عبدالعزيز الحكيم لمقتدى الصدر: السيستاني «سيقول» بوجوب الانتخابات ... وقائع حوار مطول بين زعيمي «المجلس الأعلى» وتيار الصدر
<
>لندن الحياة - 19/11/05//
حصلت «الحياة» على قرص مدمج لاجتماع عقد أخيراً في النجف بين الزعيمين الشيعيين عبد العزيز الحكيم زعيم «المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق»، اكبر الأحزاب الشيعية، والسيد مقتدى الصدر، زعيم «التيار الصدري» المعروف بمواقفه المتشددة تجاه الوجود الأجنبي في العراق. وتناول الحديث بين الرجلين قضايا الدستور ووحدة الصف الشيعي والوحدة العراقية والإرهاب والانتخابات الماضية وتدني أداء الوزارات، وتطرقا الى مسائل الدين والسياسة، وموازنة كفتي العلمانية والإسلاميين على الساحة، ومسؤولية الاحتلال عن الإرهاب فضلاً عن مناقشات فقهية حول الانتخابات الماضية وموضوع الولاية العامة والولاية الخاصة. وأكد الحكيم للصدر ان المرجع الشيعي السيد علي السيستاني سيقول بوجوب الانتخابات المقبلة، وانه لم يسحب يده من العملية السياسية. وتنقل «الحياة» في ما يأتي النص الحرفي للحوار:
< بدأ الحوار بدعوة السيد عبد العزيز الحكيم الحضور لقراءة سورة الفاتحة عن روحي الشهيد آية الله العظمى محمد باقر الصدر والشهيد آية الله العظمى محمد محمد صادق الصدر، وبدأ الحديث السياسي على النحو الآتي:
> عبد العزيز الحكيم: كيف أوضاعكم؟
> مقتدى الصدر: ماشي (جيدة)... الأوضاع الشخصية ام العامة، وهنا المشكلة. الوضع العام لا يرضي.
> الحكيم: الاوضاع غير طبيعية.... الحمد لله، مع كل هذا لم يتمكنوا وقف وضع العراقيين عموماً والدستور تم الانتهاء منه واقر وتحقق شيء للعراق.
> الصدر: إن شاء الله.
> الحكيم: إن شاء الله يكون خطوة تقدم الى الامام... صدام خرب كل شيء في العراق وعرض العراق...
> الصدر: (مقاطعاً) هو خرب الشعب، واهم شيء اضر بشعبه.
> الحكيم: ما يعاني منه العراق بسبب سياسات صدام، ولو كانت عنده ذرة من الضمير والشرف، على الاقل في الاسابيع الاخيرة، كان يمكن ان يتدارك الامر ويترك الحكم لما صارت الحرب.
> الصدر: ماحدث تمثيلية في تمثيلية.
> الحكيم: هذا الوضع بسبب السياسات.
--> > الصدر: اخاف ان لا تقبلوا ..... صدام كان عنده دستور. المهم تطبيق الدستور. وفي اليوم الثاني لاقرار الدستور قصفت المدن العراقية وتواصلت العمليات الارهابية والتفجيرات. وكما يقولون (السياسيون) بالالفاظ السياسية، فان الدستور ليس عصا سحرية ليتحول العراق الى منطقة سلمية او منطقة غير حربية. المهم عندنا تطبيبق الدستور اذا كان صحيحاً.
> الحكيم: هذه هي المرحلة الثانية والمهم المرحلة الاولى والاصل وجود دستور مقر من قبل الشعب.
> الصدر: دائماً القانون او الدستور عندما يكون جديداً يطبق بكل حذافيره، وعندما يصبح قديماً لا يطبق. على العكس من ذلك، فان هذا الدستور منذ أيامه الاولى لم يطبق. متى؟ بعد خمس سنوات مثلاً؟
> الحكيم: ليس بعد..
> الصدر: على اساس انه اقر..
> الحكيم: اقر وستبنى الانتخابات عليه.
> الصدر: الله العالم متى سيطبق.
> الحكيم: العملية صعبة... ولتطبيق العمليات المقبلة يجب ان يكون للشعب العراقي دور في تنفيذ الدستور وتحمل المسؤولية. المهم ان العراقي منح بكرامة القدرة لأن يدلي بصوته وهذا أمر مهم لم يكن موجوداً سابقاً ويعد تقدماً كبيراً نحو الامام.
> الصدر: ليس لنا الا ان نقول: نفذوا الدستور. نحن استعملنا الشعب الى ان وصلنا الى دستور معين واستعملنا الشعب لنصل الى انتخابات معينة... التقيت محافظين ووزراء وقلت لهم انكم وصلتم بهمة الشعب، فلا تنسوا الشعب ووصلتم بهمة المرجعية فلا تنسوا المرجعية التي كانت اهدافها ان تخرج المحتل من خلال المقاومة السياسية، وهذه المقاومة ليست ضد الشعب بل ضد المحتل، والمحتل لازال بين ظهرانينا، اذا صح التعبير، ويجب ان نتكاتف، لكن ليس بالبندقية والمسدس والقاذفة وانما بالعقل والفكر والشجاعة والايمان. هذا العراق الذي يقدم فيه الجميع السياسة على الدين، وانا لا استثني احداً، في حاجة الى صحوة دينية. الآن عندما تدخل على الزبال او تدخل على اكبر دبلوماسي في العراق يتكلم في السياسة، ولا احد يتكلم عن الدين او يتحدث عن استفتاء ديني او مسألة شرعية، ووصلنا الى حد باتت المناسبات الدينية تستخدم لأمور سياسية وهذا ليس صحيحاً. قبل سنتين جاءني احدهم وكان يومها عيد الغدير الذي يليه شهر محرم، وقال لي: الان نضع الألوان لمناسبة الغدير وبعد ذلك نحولها الى سواد ليعلم الآخرون أن الشيعة غالبية. فتساءلت: حتى هذه (الامور) تحولت الى معنى سياسي؟ هذه الامور دينية وشعائر يجب ان تبقى شعاراً دينياً فقط وان لا تسيس.... هذا الشعب يعيش منذ 50 سنة في عوز وفقر وفي حصار، لا نفط ولا ماء ولا كهرباء، نريد ان نرجع له خدماته ونلتفت الى هذه الامور افضل من اخرى كما حدث في هلال العيد.... هل يصح القول ان الشعب العراقي يحتفل بالعيد الا اتباع فلان.... الانشقاقات غير لطيفة، ويجب ان نتحد وان نوحد الشيعة مع الشيعة وبعد ذلك نتحد مع السنة.
> الحكيم: صحيح... تبقى النتيجة.
> الصدر يجب ان نطبقها.
> الحكيم: هناك اجتهادات. مثلاً، مجتهد عراقي يرى شكاً في الصلاة الفلانية او الاذان، لكن عموماً يجب ان يكون الموقف موحداً ونحاكي عموم المرجعيات الدينية، والعموم مع المرجعية التي كان لها دور في التقدم الذي حصل في العملية السياسية، وبالتالي يجب ان ينعكس هذا التقدم على الخدمات وعلى المؤسسات وعلى بناء التشكيلات. كل شيء في العراق يجب ان يكون ملكاً للعراقيين جميعاً، ونعتقد بضرورة الوحدة الحقيقية بين السنة والشيعة، لهذا كان هناك اصرار على ان يكـــون لهم وجود في كل التشكيلات منذ «مجلس الحكم»، وفي الحكومة الاولى بعد مجلس الحكم، وفي هذه الحكومة. وعندما جرت الانتخابات لم يكن لهم نصيب وافٍ، لكن كان هناك اصرار على ان تكون هناك شراكة منها رئاسة البرلمان واشراكهم في كتابة الدستور ومنحهم منصب نائب رئيس الجمهورية، والمفروض ان نتبع هذا الخط ونحترم اخواننا حتى نبني العراق. هناك استياء كبير من الوجود الاجنبي، خصوصاً في المجال الأمني والسياسي، والعملية مستمرة في البرنامج السياسي الموضوع لبناء البلد بعد الانتخابات، وهذا البناء يحتاج الى زمن طويل، ولا يبنى البلد بين العشية وضحاها مع وجود الارهابيين.
فمثلاً الكهرباء يتم اصلاحها، بعدها يتم ضربها، اضافة الى المشاكل والتفجيرات وقتل الأبرياء الذي ليس له مبرر ولا نظير له في التاريخ الاسلامي بحيث ان شعباً يكفر بأكمله... كل من يشترك في الانتخابات فهو كافر، وكل كافر يجب قتله من السنة او الشيعة او الاكراد.
> الصدر: في الوحدة لا نتكلم عن الطبقة الشعبية... نقول انه يجب ان تتوحد القيادات، والشعب الآن كل كلامه ان نتوحد، مع ذلك لم نتوحدز الشخص العادي عندما يرى ان المسؤولين غير متحدين، يفقد حماسته للوحدة. والاهم من ذلك ان كلاً «يجر النار الى قرصه» (رغيفه). فمثلاً، الحزب الفلاني عندما يتسلم الوزارة الفلانية يشتغل فيها حزبه، وهذا ليس صحيحاً أن تقدم مصلحة الحزب على مصلحة العراق. بهذه الطريقة يتحطم البلد. هذا النوع من الطائفية الداخلية التي يجب ان تلغى.
--> > الحكيم: الدين الاسلامي لا يقدم المصلحة الخاصة، وعندما يكون الشخص على رأس مؤسسة عامة يجب ان يخدمها، لكن، للأسف، توجد ظواهر من هذا القبيل بحاجة الى رفض من الجميع حتى تنحسر، ويجب ان يبني المسؤول الجديد مؤسسته على أسس صحيحة وسليمة وبالتالي لا بد ان يشترك الجميع في تحمل هذه المسؤولية الكبيرة.
> الصدر: علينا ان ننظر الى السبب الرئيس الذي اذا تلاشى يتلاشى ما دونه، وانا اعتقد بأن هناك سببين، اولاً ترك الجهة الدينية «ولولا الخبز ما عبد الله»، ففي حال تقديم الخدمات وتوفير فرص العمل للشعب ستكون هناك عبادة لله وبالتالي سينجر إلى الاخلاص في العمل الذي سيحارب الارهاب، واذا انتهى الارهاب استمرت الخدمات.
> الحكيم: الارهاب قضية سياسية.
> الصدر: هذا هو الشق الثاني.... وجود المحتل قضية سياسية وان نخرج المحتل ونتوحد مرة ثانية.
> الحكيم: الارهاب ليس (من) طرف الاحتلال والفتاوى التي صدرت في حرب ابادة على كل من ينتمي الى آل البيت.
> الصدر: كيف نبرئ الاحتلال؟ قال الوالد قدس الله سره: السكين ما اقترفت لكن ماسك اليد وحده.
> الحكيم: الاحتلال له مشكلة ولا نبرئه... اما هذه فهي مجموعات صدامية ومجموعات تكفيرية اتت بسبب مصالحها الخاصة، وبالتالي اوجدت هذه الاوضاع وساهمت في ايجاد هذه المجموعات.
> الصدر: هناك ثلاثة: البعث، والتكفيريون، ومن اسميهم «نواصب الاحتلال». يجب ان نتخلص من الثلاثة وليس من واحد، فاذا تخلصنا من الارهاب سيأتي الاحتلال بغيرهم لأن الحدود مفتوحة يوردون عبرها الى العراق من اجل ان تبقى اميركا سالمة ويبقى العراق متخلفاً.
> الحكيم: يجب ان نعمل من اجل الاستقلال الكامل للعراق مستهدفين الارهاب وبناء العراق وتقديم الخدمات الى عموم العراقيين والعملية السياسية.
> الصدر: عندما تبني وتأتي الاباتشي وتفلشه (تهدمه) لم تعمل شيئاً.
> الحكيم: ألا تأتون الى بغداد؟
> الصدر: ان تنقل النووي الى بغداد سهل، لكن ان يدخل مقتدى صعب... الله كريم.
> الحكيم: هذه السنة كان رمضان جيدا في عموم المدن العراقية.
> الصدر: نسبة الصائمين قلت، والشعب تشغله السياسة وليس الدين، وهناك اجبار على السياسة وليس على الدين. ففي النجف الكثير من المطاعم مفتوحة والطعام في الشوارع... يقول لك انا علماني ما لك انت اذا صمت او صليت.
> الحكيم: اذا لم يصم أحد فهذا راجع اليه، لكن الافطار العلني صعب.
> الصدر: مقومات التيار العلماني اكثر من مقومات التيار الاسلامي دينياً واجتماعياً واقتصادياً، وعندما يضعون اثنين من العلمانيين واثنين من الاسلامين في الميزان ستكون كفة العلماني هي الارجح وفق هذه الثوابت. الاسلاميون حينما يستلمون الحكم يكون هناك ارهاب وقصف وجوع وقلة خدمات، وعندما يتسلم العلماني الحكم ستجد رفاهية وامنا، وبالتالي فان الساذج من الشعب سيختار العلماني ويترك الاسلامي بالاجبار. أميركا عندما يتسلم الاسلامي تكثف الارهاب وعندما يتسلم العلماني تكثف الأمان والأمن، وبالتالي سيكون العلماني أحسن من الاسلامي.
> الحكيم: الارهاب موجود في العلماني والاسلامي.
> الصدر: انا اقصد في المستقبل.
> الحكيم: نريد ان نكثف الجهود لتكون كبيرة والقدرات في الشعب عظيمة والعلاقة بالمرجعيات الدينية...
> الصدر: لا اعتقد ان المرجعية ستكون موجودة لأنها سحبت يدها.
> الحكيم: لا تستطيع المرجعية سحب يدها.
> الصدر: قالت انها لا تدعم أي قائمة.
> الحكيم: يقال الانتخابات واجبة.
> الصدر واجبة؟ لا احد قال ذلك.
> الحكيم: السيد السيستاني سيقول بوجوبها.
> الصدر: سيقول؟ أنا لا ادري.
> الحكيم: سترون ذلك في المستقبل، والمرجعية تبقى متصدية ولا يمكن ان تكون من دون ان تتصدى.
> الصدر: الانتخابات ليست سياسية.
> الحكيم: الانتخابات نتيجة سياسية ان توافرت الأوضاع في البلد بطريقة، بحيث صارت هناك امكانية بجانب قضية الدستور، ويجب توجيه المرجعية في تلك الطريقة الابوية والرعاية للجميع.
> الصدر: هناك نقاش في الدليل الشرعي على الانتخابات.
> الحكيم: موضوع الشورى وولاية الانسان.
> الصدر: ماذا لو حصلت شورى من دون انتخابات؟
> الحكيم: أصل القضية ولاية الانسان على نفسه وبعد ذلك المجتمع ولي.
> الصدر: اذا اطاع الله صار ولي نفسه واذا لا...
> الحكيم: هو ولي نفسه سواء اطاع ام لا...
> الصدر: هذا لا ينطبق.
> الحكيم: ولي نفسي يعني لا افرض على الانسان شيء، والله سبحانه وتعالى سيحاسب الافراد على اعمالهم سواء كانت صالحة ام لا .
> الصدر: ولي نفسه في ما يخصه واذا تضاربت الولاية النفسية مع الولاية التكوينية يجب عرضها على الدين فاذا تطابقت هذا ولي نفسه، وهل على الانسان ان يقطع يده او يفقأ عينه؟ نحن خرجنا عن موضوع النقاش، فما هو الدليل الشرعي على الانتخابات؟
> الحكيم: وجوبها واستحبابها بحسب المصلحة.
> الصدر: حينئذ نحتاج الى ولاية عامة وليس في العراق ولاية عامة، وانا سمعتها من ايران ان ولاية السيد الخامنئي غير متاحة في العراق.
> الحكيم: هذا بالنسبة الى ايران.
> الصدر: ولاية ايران غير نافذة في العراق وبالتالي عدم وجود ولي، من ينفذ الولاية ويوجب الانتخابات، ولا احد من المراجع يقول بالولاية العامة، فقط الولاية الخاصة.
> الحكيم: عندما يشخص المجتهد مصلحة عليا للبلد اوجب الانتخابات السابقة.
> الصدر: ليس لديهم ولاية ولا يجوز... هل يستطيع المجتهد ان يفتي بالولاية العامة؟
> الحكيم: في الانتخابات العامة يجب على كل ذكر وانثى ان يجتهد.
> الصدر: من دون ولاية غير صحيح كونه حكماً ولائياً وليس اجتهادياً.
> الحكيم: على اساس الحسبة والمصلحة العامة.
> الصدر: اذا قبل ان يفتي بالولاية يفتي بالانتخابات.
> الحكيم: الفتوى بالولاية قضية شرعية بحسب المباني الفقهية من بعض الفقهاء.
> الصدر: هناك ولاية عامة وولاية خاصة.
> الحكيم: هل صليتم هذه السنة صلاة العيد؟
> الصدر: لا، للأسف، انا صليت العام قبل الماضي ولا اعرف ان كان قصوراً ام تقصيراً مني ام من المجتمع، فكلما اصلي الجمعة او العيد يحدث تصعيد بالوضع السياسي، وتجنباً لهذه الأمور لا أصلي في الجمعة فضلاً عن العيد كونه تتخلله الخطب.
<
>لندن الحياة - 19/11/05//
حصلت «الحياة» على قرص مدمج لاجتماع عقد أخيراً في النجف بين الزعيمين الشيعيين عبد العزيز الحكيم زعيم «المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق»، اكبر الأحزاب الشيعية، والسيد مقتدى الصدر، زعيم «التيار الصدري» المعروف بمواقفه المتشددة تجاه الوجود الأجنبي في العراق. وتناول الحديث بين الرجلين قضايا الدستور ووحدة الصف الشيعي والوحدة العراقية والإرهاب والانتخابات الماضية وتدني أداء الوزارات، وتطرقا الى مسائل الدين والسياسة، وموازنة كفتي العلمانية والإسلاميين على الساحة، ومسؤولية الاحتلال عن الإرهاب فضلاً عن مناقشات فقهية حول الانتخابات الماضية وموضوع الولاية العامة والولاية الخاصة. وأكد الحكيم للصدر ان المرجع الشيعي السيد علي السيستاني سيقول بوجوب الانتخابات المقبلة، وانه لم يسحب يده من العملية السياسية. وتنقل «الحياة» في ما يأتي النص الحرفي للحوار:
< بدأ الحوار بدعوة السيد عبد العزيز الحكيم الحضور لقراءة سورة الفاتحة عن روحي الشهيد آية الله العظمى محمد باقر الصدر والشهيد آية الله العظمى محمد محمد صادق الصدر، وبدأ الحديث السياسي على النحو الآتي:
> عبد العزيز الحكيم: كيف أوضاعكم؟
> مقتدى الصدر: ماشي (جيدة)... الأوضاع الشخصية ام العامة، وهنا المشكلة. الوضع العام لا يرضي.
> الحكيم: الاوضاع غير طبيعية.... الحمد لله، مع كل هذا لم يتمكنوا وقف وضع العراقيين عموماً والدستور تم الانتهاء منه واقر وتحقق شيء للعراق.
> الصدر: إن شاء الله.
> الحكيم: إن شاء الله يكون خطوة تقدم الى الامام... صدام خرب كل شيء في العراق وعرض العراق...
> الصدر: (مقاطعاً) هو خرب الشعب، واهم شيء اضر بشعبه.
> الحكيم: ما يعاني منه العراق بسبب سياسات صدام، ولو كانت عنده ذرة من الضمير والشرف، على الاقل في الاسابيع الاخيرة، كان يمكن ان يتدارك الامر ويترك الحكم لما صارت الحرب.
> الصدر: ماحدث تمثيلية في تمثيلية.
> الحكيم: هذا الوضع بسبب السياسات.
--> > الصدر: اخاف ان لا تقبلوا ..... صدام كان عنده دستور. المهم تطبيق الدستور. وفي اليوم الثاني لاقرار الدستور قصفت المدن العراقية وتواصلت العمليات الارهابية والتفجيرات. وكما يقولون (السياسيون) بالالفاظ السياسية، فان الدستور ليس عصا سحرية ليتحول العراق الى منطقة سلمية او منطقة غير حربية. المهم عندنا تطبيبق الدستور اذا كان صحيحاً.
> الحكيم: هذه هي المرحلة الثانية والمهم المرحلة الاولى والاصل وجود دستور مقر من قبل الشعب.
> الصدر: دائماً القانون او الدستور عندما يكون جديداً يطبق بكل حذافيره، وعندما يصبح قديماً لا يطبق. على العكس من ذلك، فان هذا الدستور منذ أيامه الاولى لم يطبق. متى؟ بعد خمس سنوات مثلاً؟
> الحكيم: ليس بعد..
> الصدر: على اساس انه اقر..
> الحكيم: اقر وستبنى الانتخابات عليه.
> الصدر: الله العالم متى سيطبق.
> الحكيم: العملية صعبة... ولتطبيق العمليات المقبلة يجب ان يكون للشعب العراقي دور في تنفيذ الدستور وتحمل المسؤولية. المهم ان العراقي منح بكرامة القدرة لأن يدلي بصوته وهذا أمر مهم لم يكن موجوداً سابقاً ويعد تقدماً كبيراً نحو الامام.
> الصدر: ليس لنا الا ان نقول: نفذوا الدستور. نحن استعملنا الشعب الى ان وصلنا الى دستور معين واستعملنا الشعب لنصل الى انتخابات معينة... التقيت محافظين ووزراء وقلت لهم انكم وصلتم بهمة الشعب، فلا تنسوا الشعب ووصلتم بهمة المرجعية فلا تنسوا المرجعية التي كانت اهدافها ان تخرج المحتل من خلال المقاومة السياسية، وهذه المقاومة ليست ضد الشعب بل ضد المحتل، والمحتل لازال بين ظهرانينا، اذا صح التعبير، ويجب ان نتكاتف، لكن ليس بالبندقية والمسدس والقاذفة وانما بالعقل والفكر والشجاعة والايمان. هذا العراق الذي يقدم فيه الجميع السياسة على الدين، وانا لا استثني احداً، في حاجة الى صحوة دينية. الآن عندما تدخل على الزبال او تدخل على اكبر دبلوماسي في العراق يتكلم في السياسة، ولا احد يتكلم عن الدين او يتحدث عن استفتاء ديني او مسألة شرعية، ووصلنا الى حد باتت المناسبات الدينية تستخدم لأمور سياسية وهذا ليس صحيحاً. قبل سنتين جاءني احدهم وكان يومها عيد الغدير الذي يليه شهر محرم، وقال لي: الان نضع الألوان لمناسبة الغدير وبعد ذلك نحولها الى سواد ليعلم الآخرون أن الشيعة غالبية. فتساءلت: حتى هذه (الامور) تحولت الى معنى سياسي؟ هذه الامور دينية وشعائر يجب ان تبقى شعاراً دينياً فقط وان لا تسيس.... هذا الشعب يعيش منذ 50 سنة في عوز وفقر وفي حصار، لا نفط ولا ماء ولا كهرباء، نريد ان نرجع له خدماته ونلتفت الى هذه الامور افضل من اخرى كما حدث في هلال العيد.... هل يصح القول ان الشعب العراقي يحتفل بالعيد الا اتباع فلان.... الانشقاقات غير لطيفة، ويجب ان نتحد وان نوحد الشيعة مع الشيعة وبعد ذلك نتحد مع السنة.
> الحكيم: صحيح... تبقى النتيجة.
> الصدر يجب ان نطبقها.
> الحكيم: هناك اجتهادات. مثلاً، مجتهد عراقي يرى شكاً في الصلاة الفلانية او الاذان، لكن عموماً يجب ان يكون الموقف موحداً ونحاكي عموم المرجعيات الدينية، والعموم مع المرجعية التي كان لها دور في التقدم الذي حصل في العملية السياسية، وبالتالي يجب ان ينعكس هذا التقدم على الخدمات وعلى المؤسسات وعلى بناء التشكيلات. كل شيء في العراق يجب ان يكون ملكاً للعراقيين جميعاً، ونعتقد بضرورة الوحدة الحقيقية بين السنة والشيعة، لهذا كان هناك اصرار على ان يكـــون لهم وجود في كل التشكيلات منذ «مجلس الحكم»، وفي الحكومة الاولى بعد مجلس الحكم، وفي هذه الحكومة. وعندما جرت الانتخابات لم يكن لهم نصيب وافٍ، لكن كان هناك اصرار على ان تكون هناك شراكة منها رئاسة البرلمان واشراكهم في كتابة الدستور ومنحهم منصب نائب رئيس الجمهورية، والمفروض ان نتبع هذا الخط ونحترم اخواننا حتى نبني العراق. هناك استياء كبير من الوجود الاجنبي، خصوصاً في المجال الأمني والسياسي، والعملية مستمرة في البرنامج السياسي الموضوع لبناء البلد بعد الانتخابات، وهذا البناء يحتاج الى زمن طويل، ولا يبنى البلد بين العشية وضحاها مع وجود الارهابيين.
فمثلاً الكهرباء يتم اصلاحها، بعدها يتم ضربها، اضافة الى المشاكل والتفجيرات وقتل الأبرياء الذي ليس له مبرر ولا نظير له في التاريخ الاسلامي بحيث ان شعباً يكفر بأكمله... كل من يشترك في الانتخابات فهو كافر، وكل كافر يجب قتله من السنة او الشيعة او الاكراد.
> الصدر: في الوحدة لا نتكلم عن الطبقة الشعبية... نقول انه يجب ان تتوحد القيادات، والشعب الآن كل كلامه ان نتوحد، مع ذلك لم نتوحدز الشخص العادي عندما يرى ان المسؤولين غير متحدين، يفقد حماسته للوحدة. والاهم من ذلك ان كلاً «يجر النار الى قرصه» (رغيفه). فمثلاً، الحزب الفلاني عندما يتسلم الوزارة الفلانية يشتغل فيها حزبه، وهذا ليس صحيحاً أن تقدم مصلحة الحزب على مصلحة العراق. بهذه الطريقة يتحطم البلد. هذا النوع من الطائفية الداخلية التي يجب ان تلغى.
--> > الحكيم: الدين الاسلامي لا يقدم المصلحة الخاصة، وعندما يكون الشخص على رأس مؤسسة عامة يجب ان يخدمها، لكن، للأسف، توجد ظواهر من هذا القبيل بحاجة الى رفض من الجميع حتى تنحسر، ويجب ان يبني المسؤول الجديد مؤسسته على أسس صحيحة وسليمة وبالتالي لا بد ان يشترك الجميع في تحمل هذه المسؤولية الكبيرة.
> الصدر: علينا ان ننظر الى السبب الرئيس الذي اذا تلاشى يتلاشى ما دونه، وانا اعتقد بأن هناك سببين، اولاً ترك الجهة الدينية «ولولا الخبز ما عبد الله»، ففي حال تقديم الخدمات وتوفير فرص العمل للشعب ستكون هناك عبادة لله وبالتالي سينجر إلى الاخلاص في العمل الذي سيحارب الارهاب، واذا انتهى الارهاب استمرت الخدمات.
> الحكيم: الارهاب قضية سياسية.
> الصدر: هذا هو الشق الثاني.... وجود المحتل قضية سياسية وان نخرج المحتل ونتوحد مرة ثانية.
> الحكيم: الارهاب ليس (من) طرف الاحتلال والفتاوى التي صدرت في حرب ابادة على كل من ينتمي الى آل البيت.
> الصدر: كيف نبرئ الاحتلال؟ قال الوالد قدس الله سره: السكين ما اقترفت لكن ماسك اليد وحده.
> الحكيم: الاحتلال له مشكلة ولا نبرئه... اما هذه فهي مجموعات صدامية ومجموعات تكفيرية اتت بسبب مصالحها الخاصة، وبالتالي اوجدت هذه الاوضاع وساهمت في ايجاد هذه المجموعات.
> الصدر: هناك ثلاثة: البعث، والتكفيريون، ومن اسميهم «نواصب الاحتلال». يجب ان نتخلص من الثلاثة وليس من واحد، فاذا تخلصنا من الارهاب سيأتي الاحتلال بغيرهم لأن الحدود مفتوحة يوردون عبرها الى العراق من اجل ان تبقى اميركا سالمة ويبقى العراق متخلفاً.
> الحكيم: يجب ان نعمل من اجل الاستقلال الكامل للعراق مستهدفين الارهاب وبناء العراق وتقديم الخدمات الى عموم العراقيين والعملية السياسية.
> الصدر: عندما تبني وتأتي الاباتشي وتفلشه (تهدمه) لم تعمل شيئاً.
> الحكيم: ألا تأتون الى بغداد؟
> الصدر: ان تنقل النووي الى بغداد سهل، لكن ان يدخل مقتدى صعب... الله كريم.
> الحكيم: هذه السنة كان رمضان جيدا في عموم المدن العراقية.
> الصدر: نسبة الصائمين قلت، والشعب تشغله السياسة وليس الدين، وهناك اجبار على السياسة وليس على الدين. ففي النجف الكثير من المطاعم مفتوحة والطعام في الشوارع... يقول لك انا علماني ما لك انت اذا صمت او صليت.
> الحكيم: اذا لم يصم أحد فهذا راجع اليه، لكن الافطار العلني صعب.
> الصدر: مقومات التيار العلماني اكثر من مقومات التيار الاسلامي دينياً واجتماعياً واقتصادياً، وعندما يضعون اثنين من العلمانيين واثنين من الاسلامين في الميزان ستكون كفة العلماني هي الارجح وفق هذه الثوابت. الاسلاميون حينما يستلمون الحكم يكون هناك ارهاب وقصف وجوع وقلة خدمات، وعندما يتسلم العلماني الحكم ستجد رفاهية وامنا، وبالتالي فان الساذج من الشعب سيختار العلماني ويترك الاسلامي بالاجبار. أميركا عندما يتسلم الاسلامي تكثف الارهاب وعندما يتسلم العلماني تكثف الأمان والأمن، وبالتالي سيكون العلماني أحسن من الاسلامي.
> الحكيم: الارهاب موجود في العلماني والاسلامي.
> الصدر: انا اقصد في المستقبل.
> الحكيم: نريد ان نكثف الجهود لتكون كبيرة والقدرات في الشعب عظيمة والعلاقة بالمرجعيات الدينية...
> الصدر: لا اعتقد ان المرجعية ستكون موجودة لأنها سحبت يدها.
> الحكيم: لا تستطيع المرجعية سحب يدها.
> الصدر: قالت انها لا تدعم أي قائمة.
> الحكيم: يقال الانتخابات واجبة.
> الصدر واجبة؟ لا احد قال ذلك.
> الحكيم: السيد السيستاني سيقول بوجوبها.
> الصدر: سيقول؟ أنا لا ادري.
> الحكيم: سترون ذلك في المستقبل، والمرجعية تبقى متصدية ولا يمكن ان تكون من دون ان تتصدى.
> الصدر: الانتخابات ليست سياسية.
> الحكيم: الانتخابات نتيجة سياسية ان توافرت الأوضاع في البلد بطريقة، بحيث صارت هناك امكانية بجانب قضية الدستور، ويجب توجيه المرجعية في تلك الطريقة الابوية والرعاية للجميع.
> الصدر: هناك نقاش في الدليل الشرعي على الانتخابات.
> الحكيم: موضوع الشورى وولاية الانسان.
> الصدر: ماذا لو حصلت شورى من دون انتخابات؟
> الحكيم: أصل القضية ولاية الانسان على نفسه وبعد ذلك المجتمع ولي.
> الصدر: اذا اطاع الله صار ولي نفسه واذا لا...
> الحكيم: هو ولي نفسه سواء اطاع ام لا...
> الصدر: هذا لا ينطبق.
> الحكيم: ولي نفسي يعني لا افرض على الانسان شيء، والله سبحانه وتعالى سيحاسب الافراد على اعمالهم سواء كانت صالحة ام لا .
> الصدر: ولي نفسه في ما يخصه واذا تضاربت الولاية النفسية مع الولاية التكوينية يجب عرضها على الدين فاذا تطابقت هذا ولي نفسه، وهل على الانسان ان يقطع يده او يفقأ عينه؟ نحن خرجنا عن موضوع النقاش، فما هو الدليل الشرعي على الانتخابات؟
> الحكيم: وجوبها واستحبابها بحسب المصلحة.
> الصدر: حينئذ نحتاج الى ولاية عامة وليس في العراق ولاية عامة، وانا سمعتها من ايران ان ولاية السيد الخامنئي غير متاحة في العراق.
> الحكيم: هذا بالنسبة الى ايران.
> الصدر: ولاية ايران غير نافذة في العراق وبالتالي عدم وجود ولي، من ينفذ الولاية ويوجب الانتخابات، ولا احد من المراجع يقول بالولاية العامة، فقط الولاية الخاصة.
> الحكيم: عندما يشخص المجتهد مصلحة عليا للبلد اوجب الانتخابات السابقة.
> الصدر: ليس لديهم ولاية ولا يجوز... هل يستطيع المجتهد ان يفتي بالولاية العامة؟
> الحكيم: في الانتخابات العامة يجب على كل ذكر وانثى ان يجتهد.
> الصدر: من دون ولاية غير صحيح كونه حكماً ولائياً وليس اجتهادياً.
> الحكيم: على اساس الحسبة والمصلحة العامة.
> الصدر: اذا قبل ان يفتي بالولاية يفتي بالانتخابات.
> الحكيم: الفتوى بالولاية قضية شرعية بحسب المباني الفقهية من بعض الفقهاء.
> الصدر: هناك ولاية عامة وولاية خاصة.
> الحكيم: هل صليتم هذه السنة صلاة العيد؟
> الصدر: لا، للأسف، انا صليت العام قبل الماضي ولا اعرف ان كان قصوراً ام تقصيراً مني ام من المجتمع، فكلما اصلي الجمعة او العيد يحدث تصعيد بالوضع السياسي، وتجنباً لهذه الأمور لا أصلي في الجمعة فضلاً عن العيد كونه تتخلله الخطب.
تعليق