السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهاللهم صل على محمد وال محمدحينما قدمت إلى ايران من العراق في سنة 1978 حاولت أن احافظ على إقامتي القانونية بالخروج من ايران كل أربعة أشهر،وفي إحدى سفراتي نزلت ضيفا على أحد أرحامي وهو العالم الجليل آية الله الحاج السيد أحمد الشهرستاني رحمه الله في طهران، وكنت أريد الذهاب إلى المطار قبل الفجر بساعة، وكان الوقت محرجا جدا لانه يؤدي إلى مضايقة هذا السيد الجليل، خاصة وأنه كان بمنزلة جدي في كبر سنه، فضلا عن مقامه العلمي الرفيع.لهذا قررت أن لا أبيت عند السيد خشية إزعاجه في تلك الساعة المتأخرة فطلبت الأذن للانصراف، ولكنه لم يقبل وأصرّ أن أبقى عنده، وطلب من عائلته أن تحضر العشاء أول الليل حتى آخذقسطا وافرا من الراحة استعدادا للسفر الى مصر لمتابعة بعض الشؤون العلمية.وبعد العشاء ذهب السيد وفرش فراشي بيده ودعاني إلى النوم مبكرا فاستلقيت وأنا خجل منه وقلق في نفس الوقت على موعد السفر.فقال لي سماحة السيد:اطمئن يا بني إني سأوقظك في الوقت المقرر فلا تقلق لذلك.ثم غلبني النعاس فغفوت من التعب، ثم صحوت مضطربا وأنا أخشى أنه قد فاتني الوقت فنظرت إلى الساعة ،وإذا هي تشير إلى منتصف الليل ولكن الغريب أني رأيت السيد الجليل كان يخطو في الغرفة ربما ليطرد عن عينيه النوم إلى جين وقت ذهابي إلى المطار.ولم تجد معه توسلاتي بأن يأخذ هو قسطا من الراحة كما أخذت أنا،بل راح يأمرني بالنوم قائلا:وما عليك إلا أن تمتثل أمر الأكبر منك سنا، فعاودت النوم وبعد ساعة أو أكثر ناداني بصوته الهادئ: ياسيدنا قم الآن واستعد للذهاب إلى المطار فالسيارة حاضرة في الباب.قمت سريعا وأنا مغمور بلطفه واهتمامه فتوضأت وتهيات للخروج ولما اردت توديعه وشكره رايته يتهيا للخروج معي ، فتصورت انه يريد مرافقتي الى السيارة ، ثم يذهب الى المسجد ليصلي نافلة الليل وصلاة الصبح بعدها .ولما وصلنا الى السيارة اردت تقبيله للوداع ، ولكنه جلس كعي في السيارة وقال للسائق : اذهب بنا الى المطار .قلت له: سيدي لما هذه الزحمة فاني اعرف الطريق؟ فقال : لا ، حتى اطمان الى ركوبك في الطائرة واقلاعها فتراجعت امام اصراره وهمته العالية وصفاء نفسه ،و لما وصلنا الى المطار وسلمت حقيبتي وتذكرة السفر وهو معي وقبل ان ادخل الى صالة المسافرين التي لا يدخلها هو التمسته ان يعود ولا يتاخر اكثر مما تاخر. فقال: لا حتى ارى الطائرة قد اقلعت ولم تلغ الرحلة في الدقائق الاخيرة وحينها عرفت غرضه من البقاء وحتى اقلاع الطائرة فانه كان يريدني ان لا اذهب الى منزل احد فيما لو الغيت الرحلة ، بل يعود بي الى بيته ، وكانت هذه طريقته رحمة الله عليه في اكرام الشيف واحترامه وتحمل الزحمات في سبيله مع كبر السن وضعف المزاج.بنوتة الخليج السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
X
اقرأ في منتديات يا حسين
تقليص
المواضيع | إحصائيات | آخر مشاركة | ||
---|---|---|---|---|
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
|
ردود 2
17 مشاهدات
0 معجبون
|
آخر مشاركة
بواسطة ibrahim aly awaly
02-05-2025, 07:23 AM
|
||
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
|
استجابة 1
12 مشاهدات
0 معجبون
|
آخر مشاركة
بواسطة ibrahim aly awaly
02-05-2025, 09:48 PM
|
تعليق