بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين الطيبين
ونحن نعيش ذكرى استشهاد إمام المتقين وسيد البلغاء والمتكلمين علية السلام نستذكر كل ما من شانه أن يعطينا العبر والدروس المفيدة عن كل ما يتعلق بالحياة لتنتهي حياة الإمام بضربة من أشقى الأولين والآخرين على رأسه الشريف في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك .
فرسول الله صلى الله عليه واله وسلم في الخطبة لتي خطب بها الناس قبيل شهر رمضان : يقول أمير المؤمنين فقمت وقلت يا رسول الله ما أفضل الأعمال في هذا الشهر ؟ فقال يا أبا الحسن : أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله عز وجل . ثم بكى فقلت : يا رسول الله ما يبكيك ؟ فقال : يا علي ابكي لما يستحل منك في هذا الشهر ، كأني بك وأنت تصلي لربك وقد انبعث أشقى الأولين والآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود نضربك ضربة على قرنك فخضب منها لحيتك . فقال أمير المؤمنين عليه السلام : فقلت يا رسول الله ، وذلك في سلامة من ديني ؟ فقال في سلامة من دينك ثم قال يا علي من قتلك فقد قتلني ومن أبغضك فقد ابغضني ومن سبك فقد سبني لأنك مني كنفسي وروحك من روحي وطينتك من ........الخ
عندما يخبره رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بما سيحصل له من أمر عبد الرحمن اللعين لم يسال عن شيء ولا كيف وأين ولماذا يحصل ذلك ولكن سارع إلى السؤال عن دينه وسلامته لأنه عرف رسول الله حق معرفته وعرفه الرسول أيضا –أي علي – حق معرفته فقال يا علي لا يعرف الله إلا أنا وأنت ولا يعرفني إلا أنت والله لا يعرفك إلا الله وأنا وعلى وصف النبي فانه فان قاتل علي هو قاتل لرسول الله صلى الله عليه واله ومبغض علي هو مبغض لرسول الله وساب علي هو ساب لرسول الله , ثم يأتي التفسير أو العلة من هذا التلازم الوثيق والالتصاق العجيب بينهما فيقول الرسول لأنك مني كنفسي وروحك من روحي وطينتك من طينتي .
وقد روى النسائي في الخصائص بسندة عن عمار بن ياسر في حديث قال : كنت أنا وعلي بن أبي طالب رفيقين في عزوة العشيرة إلى أن قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : ألا حدثتكما باشقى الناس رجلين : قلنا بلى يا رسول الله ، قال احيمر ثمود الذي عقر الناقة ، والذي يضربك على هذة . ووضع يده على قرنه. حتى يبل منها هذة واخذ بلحيته . عندما ضرب الشقي عبد الرحمن ( عبد الشيطان بن ملجم ) الإمام سلام الله علية قال الإمام علية السلام ويحك لما فعلت هذا قال يا أمير المؤمنين أمنقذ أنت من في النار حاشا لله أن يظلم احد ( وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) فقد اختار هذا الشقي، اختار النار والعذاب بمحض إرادته النار والعذاب الخالد من اجل دنيا فانية وغرور زائل وحقد أعمى وحسد لما وهب الله . وأجاد على عبده الإمام علي عليه السلام . هذا علي علية السلام . وكان الإمام عليه السلام ازهد الناس فقد روي أن وفدا من أهل البصرة ، فيهم رجل من الخوارج يقال له جعد بن نعجة ، فقال اتق الله يا علي ، فانك ميت . فقال علي عليه السلام ولكني مقتول بضربة على هذا تخضب هذه . وأشار إلى رأسه ولحيته بيده . قضاء وعهدا معهود وقد خاب من افترى . ثم عاب على عليا في لباسه . فقال (لو لبست لباسا خيرا من هذا) فقال عليه السلام (إن لباس هذا ابعد لي من الكبر وأجدر أن يقتدى به المسلمون)) وهو القائل عليه السلام هيهات هيهات ، أن يغلبني هواي ويقودني جشعي إلى تخير الأطعمة والاشربه ، ولعل باليمامة أو باليمن من لاطمع له بالقرص ولا عهد له بالشبع ااقنع من نفسي بان يقال أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكارة الدهر وجشوبة العيش ؟ وايم الله يمينا استثنى فيها مشيئة الله لأروض نفسي رياضة تهش معها إلى القرص وطعمة وتقنع بالملح . وفي ليلة مبيته في فراش النبي صلى الله علية واله وسلم هذه ألليله التي فدى علي بن أبي طالب الإسلام بنفسه وبذل مهجته دون رسول الله صلى الله عليه واله فتمت ألهجره ونجى الرسول بدينه وبزغ فجر الإسلام المحمدي الأصيل من ألمدينه ألمنوره وبدأت مرحله جديدة في الإسلام مرحلة ألدوله المنظمة التي أرسى أسسها وقادها الرسول العظيم بفضل تضحية علي بن أبي طالب عليه السلام . ويروي إن الله سبحانه وتعالى أوحى إلى ملكين من ملائكته المقربين تلك ألليله التي بات فيها علي عليه السلام على فراش الرسول صلى الله عليه واله وسلم إني قد قضيت على أحدكما بالموت فايكما يفدي صاحبه فاختار كل منهما الحياة . فأوحى الله اليهما هلا كنتما كعلي بن أبي طالب ومحمد بن عبد الله لقد آخيت بينهما وجعلت عمر احدهما أكثر من عمر الآخر فاختار علي الموت وآثر محمد بالبقاء ونام في مضجعه اهبطا إلى الأرض واحفظاه من عدوه . فهبطا يحرسانه وجبرائيل يقول : بخ بخ لك يا ابن أبي طالب من مثلك يباهي به الله ملائكته فوق سبع سماوات(اليعقوبي 166،167) هذا هو علي عليه السلام يباهي بتضحياته الملائكة في السماء لعظم تضحيته وجسامتها ما هذا إلا فيض عن غيض من فضائل علي عليه السلام ومكارم أخلاقه وتخلقه بأخلاق الرسول صلى الله عليه واله وسلم والقران العظيم وكيف لا وهو ربيب رسول الله وربيب الوحي الإلهي .
والحمد لله رب العالمين