تويت
ايران تستعد للمواجهة
تشهد ايران هذه الايام حراكاً سياسياً غير طبيعي، فرئيسها احمدي نجاد اعلن وبشكل غير مسبوق ضرورة محو اسرائيل من الخريطة، وعزل الفريق المفاوض مع الاوروبيين حول البرنامج النووي الايراني، ثم فصل جميع السفراء الايرانيين ومساعديهم في اكثر من خمسين دولة في العالم.
هذه الخطوات تشير الي ان الرئيس الايراني المحافظ الذي فاز في انتخابات الرئاسة بنسبة ساحقة من الاصوات، يعكف حالياً علي اعادة ترتيب البيت الايراني من الداخل، والاستعداد لمرحلة المواجهة مع الولايات المتحدة الامريكية والغرب عموماً.
من الواضح ان الحكومة الايرانية باتت مصممة علي المضي قدماً في تطوير برنامجها النووي وتحدي الضغوط الامريكية في هذا الخصوص، ويتزامن هذا التصميم مع ادراك واضح بأنه قد يترتب عليه مواجهة عسكرية، او ضربات تستهدف هذا البرنامج ومنشآته والبني التحتية الاقتصادية علي وجه الخصوص.
وايران لا تنتهك اي قانون دولي بتمسكها بمفاعلها النووي، ولا تخرق اتفاقية الحد من انتشار الاسلحة النووية اذا ما أقدمت علي تخصيب اليورانيوم. فحتي هذه اللحظة لا يوجد اي دليل يشير الي انها تريد انتاج اسلحة او رؤوس نووية، فكل المؤشرات تؤكد ان برنامجها سلمي، ولانتاج الطاقة.
وقد يجادل البعض بأن ايران التي تعوم علي بحيرة من النفط والغاز ليست بحاجة الي انتاج الطاقة النووية للاغراض السلمية، وان نواياها الحقيقية تشير الي اتجاه معاكس تماماً. وربما يكون هذا الاتهام صحيحاً، ولكن محاكمة الدول علي نواياها، وشن حرب عليها، او ضربات عسكرية استباقية، ودون دليل ملموس مبدأ خطير يشكل تهديداً للعالم وأمنه واستقراره.
الحكومة الايرانية تشعر أنها في موقف قوي، فالولايات المتحدة الامريكية باتت دولة مكروهة في العالم، والشعب الامريكي ضاق ذرعاً بمغامرات حكومته وحروبها المكلفة مادياً وبشرياً والتي أوصلت بلاده الي حد الافلاس المطلق. فالحرب علي الارهاب في العراق وايران كلفت اكثر من ثلاثمائة مليار دولارحتي الآن وألفي قتيل امريكي. وعبر الرئيس الأمريكي الاسبق جيمي كارتر عن هذا الاستياء الشعبي بوضوح عندما أعلن أمس الأول أن ادارة الرئيس جورج بوش الابن تسببت بانحطاط المعايير الأخلاقية التي ميزت السياسة الخارجية الأمريكية منذ عقود.
وما يميز هذه الحكومة الايرانية عن جاراتها العربية، انها حكومة منتخبة تستند الي مؤسسات، وادمغة مبدعة، وصناعة عسكرية متقدمة للغاية.
الادارة الامريكية تعيش مأزقين، الاول هو كيفية الخروج من حال الفوضي الدموية وخسائرها المتنامية في العراق، والثاني هو كيفية مواجهة التحدي النووي الايراني في الوقت نفسه.
فإيران كقوة عسكرية اقليمية كبري لا تهدد اسرائيل فقط، وانما الهيمنة الامريكية علي ثلثي احتياطات النفط في العالم. وهذا التهديد سيصبح أكثر خطورة، اذا تسلحت بالقنابل النووية. فمن يسيطر علي نفط منطقة الخليج سيسيطر علي اقتصاد العالم، وسيملك اليد العليا في حروب المستقبل.
اوراق الضعف الايرانية متعددة، وكذلك اوراق القوة ايضاً، وبعضها من صنع امريكي، مثل تدمير العراق وازالته كقوة استراتيجية معادلة للقوة الايرانية.
ولكن الورقة الاقوي هي وجود مائة وخمسين الف جندي امريكي يمكن ان يتحولوا كرهائن بمجرد انطلاق اول صاروخ اسرائيلي او امريكي لضرب المنشآت النووية الايرانية.
( منقول )
هذه الخطوات تشير الي ان الرئيس الايراني المحافظ الذي فاز في انتخابات الرئاسة بنسبة ساحقة من الاصوات، يعكف حالياً علي اعادة ترتيب البيت الايراني من الداخل، والاستعداد لمرحلة المواجهة مع الولايات المتحدة الامريكية والغرب عموماً.
من الواضح ان الحكومة الايرانية باتت مصممة علي المضي قدماً في تطوير برنامجها النووي وتحدي الضغوط الامريكية في هذا الخصوص، ويتزامن هذا التصميم مع ادراك واضح بأنه قد يترتب عليه مواجهة عسكرية، او ضربات تستهدف هذا البرنامج ومنشآته والبني التحتية الاقتصادية علي وجه الخصوص.
وايران لا تنتهك اي قانون دولي بتمسكها بمفاعلها النووي، ولا تخرق اتفاقية الحد من انتشار الاسلحة النووية اذا ما أقدمت علي تخصيب اليورانيوم. فحتي هذه اللحظة لا يوجد اي دليل يشير الي انها تريد انتاج اسلحة او رؤوس نووية، فكل المؤشرات تؤكد ان برنامجها سلمي، ولانتاج الطاقة.
وقد يجادل البعض بأن ايران التي تعوم علي بحيرة من النفط والغاز ليست بحاجة الي انتاج الطاقة النووية للاغراض السلمية، وان نواياها الحقيقية تشير الي اتجاه معاكس تماماً. وربما يكون هذا الاتهام صحيحاً، ولكن محاكمة الدول علي نواياها، وشن حرب عليها، او ضربات عسكرية استباقية، ودون دليل ملموس مبدأ خطير يشكل تهديداً للعالم وأمنه واستقراره.
الحكومة الايرانية تشعر أنها في موقف قوي، فالولايات المتحدة الامريكية باتت دولة مكروهة في العالم، والشعب الامريكي ضاق ذرعاً بمغامرات حكومته وحروبها المكلفة مادياً وبشرياً والتي أوصلت بلاده الي حد الافلاس المطلق. فالحرب علي الارهاب في العراق وايران كلفت اكثر من ثلاثمائة مليار دولارحتي الآن وألفي قتيل امريكي. وعبر الرئيس الأمريكي الاسبق جيمي كارتر عن هذا الاستياء الشعبي بوضوح عندما أعلن أمس الأول أن ادارة الرئيس جورج بوش الابن تسببت بانحطاط المعايير الأخلاقية التي ميزت السياسة الخارجية الأمريكية منذ عقود.
وما يميز هذه الحكومة الايرانية عن جاراتها العربية، انها حكومة منتخبة تستند الي مؤسسات، وادمغة مبدعة، وصناعة عسكرية متقدمة للغاية.
الادارة الامريكية تعيش مأزقين، الاول هو كيفية الخروج من حال الفوضي الدموية وخسائرها المتنامية في العراق، والثاني هو كيفية مواجهة التحدي النووي الايراني في الوقت نفسه.
فإيران كقوة عسكرية اقليمية كبري لا تهدد اسرائيل فقط، وانما الهيمنة الامريكية علي ثلثي احتياطات النفط في العالم. وهذا التهديد سيصبح أكثر خطورة، اذا تسلحت بالقنابل النووية. فمن يسيطر علي نفط منطقة الخليج سيسيطر علي اقتصاد العالم، وسيملك اليد العليا في حروب المستقبل.
اوراق الضعف الايرانية متعددة، وكذلك اوراق القوة ايضاً، وبعضها من صنع امريكي، مثل تدمير العراق وازالته كقوة استراتيجية معادلة للقوة الايرانية.
ولكن الورقة الاقوي هي وجود مائة وخمسين الف جندي امريكي يمكن ان يتحولوا كرهائن بمجرد انطلاق اول صاروخ اسرائيلي او امريكي لضرب المنشآت النووية الايرانية.
( منقول )