إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

كيف نعيــــش ؟؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف نعيــــش ؟؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    كيف نعيش

    نحن نعيش .... نتنفس الهواء، ناكل، ننام، وما الى ذلك من مظاهر العيش والحياة .. ناتي الى الدنيا ... نطوي المسيرة الزمنية المخصصة لنا ثم نرحل، فيقال أننا عشنا.

    ولكن هل تساءل الواحد منا: كيف نعيش؟

    لا اعني كيفية الحالة الاقتصادية أو الاجتماعية أو العلمية ... كلا، انما عنيت طبيعة تفاعلنا مع الحياة ... المعادلة الحياتية التي وضعناها لكيمياء العيش. كيف نتعامل مع أزواجنا وأولادنا ... مع اهلنا وذوينا ... مع المجتمع ... مع الامة ... مع التاريخ .... مع المستقبل.

    كيف نركب ممارساتنا اليومية على اساس نفسي صحيح يبعث في نفوسنا الاطمئنان فنعيش مطمئنين بلا اضطرابات وبلا عقد نفسية ودونما قلق وكآبة.

    لانخشى المستقبل ومجهوليته .. ولا يقلقنا الحاضر ومشاكله ... نفهم الآخر ونتعاطف معه، نحب الآخر ونتكامل معه.

    كيف نعيش، سؤال قد يكون الاهم في تاريخ حياتنا، فكم مرة وضعناه على طاولة البحث والتشريح؟!

    هذا الباب .... سيحكي لنا الكثير، الكثير عن (كيف نعيش) ... وسيبدأ في البداية بتحليل نفوسنا ... نفسية المرأة ومن ثم نفسية الرجل لنتمكن من فهم مايجري حولنا ونفهم كيف نعيش.



    الهمسة الاولى


    أزلية جدلية المرأة والرجل أزل وجودهما. ويكاد يكون هذا الموضوع من اخطر المواضيع واعقدها، لحساسيته وشفافيته وغموضه في آن واحد. فهما الكائنان البشريان الوحيدان على وجه الارض وهما الكائنان الوحيدان اللذان لا يفهمان بعضهما البعض!!

    وتمظهر سوء الفهم هذا في سلوكيات كلا الكائنين ما بين ظالم ومظلوم وقوي وضعيف و... ليتجلى فيما بعد في دعوات للتحرر والمساواة وفي قضايا انتهاك الحقوق ورد المظالم وفي محاولات لاستعادة السيادة او سحب البساط من تحت قدم هذا او ذاك.

    ولكلا منهما جنوده وانصاره، من مفكر وكاتب وباحث ومحقق وهلم جرا، ومازالت الضجة تعلو حينا وتصمت حينا آخر حسبما تقتضيه الظروف والاوضاع.

    وبما انها ولادة جديدة على ارض الحضارات، وعهد وليد للحرية والبناء وتحرير الانسان من كل مظاهر الاستبداد القهر، فلما لا تكن ولادة جديدة في حياتنا الفكرية والثقافية وعهد وليد لواقعنا الاجتماعي والحركي، عهد جديد لالغاء كل ما يقيد افكارنا ونفسياتنا من سوء فهم للاخر او تعصب او سوداوية.

    دعوة حرة للرجل والمراة معا ليفهم احدهما الاخر، ليدرس كل منهما نفسية الاخ ويحلل سلوكياته لعلهما يدركان ان الاختلاف في نسيج تركيبتهما يدعوهما الى التفاهم والتعاضد وادراك الاخر لا الي اي شيء آخر، ليتمكنا من العيش معا على هذه الارض الطيبة ويتنعما بخيراتها وثرواتها.

    لماذا لا يدرس الرجل نفسية المراة ويفهم طبيعة تكوينها حتى يراها كما هي، شفافة واضحة، ولماذا لا تدرس المراة نفسية الرجل وتفهم تركيبته كيما تراه بوضوح وصدق وعندها لن يكون هناك سوء فهم او تصور خاطئ او ظلم او اجحاف، ومن يفعل ذلك يكن من الظالمين. ولا وجود للظلمة بيننا بعد الان.

    فيا سيدي الرجل ويا سيدتي المراة: انتما ركنا الحياة وبدونكما لا يمكن ان تقوم الحياة فليفهم كل منا نفسه ويفهم صاحبه حتى نعيش مطمئنين ونتمكن من الابداع والرقي.

    فالرجل ليس ظالما كما تدعي المراة، كما ان المراة ليست مخلوقا ضعيفا لا يستحق التقدير كما يدعي الرجل، انما هو سوء فهم وقصور في درك الحقائق.

    يقول د. جون كري في كتابه

    Men are from mars, women are from venus

    (ينسى الرجل والمراة انهما متفاوتان،فيظهر الاختلاف بينهما، غالبا ما نتعامل بقسوة وغضب مع الجنس المخالف وننتظر منه ان يكون مثلنا، يتقبل ما نتقبله، يرضى برضانا ويغضبه ما يغضبنا. الرجل والمراة كلاهما يتصور – خطأ – ان شريك الحياة عندما يحبنا يجب ان يتوحد معا في السلوك ويتصرف مثلما نتصرف.

    الرجل ينتظر من المراة ان تفكر مثله وتعيش مثله،والمراة تنتظر من الرجل ان ينظر الى الامور بمنظارها).

    وهذه هي مشكلتنا، في علاقتنا الاسرية والاجتماعية وحتى السياسية. نريد من الاخرين ان يفكروا مثلنا، ان يبرمجوا كل افكارهم واحاسيسهم على ذبذبات ارادتنا ورؤيتنا الخاصة فان ظهر العكس قامت القيامة الكبرى.

    فعندما تتحكم ثقافة الغاء الاخر في السلوكيات عموما وخصوصا، يبرز الظلم وتنتهك الحقوق.

    التفاوت كائن في كل مظاهر الحياة، كما هو حقيقة في ذات الرجل والمراة ولكن التفاوت لا يعني الخلاف كما لا يعني التفاضل والتناحر، بل هو دعوة الى التفاهم لبناء الحياة.

    فكيف يفهم بعضنا الاخر؟!

    ذلك ما سنتحدث عنه في سلسلتنا (همسات).


    الهمسة الثانية


    * أكثر شكوى النساء تتمحور حول عدم انصات الرجل اليهن. أما لا يصغي الرجل الى زوجته او اصغاءه قصير المدة، حيث يعتلي غروره ويعطي الحل الفوري.

    الرجل يحتار لأن المرأة لا تقدر عمله المحب ظاهرياً ـ وهو اعطاء النصيحة ـ، فهو لا يهتم بشكوى زوجته ولا يستمع اليها فهذا الموضوع غير مهم بالنسبة اليه، ويستمر في اسلوبه.

    المرأة تحتاج الى من يستمع اليها ويشاركها الامها وهمومها، هي تحتاج الى مؤنس وخليل اكثر من أي شيء آخر بينما الرجل يعتقد انها بحاجة الى حل لمشكلتها.



    * أكثر شكوى الرجال، ان النساء دائماً يسعين الى تغييرهم.

    عندما تحب المرأة الرجل تشعر بالمسؤولية تجاهه وتسعى لمساعدته الى القيام بأعماله على أحسن وجه.

    تقوم المرأة بتشكيل جمعية او منظمة (تحسين الأسرة) برئاستها ويكون هدف المنظمة الأساسي هو الرجل.

    ليس مهماً لدى المرأة رفض الرجل مساعدتها، فتستمر بهذا الاسلوب حيث تتحين الفرص دوماً لتساعد زوجها وتقول له ماذا عليه ان يفعل لتبرهن له على حبها.

    المرأة تتصور انها تحمي زوجها وتسانده في الوقت الذي يتصور الرجل انها تريد السيطرة عليه فهو يريد منها ان تطيعه دوماً وتوافقه بالرأي.

    الرجل يعطي حلولاً .. والمرأة تسعى الى تحسين سلوك زوجها ..

    فما العمل؟!

    لنعود الى تحليل نفسية كل من المرأة والرجل ونرى أين تكمن المشكلة؟![1]

    الرجل يهتم بالقدرة والقوة والقابلية لكي يطرح نفسه، ففي مملكة الرجل تتجسد معنى (الأنا) في الوصول الى الهدف. يعني يرى وجوده تتحقق بالقدرة على الوصول الى هدفه فعندما يصل الى هدفه يحقق ذاته.

    فالرجل لا يقرأ مثلاً ـ مجلات علم النفس ـ فهو يميل الى النشاطات خارج البيت مثل الصيد او مسابقات السيارات، يتابع الاخبار، الانواء الجوية، أخبار الرياضة.

    الرجل عادة ما يظهر علاقة بالاشياء اكثر من الاشخاص.

    فبالنسبة اليه الوصول الى الهدف أمر مهم جداً لأن ذلك هو ما يثبت لياقته وجدارته، لذلك فذهنه دائماً مشغول بالاشياء التي تساعده للوصول الى اهدافه (أي الى تحقيق ذاته) فهو عندما يصل الى هدفه يشعر بالرضا.

    معرفة هذه النفسية بالنسبة للمرأة امر مهم لتفهم المرأة لماذا يرفض الرجل محاولاتها في اصلاح سلوكياته.

    فعندما تحاول المرأة نصح الرجل وتقديم المساعدة له يتصور الأخير ان المرأة تشعره أنه لا يعرف ماذا يفعل أو انه غير قادر على اداء واجباته بالشكل الأفضل وهذا يثيره لأنه يتعلق بالقابلية والقدرة وهي أهم شيء عند الرجل.

    الرجل يسعى لحل مشاكله بنفسه ويندر أن يتحدث عن مشاكله مع الآخرين. وهو يبرر هذا السلوك: (عندما أكون قادراً على حل مشاكلي لماذا استعين بالآخرين؟).

    الرجل يحتفظ بمشاكله لنفسه فإذا احتاج الى مشورة مع شخص خاص ينفرد به لأنه يرى طلب المساعدة علامة الضعف والعجز. لذلك عندما تتحدث المرأة عن مشاكلها، يندفع الرجل بشكل غريزي الى اعطاء الحل انبثاقاً من نفسيته القائمة على الركيزة المذكورة آنفاً.

    فعندما تطرح المرأة ـ بشكل عفوي ـ مشاكلها اليومية يتصور الرجل ـ عن طريق الخطأ ـ انها تحتاج الى نصائح، وهذا هو اسلوبه في التعبير عن حبه وعشقه لزوجته.

    فهو يريد أن يكون شخصاً مفيداً لزوجته لذلك يسعى الى تسخير قدراته وقابلياته لأجل حل مشاكل زوجته حتى يكون جديراً بها وتحترمه زوجته لذلك وتقدر حبه وعشقه لها.

    فعندما يعطي الرجل حلاً لمشكلة زوجته وتبقى الأخيرة مضطربة وحزينة يصعب على الرجل ان يستمر بالاستماع الى كلامها فهي لم تتقبل نصحه فهو إذن شخص غير مفيد لها.


    علياء الانصاري
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
استجابة 1
10 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X