اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد
استطلاع عن حرم السيدة فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام)
وتغير الضريح المبارك وأعمال الصيانة والتجديد للحرم والقبة الشريفة
(* يا فاطِمَةُ اشْفَعِي لِي فِي الْجَنَّةِ فَإِنَّ لَكِ عِنْدَ اللهِ شَأْناً مِنَ الشَّأْنِ *)استطلاع عن حرم السيدة فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام)
وتغير الضريح المبارك وأعمال الصيانة والتجديد للحرم والقبة الشريفة

وكانت (عليها السلام) سيدة عالمة فاضلة تقية محدثة شأنها في ذلك شأن جميع بنات رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار. فجعت في عام 179 هجرية بفقد أبيها الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) وعمرها ست سنوات عندما أمر هارون الرشيد بنقله إلى بغداد وسجنه هناك. فتلقت تربيتها وتعليمها على يد أخيها الإمام الرضا (عليه السلام) وأحبته حبا شديدا، وكان هذا الحب سببا لدفنها في مدينة قم.
لما استقدم المأمون الإمام الرضا (عليه السلام) من المدينة إلى مرو لإسناد ولاية العهد إليه عام 200 هجرية ضاقت السيدة المعصومة لفراق أخيها واشتاقت إليه فخرجت خلفه للقائه، فلما وصلت إلى مدينة ساوه القريبة من مدينة قم وهي في طريقها إلى مرو مرضت هناك فسألت عن المسافة بين ساوه وقم فقيل لها عشرة فراسخ فقالت احملوني إليها، فحملوها إلى قم ونزلت في دار موسى بن الخزرج بن سعد الأشعري الذي أكرمها أكراماً يليق بشأنها واستقبلها على رأس جماعة من العلماء والأشراف ورؤساء القبائل، حيث اخذ بزمام ناقتها وجرها مع حاشيتها إلى منزله، وأقامت في داره (17) يوما حتى انتقلت إلى جوار ربها، فأمر موسى بن الخزرج بتغسيلها وكفنها وصلى عليها ودفنها على ارض كانت ملكا له. ثم بنى على قبرها سقيفة من البواري إلى أن قامت زينب بنت الإمام محمد الجواد (عليه السلام) ببناء قبة من الآجر عليه. وقد أم مدينة قم بفضل دفنها فيها بمرور الزمن كثير من العلويين وأولاد أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وأصبحت هذه المدينة عش آل محمد (صلى الله عليه وآله)، مركزاً من مراكز شيعة أهل البيت.

كان تأسيس مدينة قم على يد الأشعريين وتوارد الضغط على الشيعة عموماً وشيعة الكوفة خصوصاً وكانت الهجرة في سنة 83 هـ أو سنة 94 هـ.
وبذلك كانوا أول من نشر التشيع في إيران وكانت في قسمين عجمي وعربي ويسمى القسم العجمي بـ (كوميذان) والقسم العربي يسمى بـ (عربستان) أو حسين آباد. وقد تمصرت المدينة بعد حلول السيدة المعصومة فيها.
الحرم الشريف:

ويضمّ الحرم الشريف عدداً كبيراً من قبور العلماء والأولياء والصّالحين، دفن أصحابها بجوار السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام)، كما دفن في داخل الحرم عدد من العلويات وغيرهن، وكانت قبورهنّ متميزة تحت قبّتين، وأمّا اليوم فيضمهنّ ضريح واحد تحت قبّة واحدة، ولا يتميز من تلك القبور إلاّ مرقد السيدة المعصومة (عليها السلام) وقد وضع عليه صندوق خشبي.

هذا وقد مرّ حرم السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) في عمارته بمراحل عديدة حتى بلغ ما هو عليه اليوم من الجلالة والقدسية والعظمة.
بعد دفن كريمة أهل البيت بنى موسى بن الخزرج مظلّة ـ سقيفة ـ من القصب فوق القبر الشريف.
بعد ذلك بنت زينب بنت الإمام الجواد (عليه السلام) قبّة من الآجر فوق القبر.
في سنة 413 هـ زين الحرم المطهّر بالآجر الملوّن النفيس.
في سنة 529 هـ أسّست قبّة جديدة.
في سنة 592 هـ جدّد بناء القبّة المطهرة.

في سنة 1275 هـ صنع الضريح الفضي.
في سنة 1285 هـ أسّست مآذن الإيوان الذهبي، وفي سنة 1301 هـ ذهّبت هذه المآذن.
في سنة 1292 هـ صنع الباب المنقوش للرّوضة المطهرة.
في سنة 1303 هـ أسّس الصّحن الجديد.
في سنة 1306 هـ صنع الباب الفضي للحرم المطهّر.
هذا، وقد تعاقبت الأيدي ـ ولازالت ـ على عمارة الحرم الشريف وصيانته ونظافته وتجديد بنائه، واليوم يتم تجديد الضريح المبارك بعد تعرض الضريح القديم للتآكل، حيث تم صناعة ضريح جديد في مدينة أصفهان الذي أستغرق العمل فيه حوالي الخمس سنوات، والضريح الجديد تم استخدام 3 كيلو من الذهب الخالص مع 150 كيلو من الفضة في صناعته، وهو يختلف

وتُشرف على الحرم منذ عهد قديم هيئة خاصّة تعني به وبمرافقه وتدير شؤون الأوقاف التابعة له، وترعى أمور الزائرين والوافدين.
وكانت الخدمة في الحرم الشريف ـ ولا زالت ـ تعتبر شرفاً لا يحظى به إلاّ القليل، حتى أنّ بعض المؤمنين يتبرّع بالخدمة تقرباً إلى الله تعالى، وتشرفاً بخدمة حرم وليّة من أوليائه، وإظهاراً لمودّة أهل بيت نبيه (عليهم السلام).
وأصبح هذا الحرم الشريف مصدر خير وبركة، وموطن عبادة ودعاء وأماناً للمؤمنين عامة، ولمن جاور هذه البقعة المباركة، فقد كان هذا الحرم المبارك ملجأً وملاذاً للناس عند الشدائد والأزمات، حيث يلوذون بقبرها المطهر ويتوسلون بها إلى الله، وهي كريمة أهل البيت (عليهم السلام)، ولها شأن من الشأن، فلا يصدرون ألا بالفرج والخير والإجابة.

ثواب زيارتها (عليها السلام):
قال الإمام الصادق (عليه السلام): (إن للجنّة ثمانية أبواب، ثلاثة منها لأهل قم، تقبض فيها امرأة من ولدي، واسمها فاطمة بنت موسى، تدخل بشفاعتها شيعتنا الجنّة بأجمعهم)[بحار الأنوار ج 60 ص 228].
قال الإمام الرضا: (من زارها عارفاً بحقها فله الجنة).[عيون أخبار الرضا ج 2 ص 267]
ومنها ما روي عنه (عليه السلام) أيضاً أنه قال: (من زار المعصومة بقم كمن زارني)[رياحين الشريعة ج 5 ص 35].
وقال الإمام الجواد: (من زار قبر عمتي بقم فله الجنة).[كامل الزيارات ص 536].
وفي هذا القيد (عارفاً بحقها) تكمن شروط الزيارة وأثرها في التمسك بالحقائق الإسلامية.
زيارة فاطمة بِنْت مُوسَى بْن جَعْفَر (عليها السَّلام):
روي عن الإمام الرضا (عليه السَّلام) قال: (مِنْ زارها عارفاً بحقها فله الْجَنَّة) فإذا أتيت القبر فقم عند رأسها مستقبل القبلة وكبّر أربعاً وثلاثين تكبيرة (اللهُ أَكْبَرُ) وسبّح ثلاثا وثلاثين تسبيحة (سُبحانَ اللهِ) واحمد الله ثلاثاً وثلاثين تحميدة (اَلْحَمْدُ لِلَّهِ) ثمّ قل:


في ختام تقريرنا هذا نشكر إدارة الحرم المقدس ومدير مكتب الإدارة ومصور الحرم الشريف السيد وفايي على هذا التقرير وحشرنا الله مع النبي وآله صلوات الله عليهم أجمعين.
تعليق