عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما منعك أن تسبّ أبا التراب؟ فقال: أمّا ما ذكرت ثلاثاً قالهنَّ له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبّه»(1)
(666) عن سهل بن سعد، قال: استعمل على المدينة رجل من آل مروان، قال: فدعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم علياً، قال: فأبى سهل، فقال له: أمّا إذا أبيت فقل: لعن الله أبا التراب...»(2).
(667) عن ابن مسعود: انّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «... انّما الشقي من شقي في بطن اُمّه، والسعيد من وعظ بغيره، ألا انّ قتال المؤمن. كفر وسبابه فسوق...»(3).
راجع
صحيح مسلم بشرح النووي 15: 175.
(2) صحيح مسلم بشرح النووي 15: 182.
(3) سنن ابن ماجة: حديث 46.
أقول: لا أريد أن أبحث عن تلاعن الصحابة وسب بعضهم بعضاً ولا عن شدّة بغض جمع من الصحابة لا سيما معاوية وحزبه عليّاً وحزبه...
...........، ولكن اريد أن أنبه على ما ذكره النووي في شرح الحديث الاَول، قال:قال العلماء: الاَحاديث الواردة التي في ظاهرها دِخل على صحابي يجب تأويلها... فقول معاوية هذا ليس فيه تصريح بانّه أمر سعداً بسبه وانّما سأله عن السبب المانع له من السب... ولعلّ سعداً كان في طائفة يسبّون فلم يسب معهم... فسأله هذا السؤال
قالوا: ويحتمل تأويلاً آخر انّ معناه ما منعك أن تخطئه في رأيه واجتهاده وتظهر للناس حسن رأينا واجتهادنا وانّه أخطأ(1).
أقول:
أولاً: انّ معاوية لتأخُّر اسلامه وعدم اعتنائه بالشريعة غير مجتهد، وهو نفسه يصرح بانّه: ما كان أحد بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أقلّ عنه حديثاً مني(2).
وثانياً: لو بنينا مذهبنا على هذه التأويلات الركيكة، المشمئزة منها الطبع، الخارجة عن طريقة أهل اللسان المألوفة، لحكمنا على انفسنا، ولا يقبل عاقل منّا هذا الدفاع عن الصحابة، لا سيّما كمعاوية وامثاله، والله سبحانه لا يرضى الغلو في الدين لاَحد.
ثم انّه لو سلّمنا وسلّم العقلاء انّ مراد معاوية من تأنيب سعد على عدم سبّه علياً هو تشويقه لذكر مناقب علي!! لكن ماذا يصنع المتأوّلون بما صدر عن معاوية من سبّ علي وآله وشتمهم وتحقيرهم بما هو متواتر؟ وماذا يقولون عن حربه معه في صفين وكونه من فئة باغية داعية إلى النار، إلاّ أن يقال انّ المراد بالنار هي الجنة، وان الغرض من حربه في صفين إلزامه عليّاً بأن يقبل بيعته وبيعة أهل الشام وادخال الشام في دائرة حكومته كالكوفة!!
اخرج أحمد والحاكم وصحّحه عن اُمّ سلمة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحبَّ عليّاً فقد أحبّني، ومن أحبّني فقد أحب الله، ومن أبغض عليّاً فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله».
المصادر: 1) صحيح مسلم بشرح النووي 15: 175 ـ 176.
(2) صحيح مسلم بشرح النووي 17: 23.
(666) عن سهل بن سعد، قال: استعمل على المدينة رجل من آل مروان، قال: فدعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم علياً، قال: فأبى سهل، فقال له: أمّا إذا أبيت فقل: لعن الله أبا التراب...»(2).
(667) عن ابن مسعود: انّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «... انّما الشقي من شقي في بطن اُمّه، والسعيد من وعظ بغيره، ألا انّ قتال المؤمن. كفر وسبابه فسوق...»(3).
راجع

(2) صحيح مسلم بشرح النووي 15: 182.
(3) سنن ابن ماجة: حديث 46.
أقول: لا أريد أن أبحث عن تلاعن الصحابة وسب بعضهم بعضاً ولا عن شدّة بغض جمع من الصحابة لا سيما معاوية وحزبه عليّاً وحزبه...
...........، ولكن اريد أن أنبه على ما ذكره النووي في شرح الحديث الاَول، قال:قال العلماء: الاَحاديث الواردة التي في ظاهرها دِخل على صحابي يجب تأويلها... فقول معاوية هذا ليس فيه تصريح بانّه أمر سعداً بسبه وانّما سأله عن السبب المانع له من السب... ولعلّ سعداً كان في طائفة يسبّون فلم يسب معهم... فسأله هذا السؤال
قالوا: ويحتمل تأويلاً آخر انّ معناه ما منعك أن تخطئه في رأيه واجتهاده وتظهر للناس حسن رأينا واجتهادنا وانّه أخطأ(1).
أقول:
أولاً: انّ معاوية لتأخُّر اسلامه وعدم اعتنائه بالشريعة غير مجتهد، وهو نفسه يصرح بانّه: ما كان أحد بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أقلّ عنه حديثاً مني(2).
وثانياً: لو بنينا مذهبنا على هذه التأويلات الركيكة، المشمئزة منها الطبع، الخارجة عن طريقة أهل اللسان المألوفة، لحكمنا على انفسنا، ولا يقبل عاقل منّا هذا الدفاع عن الصحابة، لا سيّما كمعاوية وامثاله، والله سبحانه لا يرضى الغلو في الدين لاَحد.
ثم انّه لو سلّمنا وسلّم العقلاء انّ مراد معاوية من تأنيب سعد على عدم سبّه علياً هو تشويقه لذكر مناقب علي!! لكن ماذا يصنع المتأوّلون بما صدر عن معاوية من سبّ علي وآله وشتمهم وتحقيرهم بما هو متواتر؟ وماذا يقولون عن حربه معه في صفين وكونه من فئة باغية داعية إلى النار، إلاّ أن يقال انّ المراد بالنار هي الجنة، وان الغرض من حربه في صفين إلزامه عليّاً بأن يقبل بيعته وبيعة أهل الشام وادخال الشام في دائرة حكومته كالكوفة!!
اخرج أحمد والحاكم وصحّحه عن اُمّ سلمة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحبَّ عليّاً فقد أحبّني، ومن أحبّني فقد أحب الله، ومن أبغض عليّاً فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله».
المصادر: 1) صحيح مسلم بشرح النووي 15: 175 ـ 176.
(2) صحيح مسلم بشرح النووي 17: 23.
تعليق