طلالة مختصرة على حياة الامام الحسن_(عليه السلام)
_اسمه_: الحسن
والده_: امير المؤمنين علي بن ابي طالب_(عليه السلام)
والدته_: فاطمة الزهراء(عليها السلام)سيدة نساء العالمين
جده_: خاتم الانبياء والمرسلين محمد_(صلى الله عليه وآله وسلم)
كنيته_: أبو محمد
لقبه_: التقي_، الطيب_، الزكي المجتبى_._._.
ميلاده_: 15 من شهر رمضان في السنة الثانية من الهجرة
صفته_: كان_(عليه السلام)أبيض اللون_، مشرباً بحمرة_، واسع العينين_، كث اللحية_، ليس بالطويل ولا بالقصير_، مليحاً_، عليه سيماء الانبياء
إمامته_: قام بالامر بعد أبيه وله سبع وثلاثون سنة
زوجاته_: تزوج_(عليه السلام)من ام اسحاق بنت طلحة وهند بنت سهيل وخولة بنت منظور وجعدة بنت الاشعث
أولاده_: زيد والحسن وعمرو والقاسم وعبد الله وعبد الرحمن والحسن الاثرم واُمّ الحسن واُمّ الحسين وفاطمة واُمّ سلمة ورقية واُمّ عبد الله وفاطمة_.
وفاته_: استشهد مسموماً على يد زوجته جعدة في 17 صفر سنة 49 من الهجرة وله من العمر سبع وأربعون سنة
فضائله_: هو من جملة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا
وهو من جملة الذين باهل بهم النبي_(صلى الله عليه وآله وسلم)
وهو من جملة أهل البيت_(عليهم السلام)
وهو من جملة الثقلين
وهو من جملة الذين أوجب الله ودّهم
وقال فيه رسول الله_(صلى الله عليه وآله وسلم)_: الحسن والحسين_(عليهما السلام)سيدا شباب اهل الجنة
وقال_(صلى الله عليه وآله وسلم)_: الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا
وقال_(صلى الله عليه وآله وسلم)_: الحسن والحسين ريحانتاي
_
الامام الحسن (ع) مع معاوية
من النقاط المهمة جداً فى حياة الامام الحسن (ع) هو ايضاح دوره كامام معصوم فى الحرب و الصلح، فمعاوية حاول ان يستغل الظروف الاستثنائية التى يمر بها اهل العراق خصوصاً الكوفة بعد استشهاد اميرالمؤمنين (ع) فجنّد الجيوش و استعد من جديد لخوض الحرب ضد الامام الحسن (ع) محاولاً بذلك اقتلاع جذور الاسلام و محاربة الرسالة و اهل بيت النبى (ع)، و كان على الامام الحسن (ع) ان يدفع هذا الدكتاتور المتجبّر المتعطش للدماء الا أنه رأى ان يراسله اولاً، فبعث اليه رسالة حذره فيها من مغبة الحرب و خطورتها و ان المسلمين اجمعوا على بيعته ـ الحسن (ع) ـ و طالبه ان يدخل تحت حكمه كباقى المسلمين، الا ان الشيطان الذى يرقد تحت وفرة معاوية دعاه للتمرّد و الاستهزاء و المراوغة.
و هكذا أحرّ معاوية على الحرب طمعاً فى الملك و المال و حقداً على بيت آل الرسول (ص) فمنذ القديم كان والده ابوسفيان هو قائد الحملات ضد النبى (ص) و اليوم جاء ولده معاوية ليواصل الباطل على الطريقة الامويه.
جيش معاوية
امتاز جيش معاوية بعدة نقاط و هنا سنذكر تركيبة جيش معاوية: فقد تألف جيش الباطل من هذه الفرق.
1ـ ما تبقى من قريش الذين دخلوا الاسلام خوفاً و ابغضوا رسول الله (ص) و دين الاسلام الى نهاية حياتهم، الا انهم يظهرون الاسلام اى ما تبقى من المنافقين و الذين فى قلوبهم مرض و بقايا الاحزاب.
2ـ بعض اليهود و النصارى الذين خدعهم معاوية بالمال من جهة، و بغضهم للامام الحسن (ع) باعتباره يمثل الدين الاسلامى الخالص من جهة اخرى و هؤلاء لايحترمون دماء المسلمين بشكل عام.
3ـ اهل الشام الذين امتازوا بالغباء و الجهل المطبق فقد اغراهم معاوية بالاموال و حشد فى عقولهم مجموعة اكاذيب حول الحسن (ع) و هكذا اتجه هذا الجيش و هو يحمل الحقد و البغض و المصالح، و سار معاوية بهؤلاء الذين امات الباطل قلوبهم و باعوا ضمائرهم و دينهم بالمال لحرب الامام الحسن (ع).
جيش الامام الحسن (ع)
و لما علم الامام (ع) ان معاوية سار اليه بستين الفاً، حشد الناس و حرضهم للدفاع عن الدين و التحقت بالامام الحسن (ع) مجاميع لم يرغب الامام بهم منذ البداية و لكن ما عساه ان يقول لهم، فقد ابتلى بهم كما ابتلى جده النّبى (ص) بالمنافقين، فتركب جيش الامام الحسن (ع) من هؤلاء:
1ـ الشيعة المخلصون الذين التفوا حول امامهم بكل وعى و قناعة و علم.
2ـ الخوارج الذين لايحترمون الحسن بل لايرون اى فرق بينه و بين معاوية فالمهم عندهم انهم يتخلصون من الاثنين و لاسيما من معاوية الذى حاربوه أول الامر.
3ـ و مجاميع قبيلة غير واعية تعصبو لرؤساء قبائلهم و قادهم الطمع أو الانتقام أو الخجل من الامام الحسن (ع) و الا فهم قد تعبوا من الحرب
و هكذا سار الامام الحسن (ع) باصحابه الذين لا يرغبون بالحرب ابداً الا مجموعة خاصة_ منه، فساروا بنفسيات منكهة و متعبة و عدم قناعة و دراية و وعىّ.
معاوية يستخدم الدعاية و المال
لقد عرف معاوية ان عزيمة الامام الحسن (ع) لا تختلف عن عزيمة والده على (ع) و انه سيحاربه الى نهاية الخط، وهو مسبقاً كان قد جرّب الحرب مع اهل البيت و رأى بسالتهم و قوتهم، فعرف ان الحرب ليست لصالحه مادام الحسن يعيش روح الايمان المطلق. و لذلك استخدم المكائد و المؤمرات فقد سخّر مجموعة من الافراد أوكل الى بعضهم اعمالاً و الى الاخرين اعمالاً اخرى.
أـ فقد بعث بعضهم جواسيس يجلبون له الاخبار عن روحية جيش الحسن و أوكل الى هؤلاء ان يبثوا الدعايات فى اوساط جيش الحسن، فبث هؤلاء اخباراً مفادها ان الامراء الذين عيّنهم الامام الحسن (ع) فى بعض السرايا قد ذهبوا الى معاوية و تركوا الحسن (ع) و عملت هذه الدعايات عملها و فعلت فعلها فى الجيش فانقسم الجند بين مؤيد و بين منكر و هكذا توغلت الفتن الى_ جيش الحسن (ع).
ب ـ و بعث بعض الرجال و اعطاهم الاموال الخطيرة ليدفعوها الى عبيدالله بن عباس قائد جيش الامام الحسن (ع) و اوعده بمليون درهم اذا ترك جبهة الحسن و التحق بمعاوية، و هكذا فعلوا مع بقية القادة، حتى التحق بمعاوية ثمانية آلاف جندى، ثم اشاعوا فى اوساط الجيش ان الحسن يراسل معاوية سراً و انه صالحه سراً فلا داعى للحرب و القتال و...
و هكذا نجحت دسائس معاوية و مكره و الاعيبه و خارت نفسيات جيش الحسن (ع) فالتحق بعضهم بمعاوية و انسحب البعض الاخر و بالتالى لم يبق مع الامام الحسن (ع) سوى مجموعة قليلة من شيعته و محبيه يدافعون عنه من خطر الخوارج الذين صدّقوا بدعايات معاوية فحاولوا قتل الامام الحسن (ع) عدّة مرات، مع ان الامام وقف امامهم و وضح لهم الامور و انه لم يصالح معاوية ولم يراسله من اجل ذلك بل هو مصمم على الحرب، الا ان الدعايات و الاشاعات كانت فقد اثرت الاثر البليغ فى العقول الضعيفة.
_ معاهدة الحسن (ع) مع معاوية
و بذلك وجد الامام الحسن (ع) نفسه وحيداً مع شيعته القليلة و عرف من الحوادث و الظروف الضاغطه عليه انه و شيعته أمام خطرين: 1ـ خطر معاوية._ 2ـ خطر الخوارج و المغفلين
و خاف الامام ان تتطور الامور فيستغل النصارى و اليهود مثل هذه الاجواء لضرب الاسلام فرأى فى ان يعقد هدنة مع معاوية لاسيما مع:
1ـ ان معاوية بعث اليه انه مستعد للصلح معه.
2ـ عدم وجود جيش كاف لحرب معاوية.
فبعث الى معاوية رسالة يدعوه للهدنة بينهما الى مجموعة من الشروط يلتزم بها معاوية، فوافق معاوية على ذلك فوراً و كانت شروط الهدنة هى:
1ـ ان يعمل معاوية بكتاب الله و سنة رسوله (و هو يعنى ان معاوية لم يكن كذلك)
2ـ ان يرفع السب عن اميرالمؤمنين علىّ (ع)
3ـ ان لايطارد شيعة علىّ (ع) و لا يقتلهم.
4ـ ان لا يعهد معاوية الى أحد بعده بل الخلافة للحسن و من ثم للحسين (ع)
5ـ ان الناس آمنون حيث كانوا.
و وافق معاوية ابتداءاً على هذه الشروط و انتهى النزاع بين الطرفين، الا ان معاوية كعادته فلم تمض فترة من الزمن الا و اعلن تمرده على الامام الحسن (ع) مرة ثانية، فى حين كان الحسن قد غادر الكوفة الى المدينة لتدخل الكوفة الى ملك معاوية، ايضاً فقال معاوية أمام الناس: ألا و ان الحسن بن علىّ قد اشترط علينا شروطاً هى تحت قدمى، و هكذا صرح معاوية ان خائن و مجرم و ماكر و لا يعرف للقيم و المبادى، اى طريق، و بكل بساطه عاد معاوية الى سب علىّ و آل علىّ (ع) و مطاردة شيعته و قتلهم اينما وجدوا و أمر عماله فى اطراف البلاد ان يقتلوا كل من يروى فضيلة لعلىّ (ع)، بل يشجع الرواة الخونة ان يدسوا الفضائل المزورة فى عثمان و بنى_امية و فى فضله هو الاخر، وراح معاوية يتلاعب بتأريخ الاسلام و يهتك الاعراض و يريق الدماء و خان وثيقة المعاهدة و مزقها و جعلها تحت قدمه نكاية بالاسلام و رموزه الاطهار من آل محمد (ص) و لم يكتف معاوية بذلك بل سعى لقتل الحسن (ع) كما ستعلم بعد قليل.
الامام الحسن (ع) فى مدينة جدّه (ص)
بعدما عاد الامام الحسن (ع) الى مدينة النبى (ص) استقبله اهلها بحفاوه و حرارة و رحبوا به كثيراً فهو سبط النبىّ و هو علامة الايمان و هو من اوجب الله مودته و معرفته و التمسك به و فرض طاعته على العباد، و من المدينة قام الامام الحسن (ع) بعد ما عرف ان معاوية خان العهد و تمرد على الحق والدين، قام (ع) بفضح بنى اميّة و عدائهم للاسلام و عمد الى تربية اصحابه تربية سياسية واعية للاحداث و المجريات كما و رباهم تربية روحية فائقة ليكونوا أداة الحق و نشره. الا ان معاوية شعر مرة اخرى ان الحسن ما زال يقف له بالمرصاد و ان حربه البارده هذه تؤثر و تقلق فكر معاوية كثيراً، فهو يخشى العلم و يهرب من الحقائق لذلك تراه يستجمع حوله كل ضحل فى عقله و سخيف فى رأيه و بليد فى فهمه فهو يبنى مملكته على الذين هم اضل من الانعام، و لذلك سعى بكل حيلة لقتل الامام الحسن (ع) فبعث رجاله الخبثاء و اتصلوا بزوجة الامام الحسن (ع) «جعده بنت الاشعث» فوجدها على استعداد تام لكى تقوم لهم بهذا الدور الخطير كما كانت تحمل هذا المرأه من الكره و الحقد للامام الحسن (ع) هى و والدها و اخوها.
فبعث معاوية الى ملك الروم رسولاً يطلب منه سماً قتالاً و اخبره انه يريده لابن النّبى (ص) ففرح ملك الروم و شهر انه سوف يتخلص من اهم رموز الاسلام الاصيل فبعث سماً رهيباً سريع المفعول لمعاوية و هكذا دسّ هذا السم بالعسل و سقى به الامام الحسن (ع). و بدأ الحسن يتلفظ امعائه و كبده الذى تقطع قطعاً قطعاً يتلفظه من فمه الطاهر و طلب من اخيه الحسين ان يتسلم منه مواريث النّبوة كما اوصاه امير المؤمنين ثم اوصى بقية وصاياه العامة الى اهل بيته و فارقت روحه الطاهرة بدنه الشريف.
شخصية الامام الحسن_(عليه السلام)
كان للحسن هيبة الملوك وصفات الانبياء ووقار الاوصياء_، كان أشبه الناس برسول الله_(صلى الله عليه وآله وسلم)_، وكان يُبسط له على باب داره بساطاً يجلس عليه مع وجهاء وكبار الاُمة فاذا خرج وجلس إنقطع الطريق_، فما يمر من ذلك الطريق أحد اجلالاً للحسن_، وكان يحجّ الى بيت الله من المدينة ماشياً على قدميه والمحامل تُقاد بين يديه وكلما رآه الناس كذلك نزلوا من دوابهم ومشوا احتراماً للحسن_(عليه السلام)حتى أعداءه أمثال سعد بن أبي وقاص_.
وذات مرّة جاءه أحد المعجبين به فقال له_: إن فيك عظمة فقال_(عليه السلام)موضحاً_: بل فيَّ عزة قال الله تعالى_: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) وقال واصل بن عطاء يصف شخصية الحسن_: عليه سيماء الانبياء وبهاء الملوك_، ولذلك لم يتردد أحد من المسلمين في العراق والمدينة من بيعة الحسن بعد أبيه لعظيم شخصيته وسعة علومه وعجيب آدابه وحلمه وزهده_.
موفقين
_اسمه_: الحسن
والده_: امير المؤمنين علي بن ابي طالب_(عليه السلام)
والدته_: فاطمة الزهراء(عليها السلام)سيدة نساء العالمين
جده_: خاتم الانبياء والمرسلين محمد_(صلى الله عليه وآله وسلم)
كنيته_: أبو محمد
لقبه_: التقي_، الطيب_، الزكي المجتبى_._._.
ميلاده_: 15 من شهر رمضان في السنة الثانية من الهجرة
صفته_: كان_(عليه السلام)أبيض اللون_، مشرباً بحمرة_، واسع العينين_، كث اللحية_، ليس بالطويل ولا بالقصير_، مليحاً_، عليه سيماء الانبياء
إمامته_: قام بالامر بعد أبيه وله سبع وثلاثون سنة
زوجاته_: تزوج_(عليه السلام)من ام اسحاق بنت طلحة وهند بنت سهيل وخولة بنت منظور وجعدة بنت الاشعث
أولاده_: زيد والحسن وعمرو والقاسم وعبد الله وعبد الرحمن والحسن الاثرم واُمّ الحسن واُمّ الحسين وفاطمة واُمّ سلمة ورقية واُمّ عبد الله وفاطمة_.
وفاته_: استشهد مسموماً على يد زوجته جعدة في 17 صفر سنة 49 من الهجرة وله من العمر سبع وأربعون سنة
فضائله_: هو من جملة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا
وهو من جملة الذين باهل بهم النبي_(صلى الله عليه وآله وسلم)
وهو من جملة أهل البيت_(عليهم السلام)
وهو من جملة الثقلين
وهو من جملة الذين أوجب الله ودّهم
وقال فيه رسول الله_(صلى الله عليه وآله وسلم)_: الحسن والحسين_(عليهما السلام)سيدا شباب اهل الجنة
وقال_(صلى الله عليه وآله وسلم)_: الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا
وقال_(صلى الله عليه وآله وسلم)_: الحسن والحسين ريحانتاي
_
الامام الحسن (ع) مع معاوية
من النقاط المهمة جداً فى حياة الامام الحسن (ع) هو ايضاح دوره كامام معصوم فى الحرب و الصلح، فمعاوية حاول ان يستغل الظروف الاستثنائية التى يمر بها اهل العراق خصوصاً الكوفة بعد استشهاد اميرالمؤمنين (ع) فجنّد الجيوش و استعد من جديد لخوض الحرب ضد الامام الحسن (ع) محاولاً بذلك اقتلاع جذور الاسلام و محاربة الرسالة و اهل بيت النبى (ع)، و كان على الامام الحسن (ع) ان يدفع هذا الدكتاتور المتجبّر المتعطش للدماء الا أنه رأى ان يراسله اولاً، فبعث اليه رسالة حذره فيها من مغبة الحرب و خطورتها و ان المسلمين اجمعوا على بيعته ـ الحسن (ع) ـ و طالبه ان يدخل تحت حكمه كباقى المسلمين، الا ان الشيطان الذى يرقد تحت وفرة معاوية دعاه للتمرّد و الاستهزاء و المراوغة.
و هكذا أحرّ معاوية على الحرب طمعاً فى الملك و المال و حقداً على بيت آل الرسول (ص) فمنذ القديم كان والده ابوسفيان هو قائد الحملات ضد النبى (ص) و اليوم جاء ولده معاوية ليواصل الباطل على الطريقة الامويه.
جيش معاوية
امتاز جيش معاوية بعدة نقاط و هنا سنذكر تركيبة جيش معاوية: فقد تألف جيش الباطل من هذه الفرق.
1ـ ما تبقى من قريش الذين دخلوا الاسلام خوفاً و ابغضوا رسول الله (ص) و دين الاسلام الى نهاية حياتهم، الا انهم يظهرون الاسلام اى ما تبقى من المنافقين و الذين فى قلوبهم مرض و بقايا الاحزاب.
2ـ بعض اليهود و النصارى الذين خدعهم معاوية بالمال من جهة، و بغضهم للامام الحسن (ع) باعتباره يمثل الدين الاسلامى الخالص من جهة اخرى و هؤلاء لايحترمون دماء المسلمين بشكل عام.
3ـ اهل الشام الذين امتازوا بالغباء و الجهل المطبق فقد اغراهم معاوية بالاموال و حشد فى عقولهم مجموعة اكاذيب حول الحسن (ع) و هكذا اتجه هذا الجيش و هو يحمل الحقد و البغض و المصالح، و سار معاوية بهؤلاء الذين امات الباطل قلوبهم و باعوا ضمائرهم و دينهم بالمال لحرب الامام الحسن (ع).
جيش الامام الحسن (ع)
و لما علم الامام (ع) ان معاوية سار اليه بستين الفاً، حشد الناس و حرضهم للدفاع عن الدين و التحقت بالامام الحسن (ع) مجاميع لم يرغب الامام بهم منذ البداية و لكن ما عساه ان يقول لهم، فقد ابتلى بهم كما ابتلى جده النّبى (ص) بالمنافقين، فتركب جيش الامام الحسن (ع) من هؤلاء:
1ـ الشيعة المخلصون الذين التفوا حول امامهم بكل وعى و قناعة و علم.
2ـ الخوارج الذين لايحترمون الحسن بل لايرون اى فرق بينه و بين معاوية فالمهم عندهم انهم يتخلصون من الاثنين و لاسيما من معاوية الذى حاربوه أول الامر.
3ـ و مجاميع قبيلة غير واعية تعصبو لرؤساء قبائلهم و قادهم الطمع أو الانتقام أو الخجل من الامام الحسن (ع) و الا فهم قد تعبوا من الحرب
و هكذا سار الامام الحسن (ع) باصحابه الذين لا يرغبون بالحرب ابداً الا مجموعة خاصة_ منه، فساروا بنفسيات منكهة و متعبة و عدم قناعة و دراية و وعىّ.
معاوية يستخدم الدعاية و المال
لقد عرف معاوية ان عزيمة الامام الحسن (ع) لا تختلف عن عزيمة والده على (ع) و انه سيحاربه الى نهاية الخط، وهو مسبقاً كان قد جرّب الحرب مع اهل البيت و رأى بسالتهم و قوتهم، فعرف ان الحرب ليست لصالحه مادام الحسن يعيش روح الايمان المطلق. و لذلك استخدم المكائد و المؤمرات فقد سخّر مجموعة من الافراد أوكل الى بعضهم اعمالاً و الى الاخرين اعمالاً اخرى.
أـ فقد بعث بعضهم جواسيس يجلبون له الاخبار عن روحية جيش الحسن و أوكل الى هؤلاء ان يبثوا الدعايات فى اوساط جيش الحسن، فبث هؤلاء اخباراً مفادها ان الامراء الذين عيّنهم الامام الحسن (ع) فى بعض السرايا قد ذهبوا الى معاوية و تركوا الحسن (ع) و عملت هذه الدعايات عملها و فعلت فعلها فى الجيش فانقسم الجند بين مؤيد و بين منكر و هكذا توغلت الفتن الى_ جيش الحسن (ع).
ب ـ و بعث بعض الرجال و اعطاهم الاموال الخطيرة ليدفعوها الى عبيدالله بن عباس قائد جيش الامام الحسن (ع) و اوعده بمليون درهم اذا ترك جبهة الحسن و التحق بمعاوية، و هكذا فعلوا مع بقية القادة، حتى التحق بمعاوية ثمانية آلاف جندى، ثم اشاعوا فى اوساط الجيش ان الحسن يراسل معاوية سراً و انه صالحه سراً فلا داعى للحرب و القتال و...
و هكذا نجحت دسائس معاوية و مكره و الاعيبه و خارت نفسيات جيش الحسن (ع) فالتحق بعضهم بمعاوية و انسحب البعض الاخر و بالتالى لم يبق مع الامام الحسن (ع) سوى مجموعة قليلة من شيعته و محبيه يدافعون عنه من خطر الخوارج الذين صدّقوا بدعايات معاوية فحاولوا قتل الامام الحسن (ع) عدّة مرات، مع ان الامام وقف امامهم و وضح لهم الامور و انه لم يصالح معاوية ولم يراسله من اجل ذلك بل هو مصمم على الحرب، الا ان الدعايات و الاشاعات كانت فقد اثرت الاثر البليغ فى العقول الضعيفة.
_ معاهدة الحسن (ع) مع معاوية
و بذلك وجد الامام الحسن (ع) نفسه وحيداً مع شيعته القليلة و عرف من الحوادث و الظروف الضاغطه عليه انه و شيعته أمام خطرين: 1ـ خطر معاوية._ 2ـ خطر الخوارج و المغفلين
و خاف الامام ان تتطور الامور فيستغل النصارى و اليهود مثل هذه الاجواء لضرب الاسلام فرأى فى ان يعقد هدنة مع معاوية لاسيما مع:
1ـ ان معاوية بعث اليه انه مستعد للصلح معه.
2ـ عدم وجود جيش كاف لحرب معاوية.
فبعث الى معاوية رسالة يدعوه للهدنة بينهما الى مجموعة من الشروط يلتزم بها معاوية، فوافق معاوية على ذلك فوراً و كانت شروط الهدنة هى:
1ـ ان يعمل معاوية بكتاب الله و سنة رسوله (و هو يعنى ان معاوية لم يكن كذلك)
2ـ ان يرفع السب عن اميرالمؤمنين علىّ (ع)
3ـ ان لايطارد شيعة علىّ (ع) و لا يقتلهم.
4ـ ان لا يعهد معاوية الى أحد بعده بل الخلافة للحسن و من ثم للحسين (ع)
5ـ ان الناس آمنون حيث كانوا.
و وافق معاوية ابتداءاً على هذه الشروط و انتهى النزاع بين الطرفين، الا ان معاوية كعادته فلم تمض فترة من الزمن الا و اعلن تمرده على الامام الحسن (ع) مرة ثانية، فى حين كان الحسن قد غادر الكوفة الى المدينة لتدخل الكوفة الى ملك معاوية، ايضاً فقال معاوية أمام الناس: ألا و ان الحسن بن علىّ قد اشترط علينا شروطاً هى تحت قدمى، و هكذا صرح معاوية ان خائن و مجرم و ماكر و لا يعرف للقيم و المبادى، اى طريق، و بكل بساطه عاد معاوية الى سب علىّ و آل علىّ (ع) و مطاردة شيعته و قتلهم اينما وجدوا و أمر عماله فى اطراف البلاد ان يقتلوا كل من يروى فضيلة لعلىّ (ع)، بل يشجع الرواة الخونة ان يدسوا الفضائل المزورة فى عثمان و بنى_امية و فى فضله هو الاخر، وراح معاوية يتلاعب بتأريخ الاسلام و يهتك الاعراض و يريق الدماء و خان وثيقة المعاهدة و مزقها و جعلها تحت قدمه نكاية بالاسلام و رموزه الاطهار من آل محمد (ص) و لم يكتف معاوية بذلك بل سعى لقتل الحسن (ع) كما ستعلم بعد قليل.
الامام الحسن (ع) فى مدينة جدّه (ص)
بعدما عاد الامام الحسن (ع) الى مدينة النبى (ص) استقبله اهلها بحفاوه و حرارة و رحبوا به كثيراً فهو سبط النبىّ و هو علامة الايمان و هو من اوجب الله مودته و معرفته و التمسك به و فرض طاعته على العباد، و من المدينة قام الامام الحسن (ع) بعد ما عرف ان معاوية خان العهد و تمرد على الحق والدين، قام (ع) بفضح بنى اميّة و عدائهم للاسلام و عمد الى تربية اصحابه تربية سياسية واعية للاحداث و المجريات كما و رباهم تربية روحية فائقة ليكونوا أداة الحق و نشره. الا ان معاوية شعر مرة اخرى ان الحسن ما زال يقف له بالمرصاد و ان حربه البارده هذه تؤثر و تقلق فكر معاوية كثيراً، فهو يخشى العلم و يهرب من الحقائق لذلك تراه يستجمع حوله كل ضحل فى عقله و سخيف فى رأيه و بليد فى فهمه فهو يبنى مملكته على الذين هم اضل من الانعام، و لذلك سعى بكل حيلة لقتل الامام الحسن (ع) فبعث رجاله الخبثاء و اتصلوا بزوجة الامام الحسن (ع) «جعده بنت الاشعث» فوجدها على استعداد تام لكى تقوم لهم بهذا الدور الخطير كما كانت تحمل هذا المرأه من الكره و الحقد للامام الحسن (ع) هى و والدها و اخوها.
فبعث معاوية الى ملك الروم رسولاً يطلب منه سماً قتالاً و اخبره انه يريده لابن النّبى (ص) ففرح ملك الروم و شهر انه سوف يتخلص من اهم رموز الاسلام الاصيل فبعث سماً رهيباً سريع المفعول لمعاوية و هكذا دسّ هذا السم بالعسل و سقى به الامام الحسن (ع). و بدأ الحسن يتلفظ امعائه و كبده الذى تقطع قطعاً قطعاً يتلفظه من فمه الطاهر و طلب من اخيه الحسين ان يتسلم منه مواريث النّبوة كما اوصاه امير المؤمنين ثم اوصى بقية وصاياه العامة الى اهل بيته و فارقت روحه الطاهرة بدنه الشريف.
شخصية الامام الحسن_(عليه السلام)
كان للحسن هيبة الملوك وصفات الانبياء ووقار الاوصياء_، كان أشبه الناس برسول الله_(صلى الله عليه وآله وسلم)_، وكان يُبسط له على باب داره بساطاً يجلس عليه مع وجهاء وكبار الاُمة فاذا خرج وجلس إنقطع الطريق_، فما يمر من ذلك الطريق أحد اجلالاً للحسن_، وكان يحجّ الى بيت الله من المدينة ماشياً على قدميه والمحامل تُقاد بين يديه وكلما رآه الناس كذلك نزلوا من دوابهم ومشوا احتراماً للحسن_(عليه السلام)حتى أعداءه أمثال سعد بن أبي وقاص_.
وذات مرّة جاءه أحد المعجبين به فقال له_: إن فيك عظمة فقال_(عليه السلام)موضحاً_: بل فيَّ عزة قال الله تعالى_: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) وقال واصل بن عطاء يصف شخصية الحسن_: عليه سيماء الانبياء وبهاء الملوك_، ولذلك لم يتردد أحد من المسلمين في العراق والمدينة من بيعة الحسن بعد أبيه لعظيم شخصيته وسعة علومه وعجيب آدابه وحلمه وزهده_.
موفقين
تعليق