تعريف بالتيجاني

ذكر التيجاني أنه تخرج من جامعة الزيتونة في تونس وأنه كان صوفياً منتسباً إلى الفرقة التيجانية الضالة ثم انتقل إلى المملكة العربية السعودية ، وصار وهابياً ورجع إلى تونس وصار ينشر الوهابية - كما يزعم - وينكر على الصوفية وغيرهم ، ثم سافر بعد ذلك بيروت والتقى بالباخرة برجل اسمه منعم وتأثر به ، ثم سافر إلى العراق وصار بعد ذلك شيعياً إثنا عشرياً، ويدّعي التيجاني أنه ما صار شيعياً إلا بعد بحث جاد عن الحقيقة التي توصل إليها في آخر المطاف.

وليت الرجل كان صادقاً في مدّعاه ولو كان كذلك لوضعنا يدنا في يديه وسرنا معه في الطريق ذاته لكنه للأسف الشديد ملأ كتبه بالكذب والتدليس والتلبيس كما سنبين.



نقد عام للمؤلف وكتبه

قبل الدخول في الرد المفصل أو الاجمالي على الاطروحات التي طرحها التيجاني في كتبه لا بد لنا من وقفة معه لبيان حاله ومنهجه الذي سار عليه في تأليف كتبه ، ومدى صدقه وأمانته ومبلغه من العلم ليقف القارئ على ذلك بنفسه قبل الشروع في قراءة الرد عليه.

خصوصاً وأنّ الرجل أظهر نفسه بمظهر أهل العلم حتى أوهم من يقرأ كتبه بماذا يذكره عن نفسه بأنه من علماء أهل السنة وأنه أبصر الحقيقة بعد تيه طويل !

وضل بسبب هذا المدّعي خلق ممن لا دراية لهم بالشبهات التي يثيرها هذا الرجل ولا دراية لهم بالكتب التي ينقل منها شبهاته ولا بالنصوص التي يستشهد بها وملابساتها ... أحسنوا الظن به فقادهم من حيث لا

يشعرون إلى الضلالة بعد الهدى باسم الهداية وباسم البحث عن الحقيقة وباسم حب أهل البيت !
ولذلك سيكون نقدنا لما يطرحه التيجاني من كتبه التي كتبها بيديه وهي بحد ذاتها علامة إدانة للفكر الذي

يبثه هذا الرجل بين المسلمين.

وها هو ذا تفصيل ذلك:

فالتيجاني جاهل بالعلم الشرعي وبعقيدة أهل السنة

يدل على ذلك ما ذكره التيجاني عن نفسه واعترافه بأنه ليست عنده مكتبة خاصة إلا بعد أن أهدى له شيعة العراق مجموعة من كتبهم ، يقول: ( وفوجئت عند دخولي إلى منزلي بكثرة الكتب التي وصلت قبلي وعرفت مصدرها ... فرحت كثيراً ، ونظمت الكتب في بيت خاص سميته المكتبة)! ثم اهتديت 86-87

ثم يقول: ( سافرت إلى العاصمة ، ومنها اشتريت صحيح البخاري ، وصحيح مسلم ، ومسند الإمام أحمد، وصحيح الترمذي ، وموطأ مالك ، وغيرها من الكتب الأخرى المشهورة ، ولم أنتظر الرجوع إلى البيت فكنت طوال الطريق بين تونس وقفصة وأنا راكب في حافلة النقل العمومية أتصفح كتاب البخاري ، وأبحث عن رزية الخميس متمنياً أن لا أعثر عليها ، ورغم أنفي وجدتها ..) ثم اهتديت ص88

فليتأمل القارئ قوله: ( ثم وضعت الكتب في مكان سميته المكتبة ) وكأنه أول من ابتكر المكتبات في البيوت ثم وضع لها هذا الاسم الذي يظن أنه لم يسبق إليه أحد !

ثم شرائه من بعد ذلك الصحيحين ( البخاري ومسلم ) ، والكتب المشهورة في الحديث بعد أن لم تكن عنده ولا يعرف عنها شيء !

في حين أن هذه الكتب لا تكاد تخلو منها مكتبة طالب علم صغير ، فضلاً عمن جعل نفسه من العلماء الباحثين - كالتيجاني - ، ويتصدى للبحث والتأليف في أخطر المسائل وأدقها في الاعتقاد !

هذا وقد اعترف التيجاني في موطن آخر من كتابه ( ثم اهتديت ) بأنه ليست عنده معرفة بعلوم الشريعة، زاعماً أنه لا يحتاج إليها في بحثه عن أحوال الصحابة !

ولهذا وقع التيجاني في أخطاء وجهالات لا تخفى على طالب في المراحل الدنيا في التعليم.
كقوله في كتابه ( فاسألوا أهل الذكر ) : ( وإذا ما سألتهم – أي أهل السنة – من هؤلاء المنافقون الذين نزلت فيهم أكثر من مائة وخمسين آية في سورتي التوبة والمنافقون فسيجيبون هو عبد الله بن أبيّ، وعبد الله بن أبي سلول ، وبعد هذين الرجلين لا يجدون اسماً آخر ). فاسألوا أهل الذكر ص119

وقوله أيضاً: ( فكيف يحصر النفاق بابن أبيّ ، وابن أبي سلول المعلومين لدى عامة المسلمين ) المرجع نفسه ص119

فقد وقع في أخطاء شنيعة:

الأول: قوله إنه نزلت في المنافقين أكثر من مائة وخمسين آية في سورتي ( التوبة ) و( المنافقون ) ، فسورتا ( التوبة ) و ( المنافقون ) لم تبلغا مائة خمسين آية في مجموعها ، فالتوبة 129 آية ، والمنافقون 11 آية ، هذا مع أنه ليس كل آيات السورتين في المنافقين ، وكذلك التوبة فيها كثيرة ليست في المنافقين.
ومفهوم كلامه هنا أنّ الآيات التي نزلت في المنافقين محصورة في السورتين ، وهذا خطأ آخر ، فقد نزلت آيات كثيرة في المنافقين ليست في السورتين المذكورتين ، كما وردت بذلك آيات في البقرة وآل عمران والنساء والمائدة وغيرها من سور القرآن.

الثاني: ظنه أنّ ابن أبيّ غير ابن سلول وأنهما رجلان ، وإنما هو رجل واحد فهو عبد الله بن أبيّ بن سلول ( زعيم المنافقين ورأهم في المدينة ).

الثالث: قوله ( وبعد هذين الرجلين لا يجدون اسماً آخر ) فهذا من جهله المركب ، وعظيم جرأته على الكلام بلا علم ولا تثبّت ، فلو رجع هذه المجازف في الكلام إلى أشهر كتاب متداول في السيرة وهو كتاب سيرة ابن هشام ، لوجد أنّ المؤلف سرد في الجزء الثاني من هذا الكتاب أسماء طائفة كبيرة من المنافقين في أكثر من عشرة صفحات يذكرهم بأسمائهم وأسماء آبائهم ، مبيناً بعض ما نزل في كل واحد منهم من القرآن ، هذا غير ما ذكره المؤرخون الآخرون ، والمفسرون في كتب التفسير.

ومن جهالات المؤلف الكبيرة قوله ( وأبدلت الصحابة المنقلبين على أعقابهم أمثال معاوية ، وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وأبي هريرة وعكرمة وكعب الأحبار وغيرهم بالصحابة الشاكرين ..) ثم اهتديت ص158

وهذا الكلام مع ما فيه من زيغ وضلال بعيد سيأتي الرد على بعضه في موضعه ، فإنه متضمن لخطأ شنيع حيث عدّ كعب الأحبار من الصحابة وإنما هو من التابعين ، فقد أسلم بعد موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذا مشهور عند أهل العلم والتاريخ ، لكن المؤلف بجهله وقع في مثل هذا الخطأ الفادح.

وأخطاء التيجاني في كتبه كثيرة ولو أردنا تتبعه في كل فكرة يطرحها لأخرجنا الكثير لكن تكفي هذه الأمثلة لبيان الجانب العلمي عند التيجاني فيعلم القارئ جهل الرجل والجهل لا يقود صاحبه إلى هداية.


المراجع:

- كشف الجاني محمد التيجاني للشيخ عثمان الخميس

- الانتصار للصحب والآل للشيخ الرحيلي