الآن..!
وفي هذه التارة يا غيدائي الصغيرة..يا زهرة اختطفها الردى عنوة من روضتنا..
الآن..
وبعد أن سكنت أحداقك الثرى..لتهمل عليك مزنٌ اكتنفتها الفجيعة..
الآن يا زهراء..
أدرك أنك كنت على الأيام ضيفة..
فلماذا يتكاثف التسآل ما بعد المنون؟!
****
بين دفتي كشكول مذكراتها..كتبت "نوراء" هذه الكلمات بأنامل ترتعش من فرط الأسى..
إنها لا تزال في شبه غيبوبة عن الواقع المر..
الواقع الذي فرض أشطانه عليها بقسوة وكبل منها الشعور..
الواقع الذي سرق منها "زهراء" ...
"زهراء" تلك اليافعة النضيرة التي كانت تزين جلساتها الأسبوعية التي تلقي فيها المحاضرات على اليافعات في أحد الهيئات الدينبة..
كانت مميزة بين لداتها..
بالطهارة المشعة..
بالوقار المحبب..
بالتواضع الجم..
وبالعقل الرزين الذي قل أن تعتمره المراهقات في سنها..
بهدوئها الذي ينطوي على قلب غض لا يحمل للعالم إلا مشاعر حب وصفاء..
كانت "نوراء" تعدها لتقود جيلا..بل أجيالا من الطلائع..لخدمة الدين ..وإعلاء كلمة الله في الأرض..
واليوم يشجيها النبأ..
لقد رحلت زهراء..بصمت..كما كانت تتعذب بصمت..
ولكن مهلا..
ألم تكن تلك نهاية متوقعة..؟!
ألم تكن وفاتها بلسما لآلام نهشتها..وأحالتها من وردة إلى شبح غيداء..
جف عودها ويبس..واصفر لونها فحاكى الرمل الصادي..
وأخذ شعرها يتساقط تساقط السفير...
آه آه يا زهراء...
إنها تتذكر كيف أخبرتها والدتها بنبأ إصابة زهراء بمرض السرطان الخبيث..وإصابتها كانت نادرة!!
مثلها تماما!!
كندرة مرمر قلبها المصقول..
كندرة ابتسامتها العذبة التي تحمل للعالم أطياف صفاء..
تلك الابتسامة التي شيعها محبوها للحد..بيد أنها نُسجت على أهداب نوراء..نسيجا لا يبدو أنه سيهترء يوما..
وعانت زهراء من الداء المقيت..المميت..وعانت قلوب أحبتها..
كم طافت في مخيلتها كلمات زهراء وهي تردد:
"إن في قلبي لعليلة الحسين عليه السلام شجنا ..وإن في صدري لها أجيجا لا يخمد"
واليوم يا زهراء ..حاكيت آلمها..أحزانها.. لتهيم روحك في ذروات الولاية..
ورحلت زهراء..تاركة في قلب نوراء أسى سرمديا..
نعم..
لقد تذكرت نوراء حلما كان يراودها مرارا..
تبدو لها فيه سيدة جليلة..تقول لها بصوت كالمعين:
"إن كل ظلم ..وكل سقم..وكل ألم يجري عليكم ..هو من جراء السقيفة.. فلعنة الله على من آذى البتول..وحرم الأمة من أوصياء المصطفى صلى الله عليه وآله"
نعم..
لقد منعونا من إمامنا المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف..
منعونا من منهل النور القدسي..
هما..
هما والله من منعنا من أئمتنا الذين هم أبواب الله ..
انفرطت الدمعة من عين "نوراء" ورددت بصوت حزين..إنما حازم ..وقالت:
سنثأر لك حتما يازهراء..
سنثأر لك ولكل زهراء..
وفي هذه التارة يا غيدائي الصغيرة..يا زهرة اختطفها الردى عنوة من روضتنا..
الآن..
وبعد أن سكنت أحداقك الثرى..لتهمل عليك مزنٌ اكتنفتها الفجيعة..
الآن يا زهراء..
أدرك أنك كنت على الأيام ضيفة..
فلماذا يتكاثف التسآل ما بعد المنون؟!
****
بين دفتي كشكول مذكراتها..كتبت "نوراء" هذه الكلمات بأنامل ترتعش من فرط الأسى..
إنها لا تزال في شبه غيبوبة عن الواقع المر..
الواقع الذي فرض أشطانه عليها بقسوة وكبل منها الشعور..
الواقع الذي سرق منها "زهراء" ...
"زهراء" تلك اليافعة النضيرة التي كانت تزين جلساتها الأسبوعية التي تلقي فيها المحاضرات على اليافعات في أحد الهيئات الدينبة..
كانت مميزة بين لداتها..
بالطهارة المشعة..
بالوقار المحبب..
بالتواضع الجم..
وبالعقل الرزين الذي قل أن تعتمره المراهقات في سنها..
بهدوئها الذي ينطوي على قلب غض لا يحمل للعالم إلا مشاعر حب وصفاء..
كانت "نوراء" تعدها لتقود جيلا..بل أجيالا من الطلائع..لخدمة الدين ..وإعلاء كلمة الله في الأرض..
واليوم يشجيها النبأ..
لقد رحلت زهراء..بصمت..كما كانت تتعذب بصمت..
ولكن مهلا..
ألم تكن تلك نهاية متوقعة..؟!
ألم تكن وفاتها بلسما لآلام نهشتها..وأحالتها من وردة إلى شبح غيداء..
جف عودها ويبس..واصفر لونها فحاكى الرمل الصادي..
وأخذ شعرها يتساقط تساقط السفير...
آه آه يا زهراء...
إنها تتذكر كيف أخبرتها والدتها بنبأ إصابة زهراء بمرض السرطان الخبيث..وإصابتها كانت نادرة!!
مثلها تماما!!
كندرة مرمر قلبها المصقول..
كندرة ابتسامتها العذبة التي تحمل للعالم أطياف صفاء..
تلك الابتسامة التي شيعها محبوها للحد..بيد أنها نُسجت على أهداب نوراء..نسيجا لا يبدو أنه سيهترء يوما..
وعانت زهراء من الداء المقيت..المميت..وعانت قلوب أحبتها..
كم طافت في مخيلتها كلمات زهراء وهي تردد:
"إن في قلبي لعليلة الحسين عليه السلام شجنا ..وإن في صدري لها أجيجا لا يخمد"
واليوم يا زهراء ..حاكيت آلمها..أحزانها.. لتهيم روحك في ذروات الولاية..
ورحلت زهراء..تاركة في قلب نوراء أسى سرمديا..
نعم..
لقد تذكرت نوراء حلما كان يراودها مرارا..
تبدو لها فيه سيدة جليلة..تقول لها بصوت كالمعين:
"إن كل ظلم ..وكل سقم..وكل ألم يجري عليكم ..هو من جراء السقيفة.. فلعنة الله على من آذى البتول..وحرم الأمة من أوصياء المصطفى صلى الله عليه وآله"
نعم..
لقد منعونا من إمامنا المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف..
منعونا من منهل النور القدسي..
هما..
هما والله من منعنا من أئمتنا الذين هم أبواب الله ..
انفرطت الدمعة من عين "نوراء" ورددت بصوت حزين..إنما حازم ..وقالت:
سنثأر لك حتما يازهراء..
سنثأر لك ولكل زهراء..
*ليست خيالا إنما..
شذرة من واقع مر..
رحم الله من قرأ الفاتحة تسبقها الصلوات..
تعليق