إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

كلام الاسد اعاد «الهيبة» لسوريا دون ان يغلق ابواب الحوار

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كلام الاسد اعاد «الهيبة» لسوريا دون ان يغلق ابواب الحوار

    لقاء ايراني سوري متوقع قريباً لتأكيد التحالف والتمسك بالثوابت

    رضوان الذيب*

    عندما حمل وزير خارجية اميركا وارن كريستوفر في عهد الرئيس كلينتون عام 1993 انذارا الى ‏سوريا بضربها اذا استمرت بدعم المقاومة رد الرئيس الراحل حافظ الاسد بالقول: «لسنا من ‏رواد الحرب، ونعرف ان اسرائيل تملك اسلحة اقوى، واكثر تطوراً من اسلحتنا، لكننا اذا ما ‏حوصرنا فسوف ندافع عن انفسنا، ولن نخضع لهذا الابتزاز الرخيص بأن تفرض علينا الهزيمة بغير ‏قتال، وسوف نواجهه حتى اذا كنا متأكدين من الخسارة، عندها على الاقل لا نخسر شرفنا ‏وكرامتنا، ونهزم في القتال وبعد القتال، مما يبقي القضية حية في ضمير اجيالنا..‏
    ويقول الرئيس الراحل: «حين واجهنا الوجود العسكري الاميركي ثم الاطلسي في لبنان، لم نكن ‏نتوهم اننا اقوى منهم عسكريا، ولكننا كنا ندرك اننا أقوى منهم بأرضنا وتاريخنا».‏وعندما لوح احد الموفدين الاميركيين باستخدام نيوجرسي لفرض 17 ايار اجابه الرئيس الاسد: ‏‏«لقد سمعت الكثير عن هذه البارجة ومدافعها الاسطورية، قيل لي ان عرض فوهة المدفع يصل الى ‏الف ملم وان زنة القذيفة الواحدة من قذائفها تصل الى الف كلغ، واننا متشوقون لان نعرف ‏فعل هذه القذائف المدهشة، ففي علمنا ان القذيفة ومهما كانت زنتها لا بد ان تسقط على ‏الارض، وانها تحدث في الارض حفرة، تختلف بعمق قوة القذيفة لكنها لا تنسف وجود الارض ولا ‏تزلزلها، ولا يمكن ان تفصل لبنان عن سوريا، فالارض هي الباقية ونحن باقون فوقها، اما ‏الآتي من البعيد، فما له ان يعود، من حيث أتى ولا يبقى على الارض الا اهلها» ولذلك فان ‏المتابعين يشبهون مواقف الاسد الابن بمواقف والده الراديكالية من الصراع في المنطقة، حتى ان ‏البعض يشبه خطاب الاسد الاخير بالخطاب الذي القاه جمال عبد الناصر غداة تأميم قناة ‏السويس عام 1956، في حين يسترسل البعض بالوصف ليطلق عليه الخطاب الذي سبق اعلان الوحدة ‏المصرية السورية عام 1958 من قبل الرئيس عبد الناصر، رغم اختلاف الظروف الموضوعية بين ‏تلك «الحقبة النقية» والواقع العربي الرسمي اليوم.‏لذلك فان خطاب الرئيس الاسد سيبقى «الحدث» ومحور النقاش في الفترة المقبلة بعدما كان «محور ‏النقاش» قرارات الامم المتحدة والمواقف الفرنسية والاميركية والبريطانية والدولية، وماذا ‏اعلنت هذه الدول، وماذا قررت، وكيف ستتعامل سوريا مع الدعوات العربية الداعية لدفن ‏‏«الرؤوس في الرمال» حتى مرور العاصفة، وظهر الموقف السوري كأنه «لا حول ولا قوة» أمام ‏القرارات الدولية الممسكة وحدها بسير الامور وما على سوريا الا الرضوخ. وفي هذه الاجواء، ‏عممت صورة عن ارباك في الموقف السوري وبأنه لا مفر الا التعامل مع هذا الواقع الذي ‏ينحصر بين «السيئ والأسوأ» وبأنه كلاهما مر، بالاضافة الى اجواء عن عدم قدرتها على الصمود ‏امام الضغوط وهشاشة اوضاعها الداخلية، مما خلق غموضاً لدى المواطن السوري، فجاء خطاب ‏الاسد ليصوب البوصلة وليعيد «الهيبة» و«المنعة» الى الموقف السوري ودوره الاقليمي والدولي ‏لجهة مقاومة الضغوط والتمسك بالثوابت، رغم ان الرئيس الأسد لم يقفل النافذة او يغلق ‏الابواب امام التعاون والحوار والنقاش حول التفاصيل دون المسّ بالثوابت وهو بذلك «سر ‏أبيه».‏ومن هنا تقول المعلومات ان سوريا اعتمدت خلال الفترة الماضية سياسة «الغموض البناء» ‏مقابل «الهيمنة الشاملة» وتركها تأخذ اقصى مداها وتستنفذ كل طاقاتها، واوراقها، حتى ‏جاء خطاب الرئيس الاسد ليقلب كل الصورة، وليعيد النقاش الى بداياته، مما اعطى موقفه ‏القوة، وردة الفعل، ونقل النقاش الى مكان آخر وجهة اخرى تتعلق بالضغوطات وبالمواقف ‏الدولية من المقاومة في فلسطين والعراق ولبنان، وهذا ما اراده الاسد من خطابه لجهة تشعب ‏النقاش باتجاهات مختلفة، وتقول المعلومات «ان سوريا استفادت كثيرا من اجواء الحملة ‏الدولية عليها، واستثمرتها لتحصين الداخل السوري والوحدة الداخلية بعدما نجحت في تعميم ‏اجواء للمواطن السوري والعربي بأن للحملة الدولية اغراضا سياسية تتعلق بالموقف من ‏دعم المقاومة في العراق وفلسطين، خصوصا وان المواقف الدولية حملت شروطاً للتعاون في العراق ‏جعلت المواطن السوري يسأل عن الرابط بين كشف حقيقة مَن اغتال الشهيد رفيق الحريري ‏والموقف السوري من العراق. فالمواطن السوري والعربي عموماً عندما يري صور المآسي في ‏العراق والنموذج الاميركي السيء الذي قدم للعراق سيتمسك بالاستقرار في سوريا والمنطقة. ‏فبين النظام العربي السيئ والنموذج الاميركي الأسوأ في العراق سيختار المواطن العربي ‏النظام الرسمي العربي وليس الاحتلال، وبالتالي فان الخوف من سقوط سوريا من الداخل ‏سيناريو غير قابل للتحقيق في ظل المواقف السورية الداعمة للمقاومة في العراق وفلسطين ‏والتي تعبر عن رغبة المواطن السوري، فاستقرار سوريا نابع من التزاماتها القومية اما ‏احتمال الفوضى فبالتخلي عن هذه الثوابت. وتضيف المعلومات،ان خطاب الرئيس الاسد سيبقى ‏محوراً للتعليق والنقاش في لبنان بين مؤيد ومعارض خصوصاً على خلفية الانتقادات لرئيس مجلس ‏الوزراء فؤاد السنيورة من قبل الاكثرية النيابية، لكنه سيعطي «نفساً» معنويا وجرعة ‏‏«مصل» لحلفاء سوريا في لبنان بعد «الانكفاء القسري» لمعظمم عن الواجهة، رغم بعض ‏الاستثناءات منذ الانتخابات النيابية، وما حملته من مواقف يومية، وحملات متزامنة، مع ‏اجواء دولية وحركة سفراء في الداخل اعطت انطباعات عن نهاية مأساوية للحقبة السورية في ‏لبنان ورموزها ومن الطبيعي ان يرفع حلفاء سوريا من سقف مواقفهم بعد خطاب الاسد.‏وكذلك فان البعض يصف خطاب الرئيس الاسد بأنه استشراف للمستقبل دون الغرق في اللحظة ‏الراهنة، عبر استحضار كل وجدان التراث الجهادي وبالتالي فهو حديث القوة والشجاعة في ظل ‏الواقع الحالي الذي يطلب فيه من سوريا ازالة «جدارها الهائل» الذي يحول دون تنفيذ مشروع ‏الشرق الاوسط الجديد، فالمشروع يريد ليس تفكيك سوريا بل تفكيك المنطقة ما دون «السايكس ‏بيكو».‏ولذلك فان الخطاب الاخير للرئيس الاسد هو تشخيص واقعي وموضوعي للمشهد الاخر من اللوحة في ‏ظل اصرار الاخرين على رسم صورة سوداوية ومأساوية للواقع الحالي.‏ومن هنا، فان الجميع بانتظار ما ستحمله المرحلة المقبلة بعدما رسمت سوريا ثوابتها في حين ‏يتوقع الجميع زيادة الضغوط الدولية عبر فرض عقوبات مع استبعاد مطلق لاي عمل عسكري حيث ‏انتهت الحرب الاستباقية مع العراق، في حين ينتظر خلال الاسبوع المقبل حصول لقاء ايراني ‏سوري على مستوى عال لتأكيد ثوابت الملف الايراني السوري في مواجهة الضغوط. اما في لبنان ‏فان حلفاء سوريا الاساسيين وتحديدا حزب الله وحركة أمل سيستمرون في نفس النهج السياسي ‏القائم على الهدوء وتحصين الساحة الداخلية والحفاظ على اجواء الوحدة الوطنية رغم ما ‏اصاب الحكومة من تصدعات يعمل الجميع على ترميمها بانتظار محطة 15 كانون الاول. فللجميع ‏مصلحة في اللعب على الوقت وتأجيل النقاش الاساسي حتى ظروف مختلفة. فلحظة الفراق في ‏المواقف السياسية في لبنان لم تحن ظروفها بعد. لكنها آتية في النهاية، ووحدها كشف حقيقة ‏من قتل الرئيس الحريري ستقلب الصورة وستفتح مجالا اخر للنقاش وستزيل الكثير من الواقع ‏الحالي باتجاه وحدة الموقف، ولكن يبقي الخوف من التسييس، وهنا مكمن الخطورة على لبنان ‏وسوريا والمنطقة.‏
    *كاتب في جريدة الديار
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X