خلال جلسة من جلسات مجلس العموم البريطاني اراد احد النواب العماليين وهو (روي هاترسلي) ان يرد على صيحة ذعر اطلقها النائب (ونستون تشرشل) محافظ بشان اعداد المهاجرين الى بريطانيا ، فعاد الاول الى مواهبه الصحفية وهو في الاصل صحفي واجرى تحقيقا ضمنه معلومات ترد على مزاعم الثاني وتثبت (كما يرى) ان صيحة الذعر تلك ليست فقط غير مبررة بل انها لاتستند الى اساس علمي ، وفي تحقيقه الذي نشرته احدى الصحف البريطانية (الاوبزرفر) عرض (روي هاترسلي) العديد من القصص لنجاح عدد من افراد الجالية الاسلامية كونها الجالية التي بدت مصدر (ذعر) حفيد رئيس الوزارء البريطاني الشهير ، بين حصص النجاح تلك قصة شابة باكستانية محامية رواها النائب الصحفي كيف انها ترتدي البدلة الاوربية نهارا والزي الباكستاني مساء ، روي ايضا انها بالنهار محامية ناجحة لاتقل تفوقا عن زملائها المحامين البريطانيين اصلا (اي البيض) ولاتقبل ان تكون اقل مساواة عنهم ، اما في المساء فهي زوجة تمارس حياتها العائلية بكثير من الاطمئنان والسعادة .
طبعا خروج هذه المرأة المسلمة ببدلة نهارا وارتدائها لزي اخر مساءً لايعدو ان يكون وجهة نظر ذلك البريطاني ، وماقصدناه من هذا العرض هو الجانب الاسري للجالية الاسلامية الذي شد انتباه هذا النائب والكثير من الغربيين ومدى نجاحه في الحفاظ على العلاقات الاجتماعية بين افراد الجالية .
والحياة العائلية اصبحت نقطة بالغة الاهمية في الغرب عموما (اوربا والولايات المتحدة) خلال السنوات الاخيرة ، ويمكن ان تكون قضية جدل اساسية في المستقبل القريب بين تيار يدعو الى اعلان مايشبه الحرب على كل اسباب ووسائل تفكك الاسر ، وبين تيار يحاول التصدي لكلتراجع عما يعتبره (حرية مطلقة) للفرد .
ويلفت النظر ان بين دعاة التيار الاول ، وهو تيار ينمو بوضوح ، من يشير الى تماسك الاسرة المهاجرة ، ويدعو المجتمع الغربي الى محاكاتها ويلفت النظر ايضا ان المذعورين في بريطانيا من نمط حياة الاسرة المسلمة المهاجرة كتابا ونوابا وشخصيات يمينية محافظة لاتفوت فرصة لابداء الحسرة على تفريط الاسرة بعادات وتقاليد العهد الفكتوري (نسبة الى الملكة فكتوريا) وهي عادات وتقاليد تكاد تكون مماثلة لعادات وتقاليد الاسرة الشرقية .
فعلى سبيل المثال ، في حالة الاسرة الشرقية المهاجرة يظل مكان – وفي معظم الحالات كلمة ودور – الوالدين اساسا ، في حين ان مكانتها تكبر وهيبتها تزيد كلما كبرت بها سنوات العمر ، اما في حالة الاسرة الغربية الحديثة فان دور الوالدين يتراجع بمجرد ان يبدأ سنوات المراهقة ويستمر دور الوالدين مع تقدم الابناء نحو سنوات الشباب لكن المحزن فعلا ليس تراجع الدور وانما تراجع المكانة وما ان يغادر الابناء بيت الاسرة ، حتى يدخل عنكبوت العزلة لينسج خيوطه حول والدين عجوزين قد لايخاطبان باكثر من زيارات المناسبات والاعياد (على حد تعبير احد البريطانيين) .
يقول (روي هاترسلي) في تحقيقه انه فوجئ بالمحامية الباكستانية تسأله : خلال زياراتك كنائب ، لبيوت المسنين والعجزة في بريطانيا هل قابلت اما مسلمة في اي منها ؟ ويجيب : كلا .
منقول
تحياتي
طبعا خروج هذه المرأة المسلمة ببدلة نهارا وارتدائها لزي اخر مساءً لايعدو ان يكون وجهة نظر ذلك البريطاني ، وماقصدناه من هذا العرض هو الجانب الاسري للجالية الاسلامية الذي شد انتباه هذا النائب والكثير من الغربيين ومدى نجاحه في الحفاظ على العلاقات الاجتماعية بين افراد الجالية .
والحياة العائلية اصبحت نقطة بالغة الاهمية في الغرب عموما (اوربا والولايات المتحدة) خلال السنوات الاخيرة ، ويمكن ان تكون قضية جدل اساسية في المستقبل القريب بين تيار يدعو الى اعلان مايشبه الحرب على كل اسباب ووسائل تفكك الاسر ، وبين تيار يحاول التصدي لكلتراجع عما يعتبره (حرية مطلقة) للفرد .
ويلفت النظر ان بين دعاة التيار الاول ، وهو تيار ينمو بوضوح ، من يشير الى تماسك الاسرة المهاجرة ، ويدعو المجتمع الغربي الى محاكاتها ويلفت النظر ايضا ان المذعورين في بريطانيا من نمط حياة الاسرة المسلمة المهاجرة كتابا ونوابا وشخصيات يمينية محافظة لاتفوت فرصة لابداء الحسرة على تفريط الاسرة بعادات وتقاليد العهد الفكتوري (نسبة الى الملكة فكتوريا) وهي عادات وتقاليد تكاد تكون مماثلة لعادات وتقاليد الاسرة الشرقية .
فعلى سبيل المثال ، في حالة الاسرة الشرقية المهاجرة يظل مكان – وفي معظم الحالات كلمة ودور – الوالدين اساسا ، في حين ان مكانتها تكبر وهيبتها تزيد كلما كبرت بها سنوات العمر ، اما في حالة الاسرة الغربية الحديثة فان دور الوالدين يتراجع بمجرد ان يبدأ سنوات المراهقة ويستمر دور الوالدين مع تقدم الابناء نحو سنوات الشباب لكن المحزن فعلا ليس تراجع الدور وانما تراجع المكانة وما ان يغادر الابناء بيت الاسرة ، حتى يدخل عنكبوت العزلة لينسج خيوطه حول والدين عجوزين قد لايخاطبان باكثر من زيارات المناسبات والاعياد (على حد تعبير احد البريطانيين) .
يقول (روي هاترسلي) في تحقيقه انه فوجئ بالمحامية الباكستانية تسأله : خلال زياراتك كنائب ، لبيوت المسنين والعجزة في بريطانيا هل قابلت اما مسلمة في اي منها ؟ ويجيب : كلا .
منقول
تحياتي
تعليق