السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
الحلقة الأولى
ما زالت المرأة ذلك الإنسان الذي جهله الإنسان بكل مكوّناته وعناصره رغم وجودهما على وجه الأرض، ففي الأثناء التي تُهضم فيه المرأةُ وتُسحق كرامتها وتُهمَّش من الحياةِ الاجتماعية وحقِّ الحياةِ عن طريقِ الوأدِ الجسَدِي والوأدِ الفكري، ينبزغُ نورُ النبوّةِ لينتشل ذلك الكيان المودَعِ تحت أكوام من التراب بكل ما يحتويه من فكرٍ ومكانةٍ وعطاءٍ باعثاً في قلبِ الأمّةِ مكانةَ هذا الإنسان العظيم.
ورغم مرور الزمنِ على تعليماتِ منقذِ الإنسانيةِ من ظُلُمَاتِ الجهْلِ إلى نورِِ العِلْمِ، فإنَّ الجَهْلَ ما زال موجوداً يتقلّب بعدّةِِ صورٍ ليسحقَ كرامةَ المرأةِ التي تُعتبر عصبُ الحياةِ والوجهُ الآخرِ للرجل، فهي بحقٍ شمسٌ تشرق لتمد حياة الرجل بالدفء نهاراً، وهي قمرٌ منيرٌ حينما يُرخي الليلُ سدولَهُ ليُعطي صورةً أخرى لذلك الدفءِ عبر نظراتها المليئة بالحبِّ والحنان، وهي الرُكْنُ الذي يُعتمدُ عليه أثناءَ غيابِ الرجل، وما هي كذلك إلا لعَظَمَةِ ودقّةِِ الصانعِ الذي أبدعَ في خلقِ هذا الإنسانِ.
فمن خلالِ هذا العرض البسيط حول المرأة ودورها في الحياة بجميع أطوارها نستنتج أن للمرأةِ أدواراً ليستْ محصورةً بينَ جُدْرانٍ وأسقُف؟! وإن كانَ هناك عدةَ أدوارٍ تستطيعُ أنْ تؤدِّيها خارجَ صرح الأسرة فإنه يستلزمُ عليها القيام بأدوارها داخلَ ذلك الصرحِ قبلَ الخُروجِ منهُ بمعيّة الرجُل، وقد نلاحظُ ذلكَ جليّاً في حياةِ سيداتِ نساءِ العالَمينَ وعلى رأسهمْ فاطمةُ بنتُ مُحَمَّد صلى الله عليه وآله، فإنَّ لهذه المرأة خدماتٌ جليلة منذ بزوغ نورها على بطحاءِ مكّة المكرّمة وحتى رحيلها عن الدُنيا، وذلك عن طريقِ التزامِها بمباديءِ الإسلامِ وحفظها وصايا أبيها ورَسْمِهَا على أرْضِ الواقعِ كإسْلامٍ يمْشِي بَيْنَ أزقّةِ المدينة المنوّرة، انطلاقاً من إطار الأسرة المقدّسة اللامحدود، وذلك بتجلّي تربيتها بعد رحيلها في حياة أبناءِها الذين حافظوا على الخطوط العامة للإسلام بمعيّةِ أمير المؤمنين عليه السلام، وحتى ذلك الموقف الذي عجز عنه الرجال بعد وفاةِ أبيها صلى الله عليه وآله.
وإلى حلقة أخرى ... تابعونا
وتقبلوا تحيات (زكي مبارك) ..
تعليق