العراق خوف لا يكون لهم معه قرار.
12- قال الامام الصادق عليه السلام : ليس بين قيام القائم وبين قتل النفس الزكية الا خمس عشرة ليلة.
13- وقال ايضا عليه السلام : خروج الثلاثة : الخراساني، والسفياني, واليماني، في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد، وليس فيها راية بأهدى من راية اليماني تهدي الى الحق.
14- قال الامام الباقر عليه السلام : آيتان تكونان قبل قيام القائم لم يكونا منذ هبط آدم عليه السلام في الارض: تنكسف الشمس في النصف من شهر رمضان، والقمر في آخره.
15- قال الامام الحسين عليه السلام : اذا كثر الغواية، وقل الهداية، الى ان قال: فعند ذلك ينادي باسم القائم في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان, ويقوم في يوم عاشوراء..الخ.
16- عن حذلم بن بشير قال : قلت لعلي بن الحسين عليه السلام صف لي خروج المهدي، وعرفني دلائله وعلاماته. فقال عليه السلام: يكون قبل خروجه رجل يقال له (عوف السلمي) بأرض الجزيرة، ويكون مأواه بكريت، وقتله بمسجد دمشق، ثم يكون خروج شعيب بن صالح من سمرقند، ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس، وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان، فإذا ظهر السفياني اختفى المهدي ثم يخرج بعد ذلك.
17- قال رزين : قال عمار بن ياسر : علامة المهدي: اذا انساب عليكم الترك، ومات خليفتكم الذي يجمع الاموال، ويستخلف صغير فيخلغ بعد سنتين من بيعته، ويخسف بغربي مسجد دمشق، وخروج ثلاثة نفر بالشام، وخروج اهل المغرب الى مصر، فتلك إمارة السفياني.
18- قال امير المؤمنين عليه السلام: ويحك يا بصرة من جيش لا رهج (اي لا غبار) له ولا حس، ففتنة فيها خراب منازل، وخراب ديار، وانتهاك اموال، وسباء نساء... كأني بكم قد سار بالجيش الذي لا يكون له غبار ولا لجب، ولا قعقعة لجم، ولا حمحمة خيل، يثيرون الارض بأقدامهم كأنها اقدام النعام، ويل لسكككم العامرة، والدور المزخرفة التي لها اجنحة النسور وخراطيم الفيلة، من اولئك الذين لا ينتدب قتيلهم، ولا يفتقد غائبهم.
ويكمل امير المؤمنين : البصرة إنها لاقرب الارض خرابا، وأجشها تراباً وأشدها عذابا، وان لكم يا اهل البصرة وما حولكم من القرى، من الماء ليوم عظيماً بلاؤه، وإني لاعلم موضع منفجره من قريتكم هذه، ثم امور قبل ذلك تدهمكم عظيمة اخفيت عليكم وعلمناها.. فمن خرج عنها عند دنو غرقها فبرحمة من الله سبقت له، ومن بقي فيها غير مربوط بها فبذنبه، وما الله بظلام للعبيد.
(المصدر : كتاب أئمتنا - دار التعارف للمطبوعات – بيروت)
علامات ظهور الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه من رواة اهل السنة
(نور الأبصار للشبلنجي للشافعي): عن أبي جعفر (رضي الله عنه) قال: إذا تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال، وركبت ذوات الفروج السروج وأمات الناس الصلوات، واتبعوا الشهوات، واستخفوا بالدماء وتعاملوا بالربا، وتظاهروا بالزنا، وشيدوا البناء، واستحلوا الكذب وأخذوا الرشا، واتبعوا الهوى، وباعوا الدين بالدنيا، وقطعوا الأرحام، وضنوا بالطعام، وكان الحلم ضعفاً، والظلم فخراً، والأمراء فجرة، والوزراء كذبة، والأمناء خونة، والأعوان ظلمة، والقُرّاء فسقة، وظهر الجور، وكثر الطلاق، وبدأ الفجور، وقبلت شهادة الزور، وشربت الخمور، وركبت الذكور الذكور، واستغنت النساء بالنساء، واتّخذ الفيء مغنماً، والصدقة مغرماً، واتّقي الأشرار مخافة ألسنتهم، وخرج السفياني من الشام، واليماني من اليمن، وخسف بالبيداء بين مكة والمدينة، وقتل غلام من آل محمد بين الركن والمقام، وصاح الصائح من السماء بأن الحق معه ومع أتباعه قال: فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة، واجتمع إليه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً من أتباعه فأول ما ينطق به هذه الآية: (بقيت الله خير لكم إن كنتم مؤمنين) [1] ثم يقول: أنا بقية الله. وخليفته، وحجته عليكم، فلا يسلم عليه أحد إلا قال: السلام عليك يا بقية الله في الأرض فإذا اجتمع عنده العقد عشرة آلاف رجل فلا يبقى يهودي ولا نصراني، ولا أحد ممن يعبد غير الله تعالى إلا آمن به وصدقه وتكون الملة واحدة ملة الإسلام. وكل ما كان في الأرض من معبود سوى الله تعالى تنزل عليه نار من السماء فتحرقه.
(التعليق): هذا الحديث ـ ونظائره ـ تضمن عديداً من علامات الظهور، وهو حديث جدير بشرح واف شامل، لكن مجالنا المختصر لا يسمح لنا بأكثر من الإشارة إلى بعض الفقرات منه.
(تشبه الرجال بالنساء) أما بالتخنث بأن يُلاط بهم، أو التشبه في العمل، فتخرج المرأة إلى ميادين العمل الشاقة والأعباء الثقيلة، والتي تنافي خلقتها الضعيفة، وعاطفتها المرهفة، (أو التشبه) في الملابس. والكل ممكن، وغيره أيضاً محتمل.
(والنساء بالرجال) بنفس الاحتمالات عكسياً.
(ذوات الفروج) يعني: النساء.
(السروج) يعني: الخيول.
(واستخفوا بالدماء) أي: كان القتل شيئاً هيناً خفيفاً عند الناس.
(واستحلوا الكذب) أي: قالوا إن الكذب حلال وليس حرام.
(وضنوا بالطعام) أي: بخلوا به.
(والأمناء خونة) يعني: من يظهر منهم الصلاح، ويعتبرهم الناس أمناء ينكشف أنهم يخونون الناس في أموالهم ودمائهم، وأعراضهم.
(والقراء) أي: قراء القرآن (فسقة) يجيدون فقط القراءة ولا يستفيدون من القرآن بالعمل به.
(وظهر الجور) أي: كان الظلم بادياً ظاهراً لا يستره الظالم خوفاً من أحد، ولا حياءً من أحد.
(واستغنت النساء بالنساء) أي: لا تتزوج النساء، بل تكتفي الواحدة بثانية في قضاء الشهوة الجنسية، ويسمى في الإسلام بـ (السحق) وهو حرام مغلظ، وله عقوبة خاصة مذكورة في كتب الفقه، فإنه هدم للعائلة، وتقويض للأسرة، وإفناء للأمة بالتالي.
(واتخذ الفيء مغنماً) يعني: مال الفقراء من حصل عليه يعتبره غنيمة يأخذه لنفسه ويأكله ويستبد به.
(والصدقة مغرماً) فإن تصدق أحد بشيء اعتبره غرامة خرجت من عنده، كناية عن إعطاء الناس للصدقة وهم كارهون.
(اليماني) شخص يخرج من اليمن يدعو إلى الحق والإسلام وهو ممن يوطد الأمن للإمام المهدي (عليه السلام)، كما في حديث الإمام الباقر (عليه السلام) [2].
(خسف بالبيداء) هذا خسف بجيش السفياني الذي يقبل من الشام إلى مكة لقتال الإمام المهدي (عليه السلام)، وقد مر نصه في بعض الأحاديث.
(من معبود سوى الله تعالى) يعني: الأصنام والأوثان، ونحوها.
آيات غريبة
(البرهان في علامات مهدي آخر الزمان للمتقي الهندي الحنفي): عن عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما) قال: لا يخرج المهدي حتى تطلع من الشمس آية.
(التعليق): الآية التي تطلع من الشمس، يعني العلامة، وهي كما في بعض الأحاديث: أنه يُرى رأس خارج من الشمس ينادي: (ألا قد ظهر ولي الله المهدي الموعود فبايعوه).
وفي بعض الأحاديث: إنه جبرائيل.
(البرهان في علامات مهدي آخر الزمان): عن محمد بن علي قال: لمهدينا آيتان لم تكونا منذ خلق الله السماوات والأرض: ينكسف القمر لأول ليلة من رمضان، وتنكسف الشمس في نصف شهر ولم تكونا منذ خلق الله السماوات والأرض.
(التعليق): حسب علم الفلك مستحيل أن يقع (خسوف القمر) أول الشهر، ولذلك فإنه لم يقع في تاريخ القمر والأرض والكون.
كما أن من المستحيل ـ فلكياً ـ وقوع (الكسوف) للشمس في أواسط الشهر، ولذلك فإنه لم يقع في تاريخ الشمس والأرض والكون.
وإن من المستحيل أيضاً طلوع الشمس من مغربها، لأنه يستلزم أن تعاكس الأرض الدوران حول الشمس، وهذا الأمر من أول المستحيلات، لأنه خرق لألوف الأنظمة الكونية والجاذبيات، وغيرها.
(لكن) الخالق القادر على كل شيء يفعل هذه المستحيلات كإرهاصات إيذاناً بظهور وليه، ومطبق شريعته الإمام المهدي (عليه السلام).
الخسوف والكسوف ذكراً في هذا الحديث، والثالث ذكر في بعض الأحاديث الأخرى.
فتن شر فتن
(البرهان في علامات مهدي آخر الزمان للمتقي الهندي الحنفي): عن الحكم بن عتبة قال: قلت لمحمد بن علي: سمعت أنه سيخرج منكم رجل يعدل في هذه الأمة قال: إنا نرجو ما يرون الناس وإنا نرجو لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يكون ما ترجو هذه الأمة وقبل ذلك فتن شر فتن يمسي الرجل مؤمناً، ويصبح كافراً فمن أدرك ذلك منكم فليتق الله وليكن من أحلاس بيته.
(التعليق): من أحلاس بيته، أي: ممن لا يفارق بيته، وهذا كناية عن عدم الذهاب مع الناس في مذاهبهم الباطلة، وليس معنى الخبر: أن يُترك الناس وشأنهم فلا يُأمر بالمعروف ولا يُنهى عن المنكر، فإن هذين الواجبين العظيمين اللذين بهما تنام الفرائض ـ كما في الأحاديث ـ لا يتركان لمثل هذا الحديث الذي غاية ما يمكن أن يقال فيه أنه مجمل.
(وأعتقد) أن معنى هذا الحديث هو عبارة أخرى عن الحديث الآخر: (كن في الناس ولا تكن معهم).
(نعم) هذا أمر صعب، ولكنه فليكن ما دام الأمر بالكون في الناس، ومادام الأمر بالاختلاط معهم ليأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر.
(البرهان في علامات مهدي آخر الزمان): عن أبي عبد الله الحسين بن علي: إذا رأيتم علامة من السماء ناراً عظيمة من قبل المشرق تطلع ليالي فعندها فرج آل محمد أو فرج الناس وهي أقدام المهدي (عليه السلام).
(ينابيع المودة): في قوله تعالى: (إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية) [3] عن أبي بصير وابن الجارود عن الباقر، قال هذه الآية نزلت في القائم وينادي مناد باسمه واسم أبيه من السماء.
صيحة سماوية
(ينابيع المودة للقندوزي الحنفي): في قوله تعالى: (واستمع يوم ينادي المناد من مكان قريب يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج) [4] عن الصادق (رضي الله عنه) قال: ينادي مناد باسم القائم واسم أبيه (عليهما السلام) والصيحة في هذه الآية صيحة من السماء، وذلك يوم خروج القائم.
(البرهان في علامات مهدي آخر الزمان): يخرج المهدي وعلى رأسه ملك ينادي: هذا المهدي (عليه السلام) خليفة الله فاتبعوه.
(البيان للكنجي الشافعي): عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يخرج المهدي على رأسه غمامة فيها مناد ينادي: هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه، قال في (البرهان): قال في (عقد الدرر): وهذا النداء يعم أهل الأرض ويسمع أهل كل لغة بلغتهم.
(التعليق): هذا المعنى كان ثقيلاً على أسماع لم تكن تؤمن بالغيب، وعموم قدرة الله تعالى (لكنه) اليوم عاد أمراً بسيطاً سهل الهضم، بعدما اخترع هذا البشر العاجز الجهاز الذي يوضع في مجالس الأمة في البلاد الكبرى، وفي مجالس العموم، وغيرها، فيتكلم شخص بالعربية ـ مثلاً ـ والجهاز يترجم الكلام إلى الإنجليزية، والفارسية، والفرنسية. والأردو، وغيرها، ويوزعها على كل حسب لسانه.
(والإسلام) كله معجزات، كلما تقدم العلم، وارتفعت التكنولوجيا، ظهرت من الإسلام معاجز وآيات.
(إسعاف الراغبين للصبان الحنفي): وجاء في روايات أنه عند ظهوره ينادي فوق رأسه ملك: هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه.
(البرهان في علامات مهدي آخر الزمان): أخرج أبو نعيم عن علي قال: لا يخرج المهدي حتى يقتل ثلث ويموت ثلث ويبقى ثلث.
(التعليق): هذا الحديث الشريف: إشارة إلى المقاتلات الجماعية التي تقع اليوم وكانت، ويؤمل أن تقع في العالم، من الحروب العالمية، والحروب المحلية، التي يذهب ضحيتها بين حين وآخر الألوف والألوف، بهذه القنابل الفتاكة، والأسلحة الذرية. وغيرها.
وكذلك إشارة إلى الموتات العمومية التي تجتاح العالم بين حين وآخر هنا وهناك. بسبب (الأوبئة) الحقيقية والاصطناعية، والمجاعات الطبيعية والاصطناعية، والزلازل الطبيعية والاصطناعية. والسيول كذلك، وهلم جراً.
السفياني
(ينابيع المودة) عن (المحجة): عن علي (كرم الله وجهه) في هذه الآية: (ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت) [5] الآية، قال: قبيل قيام قائمنا المهدي يخرج السفياني فيملك قدر حمل المرأة تسعة أشهر، ويأتي المدينة جيشه حتى إذا انتهى إلى البيداء خسف الله به.
(التعليق): (البيداء) يعني: الصحراء بين المدينة ومكة، تعيد زلازل قوية، وهزات عنيفة يموت منها جيش السفياني القادم من الشام، وسيأتي بعض التوضيح عنه في الحديث التالي.
(البرهان في علامات مهدي آخر الزمان): عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال: السفياني من ولد خالد بن يزيد بن أبي سفيان رجل ضخم الهامة بوجهة أثر الجدري بعينة نكتة بياض يخرج من ناحية مدينة دمشق، وعامة من يتبعه من كلب، فيقتل حتى يبقر بطون النساء، ويقتل الصبيان فيجمع لهم قيس فيقتلها حتى لا يمنع ذنب قلعه، ويخرج رجل من أهل بيتي في الحرم فيبلغ السفياني فيبعث إليه جنداً من جنده فيهزمهم فيسير إليه السفياني بمن معه حتى إذا جاوز البيداء من الأرض خسف بهم فلا ينجو منهم إلا المخبر عنهم.
خمس علامات
(البرهان في علامات مهدي آخر الزمان): عن أبي عبد الله الحسين بن علي (عليه السلام) قال: للمهدي خمس علامات: السفياني، واليماني، والصيحة من السماء، والخسف بالبيداء، وقتل النفس الزكية.
(التعليق): معنى تفسير الأربعة الأولي.
(وأما النفس الزكية) فهو الذي ذكر في بعض الأحاديث بـ (السيد الحسيني) يخرج ويدعو إلى الحق، ويقتل قبل ظهور الإمام المهدي (عليه السلام).
(البرهان): عن عمر بن العاص قال: علامة خروج المهدي إذا خسف بجيش في البيداء فهو علامة خروج المهدي.
الدجال
(ينابيع المودة للقندوزي الحنفي): عن أبي أمامة قال: خطبنا النبي (صلى الله عليه وآله)، وذكر الدجال، وقال: فتنفي المدينة الخبث كما ينفي الكير خبث الحديد ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص، فقالت أم شريك: فأين العرب يومئذ يا رسول الله؟ قال: هم يومئذ قليل وجلهم ببيت المقدس وإمامهم المهدي (عليه السلام).
(البرهان في علامات مهدي آخر الزمان): عن أبي جعفر (رضي الله عنه) قال: يظهر المهدي في يوم عاشوراء وهو اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي وكأني به يوم السبت العاشر من المحرم قائم بين الركن والمقام جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره، وتصير إليه شيعته من أطراف الأرض، تطوى لهم طياً حتى يبايعوه فيملأ بهم الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.
(التعليق): تطوى لهم طياً، فيحضرون من أطراف الأرض ـ بقدرة الله تعالى ـ في لحظات إلى مكة المكرمة عند الإمام المهدي (عليه السلام).
وليس هذا بمستغرب، فقد ذكر القرآن الكريم أنه طويت الأرض بمسافات ألوف الأميال (لآصف بن برخيا) وصي نبي الله تعالى (سليمان بن داود) في قصة نقل (عرش بلقيس) من اليمن إلى فلسطين في أقل من لحظة واحدة حيث قال تعالى: (قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقراً عنده) [6] الآيات.
مشكور
[1] هود / 86.
[2] سفينة البحار / ج 2 / مادة يمن.
[3] الشعراء / 4.
[4] ق / 41 ـ 42.
[5] سبأ / 51.
[6] النمل / 40.
التعديل الأخير تم بواسطة لواء الحسين; الساعة 23-09-2005, 04:09 PM.
تعليق