التصويت على الدستور والمواقف المرتجلة
الشيخ حسن الزركاني
مما يؤسف له في المشهد السياسي العراقي هي لغة التخوين الجاهزة حينما يتحول الشريف والمجاهد والمعارض الى خائن او عميل او انتهازي او اي شيء فيه شتيمة وتشيخص يبيح للارهابي قتل المنبوز بالقابنا لمجرد اختلاف الرأي او التشخيص، او العكس فقد يتحول الخائن ال ال ال الى الوطني المعارض الشريف المجاهد الواعي وتغيب لغة التقييم المنطقي والحوار العادل في وصف الموصوف بما هو عليه واعطاء كل ذي حق حقه بطريقة هادفة تعين العراقيين على تاسيس حالة حضارية افضل وتعرفهم بحقيقة الجهات التي تمثلهم .
واعقتد ان هذا السلوك سوف يؤذي الحاضر العراقي مما يؤرقنا ونحن نتأمل المستقبل القريب الذي ينبئ بالرعب اذا ما استمر الساسة العراقيين بانتهاج هذا النهج المتطرف على طريقة ان لم تكن معي فانت الشيطان وان كنت معي فانت الملاك حتى لو كنت الشيطان بشحمه ولحمه, قد تكون هذه المقدمة واضحة للعديد من المراقبين وقد يجد لها عشرات الامثلة والمصاديق لان المواقف السياسية في العراق غير مبنية على رؤية مسؤولة تنظر بعين الحاضر والمستقبل فالكثير من المواقف ارتجالية لا تنظر ابعد من اللحظة المعاشة ولا يمكنها ان تعطي للمستقبل حيزا من الاهمية يعي معها صاحبها بانه قد يضطر بعد ايام او بعد تغير المواقف ان يرجع حليفا لمن يصفه الان بابشع التهم والاوصاف ويقصيه وينهيه من خارطة التحالف المحتملة لا بل يبدو من العبارات المستخدمة ان لغة التخوين تُخرج المتهم من الوطن والدين والملة مما يبيح ماله ودمه ويهتك عرضه.. بالتاكيد انا لا احكم بالمطلق على كل من يتعاطى الشان السياسي في العراق ولكن وبحسب المراقبة هي السمة الغالبة الا ما رحم ربي.
ولو تاملنا المشهد القريب حينما كثر الجدل حول قضية الاستفتاء على الدستور ومراقبة المواقف منه، كنت اقول ان المواقف قد تطرفت وهذا يجعل الكل في حرج فان لم تكن معي فانت كذا وكذا ... المصوتين بنعم ذهبوا الى اقصى ما يمكن والمصوتين بلا ذهبوا الى اكثر من ذلك حينما طالب البعض منهم عدم المشاركة بالتصويت انا احترم خيارات الجميع من قضية الدستور ولهم الحق في تبني موقفهم تجاهه، لكن بحسب المقدمة التي قدمناها اقول ان هذه المواقف مضافا الى الخلفية السيكلوجية للساسة العراقيين جعلت المشهد مرتبك ومربك لا بل مرعب لان المخالف لهذا او ذاك لا بد ان يضع في حساباته ان كل متبنياته السياسية وتشخيصاته للمصلحة من وجهة نظره لا يستطيع تطبيقها على ارض الواقع لان هناك من تخندق مبكرا في خندق ولا يرضى للاخرين ان يختاروا غير خندقه والا فعليهم ما عليهم واوضح شاهد على هذا هو الموقف الذي جوبه به الحزب السلامي العراقي الذي كان من اعمدة المشهد السياسي السني وكان له دوره البارز في تمثيل السنة وفق المحاصصة البريمرية في مجلس الحكم ولا زال الكثير من اعضاءه بطريقة واخرى يشغلون اهم المناصب الادارية في الواجهات السياسية المتتالية على الحكم في العراق ولهم من المواقف المتضامنة والمؤيدة للموقف السني العام الكثير وبالكاد كنا نشخص حزب سياسي سني اكثر ظهورا وانتشارا من هذا الحزب بعد سقوط النظام السابق على خلفية ارتباطه بالاخوان المسلمين فالكل متفق ان للسنة واجهتين في بداية الامر الحزب الاسلامي وهيئة العلماء الاول داخل مجلس الحكم والثاني خارجه، وبعد حين تدخل الوقف السني ليضيف واجهة ثالثة وبعدها صار هناك لجنة الحوار وماشابه ذلك من الاطراف الاخرى، ولم يكن من بين هذه الجهات جهة حزبية غير الحزب المعني ولم نشهد ان هناك اختلاف او خلاف ما بينه وبين المواقف السنية العامة الا ما كان داخل البيت الواحد والا معلن،ولكن في موقفه الاخير حينما وافق في اللحظات الاخيرة على مسودة الدستور انطلقت حملة رهيبة لتكشف عن النقاب عن حقائق او تهم لم يعلن في السابق عنها ولا جزء الجزء ولا حتى بالتلميح من قبل الجهات التي تتبنى الموقف المغاير اليوم من هذا الحزب.
مما يجعل المراقب يستغرب فقبل ايام لا تتجاوز اصابع اليد كان هذا الحزب واجهة للسنة العرب ويناظر ويعارض ويستشكل وما شابه باسمهم ولم يكن هناك اعتراض على دوره ولم نسمع من يقول ان هؤلاء لا يمثلوننا او انهم اعدائنا او انهم ليس بعرب وووو..ما ان اتخذ موقفا مخالفا انتفض الجميع بشكل غريب واليكم التهم واختلاف التقييم بحسب المقدمة التي قدمناها:
في لقاء لي على Lbc يوم الاستفتاء كان هناك مداخلة للمطلق الذي قال ان الحزب الاسلامي تامر علينا وعقد صفقة مع الاحتلال ولم يظهر موقفه الا في اللحظات الاخيرة ليربك موقف السنة .
استشكل مشعان الجبوري على عبارة ان الحزب الاسلامي من الواجهات السياسية السنية المهمة ونفى ان يكون لهذا الحزب هذه الصفة او الشعبية وتحفظ على هذا الوصف.
يصرح اخر بان هذا الحزب غير مسؤول عن الموقف السني ولا علاقة له به لاننا اكتشفنا ان محسن عبد الحميد رئيس هذا الحزب ليس عربي بل كردي او تركماني وبالتالي فهو غير محسوب على السنة.
تحدثت بعض المقالات بلغة الاستغراب وبعناوين استفزازية مثل هذا العنوان ((من قال الحزب الإسلامي معارضا للإحتلال.. فهو الحزب الذي ذبح الصدريين وخان الفلوجيين؟))
ووصف اخرون قادة الحزب بالتقلب والانتهازية وشبهوه بمجلس قيادة الثورة المقبور
ووصف احدهم الظاهرة بانها شركة وليس حزب،ولاصحابها محسن عبد الحميد المستفيد الاول من الاحتلال والسفارة الامريكية في بغداد، وطارق الهاشمي بائع الأسئلة وخائن الأمانة التعليمية والوظيفية، وأياد السامرائي الذي إشترك في مؤتمر لندن الذي نحر العراق على طاولة شارون وبوش.
وتطرف الرأي الذي قال باننا نعتقد ان خصم السنة هو الحزب الاسلامي الذي وصفه بالمدلس والرقيب والمخبر على المضارب السنية وخادم السفارة الامريكية والاحتلال وشق الصف السني.
ومنهم من طالب العراقيين بتذكر موقف الحزب في قضية الفلوجة حيث نعته بالموقف المشين تجاه اهالي الفلوجة حينما توسط مستميتا وبثمن مدفوع لايهام المدينة وأهلها ، بان الحزب يعمل لانتشالهم، والحقيقة انهم عملوا على انقاذ قوات الاحتلال وسمعة الرئيس بوش ورامسفيلد التي هبطت في الشارع الامريكي والهدف الآخر (طائفي) بغيض، وهدف سياسي لا يحتوي على الأخلاق وهو عزل ( الصدريين) عن ( الفلوجيين) من أجل هلاكهم وقتلهم ليقدموا هدية الى نغربوبنتي في حينها، والى الإدارة الأميركية، وكان ( المايسترو) هو صاحبهم الزعلان إتفاقا مع الحزب ( حاجم الحسني) الذي كان يجلس في غرفة العمليات في السفارة الأميركية ليشارك ضد أهالي الفلوجة.
واكتفي بالوصف الاخير الذي قال ان الحزب الإسلامي مطية للإحتلال ومنذ اليوم الأول للإحتلال ولازال، ولم يختلف مع الإحتلال ولكنه كان يمثل دورا رسمته له السفارة الأميركية في بغداد.
انا هنا لا اتبنى موقع المدافع عن الحزب الاسلامي العراقي ولا اتبنى الهجوم عليه ولكني اتخذت من الحالة القريبة شاهدا على التطرف السياسي في العراق والذي يساهم بشكل وباخر بتعقيد الموقف الامني ويدق اسفين الحرب الاهلية بغض النظر عن الحالة المذهبية فقد قامت بعض الجهات المسلحة بعد هذه التصريحات بالهجوم على مقرات الحزب الاسلامي في محافظة الرمادي واحرقتها مما جعل البعض تماشيا مع الموقف المتشنج يعلن براءته من الحزب المذكور والقضية الى الان لا زالت داخل المذهب الواحد فلا يوجد هنا شيعة وسنة ولا عرب واكراد ولا مسلمين ومسيحين بل هي قضية سنية سنية.
فأخلص الى القول اذا كان عدونا يريد ايقاع الفتنة بيننا ويدق أسفين الفرقة بتحريكه أوتار الطائفية فقد تفوقنا عليه في ان نجعل التطرف ابعد مما يريد، حينما دفعناها الى داخل المذهب الواحد باساليبنا السياسية المتشنجة وتصريحاتنا المستعجلة فالقارئ والمتتبع لا اظنه يتعاطف مع هذه التصريحات ولا يتفاعل معها بل قد تكون ردود الفعل عكسية وتعود على الطرفين المطلق للاتهام والمتلقي له بنفس الدرجة من السوء لان المعلومات المذكورة ليس وليدة الساعة فلو عدنا وتتبعنا كل المواقف السابقة لاكتشفنا انها تدل على وجود شيء تحت الرماد وما ان جاءت الفرصة الواتية حتى انطلقت كل المستورات الى عالم الكشف والاشهار في حملة متسرعة غير مدروسة معظم دوافعها سياسية للتصدر على الواجهة السياسية وملء الفراغ، وهنا لنا الحق ان نتسائل لماذا لم يعلن عن هذه الحقائق اذا كانت حقائق في حينها لان كل ما طرح له علاقة بالماضي وليس من المستقبل ولا الحاضر فحينما يتهم الحزب بشخصياته القيادية وتوصف باشع الاوصاف فلماذا كنتم تتعاطون معهم وتجعلوهم واجهة سياسية للعراق اولا وللسنة ثانية وهل يعقل انكم اكتشفتم ان رئيس الحزب ليس عربي سني بل سني من القوميات الاخرى في ساعة مواقفته على الدستور حتى يقال انه لا علاقة له بالموقف السني وتوضف بعد اختلاف المواقف.
وهل نحن الان نعيش معركة النجف والفلوجة حتى تثار مسالة دور الحزب في هاتين القضيتين أليس من باب الانصاف ان تعلن هذه الحقائق في حينها ام ان عين الرضا عن كل ذنب غضيضة وعين القبح تبدي ان الحزب الاسلامي نسخة طبق الاصل عن مجلس قيادة الثورة لحزب البعث المقبور.
واذا كان الحزب الاسلامي مطية الاحتلال من اليوم الاول للاحتلال لماذا لم يكشف هذا الواقع ولماذا سكتم طيلة هذه المدة على الحزب وهو يحمل راية السنة لتصفوه اليوم بخصم السنة على اعتقاد البعض. واذا كان الحزب هو الجاسوس والعميل على اهالي الفلوجة فلماذا سمحتم بانتشار مقراته في هذه المدينة التي لم تحرق مقراته الا بعد الاختلاف في الرأي ..
كل هذه التناقضات غير منطقية وغير معقولة ولا بد ان يحاسب الشعب ولو اخلاقيا هؤلاء الذين عرفوا بكل هذه الحقائق ان كانت حقائق ولم يكشفوها في حينها حتى يستطيع العراقي ان يعرف كل جهة على حقيقتها ويتعامل معها بحسب وزنها وحجمها وان لم تكن كذلك اي لم تكن حقائق بل تهم فعلى الناس بعد ان يتثبتوا من صدقها او عدمها ان لا يحترموا هذه التصريحات في المستقبل والتي ستفاجئنا بالمزيد مما يزيد المشهد العراقي تشوها وعقده تعقيدا في الوقت الذي نريد انتشال البلد من كل مظاهر السوء الذي عمته ونسعى لتقبل بعضنا البعض على الرغم من اختلاف الاراء .
فأقول للساسة العراقيين ان يتقوا الله بالشعب العراقي وان لا يتعاملوا معه بانتقائية بتوقيت الطرح ونوعه وكمه بما ينسجم مع مصالحهم على حساب العراق واهله وان يكونوا صادقين وشفافين مع هذا الشعب ومظلويته ولا يتلاعبوا بمشاعره واحاسيسه لتوضيفه بحسب الحاجة وتجاهله بحسب الحاجة وعليهم ان يتركوا لغة التخوين التي تطال الجميع وان يميزوا بحسب المواقف وينتقدوا بموضوعية والابتعاد عن الارتجالة المعهودة عند الساسة العراقيين وللاسف فنحن بحاجة الى تغليب لغة العقل والحوار الهادف البناء المنفتح على الواقع المعقد بكل تركيباته.
الشيخ حسن الزركاني
مما يؤسف له في المشهد السياسي العراقي هي لغة التخوين الجاهزة حينما يتحول الشريف والمجاهد والمعارض الى خائن او عميل او انتهازي او اي شيء فيه شتيمة وتشيخص يبيح للارهابي قتل المنبوز بالقابنا لمجرد اختلاف الرأي او التشخيص، او العكس فقد يتحول الخائن ال ال ال الى الوطني المعارض الشريف المجاهد الواعي وتغيب لغة التقييم المنطقي والحوار العادل في وصف الموصوف بما هو عليه واعطاء كل ذي حق حقه بطريقة هادفة تعين العراقيين على تاسيس حالة حضارية افضل وتعرفهم بحقيقة الجهات التي تمثلهم .
واعقتد ان هذا السلوك سوف يؤذي الحاضر العراقي مما يؤرقنا ونحن نتأمل المستقبل القريب الذي ينبئ بالرعب اذا ما استمر الساسة العراقيين بانتهاج هذا النهج المتطرف على طريقة ان لم تكن معي فانت الشيطان وان كنت معي فانت الملاك حتى لو كنت الشيطان بشحمه ولحمه, قد تكون هذه المقدمة واضحة للعديد من المراقبين وقد يجد لها عشرات الامثلة والمصاديق لان المواقف السياسية في العراق غير مبنية على رؤية مسؤولة تنظر بعين الحاضر والمستقبل فالكثير من المواقف ارتجالية لا تنظر ابعد من اللحظة المعاشة ولا يمكنها ان تعطي للمستقبل حيزا من الاهمية يعي معها صاحبها بانه قد يضطر بعد ايام او بعد تغير المواقف ان يرجع حليفا لمن يصفه الان بابشع التهم والاوصاف ويقصيه وينهيه من خارطة التحالف المحتملة لا بل يبدو من العبارات المستخدمة ان لغة التخوين تُخرج المتهم من الوطن والدين والملة مما يبيح ماله ودمه ويهتك عرضه.. بالتاكيد انا لا احكم بالمطلق على كل من يتعاطى الشان السياسي في العراق ولكن وبحسب المراقبة هي السمة الغالبة الا ما رحم ربي.
ولو تاملنا المشهد القريب حينما كثر الجدل حول قضية الاستفتاء على الدستور ومراقبة المواقف منه، كنت اقول ان المواقف قد تطرفت وهذا يجعل الكل في حرج فان لم تكن معي فانت كذا وكذا ... المصوتين بنعم ذهبوا الى اقصى ما يمكن والمصوتين بلا ذهبوا الى اكثر من ذلك حينما طالب البعض منهم عدم المشاركة بالتصويت انا احترم خيارات الجميع من قضية الدستور ولهم الحق في تبني موقفهم تجاهه، لكن بحسب المقدمة التي قدمناها اقول ان هذه المواقف مضافا الى الخلفية السيكلوجية للساسة العراقيين جعلت المشهد مرتبك ومربك لا بل مرعب لان المخالف لهذا او ذاك لا بد ان يضع في حساباته ان كل متبنياته السياسية وتشخيصاته للمصلحة من وجهة نظره لا يستطيع تطبيقها على ارض الواقع لان هناك من تخندق مبكرا في خندق ولا يرضى للاخرين ان يختاروا غير خندقه والا فعليهم ما عليهم واوضح شاهد على هذا هو الموقف الذي جوبه به الحزب السلامي العراقي الذي كان من اعمدة المشهد السياسي السني وكان له دوره البارز في تمثيل السنة وفق المحاصصة البريمرية في مجلس الحكم ولا زال الكثير من اعضاءه بطريقة واخرى يشغلون اهم المناصب الادارية في الواجهات السياسية المتتالية على الحكم في العراق ولهم من المواقف المتضامنة والمؤيدة للموقف السني العام الكثير وبالكاد كنا نشخص حزب سياسي سني اكثر ظهورا وانتشارا من هذا الحزب بعد سقوط النظام السابق على خلفية ارتباطه بالاخوان المسلمين فالكل متفق ان للسنة واجهتين في بداية الامر الحزب الاسلامي وهيئة العلماء الاول داخل مجلس الحكم والثاني خارجه، وبعد حين تدخل الوقف السني ليضيف واجهة ثالثة وبعدها صار هناك لجنة الحوار وماشابه ذلك من الاطراف الاخرى، ولم يكن من بين هذه الجهات جهة حزبية غير الحزب المعني ولم نشهد ان هناك اختلاف او خلاف ما بينه وبين المواقف السنية العامة الا ما كان داخل البيت الواحد والا معلن،ولكن في موقفه الاخير حينما وافق في اللحظات الاخيرة على مسودة الدستور انطلقت حملة رهيبة لتكشف عن النقاب عن حقائق او تهم لم يعلن في السابق عنها ولا جزء الجزء ولا حتى بالتلميح من قبل الجهات التي تتبنى الموقف المغاير اليوم من هذا الحزب.
مما يجعل المراقب يستغرب فقبل ايام لا تتجاوز اصابع اليد كان هذا الحزب واجهة للسنة العرب ويناظر ويعارض ويستشكل وما شابه باسمهم ولم يكن هناك اعتراض على دوره ولم نسمع من يقول ان هؤلاء لا يمثلوننا او انهم اعدائنا او انهم ليس بعرب وووو..ما ان اتخذ موقفا مخالفا انتفض الجميع بشكل غريب واليكم التهم واختلاف التقييم بحسب المقدمة التي قدمناها:
في لقاء لي على Lbc يوم الاستفتاء كان هناك مداخلة للمطلق الذي قال ان الحزب الاسلامي تامر علينا وعقد صفقة مع الاحتلال ولم يظهر موقفه الا في اللحظات الاخيرة ليربك موقف السنة .
استشكل مشعان الجبوري على عبارة ان الحزب الاسلامي من الواجهات السياسية السنية المهمة ونفى ان يكون لهذا الحزب هذه الصفة او الشعبية وتحفظ على هذا الوصف.
يصرح اخر بان هذا الحزب غير مسؤول عن الموقف السني ولا علاقة له به لاننا اكتشفنا ان محسن عبد الحميد رئيس هذا الحزب ليس عربي بل كردي او تركماني وبالتالي فهو غير محسوب على السنة.
تحدثت بعض المقالات بلغة الاستغراب وبعناوين استفزازية مثل هذا العنوان ((من قال الحزب الإسلامي معارضا للإحتلال.. فهو الحزب الذي ذبح الصدريين وخان الفلوجيين؟))
ووصف اخرون قادة الحزب بالتقلب والانتهازية وشبهوه بمجلس قيادة الثورة المقبور
ووصف احدهم الظاهرة بانها شركة وليس حزب،ولاصحابها محسن عبد الحميد المستفيد الاول من الاحتلال والسفارة الامريكية في بغداد، وطارق الهاشمي بائع الأسئلة وخائن الأمانة التعليمية والوظيفية، وأياد السامرائي الذي إشترك في مؤتمر لندن الذي نحر العراق على طاولة شارون وبوش.
وتطرف الرأي الذي قال باننا نعتقد ان خصم السنة هو الحزب الاسلامي الذي وصفه بالمدلس والرقيب والمخبر على المضارب السنية وخادم السفارة الامريكية والاحتلال وشق الصف السني.
ومنهم من طالب العراقيين بتذكر موقف الحزب في قضية الفلوجة حيث نعته بالموقف المشين تجاه اهالي الفلوجة حينما توسط مستميتا وبثمن مدفوع لايهام المدينة وأهلها ، بان الحزب يعمل لانتشالهم، والحقيقة انهم عملوا على انقاذ قوات الاحتلال وسمعة الرئيس بوش ورامسفيلد التي هبطت في الشارع الامريكي والهدف الآخر (طائفي) بغيض، وهدف سياسي لا يحتوي على الأخلاق وهو عزل ( الصدريين) عن ( الفلوجيين) من أجل هلاكهم وقتلهم ليقدموا هدية الى نغربوبنتي في حينها، والى الإدارة الأميركية، وكان ( المايسترو) هو صاحبهم الزعلان إتفاقا مع الحزب ( حاجم الحسني) الذي كان يجلس في غرفة العمليات في السفارة الأميركية ليشارك ضد أهالي الفلوجة.
واكتفي بالوصف الاخير الذي قال ان الحزب الإسلامي مطية للإحتلال ومنذ اليوم الأول للإحتلال ولازال، ولم يختلف مع الإحتلال ولكنه كان يمثل دورا رسمته له السفارة الأميركية في بغداد.
انا هنا لا اتبنى موقع المدافع عن الحزب الاسلامي العراقي ولا اتبنى الهجوم عليه ولكني اتخذت من الحالة القريبة شاهدا على التطرف السياسي في العراق والذي يساهم بشكل وباخر بتعقيد الموقف الامني ويدق اسفين الحرب الاهلية بغض النظر عن الحالة المذهبية فقد قامت بعض الجهات المسلحة بعد هذه التصريحات بالهجوم على مقرات الحزب الاسلامي في محافظة الرمادي واحرقتها مما جعل البعض تماشيا مع الموقف المتشنج يعلن براءته من الحزب المذكور والقضية الى الان لا زالت داخل المذهب الواحد فلا يوجد هنا شيعة وسنة ولا عرب واكراد ولا مسلمين ومسيحين بل هي قضية سنية سنية.
فأخلص الى القول اذا كان عدونا يريد ايقاع الفتنة بيننا ويدق أسفين الفرقة بتحريكه أوتار الطائفية فقد تفوقنا عليه في ان نجعل التطرف ابعد مما يريد، حينما دفعناها الى داخل المذهب الواحد باساليبنا السياسية المتشنجة وتصريحاتنا المستعجلة فالقارئ والمتتبع لا اظنه يتعاطف مع هذه التصريحات ولا يتفاعل معها بل قد تكون ردود الفعل عكسية وتعود على الطرفين المطلق للاتهام والمتلقي له بنفس الدرجة من السوء لان المعلومات المذكورة ليس وليدة الساعة فلو عدنا وتتبعنا كل المواقف السابقة لاكتشفنا انها تدل على وجود شيء تحت الرماد وما ان جاءت الفرصة الواتية حتى انطلقت كل المستورات الى عالم الكشف والاشهار في حملة متسرعة غير مدروسة معظم دوافعها سياسية للتصدر على الواجهة السياسية وملء الفراغ، وهنا لنا الحق ان نتسائل لماذا لم يعلن عن هذه الحقائق اذا كانت حقائق في حينها لان كل ما طرح له علاقة بالماضي وليس من المستقبل ولا الحاضر فحينما يتهم الحزب بشخصياته القيادية وتوصف باشع الاوصاف فلماذا كنتم تتعاطون معهم وتجعلوهم واجهة سياسية للعراق اولا وللسنة ثانية وهل يعقل انكم اكتشفتم ان رئيس الحزب ليس عربي سني بل سني من القوميات الاخرى في ساعة مواقفته على الدستور حتى يقال انه لا علاقة له بالموقف السني وتوضف بعد اختلاف المواقف.
وهل نحن الان نعيش معركة النجف والفلوجة حتى تثار مسالة دور الحزب في هاتين القضيتين أليس من باب الانصاف ان تعلن هذه الحقائق في حينها ام ان عين الرضا عن كل ذنب غضيضة وعين القبح تبدي ان الحزب الاسلامي نسخة طبق الاصل عن مجلس قيادة الثورة لحزب البعث المقبور.
واذا كان الحزب الاسلامي مطية الاحتلال من اليوم الاول للاحتلال لماذا لم يكشف هذا الواقع ولماذا سكتم طيلة هذه المدة على الحزب وهو يحمل راية السنة لتصفوه اليوم بخصم السنة على اعتقاد البعض. واذا كان الحزب هو الجاسوس والعميل على اهالي الفلوجة فلماذا سمحتم بانتشار مقراته في هذه المدينة التي لم تحرق مقراته الا بعد الاختلاف في الرأي ..
كل هذه التناقضات غير منطقية وغير معقولة ولا بد ان يحاسب الشعب ولو اخلاقيا هؤلاء الذين عرفوا بكل هذه الحقائق ان كانت حقائق ولم يكشفوها في حينها حتى يستطيع العراقي ان يعرف كل جهة على حقيقتها ويتعامل معها بحسب وزنها وحجمها وان لم تكن كذلك اي لم تكن حقائق بل تهم فعلى الناس بعد ان يتثبتوا من صدقها او عدمها ان لا يحترموا هذه التصريحات في المستقبل والتي ستفاجئنا بالمزيد مما يزيد المشهد العراقي تشوها وعقده تعقيدا في الوقت الذي نريد انتشال البلد من كل مظاهر السوء الذي عمته ونسعى لتقبل بعضنا البعض على الرغم من اختلاف الاراء .
فأقول للساسة العراقيين ان يتقوا الله بالشعب العراقي وان لا يتعاملوا معه بانتقائية بتوقيت الطرح ونوعه وكمه بما ينسجم مع مصالحهم على حساب العراق واهله وان يكونوا صادقين وشفافين مع هذا الشعب ومظلويته ولا يتلاعبوا بمشاعره واحاسيسه لتوضيفه بحسب الحاجة وتجاهله بحسب الحاجة وعليهم ان يتركوا لغة التخوين التي تطال الجميع وان يميزوا بحسب المواقف وينتقدوا بموضوعية والابتعاد عن الارتجالة المعهودة عند الساسة العراقيين وللاسف فنحن بحاجة الى تغليب لغة العقل والحوار الهادف البناء المنفتح على الواقع المعقد بكل تركيباته.