بسم الله الرحمن الرحيم
سمع الجميع تلك الصرخة .. عندما قالت : يا حســـــــين
و لكن هل من مجيب ؟!! طبعا لا .. كانت تجيبها السياط على متونها .. و كانت يد الشمر الخنا تجيبها.. و يا للعجب اذ كان امامها ابطال و ليوث .. نائمون في الفلوات و راقدون على التراب ... و نسوا ان لهم اخت خلفوها في كربلاء و تركوها عندما استراحوا على الرمضاء
أتلك هي مخدرة حيدر الكرار .. و بضعة الزهراء فاطمة ؟؟ تضرب و معها اخوتها ؟؟ لقد ذهبت تلك العزيزة من المدينة الى كربلاء و كتب الله لها كافل يحميها حتى من النسيم الهاب اذا هب عليها و اذاها .. او حاول ازالة مقنعتها و سترها .. ذاد عنها ذاك الكافل الذي يسمى قمر بني هاشم حتى رآى الفرات و قرر ان يكون النهر مأوى له ليرقد فيه .. ثم استلم المهمة الاسد العرين الذي يزأر في وجه الطغاة .. الحسين بن علي حامي الدين و مكمله .. و العامل فيه .. فأبى ان تسلب اخته الكريمة او تمس بأذى ....
حتى ناداه الشمر اللعين .. يا حسين .. هيا نلعب اللعبة الاخيرة فاغلبك لتنام بعدها بسلام و تذهب الى جدك و ابيك .. و امك التي سأثكلها بك ... فاجابه الحسين و صار يحاربه بقوة و بساله حتى انه لم يهب الموت الذي لابد منه .. و قاتل قتال الشجعان الابطال .. ثم ،،،،
اشتاق الى جده محمد و تذكر انه ظمآن و لن يرويه سوى جده و ابيه ....
فهوى الى الارض كما تهوى النجوم و تنتثر .. و قام الشمر ليلعب لعبته التي كان ينتظرها طول الحرب .. فجلس على ذلك الصدر الشريف و جعل الحبيب منكبا على وجهه .. و قام بافظع جريمة و ابشع مصيبة عرفتها البشرية منذ ان خلق الله ادم .... و جرى ما جرى في تلك الساعة .....
و آن لأم المصائب ان ترى مصائبها ... و صار لابد من ان ترث مصائب امها من هذه اللحظة ...
وقفت العقيلة المخدرة عند التلة الزينبية و هي قائلة : "حسيــــــــــــــــــــن"
و تجيبها السياط و الايادي لضربها ....
حتى حرقت خيمتها و هتك سترها .. و طارت مقنعتها .. صاحت الرياح بصوت عال سمعه الجميع : " يا عباس .. يا حسين .. يا حبيب .. يا زهير .. يا برير .. يا علي الاكبر .. يا قاسم العريس .. و يا ابطال كربلاء .. هتك ستر زينب .. هتك ستر زينب .. فهل من ذاب عن ابنة الرسالات ؟!!"
و ياللأسف لا من مجيب .....
زينب ،، تركب النياق الهزيلة.. أهذه هي شيمتكم يا ابطال كربلاء ؟؟
تنامون على الرمضاء و تتركون النساء و الاطفال .. اتجعلون زينب الكفيلة ؟؟ و هي التي كفلتموها ... قوموا .. قوموا .. رحمكم الله الى زينب و انظروا حالها !!!
دخلت على ابشع الناس .. دخلت على عدو الله و عدوكم .. صارت فرجة تلك العقيلة التي اودعتها فاطمة لكم ..
يا ابا الفضل ... تناديك الدنيا بأسرها .. قم الى زينب .. لا تدعها وحدها .. ترجوك الدنيا و تتوسل اليك .. فقد قطعت تلك المشاهد قلبها ...
انا الدنيا التي تضحك و تبكي .. و تفرح و تحزن .. و لا يهمني شيء .. اما الان فقد قطعت مخدرة الكرار احشاء قلبي ... قم.. قم و لا تنم كثيرا ... لقد شاهدتها بام عيني .. انها تقف فرجة للناس ... لم اعرف انها بطلة كربلاء ... حتى قيل: ،،، "هي زينب"
يا ابا الفضل!!..... اي قلب لديك لتترك كفيلتك بين الرجال .. و انت صاحب الغيرة بأبي و امي ؟!! اين ذهبت الشيمة الهاشمية
هل اعجبك التراب ؟؟ و احببته !! و اعتدت ان يكون وسادة لك ؟؟
حتى سمع الجميع من عند النهر صرخة تقول : " كفي عني ايتها الدنيا ... فانا مقطوع اليدين .. و مسلب و مهتوك ... ليس لي عين لأرى بها حبيبتي و كفيلتي .. ايتها الدنيا .. لا نريد منك شيئا .. قد شاء الله ان اكون نائما في الفلوات .. مطروحا بلا غسل و لا كفن .. مرفوع رأسي على القنا .. و مهتوك خدري .. و مسبية احبابي ... و شاء الله لأم الاحزان ان تصبر صبرا جميلا .. و قد أراها الجنة التي ستقطنها بعد ان تنقطع انفاسها عنك يا دنيا .. و بعد ان توصل الرسالة الحسينية الى جميع الشعوب و تصرخ بصوت عال : "يا لثارات الحسين "
فهي زينب التي لا تهتز و تعجز عن وصف صبرها الالسن و الاقلام و الكتب و يعجز التاريخ عن ذكر ربع الذي رأته و صبرت عليه ..
فابتسم ابو الفضل العباس .. و قال كلمة اخيرة : " زينب جبل للصبر.. لن تفهمه الاجيال .. و صمتت الحياة عندما ذكرنا اسم العزيزة زينب ... ثورة الاحرار "
و بعدها انحنت الدنيا لتقبل العتبات التي وطأت عليها نعلي زينب .. و وقفت وقفة الاجلال و هي تقول : " سلام الله عليك يا كعبة الرزايا و الاحزان .. و اجرك الله و جزاك كل الخير على ما قدميته للامم على مدى الدهور "
و انحدرت دمعة سخينة ... لن تجف الى يوم القيامة ..ة ستثأر لأم الاحرار ......
تعليق