إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

كلمة الإمام الحسن بن علي (حلقات)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كلمة الإمام الحسن بن علي (حلقات)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على محمد وآل بيته أجمعين واللعنة الدائمة على اعدائهم أجمعين اللهم آمين


    الحمد لله


    الكفاية: الحسين بن محمد بن سعيد الخزاعي، عن الجوهري، عن عتبة ابن الضحاك، عن هشام بن محمد، عن أبيه قال: لما قتل أمير المؤمنين (عليه السلام) رقي الحسن بن علي عليهما السلام المنبر، فأراد الكلام فخنقته العبرة، فقعد ساعة ثم قام فقال:
    الحمد لله الذي كان في أوّليّته، وحدانياً في أزليّته، متعظّماً بإلهيته، متكبّراً بكبريائه وجبروته. ابتدأ ما ابتدع، وأنشأ ما خلق، على غير مثالٍ كان سبق مما خلق.

    ربّنا اللطيف بلطف ربوبيّته، وبعلم خبره فتق، وبإحكام قدرته خلق جميع ما خلق، فلا مبدّل لخلقه، ولا مغيّر لصنعه، ولا معقب لحكمه، ولا رادّ لأمره، ولا مستراح عن دعوته. خلق جميع ما خلق ولا زوال لملكه، ولا انقطاع لمدته، فوق كلّ شيءٍ علا، ومن كلّ شيءٍ دنا، فتجلّى لخلقه من غير أن يكون يرى وهو بالمنظر الأعلى.

    احتجب بنوره، وسما في علوّه، فاستتر عن خلقه، وبعث إليهم شهيداً عليهم، وبعث فيهم النبيين مبشّرين ومنذرين، ليهلك من هلك عن بيّنةٍ، ويحيا من حيّ عن بيّنةٍ، وليعقل العباد عن ربّهم ما جهلوه، فيعرفوه بربوبيته بعد ما أنكروه.

    والحمد لله الذي أحسن الخلافة علينا أهل البيت، وعنده نحتسب عزانا في خير الآباء: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعند الله نحتسب عزانا في أمير المؤمنين ولقد أصيب به الشرق والغرب. والله ما خلّف درهماً ولا ديناراً إلا أربعمائة درهمٍ، أراد أن يبتاع لأهله خادماً، ولقد حدّثني حبيبي: جدي: رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من أهل بيته وصفوته، ما منّا إلا مقتول أو مسموم.

    صفة الله



    التوحيد: محمد بن علي الصدوق عن ابن الوليد، عن محمد العطار، واحمد بن ادريس، عن الاشعري، عن بعض أصحابه رفعه وقال: جاء رجل إلى الحسن بن علي عليهما السلام فقال له: يا ابن رسول الله صف لي ربك حتى كأني أنظر اليه، فأطرق الحسن بن علي عليهما السلام ملياً ثم رفع رأسه فقال:
    الحمد لله الذي لم يكن له اول معلوم، ولا آخر متناهٍ، ولا قبل مدرك، ولا بعد محدود، ولا أمد بحتّى، ولا شخص فيتجزأ، ولا اختلاف صفةٍ فيتناهي، فلا تدرك العقول وأوهامها، ولا الفكر وخطراتها ولا الألباب وأذهانها صفته فيقول: متى؟ ولا بدئ ممّ؟ ولا ظاهر على ممّ؟ ولا باطن ممّ؟ ولا تارك فهلاّ؟ خلق الخلق فكان بديئاً بديعاً، ابتدأ ما ابتدع، وابتدع ما ابتدأ، وفعل ما أراد، وأراد ما استزاد، ذلكم الله ربّ العالمين.

    الله عارضنا



    ناسخ التواريخ في خبر: ان علياً (عليه السلام) قال – يوماً – للحسن: (يابني! قم واخظب حتى اسمعك) وجمع أهل بيته لسماع خطابه، فقام وقال:
    الحمد لله الذي من تكلم سمع كلامه، ومن سكت علم ما في نفسه، ومن عاش فعليه رزقه، ومن مات فإليه معاده. والحمد لله الواحد بغير تشبيهٍ، الدائم بغير تكوينٍ، القائم بغير كلفةٍ، الخالق بغير منصبة، الموصوف بغير غايةٍ المعروف بغير محدوديّةٍ العزيز لم يزل قديماً في القدم، وعنت القلوب لهيبته، وذهلت العقول لعزّته، وخضعت الرقاب لقدرته، فليس يخطر على قلب بشر مبلغ جبروته، ولا يبلغ الناس كنه جلاله، ولا يفصح الواصلون منهم لكنه عظمته. ولا تبلغه العلماء بألبابها ولا أهل التفكير بتدبير أمورها. أعلم خلقه به الذي بالحدّ لا يصفه. يدرك الأبصار ولا تدركه الأبصار وهو اللطيف الخبير، أمّا بعد فإن القبور محلّتنا، والقيامة موعدنا، والله عارضنا، وإن عليّاً باب من دخله كان آمناً ومن خرج منه كان كافراً، أقول قولي وأستغفر الله العظيم لي ولكم.

    لا تناله الأوهام



    البحار ج 2 الطبعة القديمة ص 197، عن التوحيد للصدوق: روي الدقاق عن الأسدي، عن البرمكي، عن الحسين بن الحسن، عن بردة، عن العباس بن عمرو الغنيمي، عن أبي القاسم بن ابراهيم بن محمد العلوي، عن فتح بن يزيد الجرماني قال: لقيت الحسن بن علي، على الطريق، عند منصرفي عن مكة إلى خراسان وهو سائر إلى العراق.. فتلطفت في الوصول اليه، فوصلت، فسلمت فرد علي السلام، ثم قال:
    يا فتح! من أرضى الخالق، لم يبال بسخط المخلوق، ومن أسخط الخالق فقمن ان يسلّط عليه سخط المخلوق، وإنّ الخالق لا يوصف إلا بما وصف به نفسه، وأنّى يوصف الذي تعجز الحواسّ أن تدركه، والأوهام أن تناله، والخطرات أن تحدّه، والأبصار عن الإحاطة به! جلّ عما وصفه الواصفون، وتعالى عما ينعته الناعتون، نأى في قربه، وقرب في نأيه، قريب وفي قربه بعيد، كيّف الكيف، فلا يقال له: كيف، وأيّن الأين، فلا يقال له: أين، إذ هو مبدع الكيفوفيّة، والأينونيّة.

    يا فتح! كلّ جسمٍ مغذّىً بغذاء، إلا الخالق الرازق، فإنه جسّم الأجسام، وهو ليس بجسمٍ ولا صورةٍ، لم يتجزّأ، ولم يتناه، ولم يتزايد، ولم يتناقص، مبرّا من ذات ما ركّب في ذات من جسّمه، وهو اللطيف الخبير، الواحد الأحد، الصمد، لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد. منشئ الأشياء، ومجسّم الأجسام، ومصوّر الصور، لو كان كما تقول المشبّهة لم يعرف الخالق من المخلوق، ولا الرازق من المرزوق، ولا المنشئ من المنشأ، لكنه المنشئ، فرّق بين من جسّمه وصوّره، وشيّأه وبيّنه، إذا كان لا يشبهه شيء.

    قلت: فالله واحد، والانسان واحد، فليس قد تشابهت الوحدانية؟

    قال: أحلت – ثبّتك الله -، إنما التشبيه في المعاني، وأمّا في الأسماء فهي واحدة، وهي دلالة على المسمّى، وذلك أنّ الانسان وإن قيل: واحد فانه يجزّأ، إنه جثّة واحدة، وليس باثنين والانسان نفسه (و) ليس بواحدٍ، لأن أعضاءه مختلفة، وألوانه مختلفة غير واحدة، وهو أجزاء متجزأة، ليس سواء، دمه غير لحمه، ولحمه غير دمه، وعصبه غير عروقه، وشعره غير بشره، وسواده غير بياضه، وكذلك سائر جميع الخلق، فالانسان واحد في الاسم، لا واحد في المعنى، والله جلّ جلاله واحد لا واحد غيره، ولا اختلاف فيه، ولا تفاوت، ولا زيادة، ولا نقصان، فامّا الانسان، المخلوق المصنوع المؤلّف، فمن أجزاءٍ مختلفةٍ، وجواهر شتّى، غير انّه بالاجتماع شيء واحد.

    قلت: فقولك: اللطيف، فسّره لي، فإني أعلم: أن لطفه خلاف لطف غيره للفصل، غير أنّي أحبّ أن تشرح لي.

    فقال: يا فتح إنّما قلت: اللطيف للخلق اللطيف، ولعلمه بالشيء اللطيف، ألا ترى إلى اثر صنعه في النبات اللطيف وغير اللطيف، وفي الخلق، من اجسام الحيوان، من الجرجس، والبعوض، وما هو أصغر منهما، مما لا يكاد تستبينه العيون، بل لا يكاد يستبان لصغره، الذكر من الأنثى، والمولود من القديم، فلمّا رأينا صغر ذلك في لطفه، واهتداءه للسفاد، والهرب من الموت، والجمع لما يصلحه ممّا في لجج البحار، وما في لحاء الأشجار، والمفاوز والقفار، وافهام بعضها عن بعضٍ منطقها، وما تفهم به أولادها عنها، ونقلها الغذاء إليها، ثم تأليف ألوانها: حمرةً مع صفرة، وبياضاً مع حمرةٍ، علمنا: أنّ خالق هذا الخلق لطيف، وانّ كلّ صانع شيءٍ فمن شيءٍ صنع، والله الخالق اللطيف الجليل، خلق وصنع لا من شيء.

    قلت: - جعلت فداك – وغير الخالق الجليل خالق؟

    قال: إنّ الله تبارك وتعالى يقول: (تبارك الله أحسن الخالقين) فقد أخبر: أن في عباده خالقين وغير خالقين، منهم عيسى (عليه السلام) خلق من الطين كهيئة الطير باذن الله، فنفخ فصار طائراً باذن الله. والسامريّ خلق لهم عجلا جسداً له خوار.

    قلت: إنّ عيسى خلق من الطين طيراً، دليلاً على نبوته، والسامريّ خلق عجلاً جسداً لنقض نبوة موسى (عليه السلام) وشاء الله أن يكون ذلك كذلك، إن هذا لهو العجب.

    فقال: ويحك – يا فتح – إن لله إرادتين ومشيئتين: ارادة حتمٍ وارادة عزمٍ، ينهى وهو يشاء، ويأمر وهو لا يشاء، أو ما رايت أنّه نهي آدم و زوجته: أن يأكلا من الشجرة، وهو شاء ذلك، لولم يشأ لم يأكلا، ولو أكلا لغلبت مشيئتهما مشية الله.. وأمر ابراهيم بذبح ابنه إسماعيل (عليه السلام) وشاء أن لا يذبحه، ولو لم يشأ أن لا يذبحه لغلبت مشيئة ابراهيم مشية الله عزّ وجلّ.

    قلت: فرّجت عني، فرّج الله عنك، غير أنك قلت: السميع البصير، سميع بأذنٍ وبصير بالعين؟

    فقال: إنه يسمع بما يبصر، ويرى بما يسمع، بصير لا بعينٍ مثل عين المخلوقين، وسميع لا بمثل سمع السامعين، لكن لمّا لا تخفى عليه خافية، من أثر الذرة السوداء، على الصخرة الصماء، في الليلة الظلماء، تحت الثرى والبحار، قلنا: بصير لا بمثل عين المخلوقين، وسميع بما لم تشتبه عليه ضروب اللغات، ولم يشغله سمع عن سمعٍ. قلنا: سميع لا بمثل السامعين.

    قلت: - جعلت فداك – قد بقيت مسألة.

    قال: هات لله أبوك.

    قلت: يعلم القديم، الشيء الذي لم يكن، ان لو كان كيف كان يكون؟

    قال: ويحك – إنّ مسائلك لصعبة – أما سمعت الله يقول: (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا) وقوله: (ولعلا بعضهم على بعضٍ) وقال – ويحكى قول أهل النار -: (أرجعنا نعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل) وقال: (ولو ردّوا لعادوا لما نهوا عنه) فقد علم الشيء الذي لم يكن، ان لو كان كيف كان يكون.

    فقمت لأقبّل يده ورجله، فأدنى رأسه، فقبّلت وجهه ورأسه، فخرجت وبي من السرور والفرح، ما أعجز عن وصفه، لما تبينت من الخير والحظّ

    ولكلام الحسن المجتبى روحي فداه بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

  • #2
    أحسنتم..

    تعليق


    • #3
      من كراماته و معاجزه صلوات الله و سلامه عليه :

      عن الإمام أبي عبدالله الصادق عليه السلام قال : خرج الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام في بعض عمره ومعه رجل من ولد الزبير كان يقول بامامته ، قال : فنزلوا في منهل من تلك المناهل قال : نزلوا تحت نخل يابس قد يبس من العطش : قال : ففرش للحسن عليه السلام تحت نخلة وللزبيري بحذائه تحت نخلة اخرى قال : فقال الزبيري ورفع رأسه : لو كان في هذا النخل رطب لاكلنا منه ، قال : فقال له الحسن عليه السلام : وإنك لتشتهي الرطب ؟ قال : نعم فرفع الحسن عليه السلام يده إلى السماء فدعا بكلام لم يفهمه الزبيري فاخضرت النخلة ثم صارت إلى حالها فأورقت وحملت رطبا قال : فقال له الجمال الذي اكتروا منه : سحروالله ، قال : فقال له الحسن : ويلك ليس بسحر ولكن دعوة ابن النبي مجابة ، قال : فصعدوا إلى النخلة حتى صرموا مما كان فيها ما كفاهم .

      ( بحار الأنوار الجزء 43 صفحة 323 )


      و في صفة الإمام الحسن سيد شباب أهل الجنة صلوات الله عليه :

      كان الحسن بن علي عليهما السلام أبيض مشربا حمرة ، أدعج العينين ، سهل الخدين ، دقيق المسربة كث اللحية ، ذا وفرة ، وكأن عنقه إبريق فضة ، عظيم الكراديس ، وبعيد ما بين المنكبين ، ربعة ليس بالطويل ولا القصير ، مليحا من أحسن الناس وجها ، وكان يخضب بالسواد ، وكان جعد الشعر ، حسن البدن.

      وعن أمير المؤمنين علي عليه السلام قال : أشبه الحسن رسول الله صلى الله عليه واله ما بين الصدر إلى الرأس.
      التعديل الأخير تم بواسطة التراكمي; الساعة 20-10-2005, 03:09 AM.

      تعليق


      • #4
        الشكر لزينب در الفردوس والتراكمي على المرور الكريم
        تقبل الله اعمالكم
        نسألكم الدعاء

        تعليق


        • #5
          القدر



          تحف العقول: كتب الحسن بن أبي الحسن البصري إلى أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام:
          بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد فانكم معشر بني هاشم، الفلك الجارية واللجج الغامرة، والأعلام النيرة الشاهرة، او كسفينة نوح (عليه السلام) التي نزلها المؤمنون ونجافيها المسلمون كتبت اليك يابن رسول الله عند اختلافنا في القدر، وحيرتنا في الاستطاعة فأخبرنا بالذي عليه رأيك ورأي آبائك عليهم السلام، فان من علم الله علمكم وأنتم شهداء على الناس، والله الشاهد عليكم، (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) فأجابه الحسن (عليه السلام):
          بسم الله الرحمن الرحيم. وصل إليّ كتابك، ولولا ما ذكرت من حيرتك، وحيرة من مضى قبلك، إذاً ما أخبرتك، أمّا بعد فمن لم يؤمن بالقدر خيره وشرّه، أنّ الله يعلمه فقد كفر، ومن أحال المعاصي على الله فقد فجر، إنّ الله لم يطع مكرها، ولم يعص مغلوباً، ولم يهمل العباد سدىً من المملكة، بل هو المالك لما ملّكهم، والقادر على ما عليه أقدرهم، بل أمرهم تخييراً، ونهاهم تحذيراً، فان ائتمروا بالطاعة لم يجدوا عنها صادّاً، وان انتهوا إلى معصيةٍ فشاء أن يمنّ عليهم بأن يحول بينهم وبينها فعل، وان لم يفعل فليس هو الذي حملهم عليها جبراً، ولا ألزموها كرهاً، بل منّ عليهم بأن بصّرهم و عرّفهم وحذّرهم، وأمرهم ونهاهم، لا جبلا لهم على ما أمرهم به فيكونوا كالملائكة، ولا جبراً لهم على ما نهاهم عنه، (ولله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين) والسلام على من اتبع الهدى.

          لا جبر ولا تفويض



          جمهرة رسائل العرب ج/ ص 25: رفع أهالي البصرة اليه رسالة، يطلبون منه فيها حقيقة الامر في الجبر والتفويض، فأجابهم:
          من لم يؤمن بالله قضائه وقدره فقد كفر، ومن حمل ذنبه على ربّه فقد فجر. إنّ الله لا يطاع استكراهاً. ولا يعصى لغلبةٍ، لانه المليك لما ملّكهم، والقادر على ما أقدرهم، فإن عملوا بالطاعة لم يحل بينهم وبين ما فعلوا، فإذا لم يفعلوا فليس هو الذي أجبرهم على ذلك، فلو أجبر الله الخلق على الطاعة لاسقط عنهم الثواب، ولو أجبرهم على المعاصي لا سقط عنهم العقاب، ولو أهملهم لكان عجزاً في القدرة، ولكن له فيهم المشيئة التي غيّبها عنهم، فإن عملوا بالطاعات كانت له المنّة عليهم، وإن عملوا بالمعصية كانت الحجة عليهم.

          عفو الله



          درر الأخبار ج 1 ص 182.
          إنّ الله ليعفو يوم القيامة، عفواً يحيط على العباد، حتى يقول أهل الشّرك: والله ربّنا ما كنّا مشركين.

          لطف الله


          أعيان الشيعة: السيد محسن الأمين العاملي ج 4 ص 88.
          ما فتح الله عزّ وجلّ على أحدٍ باب مسألة فخزن عنه باب الإجابة، ولا فتح على رجلٍ باب عملٍ فخزن عنه باب القبول، ولا فتح لعبدٍ باب شكرٍ فخزن عنه باب المزيد.

          الجواد



          مجمع البحرين: مادة: (جود).
          كان (عليه السلام) يطوف في بيت الله الحرام فسأله رجل عن معنى الجواد فقال له:

          إنّ لكلامك وجهين، فإن كنت تسأل عن المخلوق فإنّ الجواد الذي يؤدّي ما افترض عليه، والبخيل الذي يبخل بما افترض عليه، وإن كنت تسأل عن الخالق، فهو الجواد إن أعطى، وهو الجواد إن منع، لأنه إن أعطى عبداً أعطاه ما ليس له، وإن منع منع ما ليس له.

          القرآن


          كشف الغمة: ص 171.
          إنّ هذا القرآن فيه مصابيح النور، وشفاء الصدور، فليجل جالٍ بضوئه، وليلجم الصفة قلبه، فإنّ التفكير حياة القلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور.

          ما بقي في الدنيا بقية غير هذا القرآن، فاتّخذوه إماماً يدلّكم على هداكم. وإنّ أحقّ الناس من عمل به وإن لم يحفظه، وابعدهم من لم يعمل به وإن كان يقرأه.

          إنّ هذا القرآن يجيء يوم القيامة قائداً وسائقاً، يقود قوماً إلى الجنة أحلّوا حلاله وحرّموا حرامه وآمنوا بمتشابهه، ويسوق قوماً إلى النار ضيّعوا حدوده وأحكامه واستحلّوا محارمه.

          من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ.

          ولكلام سبط النبي روحي فداهم بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

          تعليق


          • #6
            الولاية


            البحار ج 5 ص 315: محمد باقر المجلسي وعلل الشرائع ص 249 – 250: محمد بن علي الصدوق عن علي بن احمد بن محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن اسحاق بن اسماعيل النيسابوري: ان العالم كتب اليه يعني الحسن بن علي (عليه السلام):
            إنّ الله تعالى بمنّه ورحمته، لما فرض عليكم الفرائض، لم يفرض ذلك عليكم لحاجةٍ منه إليه، بل رحمةً منه إليكم، لا إله إلا هو، ليميز الخبيث من الطيّب، وليبتلي ما في صدوركم، وليمحّص ما في قلوبكم، ولتتسابقوا إلى رحمته، ولتتفاضل منازلكم في جنّته، ففرض عليكم الحجّ والعمرة، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والصّوم، والولاية، وجعل لكم باباً لتفتحوا به أبواب الفرائض، ومفتاحاً إلى سبيله، ولولا محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم والاوصياء من ولده، كنتم حيارى كالبهائم، لا تعرفون فرضاً من الفرائض وهل تدخل قريةً الا من بابها، فلمّا منّ الله عليكم بإقامة الاولياء بعد نبيكم (صلّي الله عليه وآله) قال الله عز وجل: (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) وفرض عليكم لأوليائه حقوقاً، فأمركم بأدائها اليهم، ليحلّ لكم ما وراء ظهوركم، من أزواجكم وأموالكم، ومأكلكم ومشربكم، ويعرفّكم بذلك البركة والنماء والثروة، وليعلم من يطيعه منكم بالغيب، وقال الله تبارك وتعالى (قل لا أسألكم عليه اجراً إلا المودة في القربى) فاعلموا: أنّ من يبخل، فانما يبخل على نفسه، إنّ الله هو الغنيّ وأنتم الفقراء اليه، لا إله الاّ هو، فاعملوا من بعد ما شئتم (فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ثم تردّون إلى عالم الغيب والشهادة فينبّئكم بما كنتم تعملون) والعاقبة، للمتقين، والحمد لله ربّ العالمين.

            الله أدّب نبيّه


            البحار: محمد باقر المجلسي ج 17 – ص 207، الطبعة القديمة
            انّ الله عزّ وجلّ أدّب نبيّه أحسن الأدب فقال:

            (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) فلمّا وعى الذي أمره قال تعالى:

            (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا). فقال لجبرائيل (عليه السلام): وما العفو؟

            قال: أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمّن ظلمك. فلمّا فعل ذلك، أوحى الله اليه: (انّك لعلى خلقٍ عظيمٍ).


            علم الإمام


            قاله لمعاوية لما اخبره بعدد التمر على الشجرة فتعجب معاوية.
            يا معاوية: أما والله لولا أنك تكفر، لأخبرتك بما تعمله، وذلك أنّ رسول الله كان في زمانٍ لا يكذّب، وأنت تكذّب وتقول،: متى سمع من جدّه على صغر سنّه؟ والله لتدعنّ زياداً ولتقتلنّ (حجراً)، ولتحملنّ اليك الرؤوس من بلدٍ إلى بلد.

            علم آل محمّد

            ما يعلم المخزون المكنون المجزوم المكتوم، الذي لم يطّلع عليه ملك مقرّب، ولا نبيّ مرسل، غير محمدٍ وذريته.



            علم أمير المؤمنين (ع)

            إنّ الله تبارك وتعالى علّم رسوله الحرام والحلال، والتنزيل والتأويل فعلّم رسول الله عليّاً علمه كلّه.


            الله يصوّر أهل البيت


            المناقب لابن شهر آشوب ج 4 ص 2: عن الشيرازي في كتابه بالاسناد عن الهذيل عن مقاتل عن محمد بن الحنفية قال الحسن بن علي عليهما السلام في قوله تعالى: (في أي صورة ماشاء ركبك) قال:
            صوّر الله عزّ وجلّ عليّ بن أبي طالبٍ في ظهر أبي طالبٍ على صورة محمّدٍ، فكان عليّ بن أبي طالبٍ أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله، وكان الحسين بن عليٍّ أشبه الناس بفاطمة، وكنت أنا أشبه الناس بخديجة الكبرى.

            نحن الأوّلون


            البحار: محمد باقر المجلسي:
            نحن الآخرون، ونحن الأوّلون، ونحن النور، بنور الروحانيّين، ننوّر بنور الله، ونروح بروحه، فينا مسكنه، وإلينا معدنه، الآخر منا كالأول، والأول منا كالآخر.

            لنا العاقبة


            مروج الذهب: ج 2 ص 306، ومرض الإمام علي يوماً فأمر الحسن أن يصلي بالناس صلاة الجمعة، فصعد المنبر. فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
            إنّ الله اختارنا لنفسه، وارتضانا لدينه، واصطفانا على خلقه، وأنزل علينا وحيه، وإنّ الله لم يبعث نبيّاً، الا اختار له نفساً ورهطاً وبيتاً (ونحن نفس محمّدٍ ورهطه وأهل بيته) فوالذي بعث محمّداً بالحقّ، لا ينتقص من حقّنا – أهل البيت – أحد، إلا نقصه الله من حقّه مثله من عاجل دنياه وآخرته، ولا يكون علينا دولة، إلا وتكون لنا العاقبة (ولتعلمنّ نبأه بعد حين).

            حبّنا


            رجال الكشي:
            والله لا يحبّنا عبد أبداً، ولو كان أسيراً في الديلم، إلا نفعه حبّنا، وإنّ حبّنا ليساقط الذنوب من بني آدم، كما يساقط الريح الورق من الشجر.

            نحن الأبرار


            المناقب لابن شهر آشوب ج 4 – ص 2، عن الشيرازي في كتابه باسناده عن الهزيل، عن مقاتل، عن محمد بن الحنفية، عن الحسن بن علي عليهما السلام قال:
            كلّ ما في كتاب الله عزّ وجلّ: (إن الابرار) فوالله ما أراد به إلا عليّ بن أبي طالبٍ (عليه السلام) وفاطمة وأنا والحسين، لأنّا نحن أبرار بآبائنا وأمهاتنا، وقلوبنا علت بالطاعات والبرّ وتبرّأت من الدنيا وحبّها، وأطعنا الله في جميع فرائضه، وآمنّا بوحدانيته، وصدّقنا برسوله.

            ولكلام الحسن المجتبى روحي فداه بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

            تعليق


            • #7
              الأئمّة منّا


              روى سليم بن قيس رواية طويلة فيها ان الحسن والحسين وابن عباس و عبد الله بن جعفر، حضروا مجلس معاوية فحدثت بينهم وبينه مشادة حول الأئمة بعد رسول الله، فتكلم كل من عبد الله بن جعفر وابن عباس ثم قال معاوية ما تقول يا حسن؟ فقال الإمام
              يا معاوية قد سمعت ما قلبت وما قال ابن عباس. العجب منك يا معاوية ومن قلة حيائك، ومن جرأتك على الله حين قلت: قد قتل الله طاغيتكم وردّ الامر إلى معدنه، فأنت يا معاوية معدن الخلافة دوننا؟ كلا: ما أنت أهله ولكني أقول لتسمعه بنو أبي: هؤلاء حولي.

              إنّ الناس قد اجتمعوا على أمورٍ كثيرة، ليس بينهم اختلاف فيها، ولا تنازع ولا فرقة: على شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمّداً رسول الله وعبده، والصلوات الخمس، والزكاة المفروضة، وصوم شهر رمضان، وحجّ البيت، ثم أشياء كثيرةٍ من طاعة الله، التي لا تحصى ولا يعدّها الا الله واجتمعوا على تحريم الزنا، والسرقة، والكذب، والقطيعة، والخيانة، وأشياء كثيرة من معاصي الله لا تحصى ولا يعدّها الا الله.

              واختلفوا في سننٍ اقتتلوا فيها، وصاروا فرقاً يلعن بعضهم بعضاً، وهي الولاية، ويبرأ بعضهم من بعض، ويقتل بعضهم بعضاً، أيّهم أحقّ وأولى بها، الا فرقة تتبع كتاب الله، وسنة نبيّه صلى الله عليه وآله فمن أخذ بما عليه أهل القبلة الذي ليس فيه اختلاف، وردّ علم ما اختلفوا فيه إلى الله، سلم ونجابه من النار، ودخل الجنّة، ومن وفّقه الله ومنّ عليه واحتجّ عليه، بأن نوّر قلبه بمعرفة ولاة الامر من أئمتهم ومعدن العلم أين هو؟ فهو عند الله سعيد، ولله وليّ، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم (رحم الله امرءاً علم حقّاً فقال فغنم، أو سكت فسلم).

              نحن نقول أهل البيت: إنّ الأئمة منّا، وإنّ الخلافة لا تصلح إلا فينا وإنّ الله جعلنا أهلها في كتابه وسنة نبيّه صلى الله عليه وآله، وإنّ العلم فينا ونحن أهله، وهو عندنا مجموع كلّه بحذافيره وإنّه لا يحدث شيء إلى يوم القيامة، حتّى أرش الخدش إلا وهو عندنا مكتوب بأملاء رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وخط عليّ (عليه السلام) بيده.

              وزعم قوم أنهم أولى بذلك منّا، حتّى أنت يا ابن هند تدّعي ذلك، وتزعم: أنّ عمر أرسل إلى أبي: إني اريد أن أكتب القرآن في مصحفٍ فابعث اليّ بما كتبت من القرآن، فأتاه فقال: تضرب والله عنقي قبل أن يصل اليك، قال: ولم؟ قال؛ لأنّ الله تعالى قال: (والراسخون في العلم) قال: إياي عني ولم يعنك ولا أصحابك. فغضب عمر.

              ثم قال: ان ابن أبي طالبٍ يحسب أن أحداً ليس عنده علم غيره، من كان يقرأ من القرآن شيئاً فليأتني، فاذا جاء رجل فقرأ شيئاً معه فيه آخر كتبه وإلاّ لم يكتبه؛ ثم قالوا: قد ضاع منه قرآن كثير. بل كذبوا والله، بل هو مجموع محفوظ عند أهله.

              ثم أمر عمر قضاته: أجهدوا آراءكم واقضوا بما ترون أنّه الحقّ، فلا يزال هو وبعض ولاته قد وقعوا في عظيمةٍ، فيخرجهم منها أبي، ليحتجّ عليهم بها، فتجتمع القضاة عند خليفتهم، وقد حكموا في شيءٍ واحدٍ بقضايا مختلفةٍ، فأجازها لهم، لأنّ الله لم يؤته الحكمة وفعل الخطاب، وزعم كلّ صنفٍ من مخالفينا من أهل هذه القبلة: أنّه معدن الخلافة والعلم دوننا، فنستعين بالله على من ظلمنا، وجحدنا حقّنا، وركب رقابنا، وسنّ للناس علينا ما يحتجّ به مثلك، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

              انما الناس ثلاثة: مؤمن يعرف حقّنا، ويسلّم لنا، ويأتمّ بنا، فذلك ناجٍ محب لله وليّ، وناصب لنا العداوة يتبرّأ منّا ويلعننا، ويستحلّ دماءنا ويجحد حقّنا ويدين الله بالبراءة منا، فهذا كافر مشرك فاسق، وانما كفر وأشرك من حيث لا يعلم، كما سبّوا الله (عدواً) بغير علمٍ كذلك يشرك بالله بغير علمٍ، ورجل آخذ بما (لا) يختلف فيه، وردّ علم ما أشكل عليه إلى الله مع ولايتنا، ولا يأتمّ بنا، ولا يعادينا، ولا يعرف حقّنا، فنحن نرجو ان يغفر الله له، ويدخله الجنّة، فهذا مسلم ضعيف.

              انا الحسن بن علي


              ناسخ التواريخ، لما توفي أمير المؤمنين وقتل ابن ملجم، خرج ابن عباس إلى الناس فقال: (ان امير المؤمنين توفي، وقد ترك لكم خلفاً، فان أحببتم خرج اليكم، وان كرهتم فلا احد على أحد)فبكى الناس وقالوا: (بل يخرج الينا) فخرج الإمام الحسن وعليه ثوب اسود واعتلى المنبر فحمد الله واثنى عليه، ثم قال:
              لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون بعملٍ، ولم يدركه الآخرون بعملٍ، لقد كان يجاهد مع رسول الله فيقيه بنفسه، وكان رسول الله يوجّهه برايته، فيكفيه جبرائيل، عن يمينه وميكائيل، عن شماله، ولا يرجع حتى يفتح الله على يديه، ولقد توفي في الليلة التي نزل فيها القرآن، وعرج فيها بعيسى بن مريم، والتي قبض فيها يوشع بن نون: وصيّ موسى، وما خلّف صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهمٍ فضلت في عطيّته أراد أن يبتاع بها خادماً لأهله.كمم خنقته العبرة، فبكى، وبكى الناس، فلما هدأوا، استطرد قائلاً.

              أيها الناس:
              من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي وأنا ابن النبيّ، وأنا ابن الوصيّ، وأنا ابن البشير، وأنا ابن النذير، وأنا ابن الداعي إلى الله بإذنه، وأنا ابن السراج المنير.. وأنا أهل البيت الذي كان جبريل ينزل الينا ويصعد من عندنا، وأنا من أهل البيت الذي أذهب الله، عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، وأنا من أهل البيت الذي افترض الله مودتهم على كلّ مسلمٍ، فقال تبارك وتعالى لنبيّه: (قل لا أسألكم عليه أجراً الا المودة في القربى، ومن يقترف حسنةً نزد له فيها) فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت..

              ولكلام سيد شباب أهل الجنة روحي فداه بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

              تعليق


              • #8
                نحن احد الثقلين


                ناسخ التواريخ: لما فرغ من خطابه السابق نزل من المنبر فبايعه الناس، ولما تمت له البيعة، صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
                نحن حزب الله الغالبون، وعترة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأقربون، وأهل بيته الطيبون، وأحد الثقلين اللذين خلفهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في امّته وتالي كتاب الله (الذي) فيه تفصيل كل شيءٍ لأ يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فالمعوّل علينا في تفسيره، لا نتظنّى تأويله، بل نتيقّن حقائقه فأطيعونا فإطاعتنا مفروضة اذ كانت بطاعة الله والرسول، وأولي الأمر مقرونةً (فان تنازعتم في شيءٍ فردوه إلى الله والرسول، ولو ردّوه إلى الرسول والى أولي الأمر منهم لعلمّه الذين يستنبطونه منهم) واحذّركم الاصغاء لهتاف الشيطان، انّه لكم عدوّ مبين، فتكونون كأوليائه الذين قال لهم: (لا غالب لكم اليوم من الناس واني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون) فتلقون إلى الرماح أزراً، وللسيوف جزراً، وللعمد حطماً، وللسهام غرضاً، ثم (لا ينفع نفساً ايمانها لم تكن آمنت من قبل او كسبت في ايمانها خيراً).

                اتقوا الله


                خطب بها في أهل الكوفة بعد الصلح.
                يا أهل الكوفة اتقوا الله في جيرانكم وضيفانكم، وفي أهل بيت نبيّكم صلى الله عليه وآله، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.

                إعقلوا عن ربّكم


                عير الإمام الحسن بالعيّ، فخطب حتى اجهش القوم بالبكاء، وكان مما قال قوله:
                أيّها الناس: إعقلوا عن ربّكم (إنّ الله (عزّ وجلّ) اصطفى آدم ونوحاً وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين، ذريةً بعضها من بعضٍ، والله سميع عليم) فنحن الذرية من آدم، والأسرة من نوحٍ، والصفوة من ابراهيم، والسلالة من اسماعيل، وآل محمّدٍ. نحن فيكم كالسماء المرفوعة، والأرض المدحوّةِ والشمس الضاحية، وكالشجرة الزيتونة، لا شرقيةٍ، ولا غربيةٍ، التي بورك زيتها: النبيّ أصلها، وعليّ فرعها، ونحن والله ثمرة تلك الشجرة، من تعلّق بغصنٍ من أغصانها نجا، ومن تخلّف عنها فإلى النار هوى.

                من كان يباهي

                من كان يباهي بجدٍّ فانّ جدي الرسول، أو كان يباهي بأمّ فانّ أمي البتول أو كان يباهي بزوّرٍ فزائرنا جبرئيل.


                ما وراء الأرض


                ان الإمام يشير بهذا الكلام إلى عالمين من العوالم الكثيرة التي خلقها الله في هذا القضاء الرحيب. ونحن وان كنا لا نعرف هذين العالمين بالفعل، الا اننا لا نستطيع انكارهما لمجرد اننا لم نطلع عليهما.
                إن لله مدينتين: إحداهما بالمشرق، والأخرى بالمغرب، عليهما سوران من حديد، وعلى كل مدينةٍ ألف ألف مصراعٍ من ذهب، وفيها سبعون ألف ألف لغةٍ، يتكلّم كلّ لغة بخلاف صاحبه، وأنا أعرف جميع اللغات وما فيهما وما بينهما وما عليهما حجّة غيري والحسين أخي.

                فيّ عزّة


                تحف العقول:
                وقيل له: فيك عظمة، فقال (عليه السلام) بل فيّ عزّة قال الله (والله العزة ولرسوله وللمؤمنين).

                الشيعي والمحب


                مجموعة ورام ص 301:
                قال له رجل: يا بن رسول الله اني من شيعتكم! فقال (عليه السلام): يا عبدالله إن كنت لنا في أوامرنا وزواجرنا مطيعاً فقد صدقت، وان كنت بخلاف ذلك فلا تزد في ذنوبك بدعواك مرتبةً شريفةً لست من أهلها، لا تقل: أنا من شيعتكم، ولكن قل: أنا من مواليكم ومحبيكم ومعادي أعدائكم، وأنت في خيرٍ وإلى خير.

                يتيم آل محمد

                نور الابصار ص111.
                سأل رجل الإمام في حاجة، فقال له الإمام:
                فضل كافل يتيم آل محمدٍ المنقطعِ عن مواليه، الناشب في رتبة الجهل يخرجه من جهله، ويوضّح له ما اشتبه عليه، على فضلِ كافلِ يتيمٍ، يطعمه ويسقيه، كفضل الشمس على السهى ثم أعطاه ثلاثمائة الف درهم وعشرين ديناراً.
                ولكلام شبر روحي فداه بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

                تعليق


                • #9
                  الصلاة



                  إرشاد القلوب ص 79 – 80: الحسن بن محمد الديلمي:
                  يا ابن آدم: من مثلك وقد خلّى ربّك بينه وبينك؟ متى شئت أن تدخل إليه، توضأت وقمت بين يديه، ولم يجعل بينك وبينه حجاباً ولا بوّاباً، تشكو اليه همومك وفاقتك، وتطلب منه حوائجك، وتستعينه على امورك.

                  اهل المسجد


                  إرشاد القلوب ص 79 – 80: الحسن بن محمد الديلمي:
                  أهل المسجٍد زوّار الله وحقّ على المزور التحفة لزائره.

                  الاختلاف إلى المساجد


                  تحف العقول:
                  من أدام الاختلاف إلى المسجد أصاب إحدى ثمانٍ: آية محكمة، وأخاٍ مستفاداً، وعلماً مستطرفاً ورحمةً منتظرةً، وكلمةً تدلّه على الهدى، أو تردّه عن ردى، وترك الذنوب حياءً، وخشيةً.

                  الزكاة


                  سأل رجل الإمام: (متى تدفع الزكاة؟) فقال الإمام:
                  إنّ الله تعالى أوحى إلى آدم: أن زكّ نفسك يا آدم! قال: يا ربّ وما الزكاة؟ قال: صلّ عشر ركعات فصلّى ثم قال: ربّ هذه الزكاة عليّ وعلى الخلق؟ قال الله: هذه الزكاة عليك، وعلى ولدك بالمال من جمع من ولدك مالاً.

                  البيت والحجر


                  البحار حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد (رض) قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف
                  إنّ آدم (عليه السلام) لما هبط من الجنة، هبط على (أبي قبيس) والناس يقولون بالهند فشكا ربّه الوحشة، وأنه لا يسمع ما كان يسمع في الجنة، فأهبط الله تعالى عليه ياقوتةً حمراء، فوضعت في موضع البيت، فكان يطوف بها آدم (عليه السلام)، وكان يبلغ ضوءُها الأعلام، فعلمت الأعلام على ضوئها، فجعله الله عزّ وجلّ حرماً.

                  الله يباهي بعباده

                  تاريخ دمشق لابن عساكر ج / 12 ص / 529: أخبرنا أبوبكر محمد بن عبدالباقي حدثنا الحسن بن علي حدثنا محمد بن العباس حدثنا احمد بن معروف حدثنا الحسين بن محمد بن القاسم حدثنا محمد بن سعد حدثنا مسلم بن ابراهيم عن القاسم بن الفضل حدثنا ابو هارون عن الحسن (عليه السلام) في حديث.

                  ان الله يباهي ملائكته بعباده يوم عرفة فيقول: عبادي جاءوني شعثاً يتعرضون لرحمتي، فأشهدكم أني قد غفرت لمحسنهم وشفعت محسنهم في مسيئهم، وإذا كان يوم القيامة فمثل ذلك.

                  ولكلام المولى أبي محمد روحي فداهم بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

                  تعليق


                  • #10
                    جوامع الموعظة


                    اعيان الشيعة ج 4 – ق 1 – ص 45: السيد محسن الامين العاملي:
                    يا ابن آدم: عفّ عن محارم الله تكن عابداً، وارض بما قسم الله تكن غنيّاً وأحسن جوار من جاورك تكن مسلماً، وصاحب الناس بمثل ما تحبّ أن يصاحبوك به تكن عادلاً. إنه كان بين يديكم أقوام يجمعون كثيراً، ويبنون مشيداً، ويأملون بعيداً، أصبح جمعهم بوراً، وعملهم غروراً، ومساكنهم قبوراً. يا ابن آدم: لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمّك، فخذ مما في يديك لما بين يديك، فانّ المؤمن يتزود والكافر يتمتّع.

                    إستجيبوا لله


                    (أ) تحف العقول:.. (ب) البحار ج17 ص203-204.
                    أيّها الناس: إنه من نصح لله وأخذ قوله دليلاً، هدي للتي هي أقوم، ووفّقه الله للرشاد، وسدّده للحسنى، فانّ جار الله آمن محفوظ وعدوّه خائف مخذول، فاحترسوا من الله بكثرة، الذكر، واخشوا الله بالتقوى، وتقرّبوا إلى الله بالطاعة، فانه قريب مجيب، قال الله تبارك وتعالى: (وإذا سألك عبادي عنيّ، فاني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان، فليستجيبوا لي، وليؤمنوا بي لعلّهم يرشدون) فاستجيبوا لله وآمنوا به، فانّه لا ينبغي لمن عرف عظمة الله أن يتعاظم، فإنّ رفعة الذين يعلمون عظمة الله أن يتواضعوا، و (عز) الذين يعرفون الله أن يتذللوا (له) وسلامةَ الذين يعلمون ما قدرة الله أن يستسلموا له، ولا ينكروا أنفسهم بعد المعرفة، ولا يضلوا بعد الهدى.

                    واعلموا علماً يقيناً: أنكم لن تعرفوا التقى، حتى تعرفوا صفة الهدى ولن تمسكوا بميثاق الكتاب، حتى تعرفوا الذي نبذه، ولن تتلوا الكتاب حق تلاوته، حتى تعرفوا الذي حرّفه، فاذا عرفتم ذلك، عرفتم البدع والتكلّف، ورأيتم الفرية على الله، والتحريف، ورأيتم كيف يهوي من يهوي، ولا يجهلنّكم الذين لا يعلمون، والتمسوا ذلك عند أهله، فانهم خاصة نورٍ يستضاء بهم، وأئمة يقتدى بهم، بهم عيش العلم وموت الجهل، وهم الذين أخبركم حلمهم عن جهلهم، وحكم منطقهم عن صمتهم، وظاهرهم عن باطنهم، لا يخالفون الحقّ، ولايختلفون فيه، وقد خلت لهم من الله سنّة، ومضى فيهم من الله حكم، ان في ذلك لذكرى للذاكرين، واعقلوه اذا سمعتموه، عقل رعايةٍ، ولا تعقلوه عقل رواية، فانّ رواة الكتاب كثير، ورعاته قليل، والله المستعان.

                    التقوى



                    تحف العقول:
                    إعلموا أن الله لم يخلقكم عبثاً، وليس بتارككم سدى، كتب آجالكم وقسّم بينكم معائشكم، ليعرف كل ذي لبٍ منزلته، وانّ ما قدّر له أصابّه وما صرف عنه فلن يصيبه، قد كفاكم مؤونة الدنيا وفرّغكم لعبادته، وحثّكم على الشكر، وافترض عليكم الذكر، وأوصاكم بالتقوى. منتهى رضاه، والتقوى باب كلّ توبة، ورأس كلّ حكمة، وشرف كلّ عملٍ بالتقوى، فاز من فاز من المتّقين، قال الله تبارك وتعالى: (ان للمتقين مفازاً، قال: (وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسّهم السوء ولاهم يحزنون فاتقوّا الله عباد الله، واعلموا: أنّه من يتق الله يجعل له مخرجاً من الفتن ويسدده في أمره ويهيئ له رشده، ويفلحه بحجته، ويبيض وجهه ويعطه رغبته، مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصدّيقين، والشهداء والصالحين، وحسن اولئك رفيقاً.

                    المتقون


                    ارشاد القلوب – للديلمي ص 92.
                    لقد اصبحت أقوام كأنهم ينظرون إلى الجنة ونعيمها، والنار وحميمها، يحسبهم الجاهل مرضى وما بهم من مرضٍ، أو قد خولطوا وإنما خالطهم امر عظيم خوف الله ومهابته في قلوبهم كانوا يقولون: ليس لنا في الدنيا من حاجةٍ وليس لها خلقنا ولا بالسعي لها أمرنا، أنفقوا اموالهم وبذلوا دماءهم واشتروا بذلك رضي خالقهم، علموا انّ الله اشترى منهم اموالهم وانفسهم بالجنة فباعوه وربحت تجارتهم وعظمت سعادتهم رأفلحوا وأنجحوا فاقتفرا آثارهم رحمكم الله، واقتدوا بهم فانّ الله تعالى وصف لنبيّه صلى الله عليه وآله صفة آبائه ابراهيم واسماعيل وذريتهما وقال: (فبهداهم اقتدوه) واعلموا عباد الله أنكم مأخوذون الإقتداء بهم والاتّباع لهم، فجدّوا واجتهدوا واحذروا أن تكونوا اعواناً للظالم، فانّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: من مشى مع ظالمٍ ليعينه على ظلمه فقد خرج من ربقة الإسلام، ومن حالت شفاعته دون حدٍ من حدودٍ الله فقد حادّ الله و رسوله، ومن اعان ظالماً ليبطل حقاً لمسلمٍ فقد برىء من ذمة الله وذمة رسوله، ومن دعا لظالمٍ بالبقاء، فقد احبّ ان يعصى الله، ومن ظلم بحضرته مؤمن او اغتيب وكان قادراً على نصره ولم ينصره فقد باء بغضبٍ من الله ومن رسوله، ومن نصره فقد استوجب الجنّة من الله تعالى وإن الله تعالى اوحى إلى داود (عليه السلام): قال: لفلان الجبار إني لم ابعثك لتجمع الدنيا على الدنيا ولكن لتردّ عني دعوة المظلوم تنصره، فاني آليت على نفسي ان انصره، وانتصر له، ممن ظلم بحضرته، ولم ينصره


                    أهل النار

                    ارشاد القلوب ص 35 – 36 : الحسن بن محمد الديلمي:

                    قال الحسن (عليه السلام): إن الله تعالى لم يجعل الأغلال في أعناق اهل النار لانهم أعجزوه، ولكن إذا أطفىء بهم اللهب ارسبهم في قعرها.

                    ثم غشي عليه، فلما أفاق من غشوته قال

                    ياابن آدم نفسك نفسك، فانما هي نفس واحدة، إن نجت نجوت وان هلكت لم ينفعك نجاة من نجا.

                    ولمواعظ أول فرحة لأمه الزهراء بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

                    تعليق


                    • #11
                      المبادرة إلى العمل


                      تحف العقول؛
                      إتقوا الله عباد الله، وجدّوا في الطلب وتجاه الهرب، وبادروا العمل قبل مقطعات النقمات، وهادم اللذات، فانّ الدنيا لا يدوم نعيمها، ولا يؤمن فجيعها، ولا تتوقّى مساويها، غرور حائل، وسناد مائل، فاتعظوا عباد الله بالعبر، واعتبروا بأثر. وازدجروا بالنعيم. وانتفعوا بالمواعظ، فكفى بالله معصتماً ونصيراً، وكفى بالكتاب حجيجاً وخصيما، وكفى بالجنّةِ ثواباً، وكفى بالنار عقاباً ووبالاً.

                      تزودوا

                      ياابن آدم عفّ عن محارم الله تكن عابداً، وارض بما قسم الله تكن غنياً، وأحسن جوار من جاورك تكن مسلماً، وصاحب الناس بمثل ما تحبّ أن يصاحبوك به تكن عادلاً، إنه كان بين ايديكم قوم يجمعون كثيراً، ويبنون مشيداً، ويأملون بعيداً، اصبح جمعهم بوراً، وعملهم غروراً، ومساكنهم قبوراً، يا ابن آدم انك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن امّك، فجد بما في يديك، فإنّ المؤمن يتزود، والكافر يتمتع (وتزودوا فانّ خير الزاد التقوى).

                      حبّ الدنيا


                      ارشاد القلوب ص 22: لحسن بن علي الديلمي:
                      من احبّ الدنيا ذهب خوف الآخرة من قلبه، ومن ازداد حرصاً على الدنيا، لم يزدد منها الا بعداً، وازداد هو من الله بغضاً.

                      والحريص الجاهد والزاهد القانع كلاهما مستوفٍ أكله، غير منقوصٍ من رزقه شيئاً، فعلام التهافت في النار؟ والخير كله في صبر ساعةٍ واحدةٍ، تورث راحةً طويلةً وسعادةً كثيرةً.

                      والناس طالبان: طالب يطلب الدنيا حتى إذا أدركها هلك، وطالب يطلب الآخرة حتى إذا أدركها

                      فهو ناجٍ فائز.

                      واعلم – أيها الرجل! - أنه لا يضرّك ما فاتك من الدنيا، وأصابك من شدائدها إذا ظفرت بالآخرة، وما ينفعك ما أصبت من الدنيا، إذا حرمت الآخرة.

                      دار غفلة

                      الناس في دار سهوٍ وغفلة، يعملون ولا يعلمون، فإذا صاروا إلى دار يقينٍ، يعلمون ولا يعملون.

                      المأكول والمعقول


                      البحار ج 1 ص 218: محمد باقر المجلسي، عن دعوات الراوندى، قال الحسن ابن علي:
                      عجبت لمن يفكر في مأكوله، كيف لا يفكر في معقوله، فيجنّب بطنه ما يؤذيه، ويودع صدره ما يرديه؟

                      النهي عن اللعب


                      تحف العقول: مرفي يوم فطر بقوم يلعبون ويضحكون، فوقف على رؤوسهم وقال:
                      إن الله جعل شهر رمضان مضماراً لخلقه، فيستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته فسبق قوم ففازوا، وقصر آخرون فجابوا، فالعجب كل العجب من ضاحكٍ لاعب، في اليوم الذي يثاب فيه المحسنون، ويخسر فيه المبطلون وأيم الله لو كشف الغطاء لعلموا: أنّ المحسن مشغول باحسانه، والمسيء مشغول باساءته.

                      تعزية


                      مجموعة ورام – ص 411. عزى رجلا قدمات بعض ذويه فقال له:
                      إن كانت المصيبة أحدثت لك موعظةً، وكسّبتك أجراً فهو، وإلا فمصيبتك في نفسك أعظم من مصيبتك في ميتك.

                      الاجمال في الطلب


                      تحف العقول – ص 55.
                      لا تجاهد الطلب جهاد الغالب ولا تتكل على القدر اتكال المستسلم، فان ابتغاء الفضل من السنة، والاجمال في الطلب من العفة، وليست العفة بدافعةٍ رزقاً، ولا الحرص بجالبٍ فضلاً، فانّ الرزق مقسوم، واستعمال الحرص استعمال المآثم.

                      يستجاب دعاه


                      ناسخ التواريخ: لقي الإمام الحسن (عليه السلام) عبدالله بن جعفر فقال له:
                      يا عبد الله كيف يكون المؤمن مؤمناً وهو يسخط قسمه، ويحقّر منزلته، والحاكم عليه الله؟ وأنا الضامن لمن لم يهجس في قلبه إلا الرضا أن يدعو الله فيستجاب له.

                      الموت يطلبك


                      أعيان الشيعة ج 4- ص 85 دخل جنادة بن أبي أمية على الإمام بعدما سم، ويئس من شفائه أهله، فقال له: (عظني يا ابن رسول الله) فقال له الإمام:
                      يا جنادة! استعدّ لسفرك، وحصّل زادك قبل حلول أجلك، واعلم انّك تطلب الدنيا والموت يطلبك، ولا تحمل همّ يومك الذي لم يأت على يومك الذي أنت فيه، واعلم انك لا تكسب من المال شيئاً فوق قوتك، الا كنت فيه خازناً لغيرك، واعلم: انّ الدنيا في حلالها حساب، وفي حرامها عقاب، وفي الشبهات عتاب، فأنزل الدنيا بمنزلة الميتة خذ منها ما يكفيك، فان كان حلالاً كنت قد زهدت فيه، وان كان حراماً لم يكن فيه وزر، فأخذت منه كما أخذت من الميتة، وإن العقاب، فالعقاب يسير، واعمل لدنياك كأنك تعيش ابداً، واعمل لآخرتك كأنّك تموت غداً، واذا أردت عزّاً بلا عشيرة، وهيبةً بلا سلطان، فاخرج من ذل معصية الله إلى عزّ طاعة الله عزّ وجلّ، واذا نازعتك إلى صحبة الرجال حاجة، فاصحب من اذا صحبته زانك، واذا أخذت منه صانك، واذا أردت منه معونةً أعانك، وان قلت صدق قولك، وان صلت شدّ صولتك، وان مددت يدك بفضلٍ مدّها، وان بدت منك ثلمة سدّها، وان رأى منك حسنةً عدّها، وان سألته اعطاك، وان سكتّ عنه ابتدأك، وان نزلت بك إحدى الملمات واساك، من لا تأتيك منه البوائق، ولا تختلف عليك منه الطرائق، ولا يخذلك عند الحقائق وان تنازعما منقسما آثرك.

                      الموت

                      (ا) البحار ج 6 – ص 154 الطبعة الحديثة عن معاني الاخبار
                      سئل الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام: ما الموت الذي جهلوه؟ قال: أعظم سرورٍ يرد على المؤمنين، اذا نقلوا عن دار النكد إلى نعيم الابد، وأعظم ثبور يرد على الكافرين، اذا نقلوا عن جنتهم، إلى نارٍ لا تبيد ولا تنفذ.

                      قال رجل للحسن: إني أخاف الموت! قال:

                      ذاك أنك أخرّت مالك، ولو قدمته لسرّك أن تلحق به.

                      ومرّ (عليه السلام) على ميت يراد دفنه فقال:

                      ان أمراً هذا آخره، لحقيق بأن يزهد في أوّله، وإنّ أمراً هذا أوله لحقيق أن يخاف من آخره.

                      هول المطّلع


                      مكارم الأخلاق: الحسن بن الفضل الطبرسي عن جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) قال:
                      لما حضرت الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام الوفاة، بكى فقيل: ياابن رسول الله تبكي ومكانك من رسول الله الذي أنت به، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله فيك ما قال، وقد حججت عشرين حجةً ماشياً، وقد قاسمت ربّك مالك ثلاث مرّات حتى النعمل والنعمل؟ فقال: (إنما أبكي لخصلتين: لهول المطّلع، وفراق الأحبّة).
                      ولكلام الإمام الثاني الحسن بن علي روحي فداه بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

                      تعليق


                      • #12
                        جوامع الموعظة


                        اعيان الشيعة ج 4 – ق 1 – ص 45: السيد محسن الامين العاملي:
                        يا ابن آدم: عفّ عن محارم الله تكن عابداً، وارض بما قسم الله تكن غنيّاً وأحسن جوار من جاورك تكن مسلماً، وصاحب الناس بمثل ما تحبّ أن يصاحبوك به تكن عادلاً. إنه كان بين يديكم أقوام يجمعون كثيراً، ويبنون مشيداً، ويأملون بعيداً، أصبح جمعهم بوراً، وعملهم غروراً، ومساكنهم قبوراً. يا ابن آدم: لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمّك، فخذ مما في يديك لما بين يديك، فانّ المؤمن يتزود والكافر يتمتّع.

                        إستجيبوا لله


                        (أ) تحف العقول:.. (ب) البحار ج17 ص203-204
                        أيّها الناس: إنه من نصح لله وأخذ قوله دليلاً، هدي للتي هي أقوم، ووفّقه الله للرشاد، وسدّده للحسنى، فانّ جار الله آمن محفوظ وعدوّه خائف مخذول، فاحترسوا من الله بكثرة، الذكر، واخشوا الله بالتقوى، وتقرّبوا إلى الله بالطاعة، فانه قريب مجيب، قال الله تبارك وتعالى: (وإذا سألك عبادي عنيّ، فاني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان، فليستجيبوا لي، وليؤمنوا بي لعلّهم يرشدون) فاستجيبوا لله وآمنوا به، فانّه لا ينبغي لمن عرف عظمة الله أن يتعاظم، فإنّ رفعة الذين يعلمون عظمة الله أن يتواضعوا، و (عز) الذين يعرفون الله أن يتذللوا (له) وسلامةَ الذين يعلمون ما قدرة الله أن يستسلموا له، ولا ينكروا أنفسهم بعد المعرفة، ولا يضلوا بعد الهدى.

                        واعلموا علماً يقيناً: أنكم لن تعرفوا التقى، حتى تعرفوا صفة الهدى ولن تمسكوا بميثاق الكتاب، حتى تعرفوا الذي نبذه، ولن تتلوا الكتاب حق تلاوته، حتى تعرفوا الذي حرّفه، فاذا عرفتم ذلك، عرفتم البدع والتكلّف، ورأيتم الفرية على الله، والتحريف، ورأيتم كيف يهوي من يهوي، ولا يجهلنّكم الذين لا يعلمون، والتمسوا ذلك عند أهله، فانهم خاصة نورٍ يستضاء بهم، وأئمة يقتدى بهم، بهم عيش العلم وموت الجهل، وهم الذين أخبركم حلمهم عن جهلهم، وحكم منطقهم عن صمتهم، وظاهرهم عن باطنهم، لا يخالفون الحقّ، ولايختلفون فيه، وقد خلت لهم من الله سنّة، ومضى فيهم من الله حكم، ان في ذلك لذكرى للذاكرين، واعقلوه اذا سمعتموه، عقل رعايةٍ، ولا تعقلوه عقل رواية، فانّ رواة الكتاب كثير، ورعاته قليل، والله المستعان.

                        التقوى


                        تحف العقول:
                        إعلموا أن الله لم يخلقكم عبثاً، وليس بتارككم سدى، كتب آجالكم وقسّم بينكم معائشكم، ليعرف كل ذي لبٍ منزلته، وانّ ما قدّر له أصابّه وما صرف عنه فلن يصيبه، قد كفاكم مؤونة الدنيا وفرّغكم لعبادته، وحثّكم على الشكر، وافترض عليكم الذكر، وأوصاكم بالتقوى. منتهى رضاه، والتقوى باب كلّ توبة، ورأس كلّ حكمة، وشرف كلّ عملٍ بالتقوى، فاز من فاز من المتّقين، قال الله تبارك وتعالى: (ان للمتقين مفازاً، قال: (وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسّهم السوء ولاهم يحزنون فاتقوّا الله عباد الله، واعلموا: أنّه من يتق الله يجعل له مخرجاً من الفتن ويسدده في أمره ويهيئ له رشده، ويفلحه بحجته، ويبيض وجهه ويعطه رغبته، مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصدّيقين، والشهداء والصالحين، وحسن اولئك رفيقاً.

                        المتقون


                        ارشاد القلوب – للديلمي ص 92.

                        لقد اصبحت أقوام كأنهم ينظرون إلى الجنة ونعيمها، والنار وحميمها، يحسبهم الجاهل مرضى وما بهم من مرضٍ، أو قد خولطوا وإنما خالطهم امر عظيم خوف الله ومهابته في قلوبهم كانوا يقولون: ليس لنا في الدنيا من حاجةٍ وليس لها خلقنا ولا بالسعي لها أمرنا، أنفقوا اموالهم وبذلوا دماءهم واشتروا بذلك رضي خالقهم، علموا انّ الله اشترى منهم اموالهم وانفسهم بالجنة فباعوه وربحت تجارتهم وعظمت سعادتهم رأفلحوا وأنجحوا فاقتفرا آثارهم رحمكم الله، واقتدوا بهم فانّ الله تعالى وصف لنبيّه صلى الله عليه وآله صفة آبائه ابراهيم واسماعيل وذريتهما وقال: (فبهداهم اقتدوه) واعلموا عباد الله أنكم مأخوذون الإقتداء بهم والاتّباع لهم، فجدّوا واجتهدوا واحذروا أن تكونوا اعواناً للظالم، فانّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: من مشى مع ظالمٍ ليعينه على ظلمه فقد خرج من ربقة الإسلام، ومن حالت شفاعته دون حدٍ من حدودٍ الله فقد حادّ الله و رسوله، ومن اعان ظالماً ليبطل حقاً لمسلمٍ فقد برىء من ذمة الله وذمة رسوله، ومن دعا لظالمٍ بالبقاء، فقد احبّ ان يعصى الله، ومن ظلم بحضرته مؤمن او اغتيب وكان قادراً على نصره ولم ينصره فقد باء بغضبٍ من الله ومن رسوله، ومن نصره فقد استوجب الجنّة من الله تعالى وإن الله تعالى اوحى إلى داود (عليه السلام): قال: لفلان الجبار إني لم ابعثك لتجمع الدنيا على الدنيا ولكن لتردّ عني دعوة المظلوم تنصره، فاني آليت على نفسي ان انصره، وانتصر له، ممن ظلم بحضرته، ولم ينصره.

                        ولمواعظ مولانا الحسن بن علي روحي فداه بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

                        تعليق


                        • #13
                          أهل النار


                          ارشاد القلوب ص 35 – 36 : الحسن بن محمد الديلمي:
                          قال الحسن (عليه السلام): إن الله تعالى لم يجعل الأغلال في أعناق اهل النار لانهم أعجزوه، ولكن إذا أطفىء بهم اللهب ارسبهم في قعرها.

                          ثم غشي عليه، فلما أفاق من غشوته قال

                          ياابن آدم نفسك نفسك، فانما هي نفس واحدة، إن نجت نجوت وان هلكت لم ينفعك نجاة من نجا.

                          المبادرة إلى العمل


                          تحف العقول؛
                          إتقوا الله عباد الله، وجدّوا في الطلب وتجاه الهرب، وبادروا العمل قبل مقطعات النقمات، وهادم اللذات، فانّ الدنيا لا يدوم نعيمها، ولا يؤمن فجيعها، ولا تتوقّى مساويها، غرور حائل، وسناد مائل، فاتعظوا عباد الله بالعبر، واعتبروا بأثر. وازدجروا بالنعيم. وانتفعوا بالمواعظ، فكفى بالله معصتماً ونصيراً، وكفى بالكتاب حجيجاً وخصيما، وكفى بالجنّةِ ثواباً، وكفى بالنار عقاباً ووبالاً.

                          تزودوا

                          ياابن آدم عفّ عن محارم الله تكن عابداً، وارض بما قسم الله تكن غنياً، وأحسن جوار من جاورك تكن مسلماً، وصاحب الناس بمثل ما تحبّ أن يصاحبوك به تكن عادلاً، إنه كان بين ايديكم قوم يجمعون كثيراً، ويبنون مشيداً، ويأملون بعيداً، اصبح جمعهم بوراً، وعملهم غروراً، ومساكنهم قبوراً، يا ابن آدم انك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن امّك، فجد بما في يديك، فإنّ المؤمن يتزود، والكافر يتمتع (وتزودوا فانّ خير الزاد التقوى).

                          حبّ الدنيا


                          ارشاد القلوب ص 22: لحسن بن علي الديلمي:
                          من احبّ الدنيا ذهب خوف الآخرة من قلبه، ومن ازداد حرصاً على الدنيا، لم يزدد منها الا بعداً، وازداد هو من الله بغضاً.

                          والحريص الجاهد والزاهد القانع كلاهما مستوفٍ أكله، غير منقوصٍ من رزقه شيئاً، فعلام التهافت في النار؟ والخير كله في صبر ساعةٍ واحدةٍ، تورث راحةً طويلةً وسعادةً كثيرةً.

                          والناس طالبان: طالب يطلب الدنيا حتى إذا أدركها هلك، وطالب يطلب الآخرة حتى إذا أدركها

                          فهو ناجٍ فائز.

                          واعلم – أيها الرجل! - أنه لا يضرّك ما فاتك من الدنيا، وأصابك من شدائدها إذا ظفرت بالآخرة، وما ينفعك ما أصبت من الدنيا، إذا حرمت الآخرة.

                          دار غفلة

                          الناس في دار سهوٍ وغفلة، يعملون ولا يعلمون، فإذا صاروا إلى دار يقينٍ، يعلمون ولا يعملون.

                          المأكول والمعقول


                          البحار ج 1 ص 218: محمد باقر المجلسي، عن دعوات الراوندى، قال الحسن ابن علي:
                          عجبت لمن يفكر في مأكوله، كيف لا يفكر في معقوله، فيجنّب بطنه ما يؤذيه، ويودع صدره ما يرديه؟

                          النهي عن اللعب



                          إن تحف العقول: مرفي يوم فطر بقوم يلعبون ويضحكون، فوقف على رؤوسهم وقال:
                          الله جعل شهر رمضان مضماراً لخلقه، فيستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته فسبق قوم ففازوا، وقصر آخرون فجابوا، فالعجب كل العجب من ضاحكٍ لاعب، في اليوم الذي يثاب فيه المحسنون، ويخسر فيه المبطلون وأيم الله لو كشف الغطاء لعلموا: أنّ المحسن مشغول باحسانه، والمسيء مشغول باساءته.

                          تعزية
                          مجموعة ورام – ص 411. عزى رجلا قدمات بعض ذويه فقال له:
                          إن كانت المصيبة أحدثت لك موعظةً، وكسّبتك أجراً فهو، وإلا فمصيبتك في نفسك أعظم من مصيبتك في ميتك.

                          الاجمال في الطلب


                          تحف العقول – ص 55.
                          لا تجاهد الطلب جهاد الغالب ولا تتكل على القدر اتكال المستسلم، فان ابتغاء الفضل من السنة، والاجمال في الطلب من العفة، وليست العفة بدافعةٍ رزقاً، ولا الحرص بجالبٍ فضلاً، فانّ الرزق مقسوم، واستعمال الحرص استعمال المآثم.

                          يستجاب دعاه


                          ناسخ التواريخ: لقي الإمام الحسن (عليه السلام) عبدالله بن جعفر فقال له:
                          يا عبد الله كيف يكون المؤمن مؤمناً وهو يسخط قسمه، ويحقّر منزلته، والحاكم عليه الله؟ وأنا الضامن لمن لم يهجس في قلبه إلا الرضا أن يدعو الله فيستجاب له.

                          الموت يطلبك


                          أعيان الشيعة ج 4- ص 85 دخل جنادة بن أبي أمية على الإمام بعدما سم، ويئس من شفائه أهله، فقال له: (عظني يا ابن رسول الله) فقال له الإمام:
                          يا جنادة! استعدّ لسفرك، وحصّل زادك قبل حلول أجلك، واعلم انّك تطلب الدنيا والموت يطلبك، ولا تحمل همّ يومك الذي لم يأت على يومك الذي أنت فيه، واعلم انك لا تكسب من المال شيئاً فوق قوتك، الا كنت فيه خازناً لغيرك، واعلم: انّ الدنيا في حلالها حساب، وفي حرامها عقاب، وفي الشبهات عتاب، فأنزل الدنيا بمنزلة الميتة خذ منها ما يكفيك، فان كان حلالاً كنت قد زهدت فيه، وان كان حراماً لم يكن فيه وزر، فأخذت منه كما أخذت من الميتة، وإن العقاب، فالعقاب يسير، واعمل لدنياك كأنك تعيش ابداً، واعمل لآخرتك كأنّك تموت غداً، واذا أردت عزّاً بلا عشيرة، وهيبةً بلا سلطان، فاخرج من ذل معصية الله إلى عزّ طاعة الله عزّ وجلّ، واذا نازعتك إلى صحبة الرجال حاجة، فاصحب من اذا صحبته زانك، واذا أخذت منه صانك، واذا أردت منه معونةً أعانك، وان قلت صدق قولك، وان صلت شدّ صولتك، وان مددت يدك بفضلٍ مدّها، وان بدت منك ثلمة سدّها، وان رأى منك حسنةً عدّها، وان سألته اعطاك، وان سكتّ عنه ابتدأك، وان نزلت بك إحدى الملمات واساك، من لا تأتيك منه البوائق، ولا تختلف عليك منه الطرائق، ولا يخذلك عند الحقائق وان تنازعما منقسما آثرك.

                          الموت


                          (ا) البحار ج 6 – ص 154 الطبعة الحديثة عن معاني الاخبار
                          سئل الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام: ما الموت الذي جهلوه؟ قال: أعظم سرورٍ يرد على المؤمنين، اذا نقلوا عن دار النكد إلى نعيم الابد، وأعظم ثبور يرد على الكافرين، اذا نقلوا عن جنتهم، إلى نارٍ لا تبيد ولا تنفذ.

                          قال رجل للحسن: إني أخاف الموت! قال:

                          ذاك أنك أخرّت مالك، ولو قدمته لسرّك أن تلحق به.

                          ومرّ (عليه السلام) على ميت يراد دفنه فقال:

                          ان أمراً هذا آخره، لحقيق بأن يزهد في أوّله، وإنّ أمراً هذا أوله لحقيق أن يخاف من آخره.

                          هول المطّلع


                          مكارم الأخلاق: الحسن بن الفضل الطبرسي عن جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) قال:
                          لما حضرت الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام الوفاة، بكى فقيل: ياابن رسول الله تبكي ومكانك من رسول الله الذي أنت به، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله فيك ما قال، وقد حججت عشرين حجةً ماشياً، وقد قاسمت ربّك مالك ثلاث مرّات حتى النعمل والنعمل؟ فقال: (إنما أبكي لخصلتين: لهول المطّلع، وفراق الأحبّة).

                          ولكلام المولى ابي محمد روحي فداه بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

                          تعليق


                          • #14
                            أخ كريم


                            تحف العقول: نصح الإمام الحسن به بعض ولده:
                            إني أخبركم عن أخٍ كان من أعظم الناس في عيني، وكان عظيم ما عظمه في عيني صغر الدنيا في عينه، كان خارجاً عن سلطان بطنه، فلا يشتهي ما لا يجد، ولا يكثر اذا وجد.

                            وكان خارجاً عن سلطان فرجه، فلا يستخفّ له عقله ولا رأيه.

                            وكان خارجاً عن سلطان جهله، فلا يمدّ يداً إلا على ثقةِ المنفعة، ولا يخطو خطوةً إلا لحسابه.

                            وكان لا يسخط ولا يتبرم.

                            كان اذا اجتمع بالعلماء يكون على أن يسمع، أحرص منه على أن يتكلّم، وكان اذا غلب على الكلام، لا يغلب على الصمت.

                            كان أكثر دهره صامتاً، فاذا قال بزّ القائلين.

                            وكان لا يشارك في دعوى، ولا يدخل في مراء، ولا يدلي بحجة، حتى يرى قاضياً يقول مالا يفعل ويفعل مالا يقول، تفضلاً وتكرماً.

                            كان لا يغفل عن اخوانه، ولا يستخصّ بشيء دونهم.

                            كان لا يكرّم أحداً فيما يقع القدر بمثله.

                            كان اذا ابتدأه أمران، لا يدري أيهما أقرب إلى الحقّ، نظر فيما هو اقرب إلى هواه فخالفه.

                            يا بني لا تؤاخ أحداً حتى تعرف موارده ومصادره، فاذا استنبطت الخبرة ورضيت العشرة، فآخيه على اقالة العثرة، والمواساة في العسرة.

                            تفسير الأخلاق الفاضلة


                            (ا) ناسخ التواريخ.
                            وجه الإمام علي (عليه السلام) إلى الحسن اسئلةً تتعلق بأصول الأخلاق والفضائل، فأجابه الإمام الحسن (عليه السلام) فكان بينهما الحوار التالي:

                            أمير المؤمنين – يا بني ما السداد؟

                            الحسن: - يا أبت السداد دفع المنكر بالمعروف.

                            أمير المؤمنين: ما الشرف؟

                            الحسن: اصطناع العشيرة وحمل الجريرة.

                            أمير المؤمنين: - ما المروءة؟

                            الحسن: - العفاف واصلاح المرء ماله.

                            أمير المؤمنين: - ما الدنيئة؟

                            الحسن: - النظر في اليسير ومنع الحقير.

                            أمير المؤمنين: - ما اللؤم؟

                            الحسن: - احتراز المرء نفسه وبذله عرسه.

                            أمير المؤمنين: - ما السماحة؟

                            الحسن: - البذل في العسر واليسر.

                            أمير المؤمنين: - ما الشحّ؟

                            الحسن: - أن ترى ما في يديك شرفاً وما أنفقته تلفاً.

                            أمير المؤمنين: - ما الإخاء؟

                            الحسن: - الوفاء في الشدة والرخاء.

                            أمير المؤمنين: - ما الجبن؟

                            الحسن: - الجرأة على الصديق والنكول عن العدو.

                            أمير المؤمنين: - ما الغنيمة؟

                            الحسن: - الرغبة في التقوى، والزهادة في الدنيا هي الغنيمة الباردة.

                            أمير المؤمنين: - ما الحلم؟

                            الحسن: - كظم الغيظ وملك النفس.

                            أمير المؤمنين: - ما الغنى؟

                            الحسن: - رضى النفس بما قسم الله لها وإن قلّ وإنما الغنى عن النفس.

                            أمير المؤمنين: - ما الفقر؟

                            الحسن: - شره النفس في كل شيء.

                            أمير المؤمنين: - ما المنعة؟

                            الحسن: - شدة البأس ومنازعة أعزّ الناس.

                            أمير المؤمنين: - ما الذّلّ؟

                            الحسن: - الفرع عند المصدوقة.

                            أمير المؤمنين: - ما العيّ؟

                            الحسن: - العبث باللحية وكثرة البزاق عند المخاطبة.

                            أمير المؤمنين: - ما الجرأة؟

                            الحسن: - موافقة الاقران.

                            أمير المؤمنين: - ما الكلفة؟

                            الحسن: - كلامك فيما لا يعنيك.

                            أمير المؤمنين: - ما المجد؟

                            الحسن: - أن تعطي في الغرم وتعفو عن الجرم.

                            أمير المؤمنين: - ما العقل؟

                            الحسن: - العقل حفظ كلّ ما استوعيته.

                            أمير المؤمنين: - ما الخرق؟

                            الحسن: - معاداتك إمامك ورفعك عليه كلامك.

                            أمير المؤمنين: - ما السناء؟

                            الحسن: - إتيان الجميل وترك القبيح.

                            أمير المؤمنين: - ما الحزم؟

                            الحسن: - طول الاناة والرفق بالولاة.

                            أمير المؤمنين: - ما السفه؟

                            الحسن: - إتباع الدّناة ومصاحبة الغواة.

                            أمير المؤمنين: - ما الغفلة؟

                            الحسن: - تركك المسجد وطاعتك المفسد.

                            أمير المؤمنين: - ما الحرمان؟

                            الحسن: - تركك حظّك وقد عرض عليك.

                            أمير المؤمنين: - من السيّد؟

                            الحسن: - الأحمق في ماله. والمتهاون في عرضه: يشتم فلا يجيب، المهتمّ بأمر عشيرته، هو السيّد.

                            أمير المؤمنين: - فما الجهل؟

                            الحسن: - سرعت الوثوب على الفرصة، قبل الاستمكان منها، والامتناع عن الجواب. ونعم العون الصمت، في مواطن كثيرة، وإن كنت فصيحاً.
                            هذان السؤال والجواب الاخيران، وردا في رواية محمد باقر المجلسي في البحار.

                            ولكلام الحسن المسموم روحي فداه بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

                            تعليق


                            • #15
                              مكارم الأخلاق


                              تاريخ اليعقوبي ج1 – ص 201.
                              قال جابر: سمعت الحسن (عليه السلام) يقول: مكارم الأخلاق عشرة:

                              صدق اللسان، وصدق البأس، واعطاء السائل، وحسن الخلق، والمكافأة بالصنائع، وصلة الرحم، والتذميم على الجار ومعرفة الحق للصاحب، وقري الضيف، ورأسهن الحياء.

                              فضائل


                              البحار 17 – ص 206 الطبعة القديمة: محمد باقر المجلسي:..
                              الحزم أن تنتظر فرصتك وتعاجل ما أمكنك، والمجد حمل المعازم وابتناء المكارم، والسماحة اجابة السائل وبذل النائل، والرقة طلب اليسير، ومنع الحقير والكلفة التمسك لمن لا يواتيك، والنظر بما لا يعنيك والجهل وان كنت فصيحاً.

                              العقل

                              سئل الحسن بن علي، فقيل له: (ما العقل؟) فقال: التجرع للغصة، حتى ننال الفرصة، ومداهنة الأعداء.

                              العقل والحلم


                              ارشاد القلوب ص 239: الحسن بن محمد الديلمي:..
                              اعلموا أن العقل حرز والحلم زينة والوفاء مروءة والعجلة سفه والسفه ضعف ومجالسة أهل الدنيا شين، ومخالطة أهل الفسوق ريبة، ومن استخف بإخوانه فسدت مروءته، ولا يهلك إلا المرتابون وينجو المهتدون الذين لم يتهموا الله في آجالهم طرفة عينٍ، ولا في أرزاقهم، فمروءتهم كاملة وحياؤهم كامل، يصبرون حتى يأتي بهم الله برزقٍ، ولا يبيعون شيئاً من دينهم ومروءاتهم بشيءٍ من الدنيا ولا يطلبون شيئاً منها بمعاصي الله، ومن عقل المرء ومروءته أن يسرع إلى قضاء حوائج اخوانه وان لم ينزلوها به، والعقل أفضل ما وهب الله تعالى للعبد إذ به نجاته في الدنيا من آفاتها وسلامته في الآخرة من عذابها، وقد قيل: إنهم وصفوا رجلاً عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحسن عبادته، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: انظروا إلى عقله فانما يجزى العباد يوم القيامة على قدر عقولهم، وحسن الأدب دليل على صحة العقل.

                              العقل والهمة والدين


                              اعيان الشيعة ج 4 – ص 88: السيد محسن الأمين العاملي..
                              قال (عليه السلام): لا أدب لمن لا عقل له، ولا مودّة لمن لا همّة له ولا حياة لمن لا دين له، ورأس العقل معاشرة الناس بالجميل، وبالعقل تدرك سعادة الدارين، ومن حرم العقل حرمهما جميعاً.

                              المروءة

                              سئل عن المروءة، فقال (عليه السلام): شح الرجل على دينه وإصلاحه ماله، وقيامه بالحقوق.

                              المروءة والكرم والنجدة


                              اليعقوبي، ص 268: روى: ان معاوية قال للإمام: يا أبا محمد، ثلاث خلال ما وجدت من يخبرني عنهن، قال: وما هن؟ قال: المروؤة والكرم والنجدة، قال:
                              أما المروءة فإصلاح الرجل أمر دينه، وحسن قيامه على ماله، ولين الكفّ وافشاء السلام، والتحبب إلى الناس. والكرم: العطية قبل السؤال والتبرع بالمعروف، والاطعام في المحل. ثم النجدة: الذبّ عن الجار، والمحاماة في الكريهة، والصبر عند الشدائد..

                              الصمت

                              وسئل عن الصمت؟ فقال:

                              هو ستر العيّ، وزين العرض، وفاعله في راحة، وجليسه في أمنِ.

                              وسئل عن الذلّ واللؤم فقال:

                              من لا يغضب من الجفوة، ولا يشكر على النعمة

                              وسئل عن العقول فقال:

                              ان تحرمهما.

                              الكبر والحرص والحسد

                              هلاك الناس في ثلاثٍ، الكبر، والحرص، والحسد

                              (الكبر) به هلاك الدين، وبه لعن إبليس.

                              و (الحرص) عدوّ النفس، وبه أخرج آدم من الجنة.

                              و (الحسد) رائد السوء، وبه قتل هابيل قابيل

                              وسئل عن (البخل) فقال:

                              هو أن يرى الرجل ما أنفقه، وما أمسكه شرفاً.

                              الناس أربعة



                              تاريخ دمشق لابن عساكر ح 12 – ص 531: أخبرنا ابوالقاسم بن السمرقندي حدثنا محمد بن علي بن الحسين بن سكته، عن محمد بن فارس بن محمد الغوري عن احمد بن جعفر بن أحمد العسكري عن عبد الله بن محمد القرشي عن يوسف بن موسى عن ابن عثمان عن سهل بن شعيب عن قنان النهمي عن جعيد بن همدان أن الحسن (عليه السلام) قال له:
                              يا جعيد بن همدان:
                              إن الناس أربعة: فمنهم من له خلاق وليس له خلق، ومنهم من له خلق وليس له خلاق، ومنهم من ليس له خلق ولا خلاق، فذاك أشرّ الناس. ومنهم من له خلق وخلاق فذاك أفضل الناس.

                              أحسن الناس

                              قيل له: من أحسن الناس عيشاً؟ قال:

                              من أشرك الناس في عيشه.

                              أشرّ الناس


                              تحف العقول:
                              وقيل؛ من أشرّ الناس؟ قال:

                              من لا يعيش في عيشه أحد.

                              شرّ الناس

                              قال رجل للحسن: من شرّ الناس؟ فقال:

                              من يرى أنّه خيرهم.

                              اذا طلبتم الحوائج

                              اذا طلبتم الحوائج، فاطلبوها من أهلها. – قيل: يا ابن رسول الله! ومن اهلها؟ قال: الذي خصّ الله في كتابه، وذكرهم فقال: (انما يتذكّر اولو الالباب). هم اولو العقول.

                              لا تمدح ولا تكذب

                              سأله رجل ان يكون صديقاً له وجليساً، فقال (عليه السلام) له:

                              إياك أن تمدحني، فأنا أعلم بنفسي منك، أو تكذبني فانّه لا أرى لمكذوب أو تغتاب عندي أحداً فقال الرجل: ائذن لي في الانصراف قال له: نعم اذا شئت.

                              السلام

                              من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه.

                              التقبيل

                              اذا لقي أحدكم أخاه، فليقبّل موضع النور من جبهته.

                              آداب الطعام


                              (أ) مصابيح الانوار في حل مشكلات الاخبار ج 2 – ص 271: السيد عبد الله شبر.

                              (ب) مكارم الاخلاق: الحسن بن الفضل الطبرسي.

                              (ج) من لا يحضره الفقيه: محمد بن علي الصدوق، عن جعفر بن محمد الصادق، عن آبائه، عن الحسن بن علي (عليه السلام) قال:
                              في المائدة اثنتا عشرة خصلة يجب على كل مسلم أن يعرفها، أربع فيها فرض، وأربع سنة وأربع تأديب:

                              الفرض: المعرفة، الرضا، التسمية، الشكر.

                              السنة: الوضوء قبل الطعام، الجلوس على الجانب الأيسر، الأكل بثلاثة أصابع، ولعق الأصابع.

                              التأديب: الأكل مما يليك، تصغير اللقمة، تجويد المضغ، قلة النظر في وجوه الناس.

                              غسل اليدين قبل الطعام ينفي الفقر وبعده ينفي الهم.

                              لقطات من الاخلاق


                              تاريخ دمشق لابن عساكر ج / 12 ص 533: اخبرنا ابو نصر بن رضوان عن ابي محمد الجوهري عن أبي محمد بن عمر بن حبوبة عن أبي بكر بن المرزبان عن أبي يعقوب النخعي عن الحرمازي قال: خطب الحسن بن علي (عليه السلام) بالكوفة فقال:
                              إعلموا يا أهل الكوفة! أن الحلم زينة والوفاء مروءة، والعجلة سفه، والفرّ ضعف، ومجالسة أهل الدناءة شين، ومخالطة أهل الفسوق ريبة.

                              العلم


                              تاريخ اليعقوبي ص 270: ان الحسن بن علي (عليه السلام) دعا بنيه وبني أخيه فقال:
                              يا بني و بني أخي، إنّكم صغار قومٍ، وتوشكون أن تكونوا كبار قوم آخرين، فتعلّموا العلم، فمن لم يستطع منكم أن يرويه او يحفظه، فليكتبه، في بيته.

                              علّم وتعلّم


                              الاثني عشرية ص 37.
                              علّم الناس وتعلّم علم غيرك، فتكون قد أتقنت علمك، وعلمت مالم تعلم.

                              حسن السؤال

                              حسن السؤال نصف العلم.

                              ولكلام ابن الزهراء روحي فداهم بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X