إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مما قيل في الإمام الحسين بن علي عليه السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مما قيل في الإمام الحسين بن علي عليه السلام

    مما قيل في الإمام الحسين بن علي عليه السلام

    * توماس كاريل – الفيلسوف والمؤرخ الإنجليزي :
    أسمى درس نتعلمه من مأساة كربلاء هو أن الحسين وأنصاره كان لهم إيمان راسخ بالله وقد أثبتوا بعملهم ذاك أن التفوق العددي لا أهمية له حين المواجهة بين الحق والباطل والذي أثار دهشتي هو إنتصار الحسين رغم قلة الفئة التي كانت معه.

    * محمد علي جناح – مؤسس دولة باكستان :
    لا تجد في العالم مثالا للشجاعة كتضحية الإمام الحسين بنفسه وأعتقد أن على جميع المسلمين أن يحذوا حذو هذا الرجل القدوة الذي ضحى بنفسه في أرض العراق .

    * إدوارد براون – المستشرق الإنجليزي
    وهل ثمة قلب لا يغشاه الحزن والألم حين يسمع حديثنا عن كربلاء ؟ وحتى غير المسلمين لا يسعهم إنكار طهارة الروح التي وقعت هذه المعركة في ظلها.

    * فردريك جيمس :
    نداء الإمام الحسين وأي بطل شهيد آخر هو أن في هذا العالم مبادئ ثابتة في العدالة والرحمة والمودة لا تغيير لها ويؤكد لنا أنه كلما ظهر شخص للدفاع عن هذه الصفات ودعا الناس إلى التمسك بها كتب لهذه القيم والمبادئ الثبات والديمومه.

    * قسيس مسيحي :
    لو كان الحسين منا لرفعنا له في كل بلد بيرقا ولنصبنا له في كل قرية منبرا ولدعونا الناس إلى المسيحية بإسم الحسين .



    السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين

    نــســألــكــم الـــدعـــاء
    * عاشقة العتره *

  • #2
    *بسم الله الرحمن الرحيم*

    تحتفل الشيعة أعزهم الله تعالى بنصره، بذكرى الإمام الحسين عليه السلام، في العشر الأول من المحرم من كل سنة، وفي كل يوم من أيام السنة، بل بذكرى النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم الصلاة والسلام، وكل ما يتعلق بهم من مواليد ووفيات وأعياد وإنتصارات، وتبذل في ذلك الأموال الطائلة، بنفوس سخية وقلوب مؤمنة خاشعة، ملؤها الإيمان. وما قيمة الأموال عند المؤمن الموالي في سبيل سيد الإباء والعظمة سيد الشهداء سلام الله تعال عليه وتبذل الأرواح إن لزم ذلك .

    لأن الإمام الحسين عليه السلام بذل كل شيء في سبيل الله واحقاق الحق. قتل الطغاة الحاقدين المستبدين بالكلمة والسيف، ولم يجبن، ولم يهادن، وهو القائل " ألا ترون إلى الحق، لا يُعمَل به، والباطل لا يَتَنَاهى عنه" .

    ليس يوم عاشوراء عاطفة مذهبية شيعية نحو الرسول صلى الله عليه وآله، وأهل بيته عيهم السلام، أولدها الضغط على الشيعة من الأمويين والعباسيين وغيرهما، كما يزعمه الزاعمون. ولكنه تكريم للبطولة والتضحية والفداء في سبيل الله والمبدأ، وإحياء للجهاد المقدس، وإيمان بسلطان العدالة والحرية، وإعتزاز بالإباء والكرامة.

    ولم يكن هذا اليوم الخالد، يوم عاشوراء للشيعة ولا للسنة، وإنما هو لكل المضطهدين والمستضعفين والمحرومين من بني البشر، لأنه حق وصراحة، عطاء وبذل، فضيلة يريدون قتلها، عزة يرومون سحقها، قيم ومبادئ وأخلاق يقصدون إبادتها، وليس لهذه الفضائل مذهب خاص ولا دين خاص، ولا إتجاه خاص ولا وطن خاص ولا لغة خاصة. هذا هو يوم عاشوراء في مضمونه وحقيقته ومغزاه .

    إن الحسين عليه السلام هو صاحب الحق، رضي الحاقدون أم رفضوا. وهو صاحب الإمامة، التي هي المنصب الإلهي الذي يعينه الله تعالى، ولا يمكنه أن يهادن القوم، لأنهم شقوا ببغيهم طريق الضلال.

    إن هذه الذكرى وإقامتها لا للبكاء والدموع واللطم وحدها، وإن كانت عبادة من أعظم العبادات على سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام، فهي أيضاً لأخذ الدروس، التي تجعله في مصاف القادة المدافعين عن الحق مع الذين ارادهم الحسين عليه السلام أن يكونوا معه في القول والفعل والعمل مع الرسالة، مع الإسلام الصحيح الذي لا يهادن الباطل، ولا يحارب إلا الضلال وأهله المنحرفين.

    إن الشيعة- بل كل منصف- ترى أن لولا نهضة أبي عبد الله الحسين عليه السلام، لما بقي للإسلام شيء يذكر، وكل المسلمين- من غير الشيعة- المنصفين المستوعبين للتاريخ الصحيح، والمطلعين على أهداف النهضة الحسينية وجرائم الطغمة الحاكمة من الأمويين يرون ذلك.

    إنّنا نعتقد أنّ مسألة إقامة العزاء على شهداء الإسلام، وخاصّة شهداء كربلاء، هي من باب إحياء الذكرى وتخليد التضحيات التي قدّموها في سبيل بقاء الإسلام؛ ولهذا فإنّنا نقيم هذه المراسم في مقاطع مختلفة من أيام السنة، ولا سيما في أيام عاشوراء (العشرة الأولى من محرم)التي تصادف فيها شهادة الحسين بن علي (عليهما السلام)سيّد شباب أهل الجنة [ نقل حديث: ((الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة))، صحيح الترمذي عن أبي سعيد الخدري وحذيفة 2: 306 و 307، وصحيح ابن ماجة في باب فضائل أصحاب رسول الله؛ ومستدرك الصحيحين وحلية الأولياء وتاريخ بغداد واصابة ابن حجر وكنز العمال وذخائر العقبى والكثير من المصادر الأخرى]، وابن فاطمة الزهراء (عليها السلام)ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؛ فنقوم بدراسة تحليلية لتاريخ حياة هؤلاء الشهداء وبطولاتهم وصولاتهم، ونتحدث عن أهدافهم. ونحيّي أرواحهم الطاهرة.

    إنّنا نعتقد أن بني أميّة غيروا الكثير من سنن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)وشمّروا عن ساعد الجدّ للقضاء على القيم الإسلامية.

    فلقد ثار الحسين بن علي (عليه السلام)سنة 61هـ ضد يزيد الفاسق الغريب عن الإسلام الذي تربع - ويا للأسف - على مقعد الخلافة الإسلامية؛ ورغم أن الإمام استشهد مع أصحابه جميعاً على أرض كربلاء، وأُسر أهل بيته، إلاّ أن دمه الزكيّ بثّ روحاً جديدة في المسلمين آنذاك، وحرك فيهم روح النهضة بحيث توالت الانتفاضات ضدّ بني أمية ووجّهت ضربات حاسمة لأركان الظلم والجور والاستبداد، حتى أُطيح بهم وطوى الدهر صفحتهم السوداء،؛ والجدير ذكره أن جميع الثورات التي حدثت بعد واقعة عاشوراء ضدّ بني أميّة كانت ترفع بعض هذه الشعارات حتى في العصر العباسي المستبد. [استعان أبو مسلم الخراساني الذي اجتثّ جذور السلطة الأموية بشعار ((الرضا لآل محمد)) لخطب ودّ المسلمين (الكامل لابن الأثير 5: 372). كما رفعت ثورة التوّابين شعار ((يا لثارت الحسين)) (الكامل لابن الأثير 4: 175)، وهو شعار رفعه المختار بن أبي عبيد الثقفي أيضاً (الكامل 4: 288).

    ومن المعلوم أن الحسين بن علي صاحب فخّ، هو من جملة من ثاروا ضدّ بني العبّاس، وقد اختزل هدفه بجملة واحدة هي: (( وأدعوكم إلى الرضا من آل محمد)) (مقاتل الطالبين: 299؛ تاريخ الطبري 8: 194)].

    وأصبحت نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) الدامية اليوم رمزاً عند الشيعة لمقاومة أي نوع من أنواع الاستبداد والظلم والجور، وباتت شعارات ((هيهات منا الذلّة)) و ((أن الحياة عقيدة وجهاد)) وغيرهما مما هو مُستلّ من تاريخ كربلاء الدامي تعيننا على مواجهة السلطات الظالمة، والوقوف أمامها، للخلاص من الظالمين إقتداء بسيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) وصحبه.

    وبخلاصة نقول: إن تخليد ذكرى شهداء الإسلام، ولا سيّما شهداء كربلاء يجدّد ويحيي فينا روح الحماسة والإيثار والشهادة والتضحية في سبيل العقيدة والإيمان، ويعطينا دروساً مهمّة في الشموخ والعزّ وعدم الخضوع للظلم، مما يبيّن فلسفة إحياء هذه الذكرى وتجديد مراسم العزاء كلّ عام.

    وربّما لا يعلم الكثير عمّا يجري في هذه المراسم، ويتصور أنها تتعلق بحدث تاريخي قد علاه غبار النسيان منذ مدّة طويلة، إلاّ أنّنا نعي جيداً ما تركته وما تتركه هذه الشاعر من تأثير في تاريخنا الماضي والحاضر والمستقبل.

    ولا يخفى على أحد شعائرنا التي أقامها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمسلمون في صدر الإسلام على حمزة سيد الشهداء بعد غزوة أُحُد، حيث ذكرتها جميع التواريخ المشهورة، وخلاصة الرواية أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يمر قرب أحد بيوت الأنصار فسمع أصوات البكاء والنحيب، فاغرورقت عيناه بالدموع وقال: ولكن حمزة لا بواكي له، فسمع سعد بن معاذ ذلك وأسرع إلى بني عبد الأشهل وأمر نساءهم بالتوجه إلى بيت حمزة عمّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وإقامة العزاء له. [ الكامل لابن الأثير 2: 163؛ سيرة ابن هشام 3: 104].

    وبطبيعة الحال فإنّ إقامة العزاء لا تختص بحمزة (رضي الله عنه) فقط، وإنّما يجب أن تقام هذه المراسم لجميع الشهداء، لحفظ ما حقّقوه للأجيال اللاحقة، وبثّ دماء جديدة في عروق الأمّة، وفي محرم الحرام حيث تجتاح العالم الإسلامي موجة من الغليان، ويتشح بالسواد شيباً وشباناً رجالاً ونساءً، للمشاركة في عزاء الإمام الحسين (عليه السلام) وشهداء كربلاء؛ ويحصل تحوّل عميق في أرواح وأفكار الجميع بحيث لو طلب منهم التوجه لمحاربة أعداء الإسلام، لما توانوا لحظة واحدة ولحملوا السلاح واتجهوا إلى ميادين الجهاد للتضحية بأغلى ما يملكون، وكأنّ دماء الشهادة تجري في عروقهم، وكأنّهم يرون الإمام الحسين وصحبه يجندلون في ميادين التضحية من أجل الإسلام وفي سبيل الله.

    أما الأشعار الحماسية التي تتلى في هذه المراسم العظيمة، فهي مليئة بالمعاني الحيّة التي تدعوا إلى مقارعة الاستعمار والاستكبار وعدم الاستسلام للظلم وترجيح الموت بعزّ على الحياة بذلّ.

    إنّنا نعتقد أن هذه الشعائر تُعتبر كنزاً عظيماً يجب أن يُحفظ ليُستثمر في إحياء الإسلام والإيمان والتقوى .

    فذكرى كربلاء، تلك البقعة الشريفة التي أريقت على أرضها دماءٌ زكيةٌ، وتقطعت على تربتها أجسادٌ طاهرة علوية، لا لشيء يريدونه لأنفسهم، ولا لمنصب أو زعامة أو خلافة. بل أرادوا الحق والعدل والحرية. أرادوا أن لا يستعبد إنسان، ويُظلم مخلوق، أرادوا طاعة الله ومحو الباطل، وإقصاء الظالمين المستبدين المفسدين عن مراكزهم، مهما كلف الأمر حتى لو أبيدوا وقتلوا، وهو القائل على ما روي عنه عليه السلام " والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أقر إقرار العبيد ".

    والذين يلوموننا بإقامة الذكرى في عاشوراء من كل عام، والذين يعتبرونها بدعة محرمة، ما هو إلا لجهلم أو لتعصبهم أو لبغضهم لهذه الأمة المرحومة الحقة. فالحسين عليه السلام، هو الذي أعاد للإسلام نضارته وحيويته وعزته وكرامته وإباءه، أعاد ذلك بتلك الإنتفاضة التي اقتلعت جذور الظلم والجور والفساد المستشري في ذلك الوقت والمتحكم في رقاب العباد، عن طريق تلك الحفنة المظللة التي تدعي الإسلام، وتتستر به.

    فالنهضة الحسينية المباركة قد أبرزتهم وأظهرت أحقيتهم، وكانت السبب في زوالهم وزوال حكمهم الجائر وبعد كل هذا تريدونا أن لا نقيم الذكرى ولا نذكر الحسين وما جرى عليه من المحن والمصائب التي هزت الإنسانية من أعماق الأعماق، وهو ابن بنت نبيا محمد صلى الله عليه وآله، وابن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، وابن علي بن أبي طالب إمام الموحدين، وخليفة رب العالمين .

    تريدوننا أن لا نبكي على مصائبه ومصاب تلك البراعم من الأطفال والشبان الذين قتلوا عطاشى، والنسوة التي تفرّ من كا مكان على مكان، من الظلم والجور.

    لا تلومونا.... فلقد أبكى حتى محجر الحجر.

    كما أن أهداف ثورة عاشوراء واضحة وجليه

    المراد من (هدف) الإمام الحسين عليه السلام في واقعة كربلاء هي الغاية التي كان ينبغي بلوغها أو تحقيقها وإن طال الزمن، والتي بادر بثورته تلك من أجلها واستشهد في سبيلها نقدّم فيما يلي مسردا بتلك الأهداف المقدسة كما يلي :

    1- إحياء الإسلام.

    2- توعية المسلمين و كشف الماهية الحقيقية للأمويين.

    3- إحياء السنة النبوية والسيرة العلوية.

    4- إصلاح المجتمع واستنهاض الأمة.

    5- إنهاء استبداد بني أمية على المسلمين.

    6- تحرير إرادة الأمة من حكم القهر والتسلّط.

    7- إقامة الحق وتقوية أهله.

    8- توفير القسط والعدالة الاجتماعية وتطبيق حكم الشريعة.

    9- إزالة البدع والانحرافات.

    10- إنشاء مدرسة تربوية رفيعة وإعطاء المجتمع شخصيته ودوره.

    لقد تجلّت هذه الأهداف في فكر سيد الشهداء وفي عمله أيضا، وكذلك لدى أنصاره وأتباعه. ومن جملة خطب الإمام الحسين عليه السلام المعبرة عن أهدافه، هي قوله: ((..إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدّي وأبي علي بن أبي طالب))(حياة الإمام الحسين بن علي 264:2).

    و كتب إلى وجوه أهل البصرة: ((أنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه، فإنّ السنة قد أميتت والبدعة قد أحييت فإن تسمعوا قولي أهدِكم سبيل الرشاد))( حياة الإمام الحسين بن علي: 322).

    وأرسل مع مسلم بن عقيل كتابا إلى أهل الكوفة حدّد فيه رسالة الإمامة بما يلي: ((..فلعمري ما الإمام إلاّ العامل بالكتاب، والآخذ بالقسط، و الدائن بالحق، والحابس نفسه على ذات الله والسلام..)) (حياة الإمام الحسين بن علي:340).

    وفي كربلاء خطب بأنصاره قائلا: (( ألا ترون إلى الحق لا يُعمل به، وإلى الباطل لا يُتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله، فإني لا أرى الموت إلاّ سعادة، والحياة مع الظالمين إلاّ برما))(حياة الإمام الحسين بن علي 98:3).

    البلاء و كربلاء

    البلاء يعطي معنى الألم والمشقة كما ويعطي أيضا معنى الاختبار والامتحان.

    وأغلب الشداد والمصائب تكون تمحيصا للناس في دنياهم للتمسك بالدين. وكربلاء (كرب وبلاء) هي مزيج من المحن والآلام الشديدة، وكانت أكبر اختبار تاريخي لأهل الحق والباطل لأجل أن يحددوا مواقفهم.

    لما بلغ سيد الشهداء تلك البقعة، سأل: ما اسم هذا الموضع؟ فقيل له: كربلاء. فدمعت عيناه وراح يقول: ((اللهم إني أعوذ بك من الكرب والبلاء)) وقد أيقن بأن شهادته هو وأصحابه في هذا المكان فقال: ((هذا موضع كرب وبلاء، ها هنا مناخ ركابنا، ومحط رحالنا وسفك دمائنا))(مروج الذهب للمسعودي:59).

    كان اختلاط اسم هذه الأرض بالمصائب والشدائد قد نقل من قبل هذا على لسان بعض الأولياء؛ فعيسى عليه السلام عندما مرّ بها بكى وقال: إنها أرب كرب وبلاء(بحار الأنوار 253:44).

    وحينما كان الحسين طفلا مع أمه تحمله أخذه النبي صلى الله عليه وآله وقال: لعن الله قاتلك. فسألته فاطمة عليها السلام: وأين يقتل ولدي؟ قال: ((موضع يقال له كربلاء وهي دار كرب وبلاء علينا وعلى الأمة [الأئمة]))(بحار الأنوار264:44).

    إذا اعتبرنا كربلاء أرض البلاء، فهي موضع اختبار لإخلاص وفداء ومحبة أبي عبدالله عليه السلام وأهل بيته وأصحابه الذين تجلى جوهرهم الذاتي وبعدهم الرفيع ومدى صدق عقيدتهم وادعائهم، في بوتقة الآلام والشهادة والمحن والمصائب. وظهرت فيها أيضا ماهية أهل الكوفة وأدعياء نصرة الحسين، وانكشفت من خلالها حقيقة الحكام الأمويين تجاه سبط الرسول وحجة الله.

    وقد أشار أبو عبدالله عليه السلام إلى دور البلاء في اكتشاف جوهرة التدين، ومدى الالتزام في خطابه في منزل يقال له ((ذي حسم)) أو في كربلاء -وفق رواية أخرى- حين قال: ((...إن الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معايشهم فإن محصوا بالبلاء قل الديانون))(تحف العقول:245).

    وأي امتحان أشد من أن يرى حجة الله وهو محاصر من قبل أعدائه وهم يخذلونه طمعا في مغانم دنيوية أو خوفا من الموت. وعندما كان الإمام يطلب النصرة طوال مسيره ولا يلقى منهم رغبة في الجهاد أو قدرة على التضحية، كان يأمرهم بالابتعاد عن المنطقة ويقول: ((فوالله لا يسمع واعيتنا أحد ولا ينصرنا إلا (هلك) أكبه الله في نار جهنم))(أنساب الأشراف174:3،بحار الأنوار379:44).

    إضافة إلى ما تضمنته كربلاء من امتحان عظيم، فقد كانت في الوقت نفسه سببا للتقرب من الله وعلو الدرجة، كما اختُبر إبراهيم وإسماعيل بأمر الذبح، وكما أُمر إبراهيم بأن يترك ذريته بواد غير ذي زرع. واختبره الله أيضا بنار نمرود حين ألقي في سعيرها.

    وقدم سيد الشهداء أيضا اثنين وسبعين قربانا إلى مسلخ العشق، وكان هو الذبح العظيم، وقربان آل الله، وتعرّض عياله في صحراء الطف لصنوف الأذى والعذاب والعطش.

    وخرجوا كلهم من ذلك الاختبار بوجوه وضاءة، وكان كلام سيد الشهداء في اللحظات الأخيرة دليلا على الرضا والتسليم: ((إلهي رضا لقضائك وتسليما لأمرك)).

    وكان في كلام فاطمة بنت الإمام الحسين إشارة إلى أن كربلاء كانت موضع ابتلاء لأمة الرسول وللعترة، ففشل فيها الآخرون، وأبلى فيها آل الرسول بلاء حسنا: ((فإنا أهل البيت ابتلانا الله بكم وابتلاكم بنا فجعل بلاءنا حسنا))(رياض القدس341:2).

    وهكذا يمكن أيضا النظر إلى عاشوراء من زاوية ((البلاء)) واعتبار ((الابتلاء)) تمهيدا لتجسيد البعد الإلهي لشهداء سبيل الله. وعلى زائر الحسين أن يجسد قي ذهنه صورة لجميع أنواع البلاء والشدائد والمصائب والخوف والعطش، وأن كربلاء أرض كرب وبلاء.

    حسين منّي وأنا من حسين (عليه السلام)

    هذا الحديث منقول عن رسول الله، وقد أوردته كتب السنّة والشيعة، ونصّه الكامل هو: "حسين منّي وأنا من حسين، أحبّ الله من أحبّ حسيناً وأبغض الله من أبغض حسيناً، حسين سبط من الأسباط، لعن الله قاتله". وهذا دليل على وحدتهما فكرياً وروحياً وجسميّاً، واتّفاقهما في الهدف والمسار. فرسول الله صلّى الله عليه وآله قد اعتبر قبل نصف قرن من واقعة الطف، ثورة الحسين امتداداً لرسالته، وأكّد أنّ أعداء الحسين الذين لطّخوا أيديهم بدمه، إنّما هم أعداؤه وقتلته هو شخصياً؛ وذلك لأن غضب ورضا، وحرب وسلم، ومناصرة ومعادة الحسين، هي نظير غضب ورضا، وحرب وسلم، ومناصرة ومعاداة الرسول. فهما روح واحدة في جسدين، وفكر واحد ومرام واحد في زمنيين متفاوتين.

    والتصريح بهذا الارتباط الوثيق يعكس الخطّ الصحيح للحركة الدينية والاجتماعية والجهادية والسياسية على مدى التاريخ. والصلة بينهما لا تقتصر على مجرّد الارتباط النسبي وكون الحسين من ذرّية الرسول، بل أنّ المدار هو اتّحادهما في المسار والخط.

    أما المفهوم الآخر الذي ينطوي عليه هذا الحديث فهو: أن وجود النبي، ورسالة النبي قد تواصلت في ظل وجود أبي عبد الله، وليس المراد من ذلك التواصل الجسدي فحسب، بل أن حارس دين المصطفى هو الحسين الشهيد. وكانت ثورته واستشهاده سبباً لبقاء دين رسول الله. فالقضية ليست ذات بعد عاطفي مجرد، وإنما تعكس حقيقة اجتماعية وتاريخية.

    ثورة الحسين هي التي أحيت دين النبي.وقد بيّن أبو عبد الله هدفه وغايته من هذه الثورة بقوله: إنّما خرجت لأسير بسنة جدي، وآمر بالمعروف وأنهي عن المنكر، وأقوّم الانحراف ليستقيم هذا الدين.

    وما قولهم "أنّ الإسلام محمّدي الوجود، حسيني البقاء" إِلاّ إشارة إلى أن أحياء دين النبيّ قد تحقّق بفعل ثورة عاشوراء، وقد وردت هذه النقطة في الشعر المنسوب إلى الحسين (والحديث والشعر ليس للإمام) والذي يقول فيه:

    إن كان دين محمد لم يستقيم **** إلا بقتلي يا سـيوف خـذيني

    (هذا البيت مأخوذ من قصيدة طويلة للشاعر والخطيب الكربلائي المرحوم الشيخ محسن أبو الحب(م- 1305)).

    وهذه الحقيقة عبّر عنها أحد العلماء بالقول: "أنّ إحياء ذكراه إحياء للإسلام، وعبارة "أنا من حسين" المرويّة عن النبيّ، معناها أنّ حسين منّي، وأنا أحيا به"(صحيفة النور 13: 158).

    السلام عليك يا أبا عبدالله الحسين
    السلام عليك يا سيد الشهداء
    السلام عليك يا سبط الرسول
    السلام عليك يا ابن علي
    السلام عليك يا ابن فاطمة

    السلام عليك يا بن خاتم النبيين و سيد المرسلين السلام عليك ياابن أمير المؤمنين و سيد الوصيين
    السلام عليك يابن سيدة نساء العالمين يابن فاطمه الزهراء السلام عليك يا حسين بن علي
    السلام عليك وعلى اخيك وحامل لوائك وساقي عطاشه كربلا ابا الفضل العباس وعلى اختك الحوراء عقيلة بن هاشم
    السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك
    عليك مني سلام الله بداً ما بقيت وبقي الليل والنهار

    اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد وآخر تابع له على ذلك
    اللهم العن يزيد والعصابه التي جاهدت الحسين وشايعت وبايعت وتابعت على قتل ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم


    أختي العزيزة

    تحية أخوية صادقة لشخصكم الكريم

    بحق موضوع رائع بارك الله بك وجزيت كل الخير

    ففي دنيا الإسلام، تاريخ مشرق نابض بالخلود..

    وفي دنيا الإسلام، قمم من رجال صنعوا العظمة في تاريخ الإنسانية،

    وسكبوا النور في دروب البشرية.

    تبقى مسيرة الحياة، ومسيرة الإنسان، مشدودة الخطى نحوهم،

    وما أروع الشموخ والسمو والعظمة، إذا كان شموخاً وسمواً وعظمة،

    صنعه إيمان بالله، وصاغته عقيدة السماء.

    وهذا هو الأمام الحسين(عليه السلام) لم ولن تطفئ أنواره مهما طال الزمان ...

    كلمة شكر لاتكفي على فحوى هذا الموضوع ولا سيماً إمامنا الحسين عليه السلام

    أمر جميل ورائع ان يكون للأنسان مبدأ يستعد لأجله ان يبذل نفائس مايملك

    لأجل مبدئه

    ولقد مر بخاطري عندما قرأت كلمات أخي وابي الضيم سيدي ومولاي ابي عبدالله الحسين هو و وانصاره

    الشهداء الذين اناروا الحياة واوقدوا شمعة الانسانية التي لاتزال تتوهج ضياءً ونوراً من نور كربلاء

    فهنيئاً للأنسانية بهؤلاء الابطال الذين تربعوا على عرش المجد الذي لايعرف التقادم

    اتمنى ان اطفئ شمعة حياتي على خطى الحسين ورهطه تحت راية صاحب العصر والزمان ارواحنا لتراب قدمه

    الفداء

    أشكركِ أختي على هذا الموضوع ضعفت قدرتي على التعبير

    دمتِ لنا ودام قلمكِ وإبداعك

    لكِ من الأعماق الشكر والتقدير على روعة مشاركتك وجعلها الله تعالى في ميزان حسناتك

    لكِ أعذب التحايا وأطيبها

    أخوكِ

    شهيد الشهادة

    تعليق


    • #3
      السلام عليك يا أبا عبد الله ، السلام عليك يا بن رسول الله ، السلام عليك يا بن أمير المؤمنين ، السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء ، سيدة نساء العالمين ، السلام عليك يا أبا الأئمة الهادين المهديين ، السلام عليك يا صريع الدمعة الساكبة، السلام عليك يا صاحب المصيبة الراتبة ، السلام عليك وعلى جدك وأبيك ، السلام عليك وعلى أمك وأخيك السلام عليك وعلى الائمة من ذريتك وبنيك ، أشهد لقد طيَّب الله بك التراب وأوضح بك الكتاب وجعلك وأباك وجدك وأخاك وبنيك عبره لأولي الألباب يا بن الميامين الأطياب التالين الكتاب وجهت سلامي إليك صلوات الله وسلامه عليك وجعل أفئدة من الناس تهوي إليك ما خاب من تمسك بك ولجا إليك.


      بوركت أخي * شهيد الشهادة * على ردك الكريم جعلنا الله وإياكم من الفائزين بشفاعة محمد وآل محمد
      مع جزيل الشكر


      السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
      أختكم عاشقة العتره
      التعديل الأخير تم بواسطة عاشقة العتره; الساعة 23-02-2006, 11:00 PM.

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيكم
        السلام عليك يا ابا عبدالله الحسين والسلام على علي بن الحسين و السلام على اولاد الحسين و على اصحاب الحسين و على جميع من ينصر الحسين

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x

        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

        صورة التسجيل تحديث الصورة

        اقرأ في منتديات يا حسين

        تقليص

        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
        أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
        ردود 2
        12 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة ibrahim aly awaly
        بواسطة ibrahim aly awaly
         
        يعمل...
        X