تفجير مقام الإمامين علي الهادي والحسن العسكري يثير هلعاً في العراق
الشيعة والسنّة يتّحدون تجنباً <<للفتنة>> .. ويحمّلون الاحتلال المسؤولية
الشيعة والسنّة يتّحدون تجنباً <<للفتنة>> .. ويحمّلون الاحتلال المسؤولية
سارعت القيادات السياسية العراقية، الدينية منها والسياسية، والشيعية منها والسنية، إلى استنكار الهجوم على ضريح الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء، والتحذير من فتنة يسعى إلى إثارتها أعداء العراق حيث نزل عشرات الآلاف إلى الشوارع احتجاجا.
وفي وقت كان لافتا تلميح بيان صدر عن المرجع آية الله علي السيستاني إلى استعداد الميليشيات الشيعية لحماية الأماكن المقدسة في حال عجز القوات الحكومية عن ذلك، بدا واضحا أن قادة الشيعة والسنة على السواء يحملون قوات الاحتلال الأميركية مسؤولية ما حدث.
السيستاني: قادرون على تأمين الحماية
وقال السيستاني، في بيان تلقت <<السفير>> نسخة منه، <<امتدت الأيادي الآثمة... لترتكب جريمة مخزية ما أبشعها وما أفظعها وهي استهداف حرم الإمامين الهادي والعسكري عليهما السلام وتفجير قبته المباركة مما أدى الى انهدام جزء كبير منها وحدوث أضرار جسيمة اخرى>>.
وأضاف السيستاني <<ان الكلمات قاصرة عن إدانة هذه الجريمة النكراء التي قصد التكفيريون من ورائها إيقاع الفتنة بين أبناء الشعب العراقي ليتيح لهم ذلك الوصول إلى أهدافهم الخبيثة>>، مشددا على أن <<الحكومة العراقية مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تحمل مسؤولياتها الكاملة في وقف مسلسل الأعمال الإجرامية التي تستهدف الاماكن المقدسة>>، ومشيرا إلى أنه <<إذا كانت أجهزتها الأمنية عاجزة عن تأمين الحماية اللازمة فإن المؤمنين قادرون على ذلك بعون الله تبارك وتعالى>>.
وتابع السيستاني <<نعلن الحداد العام لذلك سبعة أيام، وندعو المؤمنين ليعبروا خلالها بالأساليب السلمية عن احتجاجهم وإدانتهم لانتهاك الحرمات واستباحة المقدسات، مؤكدين على الجميع وهم يعيشون حال الصدمة والمأساة للجريمة المروعة أن لا يبلغ بهم ذلك مبلغا يجرهم إلى اتخاذ ما يؤدي إلى ما يريده الأعداء من فتنة طائفية طالما عملوا على إدخال العراق في أتونها>>.
وقال مسؤول في مكتب السيستاني في النجف إن <<آية الله علي السيستاني يدعو الى التهدئة وعدم التعرض الى المساجد والمقامات السنية... وحرّم الاعتداء على المساجد السنية وخاصة مسجدي ابو حنيفة والكيلاني>>، اكبر مسجدين سنيين في بغداد. وأوضح المسؤول أن <<السيستاني يطالب الناس بالإجماع بإدانة هذه الجريمة بالطرق السلمية وضبط النفس>>.
وقد ظهر السيستاني، في لقاء تلفزيوني مع مراجع آخرين، في ظهور يكاد يكون غير مسبوق. وصورت محطة تلفزيون <<الفرات>> السيستاني يحيط به المراجع الكبار الثلاثة الآخرون في النجف، آيات الله بشير النجفي ومحمد اسحق الفياض ومحمد سعيد الحكيم. ولم يكن هناك صوت مصاحب للصورة في البث.
وهذه أول لقطات تلفزيونية تصور السيستاني منذ عرض تسجيل مصور له بعدما أجريت له جراحة في بريطانيا في أواخر العام 2004.
وأدان النجفي هجوم سامراء. وقال ابنه إن <<والدي تأثر تأثرا كبيرا... بالاعتداء الآثم على صميم الاسلام والعراق ومحاولة لخلق الطائفية>>.
الصدر: تجنب الفتنة ورفض الاحتلال
كذلك، طالب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر من دمشق أمس العراقيين بأن يكونوا على قدر من المسؤولية وألا يكونوا بابا للحرب الأهلية، معتبرا أن واحدا من اثنين يتحمل مسؤولية ما جرى في سامراء، فإذا كانت <<السيادة موجودة فالحكومة العراقية تتحمل المسؤولية>>، وإذا <<لم تكن موجودة فأحملها للاحتلال>>.
وسئل الصدر، الذي اضطر إلى قطع زيارته للبنان بعد تفجير المقام، عن دوره في تشكيل الحكومة العراقية المقبلة. لم يخف غيظه من السؤال، ورد بالعامية العراقية، <<هلق وقت الحكومة، طز بهيك حكومة>>.
ودعا الصدر إلى <<التظاهر في العراق وخارجه>> احتجاجا على ما حصل في سامراء، مشيرا إلى أنه دعا إلى تنظيم تظاهرات كهذه في سوريا ولبنان. كما دعا إلى <<إصدار فتاوى ضد التكفيريين>>، معلنا إغلاق مكاتبه في العراق ورفع الأعلام السوداء.
وطالب الصدر العراقيين بالوحدة والتضامن <<لتفويت الفرصة على الذين يحاولون إشعال الفتنة>>. وأهاب الصدر <<بالعراقيين أن يكونوا على قدر المسؤولية وحجم هذه الفاجعة وأن يحافظوا على وحدة العراق وسلامته>>، طالبا منهم <<عدم الانجرار وراء المخططات التي تهدف للنيل من وحدة العراق>>.
ودعا الصدر رجال الدين والمرجعيات الدينية إلى <<التبرئة من النواصب والتكفيريين وعدم جعلهم يرتعون في العراق ويكونون يدا وسكينا بيد المحتل>>. وجدد الصدر مطالبته بخروج قوات الاحتلال من العراق فورا، مشيرا الى انه <<ليس من حق الحكومة العراقية سواء أكانت منتخبة أو غير منتخبة إبقاء القوات المحتلة في العراق لان الامر يرجع للبرلمان العراقي وعليه التصويت على ذلك>> وأعرب عن اعتقاده ان غالبية البرلمان تطالب بخروج المحتل من العراق.
وحول الهجوم على الجوامع السنية على خلفية تفجير المرقد، قال الصدر إنه <<ليس السنة هم من اعتدى على مراقد أحفاد الرسول إنما هم الاحتلال والتكفيريون والنواصب والبعثيون>>، مشيرا إلى أنه أمر جيش الامام المهدي بحماية المراقد الشيعية والسنية على حد سواء وأن يكونوا على قدر المسؤولية وهم قاموا بذلك.
وقال الصدر إن <<مقاومته للاحتلال مستمرة ولن تنطفئ أبدا لكن المقاومة المسلحة الهجومية يعود إقرارها الى المراجع وليس لي وحدي>>، مشيرا الى وجود تعاون بينه وبين السيستاني.
ودعا الصدر إلى إعلان <<الحداد في جميع المناطق العراقية وإقامة المآتم استنكارا لهذه الجريمة النكراء التي وقعت في شهر محرم الحرام>>. وأشار الصدر الى انه قطع زيارته الى لبنان وأنه ينوي <<التوجه الى العراق رغم العقبات التي تضعها قوات الاحتلال>> في وجه عودته.
وأوضحت مصادر الصدر ل<<السفير>> أن الزعيم الشيعي قطع زيارته إلى بيروت حين سمع خبر تفجير المقام، واتجه عائدا للعراق.
الحكيم:
زاد يتحمل المسؤولية
وقال رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية عبد العزيز الحكيم أمس إن التصريحات الأخيرة للسفير الأميركي لدى بغداد زلماي خليل زاد <<لم تكن مسؤولة ولم يتصرف كسفير>> وإنها أعطت الضوء الأخضر للمسلحين لممارسة أعمالهم في العراق.
وأضاف الحكيم، في مؤتمر صحافي لبيان موقف الائتلاف الموحد من تفجير سامراء، أن تصريحات زاد <<كانت سببا لمزيد من الضغط ولمزيد من اعطاء الضوء للمجموعات الإرهابية، ولذلك فهو يتحمل جزءا من المسؤولية>>.
وتابع الحكيم أن السنة العرب <<كان لهم اليوم موقف مشرف وخصوصا أهالي مدينة سامراء في رفضهم واستنكارهم لهذه العملية>>.
هيئة العلماء:
لا حرمات
في ظل الاحتلال
واستنكرت هيئة علماء المسلمين امس استهداف المرقد، واصفة اياه بالعمل الجبان والمشبوه. وجاء في بيان صدر عن الامانة العامة للهيئة ان <<هذا العمل يراد منه الفتنة والإثارة المكشوفة في هذا الظرف الحساس>>.
وأدان البيان <<الجهة التي قامت به والجهات التي تقف وراءه>>، معتبرا انها <<لا تريد للعراق خيرا ولا للعراقيين اجتماعا>>. وأكد انه <<ما دام الاحتلال موجودا، فإن حرمات المسلمين ستبقى معرضة للاهانة والاستهداف والاوضاع في بلدنا ستسير من سيئ الى اسوء>>.
الدعوة والإرشاد:
حذار الفتنة
كذلك، استنكر نائب الامين العام للهيئة العليا للدعوة والارشاد والفتوى الشيخ زكريا التميمي، <<هذا العمل الاجرامي>>، محملا <<قوات الاحتلال تبعاته>>. وأشار الى ان هذا العمل هو من <<ضمن الخطة التي يراد منها صرف المسلمين عن الاعتداء على النبي محمد وجعل الفتنة بين المسلمين>>، محذراً من أن <<هذا مخطط يراد به أهداف بعيدة المدى للحرب على الاسلام والمسلمين>>.
الحزب الإسلامي:
لماذا الآن؟
واستنكر الحزب الاسلامي العراقي بدوره، الهجوم على المرقد. وقال في بيان انه <<يبدو أن مروّجي المشاريع الدخيلة على بلادنا لم يكتفوا بتفجير المساجد والحسينيات والكنائس>>، مطالبا بكشف <<حقائق للشعب العراقي وللعالم بأسره>>. وأوضح ان <<زوار الامام علي الهادي كانوا يُستقبلون بحفاوة بالغة من قبل اهالي مدينة سامراء السنّية وحتى وقوع هذه الجريمة>>، مضيفا ان <<الوضع الامني في سامراء ظل مضطرباً لمدة ثمانية اشهر في العام الماضي ولم يكن ثمة اي وجود للقوات الحكومية ولا الاميركية، ومع ذلك لم يقع اي اعتداء على مرقد الامام>>.
وتساءل الحزب <<لماذا وقع هذا الاعتداء الآثم الآن ؟>>، قائلا ان <<كل هذه المؤشرات تثير شكوكا حول تورط جهات معينة بمثل هذه الجريمة>>، مطالبا <<بتحقيق واسع النطاق من قبل اطراف محايدة بهدف تحديد الجهات التي كانت وراء الحادث الاجرامي والتي انخرطت في مشروع إيذاء الشعب العراقي من خلال اثارة فتنة طائفية مدمرة>>.
وأكد الحزب ان <<ملامح هذه الفتنة بدأت فعلاً على وجه الخصوص صباح اليوم حيث قامت مجموعة من مثيري الفتن الطائفية بإحراق جامع الحمزة في الغزالية وجامع المصطفى في حي الشباب وغيرها من الجوامع في مناطق متفرقة من بغداد>>.
<<أهل العراق>>:
لكشف المنفذين
وفي بيان صادر عن مؤتمر اهل العراق، استنكر الامين العام للمؤتمر ورئيس قائمة التوافق السنية عدنان الدليمي، الهجوم على المرقد. وقال البيان <<المؤامرة تتكشف يوما بعد يوم وهي تستهدف وحدة العراق وشعبه بجميع أطيافه ومكوناته... ولا تزال اطراف مشبوهة تفعل الأفاعيل من اجل زرع بذور الفتنة وإشعال حرب طائفية لا تبقي ولا تذر>>. وأضاف الدليمي ان ما حدث في سامراء <<حلقة جديدة من مسلسل المحاولات المشبوهة التي تريد تفكيك وحدة العراق، مطالبا <<سلطات الاحتلال والسلطات الحكومية، بإجراء تحقيق نزيه وشفاف في الكيفية التي حدثت بها الجريمة وكشف الجهات التي تقف وراءها وإعلان ذلك للرأي العام>>.
الطالباني: حذار الحرب الأهلية
وحذر الرئيس العراقي جلال الطالباني العراقيين أمس من السماح لتفجير المرقد بأن يجر البلاد إلى حرب أهلية. وقال، في خطاب أذاعه التلفزيون الحكومي، إن هذه <<الجريمة الجديدة البشعة>> هي تحذير من وجود مؤامرة على الشعب العراقي، مشددا أن على الجميع ان يتعاونوا ويعملوا سويا في مواجهة <<هذا الخطر.. خطر الحرب الأهلية>>.
وطالب الطالباني ديواني الوقفين الشيعي والسني بإصدار بيان مشترك يستنكران فيه العمل <<الإرهابي>> في سامراء، وذلك خلال لقائه رئيس ديوان الوقف الشيعي صالح الحيدري ورئيس ديوان الوقف السني بالوكالة اسماعيل علي طه.
ونقل بيان رئاسي عن الحيدري تأكيده على ضرورة ان <<توحد الكلمة والصف وتفوت الفرصة على الإرهابيين والتكفيريين في تحقيق مآربهم الدنيئة بزرع الفتنة الطائفية بين ابناء الشعب الواحد>>. واضاف ان <<الرئيس ابدى ارتياحه لفتوى سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني التي حرم فيها الاعتداء على الجوامع والمساجد والمراقد في بغداد وعموم المحافظات>>. واشاد الحيدري بمبادرة الطالباني بالتكفل بمصاريف اعادة اعمار قبة المرقد.
أما طه فقال من جهته <<ان رئيس ديوان الوقف السني توجه اليوم الى سامراء للمشاركة في التظاهرة الشعبية هناك لشجب ورفض هذه العملية الارهابية>>. واضاف ان الوقف السني اوصى القائمين على المساجد بتهدئة الوضع، وتخييب آمال من كان وراء هذه الجريمة النكراء>>.
الجعفري:
لترميم المرقد
وأعلن رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري الحداد ثلاثة أيام، داعيا إلى وحدة صف المسلمين. وأضاف الجعفري أن الحكومة المؤقتة أرسلت مسؤولين إلى سامراء، متعهدا بأن الحكومة ستعيد ترميم المرقد.
تظاهرات
وتجمع الآلاف من أهالي مدينة سامراء في الساحة المحيطة بالمرقد وحوله بعد وقت قصير من الانفجار للاحتجاج على الهجوم. ورفع الأهالي عمامة الإمام علي الهادي وسيفه ودرعه التي كانت محفوظة في احد سراديب المرقد وهم يهتفون <<بالروح بالدم نفديك يا امام>>. وقال سكان إن القوات الأمنية أغلقت المدينة فيما قالت الشرطة إنها أطلقت أعيرة نارية فوق رؤوس المتظاهرين.
وقال الشيخ احمد ضايع، إمام وخطيب مسجد الرسالة في سامراء وعضو هيئة علماء المسلمين السنية، إن <<هذا العمل الارهابي الذي استهدف مرقدا مقدسا للمسلمين يهدف الى زرع الفتنة الطائفية بين العراقيين>>. وذكر شهود عيان أن مساجد المدينة بثت عبر مكبرات الصوت <<الله اكبر>> و<<الموت لاميركا>> و<<اميركا هي من جلب الارهاب الى العراق>>.
وتظاهر الآلاف أمام منزل السيستاني في النجف، مرددين هتافات مثل <<الله اكبر.. ثوروا أيها الشيعة وخذوا بثأر الامام علي الهادي>>.
وتجمع آلاف المتظاهرين، الذين ارتدوا الملابس السوداء وحملوا صور مقتدى الصدر ورايات اسلامية، في مدينة الصدر معلنين غضبهم على تفجر المرقد.
وفي الكوت، شارك الآلاف من اهالي المدينة في تظاهرة نظمتها الاحزاب السياسية استنكارا للتفجير. وهتف المتظاهرون <<الله اكبر>> و<<كلا كلا للارهاب>>.
وفي الحلة، نظمت الاحزاب الشيعية تظاهرة شارك فيها الآلاف من الشيعة رفعوا الاعلام العراقية ورايات اسلامية.
وفي الناصرية، تجمع المئات من الأهالي وسط المدينة رافعين أعلاما عراقية ورايات إسلامية فيما هتفوا <<الله اكبر>> و<<كلا كلا للارهاب>>.
وفي بعقوبة، اقيمت تظاهرة شارك فيها السنة والشيعة وسط هتافات تتحدى مساعي التفرقة بين العراقيين <<لا سنية ولا شيعية وحدة وحدة اسلامية>>.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي أي)
وفي وقت كان لافتا تلميح بيان صدر عن المرجع آية الله علي السيستاني إلى استعداد الميليشيات الشيعية لحماية الأماكن المقدسة في حال عجز القوات الحكومية عن ذلك، بدا واضحا أن قادة الشيعة والسنة على السواء يحملون قوات الاحتلال الأميركية مسؤولية ما حدث.
السيستاني: قادرون على تأمين الحماية
وقال السيستاني، في بيان تلقت <<السفير>> نسخة منه، <<امتدت الأيادي الآثمة... لترتكب جريمة مخزية ما أبشعها وما أفظعها وهي استهداف حرم الإمامين الهادي والعسكري عليهما السلام وتفجير قبته المباركة مما أدى الى انهدام جزء كبير منها وحدوث أضرار جسيمة اخرى>>.
وأضاف السيستاني <<ان الكلمات قاصرة عن إدانة هذه الجريمة النكراء التي قصد التكفيريون من ورائها إيقاع الفتنة بين أبناء الشعب العراقي ليتيح لهم ذلك الوصول إلى أهدافهم الخبيثة>>، مشددا على أن <<الحكومة العراقية مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تحمل مسؤولياتها الكاملة في وقف مسلسل الأعمال الإجرامية التي تستهدف الاماكن المقدسة>>، ومشيرا إلى أنه <<إذا كانت أجهزتها الأمنية عاجزة عن تأمين الحماية اللازمة فإن المؤمنين قادرون على ذلك بعون الله تبارك وتعالى>>.
وتابع السيستاني <<نعلن الحداد العام لذلك سبعة أيام، وندعو المؤمنين ليعبروا خلالها بالأساليب السلمية عن احتجاجهم وإدانتهم لانتهاك الحرمات واستباحة المقدسات، مؤكدين على الجميع وهم يعيشون حال الصدمة والمأساة للجريمة المروعة أن لا يبلغ بهم ذلك مبلغا يجرهم إلى اتخاذ ما يؤدي إلى ما يريده الأعداء من فتنة طائفية طالما عملوا على إدخال العراق في أتونها>>.
وقال مسؤول في مكتب السيستاني في النجف إن <<آية الله علي السيستاني يدعو الى التهدئة وعدم التعرض الى المساجد والمقامات السنية... وحرّم الاعتداء على المساجد السنية وخاصة مسجدي ابو حنيفة والكيلاني>>، اكبر مسجدين سنيين في بغداد. وأوضح المسؤول أن <<السيستاني يطالب الناس بالإجماع بإدانة هذه الجريمة بالطرق السلمية وضبط النفس>>.
وقد ظهر السيستاني، في لقاء تلفزيوني مع مراجع آخرين، في ظهور يكاد يكون غير مسبوق. وصورت محطة تلفزيون <<الفرات>> السيستاني يحيط به المراجع الكبار الثلاثة الآخرون في النجف، آيات الله بشير النجفي ومحمد اسحق الفياض ومحمد سعيد الحكيم. ولم يكن هناك صوت مصاحب للصورة في البث.
وهذه أول لقطات تلفزيونية تصور السيستاني منذ عرض تسجيل مصور له بعدما أجريت له جراحة في بريطانيا في أواخر العام 2004.
وأدان النجفي هجوم سامراء. وقال ابنه إن <<والدي تأثر تأثرا كبيرا... بالاعتداء الآثم على صميم الاسلام والعراق ومحاولة لخلق الطائفية>>.
الصدر: تجنب الفتنة ورفض الاحتلال
كذلك، طالب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر من دمشق أمس العراقيين بأن يكونوا على قدر من المسؤولية وألا يكونوا بابا للحرب الأهلية، معتبرا أن واحدا من اثنين يتحمل مسؤولية ما جرى في سامراء، فإذا كانت <<السيادة موجودة فالحكومة العراقية تتحمل المسؤولية>>، وإذا <<لم تكن موجودة فأحملها للاحتلال>>.
وسئل الصدر، الذي اضطر إلى قطع زيارته للبنان بعد تفجير المقام، عن دوره في تشكيل الحكومة العراقية المقبلة. لم يخف غيظه من السؤال، ورد بالعامية العراقية، <<هلق وقت الحكومة، طز بهيك حكومة>>.
ودعا الصدر إلى <<التظاهر في العراق وخارجه>> احتجاجا على ما حصل في سامراء، مشيرا إلى أنه دعا إلى تنظيم تظاهرات كهذه في سوريا ولبنان. كما دعا إلى <<إصدار فتاوى ضد التكفيريين>>، معلنا إغلاق مكاتبه في العراق ورفع الأعلام السوداء.
وطالب الصدر العراقيين بالوحدة والتضامن <<لتفويت الفرصة على الذين يحاولون إشعال الفتنة>>. وأهاب الصدر <<بالعراقيين أن يكونوا على قدر المسؤولية وحجم هذه الفاجعة وأن يحافظوا على وحدة العراق وسلامته>>، طالبا منهم <<عدم الانجرار وراء المخططات التي تهدف للنيل من وحدة العراق>>.
ودعا الصدر رجال الدين والمرجعيات الدينية إلى <<التبرئة من النواصب والتكفيريين وعدم جعلهم يرتعون في العراق ويكونون يدا وسكينا بيد المحتل>>. وجدد الصدر مطالبته بخروج قوات الاحتلال من العراق فورا، مشيرا الى انه <<ليس من حق الحكومة العراقية سواء أكانت منتخبة أو غير منتخبة إبقاء القوات المحتلة في العراق لان الامر يرجع للبرلمان العراقي وعليه التصويت على ذلك>> وأعرب عن اعتقاده ان غالبية البرلمان تطالب بخروج المحتل من العراق.
وحول الهجوم على الجوامع السنية على خلفية تفجير المرقد، قال الصدر إنه <<ليس السنة هم من اعتدى على مراقد أحفاد الرسول إنما هم الاحتلال والتكفيريون والنواصب والبعثيون>>، مشيرا إلى أنه أمر جيش الامام المهدي بحماية المراقد الشيعية والسنية على حد سواء وأن يكونوا على قدر المسؤولية وهم قاموا بذلك.
وقال الصدر إن <<مقاومته للاحتلال مستمرة ولن تنطفئ أبدا لكن المقاومة المسلحة الهجومية يعود إقرارها الى المراجع وليس لي وحدي>>، مشيرا الى وجود تعاون بينه وبين السيستاني.
ودعا الصدر إلى إعلان <<الحداد في جميع المناطق العراقية وإقامة المآتم استنكارا لهذه الجريمة النكراء التي وقعت في شهر محرم الحرام>>. وأشار الصدر الى انه قطع زيارته الى لبنان وأنه ينوي <<التوجه الى العراق رغم العقبات التي تضعها قوات الاحتلال>> في وجه عودته.
وأوضحت مصادر الصدر ل<<السفير>> أن الزعيم الشيعي قطع زيارته إلى بيروت حين سمع خبر تفجير المقام، واتجه عائدا للعراق.
الحكيم:
زاد يتحمل المسؤولية
وقال رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية عبد العزيز الحكيم أمس إن التصريحات الأخيرة للسفير الأميركي لدى بغداد زلماي خليل زاد <<لم تكن مسؤولة ولم يتصرف كسفير>> وإنها أعطت الضوء الأخضر للمسلحين لممارسة أعمالهم في العراق.
وأضاف الحكيم، في مؤتمر صحافي لبيان موقف الائتلاف الموحد من تفجير سامراء، أن تصريحات زاد <<كانت سببا لمزيد من الضغط ولمزيد من اعطاء الضوء للمجموعات الإرهابية، ولذلك فهو يتحمل جزءا من المسؤولية>>.
وتابع الحكيم أن السنة العرب <<كان لهم اليوم موقف مشرف وخصوصا أهالي مدينة سامراء في رفضهم واستنكارهم لهذه العملية>>.
هيئة العلماء:
لا حرمات
في ظل الاحتلال
واستنكرت هيئة علماء المسلمين امس استهداف المرقد، واصفة اياه بالعمل الجبان والمشبوه. وجاء في بيان صدر عن الامانة العامة للهيئة ان <<هذا العمل يراد منه الفتنة والإثارة المكشوفة في هذا الظرف الحساس>>.
وأدان البيان <<الجهة التي قامت به والجهات التي تقف وراءه>>، معتبرا انها <<لا تريد للعراق خيرا ولا للعراقيين اجتماعا>>. وأكد انه <<ما دام الاحتلال موجودا، فإن حرمات المسلمين ستبقى معرضة للاهانة والاستهداف والاوضاع في بلدنا ستسير من سيئ الى اسوء>>.
الدعوة والإرشاد:
حذار الفتنة
كذلك، استنكر نائب الامين العام للهيئة العليا للدعوة والارشاد والفتوى الشيخ زكريا التميمي، <<هذا العمل الاجرامي>>، محملا <<قوات الاحتلال تبعاته>>. وأشار الى ان هذا العمل هو من <<ضمن الخطة التي يراد منها صرف المسلمين عن الاعتداء على النبي محمد وجعل الفتنة بين المسلمين>>، محذراً من أن <<هذا مخطط يراد به أهداف بعيدة المدى للحرب على الاسلام والمسلمين>>.
الحزب الإسلامي:
لماذا الآن؟
واستنكر الحزب الاسلامي العراقي بدوره، الهجوم على المرقد. وقال في بيان انه <<يبدو أن مروّجي المشاريع الدخيلة على بلادنا لم يكتفوا بتفجير المساجد والحسينيات والكنائس>>، مطالبا بكشف <<حقائق للشعب العراقي وللعالم بأسره>>. وأوضح ان <<زوار الامام علي الهادي كانوا يُستقبلون بحفاوة بالغة من قبل اهالي مدينة سامراء السنّية وحتى وقوع هذه الجريمة>>، مضيفا ان <<الوضع الامني في سامراء ظل مضطرباً لمدة ثمانية اشهر في العام الماضي ولم يكن ثمة اي وجود للقوات الحكومية ولا الاميركية، ومع ذلك لم يقع اي اعتداء على مرقد الامام>>.
وتساءل الحزب <<لماذا وقع هذا الاعتداء الآثم الآن ؟>>، قائلا ان <<كل هذه المؤشرات تثير شكوكا حول تورط جهات معينة بمثل هذه الجريمة>>، مطالبا <<بتحقيق واسع النطاق من قبل اطراف محايدة بهدف تحديد الجهات التي كانت وراء الحادث الاجرامي والتي انخرطت في مشروع إيذاء الشعب العراقي من خلال اثارة فتنة طائفية مدمرة>>.
وأكد الحزب ان <<ملامح هذه الفتنة بدأت فعلاً على وجه الخصوص صباح اليوم حيث قامت مجموعة من مثيري الفتن الطائفية بإحراق جامع الحمزة في الغزالية وجامع المصطفى في حي الشباب وغيرها من الجوامع في مناطق متفرقة من بغداد>>.
<<أهل العراق>>:
لكشف المنفذين
وفي بيان صادر عن مؤتمر اهل العراق، استنكر الامين العام للمؤتمر ورئيس قائمة التوافق السنية عدنان الدليمي، الهجوم على المرقد. وقال البيان <<المؤامرة تتكشف يوما بعد يوم وهي تستهدف وحدة العراق وشعبه بجميع أطيافه ومكوناته... ولا تزال اطراف مشبوهة تفعل الأفاعيل من اجل زرع بذور الفتنة وإشعال حرب طائفية لا تبقي ولا تذر>>. وأضاف الدليمي ان ما حدث في سامراء <<حلقة جديدة من مسلسل المحاولات المشبوهة التي تريد تفكيك وحدة العراق، مطالبا <<سلطات الاحتلال والسلطات الحكومية، بإجراء تحقيق نزيه وشفاف في الكيفية التي حدثت بها الجريمة وكشف الجهات التي تقف وراءها وإعلان ذلك للرأي العام>>.
الطالباني: حذار الحرب الأهلية
وحذر الرئيس العراقي جلال الطالباني العراقيين أمس من السماح لتفجير المرقد بأن يجر البلاد إلى حرب أهلية. وقال، في خطاب أذاعه التلفزيون الحكومي، إن هذه <<الجريمة الجديدة البشعة>> هي تحذير من وجود مؤامرة على الشعب العراقي، مشددا أن على الجميع ان يتعاونوا ويعملوا سويا في مواجهة <<هذا الخطر.. خطر الحرب الأهلية>>.
وطالب الطالباني ديواني الوقفين الشيعي والسني بإصدار بيان مشترك يستنكران فيه العمل <<الإرهابي>> في سامراء، وذلك خلال لقائه رئيس ديوان الوقف الشيعي صالح الحيدري ورئيس ديوان الوقف السني بالوكالة اسماعيل علي طه.
ونقل بيان رئاسي عن الحيدري تأكيده على ضرورة ان <<توحد الكلمة والصف وتفوت الفرصة على الإرهابيين والتكفيريين في تحقيق مآربهم الدنيئة بزرع الفتنة الطائفية بين ابناء الشعب الواحد>>. واضاف ان <<الرئيس ابدى ارتياحه لفتوى سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني التي حرم فيها الاعتداء على الجوامع والمساجد والمراقد في بغداد وعموم المحافظات>>. واشاد الحيدري بمبادرة الطالباني بالتكفل بمصاريف اعادة اعمار قبة المرقد.
أما طه فقال من جهته <<ان رئيس ديوان الوقف السني توجه اليوم الى سامراء للمشاركة في التظاهرة الشعبية هناك لشجب ورفض هذه العملية الارهابية>>. واضاف ان الوقف السني اوصى القائمين على المساجد بتهدئة الوضع، وتخييب آمال من كان وراء هذه الجريمة النكراء>>.
الجعفري:
لترميم المرقد
وأعلن رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري الحداد ثلاثة أيام، داعيا إلى وحدة صف المسلمين. وأضاف الجعفري أن الحكومة المؤقتة أرسلت مسؤولين إلى سامراء، متعهدا بأن الحكومة ستعيد ترميم المرقد.
تظاهرات
وتجمع الآلاف من أهالي مدينة سامراء في الساحة المحيطة بالمرقد وحوله بعد وقت قصير من الانفجار للاحتجاج على الهجوم. ورفع الأهالي عمامة الإمام علي الهادي وسيفه ودرعه التي كانت محفوظة في احد سراديب المرقد وهم يهتفون <<بالروح بالدم نفديك يا امام>>. وقال سكان إن القوات الأمنية أغلقت المدينة فيما قالت الشرطة إنها أطلقت أعيرة نارية فوق رؤوس المتظاهرين.
وقال الشيخ احمد ضايع، إمام وخطيب مسجد الرسالة في سامراء وعضو هيئة علماء المسلمين السنية، إن <<هذا العمل الارهابي الذي استهدف مرقدا مقدسا للمسلمين يهدف الى زرع الفتنة الطائفية بين العراقيين>>. وذكر شهود عيان أن مساجد المدينة بثت عبر مكبرات الصوت <<الله اكبر>> و<<الموت لاميركا>> و<<اميركا هي من جلب الارهاب الى العراق>>.
وتظاهر الآلاف أمام منزل السيستاني في النجف، مرددين هتافات مثل <<الله اكبر.. ثوروا أيها الشيعة وخذوا بثأر الامام علي الهادي>>.
وتجمع آلاف المتظاهرين، الذين ارتدوا الملابس السوداء وحملوا صور مقتدى الصدر ورايات اسلامية، في مدينة الصدر معلنين غضبهم على تفجر المرقد.
وفي الكوت، شارك الآلاف من اهالي المدينة في تظاهرة نظمتها الاحزاب السياسية استنكارا للتفجير. وهتف المتظاهرون <<الله اكبر>> و<<كلا كلا للارهاب>>.
وفي الحلة، نظمت الاحزاب الشيعية تظاهرة شارك فيها الآلاف من الشيعة رفعوا الاعلام العراقية ورايات اسلامية.
وفي الناصرية، تجمع المئات من الأهالي وسط المدينة رافعين أعلاما عراقية ورايات إسلامية فيما هتفوا <<الله اكبر>> و<<كلا كلا للارهاب>>.
وفي بعقوبة، اقيمت تظاهرة شارك فيها السنة والشيعة وسط هتافات تتحدى مساعي التفرقة بين العراقيين <<لا سنية ولا شيعية وحدة وحدة اسلامية>>.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي أي)
وبعده
مقتدى الصدر يتحدث في مؤتمر صحافي في دمشق أمس (أ ب
الشيخ السني عبد الغفور السامرائي يبكي لدى رؤيته الدمار الذي لحق بالمقام في سامراء أمس (أ ب
تعليق