قال تعالي: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا وَ لَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَ أَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ )
صدق الله العظيم
*********************
أهنئ المسلمين الكرام بعيدكم المبارك وتحية اجلال الى نبي الاسلام سيدنا محمد عليه السلام وأهل بيته الطاهرين الطيبين الكرام ومن تبعهم بأحسان الى يوم الدين وبعد
أخواني وأخواتي المسلمون الكرام
لقد عمل اليهود منذ القرن الأول الميلادي على إفساد الرسالة الربانية التي أنزلها الله على السيد المسيح عليه السلام، وذلك بالتلاعب بأصولها الاعتقادية وأحكامها التطبيقية، فقد عملوا منذ القرن الأول الهجري على إفساد الإسلام والمسلمين، وأظهروا لهم العداء الشديد، ولكنهم لم يظفروا بالتلاعب بالإسلام وتغيير شيءٍ من أصوله؛ لأن الله تكفل بحفظ كتابه وقيّض لسنة نبيه من حررها، وميّز الثابت فيها من الدخيل، ولا ننكر أن اليهود قد نالوا بمكايدهم من جماعات المسلمين نيلاً منكراً، في متتابع العصور الإسلامية، منذ بداية عصر الاسلام حتى عصرنا هذا.
والعجيب أن أي باحث متأمل يريد دراسة أحداث فتنة كبرى ظهرت في التاريخ، سيتراءى له ومن وراء الحُجُب أصابع مكر يهودية، كانت هي المحركة للفتنة، أو المؤجِّجة لنيرانها، أو المستفيدة منها؛ لما يريده اليهود من شرٍّ في أمم الأرض.
ومشكلة اليهود النفسية قائمة على اعتبار أنفسهم شعب الله المختار، وأنهم أبناء الله وأحباؤه، وأنهم يمتازون على سائر أمم الأرض، وأن سائر أمم الأرض بالنسبة إليهم بمنزلة البهائم التي ينبغي أن تكون مسخَّرة لهم؛ لذلك فلا حرج عليهم أن يسلبوا الأميين (( أي غير اليهود من جميع أمم الأرض )) أموالهم بأية وسيلة غير مشروعة، ولا حرج عندهم أن يفتكوا بالشعوب، فدماء الأرض مهدرة في نظرهم!!
وحقدهم على الشعوب آتٍ من عدم اعتراف الشعوب لهم بهذا الحق الذي يرونه لأنفسهم من دون الناس زوراً وبهتاناً، وظلماً وعدواناً، و لأن هذه الشعوب لا تمنحهم مقام السيادة المطلقة، مع أن الله قد ضرب عليهم الذّلة والمسكنة بذنوبهم الكثيرة وجرائمهم الخطيرة.
إنهم يرون أنفسهم ذرية النبيين التي تتصل أصولها بإبراهيم عليه السلام، ويعتبرون هذه النسبة كافية في تفضيلهم على الناس، علماً أن تاريخهم أسود مع الأنبياء !!
ويتباهون بأن الله تعالى اصطفى موسى عليه من بني إسرائيل، فأنزل عليه التوراة، وحمّله أول رسالة كبيرة ذات شأن في تاريخ الرسالات السماوية، ويعتبرون هذا كافياً لأن يخلّد لبني إسرائيل مجداً دينياً تدعمه الصلة النسبية فقط، علماَ أنهم حرفوا فيها وبدّلوا، وتنكّروا لرسالات الله اللاحقة.
وما تزال أحلام استعادة الملك العظيم الذي حباه الله لداوُد وسليمان عليهما السلام تسيطر على أوهامهم، وتتحكم بكل ما يدبِّرون ويخططون من مكر وكيد، وبكل ما يدسون من دسائس تعمل على تقويض دعائم شرائع ربّانية، ودول كبرى، وحضارات نافعة.
لقد آتاهم الله الملك من قبل فلم يحافظوا عليه، ولم يرعَوا حقه، ولكنهم نفضوا الأسس التي كانت هي عماد ملكهم، فعصوا في الأرض، ونشروا فيها الفساد، وظلموا وعتوا عتواً كبيراً، حتى أنبياءهم لم يسلموا منهم، ولا دعاتهم إلى الحق، وبالأحرى حتى رب السموات والأرض لم يسلم من افتراءاتهم.
وللأسف اشتبكت السلالات اليهودية بأبشع الأخلاق، فإذا ذُكِرت في الناس خصال: الحسد والحقد، والمكر والدس، والوقيعة بين الناس، والحيلة والجبن، والشره والطمع، وسائر الرذائل، تمثلت في المخيلة رجلاَ يهودياً نُسِجت أخلاقه في مجتمعٍ من مجتمعات اليهود !!!
إخوتي وأحبائي، أيها الباحثون عن الحقيقة:
هذه مقدمة عن هذه الشرذمة من الناس، ومن خلال هذه الصفحة سنكشف لكم مكر اليهود ومخططاتهم ومكائدهم وأباطيلهم، محاولين قدر الإمكان الابتعاد عن الحقائق التي يعرفها الأطفال، فمن خلال قراءاتنا واستطلاعتنا رأينا أموراً من الواجب أن يطّلع عليها كل عربي وكل مسلم؛ حتى يعرف مركزه ومكانته في هذه الكرة.
تعليق