بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله وبالله وخير الأسماء بالله وأفضل الصلاة والسلام على حبيبه المصطفى الأمجد محمد وعلى أهل بيته الطاهرين الميامين أخرج الطبري والقرطبي وغيرهما من طريق سهل بن سعد قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني أمية ينزون على منبره نزو القردة فساءه ذلك فما استجمع ضاحكا حتى مات وأنزل الله تعالى " وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا" اللإسراء 60 وروى القرطبي والنيسابوري عن ابن عباس: إن الشجرة الملعونة هو بنو أمية وقد أتفق المفسرون أن "الشجرة الملعونة" هم بنو أمية ومن رؤوس المنافقين أبو سفيان بن حرب الأموي لعنه الله وابنه معاويه وولده يزيد وذريتهم ولكن ينقل عن معاوية بن يزيد بن معاويه ميله إلى أهل البيت عليهم السلام وإنكاره الشديد على أبيه وتبرؤه من فعله، ولقد لقب بالراجع إلى الله لذلك نزع نفسه من الخلافة التي كانت مدتها 40 يوم وقيل خمسة أشهر وأياما خوفا من الله تعالى وعلما منه بانه ليس اهلا لها قال بعض المؤرخين ان قوله تعالى: يخرج الحي من الميت يشمل هذا الشباب لما خلع نفسه صعد المنبر فجلس طويلا ثم حمد الله تعالى وأثنى عليه بأبلغ ما يكون من الحمد والثناء، ثم ذكر النبي صلى الله عليه وآله بأحسن مايذكر به ثم قال: أيها الناس ما أنا راغب في الائتمار عليكم، ما أكرهه منكم، واني أعلم أنكم تكرهونا أيضا، لان بلينابكم وبليتم بنا، الا أن جدي معاوية نازع هذا الأمر من كان بهذا أولى منه ومن غيره، لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وآله، وعظيم فضله وسابقته، اعظم المهاجرين قدرا، وأشجعهم قلبا، وأكثرهم علما، وأولهم ايمانا، وأشرفهم منزلة، وأقدمهم صحبة، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله، وصهره وأخوه، زوجه رسول الله صلى الله عليه وآله ابنته، وجعله لها بعلا باختياره لها، وجعلها له زوجة باختيارها له، أبو سبطيه سيدا شباب أهل الجنة وأفضلا هذه الأمة بعد الرسول صلى الله عليه وآله، وابنا فاطمة البتول عليها السلام، من الشجرة الطيبة الطاهرة الزكية، فركب جدي منه ما تعلمون، وركبتم منه مالا تجهلون، حتى انتظمت لجدي الامور. فلما جاء القدر المحتوم، واخترمته أيدي المنون، بقي مرتهنا بعمله، فريدا في قبره، ووجد ما قدمت يداه، ورآى ما ارتكبه واعتداه، ثم انتقلت الخلافة الى يزيد أبي، فتقلد أمركم لهواء كان أبوه فيه، لقد كان أبي يزيد بسوء فعله واسرافه على نفسه غير خليق بالخلافة على امة محمد صلى الله عليه وآله، فركب هواء واستحسن خطأه، وأقدم على ما أقدم من جرأته على الله تعالى، وبغيه على من استحل حرمته من أولاد رسول الله صلى الله عليه وآله، فقلت مدته، وانقطع أثره، وضاجع عمله، وصار حليف حفرته، رهين خطيئته، وبقيت أوزاره وتبعاته، وحصل على ما قدم وندم حيث لا ينفعه الندم، وشغلنا الحزن له عن الحزن عليه، فليت شعري ماذا قال وما قيل له، فهل عوقب باساءته، وجوزي بعمله، وذلك ظني. ثم اختنقته العبرة، فبكى طويلا وعلا نحيبه، ثم قال: وصرت أنا ثالث القوم، والساخط علي أكثر من الراضي، وما كنت لأتحمل آثامكم، ولا أراني الله تعالى جلت قدرته متقلدا أوزاركم، وألقاه بتبعاتكم، فشأنكم أمركم، فخذوه ومن رضيتم به عليكم فولوه، فقد خلعت بيعتي عن أعناقكم، والسلام. فقال له مروان بن الحكم وكان تحت منبره: أسنة عمرية يا أبا ليلى فقال: عد عني أعن ديني تخد عني، فوالله ما ذقت حلاوة خلافتكم فأتجرع مرارتها، ائتني برجال مثل رجال عمر، على أنه ما كان خبر جعلها شورى وصرفها عمن لا يشك في عدالته ظلما، والله لئن كانت الخلافة نعيما لقد نال أبي منها مغرما ومأثما، ولئن كانت شرا فحسبه منها ما أصابه. ثم نزل، فدخل عليه أقاربه وامه، فوجدوه يبكي، فقال له امه: ليتك كنت حيضة ولم أسمع بخبرك، فقال: وددت والله ذلك، ثم قال: ويلي ان لم يرحمني ربي ثم ان بني امية قالوا لمؤدبه عمر القصوص: أنت علمته هذا ولقنته اياه، وصددته من الخلافة ، وزينت له حب علي وأولاده، وحملته على ما وسمنا به من الظلم، وحسنت له البدع حتى نطق وقال بما قال فقال: والله ما فعلته ولكنه مجبول ومطبوع على حب علي رضي الله عنه، فلم يقبلوا منه ذلك، وأخذوه ودفنوه حيا حتى مات وتوفي معاوية بن يزيد بعد خلع نفسه بأربعين ليلة "قيل ان بني امية قتلوه بالسم" وكان عمره ثلاثه وعشرون سنه ولم يعقب رحمة الله عليه ورضوانه هذا من أهم ماورد في الكتب المعتبره عن معاوية بن يزيد بن معاويه بن سفيان وان شاءالله لي موضوع ثاني قريب عن الملعونين بالكتاب والسنة منقول للأمانة