إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الاتجار بيوم القدس... المحامي خالد الشطي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاتجار بيوم القدس... المحامي خالد الشطي

    الاتجار بيوم القدس
    كتبها: خالد حسين الشطي - المحامي

    قبل ما يناهز عقدين من الزمان، أطلق الإمام الخميني، نداءً لعموم المسلمين يطالبهم فيه بجعل الجمعة الأخيرة من كل شهر رمضان يوماً للقدس وقضية فلسطين.
    والإمام الخميني قدس الله سره كان مرجعاً دينياً ومفكراً وفيلسوفاً، كما كان قائداً سياسياً محنكاً.. من هنا فإن مواقفه السياسية والخطوات التي كان يتحرك وفقها، كانت تخضع لقضية محورية وتتبع وحدة متكاملة، تترابط أجزاؤها وتتكامل لتعرض بمجمعها المشروع، وتحقق الهدف المنشود، وكنت ترى- بوضوح - أن كل خطوة تأخذ موقعها وتجد مكانها في هيكل كامل منسجم متناسق.
    ومسألة الترابط بين الفكر وانسجامه مع اجزاء ومفاصل وخطوات العمل، أمر ينطلق من الإسلام ويستمد منه، الذي هو دين ومشروع سياسي واجتماعي متكامل.. فلا يمكنك اقامة الحدود كرجم الزاني أو جلده وقطع يد السارق وإعدام المرتد، دون ان تؤمن فرص العمل والكسب وتحقق العدالة والمساواة، وتوجد نظاماً للضمان أو التكافل الاجتماعي يوفر الحد الادنى من الحياة الكريمة للفرد، وهكذا تنشر العلم والثقافة والوعي، وتهيئ أسباب الزواج وتذلل الصعاب التي تعترضه.. فاذا فعلت وسرق سارق أو زنى زان، فعندها ينظر في أمره.
    لا ان تترك حيثيات المشروع الاسلامي وتهمل المعالم الأصلية والجوهرية للدين وقيمه، فيعم الظلم والفساد، ويستفحل الطغيان وتحكم الدكتاتورية، ويهتك الشرع في جوهره وحقيقته، ويزدري الدين في أهم معالمه واخطر اركانه، ولا يلتزم ويتمسك إلا بقشور وظواهر.. فاذا ضبط سارق اختطف رغيفاً يسد به رمقه، قطعت يده وسط تهليل وتكبير!
    الامام الخميني فكر ثوري عميق، ومدرسة ومشروع سياسي متكامل، هيكل وبناء عظيم كان يريد أن يقلب الدنيا!حتى لانكون من الذين اتخذوا القرآن وجعلوه «عِضِين»، يجزئون القضية ويبعضون في العمل، أرجو الإخوة المؤمنين الذين أحيوا يوم القدس في الكويت ان يعيدوا النظر في موقفهم، وأنا اعرف في اكثرهم الاخلاص لقضيتهم والحرص على دينهم والحب والوفاء لمرجعهم السابق، وتنتابني الدهشة من انضمام بعض غير السياسيين اليهم.
    اخواني الاعزاء، لقد خرجت القضية الفلسطينية ونداء احياء يوم القدس من العنوان الذي انطلق منه الامام الخميني في الثمانينات، ولم يعد الواقع الفكري ولا السياسي الحاكم اليوم يلتئم مع خلفيات ذلك النداء ولا معطياته.
    لقد دخلت القضية الفلسطينية في مرحلة جديدة ومختلفة تماماً عما كانت فيه وعليه، واصبح يحكمها اليوم عناصر ثلاثة:
    الأول: الخط العروبي، وتندرج تحته الأنظمة العربية التي كان الخميني يراها انظمة جور لابد من الثورة عليها واسقاطها!
    والثاني: التعاطي السياسي الذي يريد تأسيس دولة فلسطينية تحفظ كيان اسرائيل والدولة العبرية، والخميني كان يريد ان يجتث اسرائيل ويمسحها من الوجود! والعنصر الثالث: التيار الديني الذي يهيمن عليه اليوم الطائفيون التكفيريون، الذين يبيحون دم وعرض ومال من يحمل شيئاً من العقيدة التي كان يحملها الخميني، الشيعي المتعصب لمذهبه ومعتقداته.
    ان تيار الزرقاوي الفلسطيني هو الذي يحكم الوجدان الجهادي في قاعدته الشعبية العريضة وفي عناصره الميدانية الانتحارية، واذا كانت المصلحة تقتضي والتكتيك السياسي يتطلب ان يخفي «المجاهدون» حقيقة انتمائهم وهويتهم، فان هذا لا ينطلي على أي مراقب لا يغط في النوم، ليعرف هذه الحقيقة، ويرى بجلاء ان هذا التيار هو الشقيق التوأم للقوميين العروبيين، وحليف استراتيجي للسياسة العربية في مشروع الدولة الفلسطينية الجارة لاسرائيل.
    ان هذا الثلاثي الذي يكفر العراقيين ويخونهم ويخرجهم من الأمة، ثم يسقط المشروع عن ديموقراطيتهم كونها قامت تحت الاحتلال والحراب الاميركية، نراهم يجمعون ويجتمعون ليتفقوا ويتعاهدوا لانجاح المشروع نفسه في فلسطين، ولا يذكرون شيئاً عن الاحتلال والحراب الاسرائيلية؟!
    ان الأمر لا يتطلب كثير جهد وذكاء حتى يربط المرء بين انتفاضة الجامعة العربية وعرق الغيرة الذي ضرب فيهم اخيراً على «العراق»، ورحلة عمرو موسى واقترانها بالتصويت على الدستور، ثم توقف العمليات الارهابية فترة تواجده هناك، تحية وكرامة أو قراراً سياسياً غاية في الخبث والدهاء يمكن الرجل من القيام بمشروعه، وهو مشروعهم!
    ان هذا الاصرار والاندفاع والتهالك على منع الاستقرار في العراق، واللهث حتى النفس والرمق الأخير لتقويض بناء الدولة العراقية الجديدة، يعني فيما يعني صدق التحليل السابق، ويؤكد ان العناصر الثلاثة تتفاعل فيما بينها، لتتآمر على كل شيء لا ينسجم معها ويتحرك خارج اطارها القومي والطائفي والسياسي.
    هل يستحق هؤلاء ان تحشد الجموع لنصرتهم؟ هل يجوز ان تصرف الاموال على هذه القضية واحتفالاتها؟ واذا كان المسجد الاقصى يستحق، فهل يمكنك ان تفصل المسجد الاقصى عن هؤلاء وتعزله عنهم؟ ان هذه الانشطة والاحتفالات غيمة في سماء التكفيريين والعروبيين، تظللهم وستمطر بأرضهم واليهم حصادها.
    ان الاصرار على تكتيك سياسي ما، بهذا الشكل الذي يشعرك وكأنه شعيرة دينية وطقس الهي لا يجوز تغييره واستبداله بآلية وتكتيك اخر.. لامر في غاية الغرابة، خصوصاً في اوساط تدعي المرونة والعصرنة، وتتحايل لتغير بعض الشعائر الدينية بحجج مراعاة الزمان والمكان ومواكبة المستجدات!
    ان هذا الأداء «الثوري» يسيء الى الثورة، ويدخل في التشويه والتحريف، ويمثل اسوأ اشكال الاستغلال والتوظيف السياسي الرخيص بل التجاري للدين وللقيم الثورية، انه كمن يريد الصلاة بلا وضوء، أو كمن يسرق ليتصدق.
    اما المأساة، فهي ان يعالج هذا الخلل الفكري والشرعي، وهذه الاشكالية التي يعيشها كل من يفكر بحرية واستقلالية ولا يتبع بامعية، فيرى كيف تساهم مغالطات ومساومات، ومزايدات وتمسك ظاهري بشعارات لم يعد لها وجود حقيقي، في قتل الآلاف من الشعب العراقي، وتنذر بما سيدمر المؤمنين في لبنان، وغير لبنان. لماذا ندفع الثمن لأمر وهمي لم يعد له وجود؟ اللهم إلا في العناد والمكابرة لنظهر وكأننا مازلنا ثواراً لم نتغير! المضحك المبكي ان تعالج تلك الاشكالية بجرعة من الداء والمرض نفسه: بتصريح صحفي يطلقه احدهم، يعيد فيه مقولة زوال اسرائيل ومسحها من الوجود (ولو كان صادقاً لفعل دون أن يقول)، أمر اشبه شيء بتاجر خسر تجارته وأفلس، فلجأ الى صديق يعينه من ملاحقة البنوك ومطاردة الدائنين، فنظم الصديق قصيدة مهلهلة وقدمها له! ماذا يفعل المفلس بالقصيدة؟ ارجو ان يتمكن المشاركون في احياء يوم القدس ان يجيبوا عن هذا السؤال.
    www.khalid-alshatti.com





    كان يفترض أن أضع هذه المقاله في وقتها لكن لكون عضويتي مجمدة أعتذر عن تأخري في وضعها
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X