الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلق الله سيد المرسلين سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الاطهار وأصحابه المنتجبين ...
* من كتاب وعرفت من هم أهل البيت (ع) / للباحثة حسينة حسن الدريب *
قال تعالى: (... يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَاب... ) الرعد: 39.
روى الامام المرشد بالله عن رسول الله (ص) : (بر الوالدين يزيد في العمر والكذب ينق في الرزق والدعاء يرد القضاء ولله في خلقه قضاء ان قضاء نافذ وان قضاء محدث يحدث فيه ما يشاء) .. الامالي الخميسية للمرشد بالله
أقول في هذا الحديث تتلخص عقيدة الشيعة الامامية كما في كتب عقائدهم عن أهل البيت ع من ان لــلـه سبحانه وتعالى لوحين اثبت فيهما ما يحدث من الكائنات اللوح الاول هو: اللوح المحفوظ, وهو المطابق لعلم الله تعالى لا يحدث فيه أي تغيير او تبدل وهو المقصود بأم الكتاب, واللوح الثاني هو لوح المحو والإثبات وهو: الذي يتغير ويتبدل ما فيه بحسب ما تقتضيه الحكمة الإلهية قبل وقوعه وتحققه في الخارج. ولوح المحو والإثبات تتطلع عليه الرسل والأنبياء والأوصياء والملائكة.
وتؤيد عقيدة الامامية أيضا ما رواه القرطبي وغيره في تفسير الآية المذكورة ما معناه: ان عمر بن الخطاب كان يطوف بالبيت ويقول: اللهم ان كنت كتبتني من أهل السعادة فثبتني فيها وان كنت كتبتني من أهل الشقاوة والزيف فامحني واثبتني في أهل السعادة والمغفرة فانك تمحوا ما تشاء وتثبت وعندك ام الكتاب. وفي صحيح مسلم وغيره: ان رسول الله ص قال: من أحب ان يمد الله في عمره ويبسط في رزقه فليتق الله وليصل رحمه) صحيح مسلم ج5ص76 وصحيح البخاري ج3كتاب الأدب باب 12ومسند احمد ج3ص15- 247-266.
وذكر الحاكم في المستدرك عن ثوبان قال: قال رسول الله ص: لا يرد القدر الا الدعاء ولا يزيد في العمر الا البر وان الرجل ليحرم الرزق يصيبه.
إذن نفهم من هذه الأحاديث التي رواهما امام زيدي وصحاح ومسانيد أهل السنة ان القدر يتغير بالدعاء كما في قول عمر (اللهم ان كنت كتبيتني فامحني) وان الدعاء وصلة الرحم يردان القضاء ويزيدان في العمر والرزق وهذا ما تعتقد به الشيعة من ان ذلك يكون في لوح المحو والإثبات اما اللوح المحفوظ فهو لا يتغير ولولا أمل الناس في التغير لما خطب الوعاظ ودرس المدرسون وارشد المرشدون لإصلاح المفسدين فلو كان الشقي لا يصلح ابدا كما يقال مكتوب في جبينه شقي او سعيد والقدر محتوم عندها لما تعبوا أنفسهم في الإرشاد والإصلاح ولما دعاء المريض والفقير لتحسين حالهما ولكانا آمنا بالقدر وسكتا عن الدعاء ولكن الله يقول (ادعوني استجب لكم) فيغير الحال من الاسوء إلى الأحسن بسبب الدعاء., وإذا لوحظ عبارة المرشد بالله (ان قضاء محدث يحدث فيه ما يشاء) فهذا واضح انه يعني به لوح المحو والإثبات يغير الله منه ما شاء .
والبداء التي تعتقده الشيعة انه يصح على الله ليس كما يشنع عليهم أي ان الله كان لا يعلم بشي ثم علمه - معاذ الله - فهو ليس نشأة رأي جديد وإنما هو ظهور امر كان يعلمه الله فأخفاه عنهم لمصلحة ما ويعرفوه ب (ظهور الشي بعد خفاءه) أي كان مخفي على الناس ثم أظهره الله لهم كما في روايات أهل البيت فعن الامام الصادق ع انه قال: " ان الله لم يبد له من جهل" , وقال ع: "ما بادء لله في شي الا كان في علمه من قل ان يبدوا له" .. (الاحتجاج للشيخ الطوسي ج2)
والبداء عند أهل السنة موجود كما قال الشاعر لعائشة عندما قالت لهم لماذا قتلوا عثمان وقد تاب عن كفره فقال لها:
منك البدء ومنك الغير .. ومنك الرياح ومنك المطر
وأنت أمرت بقتل الامام .. وقلت لنا: انه قد كفر
فهبنا اصطعناك في قتله .. وقاتله عندنا من امر
( قاموس الرجال ج1\237 ونهج الصباغة ج1\49و50)
2- وذكر الزمخشري: ان عبد الله بن طاهر دعا الحسين بن فضل وقال له: (أشكلت علي ثلاث مسائل دعوتك لتكشفها لي: قوله تعالى : "كل يوم هو في شأن" وقد صح أن العلم قد جن بما هو كائن إلى يوم القيامة فأجابه الحسين بقوله: كل يوم هو في شأن فإنها شؤون يبديها لا شؤون يبتدؤها. ويقول القرآن : يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب
3- وكان يونس قد اخبر قومه بعذاب واقع غير ان الله لم ينزل العذاب قال تعالى: (فلما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي...) وهذا من البداء المشروط والشرط هو الإيمان
نسألكم الدعاء
اختكم عاشقة العتره
* من كتاب وعرفت من هم أهل البيت (ع) / للباحثة حسينة حسن الدريب *
قال تعالى: (... يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَاب... ) الرعد: 39.
روى الامام المرشد بالله عن رسول الله (ص) : (بر الوالدين يزيد في العمر والكذب ينق في الرزق والدعاء يرد القضاء ولله في خلقه قضاء ان قضاء نافذ وان قضاء محدث يحدث فيه ما يشاء) .. الامالي الخميسية للمرشد بالله
أقول في هذا الحديث تتلخص عقيدة الشيعة الامامية كما في كتب عقائدهم عن أهل البيت ع من ان لــلـه سبحانه وتعالى لوحين اثبت فيهما ما يحدث من الكائنات اللوح الاول هو: اللوح المحفوظ, وهو المطابق لعلم الله تعالى لا يحدث فيه أي تغيير او تبدل وهو المقصود بأم الكتاب, واللوح الثاني هو لوح المحو والإثبات وهو: الذي يتغير ويتبدل ما فيه بحسب ما تقتضيه الحكمة الإلهية قبل وقوعه وتحققه في الخارج. ولوح المحو والإثبات تتطلع عليه الرسل والأنبياء والأوصياء والملائكة.
وتؤيد عقيدة الامامية أيضا ما رواه القرطبي وغيره في تفسير الآية المذكورة ما معناه: ان عمر بن الخطاب كان يطوف بالبيت ويقول: اللهم ان كنت كتبتني من أهل السعادة فثبتني فيها وان كنت كتبتني من أهل الشقاوة والزيف فامحني واثبتني في أهل السعادة والمغفرة فانك تمحوا ما تشاء وتثبت وعندك ام الكتاب. وفي صحيح مسلم وغيره: ان رسول الله ص قال: من أحب ان يمد الله في عمره ويبسط في رزقه فليتق الله وليصل رحمه) صحيح مسلم ج5ص76 وصحيح البخاري ج3كتاب الأدب باب 12ومسند احمد ج3ص15- 247-266.
وذكر الحاكم في المستدرك عن ثوبان قال: قال رسول الله ص: لا يرد القدر الا الدعاء ولا يزيد في العمر الا البر وان الرجل ليحرم الرزق يصيبه.
إذن نفهم من هذه الأحاديث التي رواهما امام زيدي وصحاح ومسانيد أهل السنة ان القدر يتغير بالدعاء كما في قول عمر (اللهم ان كنت كتبيتني فامحني) وان الدعاء وصلة الرحم يردان القضاء ويزيدان في العمر والرزق وهذا ما تعتقد به الشيعة من ان ذلك يكون في لوح المحو والإثبات اما اللوح المحفوظ فهو لا يتغير ولولا أمل الناس في التغير لما خطب الوعاظ ودرس المدرسون وارشد المرشدون لإصلاح المفسدين فلو كان الشقي لا يصلح ابدا كما يقال مكتوب في جبينه شقي او سعيد والقدر محتوم عندها لما تعبوا أنفسهم في الإرشاد والإصلاح ولما دعاء المريض والفقير لتحسين حالهما ولكانا آمنا بالقدر وسكتا عن الدعاء ولكن الله يقول (ادعوني استجب لكم) فيغير الحال من الاسوء إلى الأحسن بسبب الدعاء., وإذا لوحظ عبارة المرشد بالله (ان قضاء محدث يحدث فيه ما يشاء) فهذا واضح انه يعني به لوح المحو والإثبات يغير الله منه ما شاء .
والبداء التي تعتقده الشيعة انه يصح على الله ليس كما يشنع عليهم أي ان الله كان لا يعلم بشي ثم علمه - معاذ الله - فهو ليس نشأة رأي جديد وإنما هو ظهور امر كان يعلمه الله فأخفاه عنهم لمصلحة ما ويعرفوه ب (ظهور الشي بعد خفاءه) أي كان مخفي على الناس ثم أظهره الله لهم كما في روايات أهل البيت فعن الامام الصادق ع انه قال: " ان الله لم يبد له من جهل" , وقال ع: "ما بادء لله في شي الا كان في علمه من قل ان يبدوا له" .. (الاحتجاج للشيخ الطوسي ج2)
والبداء عند أهل السنة موجود كما قال الشاعر لعائشة عندما قالت لهم لماذا قتلوا عثمان وقد تاب عن كفره فقال لها:
منك البدء ومنك الغير .. ومنك الرياح ومنك المطر
وأنت أمرت بقتل الامام .. وقلت لنا: انه قد كفر
فهبنا اصطعناك في قتله .. وقاتله عندنا من امر
( قاموس الرجال ج1\237 ونهج الصباغة ج1\49و50)
2- وذكر الزمخشري: ان عبد الله بن طاهر دعا الحسين بن فضل وقال له: (أشكلت علي ثلاث مسائل دعوتك لتكشفها لي: قوله تعالى : "كل يوم هو في شأن" وقد صح أن العلم قد جن بما هو كائن إلى يوم القيامة فأجابه الحسين بقوله: كل يوم هو في شأن فإنها شؤون يبديها لا شؤون يبتدؤها. ويقول القرآن : يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب
3- وكان يونس قد اخبر قومه بعذاب واقع غير ان الله لم ينزل العذاب قال تعالى: (فلما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي...) وهذا من البداء المشروط والشرط هو الإيمان
نسألكم الدعاء
اختكم عاشقة العتره