إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الدليل الذي أخذ بأعناق الجميع سنة وشيعة في أحقية خلافة علي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الدليل الذي أخذ بأعناق الجميع سنة وشيعة في أحقية خلافة علي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وصل الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين


    بعد أن أدى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع ذلك الحشد الهائل من المسلمين آخر حجة له وهي حجة الوداع .. عاد صلى الله عليه وآله وسلم قاصدا المدينة حيث مقره هناك بعد أن أصبحت عاصمة الدولة الإسلامية ولما وصل موكبه في طريق العودة عند غدير خم وهو قريب من منطقة ( الجحفة ) التي تتفرق منها طرق مختلفة , بمختلف الاتجاهات وبالتحديد بناحية ( رابغ ) وذلك يوم 18 ذي الحجة من العام العاشر للهجرة ( 632 ) ميلادية .. أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المسلمين التوقف هناك قريب غدير خم وكانوا مائة وعشرين ألفاً على اختلاف الروايات ... أدى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمام ذلك الجمع صلاة الجماعة بعدها صعد على ذروة راحلتة وطلب من تلميذه ورفيقه علي عليه السلام أن يصعد معه على تلك الراحلة .. وقد نعى صلى الله عليه وآله وسلم نفسه الكريمة في خطبة ألقاها بعد الصلاة وقد قال فيها :
    ( لعلي لا ألقاكم بعد عامكم هذا ويوشك أن يأتي رسول ربي وأدعى فأجيب ... )
    ثم استمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بخطبته البليغة حتى أشهدهم على أنفسهم وشهدوا بأنه صلى الله عليه وآله وسلم أولى بهم من أنفسهم .. بعدها رفع يد علي عليه السلام إلى الأعلى وقال : ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه .. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار .. ( 1 )
    وذكر الحافظ جلال الدين السيوطي في ( تاريخ الخلفاء ) : إن الترمذي أخرج عن أبي سريحه وأبو زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( من كنت مولاه فعلي مولاه .. ) ( 2 ) وذكر الدكتور طه حسين أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال للمسلمين في طريقه إلى حجة الوداع : ( من كنت مولاه فعلي مولاه .. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ) ( 3 )
    أخرج النسائي في كتاب ( الخصائص ) عن زيد بن أرقم قال : ( لما رجع النبي صلى الله عليه وآله وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقمن ثم قال : ( كأني دعيت فأجبت وإني تارك فيكم الثقلين أحدهما اكبر من الآخر كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم ( إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن ) ثم أخذ بيد علي فقال : ( من كنت مولاه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ) ( 4 ) كما أخرج أحمد بن حنبل في ( مسنده ) ( 5 ) عن زيد بن أرقم قال : نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بواد يقال له وادي خم .. فأمر بالصلاة فصلاها بهجير .. قال : فخطبنا .. وظلل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بثوب على شجرة سمرة من الشمس فقال : ( ألستم تعلمون , أولستم تشهدون أني أولى بكل مؤمن من نفسه ) قالوا : بلى .. قال :
    ( من كنت مولاه فعلي مولاه .. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ) .

    كما أخرج احمد من نفس المصدر ( 6 ) عن البراء بن عازب الذي قال :
    ( كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) فنزلنا بغدير خم .. فنودي فينا الصلاة الجامعة .. وكسح لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي وقال :
    ( ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من انفسهم )
    قالوا : بلى .. فأخذ بيد علي ( عليه السلام ) فقال :
    ( من كنت مولاه فعلي مولاه .. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه .. )
    قال : فلقيه عمر بعد ذلك فقال له : ( هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة .. ) .

    أما ما أخرجه مسلم في صحيحه في باب فضائل علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .. والذي يسنده إلى زيد بن أرقم .. قال :
    قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة .. فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال :
    ( اما بعد ألا أيها الناس , فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب .. وأنا تارك فيكم ثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور .. فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ..فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال :
    ( وأهل بيتي , أذكركم الله في أهل بيتي .. أذكركم الله في أهل بيتي .. أذكركم الله في أهل بيتي ..) ( 7 )

    مصادر حديث الغدير :

    حديث الغدير لم يختلف على روايته أهل الحديث على اختلاف مذاهبهم ولو أن بعضهم اختلف عن البعض الآخر في تفسيره .. لكنهم أجمعوا على تلك الواقعة ولم يجرأ على نكرانها حتى من تنكر لعلي عليه السلام ..
    وهنا لابد لنا أن نشير إلى بعض المصادر التي أوردت حديث الغدير وروته بنصه ( من كنت مولاه فعلي مولاه .. ) وبطرق مختلفة :

    1 ـ روى الحديث العلامة محب الدين الطبري في ( ذخائر العقبى ) ص 102 وفي ( الرياض النضرة ) ج2 ص 227 توفي سنة 694 ه .
    2 ـ الترمذي في ( صحيحه ) .
    3 ـ البخاري في ( التاريخ الكبير ) وفي ( الكنى ) .
    4 ـ الحافظ النسائي في ( الخصائص ) توفي سنة 303 ه .
    5 ـ ابن كثير في ( البداية والنهاية ) .
    6 ـ الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) .
    7 ـ القندوزي في ( ينابيع المودة ) ص 212 ـ توفي سنة 1296 ه .
    8 ـ البغوي في ( مصابيح السنة ) وفي تفسيره ( معالم التنزيل ) ـ توفي سنة 516 ه .
    9 ـ جلال الدين السيوطي في ( الحاوي للفتاوي ) وفي ( الدر المنثور ) ج2 ص 293 ـ توفي سنة 911 ه .
    10 ـ ابن المغازلي في ( المناقب ) .
    11 ـ ابن الأثير في ( أسد الغابة ) .
    12 ـ النابلسي في ( ذخائر المنن ) .
    13 ـ ابن ماجه في ( سنن المصطفى ) .
    14 ـ البيهقي في ( الاعتقاد على مذهب السلف ) وفي ( المصنف ) ـ توفي سنة 458 ه .
    15 ـ الهندي في ( الروض الزاهر ) .
    16 ـ ابن حجر العسقلاني في ( الإصابة ) وفي ( لسان الميزان ) وفي ( تهذيب التهذيب ) وفي ( الصواعق المحرقة ) توفي سنة 974 ه .
    17 ـ المناوي في ( كنوز الحقائق ) وفي ( الكواكب الدرية ) .
    18 ـ الجاحظ في ( الرسائل العثمانية ) .
    19 ـ الواحدي في ( أسباب النزول )
    20 ـ الرازي في ( تفسيره الكبير ) وفي ( أحكام القرآن ) ج2 ص 542 ـ توفي سنة 371 ه .
    21 ـ النيسابوري في تفسيره ( الكشف والبيان ) ـ توفي سنة 468 ه .د
    22 ـ الشيخ محمد عبده في ( تفسير المنار ) .
    23 ـ الشافعي البغدادي في ( روح المعاني ) توفي سنة 463 ه .
    24 ـ الحسكاني في ( شواهد التنزيل ) توفي سنة 490 ه .
    25 ـ الحافظ أبو عبد الله المحاملي في ( اماليه ) .
    26 ـ الحافظ عز الدين الموصلي الحنبلي في ( تفسيره ) .
    27 ـ نور الدين ابن الصباغ المالكي في ( الفصول المهمة ) .
    28 ـ العلامة الكنجي الشافعي في ( كفاية الطالب ) توفي سنة 658 ه .
    29 ـ ابن عبد البر في ( الاستيعاب ) .
    30 ـ الدكتور طه حسين في ( الفتنة الكبرى ) .
    31 ـ الحموي في ( معجم البلدان ) وفي ( فرائد السمطين ) توفي سنة 722 ه .
    32 ـ العلامة ابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) توفي سنة 571 ه .
    33 ـ الذهبي في ( تلخيص المستدرك ) وفي ( تذكرة الحفاظ ) .
    34 ـ النبهاني في ( الشرف المؤبد لآل محمد ) .
    35 ـ أحمد بن حنبل في ( مسنده ) .


    تلك بعض المصادر التي ذكرت حديث الغدير وهي مصادر من أعلام وأئمة اهل السنة والتي استشهدنا بها دون ان نستشهد بمصادر الشيعة .. علماً أن كتاب الغدير للعلامة الجليل ( الأميني ) والذي يقع في ثلاثة عشر مجلداً أوسع في البحث تفصيلاً عن هذا الموضوع وجاء بوقائع مسندة .. إلا أننا تحاشينا الأخذ من ذلك الكتاب بالرغم من أنه مصدر مهم وقيم لوقائع الغدير .. وذكر إن من رووا حديث الغدير من أهل السنة وأخرجوه في كتبهم من القرن الأول للهجرة وحتى الرابع عشر .. كان عددهم يزيد على ( 352 ) عالماً ومحدثا ً .

    رواة حديث الغدير :

    ونحن بصدد ذكر هذا الحديث المهم .. حديث الغدير .. نرى من المناسب بعد أن ذكرنا المصادر ان نذكر بعضاً من رواة الحديث الذي سمعوه مباشرة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو الذين عاصروا ذلك الحدث ونقلوه عن الصحابة الذين شهدوا ذلك الموقف :

    1 ـ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام , بنت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وزوجة الإمام علي عليه السلام .
    2 ـ السيدو أم هاني بنت أبي طالب .
    3 ـ السيدة أم سلمى أم المؤمنين زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
    4 ـ السيدة أسماء بنت عميس الخثعمية زوجة الإمام علي عليه السلام .
    5 ـ أبو هريرة المتوفي 87 هجرية وعمره 78 عاماً .
    6 ـ عبد الله بن عباس ابن عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وابن عم الإمام علي عليه السلام .
    7 ـ أنس بن مالك الأنصاري الخزرجي .
    8 ـ ابوبكر
    9 ـ عمر بن الخطاب .
    10 ـ عمار بن ياسر .
    11 ـ أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي المتوفي 54 هجرية وعمره 75 عاماً .
    12 ـ جابر بن عبد الله الأنصاري .
    13 ـ أبو زينب ابن عوف الأنصاري .
    14 ـ أبو فضالة الأنصاري , من أهل بدر , استشهد في صفين مع الإمام علي عليه السلام وشهد بالحدث يوم الرحبة .
    15 ـ أبو ليلى الأنصاري , استشهد بصفين عام 37 ه .
    16 ـ أبو قدامة الأنصاري , شهد بالحدث يوم الرحبة .
    17 ـ أبو عمرة بن عمرو بن محصن الأنصاري .
    18 ـ أسعد بن زراره الأنصاري .
    19 ـ أبي بن كعب الانصاري الخزرجي , والمعروف بسيد القراء , والمتوفي 32 ه .
    20 ـ أبو الهيثم ابن التيهان , استشهد بصفين مع الإمام علي عليه السلام 37 ه .
    21 ـ أبو رافع القبطي مولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
    22 ـ أبو ذؤيب خويلد بن خالد وهو شاعر جاهلي ثم أصبح شاعراً إسلامياً توفي في خلافة عثمان بن عفان .
    23 ـ عبد الله بن عمر .
    24 ـ البراء بن عازب .
    25 ـ زيد بن أرقم .
    26 ـ عمرو بن العاص .
    27 ـ سعد بن أبي وقاص .
    28 ـ طلحة بن الزبير .
    29 ـ أبو ليلى بن سعيد .
    30 ـ عبد الله بن مسعود .
    31 ـ عمرو بن مرة .
    32 ـ يعلي بن مرة .
    33 ـ بريدة .
    34 ـ مالك بن الحويرث .
    35 ـ سعد بن مالك .
    36 ـ حبشي بن جنادة .
    37 ـ أبو ذر الغفاري .
    38 ـ حذيفه بن أسيد الغفاري .
    39 ـ عبد الله بن علقمة .


    ونكتفي بهذا القدر من أسماء الصحابة الذين شهدوا ( الغدير ) بصورة مباشرة أو بصورة أخرى غيرها ..

    مفهوم ودلالة حديث الغدير :

    السنة والشيعة اتفقوا على نقطتين مهمتين حول الخطبة عند غدير خم :

    1 ـ إنها جاءت في حق علي عليه السلام .. سواء كانت وصية له أم وصية به .

    2 ـ لم يكن لأي أحد من الصحابة له ذكر فيها إلا علي عليه السلام .. فلا وصية لغيره أو وصية بغيره .


    لكنهم اختلفوا في تفسير خطبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم .. هل هي جاءت بالوصية نصاً للإمام علي عليه السلام ليخلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعده في خلافة المسلمين وإدارة شؤونهم أم هي وصية للحفاظ على موقعه الذي كان به في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولتكون له المكانة الكبيرة مستمرة ومحفوظة لدى المسلمين بعد حياته !

    جاء في خطبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند غدير خم بعد أن أخذ بيد علي عليه السلام رافعاُ إياها إلى الأعلى :

    (من كنت مولاه فهذا علي مولاه .. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار .. )

    يقول سيد الكائنات محمد صلى الله عليه وآله وسلم ( من كنت مولاه .. ) وعني بها من كان يدين للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بالولاية ويؤمن بولايته ويلتزم بها ويطيعه فيما يأمرهم بإذن الله تعالى .. لأن إطاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أوجبها على المسلمين رب العالمين سبحانه وتعالى .. فهي فريضة من فرائض الإسلام التي أوجبت حب نبيهم .. وحبه من حب الله .. ذلك لأن من أحب النبي فقد أحب الله ..
    اذن أوجب سبحانه وتعالى موالاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وطاعته وحبه وإلا فلا يكون المسلم مسلماً بغيرها .. وقد جعل الله تعالى لنبيه الموقع الأول والمكانة المتقدمة وأولاه قيادة المسلمين عامة والولاية عليهم ..
    ثم في قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في خطبته يقول : ( .. فهذا علي مولاه ) .. ينتج من قوله صلى الله عليه وآله وسلم إنه جعل للإمام علي عليه السلام المقام الذي جعله الله له .. حيث أعطى النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام ما أعطاه الله لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وبأمر من الله سبحانه وتعالى .. نعم قصد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في قوله هذا أن يكون للإمام علي بعده نفس الموقع الذي كان هو فيه من قيادة المسلمين وولايته عليهم .. فجعله بموقعه بعد موته وبمكانته بعد وفاته وأمر المسلمين جميعاً أن يعقدوا له الولاية والطاعة كما كانوا يوالونه ويطيعونه .. ودعا ربه أن ينصر من يواليه ويطيعه وينصره .. ويعاد من يحاربه ويعاديه ويخذله ولا ينصره .. ذلك لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان دائما يضع علياً منزلته منه ويكرر قوله له :
    ( .. إنه ليس أحد أحق منك بمقامي لقدمك في الإسلام وقربك مني وصهرك وعندك سيدة نساء العالمين . وقبل ذلك ما كان من بلاء أبي طالب عندي حين نزل القرآن , فأنا حريص على أن أراعي ذلك لولده .. ) ( 8 )

    كما قال صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام :

    ( أخصمك يا علي بالنبوة , فلا نبوة بعدي ... ) ( 9)

    وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

    ( لكل نبي وصي وأنا وصيي علي بن أبي طالب .. ) ( 10 )

    وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

    ( انا خاتم الأنبياء وعلي خاتم الأوصياء ) ( 11 )

    وعن ام المؤمنين أم سلمى قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

    ( إن الله اختار لكل نبي وصياً , وعلي وصيي في عترتي وأهل بيتي وأمتي بعدي ) ( 12 )
    تلك الأحاديث والأقوال الشريفة لسيد المخلوقات صلى الله عليه وآله وسلم لم يخص بها أحداً من الصحابة والقرابة غير علي عليه السلام الذي عقد له اجتماع ( خم ) ودعى في خطبته المسلمين موالاته بل وجعله في مكانته وموقعه منهم .. ذلك للخصائص التي أنعم الله بها عليه .. فقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم :
    ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه ) أراد به صلى الله عليه وآله وسلم :
    (( من كنت أملك طاعته فعلي يملك طاعته .. )) ( 13 )
    إذن فلا تفسير لغير تفسير الوصاية والولاية له بأمر الله تعالى , واستناداً لقوله : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس )
    ذكر اليعقوبي حديث الغدير حيث سماه ( يوم النص على علي بن أبي طالب ) ويقصد النص على خلافة علي من بعده ( 14 ) .

    روى أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره :


    ( إن سفيان بن عيينة سئل عن قوله تعالى : (( سأل سائل بعذاب واقع ) ( 15 ) فيمن نزلت فقال للسائل :
    سألتني عن مسألة ما سألني أحد قبلك . وقال :
    حدثني أبي جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما كان بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا .. فأخذ بيد علي رضي الله عنه وقال : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) فشاع ذلك وطار في البلاد .. فبلغ ذلك ( الحارث بن نعمان الفهري ) فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ناقة فنزل بالأبطح عن ناقته وأناخها فقال :
    يا محمد أمرتنا من الله أن نشهد ان لا إله إلا الله وإنك رسول الله فقبلنا منك .. وأمرتنا أن نصلي خمساً فقبلناه منك .. وأمرتنا بالزكاة فقبلنا .. وأمرتنا ان نصوم شهراً فقبلنا .. وأمرتانا بالحج فقبلنا ..
    ثم لم ترضى بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك تفضله علينا وقلت : من كنت مولاه فعلي مولاه .. فهذا شيء منك أم من الله عز وجل ؟
    فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( والذي لا إله إلا هو أن هذا من الله عز وجل وليس مني .. وقالها ثلاثاً .. )
    فنهض الحارث ورفس راحلته وقال :
    اللهم إن كان هذا صحيحاً فأنزل علينا عذاباً أليماً !!
    وعندما سمع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ذلك دعا عليه فأمطرت السماء عليه حجراً أهلكته .. ونزلت الآية الكريمة : (( سأل سائل بعذاب واقع للكفرين ليس له دافع )) . ( 16 )

    ذكر ابن قتيبه في كتابه الإمامة والسياسة ( 17 ) وقال :

    ( ذكروا أن رجلاً من همدان يقال له ( برد ) قدم على معاوية بن أبي سفيان فسمع عمرو بن العاص يقع في علي بن أبي طالب فقال :
    يا عمرو إن أشياخنا سمعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه .. أحق ذلك أم لا ؟
    فقال عمرو بن العاص :
    حق , وانا أزيدك أنه ليس أحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم له مناقب مثل مناقب علي بن أبي طالب ..
    ففزع الفتى ورجع إلى قومه فقال :
    ( إنا أتينا قوماً أخذ الحجة عليهم من أفواههم , علي على الحق فاتبعوه ) .


    وروى اعلام الشيعة عن جعفر بن محمد الصادق ( عليهم السلام ) أنه قال :

    ( أوصى الله نبيه وأمره أن ينصب لهم علياً إماماً يقتدون به من بعده , فخشى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان يقول الناس أنه حابى ابن عمه .. فأوحى الله إليه :
    ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) ( 18 )
    فقام يوم الغدير فنصب لهم علياً وقال : ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه .. ) فأنزل الله تعالى :
    ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) ( 19 ) فطاعة علي عليه السلام آخر فريضة نزلت من فرائض الإسلام . ( 20 )


    وذكر الشيخ المفيد : ( أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوجب لعلي ( عليه السلام ) فرض طاعته على الخلايق واختصاصه بخلافته ودعا إلى اتباعه والنهي عن مخالفته والدعاء لمن اقتدى به وقام لنصرته والدعاء على من خالفه واللعن على من بارزه بعداوته .. ) ( 21 )

    وأورد الشريف المرتضى عن حديث الغدير على أنه من النصوص الجليلة على خلافة علي عليه السلام . ( 22 )

    ويقول العلامة الطبرسي :

    ( إن خبر الغدير رواه الشيعي وغير الشيعي .. وتلقته الأمة بالقبول على اختلافها في النحل وتباينها في المذاهب وإن كانوا اختلفوا في تأويله ... ويقول إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قرر لأمته في ذلك المقام على فرض طاعته فقال صلى الله عليه وآله وسلم : ( ألست أولى بكم من أنفسكم ) فلما أجابوه بالاعتراف رفع يد أمير المؤمنين علي وقال عاطفا على ما تقدم : ( من كنت مولاه فهذا مولاه .. ) ...
    ثم يقول : ( وإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم اولى بالخلق من انفسهم حيث كان مفترض الطاعة عليهم وأحق بتدبيرهم وأمرهم ونهيهم بلا خلاف , وجب أن يكون ما أوجبه لأمير المؤمنين فيكون أولى بالمؤمنين من حيث إطاعته مفترضة عليهم , وأمره ونهيه مما يجب نفوذه فيهم وفرض الطاعة محقق بالتدبير , ومن هذا الوجه لا يكون إلا النبي او الإمام .. فإذا لم يكن نبياً , وجب ان يكون إماماً .. ) ( 23 )

    وعن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قال :

    ( نعطي حقوق الناس بشهادة شاهدين وما أعطي أمير المؤمنين علي حقه بشهادة عشرة آلاف نفس ) .

    وذكر سبط ابن الجوزي :

    ( إن المراد من الحديث الطاعة المحضة المخصوصة , ومعنى ذلك من كنت أولى به من نفسه , فعلي أولى به )

    ويفسر قوله صلى الله عليه وآله وسلم ( ألست أولى بالمؤمنين من انفسهم ) فيقول :

    ( هذا نص صريح في إثبات إمامته وقبول طاعته .. ) ( 24 )

    كما أنه يروي حديث الغدير عن زيد بن أرقم وعن أبي هريرة والبراء بن عازب .. ويذكر اتفاق علماء التاريخ والحديث والسير على أن خطبة الغدير كانت بعد رجوع النبي صلى الله عليه وآله وسلم من حجة الوداع .. حيث جمع الصحابة وكانوا مائة وعشرين ألفاً ممكن كانوا يسكنوا مكة والمدينة وما حولهما .

    الإجماع على اجتماع الغدير :

    من هنا نجد أن واقعة الغدير واجتماع الحجيج العائد بقيادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخطبته في ذلك الملأ العظيم من المسلمين .. أجمع عليه رواة التاريخ وأثبتها المصادر التاريخية على اختلاف مللها ونحلها عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذين شهدوا معه ذلك الحدث العظيم ..
    لما أخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيد علي عليه السلام يوم الغدير استأذن الشاعر حسان بن ثابت من الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم أن يقول في تلك المناسبة شعراً , فأذن له فقال :

    يناديهم يوم الغدير نبيهم
    بخم واسمع بالرسول مناديا
    فقال : فمن كنت مولاه ونبيكم ؟
    فقالوا ولم يبدوا هناك تعاميا
    إلاهك مولانا وأنت نبينا
    ولم تلق منا في الولاية عاصيا
    فقال له قم يا علي فإنني
    رضيتك من بعدي إماماً وهاديا
    فمن كنت مولاه فهذا وليه
    فكونوا له اتباع صدق مواليا
    هناك دعا اللهم وال وليه
    وكن للذي عادا علياً معاديا
    ( 25 )

    الباقلاني ـ متوفي 403 ه ـ فقد ذكر حديث الغدير وفسر ( من كنت مولاه .. ) قال :

    إنه يحتمل أمرين , أحدهما من كنت ناصره على دينه وحامياً عنه بظاهري وباطني وسري وعلانيتي .. فعلي ناصر على هذا السبيل !!
    كما يحتمل أيضاً أن يكون من كنت محبوباً عنده وولياً فعلي مولاه ... أي إن ولاءه ومحبته واجبه .. كما أن ولائي ومحبتي على هذا السبيل واجب !!

    فالباقلاني يعطي تفسيراً لكلمة ( مولى ) مخالفاً بقية تفاسير الفقهاء المارة الذكر .. وهو لا يفسر ذلك الحديث بالإمامة أو الخلافة لعلي ..

    ويقول لو كان هذا الحديث صحيحاً لاحتج به علي يوم السقيفة ( 26 ) !!

    نقول :

    نعم لم يحتج الإمام عليه السلام بحديث الغدير يوم السقيفة لسبب جلي وبسيط وهو أنه لم يحضر السقيفة ولم يشارك فيها بل عزّ على القوم أن يكون بينهم لعلمهم بأن مقاييس أمورهم تنقلب بوجوده .. لقد كان شغله الشاغل وهمه الكبير تحضير جنازة أعظم مخلوق وأجل إنسان وسيد كل مرسل .. ألا وهو الرسول القائد العظيم , وحزنه بفقدانه لا تسعه الأحزان ورزيته بموته اهتزت لها القلوب وتجلجلت الأبدان .. لكن الإمام ذكر واقعة الغدير بعد حين في خطبته ( الشقشقية ) وكذلك ذكرها في خطب وأحاديث غيرها منها عند استخلافه في خلافته واجتماعه مع أصحابه في ( الرحبة ) قرب الكوفة سنة خمس وثلاثين هجرية .
    وقد قصد الإمام علي عليه السلام من ذلك تثبيت حقه للمسلمين وللتاريخ .. فكان له ذلك دون شك أو ريب بعد أن رأى فرصة إظهار الحق قد تحققت وآن أوانها .


    آية الولاية :

    قال تعالى : (( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ) ( 27 )
    هذه الآية الكريمة قطعت الشك باليقين في تفسير حديث الغدير لصالح الإمام علي عليه السلام وولايته على المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي جاء حديثه ( وصاية له ) .. لا ( وصاية به ) !!
    ( إنما وليكم الله .. ) : معناها واضح وضوح الشمس .. إنه ولينا ومولانا
    ( ورسوله .. ) كذلك هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. ولينا بعد الله عز وجل .. ولا حاجة لهذا الجزء من الآية الشريفة إلى تفسير أو تأويل لوضوحها أيضا ..
    ( والذين آمنوا .. الذين يقيمون الصلاة .. ويؤتون الزكاة وهم راكعون .. ) أما أولياؤنا بعد الله ورسوله هم :
    ( الذين آمنوا .. ) ولكن ! لا كل الذين آمنوا .. لأن كل صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذين اخلصوا له من المؤمنين . لكنها جاءت محددة تحديداً واضحاً تكاد تسمي من هو كان مقصوداً بها من بين الذين آمنوا ..
    إذاً من مِن الذين آمنوا .. هم :
    ( الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون .. ) ؟
    اتفق كل فقهاء المسلمين دون استثناء إنها جاءت بحق الإمام علي عليه السلام عندما كان يقيم صلاته .. جاءه أحد المحتاجين من المسلمين طالباً منه المساعدة لسد حاجته .. فمد له الإمام إصبع يده الذي به خاتمه مشيراً له أن يأخذ منه .. فأخذ ذلك السائل .. وعندها نزلت تلك الآية الكريمة بحقه ( 28) .
    إذن نستنتج من هذه الآية الشريفة الواضحة المعنى التي لا تحتاج إلى تأويل أو تفسير أو اجتهاد .. إن الإمام علياً عليه السلام هو ولي المسلمين الثالث بعد الله سبحانه وتعالى وبعد رسوله صلى الله عليه وآله وسلم .. وتطبيقاً لتلك الآية أوصى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للإمام علي عليه السلام أن يكون ولياً على المسلمين من بعده وذلك في مجالات ومواقف وأحاديث عديدة تصريحاً وتلميحاً وتوجهاً بيوم غدير خم .. حيث أوصى له بصورة مباشرة أو ( بصورة رسمية) حسب التعبيرات السياسية في العصر الحديث .. هذا ومن غير المعقول أن يفسر مفسر حديث الغدير أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أوصى بعلي ولم يوص له ! ذلك لأن من غير المعقول أيضاً أن يجمع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المسلمين البالغ عددهم أكثر من مائة ألف مسلم مرة أخرى بعد أن خطب فيهم خطبته المشهورة في حجة الوداع ليقول لهم أوصيكم بابن عمي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أن تحبوه لأن محبته واجبة !! كما ذكر الباقلاني وغيره من بعض مفسري خطبة الغدير تفسيراً سياسياً لمصلحة الخلفاء .
    (( وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون ))
    والوصية بمحبة الإمام لا تحتاج أن يجمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك الحر الشديد المسلمين مرة ثانية وهم مثقلون بمتاعب السفر والسير بعد عودتهم من مراسم الحج معه , وهو الذي أوصى به وبآل بيته بمواضع ومواقف عديدة ومختلفة .. فهل يحتاج علي عليه السلام في ذلك الظرف الصعب العصيب وصية خاصة محبته واحترامه من قبل المسلمين ! وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم من قبل عنه : ( إن هذا أخي ووصيي وخليفتي من بعدي فاسمعوا وأطيعوا ) ( 29 ) .
    وفي رواية أخرى قال صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام :
    ( أنت أخي ووصيي وخليفتي من بعدي وقاضي ديني .. ) ( 30 )

    لقد ذكر كثير من الرواة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يجمع حشد المسلمين ويخطب فيهم إلا لموضوع جلل ومهم مثل الدفاع عن المبادئ الإسلامية ورد الغزاة وكذلك إلزامهم بتنفيذ أمر من أوامر الله سبحانه وتعالى بعد نزول آية من آياته أو لتعليمهم تعاليم الدين الحنيف .. وكانت وصية الغدير حدثاً من الأحداث المهمة في الإسلام والتي جاءت لتنفيذ أمر من أوامر الله سبحانه وتعالى تطبيقاً للآية الكريمة : ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) ( 31 ) .

    في وصية الغدير لم يذكر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أي واحد من آل بيته تخصيصاً أو من أصحابه .. ولم يوصى بأحد منهم كما ذكرنا .. بل جاءت تلك الخطبة وصية خاصة لعلي عليه السلام ومن ثم بآل بيته عموماً .. حيث ذكر اسمه فيها وحده دون غيره : ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه .. ) ونستطيع أن نفسر هذا المقطع من الخطبة الشريفة بأحاديث شريفة أخرى خص فيها الإمام علي عليه السلام وحدد فيها موقعه منه ومن المسلمين .. منها :
    ( لكل نبي وصي وأنا وصيي علي بن أبي طالب )
    وغير هذا الحديث أحاديث للوصاية قالها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحق علي كثيرة
    ففي رواية رواها أبو بكر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً الذي قال :
    ( علي مني كمنزلتي من ربي .. ) ( 32 )
    وغير ذلك من أحاديث شريفة كثيرة ومنوعة .

    وورد في مجمع الهيثمي ( 33 ) عن سلمان الفارسي قال :

    قلت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا رسول الله إن لكل نبي وصياً فمن وصيك ؟
    قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( يا سلمان .. تعالم من وصي موسى ؟ )
    قلت : نعم .. ( يوشع بن نون )
    قال صلى الله عليه وآله وسلم : لم ؟
    قلت : لأنه كان أعلمهم يومئذ
    قال صلى الله عليه وآله وسلم : ( فإن وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني .. علي بن أبي طالب )
    ( 34 )

    تلك هي وصية الغدير يوم الغدير .. واقعة وقعت .. وتاريخ مهم من تاريخ المسلمين .. وحدث جلل وأمر جليل من أوامره الله الواضحة التي لا لبس فيها ولا اختلاف .. وكل أوامره سبحانه وتعالى جليلة وواضحة غير ذات لبس ولا اختلاف .. إذن للمسلم خياران لا ثالث لهما :
    إما أن يقر ويؤمن بيوم الغدير وما جاء بخطبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيها من وصية واضحة للإمام علي عليه السلام دون أن يجزئ محتواها ولا يغير من فحواها .. أي إنه لا يمكن للمسلم أن يقر بيوم الغدير وخطبته ولا يؤمن بمحتواها الحقيقي التي جاءت من أجله ..
    وإما أن لا يؤمن بيوم الغدير وما جاء به بصورة مطلقة .. وفي هذه الحالة عليه أن يعود إلى الآية الكريمة الواضحة .. إلى قوله تعالى في سورة المائدة : (( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )) [ المائدة , آية 55 ]
    هذه الآية لا اختلاف عليها بين المسلمين في تفسيرها ومعناها ومن المقصود بالولاية كما ذكرنا : إنه سبحانه وتعالى عزت قدرته وبعده نبيه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وبعده علي بن أبي طالب عليه السلام .. ولي على المسلمين بعد نبي المسلمين صلى الله عليه وآله وسلم ..

    وهنا لا بد لنا أن نورد بعض الرواة والحفظة والمؤرخين من غير الشيعة والذين أيدوا نزول آية الولاية بحق الإمام علي كما ذكرنا بالإضافة إلى ما مر ذكرهم فيما سبق:

    1 ـ الحافظ أبو القاسم الطبراني ـ المتوفي 370 ه في ( أحكام القرآن ) ج2 ص 542 .
    2 ـ الحافظ أبو سعد السمعاني الشافعي ـ المتوفي 562 ه في ( فضائل الصحابة ) .

    3 ـ الحافظ محمد بن أحمد بن جزي الكلبي ـ المتوفي 758 ه في تفسيره تفسيره ( التسهيل لعلوم التنزيل ) ج1 ص 181 .

    4 ـ الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي الحنبلي ـ المتوفي 597 ه .

    5 ـ الحافظ عبد بن حميد الكشي ـ المتوفي 249 ه في تفسيرة .

    6 ـ الحاكم ابن البيع النيسابوري ـ المتوفي 405 ه في ( معرفة أصول الحديث ) ص 102 .

    7 ـ ابن جرير الطبري ـ المتوفي 310 ه في تفسيره ج6 ص 186 وبمختلف الطرق .

    8 ـ القاضي أبو عبد الله محمد بن عمر المدني الواقدي ـ المتوفي 207 ه في ( ذخائر العقبى ) ص 102 .

    9 ـ الفقيه أبو الحسن علي بن محمد الطبري الشافعي ـ المتوفي 504 ه في تفسيره .

    10 ـ الخطيب الخوارزمي ـ المتوفي 566 ه في مناقبه ص 178 .

    11 ـ ابن أبي حاتم الرازي ـ المتوفي 327 ه . كما في تفسير ابن كثير . والدر المنثور , وأسباب النزول للسيوطي .

    12 ـ أبو الحسن المارودي الشافعي ـ المتوفي 450 ه ـ في تفسيره .

    13 ـ أبو القاسم جار الله الزمخشري الحنفي ـ المتوفي 538 ه في ( الكشاف ) ج1 ص 422 .

    14 ـ عز الدين ابن أبي الحديد المعتزلي ـ المتوفي 655 ه في ( شرح نهج البلاغة ) ج3 ص 275 .

    15 ـ أبو بكر بن سعدون القرطبي ـ المتوفي 567 ه ـ في تفسيره ج6 ص 221 .

    16 ـ أبو المظفر ابن الجوزي الحنفي ـ المتوفي 654 ه ـ في ( تذكرة الخواص ) ص 9 .

    17 ـ أبو حيان أثير الدين الأندلسي ـ المتوفي 754 ه ـ في تفسيره ( البحر المحيط ) ج3 ص 514 .

    18 ـ القاضي ناصر الدين البيضاوي الشافعي ـ المتوفي 685 ه ـ في تفسيره ج1 ص 345 . وفي ( مطلع الأنظار ) ص 477 و 479 .

    19 ـ علاء الدين الخازن البغدادي ـ المتوفي 741 ه ـ في تفسيره ج1 ص 496 .

    20 ـ الشيخ محمد مؤمن الشبلنجي ـ في ( نور الأبصار ) ص 77 .


    ذكر العلامة الزمخشري في خصائص العشرة الكرام البررة , خصوصية من خصائص الإمام علي عليه السلام :

    ( إنه ولي الله وولي رسوله وولي المؤمنين كما جاء بالآية الكريمة إنما وليكم الله ورسوله .. )
    ذلك هو الإمام علي عليه السلام الذي يصف مكانته من الولاية كما سماها الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم .. أو الخلافة كما سميت بعده :

    ( ( ... وإن محلي منها محل القطب من الرحى ينحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير .. )) ( 35 )

    ومن خطبة له :

    (( ... والذي بعثه بالحق واصطفاه على الخلق ما أنطق إلا صادقاً وقد عهد إلي بذلك كله .. )) ( 36 ) .

    ومن كلام له :

    (( إن أولى الناس بالأنبياء أعلمهم بما جاؤوا به .. )) ( 37 )

    وقال الإمام علي عليه السلام :

    (( .... واجمعوا على منازعتي حقاً كنت أولى به من غيري )) ( 38 )

    وبعد حين عاد حقه في الولاية أو الخلافة بعد مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان عام 35 هجرية . وعلى وجه التحديد 11/7/655 م , وفي رواية أخرى 26/5/656 م .
    وهنا لابد لنا أن نقول :

    أن الأمة الإسلامية أجمعت على خلافة الإمام علي عليه السلام على اختلاف مذاهبها ومشاربها ولم تختلف عليه .. ولكنها اختلفت على خلافة غيره !!

    نعم كان علي عليه السلام مؤهلاً للولاية بل في مقدمة الذين كانوا أهلاً لها .. فمن مثله في إيمانه وزهده .. في تقواه وورعه .. في عبادته ويقينه .. ومن مثله في فقهه وعلمه واعتقاده .. في بطولته وبطولاته .. في شجاعته وموقفه وتضحياته وجهاده ..
    ومن مثله في فصاحته وبلاغته .. ومن مثله في حلمه وسعة صدره وصبره وسماحته .. ومن مثله عرف الله وأطاعه وأعطاه حقه وعرف رسوله وآمن بكل ما جاء به .. ومن مثله جمع حكمة الحكماء وعلم العلماء وفقه الفقهاء .. ومن قبله أسلم وصلى ومن غيره تربى بأحضان سيد الكائنات .. وولد في بيت الله واستشهد في بيت الله ..

    روى أنس بن مالك أن يهودياً دخل المسجد أيام خلافة أبي بكر فسأل الناس :
    أين وصي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ فأشاروا إلى أبي بكر فقال الرجل له :
    أريد أن أسألك عن أشياء لا يعلمها إلا وصي أو نبي ..
    فقال أبو بكر : سل عما بدا لك ..
    قال اليهودي : أخبرني عما ليس لله وعما ليس عند الله وعما لا يعلمه الله .. !!
    قال أبو بكر : هذه مسائل الزنادقة يا يهودي !
    همّ أبو بكر والمسلمون باليهودي ..
    فقال لهم ابن عباس : ما أنصفتم الرجل !
    فقال أبو بكر : أما سمعت ما تكلم به !
    فقال ابن عباس : إن كان عندكم جوابه وإلا فاذهبوا به إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يجيبه .. فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي :
    ( اللهم اهد قلبه وثبت لسانه ) .
    فقام أبو بكر ومن حضر فأتوا علياً ( عليه السلام ) في داره فاستأذنوا عليه
    فقال أبو بكر : يا أبا الحسن إن هذا اليهودي سألني مسائل الزنادقة ..
    فقال الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : ما تقول ؟
    قال اليهودي : أسألك عن أشياء لا يعلمها إلا نبي أو وصي نبي .. فأعاد اليهودي أسئلته عليه ..
    أجابه الإمام : أما ما لا يعلمه الله : فذلك قولكم معشر اليهود أن عزيرا ابن الله والله لا يعلم أن له ولداً إذ لو كان له ولد لكان يعلمه .. وأما قولك بما ليس عند الله : فليس عنده ظلم للعباد .. وأما قولك بما ليس لله : فليس لله شريك .
    فقال اليهودي : ( أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأنك وصي رسول الله .. ) ( 39 )



    آية التبليغ أو .. آية البلاغ :

    قال تعالى : (( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين )) [ المائدة , آية 67 ] .
    ذكر السيوطي ( 40 ) : أخرج أبو عبيدة عن محمد بن كعب القرنطي قال :
    نزلت سورة المائدة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد حجة الوداع فيما هو بين مكة المكرمة والمدينة وهو على ناقته , فانصدعت كتفها حتى نزل عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ..

    كما ذكر عن أبي عبيدة عن ضمرة بن حبيب وعطية بن قيس قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
    ( سورة المائدة من آخر القرآن تنزيلاً .. فأحلوا حلالها وحرموا حرامها ) .

    وأخرج ابن جرير عن الربيع بن أنس قال : نزلت سورة المائدة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المسير في حجة الوداع وهو راكب راحلته فبركت به راحلته من ثقلها ...

    وقد أيد كثير من المؤرخين والعلماء توقيت نزولها في حجة الوداع وإنها من آخر القرآن تنزيلا منهم وكما ذكرنا :

    1 ـ العلامة جلال الدين السيوطي
    2 ـ ابن كثير في ( تفسيره )
    3 ـ أبو اسحاق الثعلبي في ( تفسيره الكبير )
    4 ـ الواحدي في ( أسباب النزول )
    5 ـ الحاكم الحسكاني في ( شواهد التنزيل )
    6 ـ ابن عساكر الشافعي في ( تاريخ دمشق )
    7 ـ الفخر الرازي في ( تفسيره )
    8 ـ الحافظ أبو نعيم في ( نزول القرآن )
    9 ـ الشهرستاني في ( الملل والنحل )
    10 ـ ابن جرير الطبري في كتابه ( الولاية )
    11 ـ بدر الدين الحنفي في ( عمدة القارئ في شرح البخاري )
    12 ـ عبد الوهاب البخاري في ( تفسير القرآن )
    13 ـ ابن الصباغ المالكي في ( الفصول المهمة ) ..... وغيرهم .


    وهذا يؤيد أقوال الفقهاء الذين أيدوا نزول تلك الآية ووقت نزولها والتي سميت ب ( آية البلاغ ) لتبليغ المسلمين ما بلغ به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في خطبته العصماء عند غدير خم والتي خص بها الإمام علي عليه السلام .. على أن هناك من الفقهاء من اختلف في وقت نزولها وفي معناها فقد قالوا إن هذه الآية نزلت في بداية الدعوة عندما كان بعض المسلمين يصحبون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لحمايته وحراسته من أعداء الله حتى نزلت الآية : (( والله يعصمك من الناس )) فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( لا حاجة لي بحراسة لأن الله عصمني )

    أخرج الطبراني .. وأبو نعيم .. وابن مردويه .. وابن عساكر .. عن عبد الله ابن عباس قال : كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يُحرس , وكان يرسل معه عمه أبو طالب كل يوم رجلاً من بني هاشم يحرسونه فقال : ( يا عم , إن الله قد عصمني لاحاجة لي إلى من تبعث ) .

    لقد اختلف العلماء في موعد نزول سورة المائدة كما اختلفوا في تفسير الآية , ولكنهم اتفقوا على الخطبة وما ورد فيها .. ولندع اختلافهم فيما بينهم ولندع سورة المائدة الشريفة مكانها في الكتاب المقدس ولا نعني بموعد نزولها الآن فيما يخص موضوعنا هذا .. لكن نتسائل ..
    لماذا أوقف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذلك الحشد الهائل من المسلمين بعد أن عادوا من حجة الوداع وهم مثقلون بمتاعب السير والسفر عند ذلك المفترق في غدير خم بالجحفة قبل أن يتفرقوا منه ؟
    لماذا لم يقل ما قاله صلى الله عليه وآله وسلم في خطبة الوداع بمكة المكرمة ؟
    هل نسي رسول الله ذلك !! وحاشاه أن ينسى ما يريد تبليغه للمسلمين ؟
    ثم إنه جمع ذلك الحشد وتلك المظاهرة من الحجيج عند ذلك الغدير وأمرهم بالالتزام وتنفيذ ما جاء بخطبته تلك .. هل هو عمل منه وتحت رغبته الشخصية ؟!! أم أنه بأمر من الله عز وجل ؟

    الجواب :

    لا يمكن لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يبلغ المسلمين أي أمر من أمور دينهم ودنياهم إلا بأمر من عند الله سبحانه وتعالى تطبيقاً للآية الكريمة :
    (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )) [ النجم , آية 3 ـ 4 ]

    إذاً واقع الحال ينطبق على ما ذهب إليه الفقهاء الذين أخذوا بالرأي الأول .. وهو زمن نزول سورة المائدة بعد حجة الوداع .. وآية التبليغ نزلت في حق الإمام علي عليه السلام وإنها مدنية لا مكية .. نعم لم تنزل على النبي في مكة نستطيع القول إنها نزلت في بداية الدعوة .. ذلك الوقت الذي كان فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بحاجة إلى من يحرسه ويحميه من المشركين من قريش .. وبما أنها مدنية لذا ينتفي تفسيرها المفسر من أصحاب الرأي الثاني المتعلق بالحماية والحراسة لآن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو في المدينة لم يكن بحاجة إليهما بعد أن توسعت الدعوة الإسلامية وأصبح المسلمون قوة عظيمة يحسب المشركون لها حساباً .. هذا عن التحديد الزمني لنزول آية العصمة وأسباب نزولها .. والحق أنها خصصت لمكانة الإمام علي عليه السلام في الإسلام حتى يوصي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم به وله .. ومن غير المعقول أن يجمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك الجمع من المسلمين تحت تلك الظروف القاسية المتعبة في ذلك الوقت في الظهيرة التي اشتدت حرارتها وزاد قيضها حتى يوصيهم بعلي خيراً من بعده بسبب من محبته له وقرابته منه ومصاهرته بزواجه من ابنته الزهراء !! وقد سبق له وإن أوصى به وتحدث بأحسن الأحاديث عنه وذكره بأطيب ذكر ووصفه بأكرم الأوصاف .. وحاشى للرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم أن تتحكم بع عواطف أو يحركه هوى أو تمسسه بعض من بقايا العصبة أو العصبية .. وصدق الله سبحانه وتعالى عندما قال وهو عز من قائل في محكم كتابه الشريف : (( وما ينطق عن الهوى ... )) لذا فإن وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام عند غدير خم ما هي إلا بأمر من الله عز وجل لأنه لا ينطق عن الهوى تطبيقاً للآية الكريمة المذكورة , وكذلك الآية السابعة من سورة الحشر :

    (( وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب ))

    وبناء عليه ألزم النبي صلى الله عليه وآله وسلم المسلمين بموالاة علي عليه السلام وعدم معاداته والانتصار له وعدم خذلانه .. واعتباره مرجعاً لهم يقتدى به بعد نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم وبناء على ما أراده لهم نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم .. ثم إن المسلمين عليهم تطبيق الشريعة الإسلامية السمحاء من خلال ما ورد بكتاب الله وما جاء بسنة رسوله .. وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هي عبارة عن أقوال وأحاديث وخطب له .. وكذلك ما كان يقوم به من أفعال وأعمال .. وما ورد بخطبته صلى الله عليه وآله وسلم في غدير خم ما هو إلا أمرٌ أمرَ به المسلمين لتنفيذه وقد قرن تنفيذ ذلك الأمر بدعاء لمن يوالي علياً ودعاء على من يعاديه .. وهل ما ورد بتلك الخطبة التي أجمع عليها كل فقهاء المسلمين تقريباً وعلى اختلاف مذاهبهم لا تدخل ضمن سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم !! وهل من الممكن للمسلم الأخذ بسنته صلى الله عليه وآله وسلم التي تعجبه وترضيه وترك ما في السنة مما لا يعجبه ولا يرضيه !! .
    حاشا للمسلم الحق المتعمق في إيمانه , البعيد كل البعد عن التعصب والجهل أن يكون كذلك .
    أخرج كثير من الفقهاء ورواة الحديث أن كثيراً من الصحابة والمسلمين الذين شهدوا يوم الغدير جاءوا الإمام علياً عليه السلام بعد أن أنهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطبته وأكمل وصاياه .. جاءوا إلى الإمام مهنئين له على مكانته السامية بين المسلمين التي وضعه الله ورسوله فيها .

    جاء عمر بن الخطاب أول المباركين لعلي عليه السلام قائلاً له :

    ( هنيئاً لك يا ابن أبي طالب , أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة )

    وفي رواية أخرى أن أبا بكر وعمر بن الخطاب قالا له :

    ( بخ .. بخ يا ابن أبي طالب , أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة .. ) ( 41 )


    ذكر الإمام الغزالي في المقالة الرابعة من كتابه ( سر العالمين ) :

    ( ... ولكن أسفرت الحجة وجهها , وأجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته صلى الله عليه وآله وسلم في يوم غدير خم باتفاق الجميع وهو يقول :
    ( من كنت مولاه فعلي مولاه .. )
    فقال عمر : بخ بخ لك يا ابن أبا الحسن , لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة , فهذا تسليم ورضى وتحكيم .. )


    وهنا نتساءل عن أولئك الذين عادوا الإمام علي عليه السلام وعن أولئك الذين حاربوه وأمروا بسبه عل المنابر !! ماذا سيكون موقفهم يوم الحشر حينما يقفون أمام الله و نبيه الذي أوصى بحب علي بأمر من الله عز وجل .. !!

    والذين شملهم دعاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من معاداتهم لعلي عليه السلام أخص منهم :1 ـ من انتزع الخلافة منه وهو عالم بذلك وقد شهد خطبة الغدير وسمع وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في علي عليه السلام .
    2 ـ من حاربه في واقعة الجمل بقيادة أم المؤمنين عائشة وهم الناكثون .
    3 ـ في معركة صفين الفئة الباغية بقيادة معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وهم القاسطون .
    4 ـ الخوارج في واقعة النهروان , والذي قام بقتله بعدها واحد منهم .. وهم المارقون .
    5 ـ رجال المنابر , وبعض المسلمين في صدر الدولة الأموية الذين أمروا بسبه على المنابر من قبل معاوية لعنه الله حتى رفع السب الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز ..

    هؤلاء هم الذين ينطبق عليهم دعاء الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم :
    ( اللهم عاد من عاداه .. وإخذل من خذله )
    وهل سبحانه وتعالى لا يستجيب لدعوة نبيه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ودعائه !! إضافة لذلك هناك خروج على الإسلام والمسلمين من قبل هؤلاء النفر من الناس بعدما أصبح علي بن أبي طالب عليه السلام خليفة للمسلمين بإجماعهم جميعاً .. وهو أول خليفة من خلفاء المسلمين صار عليه ذلك الإجماع الواسع الذي قابله الرفض منه لتولي الخلافة .. فكيف بهؤلاء الذين خالفوا وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أولاً وحاربوا خليفة المسلمين ثانياً بعد أن نكثوا بيعتهم له !!

    الرحبة بعد خمس وعشرون عام :

    عندما تولى الإمام علي عليه السلام خلافة المسلمين سنة خمس وثلاثين هجرية ( 556/656 ) ميلادية .. أي بعد خمسةٍ وعشرين عاماً على يوم الغدير .. قام الإمام بجمع المسلمين في ( الرحبة ) قرب الكوفة فخطب بهم وقال :

    ( أنشد الله كل امرئ مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم ما قال , إلا قام فشهد بما سمع .. ولا يقم إلا من رآه بعينه وسمعه بأذنه .. )

    وقصد الإمام من ذلك تثبيته للتاريخ وللمسلمين بعد أن بدؤوا بنسيانه أو تناسيه .. ومنهم من توفي ومنهم من انتشر في بلاد الإسلام التي وسعت رقعتها .

    فقام لذلك ثلاثون صحابياً فيهم اثنا عشر بدريا ( 42 ) حيث شهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخذ بيده وقال :
    ( أتعلمون إني أولى بالمؤمنين من أنفسهم .. ) قالوا : بلى .. قال صلى الله عليه وآله وسلم : ( من كنت مولاه .. ) الخ

    ذكر علي بن محمد بن علي .. قال : حدثنا خلف بن تميم .. قال : حدثنا اسرائيل قال : حدثنا أبو إسحاق عن عمرو ذي مر قال : شهدت علياً بالرحبة ينشد أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) :
    ( أيكم سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم ما قال ؟ )
    فقام أناس فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول :
    ( من كنت مولاه فعي مولاه اللهم وال من ولاه وعاد من عاداه وأحب من أحبه وابغض من أبغضه وانصر من نصره ) ( 43 )

    على أن هناك من أقعده الحقد والبغض عن الشهادة مثل أنس بن مالك .. لاحظ ذلك الإمام علي عليه السلام فقال له :


    ( مالك لا تقوم مع أصحاب رسول الله فتشهد بما سمعته يومئذٍ يا مالك ؟ )
    فقال : يا أمير المؤمنين كبرت سني ونسيت !
    فقال له الإمام : ( إن كنت كاذباً فضربك الله ببيضاء لا تواريها العمامة .. )
    وما خرج أنس إلا أبيض وجهه برصاً وقد كان يردد بعدها ويقول : ( أصابني دعوة العبد الصالح لأني كتمت شهادته ) ( 44 )


    ذكر العلامة البلاذري إضافة لوجود أنس بن مالك , كان هناك أيضاً البراء بن عازب وجوير بن عبد الله البجلي من الذين لم يشهدوا للإمام علي عليه السلام ما أنشدهم به فقال :
    ( اللهم من كتم هذه الشهادة وهو يعرفها فلا تخرجه من الدنيا حتى تجعل به آية يعرف بها )
    فعمي بعدها البراء بن عازب ... ورجع جوير إعرابياً بعد هجرته فأتى الشراة فمات في بيت أمه ( 45 )


    وهنا لا بد لنا أن نقول أن شهادة 30 صحابياً وفيهم اثنا عشر بدرياً شهدوا لعلي عليه السلام بما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الغدير وبعد مرور خمس وعشرين سنة تعتبر شهادة مهمة تقارب الإجماع لطول الفترة بين يوم الغدير ويوم الرحبة .. تلك السنون التي اكلت كثيراً من حضر وشهد غدير خم وسمع خطبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم .. كما أن الإمام عليه السلام لو جمع المسلمين في مكة او في المدينة واستشهدهم على ذلك لشهد أضعاف ما شهدوا له بالرحبة .. الرحبة التي هي في العراق البعيد عن تلك الأحداث التي وقعت زمن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم .. وما بالك لو أن علياً عليه السلام ناشد المسلمين في مكة المكرمة أو في المدينة كما مر ذكره قبل يوم الرحبة بأعوام !! أي بدلاً من أن تكون المدة الزمنية بين يوم الغدير ويوم الرحبة خمساً وعشرين سنة تكون عشر أو خمس سنوات أو أقل أو أكثر مثلاً ( 46 ) !!

    على أية حال نعود إلى حديث الغدير :

    ( من كنت مولاه فعلي مولاه .. اللهم وال من ولاه .. وعاد من عاداه .. وانصر من نصره .. واخذل من خذله .. وأدر الحق معه حيث دار )

    موقف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند غدير خم وحديثه فيه أجمع عليه فطاحل العلماء والمحدثين وكبار المؤرخين كما ورد بالصحاح وفي نهج البلاغة .. تلك الحادثة .. وذلك الحديث , هما حدان فاصلان لا لبس فيهما بين من يأخذ بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما سلسلتها الأحداث ووصلت للمسلمين عبر السنين وبإجماع من فقهاء اختلفوا بمذاهبهم .. وبين من يأخذ بشيء من سنته بموجب أهواء القادة والحكام السياسيين ( الذين فرضوا مواقعهم تلك على المسلمين ) بدوافع من الحقد والكراهية وضيق الأفق وسطحية في الإيمان وبدون تعمق في فهم الوقائع التاريخية .


    وإنه أوصى إلي دون أصحابه وأهل بيته :

    هناك تساؤلات تطرح نفسها إزاء هذا الموضوع الذي نحن بصدده .
    لماذا خطبة الغدير وقد سبقتها بقليل خطبة حجة الوداع ؟
    ولم خصت لعلي عليه السلام ؟
    ولماذا خصت علياً وحده دون غيره ولم تشرك معه أحداً من الصحابة او من القرابة ؟
    ثم هل هي توصية به من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟
    أم هي وصية له من بعده ؟

    روى أبو نعيم الحافظ ( 47 ) بسنده عن معاذ بن جبل قال :
    إن رسول الله قال لعلي ( عليه السلام ) :

    ( أخصمك يا علي بالنبوة فلا نبوة بعدي وتخصم الناس بسبع ولا يحاجك فيها أحد من قريش :
    أنت أولهم إيمانا .. وأوفاهم بعهد الله .. وأقومهم بأمر الله .. وأقسمهم بالسوية .. و اعدلهم في الرعية .. وأبصرهم بالقضية .. وأعظمهم عند الله مزية
    )

    نعم هو ذاك أبو الحسن عليه السلام .. أولهم وأوفاهم وأقسمهم واعدلهم وأبصرهم وأعظمهم .. لا يختلف عليه اثنان .. فمن من الصحابة والقرابة يخاصمه على ما هو فيه أو يعلوه في ما هو عليه .

    كما روى الحافظ أبو نعيم ( 48 ) أيضاً قال :

    قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لمعشر من الأنصار :

    ( يا معشر الأنصار ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبداً .
    قالوا : بلى يا رسول الله .. قال :
    ( هذا علي , فأحبوه بحبي , واكرموه بكرامتي .. فإن جبرائيل أمرني بالذي قلت لكم عن الله عز وجل ) .


    وعن أحمد بن حنبل :

    ( ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الفضائل كما جاء لعلي بن أبي طالب )

    إنه احب الخلق إلى الله بعد رسوله صلى الله عليه وآله وسلم :

    روى أنس بن مالك الأنصاري قال :
    أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرخان مشويان فقال صلى الله عليه وآله وسلم :
    ( اللهم سق أحب خلقك إليك ليأكل معي )
    ثم جاء علي ( عليه السلام ) فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
    ( لتأكل يا علي فأنت أحب خلق الله إليه , فقد دعوت الله تعالى أن يسوق أحب خلقه إليه ) ( 49 )



    قال الإمام علي عليه السلام عن نفسه :


    ( أنا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كالعضد من المنكب .. وكالذراع من العضد .. وكالكف من الذراع .. رباني صغيراً وآخاني كبيراً .. ولقد علمتم أني كان لي منه مجلس يسّرِ لا يطّلع عليه غيري .. وإنه أوصى إلي دون أصحابه وأهل بيته .. )

    من كلما تقدم أرى لتلك التساؤلات التي وردت في هذا الموضوع شيئاً من الإجابة عليها وبصورة مختصرة .. ولو أردنا التوسع في هذا الموضوع لاحتجنا إلى مجلدات واسعة مستفيضة .. وللقارئ الكريم حق أكيد في الاشتراك معنا بالإجابة والرد معاً .


    والحمد لله رب العالمين
    وصل الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

  • #2
    الهامش

    ( 1 ) أخرجه احمد بن حنبل في ( مسنده ) ج1 ص 119
    ( 2 ) أخرجه احمد بن حنبل عن علي وأبي أيوب الأنصاري وزيد بن أرقم وعمرو ذي مر وأبو يعلي عن أبي هريرة والطبراني عن ابن عمر ومالك بن سعيد الحويرث وحبشي بن جنادة وجرير وسعد بن أبي وقاص وأبي سعيد الخدري وأنس والبزار عن ابن عباس وعمارة وبريدة .
    ( 3 ) الفتنة الكبرى ـ علي وبنوه ـ طه حسين ص 15 .
    ( 4 ) الخصائص ص 85 ـ وأخرجه النيسابوري عن زيد بن أرقم .
    ( 5 ) المسند ج4 ص 372 .
    ( 6 ) المسند ج4 ص 281 .
    ( 7 ) صحيح مسلم ج7 ص 122 .
    ( 8 ) رواه أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره للقرآن الكريم .
    ( 9 ) رواه احمد بن حنبل في مسنده
    ( 10 ) رواه ابن عساكر في تاريخه3 ص 5 . والخوارزمي في مناقبه ص 42 . وورد في ينابيع المودة ص 79 .
    ( 11 ) رواه احمد بن حنبل في مسنده و ابن عساكر في تاريخه و والخوارزمي في مناقبه و في ذخائر العقبى .
    ( 12 ) الموفق بن أحمد الحنفي في مناقبه . الحمويني الشافعي في فرائد السمطين . احمد بن حنبل في مسنده . الثعلبي أبو إسحاق في الكشف والبيان .
    ( 13 ) ( معاني الأخبار ) للصدوق ص 74 .
    ( 14 ) اليعقوبي في ( تاريخه ) ج2 ص 32 .
    ( 15 ) [ المعارج آيه 1 ]
    ( 16 ) ( جواهر العقدين ) ـ اصدار وزارة الأوقاف العراقية ص 987 . تفسير الثعلبي في السورة المذكورة . تفسير القرطبي ج 18 ص 278 . السيرة الحلبية ج3 ص 275 . تذكرة الخواص لابن الجوزي ص 37 .
    ( 17 ) ج1 ص 129 .
    ( 18 ) المائدة , آية 67 .
    ( 19 ) المائدة , آية 3 .
    ( 20 ) الرازي في ( الزينة ) ص 202 .
    ( 21 ) ( الإرشاد ) للشيخ المفيد ص 95 .
    ( 22 ) ( الشافي ) للمرتضى ص 85 .
    ( 23 ) ( أعلام الورى بأعلام الهدى ) للطبرسي ص 169 .
    ( 24 ) ( تذكرة الخواص ) ص 37 لسبط ابن الجوزي المتوفي 654 ه .
    ( 25 ) ذكره الخوارزمي المالكي في ( المناقب ) ص 80 . وجلال الدين السيوطي في ( الازدهار فيما عقده الشعراء من الأشعار ) وكذلك الشافعي في ( كفاية الطالب ) . والرضي في ( خصائص أمير المؤمنين ) ص 6 . وسليم بن قيس في ( السقيفة ) ص 203 . والشيخ المفيد في ( الإرشاد ) ص 94 .
    ( 26 ) ( التمهيد في الرد على الملحدة والمعطلة والرافضة والخوارج والمعتزلة ) للباقلاني ص 172 ـ 173 .
    ( 27 ) المائدة ـ آية 55 .
    ( 28 ) بعض المصادر المؤيدة لنزول هذه الآية الشريفة في حق علي عليه السلام :
    أ ـ في التفاسير : تفسير النيسابوري . البيضاوي . الثعلبي . الفخر الرازي في ( تفسيره الكبير ) ورشيد رضا في ( تفسير المنار ) .
    ب ـ في المصادر : السيوطي في ( الدر المنثور ) . الهيثمي في ( مجمعه ) ج7 ص 17 . ( كنز العمال ) ج6 ص 319 . ( ذخائر العقبى ) ص 102 . الطبراني في ( الأوسط ) . وابن مردويه عن عمار بن ياسر . والقرطبي الأندلسي في ( الجامع لأحكام القرآن ) . والآلوسي في ( روح المعاني ) . وكذلك في ( مجمع البيان ) للطبرسي . الواحدي في ( أسباب النزول ) . ابن حجر العسقلاني في ( الصواعق المحرقه ) ) وابن كثير أبو بركات النسفي . وابن عساكر . والكنجي الشافعي في ( كفاية الطالب ) . وابن أبي حاتم . وعبد الرزاق وغيرهم .
    ( 29 ) تاريخ ابن أثير ج2 ص 62 . تاريخ ابن عساكر ج1 ص 85 . تاريخ الطبري ج2 ص 319 . كنز العمال ج 15 ص 15 . السيرة الحلبية ج1 ص 311 .
    ( 30 ) ( الرياض النضرة ) لمحب الدين الطبري ج2 ص 178 . ( تذكرة الخواص ) للعلامة سبط ابن الجوزي ص 43 . ( مجمع الزوائد ) لأبي بكر الهيثمي ج9 ص 113 . ( تهذيب التهذيب ) لابن حجر العسقلاني . ( ميزان الاعتدال ) للعلامة الحافظ الذهبي ج4 ص 127 . ( المحاسن والمساوئ ) للبيهقي ص 31 . ( شواهد التنزيل ) للحسكاني ص 77 ج 1 . وفي ( كنز العمال ) ج6 ص 154 .
    ( 31 ) النجم , آية 3 و 4 .
    ( 32 ) ( جواهر العقدين في فضل الشرفين ) لعلي بن عبد الله السمهودي الحيسيني , وزارة الأوقاف العراقية ج1 ص 317 .
    ( 33 ) ج9 ص 113 .
    ( 34 ) رواه الطبرانيو ذكره المناوي في فيض القدير ج 4 ص 359 في الشرح , وأخرجه البزار أيضا .
    ( 35 ) ( نهج البلاغة ) محمد عبده ج1 ص 30 .
    ( 36 ) ( نهج البلاغة ) محمد عبده ج2 ص 90 .
    ( 37 ) ( نهج البلاغة ) محمد عبده ج3 ص 157 .
    ( 38 ) ( نهج البلاغة ) محمد عبده ج2 ص 202 .
    ( 39 ) ( علي إمام المتقين ) لعبد الرحمن الشرقاوي ج1 ص 83 .
    ( 40 ) الدر المنثور ـ الحافظ السيوطي ج3 .
    ( 41 ) ( المسند ) لأحمد بن حنبل ج4 ص 281 . ( الرياض النضرة ) للطبري ج2 ص 169 . ( كنز العمال ) للحاكم ج6 ص 397 . الرازي في ( تفسيره ) ج3 ص 636 . ( سر العالمين ) للغزالي ص 12 . وابن حجر في ( الصواعق المحرقة ) ص 26 . الطبري في ( الولاية ) وفي ( تفسيره ) . الكنجي الشافعي في ( كفاية الطالب ) . الحمويني في ( فرائد السمطين ) . ابن كثير في ( البداية والنهاية ) ج5 ص 209 . المقريزي في ( الخطط ) ج2 ص 223 . ابن الصباغ المالكي في ( الفصول المهمة ) ص 25 . السيوطي في ( جمع الجوامع ) . ابن مردويه في ( تفسيره ) . الشهرستاني في ( الملل والنحل ) . سبط ابن الجوزي الحنبلي في ( مناقبه ) . الثعلي في ( تفسيره ) . كما ذكر ذلك البيهقي والخطيب البغدادي , وابن الغزالي في ( مناقبه ) .
    ( 42 ) مسند أحمد بن حنبل ج4 ص 370 . كنزل العمال ج6 ص 397 . النسائي في خصائصه . السيوطي في جمع الجوامع . ابن كثير في تاريخه .
    ( 43 ) خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ للحافظ النسائي ص 100 .
    ( 44 ) أسد الغابة لابن الأثير ج3 ص 321 . ابن كثير في تاريخه ج5 ص 211 .
    ( 45 ) البلاذري في ( أنساب الأشراف ) ج2 ص 152 . السيرة الحلبية ج3 ص 337 . ابن عساكر في ( تاريخه ) ج2 ص 7 . ( مناقب علي بن أبي طالب ) لابن المغازلي الشافعي ص 23 .
    ( 46 ) حديث الرحبه : أخرجه الطبراني في ( الصغير ) ج1 ص 64 و 65 . أبو نعيم في ( الحلية ) ج5 ص 26 و 27 وكذلك في ( أخبار أصبهان ) ج1 ص 107 . المزيفي ( تهذيب الكمال ) ج2 ص 1062 . العقيلي في ( الضعفاء ) . ابن عدي في ( الكامل ) ج1 ص 317 . كذلك أخرجه أحمد بن حنبل والبزار وعبد الله بن احمد في ( زوائد المسند ) ص 950 .
    ( 47 ) ( حلية الأولياء ) الحافظ أبو نعيم ج1 ص 65 ( مطبعة السعادة ـ مصر )
    ( 48 ) ( حلية الأولياء ) الحافظ أبو نعيم ج1 ص 65 ( مطبعة السعادة ـ مصر )
    ( 49 ) صحيح الترمذي ج 5 ص 636 حديث 3721. أسد الغابة ج 4 ص 30. البداية والنهاية ج 7 ص 351. مستدرك الحاكم ج 3 ص 130. وقد صححه. وقال: رواه أنس عن أكثر من ثلاثين شخصا. فضائل الصحابة لابن حنبل ج 2 ص 560 حديث 945. جامع الأصول ج 9 ص 471. مصابيح السنة ج 4 ص 173. أنساب الأشراف ج 2 ص 143 حديث 141. المناقب لابن المغازلي ص 156 حديث 189. أسنى المطالب للكنجي الشافعي ص 35 حديث 25. تأريخ دمشق ج 2 ص 120 حديث 625. الخصائص للنسائي ص 5. وذكر ابن المغازلي في مناقبه ص 168، صيغة أخرى للحديث وهي: (اللهم ائتني بأحب الخلق إليك من الأولين والآخرين..).

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم ورحمةالله وبركاته

      الحمد لله على سلامتكم سيدي الكريم أحمد أشكناني ومبارك عليكم الشهر




      تسجيل متابعة فقط وسأقرأ الموضوع بعد الإفطار بإذن الله.

      تعليق


      • #4
        العضو انا المسلم هذا الموضوع للحوار و ليس للشكاية فالشكاوى تكتب فى منتدى الشكاوى

        النبأ العظيم
        التعديل الأخير تم بواسطة النبأ العظيم; الساعة 11-10-2005, 03:25 PM.

        تعليق


        • #5
          نور المنتدى بك يا اشكناني


          ومبروك عليك الشهر


          بحث جميل ومتميز وتسجيل متابعة معكم

          تعليق


          • #6
            بسم الله، وبعد
            الحمد لله قاصم الجبارين مبيـر الظالمين مدرك الهاربين نكال الظالمين صريـخ المستصرخيـن موضع حاجات الطالبيـن معتمد المؤمنيـن

            .
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

            استاذنا الفاضل أحمد اشكناني
            لماذا هذه الغيبة مولانا ؟؟ انشاء الله المانع خير،
            اشتقنا لمواضيعكم المتميزة

            والسلام.
            طالب الثار/ . .

            تعليق


            • #7

              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

              قبلة على جبينك اخي الكريم

              بحث جميل ومتميز وتسجيل متابعة معكم

              بوركت يداك مولاي

              تعليق


              • #8
                تسجبل متابعه
                ويرفع ببركة الصلاة على محمد وال محمد

                تعليق


                • #9
                  طيب

                  وهل كان علي رضي الله عنه يعلم بانه هو الإمام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وان امر امامته امر الهي نصي (((((كما تزعمون))))؟؟

                  هل تم نصب علي رضي الله عنه اماما في يوم غدير؟؟

                  اقولها بالفم المليان

                  انا منكر وجاحد للامامة والولاية...فهل انا كافر؟؟

                  تحياتي

                  تعليق


                  • #10
                    بارك الله فيكم عزيزي أحمد أشكناني
                    ووفقكم لمراضيه و نيل شفاعة محمد و آل محمد صلوات الله و سلامه عليهم


                    الزميل رعــــد
                    ما تجوز عن سواليفك

                    ذكرتني بأول أيامك هنا عندما ادعيت أنك شيعي :d

                    تعليق


                    • #11
                      اللهم صلي على محمد وآل محمد....
                      تسجيل متابعة....

                      تعليق


                      • #12
                        تم حذف الشاركة لخروجها عن موضوع الحوار

                        النبأ العظيم
                        التعديل الأخير تم بواسطة النبأ العظيم; الساعة 12-10-2005, 12:09 PM.

                        تعليق


                        • #13
                          سؤال للأخ أشكناني (للفهم لا للعراك بليز)

                          لماذا لم يستغل ارسول صلى الله عليه وسلم فترة الحج وتجمع المسلمين فيه كي يعلن أحقية سيدنا علي في الموالاة؟؟


                          لماذا إنتظر حتى إنتهى موسم الحج وغادر هو وغادر الناس كي يعلن ذلك في مكان بعيد؟؟



                          أخي المشرف

                          شكرا على (إنصافك)

                          وأرجوك تذكر ان الله موجود وهو مطلع عليك




                          المشاركة الأصلية بواسطة طالب الثار
                          بسم الله، وبعد
                          الحمد لله قاصم الجبارين مبيـر الظالمين مدرك الهاربين نكال الظالمين صريـخ المستصرخيـن موضع حاجات الطالبيـن معتمد المؤمنيـن

                          .
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                          استاذنا الفاضل أحمد اشكناني
                          لماذا هذه الغيبة مولانا ؟؟ انشاء الله المانع خير،
                          اشتقنا لمواضيعكم المتميزة

                          والسلام.
                          طالب الثار/ . .

                          أخي طالب الثأر

                          سلملي على المتهربين من الحوارات،، اللي يقولون (سوف نغلبهم وسوف نغيظهم وووو) ثم ينتهي الأمر

                          تعليق


                          • #14
                            بسم الله، وبعد
                            الحمد لله قاصم الجبارين مبيـر الظالمين مدرك الهاربين نكال الظالمين صريـخ المستصرخيـن موضع حاجات الطالبيـن معتمد المؤمنيـن

                            .
                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                            عزيزي أنا المسلم، لا تعتقد انني نسيت او تهربت، وانما هي مشاغل،
                            ولقد عذرتك في أكثر من موقف تهرب فيه لأشهر فما بالك لا تعذرني في ايام معدودات

                            والسلام.
                            طالب الثار/ . .

                            تعليق


                            • #15
                              أخي طالب الثأر

                              لو كان الأمر عائدا لي وحدي فلا مشكلة


                              ولكن كلما كلمني شخص هنا حول هذا الموضوع أقول له إنتظر حتى يفتح الأخ طالب لثأر الموضوع ثم نتناقش فيه هناك


                              على ية حال إن الله مع الصابرين

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X