تويت
بدعة عمر بن الخطاب
بسم الله الرحمن الرحيم ((شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان...))صدق الله العلي لعظيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
هذا جزء من إحدى محاظرات آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي (دام ظله الشريف) فيما يخص موضوع صلاة التراويح:
عندما حلَ شهر رمضان المبارك في السنة الأولى من حكومة الإمام نهى صلوات الله عليه أن تصلى النافلة في ليالي شهر رمضان المبارك جماعة(التراويح ) وأوصى بأن تصلى فرادى ، كما سنها رسول الله صلى الله عليه وآله ،محتجاَ عليهم بقوله سلام الله عليه :إنه مازال هناك من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله من يشهدون أنه صلى الله عليه وآله جاء الى المسجد الليلة الأولى من الشهر الكريم يريد أداء النافلة فاصطف ُالمسلمون للصلاة خلفه فنهاهم وقال: هذه الصلاة لا تؤدى جماعة ثم ذهب الى بيته للصلاة(1) فمن هنا كان منطلق الإمام سلام الله عليه في نهيه وأعلن ذلك وأوصى المسلمين أن يصلوا نوافل الليل في شهر رمضان فرادى سواء في المساجد أو في البيوت .
إلا أن أولئك الذين اعتادوا على أدائها كذلك طيلة سنين لم يطيقوا منعها ، فخرجوا في مظاهرات تطالب بإلغاء المنع ، وكان شعارهم <واسنة عمراه> ، فماذا كان ردَفعل الإمام سلام الله عليه؟
هل واجههم بالسلاح ؟هل اعتقلهم وسجنهم؟أم نفى أحداًمنهم؟ هل أحالهم إلى المحاكم على أقل تقدير ؟ كلا ثم كلا . فبالرغم من أنه قال شيئا ً واستدلِ عليه وكان استدلاله محكما ً بحيث لم يستطع أحد أن يشكك فيه حتى أولئك الذين ما برحوا يختلقون الإشكالات الباطلة في وجهه(2) ، إلا أنه سلام الله عليه لم يفعل أيَ شيء من ذلك معهم . فلم يقمع المظاهرة ولااستعمل العنف والقوة ضدهم، بل على العكس من ذلك فقد استجاب لمطالبهم ورفع قرار المنع الذي أصدره بحقهم وسمح لهم بممارسة ما يريدون رغم أن ما وقع عليه المنع من ممارستهم تلك حتى من الباطل المدلس بالحق بل كانت باطلا واضحا ً لا شك في بطلانها ولا شبهة ، خصوصا وأنهم يعلمون أن عليا ً سلام الله عليه هو الإمام الحق(3) ، والحاكم المتنفذ الذي يجوز له أن يُعمل ولايته ويحكم بما يراه تتميما لأمره واستتباب حكمه كما فعل من سبقه - على رأي القوم على أقل تقدير - ومع ذلك قال الإمام لابنه الحسن سلام الله عليه : قل لهم صلوا (4)
الهوامش
(1) نهج الحق :289.
وظلت هكذا الى أن تسلم عمر بن الخطاب الحكومة ، فقال : <أرى أن يصلي الناس هذه الصلاة جماعة> فصلاها الناس كذلك وأسموها ب (التراويح) . روي عن عبد الرحمن بن عبد الباري قال:
خرجت مع عمر ليلة في رمضان الى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط ، فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قاريءٍ واحد لكان أمثل
ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب ، قال : ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم ، فقال عمر : نعمت البدعة هذه . عن دلائل الصدق للمظفر : 78/3 . صحيح البخاري بحاشية السندي :342/1.
(2)حتى بلغ الأمر بهم أن يعدوا بعض فضائله رذائل ، كما عابوا عليه خلقه الذي هو فضيلة عظيمة فقالوا: (إنه امرؤفيه دعابة) . الكامل في التاريخ لابن الأثير :460/2. أحداث سنة 23.
(3) كما قال النبي صلى الله عليه وآله : علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار . الشافي في الإمامة للشريف المرتضى : 202/1
(4) روي عن الإمام الصادق سلام الله عليه أنه قال: لما قدم أمير المؤمنين عليه السلام الى الكوفة أمر الحسن بن علي عليه السلام أن ينادي في الناس : لا صلاة جماعة فنادى في الناس الحسن بن علي عليه السلام بما أمره أميرالمؤمنين عليه السلام ، فلما سمع الناس مقالة الحسن بن علي سلام الله عليهما ، صاحوا : واعمراه واعمراه ! فلما رجع الحسن الى أمير المؤمنين سلام الله عليه ، قال: ما هذا الصوت ؟ ....... فقال أمير المؤمنين سلام الله عليه : قل لهم صلوا، تهذيب الأحكام : 70/3 ح30
وأسألكم الدعاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
هذا جزء من إحدى محاظرات آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي (دام ظله الشريف) فيما يخص موضوع صلاة التراويح:
عندما حلَ شهر رمضان المبارك في السنة الأولى من حكومة الإمام نهى صلوات الله عليه أن تصلى النافلة في ليالي شهر رمضان المبارك جماعة(التراويح ) وأوصى بأن تصلى فرادى ، كما سنها رسول الله صلى الله عليه وآله ،محتجاَ عليهم بقوله سلام الله عليه :إنه مازال هناك من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله من يشهدون أنه صلى الله عليه وآله جاء الى المسجد الليلة الأولى من الشهر الكريم يريد أداء النافلة فاصطف ُالمسلمون للصلاة خلفه فنهاهم وقال: هذه الصلاة لا تؤدى جماعة ثم ذهب الى بيته للصلاة(1) فمن هنا كان منطلق الإمام سلام الله عليه في نهيه وأعلن ذلك وأوصى المسلمين أن يصلوا نوافل الليل في شهر رمضان فرادى سواء في المساجد أو في البيوت .
إلا أن أولئك الذين اعتادوا على أدائها كذلك طيلة سنين لم يطيقوا منعها ، فخرجوا في مظاهرات تطالب بإلغاء المنع ، وكان شعارهم <واسنة عمراه> ، فماذا كان ردَفعل الإمام سلام الله عليه؟
هل واجههم بالسلاح ؟هل اعتقلهم وسجنهم؟أم نفى أحداًمنهم؟ هل أحالهم إلى المحاكم على أقل تقدير ؟ كلا ثم كلا . فبالرغم من أنه قال شيئا ً واستدلِ عليه وكان استدلاله محكما ً بحيث لم يستطع أحد أن يشكك فيه حتى أولئك الذين ما برحوا يختلقون الإشكالات الباطلة في وجهه(2) ، إلا أنه سلام الله عليه لم يفعل أيَ شيء من ذلك معهم . فلم يقمع المظاهرة ولااستعمل العنف والقوة ضدهم، بل على العكس من ذلك فقد استجاب لمطالبهم ورفع قرار المنع الذي أصدره بحقهم وسمح لهم بممارسة ما يريدون رغم أن ما وقع عليه المنع من ممارستهم تلك حتى من الباطل المدلس بالحق بل كانت باطلا واضحا ً لا شك في بطلانها ولا شبهة ، خصوصا وأنهم يعلمون أن عليا ً سلام الله عليه هو الإمام الحق(3) ، والحاكم المتنفذ الذي يجوز له أن يُعمل ولايته ويحكم بما يراه تتميما لأمره واستتباب حكمه كما فعل من سبقه - على رأي القوم على أقل تقدير - ومع ذلك قال الإمام لابنه الحسن سلام الله عليه : قل لهم صلوا (4)
الهوامش
(1) نهج الحق :289.
وظلت هكذا الى أن تسلم عمر بن الخطاب الحكومة ، فقال : <أرى أن يصلي الناس هذه الصلاة جماعة> فصلاها الناس كذلك وأسموها ب (التراويح) . روي عن عبد الرحمن بن عبد الباري قال:
خرجت مع عمر ليلة في رمضان الى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط ، فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قاريءٍ واحد لكان أمثل
ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب ، قال : ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم ، فقال عمر : نعمت البدعة هذه . عن دلائل الصدق للمظفر : 78/3 . صحيح البخاري بحاشية السندي :342/1.
(2)حتى بلغ الأمر بهم أن يعدوا بعض فضائله رذائل ، كما عابوا عليه خلقه الذي هو فضيلة عظيمة فقالوا: (إنه امرؤفيه دعابة) . الكامل في التاريخ لابن الأثير :460/2. أحداث سنة 23.
(3) كما قال النبي صلى الله عليه وآله : علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار . الشافي في الإمامة للشريف المرتضى : 202/1
(4) روي عن الإمام الصادق سلام الله عليه أنه قال: لما قدم أمير المؤمنين عليه السلام الى الكوفة أمر الحسن بن علي عليه السلام أن ينادي في الناس : لا صلاة جماعة فنادى في الناس الحسن بن علي عليه السلام بما أمره أميرالمؤمنين عليه السلام ، فلما سمع الناس مقالة الحسن بن علي سلام الله عليهما ، صاحوا : واعمراه واعمراه ! فلما رجع الحسن الى أمير المؤمنين سلام الله عليه ، قال: ما هذا الصوت ؟ ....... فقال أمير المؤمنين سلام الله عليه : قل لهم صلوا، تهذيب الأحكام : 70/3 ح30
وأسألكم الدعاء
تعليق