إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

أقوال علماء أهل السنة في ( ابن تيمية )

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أقوال علماء أهل السنة في ( ابن تيمية )

    بسم الله الرحمان الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أقوال علماء أهل السنة في ( ابن تيمية )

    1 ـ قال ابن حجر العسقلاني في كتابه ( الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة ج 1 ) :

    ( وافترق الناس فيه شيعا فمنهم من نسبه إلى التجسيم لما ذكر في العقيدة الحموية والواسطية وغيرهما من ذلك كقوله أن اليد والقدم والساق والوجه صفات حقيقية لله وأنه مستو على العرش بذاته .
    ومنهم من ينسبه إلى الزندقة لقوله أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يستغاث به وأن في ذلك تنقيصا ومنعا من تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وكان أشد الناس عليه في ذلك النور البكري فإنه لما له عقد المجلس بسبب ذلك قال بعض الحاضرين يعذر فقال البكري لا معنى لهذا القول فإنه إن كان تنقيصا يقتل وإن لم يكن تنقيصا لا يعذر ومنهم من ينسبه إلى النفاق لقوله في علي ما تقدم ولقوله أنه كان مخذ ولا حيث ما توجه وأنه حاول الخلافة مرارا فلم ينلها وإنما قاتل للرياسة لا للديانة ولقوله أنه كان يحب الرياسة وأن عثمان كان يحب المال )

    وقال أيضاً في كتابه ( الفتاوى الحديثية ) :

    ( ابن تيمية عبد خذله الله وأضله وأعماه وأصمه وأذله .
    وبذلك صرح الأئمة الذين بينوا فساد أحواله وكذب أقواله ... ومن أراد ذلك فعليه بمطالعة كلام الإمام المجتهد المتفق على إمامته وبلوغه مرتبة الاجتهاد أبي الحسن السبكي، وولده التاج، والشيخ الإمام العز بن جماعة، وأهل عصره وغيرهم من الشافعية والمالكية والحنفية ... والحاصل أن لا يقام لكلامه وزن ، وأن يرمى في كل وعر وحزن .. ويعتقد فيه أنه مبتدع ضال مضل غال، عامله الله بعدله، وأجارنا من مثل طريقته وعقيدته وفعله، آمين. )

    2 ـ الحافظ الذهبي في رسالته إلى ابن تيمية :

    ( إن سلم لك إيمانك بالشهادتين فأنت سعيد ، يا خيبة من اتبعك فإنه معرض للزندقة والانحلال، لا سيما إذا كان قليل العلم والدين بطوليا شهوانيا، لكنه ينفعك ويجاهد عندك بيده ولسانه وفي الباطن عدو لك بحاله وقلبه، فهل معظم أتباعك إلا قعيد مربوط خفيف العقل، أو عامي كذاب بليد الذهن، أو غريب واجم قوي المكر، أو ناشف صالح عديم الفهم؟ فإن لم تصدقني ففتشهم وزنهم بالعدل، يا مسلم! أقدم حمار شهوتك لمدح نفسك، إلى كم تصادقها وتعادي الأخيار؟! إلى كم تصدقها وتزدري الأبرار؟! إلى كم تعظمها وتصعر العباد؟! إلى متى تخاللها وتمقت الزهاد؟! إلى متى تمدح كلامك بكيفية لا تمدح - والله - بها أحاديث الصحيحين؟ يا ليت أحاديث الصحيحين تسلم منك، بل في كل وقت تغير عليها بالتضعيف والإهدار، أو بالتأويل والإنكار، أما آن لك أن ترعوي؟! أما حان لك أن تتوب وتنيب؟! أما أنت في عشر السبعين وقد قرب الرحيل؟! بلى - والله - ما أدكر أنك تذكر الموت، بل تزدري بمن يذكر الموت، فما أضنك تقبل على قولي ولا تصغي إلى وعظي، بل لك همة كبيرة في نقض هذه الورقة بمجلدات، وتقطع لي أذناب الكلام، ولا تزال تنتصر حتى أقول: البتة سكت. فإذا كان هذا حالك عندي وأنا الشفوق المحب الواد فكيف حالك عند أعدائك ؟!
    وأعداؤك - والله - فيهم صلحاء وعقلاء وفضلاء، كما أن أولياءك فيهم فجرة وكذبة وجهلة وبطلة وعور وبقر، قد رضيت منك بأن تسبني علانية وتنتفع بمقالتي سرا (فرحم الله امرءا أهدى إلي عيوبي) فإني كثير العيوب غزير الذنوب، الويل لي إن أنا لا أتوب، ووا فضيحتي من علام الغيوب، ودوائي عفو الله ومسامحته وتوفيقه وهدايته، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين. ) ـ (تكملة السيف الصقيل للكوثري : 190) ـ

    3 ـ قال الشيخ الكوثري الحنفي في وصف عقيدة ابن تيميّة في الصفات : ( إنّها تجسيمٌ صريح ) .
    ثمّ نقل مثل ذلك عن ابن حجر المكّي في كتابه( شرح الشمائل )
    ــ تعليقة الكوثري في ذيل( الأسماء والصفات ) للبيهقي:301 ــ .

    4 ـ ابن بطوطة في كتابه( رحلة ابن بطوطة:95 )قال تحت عنوان ( حكاية الفقيه ذي اللُّوثة )
    ( كان بدمشق من كبار الفقهاء الحنابلة تقيّ الدين ابن تيميّة , كبير الشأم , يتكلّم في الفنون , إلاّ أنّ في عقله شيئاً ! وكان أهل دمشق يُعظّمونه أشدّ التعظيم ويعظهم على المنبر,وتكلّم بأمرٍ أنكره الفقهاء
    قال: وكنت إذ ذاك بدمشق فحضرته يوم الجمعة وهو يعِظ الناس على منبر الجامع ويذكّرهم , فكان من جُملة كلامه أن قال (إنّ الله ينزِلُ إلى سماء الدنيا كنزولي هذ )ونزل درجةً من المنبر ! .
    فعارضه فقيه مالكي يعرف بابن الزهراء , وأنكر ما تكلّم به , فقامت العامّة إلى هذا الفقيه وضربوه بالأيدي والنعال ضرباً كثيراً حتّى سقطت عمامته وظهر على رأسه شاشيّة حرير , فأنكروا عليه لباسها واحتملوه إلى دار عزّ الدين بن مسلم قاضي الحنابلة , فأمر بسجنه , وعزّره بعد ذلك )

    ومقولة ابن تيميّة هذه ذكرها ابن حجر العسقلاني أيضاً في الدرر الكامنة ـ 1 / 154 ـ .

    5 ـ يقول شيخ الشافعية شهاب الدين ابن جَهبَل , المتوفّى سنة 733 هـ في كتاب وجهه لابن تيمية :
    (ونحن ننتظر ما يَرِدُ من تمويههِ وفساده , لنبيّن مدارج زيغه وعناده , ونجاهد في الله حقّ جهاده ) .

    6 ـ ( الشقي ابن تيمية , أجمع علماء عصره على ضلاله وحبسه )
    ـ سيف الجبار المسلول على أعداء الأبرار:42 ـ

    7 ـ ( ولا يزال ـ ابن تيمية ـ يتّبع الأكابر حتّى تمالأ عليه أهل عصره ففسّقوه وبدّعوه , بل كفّره كثير منهم )
    ـ تطهير الفؤاد من دنس الاعتقاد للشيخ المطيعي الحنفي من علماء الأزهر :10 ـ

    8 ـ ( وقد نودي بدمشق وغيره : من كان على عقيدة ابن تيمية حلّ ماله ودمه )
    ـ مرآة الجنان للإمام الشافعي 4/240 ـ

    9 ـ قال علاء الدين البخاري : ( إن ابن تيمية كافر ) , كما قاله علامة زمانه زين الدين الحنبلي انه يعتقد كفر ابن تيمية , ويقول إن الإمام السبكي معذور بتكفير ابن تيمية لأنه كفّر الأمة الإسلامية )
    ـ فضل الذاكرين والردّ على المنكرين لعبد الغني حمادة :23 ـ

    10 ـ قال علماء المذاهب : إن ابن تيمية زنديق , وقال ابن حجر: إنّ ابن تيمية عبد خذله الله وأضلّه وأعماه وأصمّه وأذلّه , وقال العلماء: إن ابن تيمية تبع مذهب الخوارج في تكفير الصحابة , وقال الأئمة الحفّاظ : إن ابن تيمية من الخوارج كذاب أشر أفاك )
    ـ فضل الذاكرين والرد على المنكرين لعبد الغني حمادة ـ

    11 ـ ( إنّي نظرت في كلام هذا الخبيث ـ ابن تيمية ـ الذي في قلبه مرض الزيغ )
    ـ التوسّل بالنبي (ص) والصالحين لأبي حامد مرزوق الشامي:216 ـ

    ــــــــــــ

    قال ابن القيم في كتابه ( شفاء العليل ) : إن القول بفناء النار هو قول أستاذه ابن تيمية .

    قال الله عز وجل ، بسم الله الرحمان الرحيم
    ( والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) سورة البقرة 39
    ( قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها ) سورة الزمر 72 .

    فهل ابن تيمية أعلم من الله عز وجل ؟؟؟؟؟؟‍!!!!!
    التعديل الأخير تم بواسطة المستبصرالمهدوي; الساعة 24-09-2005, 05:09 AM.

  • #2
    بسم الله الرحمان الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أولاً : أعتذر عن الخطا في نسبة كتاب ( الفتاوى الحديثية ) إلى ابن حجر العسقلاني بل هو لابن حجر المكي ومما قيل فيه :

    ( قد أخذ العلم وروى عن أجلة العلماء منهم الشهاب الرملي والشمس اللقاني والشمس السمهودي والشمس المشهدي وعن الطبلاوي والشهاب بن النجار الحنبلي والشهاب بن الصائغ وروى عن القاضي زكريا والمعمر عبد الحق السنباطي والأمين الغمري تلميذ ابن حجر العسقلاني وروى عن السيوطي وأبي الحسن البكري ، وله معجم وسط ومعجم صغيرلمشايخه وإجازاتهم له والكتب التي رواها عنهم والوسط موجود بدار الكتب المصرية ومن بين هذه الشموس ومن مدرسة هؤلاء الفحول تخرج ونضج العلامة ابن حجر في علوم كثيرة في الفقه والأصول والحديث والتفسير والكلام والتصوف والفرائض والنحو والصرف والمعاني والمنطق والحساب وساعده على التحصيل والإتقان موهبته في الحفظ فإنه كان حافظاً وكان من محفوظاته المنهاج الفرعي حتى إن نبوغه كان مبكراً فأن له شيوخه في الإفتاء والتدريس وعمره دون العشرين وكان رحمه الله متقللا من الدنيا آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر شأن السلف الصالح قدم مكة حاجاً سنة 933 فحج وجاور بها ثم عاد إلى مصر ثم حج ثانية بعياله سنة 937 ثم انتقل إلى مكة للإقامة بها سنة 940 وكان فيها إماماً للحرمين يدرس ويفتي ويؤلف وكان كعبة العلماء يقصدونه للاغتراف من بحره الزخار الصافي والاقتطاف من روضه الناضر ولقد صدق فيه قول الشهاب الخفاجي في كتابه ( ريحانة الألباء ) : إنه علامة الدهر خصوصاً الحجاز . فكم حجت وفود الفضلاء لكعبته وتوجهت وجوه الطلب إلى قبلته إن حدث عن الفقه والحديث لم تتقرط الأذان بمثل أخباره في القديم والحديث .
    وللمحدث ابن حجر ترجمة في النور السافر للعيدروس وريحانة الألباء للخفاجي وتاج العروس لمرتضى الزبيدي وفهرس الفهارس للكتاني وفي فهارس المحدثين ومشيختهم وأثباتهم ومعاجمهم ) .
    ومؤلفاته رضي الله عنه محررة وافية بموضوعاتها سارت في الأمصار سير الشمس في المدار ) .

    ثانياً :السبب في وجود شهادتين للذهبي حول ابن تيمية :

    ( يقول الشيخ الكوثري في تعليقه على كتاب ( السيف الصقيل ) للسبكي :
    ( وكنا وعدنا عند الكلام على الذهبي أن نأتي في آخر الكتاب بصورة رسالة بعث بها الذهبي إلى ابن تيمية يحذره فيها عواقب إصراره على الشذوذ عن جمهور العلماء في مسائل أصلية وفرعية. وقد ظفرنا بها بخط التقي ابن قاضي شهبة منقولا عن خط البرهان ابن جماعة المنقول من خط الحافظ أبي سعيد الصلاح العلائي المنسوخ من خط الشمس الذهبي نفسه. وخط التقي ابن قاضي شهبة معروف وتوجد كتب بخطه في دار الكتب المصرية والخزانة الظاهرية بدمشق منها قطعة من طبقات الشافعية بدار الكتب المصرية، ومنها ما انتقاه من التاريخ الكبير للذهبي مما يتعلق بتراجم الشافعية بالخزانة الظاهرية. ففي إمكان الباحث الذي لا يعرف خط ابن قاضي شهبة أن يتأكد من خطه بالمقارنة بين الصورة الزنكوغرافية المنشورة هنا، المأخوذة عن الرسالة المذكورة المحفوظة بدار الكتب المصرية, وبين خطه المحفوظ في الدار والخزانة المذكورتين. وإلى تلك الرسالة أشار السخاوي حيث قال في " الإعلان بالتوبيخ ": " ورأيت له رسالة كتبها لابن تيمية هي في دفع نسبته لمزيد تعصبه مفيدة "؛ وذلك في صدد الدفاع عن الذهبي رداً على من ينسبه لفرط التعصب كما ذكرت في صدر الرسالة عند نشرها مع الزغل قبل سنين.
    مقدمة رسالة الذهبي إلى ابن تيمية
    وقبل الرسالة لابد من ذكر مقدمة هنا ليكون القارئ على بينة من أمر ابن تيمية؛ وهي أن ابن تيمية هذا ولد بحران ببيت علم من الحنابلة, وقد أتى به والده الشيخ عبد الحليم مع ذويه من هناك إلى الشام خوفاً من المغول، وكان أبوه رجلا هادئاً أكرمه علماء الشام ورجال الحكومة حتى ولوه عدة وظائف علمية مساعدة له. وبعد أن مات والده ولوا ابن تيمية هذا وظائف والده بل حضروا درسه تشجيعاً له على المضي في وظائف والده وأثنوا عليه خيراً كما هو شأنهم مع كل ناشيء حقيق بالرعاية. وعطفهم هذا كان ناشئاً من مهاجرة ذويه من وجه المغول يصحبهم أحد بني العباس- وهو الذي تولى الخلافة بمصر فيما بعد- ومن وفاة والده بدون مال ولا تراث بحيث لو عين الآخرون في وظائفه للقي عياله البؤس والشقاء. وكان جملة المثنين عليه التاج الفزاري المعروف بالفركاح وابنه البرهان والجلال والكمال الزملكاني ومحمد بن الجريري الأنصاري والعلا القونوي وغيرهم. لكن ثناء هؤلاء غر ابن تيمية- ولم ينتبه إلى الباعث على ثنائهم- فبدأ يذيع بدعا بين حين وآخر؛ وأهل العلم يتسامحون معه في الأوائل باعتبار أن تلك الكلمات ربما تكون فلتات لا ينطوي هو عليها، لكن خاب ظنهم وعلموا أنه فاتن بالمعنى الصحيح فتخلوا عنه واحداً إثر واحد على توالي فتنه، كما سبق. والذهبي كان من أشياعه ومتابعيه إلا في مسائل، لكنه لما وجد أن فتنه تأخذ كل مأخذ ولم يبق معه سوى مقلدة الحشوية والمنخدعين به وهم شباب بدأ يسعى في تهدئة الفتنة، مرة يكتب إلى أضداده لأجل أن يخففوا لهجتهم معه – كما فعل مع السبكي على رواية ابن رجب ولم نطلع على غير صدر الجواب على تقدير صحة ذلك الصدر- ومرة يكتب هذه الرسالة إلى ابن تيمية نفسه. ) .
    نص الرسالة
    ولا تخلو قراءة هذا الخط من بعض صعوبة على بعض القراء فإليك الرسالة الحروف المعتادة مع عنوانها:
    رسالة كتب بها الشيخ شمس الدين أبو عبد الله الذهبي إلى الشيخ تقي الدين ابن تيمية كتبتها( ) من خط قاضي القضاة برهان الدين بن جماعة رحمه الله وكتبها هو من خط الشيخ الحافظ أبي سعيد بن العلائي وهو كتبها من خط مرسلها الشيخ شمس الدين.
    ــــــــــــــــــــ
    ( 1 ) والكاتب هو التقي ابن قاضي شهبة وقد ذكر في طبقات الشافعية أنه اطلع على مجاميع وفوائد بخط البرهان ابن جماعة .
    ـ السيف الصقيل في الرد على ابن زافيل ـ للسبكي ، تعليق الشيخ الكوثري
    ترجمة الشيخ السبكي من كتاب الدرر الكامنة لابن حجر ج 2 :
    (علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام بن حامد بن يحيى بن عمر بن عثمان بن علي بن سوار بن سليم السبكي تقي الدين أبو الحسن الشافعي ولد بسبك العبيد أول يوم من صفر سنة 683 وتفقه على والده ودخل القاهرة واشتغل على ابن الرفعة وأخذ الأصلين عن الباجي والخلاف عن السيف البغدادي والنحو عن أبي حيان والتفسير عن العلم العراقي والقراآت عن التقي الصائغ والحديث عن الدمياطي والتصوف عن ابن عطاء الله والفرائض عن الشيخ عبد الله الغماري وطلب الحديث بنفسه ورحل فيه إلى الشام والاسكندرية والحجاز فأخذ عن ابن الموازيني وابن مشرف وعن يحيى بن الصوف وابن القيم والرضى الطبري وآخرين يجمعهم معجمه الذي خرجه له أبو الحسن بن ايبك وولي بالقاهرة تدريس المنصورية وجامع الحاكم والكهارية وغيرها وكان كريم الدين الكبير والجاي الدوادار وجنكلي بن البابا والجاولي وغيرهم من أكابر الدولة الناصرية يعظمونه ويقضون بشفاعته الأشغال ولما توفي القاضي جلال الدين القزويني بدمشق طلبه الناصر في جماعة ليختار منهم من يقرره مكانه فوقع الاختيار على الشيخ تقي الدين فوليها على ما قرأت بخطه في تاسع عشر جمادى الآخرة سنة 739 وتوجه إليها مع نائبها تنكز فباشر القضاء بهمة وصرامة وعفة وديانة وأضيفت إليه الخطابة بالجامع الأموي فباشرها مدة في سنة 742 ثم أعيدت لابن الجلال القزويني وولي التدريس بدار الحديث الأشرفية بعد وفاة المزي وتدريس الشامية البرانية بعد موت ابن النقيب في أوائل سنة 46 وكان طلب في جمادى الأولى إلى القاهرة بالبريد ليقرر في قضائها فتوجه إليها وأقام قليلا ولم يتم الأمر وأعيد على وظائفه بدمشق ووقع الطاعون العام في سنة 749 فما حفظ عنه في التركات ولا في الوظائف ما يعاب عليه وكان متقشفا في أموره متقللا في الملابس حتى كانت ثيابه في غير الموكب تقوم بدون الثلاثين درهما وكان لا يستكثر على أحد شيئا حتى إنه لما مات وجدوا عليه اثنين وثلاثين ألف درهم دينا فالتزم ولداه تاج الدين وبهاء الدين بوفائها وكان لا يقع له مسألة مستغربة أو مشكلة إلا ويعمل فيها تصنيفا يجمع فيه شتاتها طال أو قصر وذلك يبين في تصانيفه وقد جمع ولده فتاويه ورتبها في أربع مجلدات قال الصفدي لم ير أحدا من نواب الشام ولا من غيرهم تعرض له فافلح بل يقع له إما عزل وإما موت جربنا هذا وشاع وذاع حتى قلت له يوما في قضية يا سيدي دع أمر هذه القرية فإنك قد اتلفت فيها عددا وملك الأمراء وغيره في ناحية وأنت وحدك في ناحية وأخشى أن يترتب على ذلك شر كثير فما كان جوابه إلا أنشد قوله:
    وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب قلت رأيت بخطه عدة مقاطيع ينظمها في ذلك كأنه يتوسل بها إلى الله فإذا انقضت حاجته طمس اسم الذي كان دعا عليه فمما رأيت من ذلك وقرأته من تحت الطمس قوله:
    رب اكفني قراجا وأوله اعوجاجا
    ضيق عليه سبلا ورجه ارتجاجا وكتب إنه نظمها في ربيع الآخر سنة 705 وقراجا كان دويدار بعض نواب الشام إذ ذاك وقرأت بخطه:
    الهى ارغون تظـاهـر جـاهـدا ليؤذيني مع طيبغا بمـطـالـعـه
    فيا رب أهلكه وحل دون قـصـده ليخشى ويجري عن قريب مشارعه

    صفحة : 366

    وبخطه سافر طيبغا بالمطالعة في العشر الأخيرة من رمضان سنة 52 فوجدت لطف الله فيما قلت وقد تقدم في ترجمة ارغون أنه لم تطل مدته في نيابة دمشق وحكم بالقاهرة عن الناصر أحمد بن الناصر محمد في شيء واحد وذلك أن الفخري لما سار بالعساكر التي أطاعته بسبب الناصر أحمد ليلقى الناصر أحمد من الكرك وجد الناصر سبقهم إلى القاهرة فحثوا السير واجتمعوا بالسلطان وكان من جملة ما اتفق قضية حسام الدين الغوري فرفع بعض الناس فيها قضايا منكسرة ففوض السلطان الحكم فيه للقاضي تقي الدين السبكي فحكم بعزله فنفذ القاضي عز الدين ابن جماعة حكمه وسفر الغوري من يومه على البريد إلى بلاده وذلك في شوال سنة 742 وقد استوعب ولده عدة تصانيفه في ترجمته التي أفردوها وأفرد مسائلها التي انفرد بتصحيحها أو باختيارها في كتابه التوشيح قرأت بخط الشيخ تقي الدين السبكي كتب إلى أبو الفتح يعني قرابته ورقة بسبب شخص أن أكتب إلى شخص في حاجة له وذلك قبل ولاية الشام بسنة فأجبته ووقفت على ما أشرت إليه والذي تقوله صحيح وهو الذي يتعين على العاقل ولكني ما أجد طباعي تنقاد إلى هذا بل تأبى منه أشد الإباء والله خلق الخلق على طبائع مختلفة وتكلف ما ليس في الطبع صعب إلى أن قال وأنا من عمري كله لم أجد ما يخرجني عن هذه الطريقة فإني نشأت غير مكلف بشيء من جهة والدي وكنت في الريف قريبا من عشرين سنة وكان الوالد يتكلف لي ولا أتكلف له ولا أعرف من الناس فيه غير الاشتغال ثم ولي والدي نيابة الحكم بغير سؤال فصرت أتكلم الكلام بسببه وأما في حق نفسي فلا أكاد أقدم على سؤال أحد إلا نادرا بطريق التعريض اللطيف فإن حصل المقصود وإلا رجعت على الفور وفي نفسي ما لا يعلمه إلا الله وأما في حق غيري من الأجانب فكانوا يلحون إلي فاتكلف فاقضي من حوائجهم ما يقدر الله ولم أزل يكن معي عشرة أوراق أو أكثر ولا أتحدث فيها مع المطلوبة منه إلا معرفا وشغلت بذلك عن مصلحتي ومصلحة أولادي لأن اجتماعي بهم كان قليلا يروح في حوائج الناس ولا ينقضي بها حاجة حتى يزيد نفور نفسي عن الحديث فيها وكان آخر ذلك أن طلبت حاجة تقي الدين الاقفهسي فأجابني المطلوب منه بجواب لا يرضاه فحلفت لا أسأله حاجة بعدها فمات بعد نحو نصف سنة وحصلت لي الراحة بترك السؤال ولكن استمر الوالد في نيابة المحلة فعرض من الجلال وولده ما يقتضي أن خاطري يغريه فحصل لي ضجر فقدر الله وفاة الوالد وماتت الوالدة بعده بأربعين يوما فعزفت نفسي عن الدنيا وأنا الآن ابن اثنين وخمسين سنة وقد تعبت نفسي من حوائج الناس مدة فأريد أن أريح نفسي فيما بقي وأيضا فلي نحو عشر سنين لا أتحرك حركة في الدنيا فأحمدها فأخاف إذا تحدثت لغيري أن لا ينجح فأندم ويتعب قلبي فالعزلة أصلح إلى أن قال وليعلم أن الإنسان إنما يفعل ذلك إما لطبع فطري أو مكتسب وهما مفقودان عندي أو لحامل عليه من إيجاب شرعي وليس من صورة المسألة أو غرض دنيوي وأرجو أن لا يكون عندي أو اكتساب أجر بأن يكون مندوبا ومثل هذا الظاهر إن تركه هو المندوب ثم لو سلم فالنفس لا تنقاد إليه في أكثر الأحوال كما يترك الإنسان المندوب الطبع أو ضعف باعث والمندوب إن قل أن يصل إلى المخالطة على جميعها وذلك بحسب قوة الباعث وضعفه والسلام انتهى ملخصا وقرأت بخط الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن الصائغ الحنفي على جزء من تفسير الشيخ تقي الدين ما نصه يقول:
    أتيت لنا من الدرر النظيم سلوكا للصراط المستقيم
    جمعت به العلوم فيا لفرد حوى تصنيفه جمع العلوم وكان ينظم كثيرا وشعره وسط فمنه ما وصى به ولده محمدا قال:
    ابني لا تهمل نصيحتي الـتـي أوصيك واسمع من مقالي ترشد
    احفظ كتاب الله والسنن الـتـي صحت وفقه الشافعي محـمـد
    وتعلم النحو الذي يدني الفـتـى من كل فهم في القرآن مسـدد
    واعلم أصول الفقه علما محكما يهديك للبحث الصـحـيح الأيد
    واسلك سبيل الشافعي ومـالـك وأبي حنيفة في العلوم وأحمـد ومنها قوله أيضا:
    واقطع عن الأسباب قلبك واصطبر واشكر لمن أولاك خيرا واحمـد ومنها قوله أيضا:

    صفحة : 367


    وخذ العلوم بهمة وتيقـظ وقريحة سمحاء ذات توقد ومنها قوله أيضا:
    واقف الكتاب ولا تمل عنه وقف متأدبا مع كل حـبـرا وحـد ومنها قوله أيضا:
    وطريقة الشيخ الجنيد وصحبـه والسالكين سبيلهم بهـم اقـتـد
    واقصد بعلمك وجه ربك خالصا تظفر سبيل الصالحين وتهتـد يقول في آخرها:
    هذي وصيتي التي أوصيكها أكرم بها من والد متـودد وعدتها نحو العشرين هذا مختارها.
    وله أيضا:
    إن الولاية ليس فيهـا راحة إلا ثلاث يبتغيها العـاقـل
    حكم بحق أو إزالة باطـل أو نفع محتاج سواها باطل له أيضا في الألغاز: مثال عم وخال بقول بنى بأخت أخيه.لأمه لأبيه وذاك لا بأس فيه.في قول كل فقيه فيحله وهو داع. بذاك لا شك فيه حكى الصفدي أنه نظم في سنة تسع وثلاثين فكأنه عند ما ولي القضاء بيتا واحدا هو: قوله:
    لعمرك إن لي نفسا تسامى إلى ما ينل دارا ابن دارا قال وتركته إلى أن أضفت إليه آخر في سنة 747 وهو:
    فمن هذا أرى الـدنـيا هـبـاء ولا أرضى سوى الفردوس دارا ثم رأيته بخطه أنه نظم الأول في سنة 19 والثاني في جمادى الأولى سنة 47 وقال إن لكل منها إشارة وقرأت بخطه من نظمه:
    إذا أتتك يد من غير ذي مـقة وجفوة من صديق كنت تأمله
    خذها من الله تنبيها وموعظة بأن ما شاء لا ما شئت يفعله وقد كان نزل عن منصب القضاء لولده تاج الدين بعد أن مرض فلما استقر تاج الدين وباشر توجه الشيخ تقي الدين إلى القاهرة وأقام بها قليلا في دار على شط النيل وهو موعوك إلى أن مات في ثالث جمادى الآخرة سنة 756 فكانت إقامته بالقاهرة نحو العشرين يوما وكان وصول التقليد لتاج الدين في ثالث عشر شهر ربيع الأول ولبس الخلعة في النصف منه وباشر ثم عوفي أبوه وركب وحضر معه بعض الدروس وحكم بحضرته وسربه وتوجه إلى القاهرة في سادس عشري شهر ربيع الآخر من السنة ولما دخلها شاع بعض الناس إن ولده بهاء الدين سعى له في قضاء الديار المصرية ثم لما مات سعى ولده أن يدفن عند الإمام الشافعي داخل القبة فامتنع شيخو من إجابة سؤاله فدفنه بسعيد السعداء قال الاسنوي في الطبقات كان انظر من رأيناه من أهل العلم ومن أجمعهم للعلوم وأحسنهم كلاما في الأشياء الدقيقة وأجلهم على ذلك وكان في غاية الإنصاف والرجوع إلى الحق في المباحث ولو على لسان آحاد الطلبة مواظبا على وظائف العبادات مراعيا لأرباب الفنون محافظا على ترتيب الأيتام في وظائف آبائهم وقال شيخنا العراقي طلب الحديث في سنة 703 ثم انتصب للإقراء وتفقه به جماعة من الأئمة وانتشر صيته وتواليفه ولم يخلف بعده مثله ومن ماجرياته أنه بحث مع ابن الكناني فنقل عن الشيخ أبي إسحاق شيئا في الأصول فلما رجع بعث إليه قاصدا يقول له المسألة التي ذكرها ما هي في اللمع فكتب إليه: ?سمعت بإنكار ما قلته عن الشيخ إذ لم يكن في اللمع
    ونقلي لذلك من شـرحـه وخير خصال الفقيه الورع لو وقفت على شرح اللمع ما أنكرت النقل فانظر فيه فإنه كتاب مفيد فلما وقف ابن الكناني على الجواب تألم تألما كثيرا وكان أسن من السبكي بكثير لكن تقدم السبكي واشتهر واستمر هو على حالة واحدة ولذا كان ابن عدلان وابن الأنصاري يمتعضان من السبكي لكونهما أسن منه وتقدم عليهما.

    من كتاب (التوفيق الرباني في الرد على ابن تيمية الحراني - جماعة من العلماء ص 203

    ( الرسالة السادسة النصيحة الذهبية لابن تيمية لشمس الدين محمد الذهبي المتوفى سنة 748 ه‍
    عن اصل منقول من نسخة البرهان بن جماعة التي كتبها من نسخة الحافظ الصلاح العلائي المأخوذة من خط الذهبي )
    وفي ص 209
    ( سورة بخط ابن قاضي شهبة نقلا عن خط ابن جماعة نقلا عن خط العلائي المنسوخ من خط الذهبي نفسه . وهذه الصورة موجودة في دار الكتب المصرية تحت رقم / 18823 ) .

    ثالثاً : قول الشيخ الكوثري في عقيدة ابن تيمية :

    ( إنّها تجسيمٌ صريح )
    وهذا قول صحيح مؤيد بالأدلة على ذلك منها :
    ( قول ابن حجر في الدرر الكامنة ج 1 :
    ( فمنهم من نسبه إلى التجسيم لما ذكر في العقيدة الحموية والواسطية وغيرهما من ذلك كقوله أن اليد والقدم والساق والوجه صفات حقيقية لله وأنه مستو على العرش بذاته ... فذكروا أنه ذكر حديث النزول فنزل عن المنبر درجتين ) .
    وقولابن تيمية ( ولا تزال جهنم يلقى فيها وهي تقول هل من مزيد ، حتى يضع رب العزة فيها رجله , فينزوي بعضها إلى بعض وتقول: قط قط ) الرسالة الواسطية
    وقوله (إن الله يضحك إلى رجلين , يقتل أحدهما الآخر , كلاهما يدخل الجنة ) كتاب الإيمان
    و( قال أبو حيان الأندلسي الحافظ في تفسير قوله تعالى  وسع كرسيه السموات والأرض  [البقرة: 255]: " وقد قرأت في كتاب لأحمد بن تيمية هذا الذي عاصرناه وهو بخطه سماه كتاب العرش: "إن الله يجلس على الكرسي وقد أخلى مكانا يقعد معه فيه رسول الله ( ص )" . ) .

    رابعاً: شهادة ابن بطوطة :

    يقول السنة أن ابن بطوطة لم يشاهد ابن تيمية :
    فإن كان ابن بطوطة لم يشاهد ابن تيمية ، فما قاله فيه قد سمعه ممن شاهد ابن تيمية يقول ذلك ، وقد قال ابن حجر في الدرر الكامنة ج 1 :
    ( فذكروا أنه ذكر حديث النزول فنزل عن المنبر درجتين ) .

    خامساً : : قول شيخ الشافعية شهاب الدين ابن جَهبَل , المتوفّى سنة 733 هـ في كتاب وجهه لابن تيمية :

    (ونحن ننتظر ما يَرِدُ من تمويههِ وفساده , لنبيّن مدارج زيغه وعناده , ونجاهد في الله حقّ جهاده )
    وقد ذكر الشيخ السبكي هذه الرسالة في كتابه ( طبقات الشافعية الكبرى ) الطبقة السابعة وقال :
    ( أحمد بن يحيى بن إسماعيل الشيخ شهاب الدين ابن جهبل الكلابي الحلبي الأصل
    سمع من أبي الفرج عبد الرحمن بن الزين المقدسي وأبي الحسن بن البخاري وعمر بن عبد المنعم بن القواس وأحمد بن هبة الله بن عساكر وغيرهم
    ودرس وأفتى وشغل بالعلم مدة بالقدس ودمشق وولي تدريس البادرائية بدمشق وحدث وسمع منه الحافظ علم الدين القاسم بن محمد البرزالي
    مات سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة
    ووقفت له على تصنيف صنفه في نفي الجهة ردا على ابن تيمية لا بأس به وهو هذا
    بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله العظيم شأنه القوي سلطانه القاهر ملكوته الباهر جبروته الغني عن كل شيء وكل شيء مفتقر إليه فلا معول لشيء من الكائنات إلا عليه ..... أما بعد فالذي دعا إلى تسطير هذه النبذة ما وقع في هذه المدة مما علقه بعضهم في إثبات الجهة واغتر بها من لم يرسخ له في التعليم قدم ولم يتعلق بأذيال المعرفة ولا كبحه لجام الفهم ولا استبصر بنور الحكمة فأحببت أن أذكر عقيدة أهل السنة والجماعة ثم أبين فساد ما ذكره مع أنه لم يدع دعوى إلا نقضها ولا أطد قاعدة إلا هدمها ثم أستدل على عقيدة أهل السنة وما يتعلق بذلك وها أنا أذكر قبل ذلك مقدمة يستضاء بها في هذا المكان فأقول وبالله المستعان :
    مذهب الحشوية في إثبات الجهة مذهب واه ساقط يظهر فساده من مجرد تصوره حتى قالت الأئمة لولا اغترار العامة بهم لما صرف إليهم عنان الفكر ولا قطر القلم في الرد عليهم )..... إلى أن قال في نهاية الرسالة :
    ( ونحن ننتظر ما يرد من تمويهه وفساده لنبين مدارج زيغه وعناده ونجاهد في الله حق جهاده والحمد لله رب العالمين ) .

    فلماذا تهرب ابن تيمية من الرد على هذه الرسالة ؟؟؟

    سادساً :
    العلامة علاء الدين البخاري الحنفي المتوفى سنة 841 هـ ، كفره وكفر من سماه شيخ الإسلام أي من يقول عنه شيخ الإسلام مع علمه بمقالاته الكفرية، ذكر ذلك الحافظ السخاوي في الضوء اللامع .

    قال علاء الدين البخاري : ( إن ابن تيمية كافر )
    ـ فضل الذاكرين والردّ على المنكرين لعبد الغني حمادة :23 ـ

    ترجمة العلامة علاء الدين البخاري من كتاب ( النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة )لـ ( جمال الدين أبو المحاسن ج 5 ) قال :
    ( وتوفي شيخ الإسلام علامة الوجود علاء الدين محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد البخاري العجمي الحنفي الإمام العالم الزاهد المشهور في خامس شهر رمضان بدمشق‏.‏ ( 841 هـ ) .
    وسماه بعضهم عليًا وهو غلط‏.‏
    ومولده في سنة تسع وسبعين وسبعمائة ببلاد العجم ونشأ بمدينة بخارى وتفقه بأبيه وعمه علاء الدين عبد الرحمن وأخذ الأدبيات والعقليات عن العلامة سعد الدين التفتازاني وغيره‏.‏
    ورحل في شبيبته في طلب العلم إلى الأقطار واشتغل على علماء عصره إلى أن برع في المعقول والمنقول والمفهوم والمنظوم واللغة العربية وترقى في التصوف والتسليك وصار إمام عصره وتوجه إلى الهند واستوطنه مدة وعظم أمره عند ملوك الهند إلى الغاية لما شاهدوه من غزير علمه وعظيم زهده وورعه‏.‏
    ثم قدم إلى مكة المشرفة وقرأ بها مدة ثم قدم إلى الديار المصرية واستوطنها سنين كثيرة وتصدى للإقراء والتدريس‏.‏
    وقرأ عليه غالب علماء عصرنما من كل مذهب وانتفع الجميغ بعلمه وجاهه وماله‏.‏
    وعظم أمره بالديار المصرية بحيث إنه منذ قدم القاهرة إلى أن خرج منها لم يتردد إلى واحد من أعيان الدولة حتى ولا السلطان وتردد إليه جميع أعيان أهل مصر من السلطان إلى من دونه كل ذلك وهو مكب على الأشغال مع ضعف كان يعتريه ويلازمه في كثير من الأوقات وهو لا يبرح عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقيام في ذات الله بكل ما تصل قدرته إليه‏.‏
    ثم بدا له التوجه إلى دمشق فسار إليها يعد أن سأله السلطان في الإقامة بمصر غير مرة فلم يقبل وتوجه إلى دمشق وسكنها إلى أن مات بها‏.‏
    ولم يخلف بعده مثله لأنه كان جمع بين العلم والعمل مع الورع الزائد والزهد والعبادة والتحري في مأكله ومشربه من الشبهة وغيرها وعدم قبوله العطاء من السلطان وغيره وقوة قيامه في إزالة البدع ومخاشنته لعظماء الدولة في الكلام وعدم اكتراثه بالملوك واستجلاب خواطرهم وهو مع ذلك لا يزداد إلا مهابة وعظمة في نفوسهم بحيث إن السلطان كان إذا دخل عليه لزيارته يصير في مجلسه كآحاد الأمراء من حين يجلس عنده إلى أن يقوم عنه والشيخ علاء الدين يكلمه في مصالح المسلمين ويعظه بكلام غير منمق خارج عن الحد في الكثرة والسلطان سامع له مطيع ‏.‏
    وكذلك لما سافر السلطان إلى آمد أول ما دخل إلى دمشق ركب إليه وزاره وسلم عليه فهذا شيء لم نره وقع لعالم من علماء عصرنا جملة كافية‏.‏
    وهو أحد من أدركناه من العلماء الزهاد والعباد رحمه الله تعالى ونفعنا بعلمه وبركته‏ )

    سابعاً : قول ابن تيمية بفناء النار :

    من كتاب ( البشارة والإتحاف ) - حسن بن علي السقاف ( ص 13 ـ 20 ) .
    - 2 - فصل
    ابن تيمية يقول ( ان النار تفنى ) والالباني يخطئه فيها ويقول انها لا تفنى وهي مسالة عقائدية خطيرة ثبت ان ابن تيمية يقول بفناء النار ويدعي ان في المسالة نزاعا معروفا عن التابعين ومن بعدهم فيها ، والكل منا يعرف ان هذه المسالة من مسائل العقيدة ،
    لانها لا تذكر في باب الوضوء من كتب الفقه ولا في باب الحيض والنفاس ولا في غير ذلك من الابواب كالاجارة والنكاح وغيرها ! ! فاذن هي من مسائل اصول الاعتقاد ومع ذلك جرى الخلاف فيها بين ابن تيمية وتلميذه ابن القيم من جهة وبين الالباني من جهة اخرى . واليك ذلك باختصار :
    1 - قال الالباني في مقدمة كتاب ( رفع الاستار لابطال ادلة القائلين بفناء النار ) لمحمد بن اسماعيل الامير الصنعاني ( 3 ) ص ( 7 ) ما نصه : [ فاخذت في البطاقات نظرا وتقليبا ، عما قد يكون فيها من الكنوز بحثا وتفتيشا ، حتى وقعت عيني على رسالة للامام الصنعاني ، تحت اسم ( رفع الاستار لابطال ادلة القائلين بفناء النار ) .

    في مجموع رقم الرسالة فيه ( 2619 ) ، فطلبته ، فإذا فيه عدة رسائل ، هذه الثالثة منها . فدرستها دراسة دقيقة واعية ، لان مؤلفها الامام الصنعاني رحمه الله تعالى رد فيها على شيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ميلهما الى القول بفناء النار ، باسلوب علمي رصين دقيق ، ( من غير عصبية مذهبية . ولا متابعة اشعرية ولا معتزلية ) كما قال هو نفسه رحمه الله تعالى في آخرها .
    وقد كنت تعرضت لرد قولهما هذا منذ اكثر من عشرين سنة بايجاز في ( سلسلة الاحاديث الضعيفة ) في المجلد الثاني منه ( ص 71 - 75 ) بمناسبة تخريجي فيه بعض الاحاديث المرفوعة ، والاثار الموقوفة التي احتجا ببعضها على ما ذهبا إليه من القول بفناء النار ، وبينت هناك وهاءها وضعفها ، وان لابن القيم قولا آخر ، وهو ان النار لا تفنى ابدا ، وان لابن بيمية قاعدة في الرد على من قال بفناء الجنة والنار .
    وكنت توهمت يومئذ انه يلتقي فيها مع ابن القيم في قوله الاخر ، فإذا بالمؤلف الصنعاني يبين بما نقله عن ابن القيم ، ان الرد المشار إليه ، انما يعني الرد على من قال بفناء الجنة فقط من الجهمية دون من قال بفناء النار ! وانه هو نفسه - اعني ابن تيمية - يقول : بفنائها ، وليس هذا فقط بل وان اهلها يدخلون بعد ذلك جنات تجري من تحتها الانهار !
    وذلك واضح كل الوضوح في الفصول الثلاثة التي عقدها ابن القيم لهذه المسالة الخطيرة في كتابه ( حادي الارواح الى بلاد الافراح ) ( 2 / 167 - 228 ) ، وقد حشد فيها ( من خيل الادلة ورجلها ، وكثيرها وقلها ، ودقها وجلها ، واجري فيها قلمه ، ونشر فيها علمه واتى بكل ما قدر عليه من قال وقيل ، واستنفر كل قبيل وجيل )
    كما قال المؤلف رحمه الله ، ولكنه اضفى بهذا الوصف على ابن تيمية ، وابن القيم اولى به واحرى لاننا من طريقه عرفنا راي ابن تيمية ، في هذه المسالة ، وبعض اقواله فيها ، واما حشد الادلة المزعومة وتكثيرها ، فهي من ابن القيم وصياغته ، وان كان ذلك لا ينفي انه تلقى ذلك كله أو جله من شيخه في بعض مجالسه ] اه‍ . فتأملوا ! !
    وقال الالباني ايضا في مقدمة ( رفع الاستار ) ص ( 25 ) ما نصه : [ فكيف يقول ابن تيمية : ( ولو قدر عذاب لا آخر له لم يكن هناك رحمة البتة ) ! فكان الرحمة عنده لا تتحقق الا بشمولها للكفار المعاندين الطاغين ! اليس هذا من اكبر الادلة على خطا ابن تيمية وبعده هو ومن تبعه عن الصواب في هذه المسالة الخطيرة ؟ ! . ] انتهى كلام الالباني .

    قلت : ومن رجع الى كتاب ( حادي الارواح ) لابن القيم ، وما كتبه الالباني في مقدمة ( رفع الاستار ) يتحقق ان الالباني مخالف لابن تيمية وابن القيم ومن تبعهما في هذه المسالة العقائدية التي وصفها بانها خطيرة ، لا سيما وقد صرح بقوله كما تقدم : ( اليس هذا من اكبر الادلة على خطا ابن تيمية وبعده هو ومن تبعه عن الصواب في هذه المسالة الخطيرة ؟ ! ) .

    ومن العجيب الغريب اننا رأينا في هذه الايام كتابا لرجل معاصر مقلد لابن تيمية وهو يرد فيه على الالباني تعديه بزعمه ! ! على ابن القيم وابن تيمية سماه ( القول المختار لبيان فناء النار ) واسم مؤلفه : عبد الكريم صالح الحميد ( طبع مطبعة السفير - الرياض الطبعة الاولى 1412 ه‍ ) ويمكننا ان نجمل ما في الكتاب بنقل خلاصته المهمة وهي من ص ( 13 - 14 ) : قال عبد الكريم صالح الحميد - مقلد ابن تيمية - في رده على الالباني ما نصه :
    [ فصل : الباعث لكلامنا في هذه المسالة : كنت اسمع من يقول : في كتب ابن القيم اشياء ما تصلح مثل حادي الارواح وغيره ، والبعض يقول : لعل ذلك قبل اتصاله بشيخه أو انه دخل عليه من ابن عربي ولا ادري ما المراد ولكني انفي ان يكون في كتب ابن القيم شئ ما يصلح ! حتى وصلت الى نسخة ( رفع الاستار ) للصنعاني وفيها مقدمة الالباني وتعليقه ، فلما قرات المقدمة عرفت السر الذي من اجله تكلم من تكلم بكتب ابن القيم فقد رايت تهجما عنيفا من الالباني على الشيخ وتلميذه لاصبر عليه حيث قال : - سقطا بما سقط به اهل البدع والاهواء من الغلو في التأويل وان ابن القيم انتصر لشيخه في ذلك .
    2 - وان ابن تيمية يحتج لهذا القول بكل دليل يتوهمه ويتكلف في الرد على الادلة المخالفة له تكلفا ظاهرا . وقال : - حتى بلغ بهما الامر الى تحكيم العقل فيما لا مجال له فيه كما يفعل المعتزلة تماما .
    حتى زعم ان تأويل المعتزلة والاشاعرة لايات واحاديث الصفات كاستواء الله على عرشه ونزوله الى السماء ومجيئه يوم القيامة وغير ذلك من التأويل ايسر من تأويل ابن القيم النصوص من اجل القول بفناء النار .
    وقال : فهذا شيخ الاسلام ابن تيمية زلت به القدم فقال قولا لم يسبق إليه ولا قام الدليل عليه . وغير ذلك من طعن الالباني وقدحه على الشيخ وتلميذه في مقدمة ( رفع الاستار ) . فلذلك كتبت في المسالة دفاعا عنهما وبيانا بان الحق معهما ( 4 ) وانا على بصيرة من ذلك حيث دعوت للمباهلة من اول المسالة .
    ولو غلط الشيخ وتلميذه في هذه المسالة لم يوجب ذلك ولا بعض ما قاله الالباني كيف والحق والصواب معهما في ذلك ، وقد تكلما فيه دفاعا عن الاسلام كما تقدم فرضي الله عنهما وجزاهما خير الجزاء . فانا اهيب بمن تعجل في الانكار ان يراجع الصواب ويدع الاصرار ] .
    انتهى كلام خصم الالباني عبد الكريم الحميد فتأملوا ! ! وهناك خصم آخر لعبد الكريم صالح الحميد يدرس في جامعة ام القرى بمكة صنف رسالة سماها ( كشف الاستار لابطال ادعاء فناء النار ) حاول ان ينفي فيها القول بفناء النار عن ابن تيمية ، مع انه ثابت عنه كالشمس كما قال الالباني حفظه الله ! ! ومنه يتبين انهم يموجون في العقيدة ويضطربون كاضطراب الريح ! ! وهم متنازعون في هذه المسالة الاعتقادية ! !
    فنقول الان اين الحق في هذه المسالة العقائدية هل هو عند ابن تيمية وابن القيم القائلين بفناء النار ام عند الالباني القائل ببقائها ؟ ! ! ولماذا يختلف هؤلاء في اصول العقيدة فيما بينهم وينعون على
    غيرهم الاختلاف والمباينة عنهم في اصول عقيدتهم ؟ ! !

    [ تنبيه مهم ] : ينبغي ان نعلم ان القول بفناء النار هو راي الجهم بن صفوان كما تجد ذلك في ( لسان الميزان ) ( 2 / 334 السطر الرابع من اسفل الطبعة الهندية ) في ترجمة ابي مطيع البلخي ، فالجهم بن صفوان هو سلف من يقول بفناء النار !! . ) .
    ـــــــــــــــــــــــــ
    من كتاب ( التوفيق الرباني في الرد على ابن تيمية الحراني ) - جماعة من العلماء ص ( 141 ـ 148 ) .
    ( الرسالة الرابعة الاعتبار ببقاء الجنة والنار للمؤلف السابق ( الشيخ السبكي ) رد به على ابن تيمية بما الفه في نفي الخلود في النار تبعا لجهم بن صفوان المبتدع المشهور .
    في ظهر الاصل بخط الحافظ الشمس بن طولون : ( فائدة ) قال شيخ الاسلام تقي الدين السبكي في فتاويه في أثناء مسألة
    " إذا وقف على بنيه الثلاثة إلى آخرها " :
    وهذا الرجل يعني ابن تيمية كنت رددت عليه في حياته في إنكاره السفر لزيارة المصطفى صلى الله عليه وسلم وفي انكاره وقوع الطلاق إذا حلف به وحنث ثم ظهر لي من حاله ما يقتضي أنه ليس ممن يعتمد عليه في نقل ينفرد به لمسارعته إلى النقل بفهمه كما في هذه المسألة ولا في بحث ينسبه لحلطه المقصود بغيره وخروجه عن الحد جدا ،
    وهو كان مكثرا من الحفظ ولم يتهذب بشيخ ولم يرتض في العلوم بل يأخذها بذهنه مع جسارة واتساع خيال وشغب كثير ، ثم بلغني من حاله ما يقتضي الاعراض عن النظر في كلامه جملة وكان الناس في حياته ابتلوا بالكلام معه للرد عليه وحبس باجماع العلماء وولاة الامور على ذلك ثم مات ولم يكن لنا غرض في ذكره بعد موته الان تلك أمة قد خلت ولكن له اتباع ينعقون ولا يعون ونحن نتبرم بالكلام معهم ومع أمثالهم .
    وأطال رحمه الله في الرد عليهم في فتاويه في الوقف فراجعه فانه مهم ونسأل الله حسن الاستقامة في القول والعمل بحق محمد وآله والحمد لله وحده .
    بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم .
    وبعد فان اعتقاد المسلمين أن الجنة والنار لا تفنيان وقد نقل أبو محمد بن حزم الاجماع على ذلك وان من خالفه كافر باجماع ، ولا شك في ذلك فانه معلوم من الدين بالضرورة وتواردت الادلة عليه قال الله تعالى : ( والذين كفروا وكذبوا بآياتنا اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون )
    وقال تعالى ( بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) .
    ثم قال في نهاية ص 148 :
    ( فهذه الآيات التي استحضرناها في بقاء الجنة والنار وبدأنا بالنار لانا وقفنا على تصنيف لبعض أهل العصر في فنائها وقد ذكرنا نحو مائة آية منها نحو من ستين في النار ونحو من أربعين في الجنة وقد ذكر ) .

    تعليق


    • #3
      إكمال للرد



      إضافة على ما سبق من أقوال :


      قال الشيخ السبكي في كتابه ( السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل ) :
      قول أبي حيان في ابن تيمية :
      ( المصنف المذكور هو كتاب العرش لابن تيمية وهو من أقبح كتبه )
      ولما وقف عليه الشيخ أبو حيان ما زال يلعنه حتى مات بعد أن كان يعظمه .

      وعلق على ذلك الشيخ الكوثري بقوله :
      (قال أبو حيان الأندلسي الحافظ في تفسير قوله تعالى وسع كرسيه السموات والأرض [البقرة: 255]: "وقد قرأت في كتاب لأحمد بن تيمية هذا الذي عاصرناه وهو بخطه سماه كتاب العرش: " إن الله يجلس على الكرسي وقد أخلى مكانا يقعد معه فيه رسول الله" ، تحيَّل عليه محمد بن عبد الحق وكان من تحيله أنه أظهر أنه داعية له حتى أخذ منه الكتاب وقرأنا ذلك فيه "
      كما ترى في النسخ المخطوطة من تفسير أبي حيان؛ وليست هذه الجملة بموجودة في تفسير البحر المطبوع، وقد أخبرني مصحح طبعه بمطبعة السعادة أنه استفظعها جداً وأكبر أن ينسب مثلها إلى مسلم، فحذفها عند الطبع لئلا يستغلها أعداء الدين، ورجاني أن أسجل ذلك هنا استدراكاً لما كان منه ونصيحة للمسلمين.
      وقد علمت العواتق في خدورهن حكاية هجر أبي حيان لابن تيمية لهذا السبب بعد أن كان تسرع في إطرائه، وإطراؤه مدون في (الدر الوافر) لابن ناصر الدين الدمشقي، وأما تقول بعض المداهنين بأنه إنما كان هجره لوقوعه في سيبويه حيث قال: أكان سيبويه نبي النحو وقد غلط في كيت وكيت، فرجمٌ بالغيب أمام تصريح أبي حيان صاحب القصة.
      نعم هذا تهور وقلة أدب من ابن تيمية، وما هي قيمة نحوه في جانب استبحار سيبويه وأبي حيان في النحو، وإن كان لكل إمام غلطات معدودة في علمه لكن وقوعه في سيبويه في جنب الوقوع في الله سبحانه ليس بشيء مذكور، فحمل هجره الدائم على خلاف ما ذكره الهاجر ليس شأن من يخاف الله، ويتوخى مراضيه. بل ذلك شأن المخدوعين المفتونين. )
      يقول الشيخ الكوثري :
      ( ومن أثنى عليه من أهل السنة في مبدأ أمره قبل انكشاف الستر عن بدعه الطامة إنما أثنى عليه تشجيعاً له على العلم لما كانوا يرون فيه في مبدأ نشأته من القابلية للعلم كما كانوا يفعلون مثل ذلك مع كل ناشيء, لكن لما تشعبت هموم ابن تيمية وتوزعت مواهبه في مختلف الأهواء وضاع صوابه بين أمواج البدع التي ارتضاها لنفسه تراجع كل من أثنى عليه من هؤلاء على توالى فتنه بين الأمة وتعاقب أهوائه المخزية وانقلبوا ضده، ولولا مغامراته في شتى العلوم التي يكفى واحد منها ليختص فيه أذكى العلماء لربما برع في علم يتفرغ له بعزيمة صادقة لكن جنى على نفسه بتشتيت مساعيه وراء أهواء بشعة فأصبح في موضع هزء البارعين كلما اختبروه في علم من العلوم التي يدعي الإمامة فيها.
      ومن أمثلة ذلك أن صفيّ الدين الأرموي المشهور كان طويل النفس في التقرير إذا شرع في وجه يقرره لا يدع شبهة ولا اعتراضاً إلا وقد أشار إليه في التقرير بحيث لا يتم التقرير إلا ويعز على المعترض مقاومته، وكان حضر حينما جمعت العلماء لأجل النظر في المسألة الحموية، ولما عقد المجلس لأجل امتحان ابن تيمية عما أورده في الحموية أخذ الصفي الأرموي يقرر المسألة على طريقته البارعة ليقطع الطرق على ابن تيمية من جميع الوجوه فبدأ ابن تيمية يعجل عليه على عادته ويخرج من شيء إلى شيء على أمل أن ينفق عليه تشغيبه لكن سقط في يده حيث قال له الصفي الأرموي: ما أراك يا بن تيمية إلا كالعصفور حيث أردت أن أقبضه من مكان يفر إلى مكان آخر )
      وما ابن تيمية في نظر مثل الأرموي إلا كعصفورة في العلم وإن اتخذه الجهلة الأغرار إماماً بأن نبذوا الأئمة المتبوعين وراء ظهورهم حيث راجت عليهم ثرثرته الفارغة، ولا غرو فإن كل ساقطة لاقطة والطير على أشكالها تقع . )

      ومن رابط لأهل السنة ذكر فيه :

      ذكر بعض العلماء والفقهاء والقضاة الذين ناظروا ابن تيمية أو ردوا عليه وذكروا معايبه ممن عاصروه أو جاءوا بعده

      ذكر أسماء بعض من ناظر ابن تيمية المتوفى سنة 728 ص أو ردّ عليه من المعاصرين له والمتأخرين عنه من شافعية وحنفية ومالكية وحنابلة، ونذكر رسائلهم وكتبهم التي ردوا عليه فيها فمنهم.
      ا- القاضي المفسر بدر الدين محمّد بن إبراهيم بن جماعة الشافعي المتوفى سنة 733هـ .
      2- القاضي محمّد بن الحريري الأنصاري الحنفي.
      3- القاضي محمّد بن أبي بكر المالكي.
      4- القاضي أحمد بن عمر المقدسي الحنبلي.
      وقد حبس بفتوى موقعة منهم سنة 726 هـ . أنظر عيون التواريخ للكتبي، ونجم المهتدي لابن المعلّم القرشي.
      5- الشيخ صالح بن عبد الله البطائحي شيخ المنيبيع الرفاعي نزيل دمشق المتوفى سنة 707هـ.
      أحد من قام على ابن تيمية ورد عليه، (أنظر روضة الناظرين وخلاصة مناقب الصالحين لأحمد الوتري). وقد ترجمه الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة.
      6- عصريه الشيخ كمال الدين محمد بن أبي الحسن علي السراج الرفاعي القرشي الشافعي. تفاح الأرواح وفتاح الأرباح.
      7- قاضي القضاة بالديار المصرية أحمد بن إبراهيم السروجي الحنفي المتوفى سنة 710 هـ . اعتراضات على ابن تيمية في علم الكلام.
      8- قاضي قضاة المالكية علي بن مخلوف بمصر المتوفى سنة 718 هـ. كان يقول: ابن تيمية يقول بالتجسيم وعندنا من اعتقد هذا الاعتقاد كفر ووجب قتله.
      9-الشيخ الفقيه علي بن يعقوب البكري المتوفى سنة 724 هـ ، لما دخل ابن تيمية إلى مصر قام عليه وأنكر على ابن تيمية ما يقول.
      10- الفقيه شمس الدين محمد بن عدلان الشافعي المتوفى سنة 749 هـ . كان يقول: إن ابن تيمية يقول: إن الله فوق العرش فوقية حقيقية، وان الله يتكلم بحرف وصوت.
      11- الحافظ المجتهد تقي الدين السبكي المتوفى سنة 756 هـ .
      الاعتبار ببقاء الجنة والنار.
      الدرة المضية في الرد على ابن تيمية.
      شفاء السقام في زيارة خير الأنام .
      النظر المحقق في الحلف بالطلاق المعلق.
      نقد الاجتماع والافتراق في مسائل الأيمان والطلاق.
      التحقيق في مسألة التعليق.
      رفع الشقاق عن مسألة الطلاق.
      12- ناظره المحدث المفسر الأصولي الفقيه محمّد بن عمر بن مكي المعروف بابن المرخل الشافعي المتوفى سنة 716.
      13- قدح فيه الحافظ أبو سعيد صلاح الدين العلائي المتوفى سنة 761 هـ .
      * أنظر ذخائر القصر في تراجم نبلاء العصر لابن طولون (ص/ 32- 33).
      * أحاديث زيارة قبر النبي .
      14- قاضي قضاة المدينة المنورة أبو عبد الله محمد بن مسلّم بن مالك ألصالحي الحنبلي المتوفى سنة 726 هـ .
      15- معاصر ه الشيخ أحمد بن يحيى الكلابي الحلبي المعروف بابن جهبل المتوفى سنة 733 هـ .
      * رسالة في نفي الجهة.
      16- القاضي كمال الدين بن الزملكاني المتوفي سنة 727 هـ .
      * ناظره وردّ عليه برسالتين، واحدة في مسئلة الطلاق الأخرى في مسئلة ا لزيارة.
      17- ناظره القاضي صفي الدين الهندي المتوفى سنة 715 هـ .
      18- الفقيه المحدّث علي بن محمّد الباجي الشافعي المتوفى سنة 714 هـ
      ناظره في أربعة عشر موضعا وأفحمه.
      19- المؤرخ الفقيه المتكلم الفخر بن المعلّم القرشي المتوفى سنة 725 هـ-
      نجم المهتدي و رجم المعتدي.
      20- الفقيه محمد بن علي بن علي المازني الدهان الدمشقي. رسالة في الرد على ابن تيمية في مسألة الطلاق.
      رسالة في الرد على ابن تيمية في مسألة الزيارة .
      21- الفقيه أبو القاسم أحمد بن محمد بن محمد الشيرازي المتوفى سنة 733 هـ
      رسالة في الرد على ابن تيمية.
      22- رد عليه الفقيه المحدث جلال الدين محمد القزويني الشافعي المتوفى سنة 739 هـ
      23- مرسوم السلطان ابن قلاوون المتوفى سنة 741 و حبسه.
      24- معاصره الحافظ الذهبي المتوفى سنة 748 هـ
      * بيان زغل العلم والطلب.
      * النصيحة الذهبية.
      25- المفسر أبو حيان الأندلسي المتوفى سنة 745 هـ
      * تفسير النهر الماد من البحر المحيط.
      26- الشيخ عفيف الدين عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني ثم المكي المتوفى سنة 768هـ.
      27- الفقيه الرحالة ابن بطوطة المتوفى سنة 779هـ .
      رحلة ابن بطوطة.
      28- الفقيه تاج الدين السبكي المتوفى سنة 771 هـ.
      * طبقات الشافعية الكبرى.
      29- تلميذه المؤرخ ابن شاكر الكتبي المتوفى سنة 764 هـ
      * عيون التواريخ.
      30- الشيخ عمر بن أبي اليمن اللخمي الفاكهي المالكي المتوفى سنة 734 هـ .
      * التحفة المختارة في الرد على منكر الزيارة.
      31- القاضي محمد السعدي المصري الأخنائي المتوفى سنة755 هـ .
      * المقالة المرضية في الرد على من ينكر الزيارة المحمدية، طبعت ضمن "البراهين الساطعة" للعزامي.
      32- الشيخ عيسى الزواوي المالكي المتوفى سنة 743 هـ.
      * رسالة في مسألة الطلاق.
      33- الشيخ أحمد بن عثمان التركماني الجوزجاني الحنفي المتوفى سنة 744هـ .
      * الأبحاث الجلية في الرد على ابن تيمية.
      34- الحافظ عبد الرحمن بن أحمد المعروف بابن رجب الحنبلي المتوفى سنة 795هـ .
      * بيان مشكل الأحاديث الواردة في أن الطلاق الثلاث واحدة.
      35- الحافظ ابن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852هـ .
      * الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة.
      * لسان الميزان.
      * فتح الباري شرح صحيح البخاري.
      * الإشارة بطرق حديث الزيارة.
      36- الحافظ ولي الدين العراقي المتوفى سنة 826 هـ.
      الأجوبة المرضية في الرد على الأسئلة المكية.
      37 _ الفقيه المؤرخ ابن قاضي شهبة الشافعي المتوفى سنة 851 هـ.
      * تاريخ ابن قاضي شهبة.
      38- الفقيه أبو بكر الحصني المتوفى سنة 829 هـ.
      * دفع شبه من شبه وتمرد ونسب ذلك إلى الإمام أحمد.
      39- رد عليه شيخ إفريقيا أبو عبد الله بن عرفة التونسي المالكي المتوفى سنة 853هـ .
      45- العلامة علاء الدين البخاري الحنفي المتوفى سنة 841 هـ ، كفره وكفر من سماه شيخ الإسلام أي من يقول عنه شيخ الإسلام مع علمه بمقالاته الكفرية، ذكر ذلك الحافظ السخاوي في الضوء اللامع.
      41- الشيخ محمد بن أحمد حميد الدين الفرغاني الدمشقي الحنفي المتوفى سنة 867 هـ.
      * الرد على ابن تيمية في الاعتقادات.
      42- ردّ عليه الشيخ أحمد زروق الفاسي المالكي س المتوفى سنة 899هـ
      * شرح حزب البحر.
      43- الحافظ السخاوي المتوفى سنة 902 هـ .
      *الإعلان بالتوبيخ لمن ذمّ التاريخ.
      44- أحمد بن محمد المعروف بابن عبد السلام المصري المتوفى سنة 931 هـ.
      * القول الناصر في رد خباط علي بن ناصر.
      45- ذمه العالم أحمد بن محمد الخوارزمي الدمشقي المعروف بابن قرا المتوفى سنة 968 هـ.
      46- القاضي البياضي الحنفي المتوفى سنة 1098 هـ.
      * إشارات المرام من عبارات الإمام.
      47- الشيخ أحمد بن محمّد الوتري المتوفى سنة 980 هـ .
      * روضة الناظرين وخلاصة مناقب الصالحين.
      48- الشيخ ابن حجر الهيتمي المتودى سنة 974هـ .
      * الفتاوى الحديثية.
      " الجوهر المنظم في زيارة القبر المعظم.
      حاشية الإيضاح في المناسك.
      49- الشيخ جلال الدين الدواني المتوفى سنة 928 هـ
      * شرح العضدية.
      50- الشيخ عبد النافع بن محمّد بن علي بن عراق الدمشقي المتوفى سنة 926 هـ
      * أنظر ذخائر القصر في تراجم نبلاء العصر لابن طولون (ص/ 32- 33).
      51- القاضي أبو عبد الله المقرى.
      * نظم اللالي في سلوك الأمالي.
      52- ملا علي القاري الحنفي المتوفى سنة 014 ا هـ.
      * شرح الشفا للقاضي عياض.
      53- الشيخ عبد الرؤوف المناوي الشافعي المتوفى سنة 531 ا هـ
      * شرح الشمائل للترمذي.
      54- المحذث محمّد بن علي بن علان الصديقي المكي المتوفى سنة 057 ا هـ.
      المبرد المبكي في رد الصارم المنكي.
      55- الشيخ أحمد الخفاجي المصري الحنفي المتوفى سنة 9 1 0 ا هـ.
      شرح الشفا للقاضي عياض.
      56- المؤرخ أحمد أبو العباس المقري المتوفى سنة 041 ا.
      أزهار الرياض.
      57- الشيخ محمّد الزرقاني المالكي المتوفى سنة 122 ا هـ .
      * شرح المواهب اللدنية.
      58- الشيخ عبد الغني النابلسي المتوفى سنة 43 ا اهـ
      * ذمه في أكثر من كتاب.
      59- ذمه الفقيه الصوفي محمّد مهدي بن علي الصيادي الشهير بالرواس المتوفى سنة 1287 هـ.
      60- السيد محمّد أبو الهدى الصيادي المتوفى سنة 1328 هـ.
      * قلادة الجواهر.
      61- المفتي مصطفى بن أحمد الشطي الحنبلي الدمشقي المتوفى سنة 1348 هـ
      * النقول الشرعية.
      62- محمود خطاب السبكي المتوفى سنة 1352 هـ
      * الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق.
      63- مفتي المدينة المنورة الشيخ المحدث محمد الخضر الشنقيطي المتوفى سئة 1353.
      * لزوم الطلاق الثلاث دفعه بما لا يستطيع العالم دفعه.
      64- الشيخ سلامة العزامي الشافعي المتوفى سنة 1376 هـ
      * البراهين الساطعة في ردّ بعض البدع الشائعة.
      *مقالات في جريدة المسلم (المصرية).
      65- مفتي الديار المصرية الشيخ محمد بخيت المطيعي المتوفى سنة 1354 هـ.
      * تطهير الفؤاد من دنس الاعتقاد.
      66- وكيل المشيخة الإسلامية في دار الخلافة العثمانية الشيخ محمّد زاهد الكوثري المتوفى سنة 1371 هـ
      * كتاب مقالات الكوثري.
      *التعقب الحثيث لما ينفيه ابن تيمية من الحديث.
      * البحوث الوفية في مفردات ابن تيمية.
      * الإشفاق على أحكام الطلاق.
      67- إبراهيم بن عثمان السمنودي المصري، من أهل هذا العصر.
      *نصرة الإمام السبكي برد الصارم المنكي.
      68- عالم مكة محمد العربي التبّان المتوفى سنة 1395هـ .
      * براءة الأشعريين من عقائد المخالفين.
      69- الشيخ محمّد يوسف البنوري الباكستاني.
      * معارف السنن شرح سنن الترمذي.
      70- الشيخ منصور محمّد عويس ، من أهل هذا العصر.
      * ابن تيمية ليس سلفيا.
      71- الحافظ الشيخ أحمد بن الصديق الغماري المغربي المتوفى سنة 1380 هـ
      * هداية الصغراء.
      * القول الجلي.
      72- الشيخ المحدث عبد الله الغماري المغربي المتوفى سنة 1314 هـ .
      * إتقان الصنعة في تحقيق معنى البدعة.
      * الصبح السافر في تحقيق صلاة المسافر.
      * الرسائل الغمارية، وغيرها من الكتب.
      73- المسند أبو الأشبال صالم بن جندان الأندونيسي.
      * الخلاصة الكافية في الأسانيد العالية.
      74- حمد الله البراجوي عالم سهارنبور.-
      * البصائر لمنكري التوسل بأهل القبور.
      75- وقد كقره الشيخ مصطفى أبو سيف الحمامي في كتابه غوث العباد ببيان الرشا د.
      وقرّظه له جماعة وهم الشيخ محمّد سعيد العرفي، والشيخ يوسف الدجوي، والشيخ محمود أبو دقيقة، والشيخ محمّد البحيري، والشيخ محمّد عبد الفتاح عناتي، والشيخ حبيب الله الجكني الشنقيطي، والشيخ دسوقي عبد الله العربي، والشيخ محمّد حفني بلال.
      76- رد عليه أيضا محمد بن عيسى بن بدران السعدي المصري.
      77- السيد الشيخ الفقيه علوي بن ظاهر الحداد الحضرمي.
      78- مختار بن أحمد المؤيد العظمي المتوفى سنة 1340 هـ
      *جلاء الأوهام عن مذاهب الأئمة العظام والتوسل بجاه خير الأنام عليه الصلاة والسلام، رد فيه على كتاب "رفع الملام " لابن تيمية.
      79- الشيخ إسماعيل الأزهري.
      * مرءاة النجدية.
      80- الشيخ سراج الدين عباس الأندونيسي المتوفى سنة 1403 هـ.
      له كتب في العقيدة حذر فيها من عقائد ابن تيمية.
      فانظر أيها الطالب للحق وتمعن بعد ذلك، كيف يلتفت إلى رجل تكلم فيه كل هؤلاء العلماء ليبينوا حقيقته للناس ليحذروا منه، فهل يكون بيان الحق شيئا يعترض عليه، سبحانك هذا بهتان عظيم.
      ملخص لهذا المقال:
      o ابن تيمية ليس من أهل السنة فألف العديد من العلماء في الرد عليه
      o أمر قضاة من المذاهب الأربعة بحبسه أكثر من مرة لشذوذه
      o خرق الإجماع في نحو ستين مسألة من المسائل التي شذ فيها قوله بأزلية العالم وقوله بفناء النار
      o وغير ذلك من الكتب التي ألفها العلماء في الرد عليه
      ــــــــــــــــــــــــــــــ

      من كتاب (البشارة والإتحاف ) - حسن بن علي السقاف ص 21
      ( ابن تيمية يثبت استقرار الله على العرش ويجوز استقراره على ظهر بعوضة والالباني
      يخالف عقيدة الاستقرار هذه ويعتبرها بدعة .

      ومنه ص 24 :
      ابن تيمية وابن القيم يقولان بقعود الله على العرش والالباني ينكر عقيدة القعود .
      وص 28 :
      ( الالباني يصف ابن تيمية بانه جرئ على تكذيب الحديث الصحيح .
      وص 45 :
      (ابن تيمية يثبت الحركة لله تعالى والالباني ينفيها مدعيا عدم ثبوتها .
      ـــــــــــــــــــــــــــ
      من كتاب ( التوفيق الرباني في الرد على ابن تيمية الحراني ) - جماعة من العلماء ص 7 ـ 11 )
      (كشف حال ابن تيمية ذكر العلامة تقي الدين الحصني المتوفى سنة / 829 ه‍ في كتابه : " دفع شبه من شبه وتمرد " كثيرا من مسائل ابن تيمية التي حاد فيها عن طريق الحق .
      وإني أنقل للقراء مقدمة كلامه في ابن تيمية رقم مرسوم السلطان ابن قلاوون ثم بعض شواذ ابن تيمية . قال رحمه الله :
      " فاعلم أني نظرت في كلام هذا الخبيث الذي في قلبه مرض الزيغ المتتبع ما تشابه في الكتاب والسنة ابتغاء الفتنة ، وتبعه على ذلك خلق من العوام وغيرهم ممن أراد الله عزوجل إهلاكه ، فوجدت فيه ما لا أقدر على النطق به ، ولا لي أنامل تطاوعني على رسمه وتسطيره ، لما فيه من تكذيب رب العالمين في تنزيهه لنفسه في كتابه المبين ،
      وكذا الازدراء بأصفيائه المنتخبين وخلفائهم الراشدين وأتباعهم الموفقين ، فعدلت عن ذلك إلى ذكر ما ذكره الائمة المتقون وما اتفقوا عليه من تبديعه وإخراجه ببعضه من الدين ، فمنه ما دون في المصنفات ومنه ما جاءت به المراسيم العليا وأجمع عليه علماء عصره ممن يرجع إليهم في الامور الملمات والقضايا المهمات ، وتضمنه الفتاوى الزكيات من دنس أهل الجهالات ، ولم يختلف عليه أحد كما اشتهر بالقراءة والمناداة على رؤوس الاشهاد في المجامع الجامعة حتى شاع وذاع واتسع به الباع حتى في القلوب ، فمن ذلك نسخة المرسوم الشريف السلطاني ناصر الدين والد محمد بن قلاوون رحمه الله تعالى وقرئ على منبر جامع دمشق نهار الجمعة سنة خمسة وسبعمائة .

      صورة مرسوم ابن قلاوون في ابن تيمية
      بسم الله الرحمن الرحيم

      الحمد لله الذي تنزه عن الشبيه والنظير وتعالى عن المثل ، فقال تعالى : ( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ) ، أحمده على ما ألهمنا من العمل بالسنة والكتاب ، ورفع في أيامنا أسباب الشك والارتياب ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادة من يرجو بإخلاصه حسن العقبى والمصير ، وينزه خالقه عن التحيز في جهة لقوله تعالى : ( وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير ) ، ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الذي نهج سبيل النجاة لمن سلك سبيل مرضاته ، وأمر بالتفكر في الايات ونهى عن التفكر في ذاته : صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين علا بهم منار الايمان وارتفع ، وشيد الله بهم من قواعد الدين الحنيف ما شرع ، وأخمد بهم كلمة من حاد عن الحق ومال إلى البدع .
      وبعد فإن القواعد الشرعية ، وقواعد الاسلام المرعية ، وأركان الايمان العلمية ، ومذاهب الدين المرضية ، هي الاساس الذي يبنى عليه ، والموئل الذي يرجع كل أحد إليه ، والطريق التي من سلكها فاز فوزا عظيما ، ومن زاغ عنها فقد استوجب عذابا أليما ، ولهذا يجب أن تنعقد أحكامها ، ويؤكد دوامها ، وتصان عقائد هذه الامة عن الاختلاف ، وتزان بالرحمة والعطف والائتلاف ، وتخمد ثوائر البدع ، ويفرق من فرقها ما اجتمع .
      وكان ابن تيمية في هذه المدة قد بسط لسان قلمه ، ومد بجهله عنان كلمه ، وتحدث بمسائل الذات والصفات ، ونص في كلامه الفاسد على أمور منكرات ، وتكلم فيما سكت عنه الصحابة والتابعون ، وفاه بما اجتنبه الائمة الاعلام الصالحون ، وأتى في ذلك بما أنكره أئمة الاسلام ، وانعقد على خلافه إجماع العلماء والحكام .
      وأشهر من فتاويه ما استخف به عقول العوام ، وخالف في ذلك فقهاء عصره ، وأعلام علماء شامه ومصره ، وبث به رسائله إلى كل مكان ، وسمى فتاويه بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان ، ولما اتصل بنا ذلك وما سلك به هو ومريدوه ، من هذه المسالك الخبيثة وأظهروه ، من هذه الاحوال وأشاعوه ،
      وعلمنا أنه استخف قومه فأطاعوه ، حتى اتصل بنا أنهم صرحوا في حق الله سبحانه بالحرف والصوت والتشبيه والتجسيم ، فقمنا في نصرة الله مشفقين من هذا النبأ العظيم ، وأنكرنا هذه البدعة ، وعز علينا أن تشيع عمن تضمه ممالكه هذه السمعة ، وكرهنا ما فاه به المبطلون ، وتلونا قوله تعالى : ( سبحان ربك رب العزة عما يصفون ) ،
      فإنه سبحانه وتعالى تنزه في ذاته وصفاته عن العديل والنظير (لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير) فتقدمت مراسيمنا باستدعاء ابن تيمية المذكور إلى أبوابنا حين سارت فتاويه الباطلة في شامنا ومصرنا ، وصرح فيها بألفاظ ما سمعها ذو فهم إلا وتلا قوله تعالى : ( لقد جئت شيئا نكرا ) .

      ولما وصل إلينا الجمع أولوا العقد والحل ، وذوو التحقيق والنقل ، وحضر قضاة الاسلام ، وحكام الانام ، وعلماء المسلمين ، وأئمة الدنيا والدين ، وعقد له مجلس شرعي في ملا من الائمة وجمع ، ومن له دراية في مجال النظر ودفع ، فثبت عندهم جميع ، ما نسب إليه ، بقول من يعتمد ويعول عليه ، وبمقتضى خط قلمه الدال على منكر ومعتقده ،
      وانفصل ذلك الجمع وهم لعقيدته الخبيثة منكرون ، وآخذوه بما شهد به قلمه تالين : ( ستكتب شهادتهم ويسألون ) ، وبلغنا أنه قد استتيب مرارا فيما نقدم ، وأخره الشرع الشريف لما تعرض لذلك وأقدم ، ثم عاد بعد منعه ، ولم يدخل ذلك في سمعه .
      ولما ثبت ذلك في مجلس الحاكم المالكي حكم الشرع الشريف أن يسجن هذا المذكور ، ويمنع من التصرف والظهور ، ويكتب مرسومنا هذا بأن لا يسلك أحد ما سلكه المذكور من هذه المسالك ، وينهى عن التشبيه في اعتقاد مثل ذلك ، أو يعود له في هذا القول متبعا ، أو لهذه الالفاظ مستمعا ، أو يسري في التشبيه مسراه ، أو يفوه بجهة العلو بما فاه ،
      أو يتحدث أحد بحرف أو صوت ، أو يفوه بذلك إلى الموت ، أو ينطق بتجسيم ، أو يحيد عن الطريق المستقيم ، أو يخرج عن رأي الائمة ، أو ينفرد به عن علماء الامة ، أو يحيز الله سبحانه وتعالى في جهة أو يتعرض إلى حيث وكيف ، فليس لمعتقد هذا إلا السيف .
      فليقف كل واحد عند هذا الحد ، ولله الامر من قبل ومن بعد ، وليلزم كل واحد من الحنابلة بالرجوع عن كل ما أنكره الائمة من هذه العقيدة ، والرجوع عن الشبهات الزائغة الشديدة ، ولزوم ما أمر الله تعالى به ، والتمسك بمسالك أهل الايمان الحميدة ، فإنه من خرج عن أمر الله
      فقد ضل سواء السبيل ، ومثل هذا ليس له إلا التنكيل ، والسجن الطويل مستقره ومقيله وبئس المقيل .
      وقد رسمنا بأن ينادى في دمشق المحروسة والبلاد الشامية ، وتلك الجهات الدانية والقاصية ، بالنهي الشديد ، والتخويف والتهديد لمن اتبع ابن تيمية في هذا الامر الذي أوضحناه ، ومن تابعه تركناه في مثل مكانه وأحللناه ، ووضعناه من عيون الامة كما وضعناه ، ومن أصر على الامتناع وأبى إلا الدفاع ، أمرنا بعزلهم من مدارسهم ومناصبهم ، وأسقطناهم من مراتبهم مع إهانتهم ، وإن لا يكون لهم في بلادنا حكم ولا ولاية ولا شهادة ولا إمامة بل ولا مرتبة ولا إقامة ،
      فإنا أزلنا دعوة هذا المبتدع من البلاد ، وأبطلنا عقيدته الخبيثة التي أضل بها كثيرا من العباد أو كاد ، بل كم أضل بها من خلق وعاثوا بها في الارض الفساد ، ولتثبت المحاضر الشرعية على الحنابلة بالرجوع عن ذلك وتسير المحاضر بعد إثباتها على قضاة المالكية ،
      وقد أعذرنا وحذرنا وأنصفنا حيث أنذرنا ، وليقرأ مرسومنا الشريف على المنابر ، ليكون أبلغ واعظ وزاجر ، لكل باد وحاضر ، والاعتماد على الخط الشريف أعلاه وكتب ثامن عشرين شهر رمضان سنة خمس وسبعمائة إ ه‍ .

      وهذه المراسيم الصادرة في حقه بعد محاكمته أمام جماعة من كبار العلماء في عصره مسجلة في كتب التواريخ ، وكتب خاصة مثل عيون التواريخ ، ونجم المهتدي ، ودفع الشبه وغيرها . وسأنقل الصورة الخطية لهذا المرسوم لاحقا إن شاء الله . ) .
      ــــــــــــــــــــــــ
      من كتاب ( دَفْعُ الشُبَه
      عن الرسول (ص ) والرسالة ) للشيخ أبو بكر الحصني الدمشقي .
      ترجمة الشيخ الحصني :
      ( قال صاحب شَذَرَات الذَّهَب (الجزء التاسع: الصفحات 273 ـ 275)، في وفيات عام (829هـ): وفيها الشيخ تقي الدين الدِّين أبو بكر بن محمد بن عبدالمؤمن بن حريز بن سعيد بن داود بن قاسم بن علي بن علوي بن ناشي بن جوهر بن علي بن أبي القاسم بن سالم بن عبدالله بن عمر بن موسى بن يحيى بن علي الاصغر بن محمد المتّقي بن حسن بن علي بن محمد بن الجواد بن علي الرّضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصّادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
      الحِصْني ـ نسبة إلى الحِصْن قرية من قرى حوران ـ ثم الدمشقي، الفقيه الشافعي .
      ولد سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة، وتفقه بالشّريشي، والزُّهري، وابن الجابي، والصَّرْخَدي، والغَزّي، وابن غَنُّوم. وأخذ عن الصَّدر اليَاسُوفي، ثم انحرف عن طريقته. وحطّ على ابن تَيْمِيَّة، وبالغ في ذلك، وتلقى ذلك عنه الطلبة بدمشق، وثارت بسبب ذلك فتن كثيرة.
      وكان يميل إلى التقشف ويبالغ في الامر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، وللناس فيه اعتقاد زائد.
      ولخّص «المهمات» في مجلد، وكتب على «التنبيه».
      قال القاضي تقي الدِّين الاسدي: كان خفيف الرّوح، منبسطاً، له نوادر، ويخرج إلى النُّزَه، ويبعث الطلبة على ذلك .
      مع الدِّين المتين، والتَّحري في أقواله وأفعاله، وتزوَّج عدّة نساء، ثم انقطع وتقشَّف وانجمع، وكل ذلك قبل القرن، ثم ازداد بعد الفتنة تقشّفه وانجماعه، وكَثُرَت مع ذلك أتباعه، حتَّى امتنع من مكالمة الناس، ويُطلق لسانه في القُضاة وأصحاب الولايات.
      وله في الزُّهد والتَّقلُّل من الدّنيا حكايات تضاهي ما نُقِلَ عن الاقدمين، وكان يتعصب للاشاعرة، وأصيب في سَمْعِهِ وبصره فضعف.
      وشرع في عِمَارَة رِبَاط داخل باب الصغير، فساعده الناس بأموالهم وأنفسهم، ثم شرع في عِمَارَة خان السَّبيل ففرغ في مدة قريبة.
      وكان قد جمع تآليف كثيرة قبل الفتنة، وكتب بخطّه كثيراً في الفقه والزُّهد.
      وقال السخاوي: شَرَح «التنبيه»و«المنهاج»وشرح «مسلم» في ثلاث مجلدات، ولخّص «المهمات» في مجلدين، وخرّجَ أحاديث «الاِحياء» مجلد وشرح «النواوية» مجلد ، و«أهوال القيامة» مجلد، وجمع «سير نساء السَّلف العابدات» مجلد، و«قواعد الفقه» مجلد، و«تفسير القرآن إلى الانعام» آيات متفرّقة مجلد، و«تأديب القوم» مجلد، و«سير السالك» مجلد، و«تنبيه السالك على مضارالمهالك » ست مجلدات، و«شرح الغاية» مجلد، و«شرح النهاية» مجلد، و«قمع النّفوس» مجلد، و«دفع الشُّبه» مجلد، و«شرح أسماء الله الحسنى» مجلد، و«المولد» مجلد.
      وتوفي بخلوته بجامع المزَّاز بالشاغور، بعد مغرب ليلة الاربعاء خامس عشر جمادى الاخرة وصُلِّي عليه بالمصلى، صلَّى عليه ابن أخيه، ثم صُلِّي عليه ثانياً عند جامع كريم الدِّين، ودفن بالقُبيبات في أطراف العمارة على جادة الطريق عند والدته.
      وحضر جنازته عَالَمٌ لا يحصيهم إلاّ الله، مع بعد المسافة وعدم علم أكثر الناس بوفاته، وازدحموا على حمله للتبرك به، وختم عند قبره ختمات كثيرة، وصلّى عليه أُمَمٌ ممن فاتته الصلاة على قبره، ورؤيت له منامات صالحة في حياته وبعد موته.
      وفي كتاب البدر الطالع (1/166):
      السيد أبو بكر بن محمد بن عبدالمؤمن بن حريز ـ بمهملتين وآخره زاي ـ العَلَوي الحسيني الحصني ثم الدمشقي الشافعي المعروف بالتقي الحصني (ولد) سنة 752هـ.
      وأخذ العلم عن جماعة من أهل عصره وبرع، وقصده الطلبة وصنف التصانيف كشرح التنبيه في خمس مجلدات، وشرح أربعين النووي في مجلد. وشرح مختصر أبي شجاع في مجلد. وشرح الاسماء الحسنى في مجلد، وتلخيص مهمّات الاسنوي في مجلدين، وقواعد الفقه في مجلدين. وله في التصوّف مصنّفات و(مات) ليلة الاربعاء منتصف جمادى الاخرة سنة 829هـ.
      وقال خير الدين الزركلي في الاعلام (2/99) :
      الامام تقي الدين أبي بكر الحصنيّ الدمشقي (ت 829هـ):
      تقي الدين الحصني: (752 ـ 829هـ: 1351 ـ 1426م).
      أبو بكر بن محمد بن عبدالمؤمن بن حريز بن معلّى الحسيني الحصني، تقي الدين: فقيه ورع من أهل دمشق. ووفاته بها. نسبته إلى الحصن (من قرى حوران) وإليه تنسب «زاوية الحصني» بناها رباطاً في محلة الشاغور بدمشق، وله تصانيف كثيرة منها: كفاية الاخبار ـ ط، شرح به الغاية في فقه الشافعية، ودفع شبه من شبه وتمرّد ونسب ذلك إلى الامام أحمد ـ ط، وتخريج أحاديث الاحياء، وتنبيه السالك على مظان المهالك. ست مجلدات، وقمع النفوس.
      ـــــــــــــــــ
      يقول في ابن تيمية :
      ( وكان بعضهم يسمّيه: حاطب ليل، وبعضهم يسمّيه: الهدار المهذار.
      وكان الامام العلامة شيخ الاسلام في زمانه أبو الحسن علي بن إسماعيل القونوي يصرّح بأنّه من الجهلة، بحيث لا يعقل ما يقول. ويخبر أنه أخذ مسألة التفرقة عن شيخه، الذي تلقّاها عن أفراخ السامرة واليهود الذين أظهروا التشرّف بالاسلام.
      وهو من أعظم الناس عداوة للنبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، وقَتَلَ عليٌّ رضي الله عنه واحداً منهم، تكلّم في مجلسه كلمة فيها ازد راء بالنبي(صلى الله عليه وآله وسلم).
      وقد وقفت على المسألة ; أعني مسألة التفرقة التي أثارها اليهود ; ليزدروه بها، وبحثوا فيها على قواعد مأخوذة من الاشتقاق، وكانوا يقطعون بها الضعفاء من العلماء، فتصدّى لهم الجهابذة من العلماء، وأفسدوا ما قالوه بالنقل والعقل والاستعمال الشرعي والعرفي، وأبادوهم بالضرب بالسياط وضرب الاعناق، ولم يبقَ منهم إلاّ الضعفاء في العلم، ودامت فيهم مسألة التفرقة حتّى تلقّاها ابن تيميّة عن شيخه، وكنت أظنّ أنـّه ابتكرها.
      واتفق الحُذّاق في زمانه من جميع المذاهب على سوء فهمه وكثرة خطئه، وعدم إدراكه للمآخذ الدقيقة وتصوّرها، عرفوا ذلك منه بالمفاوضة في مجالس العلم.

      ولنرجع الى ما ذكره ابن شاكر في تاريخه ; ذكره في الجزء العشرين.
      قال: وفي سنة خمس وسبعمائة في ثامن رجب، عُقد مجلس بالقضاة والفقهاء بحضرة نائب السلطنة بالقصر الابلق، فسُئل ابن تيميّة عن عقيدته ؟ فأملى شيئاً منها.
      ثمّ أُحضرت عقيدته الواسطيّة، وقرئت في المجلس، ووقعت بحوث كثيرة، وبقيت مواضع أُخّرت الى مجلس ثان، ثمّ اجتمعوا يوم الجمعة ثاني عشر رجب.
      وحضر المجلس صفي الدين الهندي، وبحثوا، ثمّ اتفقوا على أنّ كمال الدين بن الزملكاني يحاقق ابن تيميّة، ورضوا كلّهم بذلك، فأفحم كمالُ الدين ابنَ تيميّة، وخاف ابن تيميّة على نفسه، فأشهد على نفسه الحاضرين أنّه شافعيّ المذهب، ويعتقد ما يعتقده الامام الشافعي، فرضوا منه بذلك وانصرفوا.
      ثمّ إنّ أصحاب ابن تيميّة أظهروا أنّ الحقّ ظهر مع شيخهم، وأنّ الحقّ معه، فأُحضروا الى مجلس القاضي جلال الدين القزويني، وأحضروا ابن تيميّة وصُفع ورُسم بتعزيره، فشفّع فيه، وكذلك فعل الحنفي باثنين من أصحاب ابن تيميّة.
      ثمّ قال: ولمّا كان سَلخُ رجب جمعوا القضاة والفقهاء، وعُقد مجلس بالميدان أيضاً، وحضر نائب السلطنة أيضاً، وتباحثوا في أمر العقيدة، وسلك معهم المسلك الاوّل.
      فلمّا كان بعد أيّام ورد مرسوم السلطان ; صحبة بريديّ من الديار المصرية بطلب قاضي القضاة نجم الدين بن صصري وبابن تيميّة، وفي الكتاب: تعرّفونا ما وقع في سنة ثمان وتسعين في عقيدة ابن تيميّة.
      فطلبوا الناس وسألوهم عمّا جرى لابن تيميّة في أيّام نُقل عنه فيها كلام قاله، وأحضروا للقاضي جلال الدين القزويني العقيدة التي كانت أُحضرت في زمن قاضي القضاة إمام الدين، وتحدّثوا مع ملك الامراء في أن يكاتب في هذا الامر، فأجاب، فلمّا كان ثاني يوم وصل مملوك ملك الامراء على البريد من مصر، وأخبر أنّ الطلب على ابن تيميّة كثير، وأنّ القاضي المالكي قائم في قضيّته قياماً عظيماً، وأخبر بأشياء كثيرة من الحنابلة وقعت في الديار المصرية، وأنّ بعضهم صُفع، فلمّا سمع ملك الامراء بذلك انحلّت عزائمه عن المكاتبة، وسيّر شمس الدين بن محمّد المهمندار الى ابن تيميّة، وقال له:
      قد رسم مولانا ملك الامراء بأن تسافر غداً، وكذلك راح الى قاضي القضاة، فشرعوا في التجهيز، وسافر صحبة ابن تيميّة أخواه عبدالله وعبدالرحمن، وسافر معهم جماعة من أصحاب ابن تيميّة.
      وفي سابع شوّال وصل البريدي الى دمشق، وأخبر بوصولهم الى الديار المصريّة، وأنّه عقد لهم مجلس بقلعة القاهرة بحضرة القضاة والفقهاء والعلماء والامراء: فتكلّم الشيخ شمس الدين عدنان الشافعي وادّعى على ابن تيميّة في أمر العقيدة، فذكر منها فصولاً.
      فشرع ابن تيميّة فحمد الله تعالى وأثنى عليه، وتكلّم بما يقتضي الوعظ، فقيل له: ياشيخ إنّ الذي تقوله نحن نعرفه، وما لنا حاجة الى وعظك، وقد أدُّعي عليك بدعوى شرعية فأجب.
      فأراد ابن تيميّة أن يعيد التحميد، فلم يمكّنوه من ذلك، بل قيل له: أجب.
      فتوقّف، وكُرِّر عليه القول مراراً، فلم يزدهم على ذلك شيئاً، وطال الامر، فعند ذلك حكم القاضي المالكي بحبسه وحبسِ أخويه معه.
      فحبسوه في بُرج من أبراج القلعة فتردّد إليه جماعة من الامراء، فسمع القاضي بذلك، فاجتمع بالامراء، وقال: يجب عليه التضييق إذا لم يقتل، وإلاّ فقد وجب قتله، وثبت كفره.
      فنقلوه الى الجُبّ بقلعة الجبل، ونقلوا أخويه معه بإهانة.
      وفي سادس عشر ذي القعدة وصل من الديار المصرية قاضي القضاة نجم الدين بن صصري، وجلس يوم الجمعة في الشباك الكمالي، وحضروا القرّاء والمنشدون، وأُنشدت التهاني، وكان وصل معه كتب ولم يعرضها على نائب السلطنة، فلمّا كان بعد أيّام عرضها عليه، فرسم ملك الامراء بقراءتها والعمل بما فيها أمتثالاً للمراسيم السلطانية.
      وكانوا قد بيّتوا على الحنابلة كلّهم بأن يحضروا الى مقصورة الخطابة بالجامع الاُموي بعد الصلاة،وحضر القضاة كلّهم بالمقصورة، وحضر معهم الامير الكبير ركن الدين بيبرس العلاني، وأحضروا تقليد القضاة نجم الدين بن صصري، الّذي حضر معه من مصر باستمراره على قضاء القضاة وقضاء العسكر ونظر الاوقاف وزيادة المعلوم، وقرىء الكتاب الذي وصل على يديه، وفيه ما يتعلّق بمخالفة ابن تيمية عقيدته وإلزام الناس بذلك، خصوصاً الحنابلة، والوعيد الشديد عليهم، والعزل من المناصب، والحبس وأخذ المال والروح ; لخروجهم بهذه العقيدة عن الملّة المحمّدية.
      ونسخة الكتاب نحو الكتاب المتقدّم، وتولّى قراءته شمس الدين محمّد بن شهاب الدين الموقع، وبلغ عنه الناس ابن صبح المؤذّن، وقُرىء بعد تقليد الشيخ برهان الدين بالخطابة، وأحضروا بعد القراءة الحنابلة مُهانين بين يدي القاضي جمال الدين المالكي بحضور باقي القضاة، واعترفوا أنّهم يعتقدون ما يعتقده محمّد ابن إدريس الشافعي (رضي الله عنه).
      وفي سابع شهر صفر سنة ثمان عشرة، ورد مرسوم السلطان بالمنع من الفتوى في مسألة الطلاق الذي يُفتي بها ابن تيميّة.
      وأمر بعقد مجلس له بدار السعادة، وحضر القضاة وجماعة من الفقهاء، وحضر ابن تيميّة وسألوه عن فتاويه في مسألة الطلاق، وكونهم نهوه وما انتهى، ولا قبل مرسوم السلطان، ولا حكم الحكام بمنعه، فأنكر فحضر خمسة نفر، فذكروا عنه: أنه أفتاهم بعد ذلك، فانكر وصمّم على الانكار، فحضر ابن طليش وشهود شهدوا أنّه أفتى لحّاماً اسمه قمر مسلماني في بستان ابن منجا.
      فقيل لابن تيميّة: اكتب بخطك: أنك لا تُفتي بها ولا بغيرها، فكتب بخطّه: أنه لا يُفتي بها وما كتب بغيرها.
      فقال القاضي نجم الدين بن صصري: حكمتُ بحبسك واعتقالك.
      فقال له: حكمك باطل ; لانّك عدوّي، فلم يُقبل منه، وأخذوه واعتقلوه في قلعة دمشق.
      وفي سنة إحدى وعشرين وسبعمائة يوم عاشوراء، أُفرج عن ابن تيميّة من حبسه بقلعة دمشق، وكانت مدّة اعتقاله خمسة أشهر ونصفاً.
      وفي سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة في السادس عشر في شعبان، قدم بريدي من الديار المصرية، ومعه مرسوم شريف باعتقال ابن تيميّة.
      فاعتقل في قلعة دمشق، وكان السبب في اعتقاله وحبسه أنّه قال: لا تُشدّ الرحال إلاّ الى ثلاثة مساجد، وإنّ زيارة قبور الانبياء لا تُشد إليها الرواحل كغيرها، كقبر إبراهيم الخليل وقبر النبي(صلى الله عليه وآله وسلم).
      ثمّ إنّ الشامييّن كتبوا فُتيا أيضاً في ابن تيميّة ; لكونه أوّل من أحدث هذه المسألة، التي لا تصدر إلاّ مّمن في قلبه ضغينة لسيّد الاولين والاخرين.
      فكتب عليها الامام العلاّمة برهان الدين الفزاريّ نحو أربعين سطراً بأشياء، وآخر القول أنّه أفتى بتكفيره.
      ووافقه على ذلك الشيخ شهاب الدين بن جهبل الشافعي، وكتب تحت خطّه: كذلك المالكي.
      وكذلك كتب غيرهم.
      ووقع الاتّفاق على تضليله بذلك وتبديعه وزندقته.
      ثمّ أراد النائب أن يعقد لهم مجلساً، ويجمع العلماء والقضاة، فرأى أنّ الامر يتّسع فيه الكلام، ولابدّ من إعلام السلطان بما وقع، فأخذ الفتوى وجعلها في مطالعه وسيّرها.
      فجمع السلطان لها القضاة، فلمّا قرئت عليهم أخذها قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة، وكتب عليها: القائل بهذه المقالة ضالّ مبتدع.
      ووافقه على ذلك الحنفي والحنبلي، فصار كفره مُجمعاً عليه(1) .
      ثمّ كُتب كتاب الى دمشق بما يعتمده نائب السلطنة في أمره.
      وفي يوم الجمعة عاشر شهر شعبان حضر كتاب السلطان الى نائب البلد، وأمره أن يُقرأ على السدّة في يوم الجمعة فقُرىء، وكان قارىء الكتاب بدر الدين ابن الاعزازي الموقع والمبلغ ابن النجيبي المؤذّن.
      ومضمون الكتاب بعد البسملة: أدام الله تعالى نعمه، ونوضّح لعلمه الكريم ورود مكاتبته التي جهّزها بسبب ابن تيميّة، فوقفنا عليها، وعلمنا مضمونها في أمر المذكور وإقدامه على الفتوى بعد تكرير المراسيم الشريفة بمنعه ; حسب ما حكم به القضاة وأكابر العلماء.
      وعقدنا بهذا السبب مجلساً بين أيدينا الشريفة، ورسمنا بقراءة الفتوى على القضاة والعلماء.
      فذكروا جميعاً من غير خلف: أنّ الذي أفتى به ابن تيميّة في ذلك خطأ مردود عليه، وحكموا بزجره وطول سجنه ومنعه من الفتوى مطلقاً.
      وكتبوا خطوطهم بين ايدينا على ظاهر الفتوى المجهّزة بنسخة ما كتبه ابن
      تيميّة.
      وقد جهّزنا الى الجناب العالي طيّ هذه المكاتبة، فيقف على حكم ما كتب به القضاة الاربعة.
      ويتقدم اعتقال المذكور في قلعة دمشق، ويُمنع من الفتوى مطلقاً، ويُمنع الناس من الاجتماع به والتردّد اليه تضييقاً عليه، لجرأته على هذه الفتوى.
      فيحيط به علمك الكريم، ويكون اعتماده بحسب ما حكم به الائمة الاربعة، وأفتى به العلماء في السجن للمذكور وطول سجنه.
      فإنّه في كلّ وقت يُحدث للناس شيئاً منكراً، وزندقة يشغل خواطر الناس بها، ويُفسد على العوامّ عقولهم الضعيفة وعقلياتهم وعقائدهم.
      فيمنع من ذلك، وتسدّ الذريعة منه.
      فليكن عمله على هذا الحكم، ويتقدّم أمره به.
      وإذا اعتمد الجناب الرفيع العالي هذا الاعتماد الذي رسمنا به في أمر ابن تيمية، فيتقدم منع من سلك مسالكه، أو يُفتي بهذه الفتاوى، أو يعمل بها في أمر الطلاق، أو هذه القضايا المستحدثة.
      وإذا اطّلع على أحد عمل بذلك، أو أفتى به، فيعتبر حاله، فإن كان من مشايخ العلماء، فيعزّر تعزير مثله.
      وإن كان من الشبّان الذين يقصدون الظهور ـ كما يقصده ابن تيميّة ـ فيؤدّبهم ويردعهم ردعاً بليغاً، ويعتمد في أمرهم ما يُحسم به موادّ أمثاله ; لتستقيم أحوال الناس، وتمشي على السداد، ولا يعود أحد يتجاسر على الافتاء بما يخالف الاجماع، ويبتدع في دين الله ـ عزّ وجلّ ـ من أنواع الاقتراح ما لم يسبقه أحد إليه.
      فالجناب العالي يعتمد هذه الامور التي عرّفناه إيّاها الان وسدّ الذرائع
      فيها.
      وقد عجّلنا بهذا الكتاب، وبقيّة فصول مكاتبته تصل بعد هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
      وكتب في سابع عشرين رجب سنة ستٍّ وعشرين وسبعمائة
      صورة الفتوى من المنقول من خطّ القضاة الاربعة بالقاهرة على ظاهر الفتوى:
      الحمد لله، هذا المنقول باطنها جواب عن السؤال عن قوله: إنّ زيارة الانبياء والصالحين بدعة.
      وماذكره من نحوذلك، وأنّه لايرخّص بالسفر لزيارة الانبياء،باطل مردود عليه.
      وقد نقل جماعة من العلماء: أنّ زيارة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) فضيلة وسُنّة مجمع عليها. وهذا المفتي المذكور ينبغي أن يُزجر عن مثل هذه الفتاوي الباطلة عند الائمة والعلماء، ويُمنع من الفتاوى الغريبة، ويحبس(1) إذا لم يمتنع من ذلك، ويشهر أمره ; ليحتفظ الناس من الاقتداء به.
      وكتبه محمّد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الشافعي.
      وكذلك يقول محمّد بن الجريري الانصاري الحنفي: لكن يُحبس الان جزماً مطلقاً.
      وكذلك يقول محمّد بن أبي بكر المالكي ويبالغ في زجره حسبما تندفع به المفسدة وغيرها من المفاسد.
      وكذلك يقول أحمد بن عمر المقدسي الحنبلي.
      ووجدوا صورة فتوى أخرى يقطع فيها: بأنّ زيارة قبر النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وقبور الانبياء معصية بالاجماع مقطوع بها.
      وهذه الفتوى هي التي وقف عليها الحكّام، وشهد بذلك القاضي جلال الدين محمّد بن عبدالرحمن القزويني، فلمّا رأوا خطّه عليها تحققوا فتواه، فغاروا لرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)غيرة عظيمة، وللمسلمين الذين ندبوا الى زيارته، وللزائرين من أقطار الارض، واتّفقوا على تبديعه وتضليله وزيغه، وأهانوه ووضعوه في السجن.
      وذكر الشيخ الامام العلاّمة شمس الدين الذهبي بعض محنته، وأنّ بعضها كان في سنة خمس وسبعمائة، وكان سؤالهم عن عقيدته وعمّا ذكر في الواسطيّة، وطلب وصوّرت عليه دعوى المالكي، فسجن هو وأخواه بضعة عشر شهراً، ثمّ أُخرج، ثمّ حبس في حبس الحاكم .
      وكان مّما أُدّعي عليه بمصر أن قال : الرحمن استوى على العرش حقيقة، وأنّه تكلّم بحرف وصوت.
      ثمّ نودي بدمشق وغيرها من كان على عقيدة ابن تيميّة حلّ ماله ودمه ) .

      وذكر أبو حيّان النحوي الاندلسي في تفسيره المسمّى بـ «النهر» في قوله تعالى: (وَسِعَ كُرسيُّهُ السَّمواتِ والارضَ) ما صورته: وقد قرأت في كتاب لاحمد ابن تيميّة هذا الذي عاصرناه، وهو بخطّه سمّاه «كتاب العرش»: إنّ الله يجلس على الكرسيّ، وقد أخلى مكاناً يقعد معه فيه رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم).
      تحيّل عليه التاج محمّد بن علي بن عبدالحقّ، وكان من تحيّله عليه أنّه أظهر أنّه داعية له حتّى أخذ منه الكتاب، وقرأنا ذلك فيه.
      ورأيت في بعض فتاويه: أنّ الكرسي موضع القدمين.
      وفي كتابه المسمّى بـ «التدمرية» ما هذا لفظه بحروفه ـ بعد أن قرّر ما يتعلق بالصفات المتعلّقة بالخالق والمخلوق ـ: ثمّ من المعلوم أنّ الربّ لمّا وصف نفسه: بأنّه حيّ عليم قادر، لم يقل المسلمون: إنّ ظاهر هذا غير مراد ; لانّ المفهوم ذلك في حقّه مثل مفهومه في حقّنا.
      فكذلك لمّا وصف نفسه: أنّه خلق آدم بيديه، لم يوجب ذلك أنّ ظاهره غير مراد ; لانّ مفهوم ذلك في حقه مثل مفهومه في حقّنا.
      هذه عبارته بحروفها، وهي صريحة في التشبيه المساوي، كما أنّه جعل الاستواء على العرش مثل قوله تعالى: (لتستووا على ظهوره) تعالى الله وتقدّس عن ذلك.
      وقال في كلام حديث النزول المشهور: أنّ الله ينزل الى سماء الدنيا الى مَرْجة خضراء، وفي رجليه نعلان من ذهب. هذه عبارته الزائغة الركيكة.
      وله من هذا النوع وأشباهه مغالاة في التشبيه ; حريصاً على ظاهرها واعتقادها، وإبطال ما نزّه الله تعالى به نفسه في أشرف كتبه، وأمر به عموماً وخصوصاً، وذكره إخباراً عن الملا الاعلى والكون العُلوي والسُّفلي، ومن تأمّل القرآن وجده مشحوناً بذلك.
      وهذا الخبيث لا يعرُج على ما فيه التنزيه، وإنّما يتتبّع المتشابه، ويُمعن الكلام فيه، وذلك من أقوى الادّلة على أنّه من أعظم الزائغين.
      ومن له أدنى بصيرة لا يتوقّف فيما قلته ; إذ القرائن لها اعتبار في الكتاب والسُّنّة، وتفيد القطع، وتفيد ترتّب الاحكام الشرعية، لا سيّما في محلّ الشُّبه ) .
      ــــــــــــــــ
      من كتاب ( التوفيق الرباني في الرد على ابن تيمية الحراني - جماعة من العلماء ( ص 30 ـ 31 ـ 32 )
      ( حال ابن تيمية عند الحافظ المجتهد السبكي )
      (ذكر السبكي في مقدمة كتابه الدرة المضية في الرد على ابن تيمية مانصه : أما بعد فإنه لما أحدث ابن تيمية ما أحدث في أصول العقائد ونقض من دعائم الاسلام الاركان والمعاقد بعد أن كان مستترا بتبعية الكتاب والسنة مظهرا أنه داع إلى الحق هاد إلى الجنة فخرج عن الاتباع إلى الابتداع وشذ عن جماعة المسلمين بمخالفة الاجماع وقال بما يقتضى الجسمية والتركيب في الذات المقدس وان الافتقار إلى الجزء ليس بمحال وقال بحلول الحوادث بذات الله تعالى وان القرآن محدث تكلم الله به بعد أن لم يكن وانه يتكلم ويسكت ويحدث في ذاته الارادات بحسب المخلوقات وتعدى في ذلك إلى استلزام قدم العالم والتزامه بالقول بأنه لا أول للمخلوقات فقال بحوادث لا أول لها فأثبت الصفة القديمة حادثة والمخلوق الحادث قديما ولم يجمع أحد هذين القولين في ملة من الملل ولا نحلة من النحل فلم يدخل في فرقة من الفرق الثلاثة والسبعين التي افترقت عليها الامة ولا وقفت به مع أمة من الامم همة وكل ذلك وإن كان كفرا شنيعا مما تقل جملته بالنسبة لما أحدث في الفروع . )

      ( حال ابن تيمية عند الحافظ ولي الدين العراقي وقوله بأن ابن تيمية خرق الاجماع بنحو ستين مسألة ) :
      ( قال الحافظ ولي الدين العراقي أيضا في جوابه عن سؤال الحافظ ابن فهد المسمى بالاجوبة المرضية عن الاسئلة المكية ما نصه : وأما الشيخ تقي الدين ابن تيمية . . . لكنه كما قيل فيه علمه أكثر من عقله فأداه اجتهاده إلى خرق الاجماع في مسائل كثيرة قيل إنها تبلغ ستين مسألة فأخذته الالسنة بسبب ذلك وتطرق إليه اللوم وامتحن بهذا السبب وأسرع علماء عصره في الرد عليه وتخطئته وتبديعه ومات مسجونا بسبب ذلك .
      والمنتصر له يجعله كغيره من الائمة بأنه لا تضره المخالفة في مسائل الفروع إذا كان ذلك عن اجتهاد لكن المخالف له يقول ليست مسائله كلها في الفروع بل كثير منها في الاصول وما كان منها من الفروع فما كان سوغ له المخالفة فيها بعد انعقاد الاجماع عليها .
      ولم يقع للائمة المتبوعين مخالفته في مسائل انعقد الاجماع عليها قبلهم بل ما يقع لاحد منهم إلا وهو مسبوق به عن بعض السلف كما صرح به غير واحد من الائمة وما أبشع مسألتي ابن تيمية في الطلاق والزيارة وقد رد عليه فيهما معا الشيخ الامام تقي الدين السبكي وأفرد ذلك بالتصنيف فأجاد وأحسن ) .

      والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
      الحمد لله على نعمة الهداية والولاية

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
      أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
      ردود 2
      12 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة ibrahim aly awaly
      بواسطة ibrahim aly awaly
       
      يعمل...
      X