حيث اني اود اولا ان اعرفكم بتلك الشخصيات ... جدتي .. و مولاي
فأما جدتي .. هي حبيبة قلبي .. و والدتي الثانية بعد امي التي ولدتني.. و هي التي عشت معها اياما طويلة ,, اذ كنت اقطن معها في نفس البيت .. و هذا يعني ان انفاسي كانت تلتصق دوما بانفاسها ... و روحي تلتحم مع روحها .. قد جعل الله طيبة الكون كله في قلبها .. و اودعها اطهر و ارق قلب ....
و اياما عديدة عندما افكر في ان هذه الحبيبة تمرض ,, يصيبني السقم قبلها ...
و هذي هي الشخصية الاولى
و اما مولاي .. فقد جفت الاقلام .. و احتارت الكلمات .. و اعجب الاعجاب من ذاك المولى ..
نعم ,, فهو مولاي .. حبيبي .. سيدي .. و سيد شباب اهل الجنة ... الذي افنى عمره من اجل كلمة الحق و هي اعلاء راية دين النبي الامي الحبيب .. رسول الله و حبيبه .. و كريم الدنيا و الاخرة محمد بن عبد الله _ ص _ .. نعم ,, جاء ليزأر في وجه الطغاة حتى يقول بكل فخر : " الله اكبر "
.... هو المولى الجليل .. " ابي عبد الله الحسين " الملقب بسيد الشهداء ..
امه فاطمة .. بضعة الحبيب المصطفى .. و والده ليث العرين حيد .. و جده .. يالهذا الفخر على من جده " محمد" .. و اخيه .. الطيب الانفاس .. ذو الخلق العظيم .. كريم اهل بيت النبوة .. "الحسن المجتبى "
و قد اجتمعت تلك الشخصيتان في يوم واحد .. اذ اقبل هلال محرم الحرام .. و غابت شمس النور من الارض لتستقبل العاشر بالدموع ... فأقبلت جدتي للغداء في منزلنا المتواضع حتى يمكنها من الذهاب الى مجلس ابي عبد الله .. كالعادة السنوية .. و حتى لا تقطع تلك العادة ..
ثم ذكرت زينب " اختي الكبرى " اسم المولى ابي عبد الله .. و اكملت كلامها و لم نعي جميعنا الا بصوت شجي من ناحية جدتي .. و هي تبكي بحرقة قلب .. و تضرب بصدرها .. و تبطم عبى خدها .. و نادبة ثكلى
فهّم لساني بسؤالها حيث قال : " مابك يا جدتي الحبيبة .. هل تبكين؟!! .. الا تعلمين ان روحي تفديك .. و ادافع عنك بصميم روحي ؟!! وفما الذي دهاك ؟!
فقالت : " يا حبيبتي ,, يا بنيتي الصغيرة ..ليس من الضروري ان تدافعي عني .. و لكنك حتى هذا العمر لم تعيشي عاشوراء بروحك من الداخل .. لذلك لن تفهمي معنى ان يذكر اسم المولى في هذا المجلس .. نحن نأكل الان الطعام .. و نشرب لذة الماءو نروي الظمأ الذي يقطن روحنا .. و هو بأبي و امي قد حاربه الماء .. و لم يذق منه شربة .. فكيف تريدين ان اتهنى بلقمة عيشي .. و انا استقبل هذا الشهر العظيم .. الذي به تقطعت القلوب .. و في نفس الوقت .. تذكر اختك اسمه العظيم الذي شع من فمها عندما قالت ،،،،، ( حســــــــــــين )
فأمر قلبي رأسي بان ينحني إكراما لمولاي ابي عبد الله .. و صارت تنزف عيوني سيلا من الدماء ,,
و منذ تلك اللحظة و انا اشعر بشيء في داخلي لم اعرف كيف اعبر عنه .. سوى اني بكيت في لحظتها ... و لا تزال عيناي تدمعان عندما تذكران ذلك الموقف ... و كلما مرت تلك اللوحة التي حدثت في ذلك اليوم ,,, و قلبي يتفطر و يتقطع .. ثم ينحني و يقبل نحو مدينة سيدي الحسين و يقول : " السلام عليك يا ابا عبد الله الحسين .. و على الارواح التي حلت بفنائك .. و رحمة الله و بركاته "
تعليق