قال الشيخ الألباني عن حديث الغدير في السلسلة الصحيحة (4/343-344) رقم (1750)
بعد أن جمع طرقه عن (عشرة من الصحابة) هم : زيد بن أرقم ، وسعد بن أبي وقاص ، وبريدة بن الحصيب ، وعلي بن أبي طالب ، وأبو أيوب الأنصاري ، والبراء بن عازب ، وابن عباس ، وأنس بن مالك ، وأبو سعيد الخدري ، وأبو هريرة ...
قال بالحرف الواحد :
(وللحديث طرق أخرى كثيرة ، جمع طائفة كبيرة منها الهيثمي في "المجمع" (9/103-108) ، وقد ذكرت وخرجت ما تيسر لي منها مما يقطع الواقف عليها بعد تحقيق الكلام على أسانيدها بصحة الحديث يقيناً ، وإلا فهي كثيرة جداً ، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد ،
قال الحافظ ابن حجر: "منها صحاح ومنها حسان".
وجملة القول أن حديث الترجمة حديث صحيح بشطريه ، بل الأول منه "متواتر" عنه صلى الله عليه وسلم كما يظهر لمن تتبع أسانيده وطرقه ، وما ذكرت منها كفاية.
وأما قوله في الطريق الخامسة من حديث علي رضي الله عنه:
"وانصر من نصره ، واخذل من خذله"
ففي ثبوته عندي وقفة ، لعدم ورود ما يجبر ضعفه ، وكأنه رواية بالمعنى للشطر الآخر من الحديث : "اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه".
ومثله قول عمر لعلي : "أصبحتَ وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة".
لا يصح أيضاً لتفرد علي بن زيد به كما تقدم .
إذا عرفتَ هذا ، فقد كان الدافع لتحرير الكلام على الحديث ، وبيان صحته أنني رأيت شيخ الإسلام ابن تيمية ، قد ضعف الشطر الأول من الحديث ، وأما الشطر الآخر ، فزعم أنه كذب (1)!
وهذا من مبالغاته الناتجة في تقديري من تسرعه في تضعيف الأحاديث قبل أن يجمع طرقها ويدقق النظر فيها.
والله المستعان .
أما ما يذكره الشيعة في هذا الحديث وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في علي رضي الله عنه : "إنه خليفتي من بعدي".
فلا يصح بوجه من الوجوه , بل هو من أباطيلهم الكثيرة ، التي دل الواقع التاريخي على كذبها ، لأنه لو فرض أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله ، لوقع كما قال ، لأنه ( وحي يوحى ) ، واللّه سبحانه لا يخلف وعده ، وقد خرّجتُ بعض أحاديثهم ذي ذلك في الكتاب الآخر : "الضعيفة" (4923 و 4932) في جملة لهم احتجّ بها عبدالحسين في "المراجعات" بيّنتُ وهاءها وبطلانها ، وكذبه هو في بعضها ، وتقوّله على أئمة السنة فيها .) انتهى كلام الألباني بحروفه.
--------------------
(1) انظر "مجموع الفتاوى" (4/417 – 418) .
بعد أن جمع طرقه عن (عشرة من الصحابة) هم : زيد بن أرقم ، وسعد بن أبي وقاص ، وبريدة بن الحصيب ، وعلي بن أبي طالب ، وأبو أيوب الأنصاري ، والبراء بن عازب ، وابن عباس ، وأنس بن مالك ، وأبو سعيد الخدري ، وأبو هريرة ...
قال بالحرف الواحد :
(وللحديث طرق أخرى كثيرة ، جمع طائفة كبيرة منها الهيثمي في "المجمع" (9/103-108) ، وقد ذكرت وخرجت ما تيسر لي منها مما يقطع الواقف عليها بعد تحقيق الكلام على أسانيدها بصحة الحديث يقيناً ، وإلا فهي كثيرة جداً ، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد ،
قال الحافظ ابن حجر: "منها صحاح ومنها حسان".
وجملة القول أن حديث الترجمة حديث صحيح بشطريه ، بل الأول منه "متواتر" عنه صلى الله عليه وسلم كما يظهر لمن تتبع أسانيده وطرقه ، وما ذكرت منها كفاية.
وأما قوله في الطريق الخامسة من حديث علي رضي الله عنه:
"وانصر من نصره ، واخذل من خذله"
ففي ثبوته عندي وقفة ، لعدم ورود ما يجبر ضعفه ، وكأنه رواية بالمعنى للشطر الآخر من الحديث : "اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه".
ومثله قول عمر لعلي : "أصبحتَ وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة".
لا يصح أيضاً لتفرد علي بن زيد به كما تقدم .
إذا عرفتَ هذا ، فقد كان الدافع لتحرير الكلام على الحديث ، وبيان صحته أنني رأيت شيخ الإسلام ابن تيمية ، قد ضعف الشطر الأول من الحديث ، وأما الشطر الآخر ، فزعم أنه كذب (1)!
وهذا من مبالغاته الناتجة في تقديري من تسرعه في تضعيف الأحاديث قبل أن يجمع طرقها ويدقق النظر فيها.
والله المستعان .
أما ما يذكره الشيعة في هذا الحديث وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في علي رضي الله عنه : "إنه خليفتي من بعدي".
فلا يصح بوجه من الوجوه , بل هو من أباطيلهم الكثيرة ، التي دل الواقع التاريخي على كذبها ، لأنه لو فرض أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله ، لوقع كما قال ، لأنه ( وحي يوحى ) ، واللّه سبحانه لا يخلف وعده ، وقد خرّجتُ بعض أحاديثهم ذي ذلك في الكتاب الآخر : "الضعيفة" (4923 و 4932) في جملة لهم احتجّ بها عبدالحسين في "المراجعات" بيّنتُ وهاءها وبطلانها ، وكذبه هو في بعضها ، وتقوّله على أئمة السنة فيها .) انتهى كلام الألباني بحروفه.
--------------------
(1) انظر "مجموع الفتاوى" (4/417 – 418) .
تعليق