غِيرُ الدّهْر

سماحة آية الله السيد علي الأمين
1999 م
خذ صورتي عبرة إن كنت تعتبـر
فهي المثال لدهر كلّه غيــــر
بالأمس كنت فتى بالبأس يدّثــــر
في وجهه المشرقان الشّمس والقمر
واليوم اصبحت شيخاً يشتكي سقمـاً
قد خانه المرشدان السّمع والبصر
وغاب عنّي كثيراً كنت أعلمـــه
وعن غدي ليس لي علم ولا خبر
لكنّني قد رأيت العمر منصرمـــاً
يوماً فيوماً إلى أن يأتي السّفــر
وقد علمت بأجداد لنا سلفـــــوا
باتوا على موعد والموعد السّحـر
وما الحياة الّتي نحيا ونهجرهـــا
إلاّ سحابة صيف عافها المطــر
والعيش في سقم في جنبه هـــرمٌ
كالأرض جفّت فلا ماءٌ ولا شجـر
إذا تجاوز عمر المرء أوسطـــه
أضحى هشيماً فلا ظلٌّ ولا ثمــر
وما المقيم بدارٍ كلّها نكــــــدٌ
إلاّ مسجّى يعاني وهو يُحتضــر
وكيف ينجو من الأهوال ساكنهــا
وهي الّتي لم يفارق صفوها الكدر
في كلّ يوم لنا خلٌّ نودّعـــــه
لم يطرد الموت عنه الصارم الذكر
فهو القضاء الذي تفني مخالبـــه
كلّ البرايا فلا يبقى ولا يــــذر
يأتي الممات وما أقسى منازلـــه
سوقٌ وجذبٌ وبيت جوفه الحفــر
هذي الحياة وبعضٌ من مشاهدهــا
فتوّة وشبابٌ ثمّ تـنـدثـــــر
مضى شبابي ولم أشعر بفرقتـــه
حتى أتى المنذران الشّيب والكبـر
وبين أمسي ويومي قد قضت أمــمٌ
لم يبق عين لها قطعاً ولا أثـــر
ونحن نمضي على درب الألى تركوا
دنياً ولم يغنهم حرص ولا حــذر
يا حسرةً لم تزل في النّفس لوعتهـا
على شباب ذوت أغصانه الخضر
لم يبق لي في رصيد العمر باقيــة
إلاّ ثمالة كـأس ثـم تـنـكســر
يا ويلتي إن مضت باللّهو خاتمتـي
والمرء يجهل ما يخفي له القــدر
مولاي فارحم فقيراٌ ساء طالعـــه
يا كاشفاً ضرّ من أزرى به الضّرر
وادفع وساوس نفسٍ زاغ صاحبهـا
هي العدوّ وفيها يكمن الخطـــر
واغفر الهي ذنوباً لست أنكرهــا
أنت الغفور ومنك الصّفح يُنتظــر
بالأمس كنت فتى بالبأس يدّثــــر
في وجهه المشرقان الشّمس والقمر
واليوم اصبحت شيخاً يشتكي سقمـاً
قد خانه المرشدان السّمع والبصر
وغاب عنّي كثيراً كنت أعلمـــه
وعن غدي ليس لي علم ولا خبر
لكنّني قد رأيت العمر منصرمـــاً
يوماً فيوماً إلى أن يأتي السّفــر
وقد علمت بأجداد لنا سلفـــــوا
باتوا على موعد والموعد السّحـر
وما الحياة الّتي نحيا ونهجرهـــا
إلاّ سحابة صيف عافها المطــر
والعيش في سقم في جنبه هـــرمٌ
كالأرض جفّت فلا ماءٌ ولا شجـر
إذا تجاوز عمر المرء أوسطـــه
أضحى هشيماً فلا ظلٌّ ولا ثمــر
وما المقيم بدارٍ كلّها نكــــــدٌ
إلاّ مسجّى يعاني وهو يُحتضــر
وكيف ينجو من الأهوال ساكنهــا
وهي الّتي لم يفارق صفوها الكدر
في كلّ يوم لنا خلٌّ نودّعـــــه
لم يطرد الموت عنه الصارم الذكر
فهو القضاء الذي تفني مخالبـــه
كلّ البرايا فلا يبقى ولا يــــذر
يأتي الممات وما أقسى منازلـــه
سوقٌ وجذبٌ وبيت جوفه الحفــر
هذي الحياة وبعضٌ من مشاهدهــا
فتوّة وشبابٌ ثمّ تـنـدثـــــر
مضى شبابي ولم أشعر بفرقتـــه
حتى أتى المنذران الشّيب والكبـر
وبين أمسي ويومي قد قضت أمــمٌ
لم يبق عين لها قطعاً ولا أثـــر
ونحن نمضي على درب الألى تركوا
دنياً ولم يغنهم حرص ولا حــذر
يا حسرةً لم تزل في النّفس لوعتهـا
على شباب ذوت أغصانه الخضر
لم يبق لي في رصيد العمر باقيــة
إلاّ ثمالة كـأس ثـم تـنـكســر
يا ويلتي إن مضت باللّهو خاتمتـي
والمرء يجهل ما يخفي له القــدر
مولاي فارحم فقيراٌ ساء طالعـــه
يا كاشفاً ضرّ من أزرى به الضّرر
وادفع وساوس نفسٍ زاغ صاحبهـا
هي العدوّ وفيها يكمن الخطـــر
واغفر الهي ذنوباً لست أنكرهــا
أنت الغفور ومنك الصّفح يُنتظــر
تعليق