بسم الله الرحمن الرحيم
واقعة الطف.. دروس بليغية للاجيال
قضية استشهاد الامام الحسين عليه السلام مدرسة للاجيال،
وان اهم درس يتلقاه الطالب هو درس الحياة الذي يعطي للانسان
بصيرة للتعايش مع الناس وقوة ارادة للتعامل مع الذات،
والاحاديث الواردة عن اهل البيت الاطهار في فضيلة احياء ذكرى الحسين (ع)
والبكاء عليه انما هي ارشاد للانسان الى اسمى الشخصيات البشرية وارفعها
بعد النبي (ص) وعلي ابن ابي طالب وفاطمة الزهراء والامام الحسن (ع)
وهو الامام الحسين ليكون قدوة لنا، ولكن كيف يكون الحسين (ع)
قدوة لنا؟
انما يكمن ذلك في حال تذكرنا لمقام الحسين (ع) ومصيبته والسير على
نهجه، والاّ فلماذا نبكي على الحسين (ع) كلما ذكرت مصيبته؟
ذلك لان البكاء على الحسين (ع) هو ذكر له وذكر الحسين شرف لمن
يذكره وعلاقة وصلة بين الحسين (ع) وبين من يذكره وهو في الوقت
نفسه درس ومنهج لمن يذكره.
ولهذا يقول الامام الصادق (ع) "ان لقتل جدي الحسين (ع) حرارة في قلوب
المؤمنين لا تنطفى الى يوم القيامة"، هذه الحرارة ليست في قلوب الذاكربن
جميعا، انما في قلوب المؤمنين الذين ساروا على خط الحسين (ع)
وانتهجوا نهجه باخلاص، لذلك فان ذكر الحسين (ع) والتمسك بمبدأ
الحسين يتوهج في قلوب هؤلاء المؤمنين فيترجم ذكراً على السنتهم
وبكاء أو حزنا على وجوههم.
فذكر الحسين (ع) دون التمسك بالقيم التي استشهد من اجلها لا يكفي
لجعل الانسان حسينيا تابعا لخط الحسين وسيرته ومنهجه
ولا يعطيه الثقة الكافية التي يحتاجها لمواجهة صعوبات الحياة
ولا يحصل على البصائر التي يحتاجها لمعرفة الطريق السليم من
بين الطرق المختلفة التي تتزاحم عليه في الحياة الدنيا.
لكن ذكر الامام سلام الله عليه والانتماء له والاتصال بخطه
هو الذي يعطي للانسان المنهج الصحيح والبصيرة السليمة،
هذا الامام العظيم والقدوة العظمى الذي يجب على المؤمن ان يقتدي به
انما تجمع صفاته الخيرة والمباركة صفة اصيلة وجذرية وهي اتصاله
بينبوع الخير والقوة والقدرة والهيمنة والسلطان وهو الله سبحانه وتعالى.
ان هذا الاتصال الروحي بين قلب الامام وبين معرفة الله هو الذي اعطاه
تلك الارادة الصلبة والثبات على مبدأ الاسلام حينما خيره الطغاة بين
ان ينزل على حكم يزيد أو يقتل هو وعياله، فاطلق صرخته المدويّة
الى يومنا هذا: (والله لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا اقر اقرار العبيد...)
فما الذي جعل الحسين (ع) يقف هذا الموقف العظيم الذي اعزه الله
به دنيا وآخرة؟
ان السبب في ذلك هو الايمان الصادق، فالقلب المتصل بالله هو قلب
اشد واقوى من الحبال واكثر بأسا من الحديد والفولاذ،
وهذا الاتصال الصادق الذي جعل الحسين يختار الآخرة بالثبات
على المبدأ على الذلة في التنازل لاعداء الدين والعقيدة وكان ذلك
في صرخة عظيمة وجهها الحسين (ع) في وجوه طغاة بني امية في
اليوم العاشر من المحرم حينما قال: (... ألا وان الدّعي ابن الدّعي قد
ركز بين اثنتين، بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك
ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت وانوف حمية ونفوس أبيه من
ان تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام..)
فالاتصال بالله يمثل مفتاح شخصية المؤمن، والسبب في كون الحسين
بطلاً لا يخشى شيئا، والسر في عظمته وسر استقامته وجهره وصدقه
وثباته تكمن في اتصاله برب العباد، وحينما تتوفر هذه الصفة في
الانسان فانه يكون عزيزاً.
فالعزة كلمة واحدة ولكن لها معانٍ بعدد انفاس الخلائق وبعدد حبّات
الرمل في الصحارى وقطرات الماء في البحار، فعزة النفس هي التي
تجعل الانسان المؤمن يربأ بنفسه عن الدنيا وعن السفاسف وعن توافه
الحياة وهي التي تجعل الانسان صابراً قوياً لا تهزّه المصائب لانه
يعتقد بأنه اكبر منها.
والعزة هي التي تجعل الانسان المؤمن صامداً امام التعذيب والاغراء
والدعاية المظلّلة وامام كل الصعوبات في الحياة وهي التي تجعل
الانسان في لحظة يختار الموت بعزّه على الحياة بذلّة،
ويطلق تلك الكلمة التي لا تزال تدوي في افق التاريخ
(هيهات منا الذلة).
السلام عليك يا أبا عبد الله
واقعة الطف.. دروس بليغية للاجيال
قضية استشهاد الامام الحسين عليه السلام مدرسة للاجيال،
وان اهم درس يتلقاه الطالب هو درس الحياة الذي يعطي للانسان
بصيرة للتعايش مع الناس وقوة ارادة للتعامل مع الذات،
والاحاديث الواردة عن اهل البيت الاطهار في فضيلة احياء ذكرى الحسين (ع)
والبكاء عليه انما هي ارشاد للانسان الى اسمى الشخصيات البشرية وارفعها
بعد النبي (ص) وعلي ابن ابي طالب وفاطمة الزهراء والامام الحسن (ع)
وهو الامام الحسين ليكون قدوة لنا، ولكن كيف يكون الحسين (ع)
قدوة لنا؟
انما يكمن ذلك في حال تذكرنا لمقام الحسين (ع) ومصيبته والسير على
نهجه، والاّ فلماذا نبكي على الحسين (ع) كلما ذكرت مصيبته؟
ذلك لان البكاء على الحسين (ع) هو ذكر له وذكر الحسين شرف لمن
يذكره وعلاقة وصلة بين الحسين (ع) وبين من يذكره وهو في الوقت
نفسه درس ومنهج لمن يذكره.
ولهذا يقول الامام الصادق (ع) "ان لقتل جدي الحسين (ع) حرارة في قلوب
المؤمنين لا تنطفى الى يوم القيامة"، هذه الحرارة ليست في قلوب الذاكربن
جميعا، انما في قلوب المؤمنين الذين ساروا على خط الحسين (ع)
وانتهجوا نهجه باخلاص، لذلك فان ذكر الحسين (ع) والتمسك بمبدأ
الحسين يتوهج في قلوب هؤلاء المؤمنين فيترجم ذكراً على السنتهم
وبكاء أو حزنا على وجوههم.
فذكر الحسين (ع) دون التمسك بالقيم التي استشهد من اجلها لا يكفي
لجعل الانسان حسينيا تابعا لخط الحسين وسيرته ومنهجه
ولا يعطيه الثقة الكافية التي يحتاجها لمواجهة صعوبات الحياة
ولا يحصل على البصائر التي يحتاجها لمعرفة الطريق السليم من
بين الطرق المختلفة التي تتزاحم عليه في الحياة الدنيا.
لكن ذكر الامام سلام الله عليه والانتماء له والاتصال بخطه
هو الذي يعطي للانسان المنهج الصحيح والبصيرة السليمة،
هذا الامام العظيم والقدوة العظمى الذي يجب على المؤمن ان يقتدي به
انما تجمع صفاته الخيرة والمباركة صفة اصيلة وجذرية وهي اتصاله
بينبوع الخير والقوة والقدرة والهيمنة والسلطان وهو الله سبحانه وتعالى.
ان هذا الاتصال الروحي بين قلب الامام وبين معرفة الله هو الذي اعطاه
تلك الارادة الصلبة والثبات على مبدأ الاسلام حينما خيره الطغاة بين
ان ينزل على حكم يزيد أو يقتل هو وعياله، فاطلق صرخته المدويّة
الى يومنا هذا: (والله لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا اقر اقرار العبيد...)
فما الذي جعل الحسين (ع) يقف هذا الموقف العظيم الذي اعزه الله
به دنيا وآخرة؟
ان السبب في ذلك هو الايمان الصادق، فالقلب المتصل بالله هو قلب
اشد واقوى من الحبال واكثر بأسا من الحديد والفولاذ،
وهذا الاتصال الصادق الذي جعل الحسين يختار الآخرة بالثبات
على المبدأ على الذلة في التنازل لاعداء الدين والعقيدة وكان ذلك
في صرخة عظيمة وجهها الحسين (ع) في وجوه طغاة بني امية في
اليوم العاشر من المحرم حينما قال: (... ألا وان الدّعي ابن الدّعي قد
ركز بين اثنتين، بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك
ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت وانوف حمية ونفوس أبيه من
ان تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام..)
فالاتصال بالله يمثل مفتاح شخصية المؤمن، والسبب في كون الحسين
بطلاً لا يخشى شيئا، والسر في عظمته وسر استقامته وجهره وصدقه
وثباته تكمن في اتصاله برب العباد، وحينما تتوفر هذه الصفة في
الانسان فانه يكون عزيزاً.
فالعزة كلمة واحدة ولكن لها معانٍ بعدد انفاس الخلائق وبعدد حبّات
الرمل في الصحارى وقطرات الماء في البحار، فعزة النفس هي التي
تجعل الانسان المؤمن يربأ بنفسه عن الدنيا وعن السفاسف وعن توافه
الحياة وهي التي تجعل الانسان صابراً قوياً لا تهزّه المصائب لانه
يعتقد بأنه اكبر منها.
والعزة هي التي تجعل الانسان المؤمن صامداً امام التعذيب والاغراء
والدعاية المظلّلة وامام كل الصعوبات في الحياة وهي التي تجعل
الانسان في لحظة يختار الموت بعزّه على الحياة بذلّة،
ويطلق تلك الكلمة التي لا تزال تدوي في افق التاريخ
(هيهات منا الذلة).
السلام عليك يا أبا عبد الله
تعليق