اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ،،
من الطبيعي جداً أن يكون للإنسان ملكة بشرية معينة تكون أشبه بغطاءه الخارجي الذي يُدل من خلاله على تكونه وبنيانه النفسي والجسدي ، ومن الملحوظ جداً لدى البعض وجود جوانب الصراع النفسي الخاضع لأمرين ، الأمر الأول هو حب الذات والدعوة لمتطلباتها الدنيوية ، والشئ الثاني هو الواقع أو الفاصل ما بين حلال الشيء وحرامه ، وهذه الحقيقة تأتي في إطار تجريبي لدى البعض عن طريق المصادفة التي يهبها الله لهم ، أو عن طريق الولوج في خضم تجربة خاصة سعيدة أو مريرة كانت ، فيترنح الإنسان ما بين كفتين واحدة إيمانية خالصة والثانية دنيوية خاضعة ، فيرتكن في سبيل تحقيق الأسمى والأبدى إلى ما هو أعلى أزكى وأطهر ، وهو واقع تكفله كل التشريعات الأخروية والدنيوية بغض النظر عن اختلاف مضمون تلك الرسالة عن أختها الأخرى.
وهنا يأتي التساؤل في نفوس المفكرين والمعتبرين ، أن الدروس الأخلاقية واضحة وظاهرة الجوهر والسبب أنها تدعو جميعها إلى المحبة والسلم والتآخي ونبذ العنف والكراهية ، والابتعاد عن التسويف والتشهير والتفرقة ، وإتاحة الفرصة للعدل والمساواة والحرية الشخصية ، وهو أمر ظاهره واضح لأنه لا يدعو الدنيوي السلبي إلى العدل أو الإحسان لأنه بكل الأحوال يدعو لمصلحته الشخصية والمنفعة الذاتية بصلفية وأنانية ، فلهذا نجده يرتكن إلى أساليب بعيدة عن أساليب الله تعالى ، ومن وحي اعتقاده وذاته بأنها قد تجدي نفعاً في سبيل إبقاء جانبه الدنيوي حياً لا يموت ، فإن كان محباً لله والله محباً له ألهم البلاء ليتغذى من جسده أو ماله أو حتى نصيبه من الدنيا ليعود ، وإن كان مبغضاً لله أبغضه الله فجعل له القصور والأموال والقدرة وسلامة الحال ليأخذه أخذ عزيز مقتدر لتعود الرسالة مرة أخرى بصورة أخرى وبحقيقة أخرى وإن كانت دون أدنى ، أما الدنيوي الإيجابي فإنه يرى من منفعته وجوب منفعة الأخرين أي أنه يسعى إلى العدل والإحسان ليكون له نصيباً جزياً فيها من الأخرة وقليلها من الدنيا ، كأنه يتذاكر حق الله علينا ولا تنسى نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغي الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين ، وهذا الأمر طبيعي جداً يختلف عن سالفه المعدوم أخلاقياً دنيوياً وديناً ، لأنه ينطلق من وحي وصلابة التشريع الإلهي الذي يأمر بصفي الحقيقة الواضحة والجلي من الخاطرة الصادعة الصادقة أن الواضح مني هو محبتي لكم ، وحتى هذا مشمولٌ بحبة الله التي نعلمها إما من الابتلاء أو جزي الثواب.
وانطلاقاً من هذه الحقائق التي قد تكون لدى البعض منا مكتسبة أساساً من واعز تجربة عملية واضحة ، نرى أن رسالة الإمام الحسين عليه السلام كانت رسالة أخروية بحته ، ذات رعاية إلهية عظيمة وبعد تثقيفي يندرج ضمن إطار الملموس للتلقين ، والتي أبدعت في إظهار جوانب العدل والإحسان والمساواة ، وحباً بتحقيق السلم النفسي والجماعي ، لأن الغرض منها كان واحداً وهو العودة بدين الله إلى نصابه الصحيح بعد أن سدل يزيد وأعوانه لعنهم الله آنذاك الستار عن الحقيقة والواقع من مبادئ الدين وسماحة أخلاقه ومعدنه الأًصيل وركنه المتين ، وهي الحقيقة النابعة من قرار وصحيح كل واضحٍ بدليله الجلي على أن الرسالة الإلهية التي سلمها إلينا الحسين عليه السلام صنعت من خلال معجزة كونية خالصة لوجه ربها وهي عظمة هذا الدين ومكانته عند أهله ، فلا يغفل غافلٍ حتى نسأل سؤالنا له من الحسين ومن جده ؟! وهذا طبيعي أن يكون الجواب لدى المتيقين أن الإمتداد الفعلي للرسالة الأخلاقية الألهية العظيمة لا يشترط بالضرورة أن تندرج ضمن مخطوط مقدس ، بل تتجسد حتى في شخصية ذو جسد أو مادة ، لأنه ببساطة لو لم يكن الإيعاز الإلهي حاضراً لبقي عليه السلام في أرضه بين أنصاره سالماً غانماً ، ومن هنا فإن المحبة للتجسيد الإلهي الذي أتى بتضحية الحسين عليه السلام لنجدها أنها تقول أن هي هبة الله لنا في أرضه ، لا وجود ولا خصوصية لأحد فيها ، لأنها رسالة سماوية عظيمة ، ظاهرة المعالم وواضحة المناقب ، إن المحبة للحسين جذور تمتد لمحبة المصطفى وتقديراً لتضحيات المرتضى وتجسيداً لعظمة المرأة الحقة بشخصية الزهراء صلوات الله عليهم ، فإن كان للمحبة صور فما أعظمها من صور قد أتينا على ذكرها ، اللهم أحشرنا معهم يوم الحشر وأجعل منا الصالح من فعل التقى ، أباً أحسن بالعقبى وأماً لتربية التقوى.
كما وأن البعد الإلهي ليأتي بصورته الحسنة أو الاعتقاد البشري المتغافل لإطار المكارة فيها لهو لب الرحمة ذاته ، التي تندرج ضمن الشئ وتنطلق من ذات الشئ ، كما و أن متدارسيها من ذوي الأديان الأخرى الذين رأو فيها حقيقة صنع الله وإبداعه وقدسية الرسالة السماوية لقاطبة البشر، والاستدلال العميق بل البعيد بمسافته والمتقربُ من فحواها (غاندي) قالها حين سأله أحد العموم عن كيفية انتصاراته في الميادين آنذاك ، فقال "تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً لأنتصر".
إذن هذا اليقين يتحدث عن ذاته ، فلليقين عمق وبعد تربوي تجسيدي يأتي من واعز العقل وحلقاته النيرة ، فالمتفكر بعمق وحقيقة حب الله ليعلم أن النظرية الإلهية العميقة بمختلف جوانبها تشترك بصفة واحدة لا تختلف عن أختها وهي رحمته في أرضه.
رحمة الله على أرضه أن يكون لنا إماماً خالصاً وجه لله عابداً لربه مضحياً في سبيل دينه لا سافك ولا غادر ، أن يقدم لنا طبيعة وتكوين وعمق الدين الإسلامي بمختلف حججه وبيانته ، فالإمام البر التقي كان يعلم أن الثكلى من وراءه والنفس على شفير حافة الموت ، بل كان يعلم علم اليقين أنه عائداً إلى ربه بجوار جده وأبيه وأمه صلوات الله عليهم ، بل كان يعلم بما لا شك فيه أنه اصطفى جده ليكون هو رسالته التالية التي يتحدث من خلالها عن التضحية من أجل عدلكم وإحسانك وصوابكم كأنه يخاطبك ويقول لكم ، ها أنذا حتى بدمي وأولادي وعترتي أضحي من أجلكم لتبقو بحمية الدين وسبيله القويم الذي يقيكم مصارع السوء والهلكى الأبدية ، يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم.
السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين الذين بذلو مهجهم دون الحسين عليه السلام ، فقلبي معكم وروحي سلماً لكم وسُلوي بمحبتكم يوم ما لا أنيس ولا حبيب لي ، وفي حفرة لا تتسع من ضيق أركانها ، وفي دنيا يومها إما شقي وجهيد أو فرحٌ سعيد ، كأنني أعلم وأنتم تخاطبونني بروحكم الطاهرة الزكية من آية عظمى ، ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً ، بل أحياءٌ ولكن لا تشعرون.
من الطبيعي جداً أن يكون للإنسان ملكة بشرية معينة تكون أشبه بغطاءه الخارجي الذي يُدل من خلاله على تكونه وبنيانه النفسي والجسدي ، ومن الملحوظ جداً لدى البعض وجود جوانب الصراع النفسي الخاضع لأمرين ، الأمر الأول هو حب الذات والدعوة لمتطلباتها الدنيوية ، والشئ الثاني هو الواقع أو الفاصل ما بين حلال الشيء وحرامه ، وهذه الحقيقة تأتي في إطار تجريبي لدى البعض عن طريق المصادفة التي يهبها الله لهم ، أو عن طريق الولوج في خضم تجربة خاصة سعيدة أو مريرة كانت ، فيترنح الإنسان ما بين كفتين واحدة إيمانية خالصة والثانية دنيوية خاضعة ، فيرتكن في سبيل تحقيق الأسمى والأبدى إلى ما هو أعلى أزكى وأطهر ، وهو واقع تكفله كل التشريعات الأخروية والدنيوية بغض النظر عن اختلاف مضمون تلك الرسالة عن أختها الأخرى.
وهنا يأتي التساؤل في نفوس المفكرين والمعتبرين ، أن الدروس الأخلاقية واضحة وظاهرة الجوهر والسبب أنها تدعو جميعها إلى المحبة والسلم والتآخي ونبذ العنف والكراهية ، والابتعاد عن التسويف والتشهير والتفرقة ، وإتاحة الفرصة للعدل والمساواة والحرية الشخصية ، وهو أمر ظاهره واضح لأنه لا يدعو الدنيوي السلبي إلى العدل أو الإحسان لأنه بكل الأحوال يدعو لمصلحته الشخصية والمنفعة الذاتية بصلفية وأنانية ، فلهذا نجده يرتكن إلى أساليب بعيدة عن أساليب الله تعالى ، ومن وحي اعتقاده وذاته بأنها قد تجدي نفعاً في سبيل إبقاء جانبه الدنيوي حياً لا يموت ، فإن كان محباً لله والله محباً له ألهم البلاء ليتغذى من جسده أو ماله أو حتى نصيبه من الدنيا ليعود ، وإن كان مبغضاً لله أبغضه الله فجعل له القصور والأموال والقدرة وسلامة الحال ليأخذه أخذ عزيز مقتدر لتعود الرسالة مرة أخرى بصورة أخرى وبحقيقة أخرى وإن كانت دون أدنى ، أما الدنيوي الإيجابي فإنه يرى من منفعته وجوب منفعة الأخرين أي أنه يسعى إلى العدل والإحسان ليكون له نصيباً جزياً فيها من الأخرة وقليلها من الدنيا ، كأنه يتذاكر حق الله علينا ولا تنسى نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغي الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين ، وهذا الأمر طبيعي جداً يختلف عن سالفه المعدوم أخلاقياً دنيوياً وديناً ، لأنه ينطلق من وحي وصلابة التشريع الإلهي الذي يأمر بصفي الحقيقة الواضحة والجلي من الخاطرة الصادعة الصادقة أن الواضح مني هو محبتي لكم ، وحتى هذا مشمولٌ بحبة الله التي نعلمها إما من الابتلاء أو جزي الثواب.
وانطلاقاً من هذه الحقائق التي قد تكون لدى البعض منا مكتسبة أساساً من واعز تجربة عملية واضحة ، نرى أن رسالة الإمام الحسين عليه السلام كانت رسالة أخروية بحته ، ذات رعاية إلهية عظيمة وبعد تثقيفي يندرج ضمن إطار الملموس للتلقين ، والتي أبدعت في إظهار جوانب العدل والإحسان والمساواة ، وحباً بتحقيق السلم النفسي والجماعي ، لأن الغرض منها كان واحداً وهو العودة بدين الله إلى نصابه الصحيح بعد أن سدل يزيد وأعوانه لعنهم الله آنذاك الستار عن الحقيقة والواقع من مبادئ الدين وسماحة أخلاقه ومعدنه الأًصيل وركنه المتين ، وهي الحقيقة النابعة من قرار وصحيح كل واضحٍ بدليله الجلي على أن الرسالة الإلهية التي سلمها إلينا الحسين عليه السلام صنعت من خلال معجزة كونية خالصة لوجه ربها وهي عظمة هذا الدين ومكانته عند أهله ، فلا يغفل غافلٍ حتى نسأل سؤالنا له من الحسين ومن جده ؟! وهذا طبيعي أن يكون الجواب لدى المتيقين أن الإمتداد الفعلي للرسالة الأخلاقية الألهية العظيمة لا يشترط بالضرورة أن تندرج ضمن مخطوط مقدس ، بل تتجسد حتى في شخصية ذو جسد أو مادة ، لأنه ببساطة لو لم يكن الإيعاز الإلهي حاضراً لبقي عليه السلام في أرضه بين أنصاره سالماً غانماً ، ومن هنا فإن المحبة للتجسيد الإلهي الذي أتى بتضحية الحسين عليه السلام لنجدها أنها تقول أن هي هبة الله لنا في أرضه ، لا وجود ولا خصوصية لأحد فيها ، لأنها رسالة سماوية عظيمة ، ظاهرة المعالم وواضحة المناقب ، إن المحبة للحسين جذور تمتد لمحبة المصطفى وتقديراً لتضحيات المرتضى وتجسيداً لعظمة المرأة الحقة بشخصية الزهراء صلوات الله عليهم ، فإن كان للمحبة صور فما أعظمها من صور قد أتينا على ذكرها ، اللهم أحشرنا معهم يوم الحشر وأجعل منا الصالح من فعل التقى ، أباً أحسن بالعقبى وأماً لتربية التقوى.
كما وأن البعد الإلهي ليأتي بصورته الحسنة أو الاعتقاد البشري المتغافل لإطار المكارة فيها لهو لب الرحمة ذاته ، التي تندرج ضمن الشئ وتنطلق من ذات الشئ ، كما و أن متدارسيها من ذوي الأديان الأخرى الذين رأو فيها حقيقة صنع الله وإبداعه وقدسية الرسالة السماوية لقاطبة البشر، والاستدلال العميق بل البعيد بمسافته والمتقربُ من فحواها (غاندي) قالها حين سأله أحد العموم عن كيفية انتصاراته في الميادين آنذاك ، فقال "تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً لأنتصر".
إذن هذا اليقين يتحدث عن ذاته ، فلليقين عمق وبعد تربوي تجسيدي يأتي من واعز العقل وحلقاته النيرة ، فالمتفكر بعمق وحقيقة حب الله ليعلم أن النظرية الإلهية العميقة بمختلف جوانبها تشترك بصفة واحدة لا تختلف عن أختها وهي رحمته في أرضه.
رحمة الله على أرضه أن يكون لنا إماماً خالصاً وجه لله عابداً لربه مضحياً في سبيل دينه لا سافك ولا غادر ، أن يقدم لنا طبيعة وتكوين وعمق الدين الإسلامي بمختلف حججه وبيانته ، فالإمام البر التقي كان يعلم أن الثكلى من وراءه والنفس على شفير حافة الموت ، بل كان يعلم علم اليقين أنه عائداً إلى ربه بجوار جده وأبيه وأمه صلوات الله عليهم ، بل كان يعلم بما لا شك فيه أنه اصطفى جده ليكون هو رسالته التالية التي يتحدث من خلالها عن التضحية من أجل عدلكم وإحسانك وصوابكم كأنه يخاطبك ويقول لكم ، ها أنذا حتى بدمي وأولادي وعترتي أضحي من أجلكم لتبقو بحمية الدين وسبيله القويم الذي يقيكم مصارع السوء والهلكى الأبدية ، يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم.
السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين الذين بذلو مهجهم دون الحسين عليه السلام ، فقلبي معكم وروحي سلماً لكم وسُلوي بمحبتكم يوم ما لا أنيس ولا حبيب لي ، وفي حفرة لا تتسع من ضيق أركانها ، وفي دنيا يومها إما شقي وجهيد أو فرحٌ سعيد ، كأنني أعلم وأنتم تخاطبونني بروحكم الطاهرة الزكية من آية عظمى ، ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً ، بل أحياءٌ ولكن لا تشعرون.
تعليق