إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

المرأة ذلك الدرّ المصون

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المرأة ذلك الدرّ المصون

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

    الحلقة الأولى

    ما زالت المرأة ذلك الإنسان الذي جهله الإنسان بكل مكوّناته وعناصره رغم وجودهما على وجه الأرض، ففي الأثناء التي تُهضم فيه المرأةُ وتُسحق كرامتها وتُهمَّش من الحياةِ الاجتماعية وحقِّ الحياةِ عن طريقِ الوأدِ الجسَدِي والوأدِ الفكري، ينبزغُ نورُ النبوّةِ لينتشل ذلك الكيان المودَعِ تحت أكوام من التراب بكل ما يحتويه من فكرٍ ومكانةٍ وعطاءٍ باعثاً في قلبِ الأمّةِ مكانةَ هذا الإنسان العظيم.
    ورغم مرور الزمنِ على تعليماتِ منقذِ الإنسانيةِ من ظُلُمَاتِ الجهْلِ إلى نورِِ العِلْمِ، فإنَّ الجَهْلَ ما زال موجوداً يتقلّب بعدّةِِ صورٍ ليسحقَ كرامةَ المرأةِ التي تُعتبر عصبُ الحياةِ والوجهُ الآخرِ للرجل، فهي بحقٍ شمسٌ تشرق لتمد حياة الرجل بالدفء نهاراً، وهي قمرٌ منيرٌ حينما يُرخي الليلُ سدولَهُ ليُعطي صورةً أخرى لذلك الدفءِ عبر نظراتها المليئة بالحبِّ والحنان، وهي الرُكْنُ الذي يُعتمدُ عليه أثناءَ غيابِ الرجل، وما هي كذلك إلا لعَظَمَةِ ودقّةِِ الصانعِ الذي أبدعَ في خلقِ هذا الإنسانِ.
    فمن خلالِ هذا العرض البسيط حول المرأة ودورها في الحياة بجميع أطوارها نستنتج أن للمرأةِ أدواراً ليستْ محصورةً بينَ جُدْرانٍ وأسقُف؟! وإن كانَ هناك عدةَ أدوارٍ تستطيعُ أنْ تؤدِّيها خارجَ صرح الأسرة فإنه يستلزمُ عليها القيام بأدوارها داخلَ ذلك الصرحِ قبلَ الخُروجِ منهُ بمعيّة الرجُل، وقد نلاحظُ ذلكَ جليّاً في حياةِ سيداتِ نساءِ العالَمينَ وعلى رأسهمْ فاطمةُ بنتُ مُحَمَّد صلى الله عليه وآله، فإنَّ لهذه المرأة خدماتٌ جليلة منذ بزوغ نورها على بطحاءِ مكّة المكرّمة وحتى رحيلها عن الدُنيا، وذلك عن طريقِ التزامِها بمباديءِ الإسلامِ وحفظها وصايا أبيها ورَسْمِهَا على أرْضِ الواقعِ كإسْلامٍ يمْشِي بَيْنَ أزقّةِ المدينة المنوّرة، انطلاقاً من إطار الأسرة المقدّسة اللامحدود، وذلك بتجلّي تربيتها بعد رحيلها في حياة أبناءِها الذين حافظوا على الخطوط العامة للإسلام بمعيّةِ أمير المؤمنين عليه السلام، وحتى ذلك الموقف الذي عجز عنه الرجال بعد وفاةِ أبيها صلى الله عليه وآله.

    وإلى حلقة أخرى ... تابعونا


    وتقبلوا تحيات (زكي مبارك) ..

  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

    الحلقة الثانية

    ومع علم الكثير بأدوار المرأة ومكانتها في الشريعةِ الإسلاميةِ والشريعةِ الفكرية، إلا أنه يوجد ثمةَ رواسب عند البعض تخالفُ هاتين الشريعتين متجاهلاً أو متغافلاً أو ناكراً بعض العناوين العامة الموجودة في الدستور المقدّس ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ[البقرة: 187]، وهذا العنوانُ العظيم الصادر من عند العظيم لهو من العناوين العميقة التي لا يسعُ لأيّ إنسان أن يفهمهُ ما لمْ يكن القرآن الكريمُ دليلُه الذي يَسْتضيءُ بهِ حينَ تدلهمُّ الخطوبُ على صاحِبِهَا، ففي الأثناء التي تَصدُر الآيات الكريمة في حفظِ هذهِ المكانة يتأوّلُ المتأَوّلونَ على غيرِ بصيرةٍ بأَخذِ ما يوافقُ نَهْجَهُم المخالف لروحِ الشَريعةِ مُسَتدِلِّينَ بقولهِ تعالى ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء﴾ ومتغافلين بقيةَ ما وردَ في الآية الكريمة ﴿ بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ[النساء:34]، فعمليةُ التفضيلِ مقرونةٌ كذلكَ بالتقوى ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ[الحجرات: 13]، فلَم يكرِّم الله سبحانَهُ وتَعَالَى الرجُلَ على المرأة ما لمْ تكنِ التقوَى في طليعةِ الحياةِ العَمَليّةِ التي مِنْ خِلالِها يُعرَفُ الصالحُ مِنَ الطَالِحْ.
    وبالنظرِ إلى الحَياةِ العَمَلِيّةِ التي نُمارِسُها اليوم نجدُ بعضَ الأخطاءَ الشنيعة والفظيعة وعلى رأسِها ممارسةِ العُنْفِ ضِدَ المرأةِ بجميع صُوَرِهِ، ومَن ثمَّ تأتي بعض المُمَارسات اللاأخلاقية واللادينية كالضَرْبِ والشَتْمِ وقَذْفِ المُحْصَناتِ المؤمنات، وكل هذا يَظن البعضُ أنّهُ مِنْ حَقِّ الرَجُلِ مُمَارَسَةَ هذه الأُمورِ متأوّلاً على غير بصيرةٍ بنِسْبَتِها إلى الإِسْلامِ، والإسلامُ من هذه المُمَارساتِ بريءٌ كبراءةِ الذئبِ مِنْ دَمِ يُوسُف، والسبب كامن في أمور عِدة، منها:
    - الأساليب التربوية التي نشأ عليها البعض.
    - التأثُر ببعضِ الأفكارِ الغَرْبِيّة أو الدَخِيلَةِ عَلَى المُجْتَمَعِ الإِسْلامِي.
    - وجودُ بعضِ العاداتِ والتقاليدِ الخَاطِئَة.
    - ثقافة شَرِبَهَا مِنْ غَيْرِ مَنَابِعِهَا السَليمَة .. وغيرها من الأسباب التي تؤدّي بالبعضِ إلى مُمَارَسَةِ هَذا العُنْف، مع العِلْم أنَّ بَعْضَ مُمَارَسَاتِ الرَجُل سَبَبُها المرأة، مما يضطر الرجُل إلى فِعْل بعضٍ مِنْ هَذهِ الأُمُور.
    ولكنْ!! مَهْمَا كَانَتْ الدَواعِي والأَسْبَاب لا تؤدِّي إلى مثلِ هذهِ المُمَارَسَاتِ الخَاليةِ مِنْ رُوحِ الإِسْلامِ المُحَمّديّ الأصيل الذي بِدَوْرِه جَعَل لِكِلا الجِنْسَيْنِ كَرَامة، وما وجُود الإسلامِ وقوانينُه الإلهية إلا لِحِمَايَةِ كِلا الجِنْسَيْن مِنْ بَعْضِ المُمَارسات المَشِينَة بِخِلافِ ما هو مُقَرَّر في القوانينِ الوضْعِيَّةِ التي هِيَ مِنْ صُنْعِ الإنْسَان.


    وإلى حلقة أخرى ... تابعونا


    وتقبلوا تحيات (زكي مبارك)...

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

      الحلقة الثالثة

      حُقُوقُ المَرْأَة:
      مِنْ خِلالِ مَا ذَكَرْنَا يَبْرُز في جِهَاتٍ أُخْرَى شِعَارٌ أُطلِقَ عَلَيْهِ (حقوق المرأة)، وَقَدْ انجرَّ خَلْفَ هذا الشِعَار الكَثِيرُ مِنْ نِسَاءِ المُسْلِمين، ظنّاً مِنْهُم أنَّ هذا الشِعَار هو الذي يَحمِيهِم من مُمَارساتِ بَعْضِ الرِّجَال، ولعلَّ الذي طَرَحَ هذا الشِعَار لم يَلتفَتْ إلا لِشَريحَةٍ مُعَيّنةٍ في بَعْضِ المُجْتَمَعَات دونَ وَضْعِ حَلٍّ مُنَاسِب لمَشاكِل هذه الشَريحة فطَرحَ هذا الشِعَار، ومع أن هذا الشِعَار في غاية الرَوْعَةِ والقَداسة، إلا أَنّهُ مَطروحٌ مُنْذُ بُزوغِ نُورِ الرَسُولِ الأَعْظَمِ مُحَمّد r وآلِه، سَواءً بهذهِ الصِيغَةِ أو بصيغَةٍ أُخْرَى، وأقربُ مِثَالٍ لذلكَ احترامُهُ للمَرْأَةِ وتوظيفهِا في جَميعِ مجَالاتِ الحَياةِ بالطَرِيقَةِ التي تُنَاسِبْ تكوينَهَا، ومَنْ لهُ أَدْنى اطّلاعٍ عَلى حياةِ الرسولِ الأَعْظَم صلى الله عليه وآله يَجِدُ ذلكَ واضِحَاً في رِسَالتِهِ العالميّة، فَقَد أعطاها ما تُريدُ ضِمْنَ الضوابط الشرعية التي تُوافِقُ مَنْهَجَ السَّمَاء، ومعلومٌ أنَّ مَنْ يَتَمَسّك بديانةٍ كالإِسْلامِ لا بدَّ لَهُ وأَنْ يلتزمَ بما جَاءَ بِهِ الرسُول الأعْظَم صلى الله عليه وآله في حَقِ كلِّ كائنٍٍ يدُبُّ على وَجْهِ الأَرض، وذلك مشروطٌ بَوَعْيٍ ثاقبٍ لكلِّ ما جاءَ بهِ صلى الله عليه وآله، وما القرآنُ الكريمُ إلا دستورٌ ومنهجٌ لكل ما نريدهُ في الحَياةِ الدُنْيَا، فَقَدْ وَردتْ في القرآنِ الكريمِ عِدَةُ آياتٍ وُضِعَتْ فيها المرأةُ بجانبِ الرجل وهو ما يُسَمّى بالمساواة، ولكن ليستْ هذهِ المساواةُ كالتي يطرحُهَا البعضُ بفكرٍ مخالفٍ للقرآنِ الكريمِ وخالٍ من القيمِ والمباديءِ الإنسانيّة مِنْ ابتذالِهَا وتَسْخِيرِها للجِهَاتِ المُغْرِضَةِ، وإليك تلك الآيات التي تحدثت عن هذه المساواة:
      1. قال تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ[النحل: 97].
      2. قال تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ[غافر:40].
      3. قال تعالى: ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ...[آل عمران: 195].
      4. قال تعالى: ﴿وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً[النساء : 124].
      نلاحظُ في هذهِ الآياتِ أنَّ الأعمالَ الصالِحةَ المَقْرُونَة بالإيمان، للهِ سُبْحانَهُ وتعالَى، وَمَنْ يَقْتَفِي طَرِيقَ الإيمانِ سَيَنْعَم بحياةٍ سعيدةٍ، ومَنْ يَنْعَم بحياةٍ سعيدةٍ فهذا دليلُ التزامهِ بالمنهجِ القرآنيِّ المقدَّسْ.
      وكذلكَ نجد في آيات أخرى يخاطب الرجل والمرأة بالحفاظ على مشاعر كلٍ منهما وذلك للحصول على بيئة اجتماعيّة نقيّة طاهرة، تعيش الحبَّ والاحترام وتلفظ حياة الغاب والتعدي على حرمات الآخرين بغير حق:
      1. قال تعالى: ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ[النور: 30].
      وبما أن هذا الخطاب موجّه للمؤمنين، فإنه لم يغفل المؤمنات، فإنه وجّه لهنّ نفس الخطاب وبنفس الصيغة لتكتمل المساواة ويكتمل النظام الكوني.
      2. قال تعالى: ﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ...[النور: 31].
      فأيّ مساواة أعظم من هذه المساواة؟! وأي شعارٍ أقدسَ من شعارات السماء؟!!


      وإلى حلقة أخرى ... تابعونا


      وتقبلوا تحيات (زكي مبارك) ..
      التعديل الأخير تم بواسطة زكي مبارك; الساعة 22-11-2005, 01:47 PM.

      تعليق


      • #4
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

        الحلقة الرابعة والأخيرة

        من خلال ما ذكرنا نجد أنّ (حقوق المرأة) تكفّل بها القرآن الكريم، إلا أن بعض المسلمين لم يلتزموا بهذا الشعار الإلهي فظهر الشقاء ودبّ الخلاف، وبظهور هذا الشقاء ينتهز الغرب ومريدوا التحرر من المسلمين وجود هذا الشعار ليوظفوه كيفما شاؤوا باسم الإسلام، ونحن إذا لم نلتزم بمنهج القرآن الكريم سنلقى شقاءً مريراً حينما تنشب مخالب التحرريين في رؤوسنا، علماً أن بعض القضايا المطروحة باسم (حقوق المرأة) ليست دائماً من الغرب كما يُصوِّرُ البعض، بل كما أوضحنا سابقاً أن هذا ناتج عن قراءةٍ خاطئةٍ للإسلامِ من قبل المسلمين وذلك بابتعاد بعضهم عن القراءة الواعية لهذه الخطوط، إلا أن الغرب استخدم هذا الشعار لتوظيفه ضمن مخططه الاستعماري ليحول نظام السماء إلى نظام عنصري تكون فيه الغلبة للقويّ.



        ختامــاً:
        رسالة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله في حق المرأة ليست نظريات نتبجح بها في مؤتمراتنا وندواتنا؟!! بل هي رسالة تحتاج إلى تطبيق على أرض الواقع حتى لا نجعل أيادي خارجية تعبث في الإسلام وفي أسرنا باسم الإسلام فنجني ثمراتها المرّة بعد حين.


        وتقبلوا تحيات (زكي مبارك) ...

        نسألكم الدعاء

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x

        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

        صورة التسجيل تحديث الصورة

        اقرأ في منتديات يا حسين

        تقليص

        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
        أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
        استجابة 1
        11 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة ibrahim aly awaly
        بواسطة ibrahim aly awaly
         
        أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
        ردود 2
        12 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة ibrahim aly awaly
        بواسطة ibrahim aly awaly
         
        يعمل...
        X