إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

من كان يعبد محمدا ...

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من كان يعبد محمدا ...

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين و على آله الطاهرين.

    السنة في عهد الخليفة الأول

    ساعة وفاة الرسول صلى الله عليه و آله و سلم و القصة معروفة لدى الجميع فحينما جاء نعي رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم الى المسجد أشهر عمر سيفه قائلا : والله ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يموت حتى يقطع أيدي أُناس من المنافقين كثيرٍ وأرجلهم. فقام أبو بكر فصعِد المنبر فقال: من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات و من كان يعبد الله فإن الله حيٌّ لم يمت، قال الطبري فحلف رجال أدركناهم من أصحاب محمد ما علمنا أن الآيتين نزلتا حتى قرأهما أبو بكر يومئذ .
    الشاهد في هذه الرواية هو قول أبي بكر : من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات و من كان يعبد الله فإن الله حي لم يمت.
    تطرح هذه القضية من جانب مدرسة الخلفاء (السنة و الجماعة) في باب الإستدلال على ثبات الخليفة الأول و اعلميته بالقرآن لكن الواقع خلاف ذلك و لنا عدة مآخذ على هذا الإعتقاد.

    المأخذ الأول :
    تصور لنا هذه الرواية ان أحدا من الصحابة لم يصدق وفاة الرسول صلى الله عليه و آله و سلم حتى جاء ذلك الفارس القادم من عند زوجته بالسنح فعلمهم الرضوخ للواقع و التسليم للقضاء.
    و هذا أمر ينافي الواقع فهؤلاء الصحابة هم أنفسهم الذين صدقوا القول بوفاة الرسول في غزوة أحد و تولو يوم الزحف و هم أنفسهم الذين صدقوا وفاة الرسول في غزوة حنين و تولو يوم الزحف و نصف هؤلاء الصحابة أو أكثرهم من جيش أسامة إما رابضون بضواحي المدينة أو متخلفون عن الجيش مقيمون ببيوتهم بحجة انهم لا يريدون ان يسمعوا نبأ وفاة الرسول من الركبان بل يشاهدونه نظر العيان و ما تواجدهم بالمدينة إلا لسماع خبر وفاته.
    و الرسول صلى الله عليه و آله و سلم أشار الى وفاته في عدة مواضع
    ففي مسند الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إني أوشك إن أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله عز وجل، وعترتي، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروا بم تخلفوني فيهما».
    و قوله بل الرفيق الأعلى .

    المأخذ الثاني:
    يستشف من قول الخليفة الأول أن من الصحابة من كان يختلط عليه الأمر بين عبادة محمد صلى الله عليه و آله و سلم و عبادة الله و هذا ادعاء لم يذكره أحدا من المحدثين و لا دونه احد من أصحاب السير و الغزوات و لا جاء في شعر شاعر و ما قال به أحد من المتقدمين و لا حتى المتأخرين .

    المأخذ الثالث:
    لا يخفى على احد فضاضة هذه المقولة و شناعتها في حق رسول الله إذ تسلب الرسول صلى الله عليه و آله و سلم لقب الرسالة و يذكره الخليفة الأول باسمه فقط حتى ان بعض الرواة أرادوا ان يهذبوا هذه المقولة فذكروها كالتالي.
    " من كان يعبد محمدا صلى الله عليه و سلم فإن محمدا صلى الله عليه و سلم قد مات..."

    المأخذ الرابع :
    و هنا يحتاج الأمر الى تقديم
    جاء في ترجمة سهيل بن عمرو في الإصابة في تمييز الصحابة لإبن حجر العسقلاني
    سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري خطيب قريش أبو يزيد قال البخاري سكن مكة ثم المدينة وذكره بن سميع في الأولى ممن نزل الشام وهو الذي تولى أمر الصلح بالحديبية وكلامه ومراجعته للنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك في الصحيحين وغيرهما وله ذكر في حديث بن عمر في الذين دعا النبي صلى الله عليه وسلم عليهم في القنوت فنزلت ليس لك من الأمر شيء زاد أحمد في روايته فتابوا كلهم وروى حميد بن زنجويه في كتاب الأموال من طريق بن أبي حسين قال لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة دخل البيت ثم خرج فوضع يده على عضادتي الباب فقال ماذا تقولون فقال سهيل بن عمرو نقول خيرا ونظن خيرا أخ كريم وابن أخ كريم وقد قدرت فقال أقول كما قال أخي يوسف لا تثريب عليكم اليوم وذكره بن إسحاق فيمن أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم مائة من الإبل من المؤلفة وذكر بن أبي حاتم عن عبدالله بن أحمد عن أبيه عن الشافعي كان سهيل محمود الإسلام من حين أسلم وروى البيهقي في الدلائل من طريق الحسن بن محمد بن الحنفية قال قال عمر للنبي صلى الله عليه وسلم دعني أنزع ثنيتي سهيل فلا يقوم علينا خطيبا فقال دعها فلعلها أن تسرك يوما فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم قام سهيل بن عمرو فقال لهم من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبدالله فإن الله حي لا يموت وروى أوله يونس بن بكير في مغازي بن إسحاق عنه عن محمد بن عمرو بن عطاء وهو في المحامليات موصول من طريق سعيد بن أبي هند عن عمرة عن عائشة

    و جاء أيضا في الإصابة في تمييز الصحابة

    عن أبي عمرو بن عدي هذا قال رأيت سهيل بن عمرو لما جاء نعي النبي صلى الله عليه وسلم قد تقلد السيف ثم خطب خطبة أبي بكر التي خطب بها بالمدينة كأنه كان يسمعها

    تنبيه: لاحظ هنا أن سهيل بن عمرو تقلد السيف
    لماذا السيف و هل اعلان نبأ وفاة الرسول يستدعي تقلد السيف؟
    ثم كيف لعمرو الطليق الذي لم يسلم حتى يوم الفتح بل اسلم عند انصراف النبي من غزوة حنين بالجعرانة و الذي لعنه رسول الله في قنوته لعدة أيام ، كيف له أن يتول هذا الأمر دون غيره ممن اسلم قبله.



    و جاء في تهذيب التهذيب ج2 ص514 عن سهيل بن عمرو
    وكان يقال له: خطيب قريش، وكان ممن أسر ببدر، ثم فدى، وكان صحيح الإسلام، وخطب بمكة بمثل ما خطب به أبو بكر بالمدينة عند وفاة رسول الله ، وكانوا هموا أن يرتدوا فسكن الناس، ثم خرج سهيل بأهله وجماعته إلى الشام مجاهداً، واستشهد، ومات من معه إلا ابنته هند، فإنها بقيت بالمدينة وفاختة بنت عتبة بن سهيل رباها عمر بن الخطاب وزوّجها عبد الرحمٰن بن الحارث بن هشام


    سنن الترمذي ج8 ص341
    ــ حدثنا أبُو السَّائِبِ سَلْمُ بنُ جُنَادَةَ بنِ سَلْمٍ الكُوفِيُّ أخبرنا أحْمَدُ بنُ بَشِيرٍ عن عُمَرَ بنِ حَمْزَةَ عن سَالِمِ بنِ عَبْدِ الله بنِ عُمَرَ عن أبِيهِ ، قالَ: قالَ رَسُولُ الله يَوْمَ أُحُدٍ «اللَّهُمَّ الْعَنْ أبَا سُفْيَانَ اللَّهُمَّ الْعَنْ الْحَارِثَ بنَ هِشَامٍ، اللَّهُمَّ الْعَنْ صَفْوَانَ بنَ أُمَيَّةَ، قالَ فَنَزَلَتْ {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ أْوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أو يُعذِّبَهُمْ» فَتَابَ الله عَلَيْهِمْ فَأَسْلَمُوا فَحَسُنَ إسْلاَمُهُمْ

    مسند الإمام أحمد
    ــ حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، حدثنا أبو النضر ، حدثنا أبو عَقيل ، قال أبي: وهو عبد الله بن عَقيل، صالِحُ الحديث ثقة، حدثنا عُمر بن حمزة ، عن سالم ، عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلاناً، اللهم الْعَنْ الحارِث بن هشام، اللهم الْعَنْ سُهيل بن عَمرو، اللهم الْعَنْ صفوان بن أمية» ، قال: فنزلتْ هذه الآية: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوبَ عليهم أو يعذبَهم، فإنهم ظالمون} (آل عمران: 128) قال: «فتيب عليهم كلِّهم».

    تذكر الروايات أن الحارث بن هشام و سهيل بن عمرو و عكرمة بن أبي جهل لما أسلموا بقوا في مكة الى أن توفى الرسول صلى الله عليه و آله و سلم قدموا الى المدينة على ابي بكر فسر بهم
    ففي الطبقات الكبرى لإبن أبي سعد ج7 ص404
    الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أسلم يوم فتح مكة وشهد مع رسول الله حنينا وأعطاه رسول الله من غنائم حنين مائة من الإبل ولم يزل مقيما بمكة بعد أن أسلم حتى توفي رسول الله فلما جاء كتاب أبي بكر الصديق يستنفر المسلمين إلى غزاة الروم قدم الحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو جميعا على أبي بكر المدينة فأتاهم أبو بكر في منازلهم فسلم عليهم ورحب بهم وسر بمكانهم

    لقد أشرنا فيما سبق أنه لا وجه للتصريح بمثل مقولة أبي بكر فلا أحد من الصحابة كان يشك في ان الرسول قد مات و لا احد من الصحابة كان يعبد محمدا ( صلى الله عليه و آله و سلم ).
    و ما من احد كان يشرك احدا بعبادة ربه فقد قال رسول الله : «إن الشيطان قد أيس أن يعبد بأرضكم هذه، ولكنه قد رضي منكم بما تحقرون " مسند الإمام أحمد
    فإن هذه المقولة لا وجه لها و ليس لها أي داع و هي غريبة من أبي بكر و لا يستسيغها العقل و إذا كان الأمر كذلك فهي أشد غرابة من سهيل بن عمرو
    فإن جوزنا على الأول الخطأ فكيف حصل الإتفاق بين المقولتين إلا إذا قلنا ان الثلاث و عشرين سنة من اسلام أبي بكر تعدل البضعة شهور من اسلام سهيل بن عمرو.
    ثم لما ندقق في نبوءة الرسل صلى الله عليه و آله و سلم لعمر بن الخطاب حين قال دعها فلعلها أن تسرك يوما .
    هل يسر عمر ان الذي اسلم منذ بضعة شهور أثبت منه وأقوى ايمانا منه ؟
    إن نبوءة الرسول ليست الى تعريضا بالأعمال التي قام بها عمر بالمسجد النبوي إثر وفاة الرسول صلى الله عليه و آله و سلم انتظارا لصاحبه .
    ثم عندما نعرف ان الحارث بن هشام عندما توفى تزوج عمر بإمرأته و ربى ولده عبد الرحمان وزوجه بحفيدة سهيل بن عمرو و عبد الرحمن هذا شهد الجمل مع عائشة
    من هذا و ذاك يتظح أن مقولة أبي بكر لم تاتي جزافا و لم تكن ارتجالا فلا يعقل ان يرتجل اثنان من الناس و يخلط كليهما و يأتي كلامهما متفق كأن احدا سمع من الآخر.
    إن التفسير الوحيد لمقولة أبي بكر هو:
    يا أيها الناس لقد مات رسول الله و انقضى عهده و مضت سنته و سقطت حصانة عترته (فقد قال الإمام علي فلما أنكرت وجه الناس...) و قد جاء عهد جديد فمن كان يعبد محمد فإن محمد قد مات.
    و التفسير الوحيد لتوافق المقولتين هو أن الأمر مبيت و حضر له و كان متفق عليه مسبقا.
    كانت هذه أول ضربة للسنة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه و آله و سلم و جسده الشريف لا يزال غضا لم يسجى بعد في التراب .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X